حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نظرة حيادية لتاريخ المسلمين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: نظرة حيادية لتاريخ المسلمين (/showthread.php?tid=38420) |
نظرة حيادية لتاريخ المسلمين - إنسان ربوبي - 08-10-2010 يتضح لمن يتتبع السيرة النبوية أن محمد بدأت توارده أفكار التوسع وتأسيس امبراطورية إسلامية بعد وصوله يثرب واطمئنان أهلها له. فالمدينة كلها (ولو وجد فيها بعض المعارضة) كانت موالية له وباتت الأمور مواتية للنمو وتوسيع قاعدة الإسلام. كان لأصحاب رسول الإسلام في مكة (وخاصة الضعفاء والفقراء) طابع ديني روحاني بحت. وتعرضوا فعلاً لظلم وإجحاف لمجرد أنهم أرادوا اتباع دين غير دين الأكثرية الذي لم يقتنعوا به. لم يؤذوا أحداً ولم يقترفوا أي ذنب لتتم معاداتهم بالشكل الذي عادتهم به قريش. جل اهتمامهم كان التمكن من ممارسة شعائرهم الدينية بسلام والالتجاء إلى رمز ديني يشعرهم بأهميتهم الإنسانية ويوفر لهم مهرباً من التمييز أو الوضع الاجتماعي الذي يعيشونه ولا يستسيغونه. وهذا الدين الجديد نفسه كان بسيطاً جداً وقائماً على الإيمان بشكل أساسي، فكان دخوله جنة الإسلام لا يحتاج إلى تعقيد ديني أو تشريعات حياتية جمّة. ولابد أن نذكر أن العرب الجاهليين في مكة كانوا مقبلين على الحياة ومُتَعِهَا بشكل قوي جداً، وساعدتهم في ذلك سطوتهم الاجتماعية وتوفر الأموال. وأدى شغفهم للحياة إلى إبداع أخّاذ في الشعر. وكانوا على وفاق مع إلَهِهِم وآلِهَتِهِم عن طريق التزام ديني وثني يعد أيضاً رابط من الروابط الاجتماعية الجاهلية. وكان الغزو والسبي متواجداً أيضاً. وفي هذا المجتمع، أُناس مثل العربي أو الأعجمي المستعبد أو الفقير لم تكن لهم فرصة تذكر بالعيش براحة على طريقتهم وأفكارهم الخاصة. وإن كان الجاهليون قد عاملوا المستضعفين من المسلمين في مكة معاملة غير إنسانية، فلا يستطيع أحد أن يعيبهم لرفضهم تصديق محمد، فهو لم يكن يقدم لهم أي شيء يثبت أنه مرسل من ربهم وأن له الحق أن يتبعوه ويدَعوه يحوّر طريقة عيشهم للصورة التي يراها مناسبة. ولم يدخل جاهليو مكة في الإسلام إلا بعد أن صار محمد في المركز الأقوى وأظهر مع أصحابه بأساً شديداً ينال العجب وصار أمامهم شيء يستحق الوقوف عنده والتفكير فيه. طبعاً حدث ذلك بعد عناء كبير لسنين طويلة صبر فيها المسلمون وخططوا بذكاء واعتمدوا على أنفسهم وثابروا على ما يظنون أنه الصواب ووصلوا إلى ما يريدون، وكان محمد أولهم في الصبر وتحمل العناء والذكاء والمثابرة والاعتماد على الذات. وأذكر أيضاً أنه بعد الاستقرار في المدينة وبدء الإسلام بأخذ معالم الدولة، كثير من مظاهر حكم القوي على الضعيف استمرت في ظل يثرب المسلمة، وكأنّ المسلمين أصبحوا جاهليّين جدد بطابع تشريعي إسلامي. فالأِقبال المفرط على الشهوة الجنسية استمر بالوجود عن طريق السبي. والإغارة على الأبرياء استمرت عن طريق الغزو. والنظرة الدونية للعبيد استمرت باعتبار العبد إنسان درجة ثانية كما كان في الجاهلية. فعلى الرغم من أن محمد دعا كثيراً إلى إعتاق العبيد إلا أنه لم يتمكن من تحريم امتلاك العبيد لا على المسلمين ولا حتى على نفسه. كما فرض المسلمون أيضاً على القبائل غير المسلمة الضرائب لمجرد أنهم “أرادوا اتباع دين غير دين الأكثرية الذي لم يقتنعوا به.” وبعد وفاة محمد، وخلال فترات تاريخية معينة، تابع المسلمون مسيرتهم وحققوا إجازات عسكرية ولاحقاً حضارية كبيرة في مشوار تخلله الخير المتعمد والشر المتعمد على حد سواء، إن كان بين بعضهم بعضاً أو مع معارضيهم. أي أنها كانت عملية بشرية بحتة. وبكل تأكيد اتسمت بالتحرر الاجتماعي الذي تهواه نفوسهم وبالتقيّد الأخلاقي الذي أوجبته عقولهم. ولم يعطلوا أدمغتهم ويقوموا عمياناً باتباع مورثاتهم التاريخية، بل احترموها وقدّروها بدون أن يحصُروا حياتهم بها أو يدَعوها تتحكم فيهم. بل اعتبروا أنها كانت ملائمة لعصر كان ولم يعد وتركوا التصرف الحالي إلى الأفكار التي تلائم عصرهم. أما الآن فالمسلمون وللأسف الشديد، غير قادرين على التفاخر بمنجزات حضارية حديثة لأنهم ببساطة أصبحوا أمة متكلة علميّاً وحضارياً على غيرها ولا تساهم بشيء يذكر. يتبين من المسيرة الإسلامية ابتداءً من محمد وحتى يومنا هذا أن رب الإسلام يوافق من يعتمد على نفسه وعقله وحكمته، وليس من يجعل هدف حياته التوفيق بين نصوص الماضي وعلوم الحاضر. أي أن رب الإسلام يوفق كل من يثابر ويجتهد في الطريق المناسب سواءً أكان مسلماً أم لا. ولا طريق للمسلمين لأن يتقدموا ويتحضروا بسلام ورقي إلا إذا تركوا أمور تسيير حياتهم إلى عقولهم وحكمتهم وليس إلى محاولة مستديمة يائسة لإنقاذ نصوص الماضي من اكتشافات الحاضر. إنسان ربوبي / حزين على المسلمين |