حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الله هو المجتمع - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: الله هو المجتمع (/showthread.php?tid=36975) |
الله هو المجتمع - Egyptian Humanist - 04-27-2010 في البدء تعلم الإنسان الكلام .. و حين تكلم تواصل مع غيره .. و حين تواصل مع غيره صنع مجتمعات .. و حين صنع مجتمعات أقام حضارة عظيمة .. إستعمر الكرة الأرضية و سعى لإستكشاف الفضاء و إستعماره أيضا. لكن بأي منطق أقام الحضارة و بأي عقد إجتماعي تأسست الجماعات الإنسانية ؟ هل بمنطق أن الإنسان حيوان فاني أقام الحضارات أم بمنطق ان الإنسان كائن خالد خلقه إله ؟ يعني هل لو عرف الإنسان منذ البداية انه مجرد حيوان آخر هل كان قد أقام تلك الحضارة العظيمة ؟ هل لو كان قد تأكد من انه فاني لإستطاع أن يقيم مجتمعا مستقرا ؟ أعتقد أن لا .. أو ليس في مراحل الوعي البدائي للإنسان. يبدو أن للأديان و الآلهة قيمة مهمة لحفظ التوازن النفسي عند الإنسان البدائي و إلا ما كان إخترعهما. كل الحضارات القديمة إخترعت أديان و آلهة خاصة بها, حتى الإتحاد السوفيتي الذي كان المادة إلهه و الشيوعية دينه و كارل ماركس نبيه و رسوله. فقط في العصر الحاضر أصبح الإنسان هو الإله و العلم الحديث هو الدين الجديد و العلماء هم كهنته و أنبياؤه, هذا هو أفضل الاديان لكنه لا يزال دينا على أي حال. حاجة الإنسان للآلهة و الأديان و الأنبياء محفورة في لاوعينا الجمعي. الآلهة تحدد القيم الأساسية للحياة و الأديان تضع المناهج للسعي و الأنبياء هم القادة .. الفكرة فقط أن الأديان العتيقة أصبحت أقدم من اللازم بما لا يسمح لنا ان نجاري العصر بها. لكن الأديان أصبحت قديمة بالنسبة لمن ؟ للشعوب المتعلمة التي إستطاعت الوصول للقمر و اعماق المحيطات ؟ أم للشعوب الجاهلة الفقيرة التي تعيش على المعونات و المنح ؟ أعتقد أن الإجابة واضحة .. الإنسان بطبيعته لديه كبرياء و هذا الكبرياء هو احد الدعامات الأساسية للمجتمعات, لذلك أتصور ان إختراع الآلهة ما هو إلا دعم لكبرياء المجتمع. بل أتصور ان إله المجتمع أو الحضارة يتشكل بحسب طبيعة كل مجتمع و كل حضارة. بالطبع لا توجد آلهة في السماء و او في اي مكان بعكس ما تروي لنا القصص الدينية. لا توجد كائنات لديها قدرات خارقة تحيا معنا و لا نراها و تتحكم في كل شيء. القصة نفسها مفضوحة و واضحة الكذب لدرجة أنه لا يمكن ان يكون هناك من يصدقها فعلا. لكن القصة تخفي أشياء .. صحيح أن غرابة القصة تتحدى الفرد على تصديقها إلا ان المجتمع يصر على حمايتها و الترويج لها بكل قوة. لماذا يا ترى ؟ يعني إذا لم يكن هناك إله فعلا فما هي مصلحة المجتمع في دعم تلك الفكرة ؟ المصلحة واضحة .. الله هو المجتمع نفسه و ليس كائنا مستقلا عنه. لذلك نحن في خضوعنا لله نخضع للمجتمع و في كفرنا بالله نكفر بالمجتمع. الله في وعينا هو كائن خارق و جبار و عظيم لأن المجتمع في لاوعينا كائن خارق و جبار و عظيم. أما الملحد فهو الكافر بمجتمعه أساسا و ليس الذي لا يصدق وجود الآلهة الخيالية الكارتونية. دليلي أن الملحد هو كافر بالمجتمع و ليس بآلهة الأديان ان الملحد لا يعتبر أن نظرية وجود إله هي فكرة حمقاء باردة لا تعني له أي شيء. الله يعني الكثير و الكثير للملحد, الله بالنسبة للملحد يحمل العديد من القيم الخاطئة و السلبية مع إن الله هو مجرد نظرية بلا دليل ليس لها أي معنى في حقيقتها لكن المجتمع إختطفها و إحتكرها لنفسه و تماهى معها و لذلك فكل تصورات الملحد عن الإله الخرافي الكارتوني ما هي إلا تصوراته عن المجتمع و كل القيم السلبية التي يحملها للإله الخرافي الكارتوني هو يحملها في لاوعيه للمجتمع أساسا. الإله ليس هو الأب فقط في لاوعي الإنسان بل إن الأب عند كل إنسان يتشكل في لاوعيه بحسب ردود أفعاله من المجتمع, كما يتشكل المجتمع بحسب ردود أفعال الأب منه لأن والد كل إنسان هو الرابط الأول بينه و بين مجتمعه. يعني لو كان الأب متدين متعصب فذلك لأن المجتمع متدين متعصب و إذا كان المجتمع متدين متعصب فذلك لأن الإله نفسه متدين متعصب. الأب – الإله هي صور من السلطة شكلها المجتمع أساسا و دعمها لكي تحفظ له سلطاته على كل فرد. لذلك فالإلحاد عادة يتخذ شكل ثورة على سلطة الأب و ثورة على سلطة الإله و ثورة على سلطة المجتمع لأن الثلاثة واحد في لاوعي الواحد منا. بل شكل الثورة واحد في الثلاثة فمثلا هناك ثورة بيضاء هادئة و ثورة برتقالية سلمية و ثورة حمراء دموية و المرء حين يثور فإنه يثور بنفس الطريقة على الثلاثة لأنه أساسا يتعامل بنفس الطريقة مع الثلاثة. و لان المجتمعات تختلف فالآلهة أيضا تختلف .. يعني المجتمع الليبرالي إلهه ليبرالي و المجتمع السني إلهه سني و المجتمع الأرثوذكسي إلهه أرثوذكسي و المجتمع المتقدم إلهه تقدمي و المجتمع المتخلف إلهه رجعي أيضا و هكذا دواليك. أما الإلحاد في المجتمعات المتقدمة فهو راجع لأسباب تختلف جذريا عن الإلحاد في المجتمعات المتخلفة. فلأن فكرة الآلهة (الكائنات الخارقة) نشأتها قديمة عادة لذلك فنصوصها قديمة و قيمها قديمة و لأن المجتمعات الحديثة قد رفعت عمليا إله جديد هو الإنسان و أسست دين جديد هو العلم بدل الآلهة و الأديان القديمة لذلك فالكفر بالآلهة القديمة هو محاولة للتصالح مع شخصية المجتمع الجديدة التي غيرها التحديث و التطوير. أما المجتمعات البدائية فعلى العكس من ذلك هي متصالحة جدا مع الأفكار القديمة للآلهة و النصوص القديمة للأديان. المجتمع البدائي هو مجتمع محروم من الإنجاز و ليس لديه ما يفخر به بالمقارنة مع المجتمعات المتقدمة لذلك فكبرياء المجتمع البدائي يعاني و يتألم و يحتم على أفراد المجتمع أن يتمسكوا بإله متكبر عظيم لامتناهي القوة و المجد. لذلك فالإلحاد في المجتمع البدائي هو طعنة قاتلة لكبرياء مجتمع قليل الإنجاز و لأن المجتمع بدائي فهو يدافع عن كبرياؤه بوحشية عن طريق سحق فردانية الفرد و تشتيت جهوده في التفكير المستقل. يعني أي صدمة سيتعرض لها اي مجتمع بدائي بلا إنجاز حضاري تقريبا حين يتأكد أن إلهه خرافي و دينه زائف و أخلاقه رجعية متقادمة و تقاليدة مهترئة بالية ؟ من الطبيعي جدا أن تكون المجتمعات البدائية متدينة و أن تدافع عن التدين بكل وحشية .. و من الطبيعي جدا أن يكفر أي شخص - أمين مع نفسه بشكل كافي – بالمجتمع البدائي و بقيم هذا المجتمع و بإله هذا المجتمع. أما في المجتمعات المتقدمة فالشخص الملحد هو شخص مؤمن بمجتمعه و بإله مجتمعه الجديد (العلم) و بالقيم الإنسانية الجديدة للمجتمع. يعني إذا كان الملحد في المجتمعات البدائية كافر بالمجتمع فالملحد في المجتمعات المتقدمة مؤمن بالمجتمع و هذا راجع للفارق في الإنجاز الحضاري بين المجتمعات و لان المجتمعات المتقدمة نفسها قد كفرت بالآلهة البدائية الخرافية القديمة بعد أن نصبت آلهة جديدة و عبدتها لذلك فالملحد يدعم هذا التحول الإجتماعي تجاه الآلهة الجديدة المتقدمة. الملحد في المجتمع البدائي كافر بإله مجتمعه فعلا و لكنه يتوجه شطر آلهة و أديان المجتمعات المتقدمة ساعيا لعبادتها طامحا في أن يساهم هذا في تحويل مجتمعه البدائي إلي مجتمع متقدم. لكن المجتمع البدائي لا يمزح و لن يترك أفراده تطعن كبرياؤه و تعلن عجزه بصورته الحالية و تعلن ولاءها لآلهة الأمم الغريبة. المجتمع البدائي مجتمع وحشي لديه الإستعداد للتضحية بنصف أفراد المجتمع من اجل كبرياء أحمق و وهم بالعظمة. لكن عموما هذا التصور عن إرتباط المجتمع الوثيق بالإله – الوجه الاول للعملة هو المجتمع نفسه و الوجه الآخر للعملة هو الإله – لا يعني إلا ان الإلحاد أو عبادة الآلهة المتقدمة المنجزة لن يكون إلا في مجتمع يقبل حرية أفراده و قبول المجتمع لحرية أفراده جزء لا يتجزأ من الحداثة. إن إله المجتمعات البدائية هو إله خرافي بلا أي قدرات, إله ميت منذ ولادته و لكن المجتمع يدافع عنه على أساس أنه هو من يحمي المجتمع و يصون عقده الإجتماعي. و لكن بالنظر لإله المجتمعات المتقدمة ( العلم الحديث) نجده ذو قدرات هائلة فهو إستطاع ان يقضي على الكثير من الأمراض و أن يحقق التنمية و الرقي و الرخاء لشعوبه. إله المجتمعات المتقدمة عظيم الإنجاز و القدرات يدافع عن مجتمعه و يقويه و يصونه فعلا. اما إله المجتمعات البدائية فيمثل عبء على المجتمع لأنه إله عاجز كسيح بل ميت في الواقع. الله ( إله المجتمعات البدائية ) لم يستطع حتى الآن أن يحقق أي إنجاز لمجتمعاته في أي من مجالات الحياة و لكن لأن هذا هو تصور المجتمع عن ذاته فالكفر بالإله البدائي هو كفر بالمجتمع البدائي نفسه. و الحل ؟ لا يمكن للمجتمع ان يقبل إصلاحا دينيا في إتجاه آلهة الأمم المتقدمة إلا بالديموقراطية العلمانية. و لا يمكن أن نقيم ديموقراطية علمانية إلا لو أصلحنا الأديان و حدثناها في إتجاه الآلهة المنجزة الجديدة. يعني محتاجين للمضي قدما و بالتوازي في الديموقراطية العلمانية من ناحية و الإصلاح الديني من ناحية أخرى. لكن الإصطدام المباشر مع الإله القديم و المجتمع القديم هو حل غير عملي لأن المجتمع البدائي وحشي و سيدافع عن إلهه و كبرياؤه بإستماته. اتصور أن لا مفر من أن نقبل الإله البدائي ظاهريا إتقاءا لشر المجتمع البدائي بينما في دخيلة نفوسنا نتعبد للآلهة الحقيقية المنجزة المتقدمة. بالطبع في أي صراع بين المجتمعات سينتصر المجتمع المتقدم بإلهه العلم على المجتمع البدائي بإلهه الله. فلان الله غير موجود لذلك فلن يظهر او يطلق صواعق او أعاصير على قوات المجتمعات المتقدمة. الله معدوم الحيلة و لن ينفع أحدا و لذلك يكفر الناس به عمليا و يلجأون لإله المجتمعات المتقدمة. و في النهاية لا يمكن لإله ميت مثل الله أن ينتصر على إله عظيم القدرات مثل العلم الحديث. إله المجتمعات المتقدمة هو من سينتصر في النهاية بلا ريب و لذلك هو ليس بحاجة لان ندافع عنه أو نكشف وجوهنا و نحن نقاتل فلول المجتمع البدائي. إله المجتمعات المتقدمة إله قوي قادر على ان ينفعنا و يسهم في تقدم حياتنا و لذلك فتمسكنا به هو من أجل أنفسنا اولا و دفاعنا عنه هو دفاع عن أنفسنا لانه سيفرض نفسه تلقائيا في أي صراع تطوري. إذن فالحل الذي أقترحه لعلاج المجتمع من أسر الإله الميت هو التقية .. التقية الإسلامية هي الحل : لا يمكن أن نكشف وجوهنا و ندخل في صراع مع المجتمع البدائي علنا لانه سيسحقنا دفاعا عن كبرياؤه الجريح. الأفضل هو أن نتصنع الإيمان تصنعا من أجل خداع المجتمع ثم ننقض على الإله القديم و نكشف موته و قلة حيلته. الحل هو ان نقوم بتنصيب الآلهة الجديدة أسيادا في مجتمعاتنا داخل الأديان القديمة و حين نسقي الآلهة الجديدة ستكبر و ستكبر حتى يضيق عليها الدين تلقائيا كما حدث في المجتمعات المتقدمة. في المجتمعات المتقدمة كلما إصطدم الإله القديم مع الإله الحديث رضخ الأول للأخير و بالتدريج إستطاع الناس ان يعلنوا الآن أنهم يدينون بالولاء للإله الجديد. فلنفعل نحن أيضا ذلك لأنها إستراتيجية ناجحة. فلنكفر علنا بالأديان القديمة و لكن لا يجب ان نكفر بالإله القديم علنا أبدا. بعض التقية لن تضر. و من داخل جماعة المؤمنين نطعن الإله في قلبه و نسقطه من على عرشه ليجلس مكانه إله المجتمعات المتقدمة : العلم القوي القادر. التقية كانت سلاح جيد لنشر الإسلام و هي أفضل سلاح مع مجتمع بدائي لا يزال يدافع عن إله بدائي دفاعا عن كبرياؤه الشخصي. عن نفسي لن أعلن ثانية أنني كافر بالإله القديم. لن أصير متدينا و لن أدافع حتى عن الإيمان بالإله القديم و لكنني لن أحاول كشف موته الآن. ساتصنع الإيمان به و تصديق وجوده من اجل تأمين نفسي و إصلاح مجتمعي. و مع الوقت سينكشف موت الإله القديم تدريجيا .. |