حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. (/showthread.php?tid=35717) الصفحات:
1
2
|
الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - Egyptian Humanist - 12-19-2009 الكتاب السحري المعجزي الخارق الرهيب كل دين من الأديان الشائعة لديه كتاب مقدس يعتبر مرجعا له و أساس لعقائده, لكن بالنسبة للملحد فليس لديه مثل هذا الكتاب لأن المبدأ أساسا خاطئ. إن فكرة الكتاب الواحد المقدس تعفي الناس من التعلم و المعرفة من بقية الكتب الأخرى و تحصرهم بين دفتي كتاب واحد أيا كان ما فيه. لقد نشات الفكرة في زمن ما قبل العلم الحديث و ما قبل آلة الطباعة و ما قبل إنتشار التعليم حيث كان كل الناس جهلة لا يقرأون و لا يكتبون بل و لم يكن موجودا وقتها ما يمكن قراءته. لهذا إحتاج الناس لكتاب واحد مقدس يقرأه لهم الشيخ او القسيس و يفسره لهم بشرط أن يحتوي هذا الكتاب السحري المعجزي على كل أسرار الكون و الحياة. و بالتالي فإن من إخترعوا الكتب المقدسة قد إخترعوها للجهال من الناس في زمن عز فيه العلم و لكن في عصرنا الحديث من يتمسك بفكرة الكتاب الواحد المقدس هم القوم الكسالى الذين لا يقرأون و لا يريدوا ان يتعلموا شيئا جديدا و أقصى طموح لهم هو أن يقرأوا ملخصات للمعرفة المقدسة الشاملة و التي تحكي عن قصص خرافية و حكم بلهاء في أسطر قليلة. في الواقع يجب أن تكون كل الكتب مقدسة بمعنى ان تكون كل المعارف محترمة و لها مكانتها اللائقة فليس التقديس هنا بمعنى أن تكون الكتب فوق النقد و الفحص. لكن هذا التقديس الوثني الذي يحول كتاب بسيط مثل الإنجيل أو القرآن إلي صنم هو أمر لا يقبله العقل و لا تطيقه الأخلاق القويمة. إن المسيحية و الإسلام و غيرها من الديانات التي تؤمن بوجود إله أو أكثر ليست بأقل وثنية من الأديان الأقدم منها أو أديان وسط أفريقيا حاليا. كل الأديان لديها أصنام مقدسة سواء كان هذا الصنم تمثال أو طوطم أو كتاب أو شخص ميت أو حتى كان حجر أسود أو قربان مقدس. يعني لا يوجد مبرر أبدا للإستعلاء الذي يشعر به المسلمين على أديان ما قبل الإسلام على أساس أن تلك وثنية أما الإسلام فلا, و لا يوجد مبرر للإستعلاء الذي يشعر به المسيحيون على أديان ما قبل المسيحية بنفس المنطق. الجميع وثنيين و عبدة أصنام, الجميع ما عدا الملحدين. بالطبع الملحد ليس وثنيا لأنه لا يسجد لتمثال و لا يقدس الموتى أو الأحياء من البشر و لا يطوف حول مكعب أسود أو يقدس كتابا و لا يصلي للفراغ بعد أن يدعوه إلها. الملحد هو إنسان عاقل منطقي يأبى أن يصدق خرافات العصور القديمة أو يقدس كتبها أو أن يسجد لأصنامها. لهذا لا يقدس الملحد أي فكرة أو معرفة أو كتاب أو مكان أو أخلاق أو طقوس أو شعائر او أفعال أو أي شيء, الملحد يرفض فكرة التقديس شكلا و موضوعا لكي يكون كل شيء خاضع للنقد و التطوير المستمر .. وأن يكون كل شيء متاح وفق حجمه الطبيعي فعلا. و هكذا لا يوجد عند الملحدين كتاب مقدس لكن يوجد الكثير من الكتب الرائعة كتبها مفكرين و فلاسفة و علماء ملحدين من الطراز الأول, و من أهم هؤلاء المفكرين في العصر الحديث : - ريتشارد داوكنز - دانييل دانيت - سام هاريس - كريستوفر هيتشينز كل واحد من هؤلاء كتب كتابا أو أكثر لكي يكشف للناس زيف الأديان و ضررها على المجتمع. الجميل في الأمر أن كتب هؤلاء المفكرين و التي تدعو إلي الإلحاد صراحة هي من أفضل الكتب مبيعا و رواجا بين الناس و تترجم إلي لغات كثيرة. و هذا يعني أن الإلحاد يشهد صحوة كبيرة في البلاد الغربية في الأونة الأخيرة, صحوة تعود لأسباب كثيرة منها التعارض الصارخ بين الأديان و بين العلم الحديث و أيضا بسبب العنف و الفساد الذي تتسبب فيهم الأديان, ربما تكون تلك الصحوة قد جاءت متأخرة و لكن المهم أنها جاءت أخيرا. المهم أن يساهم كل مفكر ملحد في رفع مستوى الوعي عند الناس ليعرفوا ان الإلحاد خيار جرئ و عقلاني و ان الملحد قد يكون شخص أخلاقي و سعيد. لكن قبل الإسترسال في الحديث يلزمنا تعريف ما هو الإلحاد أولا .. الإلحاد هو عدم الإعتقاد بوجود آلهة كما في الديانات التعددية او إله كما في الأديان التوحيدية, هو موقف فكري عقلاني من الأديان كلها و من الألوهية عموما, موقف يتبنى الإنكار او الرفض بناءا على حجج علمية أو فلسفية أو منطقية. و الإلحاد يتطلب ببساطة أن يتجرد المرء من مشاعره تجاه الدين الذي تعلمه و الأفكار التي تربى عليها و أن يخضع معتقداته تلك للفحص و التمحيص سعيا وراء الحقيقة و حينها سيتعرف على حجم الزيف و البهتان الذين تمتلئ بهم الأديان و الإيمان بالله بوجه عام. إن الله كذبة واضحة المعالم بلا أي حاجة لبحث عميق أو جاد, يكفي أن يكون المرء عقلانيا و محايدا لكي يستطيع ان يتأكد من ذلك تمام التأكد و لكن مع ذلك لا نزال نحتاج إلي كتب و دراسات في نقد الدين من الداخل لكي تصل الفكرة إلي عموم الناس بعد أن وصلت إلي خاصتهم. المشكلة ان نقد الدين مجرم قانونا في دول كثيرة هي أكثر من يحتاج إلي دراسات في نقد الدين, فليس أسهل من إتهام أي صوت عقلاني في تلك البلدان بإزدراء الأديان و تهييج الناس البسطاء عليه لكي يلتزم الجميع بتقديس ما لا يستحق الإحترام أصلا, ألا و هو الدين و الألوهية. إن الإلحاد يقدم نفسه على أنه الفكر الوحيد المتوافق مع العلوم الحديثة و القيم الإنسانية العظمى فالأديان الموجودة معادية للعلم و رجعية للدرجة التي يتوجب معها على كل إنسان أن يقاومها و يكافح ضدها. لكن ان نترك العالم أرضا خصبة لصراعات الأديان مع بعضها و تجبرها على البشر و سحقها لآدمية الإنسان فهذا ما لا يصح و ما لا يجب أن يكون. يكفي أن الأديان تروج للخرافات و تنشر الجهل و تعادي المرأة و ترفض الديموقراطية العلمانية .. يكفي الحجاب و ختان البنات و الأولاد و منع النساء من التعليم و العمل و تحريم الإختلاط الصحي بين الجنسين .. يكفي عداء العلم و حصار الحرية و تسفيه الأخلاق .. يكفي .. يكفي و يزيد. لقد آن الأوان لأن يصحو العالم على حقيقة الإلحاد .. حقيقة أن لا آلهة و لا حتى الله. يجب أن يعرف الجميع أن الآلهة و الملائكة و الشياطين و الجن و العفاريت و الأشباح و كل الشخصيات الدينية الخيالية لا تختلف عن الشخصيات الخيالية الكرتونية أو السنيمائية أو الأدبية مثل سوبرمان و باتمان و سبايدرمان و النينجا ترتلز و دراكيولا و الباور رينجرز و غيرهم. كلها شخصيات وهمية من وحي الخيال المتقد للإنسان و أمانيه بتجاوز الطبيعة و المادة. الله مثلا شخصية خيالية تجمع بين المتناقضات بطريقة تكشف لنا إستحالة وجوده في عالم الواقع. فهو حي و لكنه لا يموت مع إن كل حي يموت كما نعرف, و هو موجود و لكنه غير مادي مع إن كل كائن موجود بالمادة أساسا. إن الله يلخص طموحات الإنسان في أن يتجاوز الزمن و الموت بالخلود و ان يتجاوز قدراته المادية عموما بالألوهة مع إن الحقيقة هي أن الوجود كله مادي و طبيعي. لكن الأديان هي التي روجت لتلك الخرافات .. الأديان إستطاعت أن تقنع الكثير من الناس بوجود رجل خفي يعيش في السماء .. يراقب كل شيء يقوم به كل إنسان, في كل دقيقة من كل يوم, و هذا الرجل الخفي لديه قائمة بأعمال يريدنا ان نقوم بها و قائمة أخرى بأعمال لا يريدنا أن نقوم بها. و إذا لم نفعل أي من الأشياء التي يطالبنا بها أو إقترفنا أيا من الأشياء التي يسميها ذنوب فإن لديه مكانا خاصا يلتهب نارا و دخانا و تعذيبا و ألما سوف يرسلنا إليه لنحترق و نعاني و نختنق و نتألم إلي أبد الآبدين و حتى ينتهي الوقت. لكنه يحبنا .. مع ذلك يحبنا. بالطبع حكاية خرافية لا تصلح حتى للأطفال, لكن الكبار يصدقونها و يقاتلون من أجلها. الكبار يصدقونها بسبب غسيل الدماغ الذي تعرضوا له ليل نهار منذ نعومة أظافرهم ثم يكبرون ليكذبوا نفس الكذبة على أطفالهم, و ندور جميعا في حلقة مفرغة. و بتراكم الزمن و بتناقل الأجيال للكذبة جيلا بعد جيل تتحول الخرافة إلي أمر واقع علينا أن نتعايش معه و نقبله. لكن الحقيقة هي أننا نعيش في واقع مختلف تماما عن الواقع الإفتراضي الذي يتخيله المؤمنون بوجود إله. الحقيقة هي أننا نعيش بمفردنا في كون ملحد ليس له صاحب. ليس هناك آلهة لكي تنقذنا أو تنجينا, و لذلك علينا أن نتكاتف سويا من أجل ان نواجه مصاعب الحياة. إن الله هو لعبة إخترعناها ثم رحنا نتشاجر عليها مثل الأطفال .. الأفضل هو أن ننضج و نترك مثل تلك الألعاب التافهة و نحاول ان نحب بعضنا البعض. إن الإلحاد هو دعوة للإستيقاظ من الأوهام الخرافية و رسالة حب و سلام لكل الناس بدلا من الإقتتال الديني على الله أو الجنة, لكننا مع ذلك نجد أنه قد تعرض لتشويه كبير على يد المؤمنين, ببساطة يشوهون كل ما لا يفهمونه أو لا يطيقونه و يتهمون الإلحاد بما ليس فيه. يصورونه على انه إنفلات خلقي و ميل إلي الفوضى و إستهتار بالحياة و إفناء المرء لذاته في الجنس و الخمر و بالطبع هذا ليس صحيحا فالإلحاد لا شان له من قريب أو بعيد بالأخلاق لأنها ليست موضوع بحثه .. إن موقف الإلحاد الرافض هو موقف من الآلهة و الاديان و ليس الاخلاق و بالطبع ليس الدين هو الاخلاق و لا الأخلاق هي دين بل إن كل دين له نظام أخلاقي مستقل يختلف تماما عن بقية الأنساق الأخلاقية في الأديان الأخرى و هكذا فإن رفض الأديان لا يعني رفض أنساقها الاخلاقية بالضرورة و في حالة رفض أخلاق دين معين فإن هذا لا يعني رفض الأخلاق من حيث المبدأ .. عموما الإلحاد يتطلب بحثا عن الحقيقة و ليس الفضيلة, و لذلك فقد نجد ملحدين أخلاقيين مثل الإنسانيين كما أن هناك ملحدين آخرين يعتبرون أن الأخلاق أداة لتدجين الإنسان و جعله أليفا مستأنسا و بالتالي هم يرفضونها رفضهم للدين. من منهما على صواب و من على خطأ ؟ هذا يتطلب بحثا لأنه لا توجد اجوبة سهلة أو سحرية و لا توجد آلهة تعرف كل شيء و تجيب عن كل شيء بل علينا نحن ان نجتهد لنعرف أجوبتنا بأنفسنا. لكن بوجه عام فالإلحاد ليس إنفلاتا أو رعونة أو إستهتار بقيم الفضيلة و الخير و ليس الملحدين بأقل شرفا أو مكانة من المؤمنين لأنه في كل جماعة هناك الصالح و الطالح و هناك الاكثر صلاحا و الاكثر طلاحا فلا يمكن ان يدعي احدهم ان كل المؤمنين هم قوم صالحين او العكس و لا ان كل الملحدين هم قوم طالحين او العكس, بل إن أخلاق الإنسان راجعه أساسا للتربية التي تربى عليها و التهذيب الذي تلقاه في البيت و المدرسة و قوة إرادته و إختياراته في الحياة. أما لو بحثنا في الاديان لوجدنا ان كل دين يدعي أن منظومته الاخلاقية هي أفضل ما يمكن للإنسان إتباعه و ان الأخلاق التي انزلها الله أو الآلهة على الإنسان هي الوسيلة الوحيدة لعيش حياة حلوة و مرضية, لكن الحقيقة أن الأديان هي المسئولة عن الكثير من الإنتهاكات الأخلاقية و ضياع القيم الإنسانية. فالإنسان كائن خير بالطبيعة و بالإرادة كليهما بينما التوجيه السيء من الأديان هو الذي يعلم الإنسان كيف يرتكب الجرائم بضمير مستريح. في الواقع إن الحديث عن أخلاق دينية هو قول فيه الكثير من التجني على القيم الأخلاقية لأن الإخلاق لا تستقيم إلا لو كانت علمانية. ففي الأديان لا يوجد نمط أو منطق أخلاقي محدد, هي فقط سلوكيات مزاجية و أنشطة يوصي بها الإله أو النبي أو الرسول لخدمة الدين أو العقيدة و ليس لإعلاء قيم أخلاقية. فالقتل أو السرقة مثلا ليسوا محرمين لو كانوا في خدمة الدين أو للدفاع عنه أو لو كانوا بأوامر إلهية, و الإغتصاب أو الزنى لا تكون أفعالا مستهجنة لو كان الفاعل إله أو نبي. إن الحديث عن أخلاق دينية لهو مثل الحديث عن كائن خرافي .. العنقاء أو طائر الرخ. الصحيح هو أن الأديان قاتلة للفضيلة و راعية للكبت و العنف و النفاق و الإنحلال الخلقي بوجه عام, فلا عجب أن أكثر بلاد العالم تدينا و إيمانا هي البلاد التي ينتشر فيها الفساد و السرقة و التحرش الجنسي و الكثير من الأمراض الأخلاقية الأخرى. بينما البلاد ذات النسب المرتفعة من الملحدين هي البلاد الأكثر تقدما و تنظيما و حرية و شفافية على مستوى العالم. نعم, إن الأديان لا تروج للخرافات فقط بل و للإنحلال الخلقي أيضا .. أما الإلحاد فيحرر الاخلاق لأنه يعلمنها ( أي يجعلها علمانية ), إن تحرير الاخلاق من الدين و إرجاعها إلي البشر ليتباحثوا فيها و يتوصلوا إلي أفضل الانساق الأخلاقية هو أمر أساسي من أجل إصلاح المجتمعات و تحقيق التعايش و الإنسجام بين بني الإنسان. و يكفي أن نشر الإلحاد يدعم الحب و السلام, فكل العنف و التعصب القائمين بإسم الدين سينتهي بالإلحاد و بدلا من أن تفرق الآلهة و الاديان بين الناس سيجعلنا الإلحاد نتحد سويا في مواجهة التحديات.بل يكفي أن الإلحاد يؤكد على الفرح بالحياة الدنيا الجميلة, إن الحياة حلوة و تستحق ان نفرح بها لكن طالما أن الدين يجعلنا نهتم بالموت و ما بعد الموت فستكون حياتنا كئيبة و موحشة, الواقع أن إضفاء مظاهر البهجة و الإنشراح على الناس لهو مرتبط دائما بالإلحاد و البعد عن التدين. لذلك فإن الوعي بالضرر الذي تسببه الأديان بل و الإنخراط في مقاومتها و الكفاح ضدها لهو كفاح من أجل قضية عادلة و نبيلة, و هي حياة أفضل لنا جميعا. فمن أجل أن ننشر الحب و الخير و العدل و الحرية و السلام بين كل الناس علينا أن نحارب الأديان بالإلحاد و أن نؤسس مجتمع ملحد يؤمن بالعلم و الأخلاق الحرة المنفتحة. لقد ساعد تطور العلم الحديث على نمو الإلحاد في أوربا و الغرب بصفة عامة و في نفس الوقت يساهم نمو الإلحاد في نشر العلم لأنه يحرر عقول الناس من موروث الخرافات و الأساطير. لكن المشكلة هي أن صعود الأصوليات الدينية جعلنا نرى رجال الدين يروجون لعلوم مزيفة و معارف خرافية و يخلطون الدين بالعلم و يمزجون الدين بالسياسة و يلوثون دنيانا بأديانهم المتخلفة الرجعية المنافية للتنوير و التحديث. الآن ليس من واجبنا فقط أن نفصل الدين عن العلم و التعليم و عن السياسة و المجتمع بالعلمانية, لأن الدين و رجاله يأبون إلا القفز على المعارف العلمية و المنجزات السياسية و تطويع كل مناحي الحياة لخرافاتهم الدينية. إن الدولة العلمانية أصبحت موضة قديمة و الأفضل منها هي الدولة الملحدة, الحل الأمثل للتعامل مع الدين ليس أن نفصل بين الأديان فنصلح بينها و نحصر الدين في دور العبادة ثم نترك المجتمع أرضا خصبة لجنون رجال الدين .. لا. علينا أن نقتلع الخرافات الدينية من جذورها بإعتبار الدين مثل المخدرات و الأفيون فنمنع تعاطيه بقانون ملزم و نجرم الإتجار فيه. إن فصل السياسة عن الدين لم يعد يكفي, علينا الآن أن نصلح الأديان بعلمنتها جميعا. فالعلمانية الشاملة الحقيقية ليست هي علمنة الحياة و المجتمع و ترك الدين ليأكله دود الخرافة و الرجعية و إنما هي علمنة كل شيء بما فيه الأديان نفسها. الأديان يجب أن تكون لها شروط معينة لتبقى و إلا يتم القضاء عليها جميعا .. و الشروط المقترحة لتهذيب و علمنة و تحديث الأديان هي الآتي : 1- نبذ الخرافات و الأساطير بما فيها قصص الآلهة و الأنبياء و الشياطين و الملائكة و العفاريت و الخوارق و المعجزات و الجنة و جهنم و ما إلي ذلك. 2- نفي إمتلاك الحقيقة الحصرية فعلى كل دين أن يعترف من خلال رجاله أنه مجرد وجهة نظر لا أكثر. 3- نبذ العنف و العنصرية و التنصل من أي حادث أو تهديد إرهابي يتخذ الدين ستارا له. 4- إحترام العلم و نظرياته و قوانينه و عدم الإصطدام به أو الصراع معه. 5- إحترام حقوق الإنسان و مجاراتها و عدم المساس بأي حق منها. و هكذا وفق تلك الشروط تكون الأديان كلها ملحدة و ما يتبقى منها بعد هذا الترشيد و التهذيب يكون وجهة نظر أخلاقية و حياتية لا أكثر يتبعها الناس بناءا على إختيار حر و يتركها الناس بحريتهم أيضا. أما أن نلتزم بعلمنة الدولة فقط و نترك الأديان تنخر في المجتمع كالسوس فتلك سياسة ناقصة و خطيرة و تحول المجتمع إلي جنة لكل الأديان مهما كانت سيئة و رجعية. إن الدولة العلمانية كانت محطة تاريخية مهمة لمعظم دول العالم و لكنها الآن قد إنتهى دورها و حان وقت الدولة الملحدة التي تسمح بالأديان الملحدة فقط و تمنع ما عدا ذلك. العلمانية كانت مرحلة اولى مهمتها حصر الدين في دور العبادة و الآن حان وقت المرحلة الثانية أي “ملحدة الأديان” أو دخول دور العبادة لتنظيفها من الأديان. أما أول دولة كان لها الشرف بعمل ذلك فكانت ألبانيا بقيادة “أنور خوجة” و إستمرت وفق هذا المنهج من سنة 1967 إلي 1991 لكن للأسف كان ذلك قبل أوانه و به الكثير من العيوب و لذلك لم يستمر. لكن الآن البلاد المتقدمة في العلمانية هي فقط المرشحة لقيادة العالم نحو نظام سياسي عالمي ملحد يوحد جميع الناس تحت راية العلم و التقدم مثل فرنسا و بريطانيا و أمريكا. فبالدولة الملحدة فقط سنستطيع تحرير السياسة من التدخلات الدينية و من طغيان رجال الدين في كل صغيرة و كبيرة و التعامل مع قضايا مثل الإجهاض و حقوق الشواذ و الموت الرحيم و الإستنساخ و نقل الأعضاء و حرية الإعتقاد و غيرها من القضايا وفق إحتياجات الإنسان و ليس وفقا لوصايا إله مزعوم. الحقيقة إن العالم يجب أن يوقف التداول الحر للأديان الخرافية الحصرية الرجعية العنيفة المنحلة و أن يلزم رجال الدين بالتحول إلي رجال فكر و فلسفة عن طريق علمنة الأديان أو ملحدتها و تحويلها إلي فلسفات أخلاقية علمية تقدمية سلمية منفتحة. أما الحرية المطلقة لتداول كل الأفكار و المعتقدات بما فيها النازية و الفاشية و الإسلامية و المسيحية فسيوقف تقدم عالمنا أمدا طويلا و يجعلنا نحيا في حروب دائمة بين أتباع المعتقدات و الأديان, و هو ما لا نرجوه لعالمنا بالتأكيد. إن الحرية الحقيقية هي الحرية ذات الإطار, هي حرية كل الناس الأحرار فليس هناك حرية لأعداء الحرية و لا حرية لمن يعتبرون أنفسهم عبيد لإله خرافي. إن الدين مرض يأتي بفعل غسيل الدماغ المستمر للإنسان لذلك علينا مقاومة تلك الممارسات بإقرار الحجر الصحي على المجتمعات لكي ننظفها من أوساخ الدين و التدين و نزرع بدلا منها فلسفات طيبة تدعو للعلم المادي التجريبي و الاخلاق الحرة المنفتحة. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - Egyptian Humanist - 12-26-2009 للرفع RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - الــورّاق - 01-05-2010 تحية .. قلت أن الملحد ليس له كتاب ولا مرجع ، وهذه النقطة لا تستحق الفخر ، بل إنها تخيف أكثر ، وتعني أن الملحد وحش منفلت . بينما صاحب الكتاب أو المرجعية فهو على الأقل لديه ذلك المرجع أو الكتاب ، فتستطيع أن تفهمه من خلاله . وأنت قلت : (أن الناس كانوا لا يقرأون ولا يكتبون ، ولكن " بعد هذا الكتاب المقدّس " صاروا يقرأون ويكتبون) ، أليست هذه النقطة في صالح الدين ؟ وبناء على هذا فالدين هو الذي بنى الحضارة والعلم . وأنت قلت "الناس" يعني كل البشرية ، وعلى هذا فالأديان – بموجب كلامك انت – هي التي بنت وأسست التعليم ، وجعلت الناس الذين لا يقرأون ولا يكتبون يقرأون ويكتبون. هذا منطق وهي حقيقة ، فهل تعترف بها ؟ مع العلم أنك أنت من مهّد لها ؟ أم أنك تريد أن يكون ما تريده أنت أن يكون ؟ وليس ما هو كائن أساساً ؟ التقديس من صفات الإنسان أصلاً ، ولا تستطيع أن تقول أنه يوجد مفكر حر لا يقدّس شيئاً ، الملحد والعلماني يقدّسان أيضاً . وأنت قلت أننا في عصر العلم والتحديث والتنوير ، هذا لأنك في هذا العصر وبالتالي تقدّسه ، ولكن ماذا سوف يقول من يأتي بعد ألف سنة ؟ ماذا سيقول عن زمانك هذا ؟ هل سيتكلم عنه بنفس الروح والحماس والإعجاب الذي تتكلم عنه ؟ بالطبع لا . كان فلاسفة التنوير في زمانهم يتكلمون عن عصرهم أنه أفضل عصر وأن علومهم أحسن العلوم و و .. وأنت الآن تقدّس زمانك ، وتقدّس الحضارة الغربية ، وتقدّس أشخاص معيّنين فيها ، ولا تستطيع أن تخرج من هذا النطاق ، مثلك مثل القبائل التي في وسط أفريقيا . وأنت قلت بأن الإنسان يجب أن يهتم بكل الكتب ، أنت لم تطبّق هذا على نفسك ، فقد قلت عن الإنجيل والقرآن وهما من أهم الكتب في العالم ، أنهما كتب بسيطة ، أي قللت من شأنهما واستسخفتهما ، وبالتالي فهناك كتب تراها أنت أنها "ليست بسيطة" وتقدّسها ، مثلك مثل أصحاب الديانات تماماً . هناك من يرفض فكرة التقديس ولكنه يطبّقها ، ويقدّس نظريات لم تثبت علمياً ، ويدافع عنها بحماس ، الملحد يقدّس الشهوات والانفلات والحرية الكاملة ، ويقدّس رموزاً معينة ، خصوصاً في الغرب ، بل من الممكن أن يهين بلده وقوميته وديانته ، ورأينا الكثير من الملحدين من هم في الواقع يؤيدون حتى أعداء بلادهم ، لأنهم ينتمون للحضارة التي يقدّسون أفكارها المادية . الملحد المختار مادّي وطفولي ، ولا يفهم إلا بحواسّه فقط ، وهو قليل الإحساس أصلاً وفي تكوينه ويريد أن يعمّم ذلك على الآخرين ، هو لا يملك من التبصير الشيء الكثير فيحسب الناس كلهم مثله ، الملحد لا ينظر للحياة بشكل شمولي وكامل ، هو ينظر لما لديه وما هو قريب من عينيه وللملذات التي عنده ، ولا يدرك من ابعاد الحياة شيئاً ، ورضي واطمئن أن يعيش بهذا الشكل ، لا يفهم شيئاً عن الأصل ولا عن النهاية ، ولا عن سر الوجود ولا عن : لماذا نحن موجودون ، ولا يحب أن يدري عن ذلك كله ، المهم أن آكل وأشرب وأستمتع ، وهذا نقص في القيمة الإنسانية للإنسان الذي بهذا الشكل. ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم العقلية الملحدة أو الإنسان الملحد هو تدنّي بالإنسان وليس تقدّماً به ، الإنسان لديه احاسيس ولديه نوازع يجب أن يحترمها ويضع لها في إعتباره قيمة ، الملحد لا يريد كل هذه الاشياء ، بل يريد أن يستمتع بما هو موجود ، العقلية الملحدة لا تؤمن بأي شيء غير مادي ، بل حتى العواطف الإنسانية والمشاعر الإنسانية لا تستطيع ان تفهمها بناء على تلك العقلية ، ولا أن تعطيها قيمة . الملحد يرى أن الأخلاق كلها من بقايا الوثنية والاديان ، فلا داعي للاخلاق ، وبالتالي فلماذا يلتزم بها ؟ الطريق مفتوح أمام الشهوات فقط . لاحظ التحيّز ، فهاهنا بدأ تقديسك يظهر عندما ذكرت الفلاسفة العظام "الملاحدة" فقط ، ولم تذكر الآخرين ، كداوكينز (فيلسوف الباصات) ودانيت وهاريس ، ولم تذكر ديكارت وكانت وباسكال ، مع أن هؤلاء أشهر وأكثر أثراً في الفلسفة العالمية ، وهذه الكتب هي الكتب المقدسة لديك ، والتي تعادل التوراة والإنجيل والقرآن . الإلحاد هو ديانة بدون إله ، الملحد يحس بالحنان تجاه الملحد الآخر ، وله نشاط دعوي مثله مثل رجال الدين ، ومثلك ومثل فيلسوف الباصات الذي يلصق عبارة : There is probably no God على باصات لندن الحمراء . كذلك مثلما المسلم يحس بحنان تجاه المسلم الآخر ، ويحسّون بالأخوية معاً ، ويلمّعون رموزهم معاً ، بدليل الكتب التي تذكرها الآن والأشخاص الذين هم من فئتك ، وهم أئمة من أئمة الإلحاد ، فما الفرق ؟ أريد أن أعرف الفرق ! وإذا كان اصحاب الدين يتعلّقون بميتافيزيقيا وما شابه ، فأنتم تتعلّقون بـ"نظريات" ليست قطعية الثبوت ، يعني نفس الشيء. وإذا كان الملحد غير اخلاقي ، فما الذي يربطه بالأخلاق ؟ ليس هناك شيء يربطه بها ، الإلحاد موضة ، ونحن خبراء في تلقّي الموضات ، يفعلها الكبار ويقع فيها الصغار . الإلحاد نفسه يتحوّل إلى ديانة ، كغيره من الديانات ، فهل هناك شرط للديانة أن تكون بإله ؟ قد تكون ديانة بدون إله ، توجد ديانات بدون آخرة ولا رب ولا حساب ولا جنة ولا نار ، كالبوذية مثلاً . لكن هذه الديانة – الإلحاد – فارغة من الداخل ، ويملّ الملحد أخيراً من الفراغ ، هي ديانة الخواء الداخلي ، وشعار العلم المرفوع ليس حقيقياً ، هم لا يسيرون بموجب العلم بل بموجب الهوى والغرائز ، ويا ليت أن العلم يُحتَرَم ، فلا تناقش أحداً من الملحدين إلا وتجده يتحايل على المنطق ، وله خبرة في قلب الحقائق ، فأحدهم كان يضحك على قانون السببية في أحد المواقع ، وآخر يصرّ على مسيحية هتلر ، وأن الملاحدة لم يقتلوا خمسين مليون شخص في الثورة البلشفية ، ولا حتى ذباباً . وآخر لا يرى أن وراء كل موجود غير عاقل فاعلاً عاقلاً . وبالنسبة لشعار العقلانية والعلم المرفوع زيفاً ، فحرامٌ إذاً على الملحد ان يستمع إلى الموسيقى ، ما فائدتها عقلياً ؟ إذا كنا لا نسير إلا بحقائق ذلك العقل فلماذا الموسيقى تُمْتِع ؟ العقل لا يستطيع أن يفهم هذا الشيء ، إذاً يجب أن نتجنّبها . أما عن الديانات المشوّهة والمعبوث بها ، فهذا باب أكيد لفساد الأديان ، وهي تسبب فعلاً الكثير من الصراعات ، لكن يفترض من الملحد أن يبحث عن الحقيقة ولا يقف ، الإلحاد هو منطقة فضاء فارغة يبحث من خلالها عن طريق الصواب ، ولكن لا يُعَاش فيها ، فهي صحراء قاحلة . موقف الإلحاد من الأديان هو ردة فعل ، هو موقف الإنكار والرفض كما قلت ، هو فقط ردة فعل لها ، ليس إلا ، لكن هل يقدّم الإلحاد حل للإنسان ؟ هذا هو السؤال ! الحكاية حكاية هذا الإنسان ، وليس حكاية رفض أديان مشوهة وباطلة ، حسناً رفضنا الأديان ، لكن ماذا أفعل ؟ ما هو الحل ؟ ما هو البديل ؟ كيف أتخلص من احاسيسي ومن أفكاري ؟ كيف أبرمج نفسي بحيث أعيش كالدود أنظر فقط إلى ما هو أمام عيني ؟ وقلت : "الإلحاد هو سعي وراء الحقيقة" ، عليك أن تقف عند هذه الكلمة ، الإلحاد بحد ذاته توقف وليس سعي ، وبالتالي عليه أن يواصل الملحد سعيه في البحث عن الحقيقة ، لا ان يقف عند الإلحاد ، فلو كانت الحقيقة هي وجود إله ، فهل يقبل الملحد بهذا ؟ وبالتالي لن يكون ملحداً . لأنه إذا توقّف فهو الآن يكشف عن طويّته ، يريد فقط أن يتحرر من كل قيد ، بما فيها الأخلاق ، هذه هي الحقيقة . أما أن يلحد ليبحث عن طريق سليم ، فهذا اتجاه سليم . وقلت أن : " الدين هو كذبة واضحة المعالم بلا اي حاجة لبحث عميق أو جاد " . أين التفكير العلمي الذي تتحدث عنه ؟ ألم تقل أننا لا نسمع ولا نتّبع إلا ما يثبت علمياً ؟ أنت الآن تخالفها ! وتقول أنه لا يحتاج إلى دليل ، ولا يحتاج إلى بحث عميق أو جاد ، هنا سقطت العقلانية والعقلية العلمية عندك ، والعلمانية معها ، وبان الهوى . بل الدين يحتاج إلى بحث جاد شأنه كبقية الشؤون ، هذا إذا كنت عقلانياً ، إثبت عدم وجود الله ! علمياً ومختبرياً ! وبفحص الكون كله الذي لا نهاية له ، حينئذ سنقول أنك علمي وعقلاني . الإلحاد يعتمد على نقد الأديان ، وليس يعتمد على البديل ، والأديان مشوهة ، فقوة الملحد هي من الاديان وليست من الإلحاد نفسه ، الكلام هو بعد أن تُحسَم الحرب مع الاديان وينتصر الإلحاد ، ماذا سيقدّم الإلحاد للإنسان ؟ هذا هو السؤال الفلسفي الكبير ، والذي لا يشغل بالك الآن . لأنك في إطار التعصّب والصراع فقط . تحتاج إلى كتب ودراسات لتثبت عدم وجود الله ، فلماذا احتجنا إلى كتب ودراسات لنقد الدين من الداخل ؟ لأنك في عقلية الصراع ليس إلا ، وليس البحث عن الحقيقة . الإلحاد هو نقد للديانات ليس إلاّ ، أين هو الفكر نفسه ؟ أين القيم الإنسانية في الإلحاد ؟ قيمته يستمدّها من نقد الدين ليس إلاً ، ونقد الجزئيات المشوّهة في الدين ، الإلحاد هو عالة على الأديان . فتجد كل ملحد خبير في الاديان ، لذلك الملاحدة يعرفون عن الاديان أكثر مما يعرفه حتى أتباعها . وتقول أن : "الأديان رجعية وتعارض العلم فيجب على كل إنسان أن يقاومها ويكافح ضدها" . هل لاحظت ؟ لم تقل أنه يجب على كل إنسان أن يعمل على البحث عن الحقيقة فيها وإخراج الزيف منها ، هنا يخرج الهوى . وحتى الإلحاد من قال أنه لا يصارع ؟ ماذا فعل البلاشفة وماذا قتلوا ؟ العلمانية في أوروبا ماذا فعلت ؟ كم من الملايين التي أبيدت ؟ الكل يتصارع ، الملحد وغير الملحد ، ولو جئنا للمنطق لوجدنا أن الملحد هو المؤهّل للصراع أكثر ، لأنه ليس لديه اشياء محرّمة أو ممنوعة أساساً ، فكل ما تريد نفسه في الإلحاد مفتوح امامه ، هذا هو التشريع الإلحادي ، حتى لو أراد أن يزني بأمه ، ما الذي يردّه عن ذلك ؟ لا يوجد دين ولا إله ! كل شيء متاح أمام الملحد ، فلذلك الذي لا تردعه روادع هو الذي أقرب بأن يقوم بالموبقات والفساد على وجه الارض . وبالمنطق ، الديانات عندها أشياء تمنع اتباعها منها ، الملحد ليس عنده شيء يمنعه أصلاً ، ومن هنا هو وحش مخيف ، نحن مقبلون على عصر بربريّ ، بلا قيود ، بل حتى البرابرة عندهم قيود تمنعهم من الدين أو من أشياء أخرى ، هذا عصر البربرية الإلحادية . يكفي الإلحاد أنه يروّج للمادية وللشهوات ونزع القدسية عن اي شيء بما فيها الأخلاق والقيم الإنسانية ، يكفي هذا كذريعة ومبرر لإنتهاكات الإنسان لأخيه الإنسان . وليس من المفارقات أن نيتشه الذي بشّر بموت الإله ، ومات هو ، يدعو إلى السوبرمان ، السوبرمان الذي لا يرده شيء ولا يقدّس شيء وينتهك كل شيء ، ويعتمد على القوة ، هذا هو البربري الحديث .. يكفي الملحد إنتهاك الاعراض وزنا المحرمات سبباً للمشاكل. عقلية الملحد لا تؤمن بشيء لا يفيد مادياً وحسياً ، وشهوانياً . وعلى هذا فكثير من الناس سوف يكونوا لا حاجة لهم ويجب أن يسحقوا ، كما صنع سوبرمان نيتشه . الإله هو الذي يحمي القيم ، وهو الذي يجازي الإنسان على فعله الخيّر وينتظر الخيّر جزاؤه حتى ولو لم يتوفر في الدنيا ، فإذا كان هذا الإله ليس موجوداً ، إذا فلماذا أفعل الاشياء الخيّرة وأنا لست ملزماً بها ؟ على الملحد أن يرضع من المادة ويمص طعمها ، ليجد المرارة في شعوره ، مرارة الفراغ والضياع والألم في داخله ، المادة لا تُغنِي ، ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، هذه نظرة صبيانية للحياة ، التي هي نظرة الملحد . الملحد ليس له قوة ، بل هو ضعيف متهالك على الشهوات ، لا يردعه رادع ، ولا يلتزم بالقيم الأخلاقية ولا الإنسانية ، ما هي الإنسانية عند الملحد ؟ هذه تناقضات يستطيع الإنسان كامل الإنسانية ان يفهمها ، ولكن الاطفال لا يستطيعون ان يفهموها ، ومن هو مرتبط بعقله المادي ، كارتباط الدود بالطين ، لا يستطيع ان يفهم هذا . الملحد هو مريض بالتوحّد ، أي أنه منفرد بالعقل فقط ، لا توجد فيه الاحاسيس الإنسانية ، وإن وجدت فهو يقمعها ويكبتها ، هو مريض توحّد ويريد الناس أن يكونوا مثله . هل هناك بديل لحماية الاخلاق بغير وجود إله يعلم السر وأخفى ؟ لا يوجد ! ما الذي يدفع الإنسان إلى أن يلتزم وهو بمفرده ؟ لا شيء ، إذاً تريدون أن لا يلتزم أحد بشيء ، وأن تكون فوضى وبربرية ، ولو لا المصالح والخوف لظهرت البربرية علناً ، وهي تظهر في حروب الملاحدة والعلمانيين . وإذا محّصت جيداً فلن تجد هناك فرق بين عقلية الطفل وعقلية الملحد ، كلاهما سواء ، مرتبط بالحواس ، ولا يريد ان يمنعه شيء عن رغباته وشهواته ، وإذا أقنعته بالمنطق يتحايل عليه ، لكي يصل إلى ما يريد . وكل ما يريده هي اشياء مادية ، لأنه هو لا يفهم إلا الأشياء المادية ، هذه العقلية لا تفهم إلا الأشياء المادية اصلاً ولا تجد متعة إلا فيها ، فالملحد اصلاً يعاني من قصور إنساني . والطفل يحس بالأمان طالما أنه مع أهله ، حتى لو كانت النيران تشب في ما حولهم . فهو يستكين للواقع ويشعر بالأمن بمساعدة الكهرباء وبعض مقتنيات التقنية التي فرح بها ، مصداقاً لقوله تعالى : (حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) . والإلحاد على نوعين : ملحد مضطر ، وملحد مختار . الملحد المضطر محترم ، لأنه رأى تناقضات ورأى اشياء من رجال دين أو ما شابه ، جعلته يضطر إلى أن يخرج من الدين . أما المختار ، فهو إنسان دونيّ وقاصر إنسانياً أصلاً في شعوره ، ولا يفهم إلا الشهوات ، فارتاح له ، واعتبره هو وسيلة الحياة . (وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (8) النوع الاول لا يعتبر الإلحاد هو النهاية ، بل هو يبحث عن الحقيقة ، الملحد المضطر هو إنسان محترم ، والملحد المختار إنسان من الصعب أن تعطيه نفس الإحترام ، لأنه قاصر إنسانياً ، بدليل أنه راضي ومعجب بهذا الإلحاد ، ويدافع عنه ، ويريد أن يكون هو خط سير الحياة . وها أنت رجعت إلى الكلام الخيالي الطوباوي ، كيف يحب بعضنا بعضاً وكل واحد منا يحب نفسه فقط ؟ ويعيش في أنانية ؟ ولم يبحث عن الحقيقة ولم يرتبط بها ؟ كيف سيحب الآخرين ؟ بناء على ماذا ؟ وليس لديه دين يقول له أحب أخاك ؟ وليس لديه أخلاق يحترمها لأن الأخلاق من منتجات الأديان أصلاً ؟ فعلى اي اساس سوف تبنى هذه الأخوّة ؟ لماذا لا نكون عقلانيين وفقط ؟ وتقول الحقيقة : أنا أعيش لنفسي ، لمصلحتي ، ولا أؤمن إلا بالعقل فقط ؟ ولن أخضع لأحد إلا إذا كان أقوى مني ؟ ويمنعني بالقوة ؟ هذه هي روح الملحد . وتقول : " هذه دعوة للإستيقاظ من الأوهام الخرافية" . يعني نفس ما قلته في السابق لك ، عن الإلحاد ، أنه يعيش عالة على الأديان ، هل من الممكن أن تعرّف شيء بمناقضته لشيء ؟ أي : هل الشيء يعرّف بضدّه لشيء آخر ؟ لماذا لا يُعرّف هو بكيانه ؟ هل نقول أن تعريف النهار هو ضد الظلام مثلاً ؟ وقلت أن الإلحاد دعوة لنقض الأديان ، هل هذا تعريف ؟ أنت الآن عرّفت الأديان ولم تعرّف الإلحاد. والمحبة التي تقول عنها في الإلحاد ، أين هي ؟ في أي فصل من الإلحاد يوجد شيء إسمه المحبة ؟ سوى محبّة المادة والمصلحة ؟ نحن لسنا مادة حتى يحبنا الملحد ، نحن بشر لنا مشاعر ، أنت جئت من ديانة ليس الأخلاق موضوع بحثها ، هذه هي ديانة الإلحاد . ديانة ليست الاخلاق موضوع بحثها كما قلت أنت . بحثها هو نقض الاديان . وما قلته مغالطة ، كل الأديان تجمع على تحريم الكذب وتحريم السرقة وعلى اساسات أخلاقية كثيرة ، تختلف في التفاصيل ولكن الاساسات موجودة ، فالذي ينفي الأديان هو ينفي هذه الأخلاق . مشكلة ملاحدة العرب أنهم مقلّدون تقليد موضة ليس إلا ، من أجل هذا لا أقول أنهم ملاحدة حقيقيين ، ولو كانوا كذلك لطبّقوا الإلحاد بالكامل ، وبالتالي سوف يرى بشاعة ما اعتنقه وهو لا يدري ، مجرّد التقليد لأناس ليسوا من ثقافته أو ديانته أو حتى من أرضه ، هذا هو شأن العرب كأمة ضعيفة مغلوب على أمرها ، أين هم من قلّدوا الشيوعية وتحمّسوا لها ؟ لماذا تخلّوا عنها ؟ لأنهم مقلّدون بدون وعي ، أفكار ليست من ارضهم وليست من طينتهم . وأنت اعترفت أن الملحد يبحث عن الحقيقة وليس الفضيلة ، وقلت أن الأخلاق قبل ذلك أنها ليست مجال بحث الإلحاد ، وبنفس الوقت تقول أن الإلحاد يدعو إلى الحب وإلى السلام وو .. هذا تناقض . أنت تحمّل الإلحاد ما لا يحتمل ، هو لا يستطيع أن يتحمّل هذه المعاني ، إذاً الإلحاد ليس له علاقة بالأخلاق ، تكفي هذه النقطة كاعتراف . فإن كان في الإنسان أخلاق ، فهو راجع إلى تربيته وبيته كما قلت ، يعني : بيته الذي ينتمي لدين اصلاً ، أما إلحاده فلا يقدّم له أخلاق . هذه هي النتيجة . فإذا كان في الملحد أخلاق فهي من بقايا الدين . من تربيته ومجتمعه ، بينما لو وجدنا شخصاً نشأ على الإلحاد وأفكاره ، لما بقي من الأخلاق شيء ، لأن الإلحاد لا يعترف بالأخلاق ، وليست من مجال إهتماماته كما قلت ، فليس هناك من يدعو إلى الفضيلة بالحب ويحاسب عليها ويعاقب إذا تُركَت ، فالأمر حر ومفلوت ، ومن المفترض أن يحوّل إسم الإلحاد إلى الإنفلات من كل ما هو آجل ، فروح الملحد جبانة تجترئ على ما ليس له عقوبة عاجلة ، وترتدع خوفاً من العقوبة المباشرة ، فإذا افترضنا زوال العقوبة العاجلة ، فسوف يعود إلى الإنفلات ، وهذا ما يحصل في حال حروب الملاحدة من فتك وتعذيب للاسرى وانتهاكات جنسية و و إلخ . الإلحاد هو الإنفلات ليس إلا ، وهناك من يطبّق هذا الأنفلات ، وهناك من لا يستطيع بسبب تربيته ومراعاته لمجتمعه ليس إلا ، لكن عندما تزول الموانع وتتربى أجيال جديدة على الإلحاد ، فماذا سيكون ؟ ولهذا نقول أن الملحدين العرب ليسوا ملاحدة حقيقيين ، لأنهم يتكلمون بالإلحاد ويطبّقون عادات وتقاليد مأخوذة من دين ، من أجل هذا نحن لا نتّهم أي ملحد عربي بأنه يبيح الزنا بالمحارم إلا في حالات نادرة ، وكلهم يهتمون بشرفهم وعرضهم ، إذاً أين هو الإلحاد ؟ إذاً أنت لست ملحداً . الإلحاد لا يرتاح له إلا صاحب الهدف والغرض ، ولو يتكلم الملحد حقيقة عن أشهى شيء في الإلحاد لقال : أنك تفعل ما تشاء ، وهنا الإختيار ، فيختار الملحد الشر على الخير ، نحن نتكلم عن الملحد المختار ، لا عن المضطر ، فهو إذاً إختار الشر . ما هو الشر ؟ هو أن تفعل كل ما تريد . بدون روادع ولا قيود ، وهذا ما اختاره الملحد ، ولهذا السبب كما قلت له عصرنة وله انتشار ، والناس أصحاب النفوس العالية من الصعب عليهم أن يختاروا أن يفعلوا كل ما يريدون ، لأن في دواخلهم اشياء تمنعهم ، كل واحد منهم يقول : لست أنا وحدي الذي أعيش على الأرض . فالكتلة الشيوعية الملحدة والغرب أيضاً ، ينتشر فيهما الإلحاد ، ولكن أليسوا في صراع ؟ وفي حرب باردة على مدى سنوات ؟ لم يحمهم الإلحاد من التفرقة والصراعات ومن ملء المخازن بالترسانات النووية ، هذا ليس حلاً للبشر . الإلحاد ليس حل . أما قولك عن إنتشار الأخلاق والفساد الأخلاقي ، وربطه بالإلحاد ، فهو ربط ضعيف . الغرب ليس دولاً ملحدة بالكامل أصلاً ، ومن اساسات قيام الحضارة الغربية هو الدين المسيحي ، الحكاية هي أنه بسبب الديموقراطية أصبح الفرد يضمن حقوقه فبالتالي يقل الفساد ، ويعرف أن القانون سيحميه ويعطيه حقه ، فتقل الرشوة والسرقة وما إليه تبعاً لذلك ، ولو طبّق هذا في أي مكان لنجح ، وكذلك حرية الصحافة والإعلام الذي يفضح كل من يخالف القانون ، فالعدل يُخرِج الخير الذي في الناس ويبعدهم عن الشر ، هذه قوانين مدنيّة ، أينما طبّقت نجحت ، فما دخل الإلحاد بها ؟ والكلام هذا لو كانت أوروبا كلها ملحدة ولم تعرف الاديان لكان كلامك صحيحاً ، لكن اعظم المفكرين والمبدعين ، كثيرون منهم ينتمون للديانة المسيحية أصلاً ، والإلحاد موجة جديدة بدأت في أواخر القرن الثامن عشر ، ولم تكتسح كل أوروبا وامريكا ، وما يزال رجل الدين والمتديّن في أمريكا واوروبا يقوم بدوره في الحضارة ، إذاً لا تنسب شيئاً للإلحاد ليس له . الدول الملحدة والتي ينتشر فيها الإلحاد الشيوعي ، تعاني من الفساد في شرق أوروبا وفي الاتحاد السوفييتي السابق ، وتعاني من انتشار الفقر والسرقة والرذيلة وما إلى آخره ، وهم ملحدين ! فلا شأن للإلحاد بهذه الامور . والدول الشيوعية في أمريكا الجنوبية وفي آسيا وأوروبا أيضاً حالها ليست حالة حسنة ، مع أنها دول تتبنى الإلحاد ، وتبنّته بعنف في فترات من القرن الماضي ، ومع ذلك لا تزال تعاني من الرذيلة والفقر والفساد والسرقة والإغتصابات ، إذاً من الخطأ ومن مجانبة المنطق أن تأخذ هذا دليلاً . والفكر الماركسي الإلحادي هو الأكثر في الدول الشيوعية ، ومع ذلك هي الاسوأ وضعاً ، والمتدينين من المسيحيين ينسبون التفوق والازدهار الاوروبي للديانة المسيحية ، فماذا تقول لهم ؟ لأنه كما يقولون ديانة سلام ومحبة فازدهرت الحضارة. وهذا أيضاً للإنصاف ، فليس الإلحاد هو المسؤول عنه ، الإلحاد مسألة شخصية ، هناك نظم وحقوق وديموقراطية ، فإذا طبّقت وضمن كل إنسان حقوقه فسيكون مطمئناً ومرتاحاً ، وبالتالي لن يضطر إلى مخالفة القانون . وقلت أن : " الحياة حلوة" ، ماذا تقصد ؟ تقصد المادة والشهوات والموت . لماذا الملحد يتخيّل الموت كأنه شيء خرافي بعيد ؟ بينما هو يهجم على الملاحدة وغير الملاحدة في كل يوم ، وينتزعهم من الشهوات ، ويذهب بهم إلى عالم لا يٌعرف أين هو ، لم يفكّر الملحد بهذا العالم الجديد الذي سوف ينتقل إليه في أي لحظة ، أليس هذا قصوراً إنسانياُ ؟ ومع ذلك يفرح ويستلذ بالحياة ؟ ألا يشبه الطفل ؟ الطفل الذي يلعب والنار تحترق في الغرفة الاخرى ؟ ألا يشبهه ؟ قل الحقيقة . ثم لماذا العقلية الملحدة تعتبر الموت نهاية لكل شيء ؟ وهو يرى أنه في المادة وفي الحياة لا شيء ينتهي ؟ أليس هذا تناقض مع المنطق ؟ وكيف تنسب الشيء إلى اللاشيء ؟ كيف تنسب الحضارة إلى الإلحاد ؟ الطفل والملحد ، كلاهما مادي ، فالطفل يتضايق من الدروس النظرية والأخلاقية ، ويحب أن يتعامل بحواسه مع العالم الخارجي فقط ، ويحب تأمل الآلات والأكل واللعب . وهو يعظّم القوة ويفضل رؤية الأفلام التي فيها سحق وقتال وانتصار وما إلى ذلك .. فإذا أردنا أن نعرف ماذا يريد الملحد ، فعلينا أن نعرف ماذا يريد الطفل .. تحياتي .. وشكراً لسعة صدرك .. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - بوشاهين البحراني - 01-05-2010 (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: الطفل والملحد ، كلاهما مادي ، فالطفل يتضايق من الدروس النظرية والأخلاقية ، ويحب أن يتعامل بحواسه مع العالم الخارجي فقط ، ويحب تأمل الآلات والأكل واللعب . وهو يعظّم القوة ويفضل رؤية الأفلام التي فيها سحق وقتال وانتصار وما إلى ذلك .. في البداية أرحب بالزميل الوراق و اتمنى مشاهدة مشاركاته بصفة دائمة. و بعدها اسمح لي ان اصحح لك بعض النقاط الموجودة لديك , لا يمكن مقارنة الطفل بالملحد و لايمكن تعميم ان جميع الاطفال يتضايقون من الدروس النظرية و الاخلاقية , و لا يمكن تشبيه اي صفة من صفات الطفل على المراهق من باب ان الطفل ولد و هو على دين أبويه حتى ان كانوا من عبدة البقر , بينما الملحد ولد على دين ثم أقتنع بأنه لا يجدر به إتباع الدين و هذا فرق واحد من بين الفروق الأخرى بين الطفل و الملحد. أما بانسبة لجملتك : " فإذا أردنا أن نعرف ماذا يريد الملحد ، فعلينا أن نعرف ماذا يريد الطفل .." فأنا لا أتفق معك إطلاقآ نظرآ لأن جملتك تشمل جميع الملحدين دون إستثناء , فهي أشبه بأن يقول أحدهم ( فإذا أردنا أن نعرف ماذا يريد المتدين ، فعلينا أن نعرف ماذا يريد الحيوان ) فبذلك سيشعر المتدينون بأنهم لا هم لهم سوى الأكل و الجنس و النوم. واسمح لي ان ضايقك كلامي. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - Egyptian Humanist - 01-07-2010 عزيزي / الوراق محبة و سلام (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: قلت أن الملحد ليس له كتاب ولا مرجع ، وهذه النقطة لا تستحق الفخر ، بل إنها تخيف أكثر ، وتعني أن الملحد وحش منفلت . الملحد ليس مخيفا و ليس وحشا منفلتا .. بل هو شخص مثقف و أخلاقي و علمي و بالتالي ستجده في الحياة مؤدبا و دمسا. طبعا ليس كل الملحدين كذلك و لكن الغالبية منهم على هذا الحال. فكرة الكتاب المرجع أو كتالوج الإنسان و الحياة هي فكرة حمقاء أساسا .. لماذا تحصر نفسك بين دفتي كتاب واحد بغض النظر عن نوعية الكتاب ؟ هناك ألف كتاب جيد و كل يوم تنزل الأسواق كتب أفضل مما سبقتها إعتمد كتابها على المعارف السابقة في صنع معارف أكثر تطورا .. المؤمن بأحد الكتب المقدسة لا يعني أنه شخص أليف أو مدجن لعدة أسباب : 1- ليس شرطا أن يتبع المؤمن الوصايا المذكورة في كتابه لأن معظم المؤمنين غير متدينين و لا يسلكون بحسبما يقول الكتاب و بالتالي من الممكن ان يكون المؤمن وحش منفلت بأكثر من ملحد يعلن عدم إيمانه صراحة .. 2- حتى لو إتبع المؤمن ما يقوله الكتاب بحذافيرة فإن هذا يتحول إلي كارثة لأن الكتب المقدسة مليئة بوصايا العنف و الرجعية و الكبت و النفاق و بالتالي فإن العبرة ليست بأن يتبع المرء أي كتاب و السلام بل أن يتبع قيما جيدة حتى و إن لم يتضمنها كتاب واحد فقط. إن السلوك بحسبما يقول كتاب بعينه لن يعني في حالة تحققه اكثر من الجمود و الرجعية و ضيق الأفق و بالتالي فإن الإنفتاح على بقية الكتب يعتبر ميزة فعلا يتميز بها المثقف القارئ عن المتدين المحصور بين دفتي كتاب واحد. الوحش المنفلت هو الشخص القادر على قتل الأطفال لو أمره إلهه أو حتى قتل إبنه لو أوحى له الله بذلك, و ليس الشخص الذي يحتكم لعقله و قيمه و مبادؤه الخاصة. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - Egyptian Humanist - 01-07-2010 (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: وأنت قلت : (أن الناس كانوا لا يقرأون ولا يكتبون ، ولكن " بعد هذا الكتاب المقدّس " صاروا يقرأون ويكتبون) ، أليست هذه النقطة في صالح الدين ؟ وبناء على هذا فالدين هو الذي بنى الحضارة والعلم . وأنت قلت "الناس" يعني كل البشرية ، وعلى هذا فالأديان – بموجب كلامك انت – هي التي بنت وأسست التعليم ، وجعلت الناس الذين لا يقرأون ولا يكتبون يقرأون ويكتبون. هذا منطق وهي حقيقة ، فهل تعترف بها ؟ مع العلم أنك أنت من مهّد لها ؟ أم أنك تريد أن يكون ما تريده أنت أن يكون ؟ وليس ما هو كائن أساساً ؟ طبعا لا .. الإنسان بنى حضارته رغم الأديان الخرافية الرجعية و ليس بفضلها .. في كل قرية كان هناك مدرس يحمل مشعل التنوير و العلم بينما هناك شيخ أو كاهن يحاول أن يطفئها .. العلم ضد الدين و الدين ضد العلم لأن الأول يعتمد على التجربة و العقل بينما الثاني يعتمد على التصديق الأعمى رغم التجربة و العقل, الدين قوة رجعية تعمل ضد التطور و الإنفتاح و التنوير العلمي العلماني و لهذا يجب ملحدتها و إصلاحها او القضاء عليها تماما. التاريخ واضح و صريح و تاريخ الأديان حافل بالعداء للعلم و التقدم و خصوصا تاريخ الكنيسة الكاثوليكية ( ماعدا بعض التساهل في العصر الحديث) و تاريخ الخلافات الإسلامية المتتالية ( ما عدا بعض الإنفتاح في العصر العباسي ) و تاريخ الهندوس و غيره .. يعني في معظم الأحيان كانت الأديان تعمل لحفظ الوضع الراهن على ما هو عليه و هذا ضد التطور و الإنفتاح و العولمة الفكرية للبشر .. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - الفكر الحر - 01-07-2010 (01-07-2010, 04:04 PM)Egyptian Humanist كتب: في كل قرية كان هناك مدرس يحمل مشعل التنوير و العلم بينما هناك شيخ أو كاهن يحاول أن يطفئها ..الغوغاء قتلوا باحثة فلك ومنطق ورياضيات في مصر ! http://ar.wikipedia.org/wiki/هيباتيا http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35937 RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - Egyptian Humanist - 01-07-2010 (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: التقديس من صفات الإنسان أصلاً ، ولا تستطيع أن تقول أنه يوجد مفكر حر لا يقدّس شيئاً ، الملحد والعلماني يقدّسان أيضاً . وأنت قلت أننا في عصر العلم والتحديث والتنوير ، هذا لأنك في هذا العصر وبالتالي تقدّسه ، ولكن ماذا سوف يقول من يأتي بعد ألف سنة ؟ ماذا سيقول عن زمانك هذا ؟ هل سيتكلم عنه بنفس الروح والحماس والإعجاب الذي تتكلم عنه ؟ بالطبع لا . التقديس يختلف عن الإحترام يا حضرة الأستاذ .. الإنسان حين يقدس كتاب يتعامى عن أخطاؤه مهما تعددت ويحصر نفسه بين دفتيه و ينفذ ما فيه حرفيا حتى لو تعارض مع العقل السليم و الأخلاق القويمة أما حين يحترم كتابا فإنه قد يختلف مع فكر صاحبه و قد يتفق و لكن في كلتا الحالتين سيرى أخطاؤه مهما قلت و لن يكون ملزما بتنفيذ ما فيه حرفيا .. التقديس درجة متطرفة من الإحترام و هي غير مرغوبة او مستحبة .. التقديس وثنية و إنحطاط بالفكر و موقف رجعي بدائي .. يعني العلماني أو الملحد لا يقدس عصره بل يحترم عصره و تطور عالمه .. العلماني و الملحد يحترمان العلم و الأخلاق العلمانية و يحاولون مجاراة التقدم و التطور الذين هما سمة الحياة نفسها .. (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: وأنت قلت بأن الإنسان يجب أن يهتم بكل الكتب ، أنت لم تطبّق هذا على نفسك ، فقد قلت عن الإنجيل والقرآن وهما من أهم الكتب في العالم ، أنهما كتب بسيطة ، أي قللت من شأنهما واستسخفتهما ، وبالتالي فهناك كتب تراها أنت أنها "ليست بسيطة" وتقدّسها ، مثلك مثل أصحاب الديانات تماماً . لأنهما كتابين سخيفين فعلا .. كتابين من العصور القديمة يحملان قيما متخلفة و أفكارا رجعية و معارف بالية .. ربما يكون لكل منهما قيمة أدبية أو إنسانية و لكن ليس اكثر من ذلك. بالطبع لا يمكن أن يأخذ الإنسان العصري كلام هذين الكتابين على محمل الجد .. (01-05-2010, 12:30 AM)الــورّاق كتب: هناك من يرفض فكرة التقديس ولكنه يطبّقها ، ويقدّس نظريات لم تثبت علمياً ، ويدافع عنها بحماس ، الملحد يقدّس الشهوات والانفلات والحرية الكاملة ، ويقدّس رموزاً معينة ، خصوصاً في الغرب ، بل من الممكن أن يهين بلده وقوميته وديانته ، ورأينا الكثير من الملحدين من هم في الواقع يؤيدون حتى أعداء بلادهم ، لأنهم ينتمون للحضارة التي يقدّسون أفكارها المادية . أنا أحترم العلم جدا و لكنني لا أقدسه لأنني لست وثنيا مثل المؤمنين بالأديان الخرافية. و لا أقدس الشهوات و الحرية بل أحترمها أيضا .. ثم إني لا أسمح لك بأن تقرر لي أو لاي ملحد ما الذي يقدسه أو لا يقدسه .. أنت شخص مؤمن بخرافاتك فإهنأ بها و لكن لا تتطاول على من يعملون عقلهم و ضمائرهم بأفضل مما تفعل .. انا ملحد و كل كلامي كان عن الملحدين و موجه إلي الملحدين و لم أفرد مداخلة او مقالا لكي أعدد فيه مساوئ و أغلاط المؤمن بالأديان التقليدية و لم أقل بأن المؤمن كذا و كذا و يفعل كذا و كذا مع إني قادر على سلخ المؤمن العادي و نتف فروة رأس المؤمن المتدين .. المؤمن بالأديان الألوهية هو شخص رجعي و متزمت و جامد الفكر و غير أخلاقي و غير علمي و بالتالي فهو صيدة سهلة و هدف يسهل قنصه فلا تستفزني بكلامك عن الملحدين الذين لا تعرف عنهم أي شيء لأنك تنظر إليهم بنظارة الدين السوداء التي تحجب عنك رؤية ما هو حقيقي و واقع رغم أنف الجميع. RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - مناضل - 01-10-2010 اقتباس:إن الله كذبة واضحة المعالم بلا أي حاجة لبحث عميق أو جاد, يكفي أن يكون المرء عقلانيا و محايدا لكي يستطيع ان يتأكد من ذلك تمام التأكد و لكن مع ذلك لا نزال نحتاج إلي كتب و دراسات في نقد الدين من الداخل لكي تصل الفكرة إلي عموم الناس بعد أن وصلت إلي خاصتهم. المشكلة ان نقد الدين مجرم قانونا في دول كثيرة هي أكثر من يحتاج إلي دراسات في نقد الدين, فليس أسهل من إتهام أي صوت عقلاني في تلك البلدان بإزدراء الأديان و تهييج الناس البسطاء عليه لكي يلتزم الجميع بتقديس ما لا يستحق الإحترام أصلا, ألا و هو الدين و الألوهية. اوافقك في الكثير من قولك لان فكره الكتاب المعجز الذي يحوي كل شيء شيء لا يمكن انكاره لمن درس مختلف الاديان وهذا الامر غير مقتصر على الاديان السماوية بل يوجد في مختلف الاديان وهذا يذكرني باحد قصص الف ليلة وليلة حيث زار احد ابطال قصصها قوم يعبدون كتاب ويسجدون له . ولكن اقتراحك بتغيير الايمان من الايمان بالله الى الايمان بعدم وجود الله اليس هو ايمان ايضا ؟ اي انك لم تفعل سوى تغيير طريق ما ولم تستطع ايضا الغاء هذا الطريق تماما وهذا شيء لن تستطيعه ولن يستطيعه اي شخص في الكون لان الفطره كما قلنا في موضوع اخر هي الايمان . كما اني اراك تستشهد بالكثير من المفكرين الغربين الذين تأثروا بدينهم وما عانوا منه ولا يعني اننا لا نعاني ولكن يجب دراسه التاريخ الاوربي جيدا لكي نعرف لماذا هذا الانقلاب الرهيب منهم على الاديان . فالدين المسيحي كان افه اوربا في وقت من الاوقات ورجال الدين تلاعبوا به بصورة مقيته والبسوه لباس الله نفسه فكان كل ما يصدر عن البابا واتباعه هو قول الله نفسه في راي المسيحين هناك لذا نرى ان الثورة الفرنسية انتقمت من الله بالغاء عبادته ولكنهم بدلوه بالعقل اي انهم لم يلغوا الايمان ولكنهم بدلوه . ولكن لو درسنا الامر بصورة دقيقه فسوف نرى ان الكفر كان بالبابا وليس الله ، لانه كان يقدم نفسه انه ممثل الله الاوحد على الارض وكل تعاليمه هي من تعاليم الكائن الاسمى لذا كانت الثورة على هذا الاضطهاد وليس على الكائن الاسمى نفسه وهذا الامر واضح تماما . لذا لا يمكن الاستشهاد باي راي غربي لانه يمثل الدين المسيحي او الانقلاب عليه وهذا الدين اساسا محرف حسب راي الكثير من الاديان ومنها المسلمين . RE: الدولة الملحدة و ملحدة الأديان .. - الفكر الحر - 01-11-2010 (01-10-2010, 12:25 PM)مناضل كتب: مناضل حتى اخر قطرة دم !فهل تخبرنا سبب اختيارك لهذه الديانة ! ؟ لماذا لم تجيب على هذه الأسئلة , بدل التهرب المفضوح ! أم مجرد إيمان أعمى وإنقياد أعمى http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35628 http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35819 ديانتك مجرد إيمان وإتباع أعمى , يخالف المنطق والعقل ففي العقل مضادات طبيعية ترفض الفكر اللامنطقي واللا عقلاني فللأسف لا يوجد مضاد على شكل كبسولات للإيمان الخرافي مثل مضاد شلل الأطفال ! . |