نادي الفكر العربي
نقد عقلانى للقران - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+---- المنتدى: ساحة الأعضاء الجدد (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=18)
+---- الموضوع: نقد عقلانى للقران (/showthread.php?tid=3551)

الصفحات: 1 2 3 4


نقد عقلانى للقران - نادرة - 08-24-2008

هذا الموضوع هدية لكل من يؤمن بالمنطق والحقيقة مهما كانت صعبة
وهو أيضاً هدية لكل المغالين في الدين لأنه بأمس الحاجة له
حتى يتمكنوا من تمييز الغث من السمين

وتحيتي من هذا المنبر لصديقتنا نورا محمد الجريئة والمميزة<_<

نقد عقلانى للقران

نورا محمد
agnostic-2007@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2380 - 2008 / 8 / 21

يعتقد المسلمون فى جميع انحاء العالم و يؤمنون ايمانا راسخا لا شك فيه ان القران كلام الله وانه وحى من الله لمحمد نزل به جبريل الملك على قلب محمد ليبلغه للناس.
و هذا الاعتقاد ليس صحيحا انه مجرد وهم .والقران ليس كلام الله وليس وحيا انما هو كلام محمد.
وهذا الراى يمثل صدمة للمؤمنين ولكنه الحقيقة و قد تكون الحقيقة مؤلمة و قاسية .
واول تعليق على القران حين سمعه اهل مكة انهم قالوا :افتراه .وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة و اصيلا و قالوا شاعر و له شيطان فى وادى عبقر يقول له القران وقالوا ساحروكاهن ومجنون.
ولو كان القران معجزة حقيقية ما انتقده احد.ولصدقه الجميع على الفور ولافحم المعارضين .ولكن القران محل شك وجدل و نقد من اول يوم ظهر فيه حتى الان.
ومصدر القران الوحيد هو محمد.اى ان المؤمن يعتمد فى عقيدته واهم شيئ فى حياته على شخص واحد يفصل بيننا و بينه 1427 سنة ولم نره و لم نقابله و قد يكون هناك اسباب او ظروف دفعته للادعاء انه نبى وان القران وحى من الله و بذلك ابنى حياتى كلها على شخص و احد قد يكون مخطئا او مصيبا .
قد ترسب فى نفوس الناس عبر الازمان ان القران مقدس ولذلك يجب ان يصدقه الناس كما هو بدون اعتراض او تساؤل او مناقشة او تفكير ولذلك لم يجرؤ احد على الاعتراض عليه عبر الزمن ولكن اذا نفينا عنه صفة القدسية واخضعناه للتفكير العقلانى سنجد فيه كثير من السلبيات و الاعترضات والانتقادات التى تنفى عنه صفة الاعجاز .

الادلة التى تؤكد ان القران بشرى ومن تاليف محمد
1-القران كلام ,والكلام من صفات البشر وضمن قدراتهم ,فما المانع ان يكون القران كلام محمد و ليس كلام الله ؟ولماذا اختار الله ان تكون معجزة نبيه التى مهمتها اثبات نبوته ووجود الله هى مجرد كلام يكون محل شك و جدل ونقد؟ولو كان الله يريد حقا انزال معجزة تثبت نبوة محمد وانه رسول مبعوث من عند الله وان الله موجود لا محالة لارسل مع محمد معجزة خارج نطاق القدرة البشرية لتكون دليل قاطع ليس به شك و ريبة او لبس و غموض.
2-ليس منطقيا و لا عقلانيا ان تكون المعجزة المفترض بها هداية الناس والتى تدلهم على وجود الله موضع شك و انقسام بين الناس فيوجد من يقول هو من عند الله و اخرون يقولون هو من تاليف محمد ولماذا لا يرسل الله معجزة واضحة لا شك فيها؟
3-تحدى القران ان ياتى احد بمثله ولو اية و قد قمت بتاليف عدة ايات موجودة فى هذا البحث وبذلك تنتفى المعجزة عن القران.
4-استخفاف القران بالعقل واستهانته به وذلك بتاكيده ضرورة الايمان بالغيب الذى لا يوجد اى دليل عقلى او علمى عليه.
5-احتواء القران على المتشابه الى جانب المحكم مما يشكك الناس فى القران ويسبب الجدل الحيرة .فما السبب فى احتواء القران على المتشابه .وهل من المنطقى ان يكون الدليل الوحيد على وجود الله هو نفسه محل الابتلاء والفتنه ؟
6-احتواء القران على المنسوخ:ولو كان كلام الله ما احتاج الى النسخ والتغيير.
7-التكرار :توجد ايات مكررة بالحرف الواحد .وقصص القران مكررة بكثرة .ومن صفات الاعجاز الاختصارو الايجاز وليس التكرار و الاستطراد و كان محمد ينسى فيعيد ذكر و تكرار ماسبق و قاله.
8-كلمات ركيكة مثل :انلزمكموها.
9-اسباب النزول:توجد ايات كثيرة فى القران مرتبطة بسبب لنزولها وهذا الامر من اهم الاسباب التى تؤكد ان محمد هو الذى قال هذه الايات .فعندما يقع حدث معين لمحمد او لاحد المحيطين به او يساله شخص اواشخاص عن امر معين فانه يعلق على هذا الحدث او يرد على السؤال .والقران رد فعل لاقوال و احداث حدثت لمحمد فانفعل بها و عبر عنها فى صورة ايات القران .ويظهر هذا واضحا فى الايات التى تعلق على الغزوات والحروب التى خاضها محمد والتى تعالج مشاكله مع زوجاته او المنافقين او اليهود او اصحابه .
وقد يدافع احد عن هذا النقد بقوله :ان الله قدر هؤلاء الناس وهذه الاحداث خصيصا من اجل نزول هذه الايات .والرد انه لو كان القران نزل منفصلا عن الاشخاص والاحداث و الاسئلة لكان ادعى ان يكون معجزة ولما اعطى فرصة للشك انه من تاليف محمد.
10-عدم التسلسل المنطقى للايات فالقران يتحدث عن موضوع ثم ينتقل الى موضوع اخر ثم يعود الى الموضوع الاول.دون ترابط بين الايات .او ينتقل فجاة الى موضوع اخر.
11-كل معلومات القران مستقاة من الاديان السابقة والفلسفة اليونانية و المشاهدة العينية و العادات و الشعائر والطقوس التى كانت موجودة فى مكة قبل الاسلام و نقلها محمد للاسلام وجعلها من شريعة الاسلام ومن الاساطير والقصص والشعر التى كانت تقال فى نوادى مكة واسواقها ولذلك رفض اهل مكة تصديق ان القران وحى لانهم يعرفون مصدر المعلومات فى القران ولم يروا فيه اى اعجاز.
12-احتوائه على اساطير مثل ياجوج وماجوج.
13-امر القران بالغزو و الجهاد و العنف و الحرب و بذلك لم يغير من اوضاع العرب شيئا واقرهم على ما هم فيه من همجية وبدائية و تخلف.

مم يتكون القران؟
1-التاكيد على فكرة وجود الله وان محمد رسول الله وغيرها من الغيبيات التى تنافى العقل و لا يوجد عليها اى دليل علمى.والتى نقلها عن السابقين وعن اهل مكة .
2-قصص واساطير عن السابقين نقلها محمد عن الاديان السابقة وعن معلومات عصره.
3-تعليق على الغزوات والحروب التى خاضها محمد مع اصحابه وعلى الاشخاص و الاحداث التى كان يمر يها ولا تختلف كثيرا عن السيرة الذاتية .
4-اجابة عن الاسئله التى كان يسالها المحيطون به.
5-قيم و مبادئ ومثل عامة نقلها عن الاديان السابقة وعن اهل مكة.
6-حل للمشكلات التى كانت تقع له مع اليهود والمنافقين و الكفارو زوجاته .
وبذلك يتاكد ان مكونات القران ومحتوياته كلها فى حدود قدرات محمد كشخص عبقرى وله قدرات خاصة او متصل بكائنات خارقة خفية وليس وحيا من الله.


والاعجاز الاول فى القران انه كلام الله وان البشر لا يستطيعون ان ياتوا باية من مثله
ويتحدى محمد ان ياتى احد باية مثل القران
وهذه ايات من تاليفى
ياايها الناس اتقوا الله ولا تكونوا من المعتدين ان الله يامركم بالعدل والاحسان و ينهاكم عن البغى والعدوان وان تكونوا من الظالمين .ولا تضربوا نساءكم فانهن عوان عندكم كيف تضربوهن و قد اخذن منكم ميثاقا غليظا ومن يضربهن منكم فقد اعد الله له عذابا اليما .يوصيكم الله فى نسائكم ان تبروهم و تقسطوا اليهم. ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه."
يايها الذين امنوا اتقوا الله فى نسائكم وبناتكم واخواتكم وخالاتكم وعماتكم وبنات الاخ وبنات الاخت واخواتكم من الرضاعة.انما نساؤكم عوان عندكم فاتقوا الله فيهن ولا تبغوا عليهن سبيلا .حرم عليكم ان تضربوا نساءكم ومن يضربهن منكم فان الله اعد له عذابا اليما .كيف تضربوهن وقد اخذن منكم ميثاقا غليظا واستحللتم فروجهن بكلمة من الله.واحبوا نساءكم واحسنوا اليهن واقسطوا ان الله يحب المقسطين .ولا ترفعوا اصواتكم عندد نسائكم ولا تغضبوهن وكلموهن بالرفق و اللين و الاحسان وقولوا لهن قولا كريما ومن يصرخ فى وجه امراته فقد باء بغضب من الله ولا تؤذونهن فى ابدانهن ولا انفسهن ان الله لا يحب كل كفار اثيم .لا يحل لمؤمن ان يهجر امراته فى الفراش فان ذلك يؤذيها و يفتنها فى دينها والله لا يحب المفسدين .يامركم الله ان تحصنوا نساءكم وتعفونهن فان ذلك من تقوى القلوب .وان كانت امراة لها زوج وهو لا يعفها فقد باء بذنبها ويوم القيامة يحاسب حسابا عسيرا.واذا غضبت فرضها واذا غضبت ترضبك وكان الله عفوا كريما .وان خفتم نشوزهن فعظوهن واكرموهن واحبوهن واحسنوا اليهن وسيصلح الله احوالهن .وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع واعدلوا بينهن .وانكحن ما طاب لكن من الرجال مثنى وثلاث ورباع فان الله يحب العدل والقسطاس .
واستعينوا بالعلم لتعلموا النسب .ادعوهم لاباءهم هو اقسط عند الله .وان امراة سافر زوجها وخافت على نفسها الفتنة فلا جناح عليها ان تتزوج زوجا غيره .لا يكلف الله نفسا الا وسعها والله رحيم بكم .ماذا يفعل الله بعذابكم ان اتقيتم وامنتم .انما الذكر مثل الانثى وخلق الله الذكر وخلق الانثى .وليس الذكر بافضل من الانثى .وللنساء عليكم درجة .فالوالدات يحملن اولادهن وهنا على وهن ويرضعونهن ويحبسن فى البيوت لاجلهم والله لا يضيع اجر من احسن عملا .لا يحل لكم ان تطلقوا النساء عنوة ولكن اذا تراضيتم بالمعروف ولهن نصف ما تملكون عند الطلاق .ذلك حكم الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه .فالزوجات قانتات صالحات حافظات للغيب بما حفظ الله وقد جاهدن معكم فى الحياة فكيف تبخسوهن حقهن وما الله بظلام للعبيد."
"قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم .ان تضربوا النساء او تهجرونهن فى المضاجع او تتزوجوا عليهن او تقولوا لهن قولا غليظا .ان ذلك كان يؤذيهن ومن يؤذى النساء فقد اذى الله واعد الله له عذابا اليما "

امثلة من ايات القران التى تتعارض مع العقل و المنطق و العلم و المصلحة
الاية "الذين يؤمنون بالغيب" الايمان بالغيب ينافى العقل و ليس عليه دليل علمى و يغرق العقل فى الخرافة وينشا التفكير الاسطورى و ينبذ العقل و التفكير العلمى مما يؤدى الى تخلف المجتمع و الامة,

الاية "ان ياجوج وماجوج مفسدون فى الارض"وهذه اسطورة ذكرها القران انها حقيقة ولا وجود لياجوج و ماجوج الان على الارض.

الاية "خلقنا السموات و الارض فى ستة ايام" اثبت العلم ان الارض تكونت فى بلايين السنين و ليس فى ستة ايام .

الاية "هو الذى انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب و اخر متشابهات فاما الذين فى قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تاويله و ما يعلم تاويله الا الله"والاية "ولما ياتهم تاويله وما يعلم تاويله الا الله"
والايات المتشابهة فى القران هى الايات الغامضة التى تتشابه فى معناها فلا يفهم المقصود منها و يختلف العلماء فيها مثل الايات التى تتكلم عن استواء الله على العرش و الكرسى و ان الله له الوجه و اليدين و انه ينزل الى السماء الدنيا و ان له صوره سيراه المؤمنون يوم القيامة و انه نور السماوات والارض.
ويقول المؤمنون ان وجود المتشابه فى القران للابتلاء .وهل من المنطقى ان يكون الابتلاء فى الدليل الوحيد و المعجزة الدالة على وجود الله؟ويصف القران المعترضين على الايات المتشبهة انهم فى قلوبهم زيغ ليمنع الناس من التساؤل و الاعتراض .ويقرر ان القران لا يعلم تاويله الا الله.وهل من المنطفى ان ينزل الله قرانا لا يعلم معناه الا هو؟وقد اختلف العلماء فى الراسخون فى العلم وهل يعلمون التاويل ام لا و هذا الاختلاف ناتج عن غموض القران و تعارضه مع بعضه.والمنطقى ان ينزل الله القران واضحا لا لبس فيه ولا غموض ويعلم ياويله جميع الناس لانه منزل لهدايتهم لا ليكون السبب فى اختلافهم وتقاتلهم.
وهذا اعتراف صريح وواضح من محمد شخصيا والاعتراف سيد الادلة ان القران به محكم و متشابه وهذا يعنى ان القران ليس كله محكم وهذا يتنافى مع القدسية والاعجاز الذى يحتم ان يكون القران كله محكم وليس به ثغرات او ضعف .
وتؤكد الايات التالية ان الذى يصدق القران رغم ما فيه من قصور هو من الراسخون فى العلم ومن اصحاب العقل الذكى الراجح ويقول فى حديث صحيح على الذين يتساءلون عن المتشابه ويعترضون عليه "اؤلئك الذين ذكرهم الله فاحذروهم "وهو بذلك يكرس ارهاب الناس ويخوفهم من الاعتراض او التفكير او المناقشة ويحرم الراى والراى الاخر والحوار وجميع المفاهيم الحديثة للفكر الحر. والناس تصدق القران لكى ينطبق عليهم صفة الراسخون فى العلم وتنفى عن نفسها صفة ان فى قلبها زيغ.


الاية "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
ويوجد اختلافا كثيرا فى القران ادى لظهور تفاسير مختلفة و ظهور المذاهب الاربعة و فرق كثيرة مثل المعتزله و الاباضية و الزيدية و الشيعة و غيرها وادى ذلك الى فرقة المسلمين و تضييع الجهد و الوقت فى الاختلاف و القتال و اراقة الدماء.وقال على ابن ابى طالب على القران انه حمال اوجه ,اى انه يمكن تفسيره بطرق مختلفة وله معان كثيرة .


الاية "لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجرى من تحتها الانهار"
يصف القران سكن المؤمنين فى الجنة و النعيم الذى ينتظرهم بالغرف.
بالنسبة لبيئة بدوية بدائية يسكن اكثر اهلها الخيام فان غرف من فوقها غرف مبنية هى اقصى ما يتمناه المرء وغاية ما يوصل اليه خياله واحلامه و اوهامه وامله فى الحياة ان يسكن فى غرف مبنية .
وفى العصر الحديث بنى الانسان ناطحات السحاب وحقق العلم و الحضارة و التكنولوجيا ما هو افضل من الغرف وحقق على الارض و فى الواقع ما هو افضل من الجنة .ونحن نستطيع العقل والذكاء ان نحقق الجنة وافضل منها فى الحياة الدنيا ونستبدل الوهم بالواقع .فالقصور و الفيلات التى تطل على الانهارو البحار وحمامات السباحة افضل مما ذكرا القران فى وصف الجنة .

نقد لسورة الانعام
تبدا السورة بالاشارة الى خلق السماوات والارض وخلق الانسان ثم تنتقل الى الحديث عن الكفار ثم تواسى محمدا على تطاول اعداءه عليه ثم تتحدث عن المشركين فى يوم القيامة ثم تعاود مواساة محمد .وهكذا تستمر السورة فى الانتقال من موضوع الى اخر لا علاقة بينهم و لا ترابط ولا تسلسل وهذا عيب و ضعف فى اسلوب و خلل فى السياق.
وهذه السورة مثل بقية سور القران مفككة و غير مترابطة ومتخبطة فى الاحداث وهى تتحدث عن نقطة ثم تتركها الى نقطة اخرى ثم تعود لنفس النقطة مرة ثانية دون ترابط للاحداث و المواضيع وهذا نقطة ضعف و قصور فى تركيب سور القران ,
ولان محمد هو الذى يقول الايات وليس الله فانه يتحدث بصيغة الاله تارة وينسى فيتحدث بصيغة الرسول تارة اخرى ويظهر هذا فى الاية "قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات و الارض وهو يطعم و لا يطعم قل انى امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين "والسياق يحتم ان يقول ولا اكونن بدلا من تكونن.
وسياق الاية فى بدايته ان الله يوجه الكلام لمحمد ونهايتها تامره بالا يكون من المشركين .
الاية "ومنهم من يستمع اليك وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه وفى اذانهم وقرا"هنا تؤكد الاية ان الله جعل على قلوب الكافرين اكنة لكى لا يفقهوا القران وفى اذانهم ما يسدها عن سماعه .فكيف يكون الله هو السبب فى عدم الهداية ثم يعذبهم على ذلك؟وكيف يهتدون و الله لا يريد لهم الهداية ؟
الاية"قد نعلم انه ليحزنك الذى يقولون فانهم لا يكذبونك "لاية تقرر ان الكفار لا يكذبون محمد والحقيقة عكس ذلك فهم يكذبونه فعلا ولولا ذلك لصدقوه وقد قالوا عنه كذاب اشر .
الاية "بديع السماوات و الارض انى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة "تؤكد هذه الاية و تنفى ان يكون لله ولد و تسوق فى سبيل ذلك سببا غير مقنع و لا عقلانى ان الله ليس له زوجة .وهذا السبب مضحك جدا وساذج لان الله قادر على كل شيئ و يستطيع بقدرته المطلقة ان يكون له و لد بدون زوجة .وذا كانت مريم انجبت عيسى بدون رجل الا يستطيع الله ان ينجب ولدا بدون زوجة؟
الاية "لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار "ما معنى ان الله يدرك اللابصار ؟وهكذا القران يحتوى على الفاظ لا معنى لها ولا مدلول لمجرد التضاد فقط وهو ضعف فى البناء القرانى.
الاية "ولو اننا انزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله"يؤكد محمد فى هذه الاية ان مشيئة الله هى السبب فى الايمان و ان الايات لن توثر و هو يحاول تبرير عدم وجود ايه قاطعة و اضحة على نبوته وعلى وجود الله.


الاية "قل هل انبؤكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا واضل عن سواء السبيل "المائدة 60
تؤكد الاية على مسخ اليهود وتحولهم الفجائى من الحالة الانسانية الى الحالة الحيوانية وذلك نتيجة لعنة الله عليهم وغضبه .والناحية العلمية الطبية يستحيل تحول الانسان الى حيوان فى لحظة .ومن المؤكد ان هذا الحدث ما هو الا اسطورة ساقها القران على انها حقيقة وقعت بالفعل مع استحالة وقوعها من الناحية المنطقية العقلانية .وهذه من الايات الغير عقلانية فى القران .وتكرس التفكير الاسطورى للمؤمنين .وبهذا يتضح تعارض القران مع العقل والعلم .
وهذه الاية من الايات السلبية التى تسبب الكراهية بين المسلمين و اليهود و تسهم بشكل فعال فى الصراع الدائر فى فلسطين و تدمر اى جهود للصلح و العيش فى سلام وتؤجج الصراع و اراقة الدماء و الحلقة المفرغة من العنف ولن يسود السلام فى فلسطين الا بالتخلى عن هذه الاية و الايات المشابهة التى تسبب الصراع الدامى و العنف.

الاية "يهب لمن يشاء اناثا و يهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا و اناثا و يجعل من يشاء عقيما"
ظهرت تقنية علمية جديدة تسمى pcd يختار بها الابوان جنس المولود فصار تحديد جنس المولود حسب رغبة الابوان وليس حسب مشيئة الله.اما العقم فقد اكتشف العلم اسبابه و عالجه و التقدم العلمى مستقبلا كفيل بالقضاء على العقم تماما.
واستطاع العلم الحديث فصل الحيوانات المنوية التى تحتوى على الكرموزوم واى والذى يسبب انجاب البنين و الكروموزوم اكس الذى يسبب انجاب البنات .
واعلنت احدى الشركات الطبية فى سويسرا عن اختراع ساعة يد تساعد فى اختيار نوع الجنين عن طريق التلقيح الصناعى .
وقد قضى العلم والطب على اغلب اسباب العقم من انسداد الانابيب الى كسل المبايض عندما اكتشف الانسان التركيب التشريحى للجهاز التناسلى للمراة كما عالج ضعف الحيوانات المنوية فى الرجل وحل التلقيح الصناعى كثير من حالات العقم.


وخلقنا منها زوجها "الاية
خلق حواء من ادم اسطورة نقلها محمد من التوراة وذكرها القران انها حقيقة و لا يوجد دليل علمى يؤكد ذلك وتكرس دونية المراة وانها درجة ثانية و انها خلقت بعد ادم اى ان الرجل اولا ثم تاتى بعده المراة .


الاية "يسالونك عن المحيض قل هو اذى"اثبت العلم ان دم الحيض ليس اذى وهو دم مخصص لتغذية الجنين .وكلمة اذى كلمة فضفاضة عائمة ليست متخصصة ولاتليق بكتاب مقدس ولكنها تعتمد على معلومات محمد .


الاية"ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين "
اثبت العلم ان النجوم ليست فى السماء الدنيا و ليست قريبة و هى تبعد ملايين السنوات الضوئية عن الارض و لم يثبت العلم انها رجوم للشياطين .واذا كانت الشياطين ترجم بالنجوم فكيف تصل الى الارض و تجرى من الانسان مجرى الدم؟


الاية"ومن كل شيئ خلقنا زوجين "
اثبت العلم وجود كائنات كثيرة وحيدة الجنس و لا يوجد منها ذكر و انثى .وكائنات خنثى تجمع الذكرو الانثى فى كائن واحد.

ننتظر من الأفاضل مناقشة الموضوع لا رمي الإتهامات والسباب والشتائم
فالفكر لا يرد عليه سوى بالفكر

وإلى لقاء قريب
نادرة شلبي


نقد عقلانى للقران - إسلام - 08-25-2008

Arrayننتظر من الأفاضل مناقشة الموضوع لا رمي الإتهامات والسباب والشتائم
فالفكر لا يرد عليه سوى بالفكر[/quote]
الأخت الفاضلة العزيزة ،
أود أن ألفت عنايتك بأنه يوجد في محيطات الإنترنت السحيقة مئات المندسين بأسماء وهمية حريمي أوإلحادي ،
متسترين بستر الخالق ،
متسربلين بالتخفي وتغيير الجلود والأقنعة التي لا تكشفها سوى ضمائرهم ،
والمحيطين بهم من معارفهم وأصدقائهم ،
وهم بالحقيقة مجرد منتفعين بسلطة الكهنوت ، أوكسالى في أداء حق الله تعالى في العبادات ،
أو متعالين عليه جل شأنه في كرمه وحلمه وقدرته ورحمته وعظمته ،
أو لاهين لاعبين مؤثرين للحياة الزائلة الفانية ويشترونها بأغلى الأثمان ( حريتهم ومبادئهم وضمائرهم ) ،

ويبعون آخرتهم بأبخس الأثمان ( حلم قصير يكاد لا يبلغ يوماً واحداً هو عمر الإنسان )

وهذا الذي أشرت إليه بال" موضوع" ليس موضوعاً وإنما مواضيع قد اهترأت من كثرة مناقشتها وتفصيصها ،
ولها عدة مواضيع في قلعتنا " نادي الفكر " أو في بقية منتديات الحوار ،

لكن ربما لي عودة لمناقشة ما تفضلت بحشره في تلك الصفحة ( إن كان في عمرنا بقية ) وذلك لك أنت على افتراض حسن النية ،
والله خير الشاهدين عليك وعلى سواك ،

ودمت بخيرومودة ،



نقد عقلانى للقران - حسن سلمان - 08-25-2008

ننتظر نقدك العقلاني
وليس مجرد النسخ واللصق
تحياتي(f)


نقد عقلانى للقران - عاشق الكلمه - 08-25-2008

هل انتى نادره واللتى فتح ابراهيم موضوع بخصوص تسجيلها فى النادى؟؟

لا والله ونعم العقل المتفتح والمستنير .......


على السريع كده وكنقد لما اتيتى به فان كل الرسالات السماويه واللتى هى سماويه من عند الله عباره عن كلام, فالانجيل كلام والتوراه كلام , وكذلك القران كلام.

الايات اللتى من تاليف نورا محمد هى من القران ولم تخرج عنه , فقد استخدمت نفس كلمات القران ومصطلحاته واسلوبه , ولم تفعل اكثر من انها اعادت صياغه الكلمات لتعطى معانى اخرى, تماما كان اخذ قصيده شهيره لاحد الشعراء واعيد ترتيب بيوتها وادعى انى من الفتها .


الايمان بالغيب هو الايمان بالله , وهذا لا يتنافى مع اعمال العقل والايمان بالواقع والعمل من اجل المستقبل.

كفايه لحد كده , حيث ان الموضوع لا يستحق.

اراكى بالامس (f)


نقد عقلانى للقران - إبراهيم - 08-25-2008

Array على السريع كده وكنقد لما اتيتى به فان كل الرسالات السماويه واللتى هى سماويه من عند الله عباره عن كلام, فالانجيل كلام والتوراه كلام , وكذلك القران كلام.[/quote]


الله ينور عليك.. مع إضافة صغيرة:

روح يا كلام تعالى يا كلام.

كله كلام في كلام.. وآخرة الكلام كلام..


محسوبك الواد كلمنجي عبد الكلام من كفر الهنادوة.

همسة وعلى رأي واحدة درزية غالية:

احنا الشعب الوحيد من بين كل شعوب العالم اللي خلينا "الكلام" بقى علم وسميناه "علم الكلام".

علم الكلام!!!!!!!


نقد عقلانى للقران - نبتون - 08-25-2008

الحقيقة ان العنوان شدنى و بدأت القراءه و بعدين فيصت

قص و لزق ممل و ادلة منطقية من نوع ان القران ليس سماويا بدليل ايه بقى ان الكفار رفضوه اول ما سمعوه

اهو كلام و السلام :(


نقد عقلانى للقران - نبتون - 08-25-2008

Arrayية "يسالونك عن المحيض قل هو اذى"اثبت العلم ان دم الحيض ليس اذى وهو دم مخصص لتغذية الجنين [/quote]

ينعل ابو دا علم
:10::10:

هلم ايه دا الى بيقول ان الحيض بيغذى الجنين :aplaudit:

علم بمبه كشر و لا علم الخالة بهانة

و على راى القرموطى العب


نقد عقلانى للقران - حسن سلمان - 08-25-2008

Array
ينعل ابو دا علم
:10::10:

هلم ايه دا الى بيقول ان الحيض بيغذى الجنين :aplaudit:

علم بمبه كشر و لا علم الخالة بهانة

و على راى القرموطى العب
[/quote]

:lol::lol:
وهوة فيه حيض بيجي اساسا للحامل

دة مبقاش علم
بقى كازوزة :lol:


نقد عقلانى للقران - الزعيم رقم صفر - 08-25-2008


ها هو الرد على الموضوع الجرئ الذى يصدم المسلمين

إلحقونى أنا مصدوووووووووووووووووووووووووم [صورة: PanicFace.gif]


فوائد دراسة الإعجاز والتفسير العلمي للقرآن الكريم


بقلم الدكتور كارم السيد غنيم

الأستاذ في كلية العلوم جامعة الأزهر

أمين عام جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

الدكتور أحمد أبو الوفا عبد الآخر

أستاذ في جامعة الأزهر

بداية، نذكر بالفرق بني التفسير العلمي والإعجاز العلمي قبل أن ندخل إلى بيان عن الفوائد والأهداف التي تتحقق منهما.

أما التفسير العلمي: فهو انتفاع المفسر بما ظهر في عصره من معلومات كونية في تفسير الآيات القرآنية.

وأما الإعجاز العلمي: فهو الحقيقة الكونية التي يؤول إليها معنى الآية القرآنية ويشاهد الناس مصداقها في الكون.

مما سبق نرى أنه لا فارق بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي سوى في التعبير الذي يصاغ به تعريف كل منهما. فمن يقبل أحدهما فعليه إذن أن يقبل الثاني. وإن كان في التفسير العلمي تستخدم المعلومات الكونية، فإن في الإعجاز العلمي تجري مطابقة الحقيقة الكونية على الإشارة العلمية التي تشير إليها الآية القرآنية.

فوائد دراسة الإعجاز والتفسير العلمي للقرآن الكريم

1) دراسة ظاهرة الإعجاز العلمي كحقيقة علمية وواقع ثقافي:

دون النظر إلى الفوائد الكثيرة التي تتحقق من دراسة الإعجاز العلمي وقبوله، فإن الداعي إلى المطالبة بذلك هو حتمية التعامل مع الإعجاز العلمي كظاهرة قرآنية وحقيقة عقلية ومن صفات القرآن، فكيف يتغافل المسلمون عن ذلك كله، وكيف لا ينظر العلماء إلى الإعجاز العلمي على أنه داخل في علوم القرآن، خاصة وأنهم مطالبون بالاهتمام بكل ما يخص القرآن الكريم، معجزة الإسلام الخالدة.؟!

وإذا كان بعض كبار علماء الغرب أمثال: بوكاي، ومور، وجارودي، وتاجاسن، حريصون على التعرف على الإعجاز العلمي وعلى دراسته من منطلق عقلاني، فهل يكون علماء الأمة الإسلامية أقل حرصاً ؟ وهل من المعقول أن ينكر بعضهم ذلك الوجود الثقافي والفكري للإعجاز العلمي وأن يتغافلوا عن حقيقته العقلية ؟

2) تجديد بينة رسالة الإسلام وأسلوب الدعوة:

إذا كان المعاصرون لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد أدركوا وجه الإعجاز البياني للقرآن وشاهدوا بأعينهم كثيراً من المعجزات الحسية عنه صلى الله عليه وسلم، فإن الله سبحانه وتعالى شاء أن يُرى العصور التي تسود فيها الثقافات العلمية والكونية وجهاً آخر من وجوه الإعجاز القرآني وهو "وجه الإعجاز العلمي" الذي يناسب فكر البشر في هذه العصور، وبذلك تتجدد بينة رسالة الإسلام، وتقوم عليهم حجة القرآن بما أدركوه فيه من الإعجاز المناسب لعقولهم، وأصبح كل الناس – على اختلاف لغاتهم وأجناسهم وأوطانهم – مدعوون للنظر في هذه البراهين، ومطالبون بالاقتناع بها، وبالتالي هم مطالبون بالإيمان بمعجزة القرآن. وبهذا تصبح تلك البراهين إلى جانب الأدلة المستمدة من عقيدة التوحيد في التشريعات والأخلاقيات والسلوكيات الإسلامية ألسنة الدعوة ومصابيح للهداية إلى دين الإسلام. أضف إلى ذلك ما يحدثه وجه الإعجاز العلمي من الثقة وزيادة اليقين لدى المسلمين الذي فتنوا في دينهم بالعلوم الكونية، التي هي عماد تقدم الحضارة المادية المعاصرة.

3) التوسع في فهم القرآن الكريم:

لا شك أن استخدام المعلومات والمعارف العلمية في تفسير آيات القرآن الكريم سيجعل معاني الآيات، خاصة آيات القرآن الكونية أكثر وضوحاً، وربما أكثر صواباً من تلك التفاسير التي أكثرت من الاعتماد على الفهم المجازي وعلى صرف الآيات إلى أحداث يوم القيامة.

وسيظل تفسير آيات القرآن الكريم كما هو، حسب النمط التقليدي، غير أنه سيضاف إليه التفسير العلمي – أي تفسير الآيات على ضوء المعلومات العلمية – وبهذا تتسع دائرة فهم القرآن الكريم كما تدرك الحكمة من بعض التعاليم والتشريعات الواردة بالقرآن الكريم، مما يضيف إلى القبول التعبدي لها قبولاً عقلياً، ولاشك أن القبولين معاً أدعى للالتزام عن قبول واحد.

والأمثلة على ما ذكرنا كثيرة، ويسهل الإلمام بها بمطالعة التفاسير التي أضافت في هوامشها تفسيراً علمياً لبعض الآيات، ومن أشهرها ( تفسير المنتخب ) الصادر عن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية.

وسنكتفي بذكر ثلاثة أمثلة فيما يلي:

·يقول الله سبحانه وتعالى: ( إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير. ) [ سورة البقرة ]

وفيه أضاف التفسير العلمي ما يلي: ( سبق القرآن الكريم الطب الحديث بتحريم الميتة لأن ما يموت بشيخوخة أو مرض يكون موته بسبب مواد ضارة تلحق الأذى بمن يأكل لحوم هذه الحيوانات )

·يقول الله سبحانه وتعالى: ( هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً ) [ سورة يونس ]

وفيه يقول المفسّرون: ( الله الذي جعل الشمس تشع الضوء والقمر يرسل النور ) وأضاف التفسير العلمي: ( ما يصدر عن الشمس فهو ضياء وما يصدر عن القمر فهو نور هكذا جاء التعبير القرآني الدقيق. ذلك لأن الضوء نور ذاتي، ينبعث من جسم مشع له بفعل الحرارة النارية المتوقدة من الجرم السماوي كالشمس، أما النور فهو غير ذاتي، لأنه صدر عن جسم بارد معتم وقع عليه ضوء الشمس فانعكس منه على الأرض دون أن يحمل شيئاً من حرارة الضوء وذلك الجرم السماوي هو القمر )

·يقول الله سبحانه وتعالى: ( قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون ) [ سورة يوسف ]

قال المفسرون: ( تزرعون سبع سنين دائبين على العمل في الزراعة فما تحصدونه احفظوه في سنبله إلا ما تأكلونه )

وأضاف التفسير العلمي: ( ثبت علمياً أن ترك الحب في سنبله عند تخزينه وقاية له من التلف بالعوامل الجوية والآفات )

وبعد فهذا هو نمط التفسير العلمي وهذا منهجه، فهل هناك ما يدعو إلى الاعتراض عليه أو التشكيك فيه اللهم إلا سوء الفهم أو سوء القصد.

4) الدوافع الإيمانية نحو البحث عن الحقائق الكونية:

إن تدبر آيات القرآن الكونية وإنعام النظر في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم سوف ينشط المسلمين بدافع إيماني، ويرغبهم في الإقبال على البحث في الحقائق الكونية، ودراسة سنن الفطرة، وتسخير الاكتشافات فيما ينفع ولا يضر. وبهذا يصبح الإعجاز العلمي للقرآن الكريم من أهم العوامل الإيمانية التي تولد الرغبة لدى المسلمين في الإقدام على الدخول في مجالات البحوث والدراسات والاكتشافات الكونية.

المنهج الإيماني للدراسات الكونية

إنه يربط الدراسات الكونية بآيات القرآن الكريم وما بها من إشارات وحقائق علمية، يمكن وضع "المنهج الإيماني للدراسات الكونية" وبذلك يعيش المسلم على الدوام في محراب الإيمان بالله، ومحراب العلم والتجريب. فيزداد بالمعارف والاكتشافات يقيناً بالله سبحانه وتعالى وتعظيماً وطاعة له، فهو سبحانه القائل: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء )[ سورة فاطر ]

ولبيان المقصود من المنهج الإيماني للدراسات الكونية نقدم ما يلي:

1) آيات القرآن الكريم:

قال الله سبحانه وتعالى: ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وجعل لكم فيها سبلاً لعلكم تهتدون) [ سورة الزخرف ]،

وقال سبحانه وتعالى: ( الذي جعل لكم الأرض مهداً وسلك لكم فيها سبلاً) [ سورة طه ]

وقال سبحانه وتعالى: ( والله جعل لكم الأرض بساطاً لتسلكوا منها سبلاً فجاجاً ) [ سورة نوح ]

. أي أن القرآن الكريم يعبر في جملة من الآيات عن مظاهر تضاريس القشرة الأرضية، وذلك في إشارات علمية عامة، وشاملة ومطلقة ودقيقة وصادقة، عرضنا منها تلك الآيات.

2) آراء أصحاب الفضيلة المفسرين:

عن الآية الأولى يقول المفسرون: ( الله الذي ربط الأرض وجعلها لكم كالفراش تستقرون عليها وتقومون وتنامون وجعل لكم فيها طرقاً تسلكونها في أسفاركم ) وعن الآية الثالثة يقول المفسرون: ( مهدنا الأرض لتستقروا عليها )، وعن الآية الخامسة يقول المفسرون: ( والله جعل لكم الأرض نسيجه ممتدة ممهدة لكم، تنقلبون عليها كما ينقلب الرجل على بساطه. وشبه الله الأرض كالبساط في امتداده واستقرار الناس عليها )

· قشرة الأرض هي الجزء الرقيق منها والذي مهده الخالق الأعظم سبحانه وتعالى ليكون صالحاً للحياة، وهي الجزء الخارجي البارد نسبياً، والذي يختلف عن الجزء الداخلي للأرض. والاصطلاح في معناه العام يرادف الغلاف الصخري " الذي هو في الواقع عبارة عن طبقة رقيقة مفككة تعرف ( بالتربة ) وكتلة من الصخور الصلبة، أو ما يعرف بالجبال ترصع هذه القشرة هنا وهناك وتنغرس في القشرة الصخرية أسفل التربة.

ويبرز وجه القشرة الأرضية من خلال الغلاف المائي في هيئة قارات، ويغطي معظم سطح القارات ( أي اليابس ) غشاء هش رقيق يسمى التربة ويختلف في سمكه من مكان إلى آخر، ولم تكن قشرة الأرض في بادئ تكوين الأرض في الماضي السحيق بهذا التمهيد الذي أشارت إليه الآيات القرآنية – فضلاً من الله على الإنسان وغيره من المخلوقات التي تعيش على الأرض- وإنما كان مسطحاً وعراً متضرّساً في ضراوة وقسوة. ولكن الخالق سبحانه وتعالى سخر عوامل التعرية لقشط القشرة الأرضية، وتسويتها وقد وصلت إلى ما وصلت إلهي من وجود طبقة رقيقة وناعمة عن طريق ما يعرف بالتجوية ( weathering ). وهذه العوامل التي سخرها الخالق الأعظم سبحانه وتعالى للتخفيف من وعورة سطح القشرة وتمهيده وبسطه تظل تعمل حتى تصل إلى ما يسمى. ( النقطة الحرجة ) لقانون التوازن الذي وضعه الله سبحانه وتعالى وعندما تصل عوامل التعرية إلى هذا الحد تتوقف.

وهناك عوامل تسمى ( حركات القشرة ) تنشط لتعيد التوازن وذلك بخفض المناطق التي ارتفعت وثقل وزنها بملايين الأطنان من المواد الأرضية التي نقلتها عوامل النقل والترسيب المختلفة. عندئذ يصدر الأمر الإلهي لعوامل التعرية بالبدأ في إجراء دورة أخرى لإعادة تشكيل سطح الأرض " جيومورفولجيا". وهكذا تتحرك العوامل المختلفة في الوقت المناسب بإذن خالقها سبحانه وتعالى لتظل الأرض مهداً وفراشاً وبساطاً، كما أشارت الآيات القرآنية.

· ومن أهم أشكال الفراش القشري للأرض:

السهول: وهي كل أرض مستوية نسبياً، تخترقها الأنهار فيما يسمى السهول الفيضية. وقد شهدت السهول الفيضية استقرار الإنسان منذ فجر التاريخ على ضفاف الأنهار والسهول قليلة الارتفاع، بحيث لا تزيد عن 1550 قدماً فوق سطح البحر.

الهضاب: جمع هضبة وهي الأرض العالية نسبياً المستديرة المنبسطة أو شبه المنبسطة، وقد تجري فيها الأنهار وهي صالحة للحياة عليها

الوديان: الجزيء المنخفض من الأرض تحف به المرتفعات من الجانبين، وهي أرض منبسطة تصلح للحياة عليها.

وبذلك نكون قد تعرفنا جغرافيا على قشرة الأرض، وهي الجزء الرقيق منها الذي مهده الله سبحانه وتعالى ليكون صالحاً للحياة، وجعله مهداً وبساطاً وفراشاً للإنسان. ونكون قد قدمنا لدراسته بالمنظور الإيماني، وربطنا الدراسة بآيات القرآن الكونية. وهذا هو ما يعرف "بالمنهج الإيماني للدراسات الكونية " ويمكن اتباعه في شتى العلوم، وفي الدراسات الكونية المختلفة.

البحث والتطبيق

تحمل الآيات الكونية القرآنية إشارات وحقائق علمية، وقد أمكن مطابقة كشوف كونية على ما جاء بعضها. لهذا فقد أصبح من المفيد التوجه بالنظر فيها وبالبحث والدراسة واستكشاف ما بها من حقائق علمية، وهذا هو ما نقصده من قولنا " الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجال التطبيق " فكما أن المسلمين مطالبون أيضاً بدراسة الأمور الشرعية الواردة بالقرآن الكريم والعلم بها، فهم مطالبون أيضاً بدراسة الأمور الشرعية الواردة بالقرآن الكريم والعلم بها، فهم مطالبون أيضاً بالبحث عما في القرآن من إشارات علمية ودراستها – ضمن مطالبتهم بتدبره والتعمق في فهم آياته – كما قال سبحانه وتعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب ) [ سورة ص ] ونحن ندعو علماء الأمة الإسلامية، بل بكل علماء العالم المتخصصين في العلوم الكونية، إلى الاهتمام بذلك الأمر.

وبهذا التحرك العلمي لا يقف المفسرون للقرآن تفسيراً علمياً عند مرحلة استخدام المعارف الكونية التي سبق الكشف عنها، بل إنهم يبادرون – علماء اللغة العربية والمفسرون وعلماء الكونيات – إلى تدبر آيات القرآن الكونية واستخراج ما بها من معارف علمية، سواء بالدراسات النظرية، أم بالبحوث التجريبية وبذلك تتحقق أمور ثلاثة:

( الأول ) أن يصبح القرآن الكريم مصدراً لمعرفة علوم الفطرة ( العلوم الكونية )

( الثاني ) أن لا يظل فهم آيات القرآن الكونية على الدوام تابعاً للمعارف الكونية التي يتم التوصل إليها من خارج القرآن.

( الثالث ) أن يصبح الإعجاز العلمي أكثر إشراقاً وأكثر واقعية، ويخرج عن المرحلة النظرية والمعنوية إلى المرحلة العملية والحسية.

وعندما أقول ذلك لا أقصد كافة المعارف الكونية، ولكن أقصد ما يكفي لأن يكون شاهداً برهاناً على واقعية الإعجاز العلمي. وسيظل علماء المسلمين – مع غيرهم من العلماء – متجهين إلى الكون المحسوس لاستخراج سنن الفطرة والحقائق الكونية والمعطيات العلمية، غير أن القرآن الكريم سوف يصبح – بفضل إعجازه العلمي – مصدر إلهام للعلماء في التوصل إلى معطيات وحقائق كونية، وعن ذلك يقول عالم الكيمياء الشهير المرحوم الأستاذ: الدكتور / محمد أحمد الغمراوي – رائد الدراسات المنهجية للإعجاز العلمي: ( إن على علماء الفطرة من المسلمين أن يهتدوا في بحوثهم الكونية بما أنزل الله في كتابه من آيات كونية. لكن النظر في الآيات الكونية ابتغاء الاهتداء إلى ما أودع الله فيها من أسرار الفطرة أو الطبيعة كما يسمونها – يحتاج من الاحتياط في البحث عن أسرار الفطرة في الكون المنظور. وأهل القرآن من علماء الفطرة ينبغي أن يسترشدوا في بحوثهم بما يتعلق بها مما أنزل الله في كتابه العزيز، فهو نور بأيديهم لا بأيدي غير المؤمنين به، ومن التضييع إغفاله وإهمال فرص الاهتداء به.

ولبيان معنى الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجال التطبيق، نقدم الأمثلة التالية:

المثال الأول: وموضوعه إنكار صوت الحمير:

يقول سبحانه وتعالى: ( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ) [ سورة لقمان ]

هذه الآية الكريمة هي مفتاح الدراسة التي توجه عناية العلماء والباحثين إليها.

أقوال المفسرين: ( إن أوحش الأصوات صوت الحمير )، وقال قتادة: أقبح الأصوات صوت الحمير، أوله زفير وآخره شهيق،

وقال مجاهد: إن أقبح الأصوات لصوت الحمير.

وروى النسائي عند تفسير الآية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً)

المطلوب هو:

1- إجراء دراسات صوتية ( لصوت الحمير) عند النهيق، على ضوء المعارف الحديثة في علم الصوتيات، وباستخدام أجهزة القياس وغيرها من الأجهزة التي يحتاجها البحث، وذلك بغرض التعرف على جوانب القبح في صوت الحمير من وجهة نظر العلم التجريبي. وذلك بالمقابلة مع أصوات بعض الحيوانات التي تفوق صوت الحمير في القوة والرعب كزئير الأسد مثلاً.

2- إجراء الدراسات الفسيولوجية على الإنسان للتعرف على التغيرات الجسدية التي تحصل له.

3- إجراء دراسات استقصائية عن إنكار صوت الحمير من منطلق الأحاديث النبوية التي تدعو الإنسان إلى الاستعاذة من الشيطان عند نهيق الحمار، وهي أحاديث كثيرة وصحيحة. ويحتاج الأمر إلى إجراء دراسات فسيولوجية على الحمار في حالة النهيق، وقد يكشف ذلك عن حدوث تغيرات في صوت الحمير عند النهيق

·والبحث في ظاهرة نهيق الحمار وإنكار صوتها ليس من قبيل الترف العلمي وتبديد الجهود البحثية، وليس لمجرد الرغبة والحماس لتأكيد الإعجاز العلمي للقرآن والسنة وهو التعرف على سنن الفطرة من خلال دراسة الظواهر الكونية، بصرف النظر عن حجم الظاهرة الكونية والشيء المتعلق بها. وشاهدنا على ذلك سقوط الثمار من على الأشجار التي لفتت نظر العالم الشهير نيوتن أثناء مشاهدته لسقوط تفاحة من أعلى الشجرة، ونظره إلى ذلك كظاهرة حركية فأخذ الموضوع على محمل الجد، وأخضعه للدراسات التي كشفت في النهاية عن أسرار وسنن كونية وقوانين عن الجاذبية قادت إلى فوائد عظيمة

وقد تؤدي دراسة صوت نهيق الحمر، على ضوء الآية الكريمة والأحاديث النبوية، إلى إحراز معلومات ومعارف تفيد في الطب، وفي علم الصوتيات، وفي أمور ( ميتافيزيقية )، هي غيبية ولكنها تعايشنا وتحيط بها، ألا وهي ( الشياطين ).

المثال الثاني: وموضوعه: الأسباب الصحيّة لتحريم زواج الأخوات من الرضاعة:

يقول سبحانه وتعالى: ( حرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة ) [ سورة النساء ]

تنفرد شريعة الإسلام بتحريم الزواج بالأخت من الرضاعة. ومع التسليم والقبول والاقتناع بالأحكام الشرعية الواردة بالقرآن والسنة النبوية، حيث أنها جاءت لخير البشرية من لدن الله سبحانه وتعالى الخالق العليم الخبير، فقد يكون من المفيد محاولة التعرف على بعض جوانب الحكمة فيها. والموضوع الذي نحن بصدده – هو تحريم الزواج بين الإخوة – لا يخلو من حكم طبية يجب البحث عنها ونشرها والإعلان عنها، حتى يكون غير المسلمين على علم بها فيفعلوا كما يفعل المسلمون، فمادام هناك تحريم فلابد أن يحدث الضرر من ارتكاب الفعل، وهذا ما يجب التحذير منه. ومع أن البحوث الطبية الأولية أثبتت صحة ذلك، إلا أن الأمر يحتاج مزيد من البحث والدراسة للتوصل إلى المعارف الطبية المؤكدة، والمهمة تقع في المقام الأول على عاتق علماء الطب بالأمة الإسلامية. * والمطلوب هو:

إجراء الدراسات والبحوث على أعلى المستويات العلمية والتي توفر لها الإمكانات المعملية المتقدمة على أن تتصف بالاستقصاء والإحصاء ويشار كفيها أكثر من مركز للبحوث الطبية على المستوى العالمي على أن يكون الدور الأكبر لمراكز البحوث بالوطن الإسلامي. ولعل ذلك العلم يكون بداية إلى الاهتمام بالتعرف على الحكمة والعلة الأمور والنواهي الشرعية المتعلقة بالأمور الطبية حتى يحكن التوصل إلى اكتشافات ومعطيات علمية تفيد كافة البشر.

المثال الثالث: وموضوعه: توليد الطاقة من المادة الخضراء بالشجر والمعروفة باسم اليخضور ( الكلوروفيل ):

يقول الله سبحانه وتعالى: ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ) [ سورة يس ]

يقول المفسرون: الذي جعل لكم من الشجر الأخضر – بعد جفافه ويبسه – ناراً وهناك قول آخر: هو الذي أخرج لكم من الشجر الأخضر الرطب ناراً محرقة بإيقادكم لهذا الشجر، فهو قادر على إخراج الضد من الضد. وفي قول آخر: وعندما ينظر المتخصصون في العلوم الكونية في الآية الكريمة ويتدبرونها من منظر الفطرة والسنن الكونية، فإنهم يقفون عند كلمة ( الأخضر ) لمحاولة فهمها علمياً، لا فهم يعتبرونها مجرد كلمة وصفية، أو – كما فهم المفسرون – أنها جاءت بالآية لبيان طبيعة الشجر قبل الاحتراق والكشف عن قدرة الله سبحانه وتعالى في تحويل الشجر الأخضر الرطب إلى وقود، إنهم يفهمون كلمة ( الأخضر ) فهماً علمياً يجعل الآية القرآنية ذات مدلول عميق، فهم يرون فيها إشارة علمية إلى تلك المادة الخضراء ( اليخضور ) التي هي أهم مكونات النبات وبواسطتها يتم تكوين كافة المواد الموجودة بالنباتات – وعلى رأسها المواد السكرية والدهنية البروتينية، وكذلك بناء الكيان الخشبي بالأشجار.

وهي التي تتسبب في تحويل الطاقة الخارجية الواردة من الفضاء الجوي عن طريق الشمس إلى طاقة كامنة داخل المواد النباتية، وفي الأخشاب حيث يتحول إلى طاقة حرارية تخرج في صورة النار عند الاحتراق. وكما قلنا، فإن الكلوروفيل ( اليخضور ) يقوم باقتناص الطاقة الخارجة وتحويلها إلى طاقة كامنة في سائر النباتات ولذلك فإنه يسمى ( صائد أو قانص الطاقة Energy hunter). فانظر أخي القارئ الفطن كيف أن حكمة ورود لفظة الأخضر في الآية القرآنية جاءت بإشارة علمية واضحة إلى المادة الخضراء ( اليخضور ) وفي النص القرآني: ( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً ) [ سورة يس ] إشارة أخرى إلى دور هذه المادة في توليد النار، وبمعنى آخر في تكوين الطاقة التي تنتج منها النار وحرارتها.

والمطلوب هو:

قيام أهل الاختصاص بالانتقال من مرحلة الدراسات التي تتعلق بدور ( اليخضور ) في النبات، إلى مرحلة التطبيق، وذلك بالبحث في استخدام هذه المادة في توليد الطاقة خارج النبات. وهذا من باب الاستطراد العلمي، انطلاقاً من التوسع في مفهوم النص القرآني

( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ) [ سورة يس ]

المثال الرابع: وموضوعه "هندسة الري بالوابل والطل":

يقول سبحانه وتعالى: ( كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل ) [ سورة البقرة ]

يقول أهل اللغة: ( الوابل ) المطر الكثيف – ( الطل ) المطر القليل.

وبالآية الكريمة إشارة تتعلق بهندسة المياه والري. ويمكن للعلماء المتخصصين أن ينطلقوا في بحوثهم من هذه الآية الكريمة، وأن يدرسوا بأساليب الري بالوابل والطل، ويبحثوا في تعميم وتنفيذ شبكة ري تعتمد فكرتها على الري بهذه المصادر الطبيعية.

المثال الخامس: وموضوعه مصدر الحديد الموجود بالأرض:

يقول سبحانه وتعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس) [ سورة الحديد ]

مفتاح الإشارة العلمية القرآنية هو كلمة أنزلنا وهي تفيد أن الحديد لم يكن موجوداً بالأرض ولكنه نزل إليها – في بداية تكوينها – من أعلى.

وتجري الدراسات لمعرفة مصدر الحديد الذي يوجد بالأرض وبخاصة في باطنها حيث يوجد بكميات ضخمة، وتشير الدراسات الأولية أن الحديد لم يكن بالأرض بهذه الكميات الضخمة، لأنها ليست من الكواكب التي تكوّن الحديد.

كما أنه لم يأتها من الشمس القريبة إليها لنفس التعليل السابق، وتتجه الأبحاث نحو الاحتمال بأن الحديد ربما سقط على شكل نيازك حديدية ضخمة جاءت من النجوم التي تقوم بتكوين الحديد، ( كالنجوم المستعرة ) التي يوجد بها الحديد بكميات ضخمة، وبهذا تكون الدراسات عن مصادر الحديد بالأرض تتجه لتتطابق مع اللفظ ( أنزلنا ) الذي جاء بالآية.

وفي مجال بحوث الإعجاز العلمي التطبيقية، فإن الأمر يتطلب من العلماء المتخصصين بالعلوم الإسلامية المشاركة في تلك الأبحاث للتوصل إلى حقائق علمية تطابق الإشارة القرآنية، وفي ذلك بيان وتوثيق للإعجاز العلمي في القرآن الكريم يأخذ الأسلوب التجريبي طريقاً له.

وبعد، فهذه أمثلة قليلة تبين كيف يمكن الاستفادة من الإشارات العلمية لآيات القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم كمصادر إلهام وانطلاق إلى رحاب البحث والاكتشاف للأمور الكونية وسنن الفطرة.

وليس من الضروري أن تكون الدراسات في أمور كونية مجهولة لم يسبق اكتشافها بل يمكن أن تكون في أمور كونية لم يستكمل بحثها ، كما هو في المثال الخامس، وهو البحث عن مصدر الحديد الموجود بالأرض وبهذا المفهوم يتحرك التطبيق العلمي، انطلاقاً من الإشارات الكونية بالقرآن الكريم في اتجاهين:

1) اتجاه نحو المجهول من الأمور الكونية

2) واتجاه نحو المعلوم من الأمور الكونية التي في حاجة إلى الاستقصار البحثي والمزيد من الدراسات لمزيد من الإيضاح العلمي. ونقول لعلماء الأمة الإسلامية الذين يقومون بدراساتهم وأبحاثهم انطلاقاً من الإشارات العلمية بالقرآن والسنة النبوية: إن لكم أجران عند الله سبحانه وتعالى، أجر على جهودكم العلمية في خدمة البشر بما تتوصلون إليه من معارف واكتشافات فيها النفع والخير لبني الإنسان، وأجر على خدمتكم وعنايتكم بالقرآن الكريم بالتأكيد على إعجاز القرآن الكريم وصدقه.

الأهداف

يؤدي الإعجاز العلمي للقرآن والسنة إلى تحقيق أهداف سامية والفوائد والأهداف هما جناحا المصلحة التي يدركها المسلمون من الإعجاز العلمي وباختصار نذكر الأهداف فيما يلي:

1- المحافظة على استمرارية معجزة القرآن الكريم بما يضمن دوام الحجة على كل الناس في كل العصور، وذلك من خلال الإعجاز العلمي للقرآن الكريم.

2- أن تزداد آيات القرآن الكريم الكونية وضوحاً على مر الزمان، وأن يكمل منها ما هو مجهول، وذلك من خلال الكشوف الكونية والمعارف العلمية.

3- أن يظل القرآن الكريم في قلب الثقافة الإنسانية ومهيمناً على منهاج الحياة بما يعطيه من المعطيات العلمية المتجددة.

4- إضافة دراسات جديدة إلى علوم القرآن تختص بالإعجاز العلمي فيه.

5- استكشاف بعض جوانب الحكمة في الأوامر والنواهي التي وردت بالقرآن الكريم والسنة النبوية.

6- تحقيق دفعة حضارية من خلال منهج البحث العلمي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية، وإقامة حضارية إسلامية خالية من السلبيات التي تتعارض مع فطرة الإنسان ومصلحته الحقيقية.

7- تصحيح الأخطاء التي صاحبته نظرة الإنسان المادية إلى ذاته، والاهتمام بدراسة أمراض الحضارة المادية المترتبة على مخالفة الفطرة والخروج عن طاعة الله.


نقد عقلانى للقران - الزعيم رقم صفر - 08-25-2008

باقى الرد

من روائع البيان في نظم القرآن


إعداد الأستاذ هشام طلبة

كاتب إسلامي متخصص بالبشارات الدالة على

النبي صلى الله عليه وسلم محمد في التوراة والإنجيل

تختلف سور القرآن عن كتب التوراة الحالية في أنها لم ترتب مثلها ترتيبًا تاريخيًّا، تبدأ بقصة خلق الكون ثم خلق الإنسان ثم قصص أبناء آدم ثم الأنبياء وهكذا.. على العكس من ذلك ترتب سور القرآن ترتيبًا موضوعيًّا، فالقرآن ليس كتاب تاريخ، فكل سورة إذاً لها موضوعها.

* الترتيب الموضوعي للسور ووحدة السورة القرآنية:

فسورة الفاتحة هي دعاء المسلم الأعظم، وسورة البقرة موضوعها الإيمان والتقوى وأركانها، وسورة آل عمران تكمل موضوع السورة الأخيرة من تضمن قواعد الدين، كذلك تاليتها النساء ( فيما يختص بالنساء ) تعقبها مكملة لها أيضًا سورة المائدة ( فيما يختص بالأطعمة والذبائح )، وسورة الأنعام سورة الجدل مع المشركين، وسورة الأعراف فيها قصة الإنسان منذ خلقه فنزوله الأرض فتعرضه للأنبياء، ثم موته ثم تعرضه لأحداث يوم القيامة، وهكذا، وسورة النحل هي سورة النعمة، وحين تقصر سور القرآن يظل لها موضوع وإن كان صغيرًا فيكون أقرب إلى السمة فمريم سورة الرحمة، والأحزاب هي سورة النبي صلى الله عليه وسلم، وسورة الصافات هي سورة الملائكة، وسورة ص هي سورة الإنابة، وسورة الزمر هي سورة إخلاص العبادة، وسورة غافر هي سورة الدعاء، وفصلت هي سورة القرآن، والشورى هي سورة الوحي والعنكبوت هي سورة الصبر على البلاء، وهكذا..

* تلخيص السورة القرآنية في بعضها:

ومن جميل ما يذكر هنا أن تجد موضوع السورة القرآنية ( خاصةً الطويلة ) ملخصًا في آية أو بضع آيات من آياتها – خاصة في بداياتها أو في أواخرها – فسورة الأنعام تجدها ملخصةً في قوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام: 162، 163 ]. إذ أن موضوعها الأصلي هو جدال المشركين، وهي أكثر سورة ذكرت فيها كلمة: { قُلْ } وقد اهتمت بأحكام الذبائح ( النسك )، كما نجد سورة يوسف ملخصة في قوله تعالى: { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [ يوسف: 21 ]. إذ خطط إخوة يوسف له خطة للخلاص منه فيجعل الله منها سبب خيرٍ له كما جاء في أواخرها قوله تعالى: { حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ } [ يوسف: 110 ].

كذلك نجد سورة الصافات ملخصةً في آخر ما ذكر منها: { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الصافات: 180 – 182 ] , سورة النحل: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } [ النحل: 18 ]..

* الاتجاه المعنوي للسورة القرآنية

في هذا المجال أيضًا لا يفوتنا الإشارة إلى الاتجاه المعنوي للسورة القرآنية، فسورة الطلاق مثلًا تشعر وكأن السورة قد دخلت في قلب مشاعر المطلق، وسورة النور تجد لها اتجاهًا معنويًّا هادئًا سلسًا (خاصةً آيات النور ) تخالف مشاعر النبي صلى الله عليه وسلم الحزينة على حادث الإفك.

أما عرض مشاهد القيامة والدار الآخرة فكأنك ترى رأي العين، حسبنا هنا سورة الأعراف، خاصة في قوله تعالى:{ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ } [الآية: 47 ] ترى كأنما جاءت قوة خارجية لدفع أصحاب الأعراف إلى النظر إلى أصحاب النار بينما كان نظرهم لأهل الجنة باختيارهم.

* عرض موضوع السورة في بدايتها ونهايتها

من شيم سور القرآن الكريم في موضوعها – خاصةً بعد مقدمة إيمانية إن كانت السورة طويلة – أن تبدأ في عرض الموضوع ثم تبتعد قليلًا بالخوض في المواضيع الإيمانية الأخرى وقبل نهاية السورة تعود لموضوعها مرة أخرى.

* الترتيب المعجز للسور

ترتيب السور خلف بعضها البعض ترتيبٌ معجزٌ، فالسور لم ترتب حسب تاريخ نزول كلٍّ منها، بل هذا ترتيب توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد نزلت كل فقرة في مناسبة فيما عُرف بأسباب النزول، ويعجب المتدبر حين يجد كل سورة ترتبط بسابقتها خاصةً في أوائلها، وترتبط كذلك بلاحقتها خاصةً في أواخرها كحلق السلسلة الواحدة.

قد نجد هذه الرابطة مباشرة وواضحة خاصةً في السور القصيرة نسبيًّا وقصار السور، كقوله تعالى في سورة الطور: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ } [ الطور: 49 ]، ثم قوله تعالى في أول سورة النجم التي تأتي في الترتيب بعدها مباشرةً: { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } [ النجم: 1 ]، فذكر النجم بعد النجوم مناسب تماما. وكذكره تعالى في سورة الفيل: { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ } [ الفيل: 1 ]، ثم أول لاحقتها سورة قريش: { لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ } [ قريش: 1 ]، أي أنه تعالى فعل ما فعل بأصحاب الفيل ما فعل إلا لإيلاف قريش، فاللام هنا لام العلة.

وقد نجد الرابطة بين السور رابطة موضوعية، خاصةً في السور الطويلة، مثل أواخر الزمر وأوائل لاحقتها غافر في ذكر حملة العرش وأحوال الآخرة، وقد نجد هذه الرابطة في سمات المعاني، مثل أواخر سورة هود: { وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ...} [ هود: 120 ]، وأوائل لاحقتها يوسف: { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ... } [ يوسف: 3 ]، فالقصص المذكورة في آية سورة يوسف هي أنباء الرسل المذكورة في آية سورة هود وكذكر الغفلة في آخر هود ثم في أوائل يوسف ( الآية 3). وكابتداء بعض السور بالحمد بعد نهاية سابقتها بذكر فصل القضاء ( أحداث الآخرة ) كعادة القرآن في ذكر الحمد بعد فصل القضاء، مثل الأنعام بعد المائدة، ومثل فاطر بعد سبأ.

كما نجد سمات هذه الرابطة في سمات الألفاظ:

- مثل قوله تعالى في آخر الفاتحة: { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ.. } [ الفاتحة: 6، 7 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها البقرة: { الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [ البقرة: 1، 2 ]. فالهدى هنا معنى مشترك، كأن القرآن يقول لمن يقرأه: إذا أردت الهدى { اهْدِنَا } فاذهب إلى سورة البقرة: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } وما بعدها.

- مثل قوله تعالى في آخر الحجر: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } [ الحجر: 99 ].ثم قوله في أول لاحقتها النحل: { أَتَى أَمْرُ اللَّهِ } [ النحل: 1 ].

- مثل قوله تعالى في آخر النحل: { وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } [ النحل: 127، 128 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الإسراء: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا..} [ الإسراء: 1 ]. حيث إن علاج ضيق الصدر دائمًا يكون التسبيح، كما في قوله تعالى: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ....} [ الحجر: 97، 98 ].

- مثل قوله تعالى في آخر الإسراء: { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا..} [ الإسراء: 111]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الكهف: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ.. } [ الكهف: 1 ]، ثم قوله تعالى: { وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } [ الكهف: 4 ]. كأنما الحمد الثاني - في الكهف - استجابة للأمر الأول بالحمد - في الإسراء - ثم نقد فكرة اتخاذ الله للولد في الحالتين ( الإسراء والكهف ).

- ومثل قوله تعالى في آخر طه: { قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا...} [ طه: 35 ].، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الأنبياء: { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ... } [ الأنبياء: 1 ]، فالتربص يقتضي الاقتراب. وكذكر ألفاظ الإنذار في أواخر فاطر ثم أوائل يس.

- ومثل قوله تعالى في آخر ص: { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } [ص: 87 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الزمر: { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } [ الزمر: 1 ]. فالكلام في الحالتين عن القرآن الكريم.

- ومثل قوله تعالى في آخر القمر: { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } [ القمر: 55 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الرحمن: { الرَّحْمَنُ } [ الرحمن: 1 ]. فالرحمن هو هذا المليك المقتدر.

- ومثل قوله تعالى في آخر الواقعة: { فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } [ الواقعة: 96 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الحديد: { سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ الحديد: 1 ]. فكأن القرآن يقول: إن لم تسبح أيها الإنسان الضعيف فقد سبح من قبلك ما في السماوات والأرض.

- ومثل قوله تعالى في آخر البينة: { جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا.. } [ البينة: 8 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الزلزلة: { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } [ الزلزلة: 1 ]. فكأن مقتضى الكلام: جزاؤهم العظيم هذا ستبدأ إرهاصاته إذا بدأت أحداث القيامة وزلزلت الأرض زلزالها.

- ومثل قوله تعالى في آخر الماعون: { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } [ الماعون: 7 ]، ثم قوله تعالى في أول لاحقتها الكوثر: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1 ]. فذكر العطاء مناسب جدًّا بعد ذكر المنع.

· كذلك نجد السور المتشابهة في الافتتاحيات ترتب خلف بعضها البعض مثل الحواميم – وهي السور التي تبدأ بقوله: { حم } – وهكذا..(1).

* وإنه لعجيب بعد كل هذا الإعجاز البياني في القرآن في الترتيب أن يقول قائل ( كينيث وود وارد ) في مجلة نيوزويك العدد 87 بتاريخ 12 / 2 / 2002: إن قراءة القرآن كالدخول في جدول ماء، ففي كل آية تقريبًا يمكن للمرء أن يطالعه أمر إلهي، فورة تعبد وصلاة، أو بيان إلهي، أو وصف ليوم القيامة.

أي أنه يقصد أنه ليس هناك أي تناسق بين القرآن الكريم بعضه البعض، والحق أن مبعث اللبس عند هذا الصحفي أن كتابه المقدس عنده قد رُتِّبَ ترتيبًا تاريخيًّا منذ بدء خلق الأرض ثم النبات ثم الشمس !! – كما يقول سفر التكوين في التوراة – ثم آدم ثم أبنائه على الترتيب.

فهو إذًا كتاب تاريخ – والحق أن هذا أيضًا لم يكن دقيقًا ولا علميًّا، فإن أول إنسان على الأرض قطعًا أبعد بكثير من خمسة آلاف عام كما تقول التوراة -.

* إعجاز المناسبة في القرآن الكريم:

فالقرآن بالدرجة الأولى كتاب هداية..، وقد رُتِّبَ ترتيبًا موضوعيًّا كما أسلفنا مثل لآلئ العقد الواحد.. سورة بعد سورة، وآية بعد آية، بل ولفظ بعد لفظ.

وهذا علم قديم منذ أبي بكر النيسابوري وابن العربي الذي قال: ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة، وكذلك الفخر الرازي والسيوطي والبقاعي الذي أفرد لذلك تفسيرًا كاملًا ( نثر الدرر في تناسب الآيات والسور ) وممن خاضوا في هذا العلم (علم المناسبة ) حديثًا: أبو الأعلى المودودي، وسعيد حوى في تفسيره الأساس حيث يرى مثلًا أن السور السبع اللاحقة بسورة البقرة مفصلة للآيات الأولى فيها، ومنهم كذلك سيد قطب الذي تكلم عن التناسق الفني في القرآن ومنه التسلسل المعنوي بين الأغراض في سياق الآيات والتناسب في الانتقال بين غرض إلى غرض (2).

* و من إعجاز المناسبة ذكر لفظ معين في سورة معينة بمعدل أعلى من بقية السور:

كذكر لفظ الجلالة في سورة المجادلة بمعدل أعلى من بقية السور القرآنية، والذي نراه أن السبب هو أن موضوع السورة هو النجوى – ذكرت فيها بمشتقاتها ست عشرة مرة – و النجوى هي الكلام في السر والسر لا يكون على الله عز وجل لأنه تعالى متواجد معنا، فكما تقول آية كريمة في ذات السورة:{.. مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)}

والسورة القرآنية مع أنها ذات موضوع محدد غالب لكنها لا توجد كالمقالة في جريدة في ذات الموضوع من أولها إلى آخرها، لكنها باستخدام التسلسل المعنوي، إذ ينتقل الذهن من الشيء إلى ما يشبهه وإلى ما يقابله، وبهذا يتمكن القول ومعناه من النفس(3) فحتى لا يمل المستمع تبدأ السورة القرآنية – الطويلة خاصةً – بمقدمة عن القرآن نفسه أو عظمة المولى عز وجل ثم تمهد لموضوع السورة الذي تخوض فيه بعد ذلك ثم بلطفٍ شديد في مواضيع مشابهة أو مقابلة ثم يعود رويدًا إلى موضوع السورة الذي يختم به أو يختم كما بدأ ويمهد خلال تلك الخاتمة للسورة اللاحقة.

ومن العجيب أن نجد هذه العظمة في ترتيب الآيات والسور مع أن القرآن لم يرتب حسب تاريخ نزول كل آية أو سورة وعلى مدى نيف وعشرين سنة نزل فيها، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول كل آية يأمر الصحابة أن يضعوا كل فقرة في موضع يحدده بنفسه صلى الله عليه وسلم كما أسلفنا.

* الإعجاز في الاختصار وعدم التكرار والحذف والمجاز:

كذلك نجد من خصائص الإعجاز اللغوي، عدم التكرار والاختصار - أعظم ما يرد في سورة يوسف – فقصة يوسف في القرآن لا نجد فيها التفاصيل التي يهتم بها سفر التكوين في التوراة الحالية كالإسهاب في ذكر تفاصيل سني الجدب ووطأة الجوع وكيف استغل يوسف المجاعة لصالح الملك فجعل الشعب عبيدًا له - حسب زعم التوراة الحالية ! - واهتمت كذلك بعمر يوسف حين تزوج وأسماء زوجه وأولاده وسبب تسمية كل واحد منهم ! سورة يوسف قامت باختصار رائع حين ذكرت تطوع سقَّا الملك بالذهاب إلى يوسف في سجنه لتأويل حلم الملك.. { أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ} [ يوسف: 45 ] فيقول القرآن بعدها مباشرة: { يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ..} [ يوسف: 46 ] فلا ذكر لاستئذانه من الملك وركوبه دابته وطرقه باب السجن ثم دخوله على يوسف، بل لا ذكر حتى لكلمة:" قال سقا الملك:" لأن ذلك مفهوم ضمنًا.

كما يذخر القرآن بألوان التقديم والتأخير والحذف والمجاز، واختيار لفظ بعينه وغير ذلك مما يحتاج لمجلدات تشرحها، " فترى كل لفظة وقعت موقعها بحسب القياس، وبحسب ما يناسب كل حالة من حالات المخاطبين، فما من موضع مما ذكرنا نلمس فيه مداهنةً أو ليونةً أو تقصيرًا في أي جانب من جوانب القول، قوةً وفخامةً في الألفاظ، ورهبةً وعنفًا في المعاني، لذلك كان الكافرون يرهبون سماعه ويصدون عنه صدودًا "(4).

* تناسب الألفاظ في القرآن:

فترى تناسبًا للفظ مع المعنى عجيبًا في التهديد والوعيد – مثل سورة المدثر (11 – 30) والمزمل (11 – 19) وغير ذلك - أو الترغيب – مثل النور (22) والصف ( 10 – 13) – أو العتاب أو غير ذلك، بحيث لا يمكن أن تحل لفظًا مكان آخر مهما صغر الاختلاف، "فالنعمة" ليست "نعيما"، والعكس بالعكس، و"الوالد" لا تضع بدلًا منه "أبًا " أو العكس، وكذلك لفظ "امرأة" فلان لا يكون "زوجة"، ولفظ "استخرج" لا يكون أخرج - مثل سورة يوسف: { ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ } [ يوسف: 76 ]. إذ أن يوسف أراد أن يَحْبُك الخدعة فلم تكن السقاية إلا في قاع وعاء بنيامين ليوحي بقصد الإخفاء، وكلمة "استخرج" تدل على صعوبة الإخراج -، كذلك { اسْتَطَاعُوا } و{ اسْطَاعُوا } [ الكهف: 97 ] فالطول في بنية الكلمة يزيد في المعنى. [ للاستزادة في هذا الباب ننصح بالرجوع إلى كتاب: " معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم " للدكتور / محمد محمد داود – دار غريب للنشر ].

* اختلاف النظم في العبارات ذات المعنى الواحد:

كذلك هناك اختلاف للنظم في العبارات ذات المعنى الواحد، مثل قوله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ } [ الأنعام: 151 ]، وقوله تعالى: { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ } [ الإسراء: 31 ].ففي الحالة الأولى كان الفقر واقعًا فعلًا فكان مناسبًا أن يبدأ بالآباء، أما في الحالة الثانية فكان الفقر لم يقع بعد ويخشى أن يقع مع وجود الولد، فكان مناسبًا أن يبدأ بالأولاد ثم الآباء.

ومثل قوله تعالى: {.. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم: 34 ]، وقوله تعالى: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } [ النحل: 18 ]؛ فالسورة الأولى – سورة إبراهيم – موضوعها " كفر الإنسان بنعمة الله " فكان مناسبًا أن يكون التعقيب - الفاصلة – عن كفر الإنسان، أما السورة الثانية – سورة النحل – فموضوعها " تعدد نعمة الله على الإنسان " فكان مناسبًا أن يعقب بقوله: { إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ } أي أنه تعالى سيغفر لكم عدم إحصائكم لها، لكثرتها.

وعلى ذلك فقس كل القرآن، أما الأشد عجبًا فتحدي النظم القرآني بالحرف لا الكلمة فحسب.

* تحدي القرآن بالكلمة:

فنقرأ في سورة الزمر: { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } [ الزمر: 71 ]، وقوله تعالى: { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [ الزمر: 73 ]، فالواو لا يمكن أن تضاف إلى الحالة الأولى، كما أنها لا يمكن أن تحذف من الثانية، لأنك في الحالة الأولى تشعر أن المولى عز وجل قد أضاف للكافرين – علاوة على جهنم – عذاب الفجأة، أما في الحالة الثانية فالواو تشعر بالإعداد وعدم الفجأة – وهو ما يتوافق مع فقرات أخرى من القرآن تدل على هذا المعنى -.

* تحدي القرآن بضمير الكلمة:

مثال ذلك ذكر القرآن اسمين لمسمى واحد في سورة يوسف ( السقاية – الصواع ). إذ حين يكلم القرآن مستمع القرآن وقارئه يقول ( سقاية ) وحين يذكر كلام أصحاب القصة مع بعضهم لا يقول إلا (صواع )، فالذي يبدو أنها في أصلها سقاية ( كأس ) وقد استخدمت سقاية الملك هذه كمكيال للقمح النادر. لهذا كان مناسبًا ألا يقول في آخر الفقرة (ثم استخرجه من وعاء أخيه ) لأنه لو فعل لقصد به الصواع المذكر وقد اتفقنا أن القرآن

حين يخاطب مستمعه يذكر حقيقة الشيء (السقاية) ثم يذكر مسماها عند أصحاب القصة في حوارهم مع بعضهم البعض ( الصواع ).

* توافق تفاصيل القصة الواحدة في مواضعها المختلفة:

ومن إعجاز البيان في القرآن الكريم كذلك توافق المواضيع أو أجزاء القصص في أي موضع من القرآن فالقصة القرآنية (قصة موسى مثلًا )كما هو معلوم ترد تفاصيلها في مواطن متفرقة من القرآن ؛ فقول فرعون لقومه قبل هلاكه: { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ } [ غافر: 29 ] يتوافق مع ما ذكره القرآن في موضع آخر: { وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى } [ طه: 79 ].

* الثراء اللغوي في القرآن الكريم:

ومن إعجاز البيان في القرآن الكريم كذلك أن يستخدم القرآن ثلث ألفاظ اللغة العربية (1620) جذرًا ( هذا لم يحدث لأي كتاب عرفه البشر، بالرغم من أن حجم القرآن ليس كبيرا ) منهم (371) جذرًا يرد كل واحد منهم في القرآن مرة واحدة فقط، أي أن 23 % من جذور ألفاظ القرآن ترد مرة واحدة.. ( وهي نسبة تمثل قيمة بلاغية كبرى لأن استخدام اللفظ مرة واحدة بين أكثر من خمسين ألف من الألفاظ هو قمة البلاغة، وإذا تم هذا فيما يقرب من ربع اللغة المستخدمة كان الإعجاز البلاغي عظيمًا، فالروس يفخرون بأديبهم "ليو تولستوي" لأنه في روايته "الحرب والسلام" أورد كلمة واحدة فقط لمرة واحدة(5). كما أن هناك (196) جذرًا يرد في القرآن مرتان فقط، كذلك (118) جذرًا يرد كل واحد منهم ثلاث مرات فقط.

ما كل هذا الثراء في استخدام الألفاظ؟! هذا باب جديد من الإعجاز يسمى الإعجاز الإلكتروني – لأنه يستخدم الحاسوب – أو الإعجاز الإحصائي.