حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
زياد في قلب دمشق - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: فـنــــــــون (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=80) +--- الموضوع: زياد في قلب دمشق (/showthread.php?tid=3574) الصفحات:
1
2
|
زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 دمشق عاصمة ثقافية... دمشق عاصـمة عاطفية «دمشق السنة عاصمة ثقافية، لكنها دائماً عاصمة أساسية». هذا ما قاله زياد الرحباني في ختام حفلاته الخمس لجمهور أغدق عليه حباً، بادله الرحباني بسخاء. ما جعل عاصمة الأمويين تستحق لقباً إضافياً «العاصمة العاطفية» دمشق ـــ ضحى شمس دسّ الرجل المعشوق نفسه بين الموسيقيين في الباص الذي كان ينقلهم إلى حيث أقام منظمو «دمشق عاصمة ثقافية» حفل عشاء بمناسبة ختام حفلاته التي عاشت العاصمة على وقعها. الوجهة «باب توما». تتحقق «نبوءة» الملصق الضخم على الطرق «زياد في قلب دمشق». هو هنا، جغرافياً وعاطفياً. حارات كانت لسكن الدمشقيين أصبحت استديو ضخماً لتصوير المسلسلات أو تحوّلت بيوتها الرائعة، لمطاعم تسهر على أنغام عود أو بزق. «البيوت التي ما زالت للسكن، نادرة»، يقول مروان عازار الذي ما زال يسكن هنا. يصل الباص المتخم بالموسيقيين منتصف الليل إلى «ساحة القصاع». تلفت نظر زياد، إلى احتمال تكوّن «مظاهرة» خلفه لدى سلوكه الحارات الضيقة. يرد، وقد حشر نفسه في مؤخرة الباص بينك وبين «سلافا» عازف الكلارينيت الأرمني «هلق مين حيعرفنا هون؟». ما إن تطأ قدمه الساحة المكتظة بسيارات التاكسي الصفراء، حتى يهتف شاب، كمن يقرص نفسه ليتأكد: زياد رحباني؟ تلتفت عيون لذكر الاسم. وبلمح البصر ترتفع الموبايلات في ردة فعل «عصرية»، مصوّبة كاميراتها للهدف. تتشكل بسرعة هيصة كبيرة. لكن أحداً لا يجرؤ، للوهلة الأولى، على الاقتراب. لحظة كانت كافية لانزلاق زياد بحركة رشيقة من خلف موقف باص داساً نفسه بين أسراب الموسيقيين بالسموكينغ الأسود، الذين بدوا كجماعات من طائر البطريق تمشي في حواري العاصمة التاريخية. ما إن يدخل البيت القديم المتحول إلى مطعم حتى تعثر العيون عليه. يتجه الموسيقيون الى درج الطابق الأول المحجوز لهم. تسري كلمة واحدة كالنار في الهشيم: «زياد.. زياد». وإذ بالزبائن ينتصبون جميعا حول طاولاتهم، ممزقين الهواء بتصفيق طويل بدون أي كلمة. يخرج من يحب السوريون مناداته بمجرد «زياد»، من تمويهه غير الناجح بين الموسيقيين. ينحني بابتسامة خجولة لا تنفكّ تسلب قلوبهم، قبل متابعة صعوده. يستنفر المنظمون لإقناع شباب استوعبوا بعد مروره بالساحة، أن «ذاك» كان.. زياد، فلحقوه، أنه ليس باستطاعتهم الدخول. لكن، ما إن يجلس الجميع حتى يتناهى من صحن الدار، صوت غناء انبعث من «كورال» مرتجل لأكثر من مئة زبون، صودف وجودهم الليلة. مغنين بصوت أرادوا إيصاله إلى فوق «أنا مش كافر» ثم «الحالة تعبانة يا ليلى» إلخ. تصل التحية فتتمدد الابتسامة على وجه الرحباني. تطل من عينيه سعادة يموّهها خفراً بمواصلة الحديث مع جاره. يطال انفعال الناس، عازف الترومبون الفرنسي «غي» يضع الكأس من يده ويقول «لدى هذا الرجل شيء لا أستطيع وصفه. الكل يقع في غرامه ببساطة». وببساطة، كانت دمشق واقعة في غرامه. وكأي عاشقة كانت سعادتها بزيارته بيتها تفوق الوصف. كان ذلك وصالا. عشرة أيام أمضاها زياد الرحباني يتراشق والسوريين بالحب. عمل المنظمون من كل يوم حدثاً: أربعة أنواع من الملصقات وضعوا فيها كلام أغانيه على لسان سوريا: لأول مرة منكون سوا، كيفك أنت؟ إلخ. ثم كان للتشويق بانتظار الموافقة على تمديد حفلة إضافية، ملصقة: «بالنسبة لبكرة شو؟». تأتي الإجابة في ملصق اليوم التالي: «صارت صحيحة الخبرية». بادل زياد المدينة حبها حتى قبل أن يلمسه ميدانياً. أعطى الأولوية للموسيقيين والمغنين السوريين. ست صبايا من أحلى أصوات سوريا «بقيادة» السوبرانو رشا رزق. أربعة وعشرون موسيقياً سورياً. العازف باسل داوود يغنّي مع الرحباني أغنيات عرفت فقط بصوت الاخير. الأولوية في الإطلالات الإعلامية لوسائل الإعلام المحلية: مشاهد من البروفة والحفلة الأخيرة للتلفزيون السوري. مقابلة مع إذاعة محلية. أخرى مع جريدة «تشرين». مقابلة لجريدة حكومية؟ استغراب صامت. القطاع الخاص، خيار المستقبل غير المعلن للسوريين. يعيد سلوك الرحباني النظر بهذا التقييم على ضوء تجربته كلبناني. مؤسسات الدولة بكل ثغراتها، أفضل من عدمه. حوّل السوريون زيارة الرحباني الأولى إلى لحظة انفعال ممتدة على عشرة أيام. شعور مرهق، لكنه رائع. عناق طويل، تقبيل متواصل. تصوير متواصل. تفهم دنيا الدهان مساعدة د. حنان قصاب حسن و«دينامو» الاحتفالية، التي «منحت» زياد ضاحكة لقب «معاليك»، أن الرحباني لن «يدافع» عن نفسه تجاه هذا الحب. تحاول التقنين ما استطاعت. لا أحد يعرف مدى نجاحها. فهي كالفراشة ليس لرفة جناحها صوت. شيء ما في شخصية السوريين يشبهه. ما هو؟ تمضي وقتك بالمراقبة لتعثر عليه. تبحث، وأنت تراقب طلاب المعهد العالي للموسيقى متجمعين كالعصافير الصغيرة على أبواب القاعة المغلقة ونوافذها، التي تجري فيها التمارين، متسقطين نوتات متناثرة من وليمة موسيقاه. تبحث، وأنت تصعد درجاً خلف الطالبة الظريفة التي تطوّعت لإرشادك إلى ما يسميه الطلاب هنا «المخبأ السري»، من أجل مشاهدة التمارين: كوة في الطابق الثاني! تخمن هيام حموي، التي أجرت معه مقابلة، أن هذا الشيء هو مزيج من الحنان والشهامة والبساطة، سمة الشخصية السورية الحقيقية. لكنك تظن أن بعض الناس يخرجون أفضل ما فينا. وإن وجود زياد في دمشق العاطفية، أخرج أفضل ما فيها. تماماً كما أن حب السوريين أخرج أفضل ما فيه. عشرة أيام في دمشق، كانت كل لحظة فيها معلقة على حافة بين البكاء والضحك. الفجر، عودة الفرقة إلى الفندق. نتندر في المصعد على كثافة التصوير خلال الحفلات. يعلق احدهم ضاحكاً أنه لو كان الشخص ينقص ذرة كل مرة يجري تصويره، «لما عدنا بالكثير من زياد إلى بيروت». يفتح باب المصعد وإذ.. بالرحباني أمام المصعد، الرابعة صباحاً، وإلى جانبه وقف شاب مطوقاً كتفه، شاخصاً إلى كاميرا رفيق يقوم مرتبكاً بتصويرهما. يتبادل الشابان مكانهما. يلتفت زياد إلينا وقد ارتسمت على وجهه المرهق ابتسامة قائلاً «ناطرينا الشباب من التسعة، معقول نقللهم لأ؟». دمشق العاطفية، أبت أن تودّع زياد إلا على طريقتها. رجته، كما فعل آلاف السوريين الذين تجمّعوا نهاية كل حفلة معترضين باصات الفرقة المغادرة للمسرح، بملصق كتب عليه ببساطة: «ما تفل». -------------------------------------------------------------------------------- قمر انضمت عناصر الطبيعة في ثاني حفلات زياد الرحباني إلى الناس لإضفاء لمسة استثنائية على أجوائها. هكذا، بدأ خسوف نادر ومرئي لقمر دمشقي مكتمل مع بداية حفلته الثانية. فكانت العيون طوال السهرة تتنقل بين المسرح والسماء، متابعة اختفاء القمر التدريجي إلى أن غاب بنهاية الحفل بالكامل، تاركاً في الساحة «قمراً» وحيداً جلس إلى البيانو وقد تعلّقت به الأبصار والأفئدة. قمر، على جماله، يزعل إن قلت له «يا حلو». زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 دمشق استقبلت زياد الرحباني بحفاوة بالغة وحفلاته مدّدت بعد نفاد البطاقات مُدّدت حفلات زياد الرحباني في مسرح قلعة دمشق يوماً إضافياً استجابة لاقبال الجمهور السوري على طلب بطاقات حفل الفنان اللبناني الشهير للأيام الأربعة المقررة، حتى قبل إحياء حفلته الأولى أمس. وصرّحت حنان قصاب حسن، الامينة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008، راعية الحفل، بأن التمديد يأتي "استجابة لطلب كبير من الجمهور بعد بيع كل بطاقات الحفلات الاربع". واوضحت ان قلعة دمشق معدة لاستقبال ثلاثة الاف شخص جلوساً، وبعدما بيعت البطاقات كلها "تعمل الامانة العامة وتدرس زيادة العدد في الحفلة الواحدة ليصل الى 4500 شخص". وافادت المسؤولة الاعلامية عن حفلات زياد وهي الملحقة الاعلامية للسيدة فيروز ضحى شمس ان "الحفلات مددت يوما واحدا"، مشيرة الى انه "من الصعب" تمديد الحفلات اكثر من ذلك بسبب "ارتباطات الموسيقيين الاجانب المشاركين". ويرافق الرحباني 50 موسيقياً من سوريا وارمينيا وفرنسا وهولندا وبريطانيا ولبنان، بقيادة المايسترو كارين دورغاريان الذي قاد حفلات فيروز وزياد في مهرجانات بيت الدين عام 2000. وتضم الفرقة ايضا جوقة من تسع مغنيات غالبيتهن من السوبرانو السوريات ابرزهن رشا رزق. وأوضحت شمس ان وجود هذا العدد الكبير من الموسيقيين السوريين مرده الى "مهارة العازفين السوريين في التخت الشرقي، فنحن نستعين بهم حتى في الحفلات خارج سوريا". وأكد المنظمون ان "تجهيزات ضخمة استحضرت خصيصاً للحفل" الذي سيكون "من أفضل ما قدمه زياد الرحباني". وكانت احتفالية دمشق الثقافية حرصت على توزيع منافذ البيع على عدة محافظات سورية، اضافة الى دمشق التي حظيت بالعدد الاكبر من البطاقات. فيما كان لافتا للمنظمين ان "الاقبال الاكبر على شراء البطاقات كان في الساحل السوري". واستقبلت دمشق المجيء الاول للرحباني بحفاوة تخطت نطاق الترويج. وكتب على الملصق الاساسي للحفل "زياد في قلب دمشق" الى جانب رسم "غرافيكي" له. اما الملصقات التي وزعت على اللوحات الاعلانية فحاولت استلهام الفن الذي يقدمه، وجاء فيها "زياد.. لأول مرة منكون سوى"، و"زياد... يا نور عيني"، و"سهرني يا ابو الاحباب". وسيّرت امانة احتفالية دمشق اكشاك متنقلة هي عبارة عن مكتب صغير خلفه صورة كبيرة لزياد، توزع اوسمة صغيرة تحمل صوره، واعلاماً وملصقات. وتبث الاكشاك في شكل متواصل أغاني لزياد ومقاطع من مسرحياته. زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 برنامج الحفلة يتضمن «مقطوعات موسيقية تعزف للمرّة الأولى... مع احتمال تأدية أغنية جديدة». أما الفرقة، فهي «كاملة» مؤلّفة من عازفين سوريين وأرمن ولبنانيين، يقودها المايسترو كارين دورغاريان، إضافة الى كورس منشدين سوريين. وقد أعدّت إدارة المهرجان المكان ليتّسع لحوالى 5 آلاف مشاهد في الحفلة الواحدة. أما أسعار البطاقات، فستكون رمزية ليتمكّن جميع محبّي زياد، وهواة موسيقاه في سوريا، من المشاركة في سهرة «من العمر»، من المتوقّع أن تبقى في ذاكرة المهرجانات العربيّة والجمهور السوري. أما حفلة فيروز التي كان قد أعلن عنها سابقاً فلم يحسم أمرها حتى الآن. زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 "زياد الرحباني" يحتل «قلب» دمشق بموسيقاه وصوته أحيا الفنان اللبناني "زياد الرحباني" في قلعة دمشق التاريخية، حفلة كانت أول لقاء يجمعه بالسوريين، وتحوّلت قلعة عاصمة الأمويين مكاناً لغرام تخطى العلاقة بين الموسيقي وجمهوره. وقال "زياد": إن حفاوة الجمهور كانت فوق تصوري، سأقول شيء بصراحة: (لست متوقع هيك شي.. ولا شايف هيك شي من قبل). ورافقت عاصفة من التصفيق ظهور "زياد الرحباني" على المسرح، ليفتتح الحفل بمقطوعة موسيقية، قبل أن ينشد "شو هالأيام اللي وصلنالا.."، وغنى "الرحباني" ومعه الجمهور الذي يحفظ معظم أعماله غيباً "تلفن عياش" "عايشة وحدها بلاك" "بلا ولا شي"، كما قدم مجموعة من المقطوعات الموسيقية مع اوركسترا تضم عازفين معظمهم من سوريا وأرمينيا بقيادة المايسترو الأرمني "كارين دورغريان"، إلى جانب عازفين من فرنسا وهولندا. وشاركت "زياد" الغناء جوقة مكونة من ست مغنيات سوبرانو سوريات منهن رشا رزق وليندا بيطار. ساعة ونصف ساعة الساعة من الغناء والموسيقى تخللتها استراحة قصيرة، كان "زياد" كريماً بصوته، ولم يكن الجمهور أقل كرماً، تشجيع وحماسة وهتاف وتصفيق، وحال إصغاء واستماع عالية لا تشوبها أي فوضى. حال الجمهور فاجأت المنظمين أنفسهم، وفاجأت "زياد" كما جاء على لسانه في ختام الحفلة، بعد أغنية «عودك رنان»، وقف زياد وتوجه إلى الجمهور شاكراً على طريقته، وقال: إنه منذ أن تلقى الدعوة من احتفالية دمشق والأخبار تصله عن «جوكم» الاستعدادي للقاء، وإذ ذاك حاول أن يتصوّر بقدر إمكانه ما يحصل في دمشق، وعندما سأل عن البرنامج والاقتراحات له، جاءه الجواب أن الجمهور «حافظين كل شي». وأهدى الجمهور الرافض لمغادرته إعادة لآخر مقطع من «عودك رنان»، وغافل الجمهور إذ أوحى وكأنه يريد استشارة المايسترو الأرمني "دورغريان" في أغنية أخرى، ثم غادر في شكل خاطف، اعتصم الجمهور أمام المسرح وتابع الغناء «الحالة تعبانة يا ليلى»، وصرخ «صامدون هنا»، لكن المنظمين أخبروهم أن لا أمل من الانتظار. بطاقات الحفلات الأربع نفدت سريعاً (20 دولاراً مع حسم للطلاب والصحافيين) في بعض المدن السورية، ومطالبة من لم يحالفهم الحظ ببطاقات، دفعت احتفالية دمشق إلى تمديد الحفلات يوماً إضافياً قبل بدايتها، ليطول اللقاء حتى الثلاثاء المقبل. ولد "زياد الرحباني" في أوائل كانون الثاني من عام 1956، أمه هي نهاد حداد "فيروز"، ووالده الفنان "عاصي الرحباني"، وكانت بداية أعماله الشعرية بعنوان (صديقي الله) الذي كتبه بين عامي 1967 و1968، وفي عام 1973 قام "الرحباني" الصغير بتقديم أول لحن لوالدته "فيروز"، حين كان والده في المشفى حيث كان من المقرر أن تلعب "فيروز" الدور الرئيسي في مسرحية "المحطة" للأخوين "رحباني"، ولهذا كتب "منصور الرحباني" كلمات أغنية تعبر فيها "فيروز" عن غياب "عاصي" لتغنيها في المسرحية، وألقى بمهمة تلحينها إلى "زياد"، وكانت تلك الأغنية "سألوني الناس" التي لاقت نجاحاً كبيراً وأدهشت الجمهور بعبقرية ابن السابعة عشرة تلك وقدرته على إخراج لحن يضاهي ألحان والده. وكان أول ظهور لزياد على المسرح في نفس المسرحية "المحطة" حيث لعب فيها دور المحقق، كما ظهر بعدها في رائعة الأخوين "رحباني" ميس الريم بدور الشرطي الذي يسأل "فيروز" عن اسمها الأول والأخير وعن ضيعتها. بعدها توالت المسرحيات الزيادية، ولكن بأسلوب مختلف جداً عن أسلوب الأخوين رحباني، حيث اتخذت مسرحيات زياد الشكل السياسي الثوري والواقعي جداً الذي يمس جوهر الشعب في حياته اليومية، بعد أن كانت مسرحيات الأخوين رحباني تغوص في المثالية وتبتعد قدر الإمكان عن الواقع ويعيش فيها المشاهد خيالاً آخر وعالماً آخر، هذا ما لم يقبله "زياد" لجمهوره، وخاصة أن الحرب الأهلية كانت قد بدأت. تميز أسلوب "زياد الرحباني" بالسخرية والعمق في معالجة الموضوع كما أنه يعتبر صاحب مدرسة في الموسيقى العربية والمسرح العربي المعاصر. ومن أعماله الفنية في مجال المسرح نذكر، مسرحية سهرية ومسرحية نزل السرور و مسرحية بالنسبة لبكرا شو وفيلم أميركي طويل و أمرك سيدنا و شي فاشل و لولا فسحة الأمل والفصل الآخر. أما ألحانه للمغنية "فيروز" وللرحابنة فله ألبوم "وحدن بيبقو" وألبوم "معرفتي فيك" وألبوم "كيفك إنت" وألبوم "سلملي عليه" وألبوم "ولا كيف"، ومقدمة مسرحية "ميس الريم" ومقدمة مسرحية "بترا" وأغنية "سألوني الناس" وأغنية "قديش كان فيه ناس"، ودبكة "يا جبل الشيخ" وأغنية "نطرونا" وأغنية "حبو بعضن"، إضافةً إلى أغاني حفل "بيت الدين". كما كتب ولحّن العديد من الأغنيات بصوت السيدة "فيروز"، وأصوات جوزيف صقر وسامي حواط وسلمى مصطفى وغيرهم. زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 تمديد حفلات زياد الرحباني قبل لقائه الاول مع الجمهور السوري - دمشق (ا ف ب) - بدات مفاعيل احياء زياد الرحباني اولى حفلاته في العاصمة السورية مساء الخميس بالظهور اذ ادت "مطالبة الجمهور" الى تمديدها يوما واحدا بعد ان كان مقررا تقديم اربع حفلات فقط في مسرح مجهز خصيصا لذلك في قلعة دمشق. وهي المرة الاولى التي يحيى فيها الرحباني حفلات فنية في دمشق. وسيرافقه 50 موسيقيا منهم 27 سوريا و22 ارمنيا وموسيقيين من فرنسا وهولندا وبريطانيا ولبنان بقيادة المايسترو كارين دورغاريان الذي قاد حفلات فيروز وزياد في مهرجانات بيت الدين العام 2000 وتضم الفرقة ايضا جوقة من تسع مغنيات غالبيتهن من السوبرانو السوريات وابرزهن رشا رزق. وتوضح المسؤولة الاعلامية عن حفلات زياد والملحقة الاعلامية لفيروز ضحى شمس ان وجود هذا العدد الكبير من الموسيقيين السوريين مرده "مهارة العازفين السوريين في التخت الشرقي.فنحن نستعين بهم حتى في الحفلات خارج سوريا". واكدت شمس ان "الحفلات مددت ليوم واحد" مشيرة الى انه "من الصعب" تمديد الحفلات اكثر من ذلك بسبب "ارتباطات الموسيقيين الاجانب المشاركين". من جهتها اوضحت حنان قصاب حسن الامينة العامة لاحتفالية دمشق التي تستضيف الحفلات ان التمديد ياتي "استجابة لمطالبات كثيرة من الجمهور بعد ان بيعت كل بطاقات الحفلات الاربع". ولفتت الى انه من المقرر ان تستوعب قلعة دمشق ثلاثة الاف شخص جلوسا وبعد ان بيعت البطاقات كلها "تعمل الامانة العامة وتدرس زيادة العدد في الحفلة الواحدة ليصل الى 4500 شخص". وتضيف قصاب حسن "لدينا مخطط سينوغرافي دقيق جدا وضعه التقنيون في فرقة زياد بحيث يصل الصوت باحسن احواله الى كل مستمع موجود في الحفلة". وبحسب المنظمين سيتم الاعلان عن فتح شباك التذاكر لبيع 1500 بطاقة اضافية لكل حفلة من الحفلات الخمس في حال التأكد خلال التمارين من ان ذلك لن يؤثر تقنيا على الحفل. وتشير قصاب حسن التي التقت الرحباني بعد وصوله سوريا لاجراء البروفات اللازمة والتأكد من التجهيزات التقنية ان زياد "كان متوترا دائما يتوتر قبل الحفلات فهو يحب ان يكون كل شيء كاملا ولا يقبل ابدا بانصاف الحلول". واذ يؤكد المنظمون ان "هناك تجهيزات ضخمة استحضرت خصيصا للحفل" فهم يتوقعون ان يكون هذا الحفل "من أفضل ما قدمه زياد الرحباني". وانشأ مسرح ضخم في قلعة دمشق لحفلات زياد وتوزعت حول المسرح رافعات لحمل مكبرات الصوت "بما يجعل المكان مناسبا لاستيعاب التجهيزات التقنية والجمهور" بحسب أحد المسؤولين. وكانت احتفالية دمشق الثقافية حرصت على توزيع منافذ البيع على عدة محافظات سورية اضافة الى دمشق التي حظيت بالعدد الاكبر من البطاقات. فيما كان لافتا للمنظمين ان "الاقبال الاكبر على شراء البطاقات كان في الساحل السوري". واستقبلت دمشق مجيء الرحباني الاول بحفاوة تخطت نطاق الترويج. وكتب على الملصق الاساسي للحفل "زياد في قلب دمشق" الى جانب رسم "غرافيكي" له. اما الملصقات التي وزعت على اللوحات الاعلانية فحاولت استلهام الفن الذي يقدمه الرحباني ومما جاء في اعلاناتها "زياد.. لأول مرة منكون سوى" و"زياد... يا نور عيني" و"سهرني يا ابو الاحباب". ومن جهتها قدمت احدى الاذاعات السورية اعلانات تحاكي النفس المسرحي الساخر لزياد. اذ انتجت اذاعة "شام اف ام" الخاصة مجموعة اعلانات وولفتها باستخدام تسجيلات مسرحيات الرحباني ليبدو الاعلان وكأنه حوار مباشر بين المذيع وزياد. كما سيرت امانة احتفالية دمشق اكشاك متنقلة هي عبارة عن مكتب صغير خلفه صورة كبيرة لزياد لتوزيع اوسمة صغيرة تحمل صوره واعلام وملصقات وتبث الاكشاك في شكل متواصل اغان لزياد ومقاطع من مسرحياته. واذ كان من الصعب معرفة ما اذا كان زياد سيغني في الحفل ام سيكتفي بالعزف على البيانو فمن المتوقع ان يتخلل الحفلات بث مقاطع من "اسكتشات" من الحلقات التي سجلها سابقا للاذاعة او فواصل مكتوبة للمسرح. ومن المتوقع ان يقدم زياد مجموعة من "اهم اعماله واحدثها ومنها ما سيقدم للمرة الاولى في حفل حي" بحسب بيان احتفالية دمشق. ويضيف البيان ان خصوصية حفلات زياد تكمن في "انها المرة الاولى التي يزور فيها الرحباني الابن دمشق ليلتقي جمهورا عريضا انتظره سنينا وعرفه من خلال مسرحياته وبرامجه الاذاعية ومن خلال تأليفه وتلحينه اغان شكلت منعطفا في مسيرة" فيروز. وتأتي حفلات زياد بعد ان قدمت والدته فيروز في دمشق عروض مسرحية "صح النوم" في افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية مطلع العام الحالي بعد غياب دام حوالى 27 عاما. وكالة فرانس برس © 2008 جريدة مونت كارلو زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 زياد الرحباني لا يصدّق ما رآه في دمشق خاطب الفنان اللبناني زيــاد الــرحــبــانــي الــجــمــهــور الــســوري بالقول: "بصراحة ما كنت متوقع هيك شي ولا شايف هيك شي من قبل"، مؤكداً على أنه فوجئ بالاستقبال الحار الذي حظي به في أول حفلة يحييها في دمشق. وقد رافقت عاصفة من التصفيق ظهور الفنان على المسرح حيث افتتح حفله بمقطوعة موسيقية قبل أن ينشد "شو هالإيام اللي".. وصلنالا. وغنى الرحباني ومعه الجمهور "تلفن عياش" و "عايشة وحدها بــلاك" و "بــلا ولا شــي". وكذلك قــدم مقطوعات موسيقية مع أوركــســتــرا قــادهــا المايسترو الأرمني كارين دورغريان وتضم عــازفــيــن مــن ســوريــة وأرمــيــنــيــا وفرنسا وهولندا. شــاركــت زيـــاد الــغــنــاﺀ جوقة مؤلفة من ست مغنيات سوبرانو تتواصل حفلات زياد الــرحــبــانــي إلـــى الغد بعدما جرى تمديدها لــيــوم إضــافــي تلبية لطلب الجمهور. ســوريــات. وإذ احتشد مــا يزيد على ثلاثة آلاف شخص في قلعة دمشق، حرص المنظمون على فتح الأبواب قبل ساعة ونصف الساعة من بدﺀ الحفل وعلى إغلاقها قبل نصف ساعة منه. قالت السوبرانو السورية التي شاركت في الجوقة منال سمعان: "كــان يقشعر بدني وأنــا أغني وشعرت بأنني أريد" البكاﺀ. وعن زياد قالت: "إنه" شخص "رايق" وفنان وإنسان، يتعامل مع الجميع على قــدم المساواة وإذا سألته يــشــرح ويــشــرح لــك فيشعرك بقيمتك". أما عازف الكونترباص السوري خالد عمران، فقد اعتبر العمل مع زياد حلماً وأشار إلى أن عزفه في الحفل كان إلى حد ما تجاوباً مع" تفاعل الجمهور الرائع وأنــه لم يكترث لمسند النوتة الذي كاد يطير من أمامه". زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 زياد الرحباني يزر قلعة دمشق لتفقد مكان حفلاته ويطالب بألا يتجاوز سعر التذكرة 10 دولار بعد غياب أكثر من ثلاثة عقود زار الموسيقار اللبناني الفنان زياد الرحباني أمس الأول (الأحد) سوريا، حيث تفقد قلعة دمشق المكان الذي سيقيم فيه أربع حفلات ، فى الفترة ما بين 15 18و آب أغسطس المقبل وذلك بدعوة من الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية أمس الاثنين عن مصدر رسمي سوري من الأمانة العامة إن زياد فوجئ بشكل "إيجابي" بسوريا لأنها الزيارة الأولى له منذ أكثر من ثلاثة عقود، وكشف المصدر أن زياد طلب أن تكون أسعار البطاقات "مقبولة" لأوسع شريحة ممكنة من الناس ، بحيث لا يكون سعرها أكثر من عشرة دولارات على سبيل المثال.وأوضح المصدر أن زياد أبدى سروره وسعادته في هذه الزيارة لأنه تأكد بنفسه من حجم الجمهور العريض والكبير الذي ينتظره بشغف واهتمام. المصدر أوضح أن عددا قليلا من القانونيين والفنيين رافقوا زياد خلال الزيارة للوقوف على تفاصيل "العقد" الذي سيتم توقيعه مع الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية ، إضافة لمعرفة كل التفاصيل ودراسة المكان والمسرح والمعدات الفنية والصوتية ، وكل ما يرتبط بالحفلات التي سيقيمها زياد بقلعة دمشق وسط دمشق القديمة. يذكر ان الفنانة اللبنانية فيروز كانت قدمت في سوريا مسرحية صح النوم في كانون الثاني يناير الماضي؛حيث تراوح سعر تذكرة الدخول الواحدة بين 10000 ليرة سورية (ما يعادل 215 دولار) و2000 ليرة (ما يعادل 43 دولار). زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 زياد الرحباني في دمشق عاصمة الثقافة العربية لاول مرة روسيا اليوم يقام في دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008 حفل للفنان الشهير زياد الرحباني، يقدم فيه 5 حفلات تتضمن نحو 20 عملا يعود الى مراحلَ مختلفة من انتاجه، مما يُعتبر حدثا تاريخيا في عالم الموسيقى. تضم الفرقة الموسيقية المرافقة للرحباني مجموعةً متكاملة من عازفي الآلات التقليدية والمعاصرة المتنوعة. احتشد في قلعة دمشق المئات من محبي الرحباني من كافة المدن السورية ليحتفلوا بقدومه الأول إلى عاصمتهم. عزف الرحباني الحانه على البيانو إلى جانب أوركسترا ضخمة وعزف مقطوعاته من موسيقا الجاز والبلوز، بالاضافة الى اغانيه البسيطة والشعبية التي يحفظها جمهوره عن ظهر قلب. يعتبر الرحباني جسر الرحابنة إلى المستقبل كما وصفته فيروز، حيث سعى الى تجديد وتطوير المدرسة الرحبانية في الشكل والمضمون. انتبه الرحباني منذ بدايته الفكرية والموسيقية إلى وقائع ما كان يحدث على الأرض واستقرأ الحرب الأهلية في عمله المسرحي "نزل السرور" بعد قراءته لمشهد الأحقاد الطائفية وتصادم التيارات التي تترجم خلاف اللبنانيين على هوية وطنهم، وراهن دوما على انتصار الخير. المزيد من التفاصيل في تقريرنا المصور http://www.rtarabic.com/news_all_cult/18513/?video=1 زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 زياد الرحباني يلهب قلعة دمشق بعد 33 سنة من الغياب أحيا الفنان اللبناني زياد الرحباني أمسية موسيقية أمام ثلاثة آلاف من محبيه في قلعة دمشق التاريخية ، هي الأولى له في سورية خلال مسيرته الفنية الطويلة . وقدم الرحباني ثمانية من مقطوعاته الموسيقية بدأها بـ " أبو علي " و" ولولا فسحة الأمل " و " جسر القمر " و " ميس الريم " و " مقدمة 83 " وموسيقا وضعها للفيلم السوري وقائع العام المقبل و " وقمح " وسواها . وغنى عدداً من أغانيه بمشاركة الجمهور بدأها بــ " شو هالأيام " و " بلا ولا شي " و " مش فارقة معاي " و " تلفن عياش " و " بالنسبة لبكرة شو " ، و أغان أخرى له، لحنها للراحل جوزيف صقر وقدم توزيعاً جديداً لأغنية " أهو دا اللي صار " لسيد درويش بمشاركة الفنان السوري باسل داوود ، وأغنية "إن فر شي نو" من ألبوم مونودوز مع سلمى مصفي، أدتها معه ببراعة الفنانة السورية "سونيا بيطار". وحاز الرحباني في إطلالته الأولى أمام الجمهور السوري تصفيقاً حاراً وتجاوباً عفوياً، عُبِّرَ عنه بترديد الأغاني، وبعد مغادرة الرحباني وفرقته المسرح وقف الشبان والشابات مذهولين لدقائق، غير مصدقين انقضاء الحفل، ليغنوا له " الحالة تعبانة يا ليلى" بعد إدراكهم أن لا مفاجأة تعيد الرحباني إليهم لدقائق إضافية بعدما عاد لدقائق بتوافق مع المايسترو كارين دورغاريان إرضاءً لهم. وعزفت مع زياد فرقة موسيقية نصفها من السوريين ،و مؤلّفة من عازفين سوريين وأرمن ولبنانيين وثلاثة من فرنسا وهولندا ، يقودها المايسترو كارين دورغاريان، إضافة إلى كورس منشدات سوريات تألقت فيه رشا رزق . وتميز الحضور بتنوع الشرائح العمرية ،فرغم غلبة العنصر الشبابي والجامعي إلا أن رجالاً وسيدات في الأربعينيات والخمسينيات من أعمارهم شاركوا الشبان ترديد الأغاني التي حفظها الجميع وبعضها يعود إلى أكثر من 25 سنة. وهذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها زياد الرحباني موسيقا له في سورية ، فيما كانت آخر زيارة لها في العام1975 حيث عزف مع فرقة الأخوين رحباني في حفلة لفيروز في معرض دمشق الدولي . و لم توجه إلى زياد الرحباني أية انتقادات بسبب حفلاته في سورية كالتي وجهت إلى فيروز عندما قررت زيارة دمشق وتقديم مسرحية صح النوم فيها حيث انتقدت بشدة وطولبت بعدم زيارة سورية . وقد نفذت بطاقات الحفلات الأربع خلال ثلاثة أيام مما اضطر الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية إلى تمديد حفلات الرحباني والإعلان عن حفلة خامسة في التاسع عشر من آب الجاري، تلبية لرغبة محبي زياد الرحباني الذين لم يتمكنوا من الحصول على بطاقة . زياد في قلب دمشق - EBLA - 08-23-2008 الحياة - حفلاته مدّدت ولم يتوقع مثل هذا الجمهور ... زياد الرحباني يحتل «قلب» دمشق بموسيقاه وصوته المسؤولة الإعلامية عن حفلات زياد حضرت أيضاً «بالمرصاد». فهي فوجئت «بالفوضى» بعدما كان هناك اتفاق واضح حول «حقوق النشر» المتعلقة بالحفلة، وأبعدت المصورين الى الخلف، وأنهت «التمرد». دمشق - وسيم إبراهيم الحياة - 17/08/08// لم يخيّب زياد الرحباني جمهوره السوري. في أول موعد له معه. وتحوّلت قلعة عاصمة الأمويين مكاناً لغرام تخطى العلاقة بين الموسيقي وجمهوره. لقاء بدأ مساء أول من أمس وفجر كل «المخبأ» في النفوس بعد انتظار طال، كاد يتحول «قصة حبّ من طرف واحد». وبعد أعوام طويلة من «الغرام من بعد»، استطاع الجمهور السوري لقاء زياد الرحباني. وفي القلعة التاريخية كان من الصعب معرفة متى بدأت الحفلة... ومتى انتهت. فالغناء كان متواصلاً، بلا بداية أو نهاية واضحة. زهاء 3500 شخص توزعوا على كراسٍ رصفت في ساحة القلعة، لتواجه مسرحاً ضخماً أعدّ لهذا اللقاء. الأبواب فتحت قبل ساعتين من بدء الحفلة، تجنباً للازدحام. ومع ان دخول الجمهور بدا يسيراً، حتى أن بعض القادمين شككوا إن كان الحديث عن «الجمهور الكبير المتعطش» ضرباً من الشعارات، ولكن بمجرد الدخول انفتح المشهد على حضور مكتمل تقريباً، حضر مبكراً ليحجز الأماكن الأفضل. ساعة تفصل عن موعد البدء، ولا أثر للموسيقيين، لكن الغناء مشتعل. في مقدمة الحضور أرادت مجموعة من الشباب كسر حالة الانتظار، وتجاوز بروتوكولات اللقاء الأول. فراحوا يرددون من أغنيات زياد، ما حفظوه عن ظهر قلب: «الحالة تعبانة يا ليلى»، «عايشة وحدا بلاك»... ولم يقتصر الأمر على مجموعة من الجمهور، إذ سرت عدوى الابتهاج، غناء وتصفيقاً، إلى الصفوف الأخيرة. وما ان تنتهي اغنية ويحل بعض الصمت، حتى يبادر شاب وصبية، يقودان جوقة من الجمهور، الى أغنية جديدة. تصرخ الصبية عندما تسأل إن كانوا خططوا لذلك سلفاً، فتقول ان الأمر «عفوي» وهو «تحية الى محمود درويش وزياد الرحباني». لكن الغناء لزياد، والحفلة له، فما مناسبة إضافة درويش هنا؟ تعاود الصبية الصراخ، مستعيرة جملة من إحدى مسرحيات الرحباني، وموظفة إياها في شكل يدل على مراس في الأمر، وتقول: «خليها واقعية وفجة: نحن عايشين في واقع رديء جداً، وبأمس الحاجة الى أشخاص مثل محمود درويش وزياد». مسبقاً نال الجميع حصتهم من زحمة الابتهاج. قنوات التلفزيون تحايلت على المنع، إذ أُنذرت مسبقاً بأن التصوير مسموح فقط لخمس دقائق في بداية الحفلة. أخذت الكاميرات تجول بين الجمهور وتلتقط ردود فعله في «قلب الحدث». المجموعة التي كانت تقود جوقة الجمهور صارت قبلة العدسات. لكن الأمر لم يستمر كذلك. حضرت الباصات الصغيرة التي تقل الفرقة (22 موسيقياً أرمنياً، 27 سورياً وموسيقيين من فرنسا وهولندا). اتجه الجميع صوبها. لكنّ المسؤولة الإعلامية عن حفلات زياد حضرت أيضاً «بالمرصاد». فهي فوجئت «بالفوضى» بعدما كان هناك اتفاق واضح حول «حقوق النشر» المتعلقة بالحفلة، وأبعدت المصورين الى الخلف، وأنهت «التمرد». حان اللقاء. تسرب الموسيقيون من الكواليس الخلفية للمسرح، مشعلين الحضور تصفيقاً وهتافاً. وحالما ظهر زياد، واتجه الى مكانه خلف البيانو في طرف المسرح، صار التصفيق عاصفة. لكن المفاجئ أيضاً ان الصمت المطبق ما لبث ان حل بمجرد صدور أولى نغمات العازفين. الجمهور كان مبتهجاً وملتاعاً، ولكن في الوقت ذاته متشوقاً للسماع. وقبل البدء، آثر زياد تسريب «تقديره» للجمهور، إذ وقف الفنان اللبناني برجيس صليبا، وهو الذي يعمل مع زياد منذ مسرحيته الأولى «سهرية»، وتحدث عن «حفلات من بطولة الجمهور»، وقال: «واضح من استعدادكم انكم ناويين على الخير. تدربنا قبل أسبوع ونريد ان نشترك معكم». افتتحت الحفلة مقطوعة موسيقية، ثم تكرست حال الإصغاء. ودلفت الى المسرح جوقة «الكورال»، وهي من 6 مغنيات من خريجات «الكونسرفتوار» في دمشق، أبرزهن رشا رزق وليندا بيطار. حضرن بألوان موحدة (يوني فورم): قمصان وردية فاتحة وبناطيل سود، خففت من الحضور «المهيب» للفرقة الأوركسترالية التكوين. «صباح ومسا» كانت أولى الأغنيات، وجاءت بإيقاع أسرع من الذي يحضر في أغنية فيروز. حتى تلك اللحظة لم يكن معروفاً إن كان زياد سيخيب آمال الجمهور. قبل أيام من الحفلة، والجمهور ووسائل الإعلام تسأل: هل سيغني زياد؟ وغنى زياد. «شو هالأيام» جاءت بصوته، ومباشرة رد له الجمهور «هديته» بتحية وتصفيق مشتعل. وراح الجمهور يلوح بأعلام عليها صورة زياد والعبارة التي عنونت الترويج لحفلاته: «زياد في قلب دمشق»، مع عناوين لبعض أغنياته الشهيرة. أعلام حمر ارتفعت، مطالبة حصة حامليها من زياد في «شيوعيته». وتتالت الأغنيات «ليلي ليلي ليلي»، «بلا ولا شي»، «تلفن عياش»، «راجعة باذن الله»... بعضها بصوت زياد وبمشاركة الكورال، وأخرى بأداء الأخير فقط، إضافة الى الكثير من المقطوعات الموسيقية، منها «ابو علي» و «قمح». ساعة ونصف ساعة الساعة من الغناء والموسيقى تخللتها استراحة قصيرة. كان زياد كريماً بصوته، ولم يكن الجمهور أقل كرماً. تشجيع وحماسة وهتاف وتصفيق، وحال إصغاء واستماع عاليه لا تشوبها أي فوضى. حال الجمهور فاجأت المنظمين أنفسهم، وفاجأت زياد كما جاء على لسانه في ختام الحفلة. بعد أغنية «عودك رنان»، وقف زياد وتوجه الى الجمهور شاكراً على طريقته، وقال انه منذ أن تلقى الدعوة من احتفالية دمشق والأخبار تصله عن «جوكم» الاستعدادي للقاء. وإذذاك حاول ان يتصوّر بقدر إمكانه ما يحصل في دمشق. وعندما سأل عن البرنامج والاقتراحات له، جاءه الجواب ان الجمهور «حافظين كل شي». وأضاف زياد: «كنا جايين نسمّعكم... طلعنا عم نسمعلكم». وقبل ان يقول في امتنان انه بحث عن طريقة لشكر الجمهور ولم يجد، أراد قول شيء «بصراحة»، ليؤكد ان استثنائية الحفلة لا شك فيها، قال: «بصراحة ماني متوقع هيك شي... ولا شايف هيك شي من قبل». وأهدى الجمهور الرافض لمغادرته إعادة لآخر مقطع من «عودك رنان»، وغافل الجمهور إذ أوحى وكأنه يريد استشارة المايسترو الأرمني كارين دورغريان في أغنية أخرى، ثم غادر في شكل خاطف. اعتصم الجمهور أمام المسرح وتابع الغناء «الحالة تعبانة يا ليلى»، وصرخ «صامدون هنا»، لكن المنظمين أخبروهم ان لا أمل من الانتظار. بطاقات الحفلات الاربع نفدت سريعاً (20 دولاراً مع حسم للطلاب والصحافيين) في بعض المدن السورية، ومطالبة من لم يحالفهم الحظ ببطاقات، دفعت احتفالية دمشق الى تمديد الحفلات يوماً إضافياً قبل بدايتها، ليطول اللقاء حتى الثلثاء المقبل. لم يكن معروفاً متى يبدأ الغناء، ومتى ينتهي. حتى منتصف الليل كانت هناك مجموعات تمر في شوراع دمشق القديمة مردّدة أغاني زياد الرحباني، خارقة سكون ليل العاصمة. من حفلة زياد الرحباني في دمشق (أ ف ب) |