حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ (/showthread.php?tid=36186)



لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - بوعائشة - 01-29-2010

الدول الكبيرة ذوات الانسجام مع ذاتها، غير ذات التشظيات وغير ذات النشازات، تتمتع في العادة بذاكرة جماعية اجتماعية وسياسية، تتظاهر هذه الذاكرة في أوقات الحزن وفي أوقات الفرح، سواء بسواء، ومصر العاصمة العربية الإسلامية الكبرى من بين هذه الدول ذات الذاكرة الجماعية الخصيبة، وأيضاً الزاخرة والمزدحمة.

لم تنكفئ مصر على نفسها، بل انفتحت على ذاتها وكبريائها، تنقب في تاريخها الهائل الزاخر، وتفاخر بين الأمم، وقد حق لها الفخر، فهي سلالة التاريخ العميق والعريق، وهي مورد الثقافة العربية المعاصرة، وإن نافستها بلاد الشام والعراق، على نحو من القصور، في هذا المضمار البعيد الأشواط.

دارسوا ومحترفوا القانون هم أكثر من غيرهم، بمكنتهم فهم ما الذي قدمته مصر لشقيقاتها في هذا المضمار، وكم دستور وقانون لدولة عربية قد تم كتابته بأيادي مصرية ألمعية.

فالويل لمن يجهل مصر، والويل لمن تعشو عنها عيونه، والويل لمن ليس يعرف مناقب مصر، في كل العهود، والويل أضعافاً لمن يظن أن في قدرتنا، أو في إمكاننا، عرباً ومسلمين قاطبة، النهوض من غير نهضة مصر، هي أولاً وفي المقدمة.

للحديث بقية...



RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - AhmedTarek - 01-30-2010

لا أخفي عدم دهشتي من ذوقك العالي...
ولكني أخجل من كلماتك التي لا يكتبها مصري..
فخر المصري الحقيقي هو أن الكرام الأحرار أمثالك يحبون مصر..
في بحر من العداء للسياسة والثقافة والإعلام والعادات والرياضة ...حالة عداء تعميمية ضد كل شيء مصري ومحاولة البعض أن يوهمنا أنه عداء ضد النظام فقط ونقول له لا أيام السادات عادى العرب النظام ولكن لم يعادوننا..بعض الحكومات العربية و إعلام بعض المحاور يشحنون شعوبهم ضدنا ونحن شعوب عاطفية نعمم دوما..
تراك تفهم كم هو مؤلمٌ لنا محاولة إلصاق كل دنية بمصر من أشقاء يسحبوننا على المعايرة بأننا من كتبنا دساتيرهم ولحننا أناشيدهم الوطنية..
إذا جئنا للحق هو ليس مناً ولا معايرةً بل هو تخبط مندهش من ذلك الذي علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني !
كنت يوم حاجته لا أفرقه عن نفسي..وأعلم أولاده وأبني مدنه و أصرف على ذلك من مالي الخاص....فلما وسع رزقه احتقروني..
ولكننا دولة عجوز خالدة...لا تهرم...والأحوال من فقر و أعباء إجتماعية ومشاكل سياسية كانت منذ الفراعين الأوائل وما زالت...صعود وهبوط وبقاء..
أنا سعيد إن أرى الكثير من الخليجيين يحتفلون في الشوارع...سعيد عندما رأيت شوارع غزة ورام الله...وسعدت أكثر عندما قرأت موضوعك...فأنتم ناسنا..الذين نأنس إليهم..
ونأسف إن طالتكم يوماً إساءات منفعلة..فأبداً ما كنتم أنتم المقصودون..


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - أبجد هوز - 01-30-2010

مصر يمه يا بهية بصوت إخوة عرب




يطلع الفجر يلاقيكي

معجبانيه وصبيه

يا بهيه

15


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - العلماني - 01-30-2010

(01-29-2010, 07:28 PM)بوعائشة كتب:  الدول الكبيرة ذوات الانسجام مع ذاتها، غير ذات التشظيات وغير ذات النشازات، تتمتع في العادة بذاكرة جماعية اجتماعية وسياسية، تتظاهر هذه الذاكرة في أوقات الحزن وفي أوقات الفرح، سواء بسواء، ومصر العاصمة العربية الإسلامية الكبرى من بين هذه الدول ذات الذاكرة الجماعية الخصيبة، وأيضاً الزاخرة والمزدحمة.

لم تنكفئ مصر على نفسها، بل انفتحت على ذاتها وكبريائها، تنقب في تاريخها الهائل الزاخر، وتفاخر بين الأمم، وقد حق لها الفخر، فهي سلالة التاريخ العميق والعريق، وهي مورد الثقافة العربية المعاصرة، وإن نافستها بلاد الشام والعراق، على نحو من القصور، في هذا المضمار البعيد الأشواط.

دارسوا ومحترفوا القانون هم أكثر من غيرهم، بمكنتهم فهم ما الذي قدمته مصر لشقيقاتها في هذا المضمار، وكم دستور وقانون لدولة عربية قد تم كتابته بأيادي مصرية ألمعية.

فالويل لمن يجهل مصر، والويل لمن تعشو عنها عيونه، والويل لمن ليس يعرف مناقب مصر، في كل العهود، والويل أضعافاً لمن يظن أن في قدرتنا، أو في إمكاننا، عرباً ومسلمين قاطبة، النهوض من غير نهضة مصر، هي أولاً وفي المقدمة.

للحديث بقية...

"على راسي مصر" التي كانت سيلاً من العطاء؛ قديماً وحديثاً. ولكني لا أعتقد بأن "العراق وبلاد الشام" قصّروا عنها في عطاءاتهم الحضارية لا قديماً ولا حديثاً. (خسارة أن وقتي لا يسمح لي في هذا الفترة بتناول هذا الموضوع، ولكن ... ملحوقة Smile ).

أسجل مخالفتي إذاً لهذا الزعم، وأتساءل: من المعروف أن القوانين والدساتير العربية نضدت على أساس القانون المصري، وهذا الأخير استوحى "كود نابليون" الفرنسي الذي أتى به "الكورسيكي القصير" معه إلى الشرق في أول القرن التاسع عشر. فهل علينا أن نشكر "القانون المصري" أم "أصله الفرنسي" أم "حملة نابليون" على الشرق ؟

واسلم لي
العلماني


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - thunder75 - 01-30-2010

أرفض تماما فكرة أن مصر صاحبة فضل على الدول العربية وجمايلها مغرقاها ، هذه الفكرة هي ليست أكثر وهم أشاعه بعض الاعلامين والكتاب المصريين وهُم ذات الاعلاميين الذين رفعوا ذلك الشعار النازي مصر فوق الجميع والذي يروجون لأوهام الريادة المصرية على الأمة العربية وهم ذات الاعلاميين الذين لا يتورعون عن شتم شعوب عربية بل والأمة العربية كلها عند أتفه خلاف سياسي أو حتى عند أي مواجهة رياضية وحتى لو افترضنا أن هذا الأمر صحيحا وربما فالدول العربية أيضا لها أفضال على مصر

وردا على هذا المقال أحيلكم إلى مقال

هل مصر صاحبة فضل على البلاد العربية - ابراهيم عيسى
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35526

نعم كلنا نحب مصر والثقافة المصرية والفن المصري والشعب المصري ولكن ليس لأنها صاحبة فضل وجمايل أو لأنها متفوقة على البلدان العربية او لان لها الريادة عربيا إلى آخر هذه الأوهام ... فهذه النزعة الاستعلائية عند بعض المصريين الشوفينيين الذي كما سبق وقلت لا يكاد يرون بالعين المجردة لا يصدقها حتى الناس في مصر فهؤلاء يبحثون عن أمجاد زائفة للتباهي والفشخرة ليس إلا ولا يمثلون عموم المصريين.


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - بوعائشة - 01-31-2010

احم احم،

بعدما هدأت العاصفة في الفكر الحر، وانتقلت إلى مدرجات الجماهير، أصبح بالإمكان أن أجيب على الزملاء الأفاضل.

وبداية أعتذر إن تسببت في مشكلة، أو أن هذا الموضوع قد فتح باباً للفتنة ووالله ما أردت ذلك..

الزميل أحمد طارق، ردك الطيب هو أكبر برهان على أن الأم التي قد تغضب على أبنائها أبداً لا ترضى المساس بهم.

يمر العرب بمنحنى تاريخي هو بالغ في السوء والرداءة، فلم يحصل في تاريخ الأمة العربية أن تنتقل الكراهية والبغضاء بين الدول العربية من رأس الهرم إلى القاعدة.

هذا خطير، ولا يسر به إلا عدو الأمة التاريخي.

يا جماعة العروبة هويتنا، بينما القومية العربية هو توجه سياسي.

تقبل مني خالص التحية والاحترام


Emrose


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - بوعائشة - 01-31-2010

(01-30-2010, 04:31 AM)العلماني كتب:  "على راسي مصر" التي كانت سيلاً من العطاء؛ قديماً وحديثاً. ولكني لا أعتقد بأن "العراق وبلاد الشام" قصّروا عنها في عطاءاتهم الحضارية لا قديماً ولا حديثاً. (خسارة أن وقتي لا يسمح لي في هذا الفترة بتناول هذا الموضوع، ولكن ... ملحوقة Smile ).

أسجل مخالفتي إذاً لهذا الزعم، وأتساءل: من المعروف أن القوانين والدساتير العربية نضدت على أساس القانون المصري، وهذا الأخير استوحى "كود نابليون" الفرنسي الذي أتى به "الكورسيكي القصير" معه إلى الشرق في أول القرن التاسع عشر. فهل علينا أن نشكر "القانون المصري" أم "أصله الفرنسي" أم "حملة نابليون" على الشرق ؟

واسلم لي
العلماني

أيها العزيز العلماني،

لم أرد الانتقاص من أي إقليم من أقاليمنا العربية، لكن في مسألة النسبة والتناسب، لا يوجد مثل "مصر"، وما أنجبته مصر، وما قدمته مصر، في موارد الثقافة العربية المعاصرة، بدء من رفاعة الطهطاوي وطه حسين ونجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ومحمد عبده وعلي مبارك وزكي نجيب محمود وغيرهم لا تحضرني أسماؤهم.

وفيما يتعلق بالقوانين والدساتير، فلا يقتصر الجهد المصري الألمعي في التقنين كتقنين، بل في فقه القانون، لديك مثلاً العلامة الفقيه عبدالرزاق باشا السنهوري الذي لم ينجب العرب لهذا الرجل مثيلا، وقد وصل إلى مراحل في نبوغه المبكر لم يبلغها أحد ولن يبلغها، وهو من ابتكر أهم النظريات في الفقه الدستوري ومن أكثر النظريات إثارة للجدل وهي "نظرية الانحراف التشريعي" ولازالت تدرس في الغرب إلى الآن (مع أن السنهوري مشهور بفقه القانون المدني لكن لما دخل لجة القانون الدستوري -لفترة وجيزة - ابتكر هذه النظرية) ولازال العرب كلهم بلا استثناء يدينون لعلمه الكثير. ولديك أيضاً العميد سليمان الطماوي، الذي حمل على كاهله وأسس القانون الإداري في "مصر الكبرى" ونقل هذه القواعد إلى الدول العربية، حتى وصل الأمر بأن ترى أحكام المحاكم العربية هي طبق الأصل باللفظ والمعنى والحرف هي هي، لأحكام مصرية قديمة أو حديثة، فضلاً عن ذلك، بأنك لن تجد كتاباً عربياً ولا فرنسيا في القانون الإداري ليس مذكوراً فيه اسمه. ويحضرني الفقيه الدستوري الكبير الذي لا يشق له غبار والذي لقب بأستاذ الأساتذة وهو الأستاذ الدكتور كمال أبو المجد - أطال الله في عمره أعواماً مديدة -.

ولو بقيت أذكر لك المناقب القانونية لمصر الكبرى ذات الهامة العالية، فسيتطلب مني ذلك بحثاً مطولاً لن ينتهي.

فلا فضل ولا منة لا لنابليون ولا لنيلسون ولا لأحد على مصر.

واسلم لي،

Emrose


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - بوعائشة - 01-31-2010

(01-30-2010, 11:24 AM)thunder75 كتب:  أرفض تماما فكرة أن مصر صاحبة فضل على الدول العربية وجمايلها مغرقاها ، هذه الفكرة هي ليست أكثر وهم أشاعه بعض الاعلامين والكتاب المصريين وهُم ذات الاعلاميين الذين رفعوا ذلك الشعار النازي مصر فوق الجميع والذي يروجون لأوهام الريادة المصرية على الأمة العربية وهم ذات الاعلاميين الذين لا يتورعون عن شتم شعوب عربية بل والأمة العربية كلها عند أتفه خلاف سياسي أو حتى عند أي مواجهة رياضية وحتى لو افترضنا أن هذا الأمر صحيحا وربما فالدول العربية أيضا لها أفضال على مصر

وردا على هذا المقال أحيلكم إلى مقال

هل مصر صاحبة فضل على البلاد العربية - ابراهيم عيسى
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=35526

نعم كلنا نحب مصر والثقافة المصرية والفن المصري والشعب المصري ولكن ليس لأنها صاحبة فضل وجمايل أو لأنها متفوقة على البلدان العربية او لان لها الريادة عربيا إلى آخر هذه الأوهام ... فهذه النزعة الاستعلائية عند بعض المصريين الشوفينيين الذي كما سبق وقلت لا يكاد يرون بالعين المجردة لا يصدقها حتى الناس في مصر فهؤلاء يبحثون عن أمجاد زائفة للتباهي والفشخرة ليس إلا ولا يمثلون عموم المصريين.

العزيز ثندر،

لن أجيب على تعليقك هذا، لكني سأجيبك على مسألة زراعة القمح في مصر، ولم تقوم مصر باستيراد القمح من أمريكا.

وقد سألت هذا السؤال من ذي قبل ومنذ زمن، عندما كنت أدرس في مصر.

نعم، ستستغرب أن هذا الأمر متعمد، ولا علاقة له بارتفاع الأسعار أو انخفاضها كما قال العزيز طنطاوي، بل إنه يتعلق بالشئون السياسية وسياسة المصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تتعمد مصر تصدير نصف محصولها من القمح، لتستورد الناقص من امريكا، هذه سياسة، وبإمكان مصر الاكتفاء ذاتيا وبكل سهولة من القمح، لأن القاعدة الذهبية تقول: إذا اردت أن تعيش في سلام في هذا العالم فيجب أن ترتبط بمصالح مع امريكا وهذه إحدى المصالح، وهو شأن سيادي وسياسي في الدرجة الأولى.

وللعلم فإن المحصول الزراعي المصري من الحمضيات والمانجو وغيرها يغرق أسواق الخليج في موسمه.

السعودية أيضا كانت تصدر القمح، وتوقفت الآن. ولكنها لازالت تصدر بعض المحاصيل.


Emrose


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - Samir Yousef - 01-31-2010

سيداتي سادتي المحترمون ،

مع احترامي للجميع ولتاريخ وحضارة كل دولة واحترامي لشعوب كل الدول ولكن الموضوع فيه الكثير من ........

اسرد هنا تواريخ استقلال بعض الدول العربية وكما ترون ان بعض الدول العربية استقل قبل جمهورية مصر العربية كالتالي :

كان إستقلال لبنان عام 1943 فاتحة الإستقلالات التي حدثت في المنطقة. ومع أن الحركات الإستقلالية كانت ناشطة في كثير من أنحاء المنطقة العربية خلال الإستعمار العثماني وبعده خلال الإستعمار الأوروبي، فإن إستقلال البلدان العربية إستقلالاً نهائياً ناجزاً تأخر الى ما بعد العام 1943 بكثير.
وفي ما يلي تواريخ الإستقلال في البلدان العربية:
* سوريا: خاض السوريون واللبنانيون معركة الإستقلال سوياً، لكن إستقلال سوريا تأخر الى العام 1946.
* العراق: أصبح العراق دولة مستقلة عام 1930 وذلك بموجب معاهدة مع بريطانيا التي كانت تحت انتدابها. لكن هذا الإستقلال لم يكن ناجزاً إذ قيدته المعاهدة ببنود تلزم العراق بالتحالف مع بريطانيا لمدة 25 سنة، والتشاور معها في شؤون السياسة الخارجية، الى قيود أخرى.
* الأردن: كان الأردن أيضاً تحت وصاية الإنتداب البريطاني. وعلى الرغم من تشكيل حكومة وطنية في شرقي البلاد عام 1921، فإن السلطة الفعلية ظلت في يد سلطات الإنتداب حتى العام 1946 حين أعلن استقلال الأردن مع احتفاظ بريطانيا ببعض المصالح.
* مصر: عقدت مصر مع بريطانيا معاهدة تنص على إنهاء الإحتلال البريطاني لمصر، وكان ذلك عام 1936، لكن جلاء الجيوش البريطانية عن الأراضي المصرية تأخر الى الخمسينات.
* ليبيا: كانت تحت وصاية الإنتداب البريطاني والفرنسي وأعلن استقلالها رسمياً عام 1951.
* السودان: تم جلاء الجيوش البريطانية والمصرية عن الأراضي السودانية في العام 1956.
* الجزائر: أعلن استقلالها عام 1962 بعد نضال مرير مع فرنسا تصاعد بشكل خاص إعتباراً من العام 1945.
* تونس: نالت إستقلالها عام 1956.
* المغـرب: بخـلاف بلـدان شمـال أفريقـيا، لم يخـضع المغرب للحكم العثماني، وظل تحت وصاية السلطات الأجنبية حتى العام 1956.
* إمارات ومحميات الجزيرة العربية، نالت هذه البلدان إستقلالها في الفترة الممتدة من مطلع الستينات الى مطلع السبعينات.

مليون وردة الى الشعب المصري والى كل شعوب العالم التي لها فضل على كل دول العالم.

شكرا جزيلا


RE: لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟ - Basic - 02-01-2010

اقتباس:بوعائشة كتب
لماذا يحق لمصر ما لا يحق لغيرها؟

الأسباب كثيرة يا صاحبي، ويسعدني أن أساعدك في معرفتها.
هاك سبباً جوهرياً:

[صورة: p20_20080705_pic1.full.jpg]

هتاف سياسي: «فيه مصرين مش مصر واحدة». لكنه واقع الآن. هناك مصر تغرق في حروب يومية وتصارع بالدماء من أجل استمرار الحياة، وتطفو فوقها مصر أخرى تخطف فرص المستقبل لتبنيها بعيداً على الأطراف في منتجعات الحياة الفاخرة

وائل عبد الفتاح

■ قرى العطش... وأحزمة الغولف

الحرب الأهلية تشتعل في مصر الآن على رغيف خبز أو شربة ماء. هذه ليست مبالغة. أمس فقط أنهت جلسة صلح معركة ثأرية بين عائلتين في أسيوط (جنوبي القاهرة) بسبب الخبز. المعركة سقط فيها ٥ قتلى. والصلح أوقف نهر الدماء، لكنه لم يرجع الخبز إلى قائمة الأمان. لا تزال معارك الخبز يومية بين الفقراء، وانضمت إليها أخيراً معارك المياه النقية.
في مستشفى على بعد ٥٠ كيلومتراً من القاهرة، ترقد جثة مجهولة. هي واحدة من ضحايا حرب أهلية اشتعلت أول من أمس بين سكان قرية ميت العطار على خط مياه الشرب. الجثة هي القتيل الرقم ١٠ في المعركة التي استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة: البيضاء والنارية والعصي الغليظة وكرات النار التي أحرقت ١٤ منزلاً. الحرب كبيرة فعلاً على قرية لا يتجاوز سكانها ٩٠٠ ينتمون غالباً إلى عائلتين هما طرفي المعركة المتصارعين على ملكية خط مياه الشرب. المعركة اشتعلت بسبب «بربري»، صاحب الأرض التي يمر بها الخط، الذي رفض أن يمده إلى باقي البيوت لأن «الخط في أرضه». وهذا يعني أنه «ملكه».
وفي ظل تهديد العطش لقرى مصر، يصبح خط المياه كنزاً كبيراً. فالعطش في بلاد النيل ينتشر كالوباء. العام الماضي كان في محافظات الدقهلية ودمياط في دلتا النيل، وانتقل هذا العام إلى الفيوم، التي تعيش بجوار بحيرة قارون وبحر يوسف. الفيوم مدينة ترتبط فيها المياه بأساطير مقدسة عن الخير الذي اختفى مع كنز قارون أو في برنامج المهارة الغريبة للنبي يوسف.
في الفيوم خرجت تظاهرات العطش. وراجت فيها تجارة الماء في الحاويات البلاستيكية كغيرها من القرى المطرودة من رحمة الحكومة. القرى تشرب مياه الترع الملوثة أو المياه المخلوطة بالصرف الصحي. ويقف الأهالي في طوابير طويلة لحجز المياه النقية الآتية في سيارات التجار الشطار الذين استفادوا من جفاف صنابير الحكومة.
ضحايا حرب المياه لم يموتوا من العطش فقط، لكنهم ماتوا بالرصاص. الدم إذن في معارك الحفاظ على أوليات الحياة العادية جداً. والعاصمة ليست بعيدة. مناطقها القديمة في مهب الحرب على الحياة. وطوابير الخبز وصهاريج المياه ظاهرة أصبحت طبيعية في أحياء العاصمة بالقرب من مقر الحكومة وقصر الرئاسة.
رجل من الطبقة الوسطى روى لصحيفة «البديل» عن التوزيع الطبقي لقطرات المياه: «المقتدرون يشترون المحركات لسحب المياه والفلاتر لتنقيتها، والميسورون يشترون الصهاريج... أما الغلابة فيشربون من المياه الملوثة بالصرف الصحي».
رجل آخر قصته مونولوج حزين، قال: «اضطررت لملء خزّان مياه بخمسة جنيهات يومياً (أقل من دولار) لأسرتي المكونة من 5 أفراد، وراتبي 200 جنيه (نحو ٣٥ دولاراً) بس. يعني كفاية علينا الشرب ومش مهم ناكل».
هذه النوعية من الرجال الذين كانوا من طبقات مستورة يرون كل يوم إعلاناً مصوّراً بطريقة لطيفة يظهر فيه رجل فخم يرتدي ملابس رياضية وهو يقول: «أحب الصيف علشان بلعب غولف».
الإعلان عن واحدة من قرى مقامة وسط ملاعب الغولف. وهناك حرب على مستوى آخر بين قرى الغولف. حرب إعلانات وتخصيص مساحات واسعة تقام عليها بنايات الرفاهية المتكاملة وتقدر أسعارها بأرقام تنتهي بستة أصفار.
غريب التجاور بين إعلانات قرى الغولف وبرامج حواريّة تتحدث عن قرى العطش. تجاور مثير للتأمل. فقرى الغولف أحد مصادر هدر المياه في مصر. وتقول الدراسات إن المياه التي يحصل عليها ملعب غولف واحد لمدة ٣ أيام تكفي لري ١٠٠ فدان، وإن الفرد الذي يعيش وسط ملاعب الغولف يحصل على ١٠ أضعاف النسبة التي يحصل عليها فرد عادي من المياه. ملعب الغولف الواحد يتكلف ٥٠ مليون جنيه (١٠ ملايين دولار) ومضاعفاتها. أرقام مذهلة لا تزعج أحداً ولا يعرفها الذين يدفعون حياتهم ثمن شربة ماء نظيف.
إنها مصر الأخرى التي تعيش في القطامية والتجمع الخامس ومصيفها في الساحل الشمالي ومشتاها في شرم الشيخ. هناك تبدو منتجعات الغولف بيئة عادية. مكان طبيعي ليس له علاقة بمصر مرهقة من دون أساسيات الحياة.
من الطبيعي أن تتعذر صناعة القمح في مصر في ظل شبح أزمة مائية تقول الدراسات إنها قريبة جداًَ. والواقع يشير إلى أنها ليست شبحاً، بل واقع يومي. الدراسات تنذر بمجاعة مائية في مصر بعد ١٢ سنة وسيصل العجز إلى 2.2 مليار متر مكعب.
هذا لا يؤثر فقط على نصيب الفرد من الماء في بلاد تعيش على ضفاف أعظم أنهار الدنيا. لكنه يزيد صعوبة زراعة محصول أساسي مثل القمح ويدفع بالملايين من الفقراء للدخول إلى متاهات الفشل الكلوي الذي تسببه المياه الملوثة.
الحياة خطر بعيد عن أحزمة الغولف. هذه حقيقة يمكن أن تراها تكبر في مصر. تلمسها الآن في أحزمة البؤس. لكن الخطر يتوغل إلى القلب. إلى العاصمة وما حولها، بينما ينشغل المسؤولون بحجز أماكنهم في مناطق الإنقاذ ومنتجعات الحياة السعيدة التي يشاهدها الملايين على شاشات التلفزة ويستمتع بها الآلاف، معدودين من الذين نجحوا في الهروب من مصير الموت البطيء.
سياسي مخضرم حذّر من المستقبل خلال جلسة نميمة في منتجع «مارينا»، زهوة الساحل الشمالي، حيث يلتقي صفوة المال والحكم. قال: «إذا استمر الوضع على هذه الحال، فإن الجوعى (والعطاش أيضاً) سيقتحمون منتجعات الأغنياء ويأكلون أكبادهم».
ضحك المستمعون من التحذيرات ومصمصوا شفاهم وعلى لسانهم لعنة لمن دفع البلد كلها إلى الكارثة.

■ جنازة المسيري... ونظام البكوات والهوانم

فجأةً عادت الألقاب إلى الساحة المصريّة. «بكوات وهوانم» يحظون بكل الاهتمام الرسمي. اهتمام يبقى خارجه كل من تلفه شبهة المعارضة، حتى لو كان من وزن المفكر عبد الوهاب المسيري، الذي سعى النظام والإسلاميون إلى وضعه في خانتين متناقضتين

غادر الوزراء القلعة الأميركية في «غاردن سيتي» على عجل. لم يهتموا باحتفال السفارة الأميركية بعيد الاستقلال ولا بالترحيب بالسفيرة الجديدة. المشهد لافت، وخصوصاً عندما كشف عن سر العجلة. إنه عزاء نازلي هانم عاكف توجاي، حرم المرحوم لطفي بك منصور.
بيك وهانم في مصر بعد ٥٦ سنة من الثورة التي ألغت الألقاب وحاربت التمييز على أساس الثروة؟ الهانم هي والدة وزير النقل، محمد لطفي منصور، وخالة وزير الإسكان، أحمد المغربي، أي من «العائلات الحاكمة»، كما سخر صحافي مشغول بتتبّع المصاهرات بين عائلات المال.

عودة ألقاب التمييز لم تعد غريبة، لكنها كانت على المستوي الشفاهي، فالضابط يلقّب بالبيك إذا كانت رتبته صغيرة، ويتحوّل إلى باشا عندما ترتفع رتبته. والسيدة سوزان مبارك يشار إليها في الأحاديث الشفاهية إلى أنها «الهانم»، يقولها المسؤولون بمزيد من الرهبة والإجلال، ويردّدها الناس بسخرية مُرّة.

المهم أن الوزراء تجمّعوا في عزاء عائلة البكوات. وتركوا الحفل الذي كانوا يسعون إلى الظهور فيه سنوياً. وغابوا أساساً عن جنازة الدكتور عبد الوهاب المسيري، المفكر المعروف ومنسق حركة «كفاية».

وهذا لم يكن غريباً على عقلية التمييز. فالدولة غابت عن جنازة المسيري رغم أن هناك تقليداً رسميّاً بإرسال مندوب عن الرئيس في جنازات الشخصيات العامة. لكن المسيري معارض. والنظام عاقبه من قبلُ برفض علاجه من السرطان على نفقة الدولة وتبرّع أمراء سعوديون بنفقات العلاج. لا أحد تذكّر في الدولة أن المصريين متساوون. حكوميون ومعارضة، مع مبارك أو ضده. لكن «كفاية» خط احمر. ومنسقها يموت بعيداً عن النظام.

عقلية غريبة. تعيش أرستقراطية متعالية رغم أنها بلا إنجاز حقيقي إلا في إنهاك الملايين من المصريين. ويسعد كل مسؤول بانضمامه إلى الحاشية المحيطة بقصر الرئاسة ويعدّها مكافأة من الباب العالي تتغيّر بعدها حياته. يمنح نفسه البكوية ويعيش حياة العائلات الملكية. ويعادي من يعادي النظام ويمسح البلاط الذي يسير عليه أحد من العائلة الحاكمة.

والمسيري عدو. لن تكتب في نعيه ألقاب التمييز الاجتماعي، لا يملك سوى قدرته على التفكير. والقلق الذي جعله يتنقّل بين مواقع فكرية وثقافية تبدو متناقضة. بدايته ماركسية ونهايته محاولة لعصرنة الإسلام. كتب مقدمة برنامج حزب الوسط المنشقّ عن جمود «الإخوان المسلمين»، ودعا إلى فصل الدولة عن الدين في «علمانية جزئية» لا يكرهها الإسلام.

القلق سفينته إلى محطات انتقل فيها من دراسة الأدب وتدريسه إلى البحث في الصهيونية والتنقيب عن عناصر إحياء عناصر من الهوية في مواجهة مركزية الحضارة الغربية. انتقالات كانت أيضاً من حجرات المفكر إلى الشارع المشحون بتظاهرات تريد إنهاء حكم مبارك الممتد بلا أمل في نهاية قريبة.
شخصية من هذا النوع غريبة ومزعجة لنظام البكوات والهوانم. النظام مستقر ويسعى إلى تحويل تقاليده إلى أعراف مستقرة. فالبكوية ممنوحة لعائلات المال، رغم أنها ممنوعة بقرارات مكتوبة. لكن لا مانع من إزاحة القوانين المكتوبة لمصلحة رغبات بالتميّز وإعلان أن من يحكم هو صاحب البلد. وهؤلاء الخارجون عن قانون النظام لهم هامش، رغم أنه شعبي، إلا أنه بعيد عن نظر الدولة.
هذه العقلية غائبة عن مشهد المسيري، الذي أقلق معارفه ومحبيه أكثر من غيرهم. فهو المتطرف في نقد الغرب، الحساس من أفكاره المطلقة المذوّبة للهويات. وهو المفكر الذي قاد حركة احتجاج مشاغبة. حركة المسيري، رغم الاختلاف معها، في اتجاه مضاد لحركة النظام ببكواته وهوانمه. وغيابهم طبيعي ويعلي من قدر المسيري درجات إضافية.

الغريب هو اختصار المعارضة للرجل، كما فعل القيادي «الإخواني» عصام العريان، عندما قال إن أهم محطات المسيري هي تحوّله من الماركسية إلى الإسلام. وهذه مغالطة كبيرة، لأن الماركسية منحت المسيري منهجاً ميّزه عن الكثيرين. كما لم يكن، وهو في الماركسية، خارج عن الإسلام. إنها نظرة ضيقة لمثقف ميزته الكبرى هي الانفتاح والقلق وعدم الوصول إلى حقيقة نهائية مغلقة. مشهد غياب المسيري اكتظ بحضور أجيال من الدعاة الإسلاميين بدايةً من يوسف القرضاوي، نجم الجيل القديم المغرم بشحنات الدين السياسية، حتى عمرو خالد، أشهر دعاة التلفزيون المنحازين إلى دين فردي شخصي.

خالد كان حاضراً في احتفال «غاردن سيتي» وجنازة المسيري. في الأولى ابتسم لجمهوره من الطهاة. وفي الجنازة تحدث عن أفضال المسيري عليه عندما دعم مؤسسته، وقال إنه «مفكر عالمي». أصوات الدعاة كانت الغالبة في جنازة المفكر. والقرضاوي عدل من سير صلاة الجنازة بينما تجمّعت ميكرفونات التلفزيون عند عمرو خالد.

مشهد الجنازة يستحق تأملاً أكبر؛ فالحضور والغياب مثيران. لم تحضر أصوات شاركت في محطات القلق. غيابها اختصر المسيري في الداعية الإسلامي. وهو اختصار دعمه الحضور الغالب، وكذلك فإن الغياب الرسمي اختصره في عدو الدولة. اختصارات تكشف عن ارتباك عمومي ورغبة خفية في الإعلان المفرط عن الذات؛ باشاوات النظام في إعلانات التعزية بملايين الجنيهات. ودعاة الجماعات الإسلامية بالظهور الطاغي في صدارة المناسبات الاجتماعية. هناك شعور بعيد عن كل هذه الإعلانات، بأن مصر غاب عنها «رجل عظيم» رغم الاختلاف معه.

■ «فصيلة نادرة تواجه خطر الانقراض»

[صورة: p20_20080705_pic2.jpg]
النائب المستقلّ عادل حميد في مجلس الشعب في أيار الماضي (عمرو دلش ـــ رويترز)
«هل لنا مكان؟». كانت الأم تحكي عن محاولتها تحقيق حلم ابنها بالدخول إلى كلية الشرطة. فشلت رغم أنه من عائلة لها تاريخ طويل في خدمة الجيش. الابن مغرم بالبزة العسكرية. تربّى تربية صارمة، وحلمه الوحيد هو استكمال مسيرة الأب والأجداد في حمل المهمات ذات الطبيعة الصعبة.
حلم ببزة الشرطة، لكنه فشل وفشلت عائلته لأنها «لم تفتح مخّها». لم تدخل في قانون هذه الأيام. فشلت لأنها ربّت ابنها بطريقة وعلى قيم أصبحت نادرة. الابن ثار وتمنّى لو كانت أمه «رقّاصة». كم ابن في مصر يتمنّى أن يكون والده لصّاً وأمه تبيع جسدها ليستطيع تحقيق الأحلام الصعبة أو حتى السهلة. كم ابن عدّ أباه فاشلاً لأنه «لم يخبط خبطة كبيرة» أو لم يتاجر في المخدرات أو لم يكن واحداً من رعايا دولة الفساد المترامية الأطراف في مصر.

روى رجل خمسيني أن ابنه سأله: «لماذا نعيش في ظروف صعبة؟». الأب أجاب بانفعال: «لأنني محترم». الابن رد ببساطة شديدة: «وما ذنبي أنا». الرجل شعر بهزة كادت تدمر حياته، وتمنى فعلاً أن يكون قد تعلّم شيئاً من مهارات الفساد ليصبح ابن عصره ولا ينزل في نظر ابنه.

الحقيقة مرعبة فعلاً. المحترم في مصر يعيش بصعوبة، بينما ينعم أصحاب التاريخ في صيد الأموال بكل الطرق، وخصوصاً غير الشرعية. ليس معنى هذا أن كل الثروات أصلها فاسد. لكنه انطباع عام بأن الثروات أتت من ألعاب ممنوعة، وأن الحرامي يستطيع الآن أن يغيّر جلده ويغسل صيته ويصبح «بيكاً» محترماً له أتباع وربما داعية في التلفزيون. الفاسد يسيطر ويعيش حياة مرتاحة ويفرض قيمه، بينما المحترم فريسة. لا قوانين تحميه ولا نظام يدافع عن حقه في الحياة. النظام مشغول برعاية أبناء المرحلة في محمياته السياسية. لها وحدها تصدر القوانين وتُرتّب السياسات ويُروّج لأخلاقها أيضاً. والمحترم غريب، يحصل على بيت بصعوبة، ويعلّم أولاده بشق النفس، ولا يطمح سوى إلى البقاء حيّاً. أما الفرص فهي محجوزة لكل من «يفتح مخّه».

كيف سيكون المستقبل في ظل انتشار هذه القيم؟ كيف سنعيش غداً من دون قيم محترمة ولا أشخاص محترمين يورثون أبناءهم قيماً غير السرقة والتجارة في الممنوع؟ «تحتاج مصر إلى حضانات للمحترمين»، قال المحامي وهو يستمع إلى قصة الأم، ويكمل: «المحترمون فصيلة نادرة تواجه خطر الانقراض».

عمليّاً، كل أنظمة العالم، وأوّلها الرأسمالية، تحمي الطبقة الوسطى بقوانين ميسّرة للحياة، لكي لا يشتريها أحد، ولكي لا تضطر إلى أن تبيع نفسها. فئة وحيدة هي السعيدة. محترفو «الفهلوة والنصب».

يوسف في المقهي. نظر بعدما صب القهوة وقال لي فجأة «البلد كلها بقت بتنصب». عجبت من الجملة العابرة التي قالها صديقي الطيّب خارج السياق. واكتملت الدهشة عندما أشار إلى الكرسي الخالي: «امبارح لقينا هنا ١٠ آلاف جنيه. كان في مجموعة صوتها عالي جداً وتتعارك على حاجة مش فاهمينها. وبعدما غادروا اكتشفنا الفلوس». قالها وانتظر قبل أن يكمل: «إنها فلوس مزوّرة، قعدنا نلعب فيها امبارح».

إلى هذا الحد. أموال مزوّرة والمعركة حولها علناً أمام الناس في المقهى. وصاحبها ينساها؟ فعلاً النصّاب يشعر أن هذا وقته تماماً.


http://www.al-akhbar.com/ar/node/79611
السبت ٥ تموز ٢٠٠٨

وللأسباب بقية ...