حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الفارق بين الملحد و الإنساني - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: الفارق بين الملحد و الإنساني (/showthread.php?tid=37093)



الفارق بين الملحد و الإنساني - Egyptian Humanist - 05-08-2010

الإلحاد موقف من الأديان و الآلهة ..
موقف رفض و إنكار بالإعتماد على حجج عقلانية او علمية على احسن تقدير و إن لم يكن دائما.
بينما الإنسانية موقف من الحياة ..
موقف أخلاقي و عقلاني و متفائل بالإعتماد على طموحات و قدرات الإنسان.
قد يبدو ان الإنسانية تتضمن الإلحاد على أساس أن الإنساني لا يؤمن بآلهة و لكن بحسب فهمي للفلسفة الإنسانية اعتقد أن هناك فارق كبير بين أن يكون المرء ملحدا و أن يكون إنسانيا :
فالملحد لا يعتقد بوجود آلهة أو أي شخصيات دينية خارقة اخرى, بالإضافة لرفضه الأديان بجملتها على أساس أنها مجرد قصص خرافية و تعاليم بالية.لكنه مع ذلك ليس ملزما بأي منهج أو فكر في إنكاره لوجود آلهة أو رفضه للأديان. يعني قد يكون الملحد ماديا كماركس أو مثاليا كسارتر, قد يعتمد على موقف فلسفي كنيتشة أو موقف علمي كداوكنز. الملحد قد يكون أي شيء و قد يتبع أي فكر أو حتى لا يكون مؤدلجا بالمرة. لا يوجد منهج محدد يلتزم به الملحد في إنكاره لوجود آلهة أو رفضه للاديان فهو يستطيع أن يرفضها بطريقة مزاجية و يكون ملحدا لا غبار عليه, بل و ربما يكون موقفه من إله مجتمعه هو رفض للمجتمع نفسه و قيم مجتمعه و بالتالي فإن فكرته قد تحمل بعدا عاطفيا لا يستهان به.
أما الإنساني فهو يرفض وجود الشخصيات الخارقة في القصص الدينية و من ضمنها الآلهة و الملائكة و الشياطين .. ألخ على أساس أن الإنسانية فلسفة مادية طبيعانية عقلانية ترفض أي وجود يفوق المادة أو الطبيعة او يتجاوز قدرة العقل البشري على الإستيعاب بأي حجة كانت. و هو لا يرفض وجود الشخصيات و الظواهر الفائقة للطبيعة في الأديان فقط بل و خارجها أيضا يعني هذا يتضمن الأشباح و العفاريت و التنجيم و السحر و .. ألخ. الإنسانيون يرفضون قبول أي شخصية أو ظاهرة يعجز العلم عن الإلمام بها أو إتخاذ موقف محدد منها, فالوجود بالنسبة للإنساني هو وجود ممكن عقلنته و استيعابه بالإعتماد على وسائل البحث العلمي و التحليل المنطقي مع وقت كافي للبحث و التقصي. يعني بالعقل و العلم و مع الوقت يمكن فهم و استيعاب أي شيء مهما كان صعبا أو غريبا.
و بينما يرفض الملحد وجود الشخصيات و الظواهر الخارقة في الأديان فقط و بدون حجج ثابتة أو محددة, يرفض الإنساني وجود الشخصيات و الظواهر الخارقة في الأديان و خارجها بالإعتماد على الفلسفتان المادية و الطبيعية و المنهج العلمي تحديدا. و بينما يرفض الملحد في العادة الأديان جملة و تفصيلا بإعتبارها لا تحتوي إلا على خرافات و أساطير و أخلاق متقادمة يقدر الإنساني الكثير من الأخلاقيات و الحكم الموجودة في الأديان و يعتبرها جزء مهم من التراث الإنساني و طابع ثقافي للمجتمعات برغم رفضه للكثير من الأخلاق الدينية الرجعية و المواقف القديمة من الحياة و الإنسان.
الإنسانيون يرفضون بعض الدين و يقبلون بعضه الآخر بمنطق و حجة و إلتزام بمنهج آخر للحياة هو المنهج الإنساني أما الملحد فهو غير المؤمن بالأديان و الآلهة فقط أيا كان منطقه و مرجعيته حتى لو كان فاشي أو عنصري أو عدمي أو فوضوي. إن الملحدين لا يتفقوا على أي قضية إلا رفض وجود آلهة و إتباع الأديان و حتى ذلك يختلفون في أسبابه و مرجعياته. هكذا لا يكون الإلحاد هوية لأي شخص و لا يعني شيئا في ذاته لأن مجرد رفض الآلهة و الأديان بدون منهج محدد او فكر واضح لا يميز أي شخص عن غيره أو جماعة عن غيرها .
و برغم ذلك تبدو النقمة على المؤمنين جلية واضحة في موقف الملحد فهو قد يراهم أغبياء أو يتعالى عليهم أو ينكر حقهم في الفهم و الإجتهاد بدعوى انهم أقل قدرة على التفكير العقلاني و المنطقي. الملحد هنا قد يصطدم مع المجتمع في حالة إهانته لمقدساته أو ممارسة عنف لفظي أو تعبيري في حق الشخصيات الدينية المحمية من قبل المؤمنين بها, و هو إن كان حق أكيد للملحدين و لا غبار عليه إلا أن إستخدام هذا الحق قد يكون أمرا يستحق المناقشة. يعني المؤمن لديه هذا التعلق العاطفي بالشخصيات الدينية التي يعتبرها مقدسة او معصومة فإن كنا كملحدين و إنسانيين نختلف مع موقف التقديس هذا إلا أن أسلوب التعاطي مع هذا الإختلاف هو ما يفرق بين الملحد و الإنساني.
إن الملحد يرفض إيمان المؤمن على أساس أن الأديان خرافات و الآلهة أساطير أما الإنساني فيرفض الأسلوب العاطفي في التفكير عند المؤمن و تسليمه بالغيبيات و رفضه لإتباع العقل و المنهج العلمي. و لكن الملحد قد يصطدم .. قد يهزأ و يسخر و يستهين .. حتى قد يمارس عنفا لفظيا في حق المؤمن شخصيا و حق مقدساته و هو ما يعتبر غير مقبول أو جائز بالنسبة للإنساني. المشكلة أن الملحد و المؤمن يتفقان في التركيز على الدين / اللادين و الإيمان / الإنكار و يعطيان تلك الأشياء أهمية تفوق البشر أنفسهم و لكن الإلحاد إنما جعل لأجل الإنسان لا الإنسان لاجل الإلحاد.
ليس إيماني أو إلحادي هو من يعطيني هوية أو يخلع علي ثوبا, بل سلوكي و أفعالي هما كذلك. يعني القضية التي يهتم بها الملحد (الآلهة و الأديان) ليست هي القضية المحورية أساسا بل الإنسان, فلا يجب أن يكون الإلحاد دين من لا دين له لأن البشر متفرقين و متصارعين بما فيه الكفاية و مجتمعاتنا لا ينقصها الطوائف و المذاهب التي تفرق بيننا و تغذي الصراعات و العداوات. الأفضل هو التركيز على ما نتفق عليه و إتباع مناهج سلمية تصالحية لاعنفية تغذي الصداقة و الحب بين الناس و تزكيها.
كل هذا لا يعني ان يتقبل المرء مسلمات و مقدسات الشخص المؤمن من أجل سواد عينيه, الفكرة هي أن لا نتبع أسلوب حاد أو جارح او تصادمي مع المؤمنين و أن نحاول كسبهم و إستيعابهم في عالمنا و أن نقبلهم كما هم و نقبل حريتهم طالما أننا نريدهم أن يقبلونا و ان يقبلوا حريتنا. بل و حتى لو لم نكن مهتمين بقبولهم لنا و لحرياتنا فواجب علينا أن نركز على مشاكلنا الحياتية و التحديات التي تقابلنا جميعا مؤمنين و غير مؤمنين. إن الفارق بين الإلحاد و الإنسانية هو أن الإلحاد يفرق أكثر بين الناس المتفرقة أساسا بينما الإنسانية تجمعنا و تركز على مناهج و أفكار تلم شملنا و تربطنا برباط الصداقة و المحبة.
إن الإنسانيون لا يؤمنون بالآلهة و لا يقبلون الغيبيات و يرفضون اي معارف فائقة للطبيعة أو مسلمات لا تخضع للعقل, و لكنهم يؤكدون في نفس الوقت على حرية كل الأفكار و المعتقدات و رفض العنف بكل أشكاله و انواعه و يدعون للتصالح و الصداقة بين كل الناس بالتركيز فيما نتفق عليه و ليس فيما نختلف عليه.
أما الإلحاد فهو ليس إلا دينا آخر يتعرض لنفس قضايا الأديان و الآلهة و يركز على نفس ما يركزون عليه و يزيد المجتمع طائفية و تفتتا, الإلحاد يتفق مع المعتقدات الدينية في إن الإيمان أو عدمه قضية محورية و يتجاهل القضايا العامة و الحياتية. و هكذا تكون الفلسفة الإنسانية منهج مختلف تهتم بقضايا مختلفة. يعني لو تصورنا أن الإلحاد موقف متطور و تقدمي بالنسبة للإيمان الغيبي فالإنسانية أيضا هي موقف متطور و تقدمي بالنسبة للإلحاد.
هذا لو إفترضنا أن الإلحاد موقف أساسا, فالإلحاد ليس له رأي في أي شيء بخلاف الآلهة : الديموقراطية و العلمانية و العلم و الحياة و الناس و الحب و الأخلاق و .. ألخ, كل تلك القضايا يتفق عليها الإنسانيون إلي حد كبير و لكنها تفرق الملحدين إلي حد كبير ايضا. فلا يمكن أن نقارن الفكر المتناسق للفلسفة الإنسانية مع لا فكر إنكار الأديان و الآلهة, لا يمكننا ان نقارن بين الإثنين لان الإلحاد لا يتعرض إلا للأديان و الآلهة فهو موقف محدود و ضيق للغاية. أما الإنسانية فهي طريقة حياة و منهج عمل و أسلوب تفكير و سلوك مع الناس.
يمكن مقارنة الفلسفة الإنسانية بالماركسية بالبوذية .. و هكذا, لكن الإلحاد لا يتعرض لشيء مهم. حتى إن الملحدين لا يتفقون فيما يريدونه من الاديان و المؤمنين, يعني هل يريدون إصلاحا دينيا ام أنهم يريدون هداية الناس إلي الإلحاد أم ماذا ؟ أتصور أن الملحدين يهاجمون الآلهة و الأديان و الإيمان بتلك الأشياء, يهاجمون و يهاجمون بدون هدف في الحقيقة.
يعني حين يكتشف الإنسان أنه لا يوجد آلهة فما هو رد فعله الطبيعي و المنطقي ؟ هل يكتم الحقيقة التي إكتشفها و يعيش كأي مؤمن ينافق المجتمع و يتصنع التدين إصطناعا ؟ ام يحيا بطريقة علمانية دون ان يتعرض للأديان من قريب أو بعيد ؟ ام يهاجم الأديان و الآلهة ليل نهار محاولا إقناع الناس بترك أديانها التي تربت عليها ؟ ما هو الموقف العقلاني من شخص مفترض أنه عقلاني جدا لدرجة أنه ترك دين أهله و ناسه و إعتنق أفكار جديدة بالكامل ؟
هل الموقف العقلاني هو النفاق ام التجاهل ام الهجوم ؟ و ما هو الموقف الإنساني ؟
صحيح أن الملحدين يختلفون بحسب إنتماءاتهم من أقصى اليمين لأقصى اليسار و من أقصى الشمال لأقصى الجنوب و لكني أكاد أجزم أن كل من يسمي نفسه ملحد هو إنسان غاضب من المتدينين و التدين بسبب ممارسات معينة عانى منها او آذته. طبعا هناك الكثير من الممارسات المؤذية و المنفرة التي تتم ممارستها وفق نصوص دينية بجانب بعض الممارسات الطيبة و الموفقة التي تحدث بإسم الدين أيضا, لذلك فإن الموقف الشخصي أو العاطفي من الممارسات الدينية المسيئة في أغلبها لا يجعل المرء محايدا او موضوعيا.
بالطبع لا يصح و لا يمكن للمرء أن ينكر مشاعره أو يكبتها و لو كان هناك من تأذى بسبب ممارسات دينية فمن حقه أن يغضب و ان يثور و ان يعبر عن نقمته لكن بطرق مشروعة و سلمية و حضارية فلا يدخل في دائرة مفرغة من الإيذاء و الألم. من حق كل واحد ان يختار القضايا التي يدافع عنها أو يتبناها بناء على تجاربه في الحياة و الخبرات التي تعرض لها و لكن لو كان هذا في إطار موضوعي من القيم الإنسانية الموضوعية فسيكون أفضل بالتأكيد.
على هذا الأساس أتصور أن المشروع الإنساني برغم ماديته و علمانيته إلا أنه مشروع تصالحي و أخلاقي بالنسبة للأديان و المؤمنين, فالغاية العظمى هي ان يتم أنسنة الأديان لكي تكون طرق حياة علمانية تستوعب البشر كلهم و تزيد من الحب و الترابط بين الناس و تساهم في تقليص الطائفية و الإنقسام و الخصومة. إن الموقف الإنساني بالفعل يخالف الأديان في الكثير من المفاهيم عن الحقيقة و الخير و الفضيلة و لكن السعي ليس لإلغاؤها بل لإصلاحها و انسنتها. فالمصلحين الدينيين بهذا المعنى هم الأقرب للفهم الإنساني من الملحدين لأن المجموعة الأولى حلولها تصالحية و سلمية بينما الملحدين في الأغلب يسعون لزيادة الخصومة بين الناس على أساس موقف ديني آخر هو الإلحاد.
إن الإنسانية بإختصار تقول :
نختلف و لكن الخلاف لا يفسد للود قضية.
نختلف و لكننا لانزال بشرا نحيا على كوكب واحد.
نختلف و لكن بالتفاوض و الحوار نستطيع أن نصل لحلول وسط جميلة و كثيرة.
نختلف و لكن لا نلجأ للعنف المادي او المعنوي.
نختلف لأن في الإختلاف ثراء و حرية.