حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
درس في الطريقة الصحيحة لنقد الواقع الاسلامي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: درس في الطريقة الصحيحة لنقد الواقع الاسلامي (/showthread.php?tid=37037) |
درس في الطريقة الصحيحة لنقد الواقع الاسلامي - طريف سردست - 05-03-2010 اعجبني هذا الموضوع الذي يمكن ان يكون نموذج لكيفية تقديم الطرح النقدي الصحيح منهجيا على صحن مقبول اسلاميا، متجاوزة العديد من الغام الحساسية عبر التفافات تعبيرية ذكية: سجناء سقيفة ماضي التاريخ د. بصيرة الداود : * أكاديمية سعودية من الواضح أن معظم الخطط والبرامج والأهداف التي اعتمدتها الأوساط الإسلامية في عالمنا العربي والإسلامي، وصرفت عليها – ولا تزال – الجهد والمال والوقت، من أجل تحسين صورة العرب المسلمين في كل أنحاء العالم لم تعد مجدية، وفشل أغلبها بسبب إنتاجها للطابع الدعائي – الإعلامي فقط الذي لا يهدف إلى نتائج حقيقية، وأكبر شاهد على ذلك استمرار بث الأفلام والرسوم «الكاريكاتورية» الغربية المسيئة للمسلمين ورموزهم، وما جاء في محاضرة «بابا الفاتيكان» عام 2006، والتي أراد من خلالها أن ينتقد تردي أوضاع الغرب، فاستشهد بأمثلة من التاريخ الإسلامي، ما يؤكد خطورة المرحلة التي أصبح العرب المسلمون فيها – تحديداً – يعيشون أزمة العنف العميقة القائمة على تغييب العقل البشري على مستوى الممارسة، والتردد في اتخاذ أية خطوة إيجابية تجاه من يسيء لتاريخهم وأمتهم، أبسطها تلك التي تسلك طريق التظلم من عنصرية الآخر تجاهنا عبر المحافل الدولية المعنية بهذا الأمر، أو محاورتهم حواراً رصيناً عن طريق المؤهلين لذلك من دون الاعتماد فقط على رجال الدين والفقهاء الذين يصرون على قدرتهم على تجاوز هذا الموضوع بنجاح. إذ كيف يتحاور أصحاب العقلية والاتجاه الواحد التقليدي – المحافظ ذاته أولاً لكي يُسمح لهم وحدهم بمحاورة الآخرين الذين لا يتقبلهم أصلاً كونهم مختلفين عنه ولا يؤمنون بالثقافة الحديثة وآليات الحوار المعاصر بسبب دوران عقولهم في حلقة واحدة بالنسبة لتصوراتهم حول الأمور والأشياء والظواهر التي تحدث في الكون والحياة بشكل عام؟ رجال الدين في الغرب تطورت عقولهم عبر التاريخ، فأصبحت نظرتهم ومفاهيمهم للكون والحياة وما يحدث فيهما تأخذ في الحسبان تطور العلم والحضارة إلى جانب الدين، وذلك تبعاً للتطورات والثورات الفكرية والفلسفية التي طغت على أوروبا بعد المراحل «القروسطية»، التي خيم عليها الظلام والجهل عندما كانت الكنيسة هي المسيطرة والموجهة للمجتمعات الغربية آنذاك. قبل أن نفتح أيُ حوار مع الذات قبل الآخر لا بد من الاعتراف أولاً بأننا كعرب مسلمين لا نزال جميعاً نعيش مرحلة بدايات ظهور الإسلام، فعقلية معظم المؤثرين من كبار العلماء المسلمين وفقهائهم من المذهبين «السني والشيعي» في عصرنا هذا منشغلة بقضايا الجدل فيها أصبح عقيماً لا لشيء إلا لمحاولات يائسة من أجل تغليب رأي كل طرف على رأي الطرف الآخر من غير مراعاة لأساليب الحوار والإقناع ! فهل من الضعف وعدم القدرة على الاستجابة لتحديات المرحلة المعاصرة هي التي أعطت الضوء الأخضر للعلماء المسلمين وفقهائهم للاستمرار – مثلاً - في مناقشة قضايا مثل جواز رضاعة الكبير لتحل مسألة الخلوة والاختلاط في العمل ما بين الرجل والمرأة؟ وهل يعتبر مشي المرأة في معرض ثقافي كمعرض الرياض الدولي للكتاب مع الرجل وأسرتها يعتبر نوعاً من أنواع الاختلاط والخلوة؟ وما يحدث اليوم من عمليات عنف بين المذاهب الإسلامية تتمثل في تفجير للمساجد في باكستان والعراق وأفغانستان تقابله عمليات تفجير لمزارات الشيعة أصبح هو الشغل الشاغل للمتطرفين دينياً من المذهبين؟ وما هي أهداف كل تلك القنوات الفضائية بوعاظها وفقهائها والتي بدأت تطغى بكثرتها في محاولة للتأثير في المتلقي، خصوصاً تلك التي تحمل رسالة دينية ذات رسائل تدعو إلى إباحة العنف والتطرف في المجتمعات العربية من خلال ما يبثه أصحاب الفتاوى الغريبة، أو تلك التي تنقل بين الحين والآخر طقوساً جنونية عنيفة ليس لها أية ارتباط بالإسلام وبالصفات الإنسانية والبشرية من لطم على الخدود وضرب على الرأس بالسيوف لإراقة الدماء، والزحف على اليدين والرجلين وغيرها؟! وما الهدف من وراء زيادة أعداد المدارس والجامعات في عالمنا العربي التي تخرج سنوياً أعداداً كبيرة من الطلبة والطالبات الحاصلين على مؤهلات علمية مثبتة على الورق فقط، ولكن تحصيلها العقلي من التربية والعلم والثقافة لا يزال من دون الطموح المطلوب؟! هل بسبب أن الجامعات الحكومية منها على وجه التحديد لا تزال تعمل تحت إدارة وضغط وإشراف أنصاف المتعلمين؟! الذين تعلوا أصواتهم بالمناداة للعودة إلى «الأصالة» والعصور الإسلامية الأولى، أو ما قبل الإسلام إذا لزم الأمر والتصدي من خلال ذلك للعجز والجهل وعدم الرغبة لديهم بالأخذ بمستجدات الفكر الحضاري العالمي السائد في عصرنا هذا!! إن الحوار مع الذات ثم الآخر ليس ترفاً فكرياً وإنما عملية تنتج وتطور المعنى المحقق للشروط المعرفية والقبول بمبدأ التعددية في ذات النتائج والمعطيات، ومن ثم إعادة بنائها من جديد في محاولة للتأثير أو التوصل إلى أية توافق كلي أو جزئي من دون أن يكون هناك غلبة لطرف ما على الآخر، أو السكوت على الأخطاء مراعاة لمشاعر هذا الطرف أو ذاك الأمر الذي يؤثر في عملية سير الحوار فيبقيه محصوراً في أُطر فردية وعلى نسق ثقافي واحد، فتكون النتيجة عدم اختلاف المحاور مع من يحاوره بهدف التأثير عليه. وقد يسأل البعض عن كيفية الخروج من تلك الأزمات التي وضع المسلمون أنفسهم فيها عبر التاريخ؟ وقبل الإجابة على مثل هذا السؤال العميق لا بد من ضرورة الاعتراف بأن التطرف الديني في الإسلام لم ينشأ من خارج الفكر الديني، بل هو أحد تياراته التي يستمد منها كل مبرراته وأسبابها. ولهذا لم يعد يجدي نفعاً أن نستمر بإيهام أنفسنا بأننا أمة قادرة على تحقيق الوسطية والاعتدال إلى درجة تدخلنا معها في مرحلة إقناع الذات بهذا الوهم الكبير في نفس الوقت الذي لا يزال تعطى فيه كل صلاحيات العمل واحتكار السيطرة على المجتمعات العربية إلى الفقهاء المحتكرين للدين بتطرف والذين يغلبون الوعظ على التفكير، والخطابة على الاستدلال والرأي المحقق للأهداف، والمتمسكين بكل التراث الديني بما فيه من كم هائل من الأخطاء التي توارثناها عبر عصور التاريخ الإسلامي من دون أن تخضع للتحليل والنقد للبنى العميقة فيه اللهم إلا من بعض المؤلفات العلمية النقدية «القيمة» لبعض علماء العرب المهاجر معظمهم إلى الدول الغربية وأمريكا. وإخضاع الجانب الديني عبر التاريخ الإسلامي يضعه – دون شك – في دائرة أكبر تمكنه من الانفتاح الذاتي على الكوني، وتعطي مجالاً للفكر والثقافة العقلية أن تسيطر على الإنسان بما يكفل انفتاح ماضيه على حاضره ومستقبله، واحترام تعددية الآراء المختلفة أو المخالفة لما هو متبع ومألوف إذا كان في مصلحة العامة من أجل التصدي لأية محاولة تهدف إلى إعادة إنتاج التطرف بصفة دورية، وقطع كل الحلقات الموصولة التي ورثت لنا الكثير من المغالطات في فهم الدين الإسلامي عبر التاريخ. عن الحياة |