كنت متضايق من قراري ترك النادي حتى تهدأ الفتنة الكروية و صرت أنام كثيراً حتى
بين القيلولة و القيلولة قيلولة لأن ليس حال النادي ما يزعجني فقط هذه الأيام بل
قدوم العيد وحده يعمل عندي كأبة كيف و هم يريدون مني الإحتفال بنجاة فلان من ذبح فلان
أضف على هذا الشكوى من مصاريف العيد و إنفلونزا الخنازير بالحج و المازوت و حاجة تقرف .

" البقاء لله يا حميد مات العم علي "

من العم علي ؟ أي عم علي ؟ أه تذكرت ....
لم أره من سنتين لكني تحدث معه الصيف الماضي حيث كان يستشيرني بأفضل ماركة مكيفات
بما أني افهم بالكومبيوتر ( ما دخل المكيفات بالحواسيب ؟ كلها تكنولوجيا ) فأشرت عليه بماركة
معينة وكان مبسوط من رأيي فهو بالأخير رجل بسيط ذو قلب طيب كان يعمل بدائرة الوالدة الحكومية .
فقير ذو عيال هبطت عليه ثروة لما أمر الرئيس بتعويض من خسر أرضه بجانب السد الجديد .
ومع ذلك لم يترك الوظيفة رغم سمعه الذي خف و نظره الذي ضعف و جسده الذي تعب كدحاً
بوظيفة الفتات الذي زوج منها ابنه و وظف ابنته بها و بقي يعمل بها حتى يوم وفاته ....

كيف مات ؟ جلطة دماغية بعد إنصرافه في الشارع و مات بلحظتها و لم ينفعه إسعاف أهل الخير له .

ياه و الله كان شهم وهو أول من سارع لإقراضنا يوم سفري لمصر و كان يذكرنا بمكالمة بين الحين
و الأخر رغم مشاغل الحياة ..... هههههه حتى كنت أغضبه بصغري و أنا ألعب بهاتف مكتبه و أجلس
على كرسي الوثير الذي خصصه لنفسه نظراً لكبر جثته و لما تدينت صار يناديني الشيخ حميد و بقي كذلك
حتى لما تركت الدين من باب الممازحة حتى بالمكالمة الأخيرة كان مصراً على هذه التسمية .

متى مات ؟ منذ 15 يوم ولا أحد يعرفكم ليخبركم و لم تكن التعزية لأهله حتى لو بوقتها مجدية
لأنهم يجهلون أصدقائه السابقين بالعمل هذا عدا عن المسافة الكبيرة بيننا .

و لماذا الحزن يا حميد ؟ لا اعرف ربما لغدر الموت أو لرهبته أو لأني كنت أعرفه و أناديه " عمو "
أو لأنه رحيل رجل طيب و أب حنون أو هو الموت فعلاً أينما حل حل الحزن حتى بسامعه .


العمر لكم