حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض (/showthread.php?tid=38454) الصفحات:
1
2
|
رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-13-2010 رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض الروائي الجزائري الطاهر وطار الروائي الجزائري الطاهر وطار الجزائر-رمضان بلعمري انتقل إلى رحمة الله الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار المعروف بـ"أب الرواية الجزائرية"، بعد معاناة مع مرض عضال تطلب نقله عدة مرات في رحلات للعلاج بين مستشفيات الجزائر وباريس، الخميس 12-8-2010. وأكد مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي لـ"العربية نت" الخبر وأوضح أنه يتابع إجراءات تسليم جثمانه بعيادة بئر مراد رايس بوسط العاصمة الجزائر. ويوجد وطار المولود عام 1936 بمدينة سدراتة بالشرق الجزائري في طليعة الروائيين الجزائريين الذين يكتبون أعمالهم باللغة العربية الفصحى، وعمل الفقيد في الأدب كما في الصحافة واشتغل بالسياسة أيضا في عهد الحزب الواحد، حزب جبهة التحرير الوطني. واشتهر الفقيد بمجموعة من الروايات التي كتبها في ظل نظام الحزب الواحد، كرواية "اللاز" و"الزلزال"، و"الحوات والقصر"، و"عرس بغل". ومجموعته القصصية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع". وبداية من عام 1999، صدر للروائي المرحوم روايته " الولي الطاهر يعود على مقامه الزكي"، أما في عام 2005 فقد صدر للطاهر وطار روايته "الولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء". يقول عمي الطاهر، أو هكذا يلقب في الجزائر، بأن "همه الأساسي هو الوصول إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تبلغه البرجوازية في التضحية بصفتها قائدة التغييرات الكبرى في العالم". ويقول إنه"هو في حد ذاته التراث. وبقدر ما يحضره بابلو نيرودا يحضره المتنبي أو الشنفرى". كما يقول:"أنا مشرقي لي طقوسي في كل مجالات الحياة، وأن معتقدات المؤمنين ينبغي أن تحترم. وتمنى الروائي الفقيد في حوار مع "العربية نت" أجري معه عام 2005 أن يموت صادقا كالشهداء، وها هو يموت في شهر الصيام، حيث تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران. RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - coco - 08-13-2010 شكرا للزميل / بسام علي نقل الخبر و علي قبر الراحل دراسة لرواية عرس بغل علي هذا الرابط وربما نعود لشريط ( عرس بغل ) لإلقاء الضوء علي باقي أعمال الراحل الكبير كوكو RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - العلماني - 08-13-2010 RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-13-2010 a commentary in al hayat اللهم ان هذا عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك كان يشهد ان لا اله الا انت و ان محمدا عبدك و رسولك. اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه و ان كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.. اللهم إغفر له و إرحمه و عافه و اعف عنه و أكرم نزله ، ووسع مدخله و أغسله بالماء و الثلج و البرد ، و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله ، وزوجا خيرا من زوجه و أدخله الجنه و أعذه من عذاب القبر. آمين RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - حسينو - 08-13-2010 اقتباس:توفي قيل قليل، الكاتب الروائي الطاهر وطار مخلفا وراءه إرثا روائيا لا يموت. على الرغم من قسوة المرض وترحاله الدائم بين الجزائر ومستشفى سان أونطوان بباريس فقد ظل عمي الطاهر رجلا شجاعا في مواجهة قدر يتجاوزنا جمبعا. جمعتنا جلسات كثيرة في باريس أظهر فيها عمي الطاهر قوة عالية وصبرا كبيرا. حتى في الجلسات العائلية في باريس لم تغادره سخريته الدائمة. روايته الأخيرة التي كتبها وهو طريح فراش المرض: قصيد في التذلل، التي نشرتها دار الفضاء الجر، تدل دلالة واضحة أن الرجل الذي صنعته بقوة ظروف الحرب، لم يكن ليستسلم حتى لأخطر امراض العصر. رحم الله كاتبنا الكبير، فقد انضم إلى جيل التأسيس الروائي الذي غادر تاركا وراءه إرثا يستحق أن نعود له وندرسه بقوة جامعية موضوعية وبالشكل الذي يليق به. وداعا عمي الطاهر RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - السيدإدريس - 08-13-2010 الله يرحمك يا عم! RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-13-2010 لماذا اختفى "اللاز"؟ الطاهر وطار لم يقع في فخ "رومانسية الثورة" أنور حامد بي بي سي-لندن غلاف رواية "عرس بغل" غلاف رواية "عرس بغل" كثيرة هي التحديات التي اختار الكاتب الجزائري الطاهر وطار الذي رحل عن عالمنا مواجهتها خلال مسيرته الأدبية. في البداية كان عليه أن يجد موقعا غير متواطئ في علاقته بالسلطة، حتى لا يفقد مصداقيته كمبدع، وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد. ينتمي الطاهر وطار الى مدرسة "الكتابة الملتزمة"، أي التي تضطلع برسالة، مما يتطلب منه تحديد موقعه على خريطة الصراع السياسي-الاجتماعي في بلده الجزائر، ابتداء من مرحلة الثورة على الاستعمار الفرنسي. نالت الجزائر استقلالها عن فرنسا بعد أن دفعت ثمنا باهظا، ولكن الاستقلال، وكما رأى الكاتب، كان نهاية طريق شاق وبداية طريق شاق آخر. لماذا اختفى "اللاز"؟ أولى التحديات التي واجهت الطاهر وطار كان مقاومة إغراء الرومانسية حين الحديث عن الثورة الجزائرية. في روايته "اللاز" يتناول الكاتب الثورة بنفس بعيد كليا عن المثاليات والقيم المطلقة. كثيرون حملوا السلاح لمقاومة المستعمر الفرنسي، إسلاميون وشيوعيون وثوار بدون أيديولوجيا غير الحس الوطني، جزائريون وأمميون، ولكنهم وإن التقوا على الهدف الأكبر إلا أنهم اختلفوا على الكثير، ووصلت خلافاتهم حد التصفية الجسدية "للعدو الأيديولوجي". الصورة لم تكن ابدا متجانسة، والهدف الواحد عجز عن أن يؤجل الصراعات الأيديولوجية بين الثوار، فها هم الشيوعيون يواجهون خيارين قاسيين: إما التنكر للمبدأ أو الذبح. وها هي القيادة في المنفى تحدد خطوات المقاتلين في أرض المعركة ووجهة سيرهم. وها هي الثورة تمارس البطش بدورها، فيحس "الشعب" الذي يرمز إليه اللاز بأنه واقع بين نارين. و"اللاز" هو البطل بالمفهوم الإيجابي المطلق الذي يمثل المقاومة التي لم تتلوث بالمسلكيات الخاطئة. هذا "البطل" غاب تدريجيا عن أحداث الرواية منذ منتصفها تقريبا، ليعود فيما بعد وقد فقد وعيه بتأثير الصدمة التي سببها له ذبح والده الشيوعي "زيدان" أمام ناظريه، بعد أن رفض التنكر لمبادئه. لماذا يعود الشهداء ؟ تنتصر الثورة وتحصل الجزائر على استقلالها، ويتابع الكاتب "تشريح" مجتمعه المريض بمبضع قاس، ليسبر غور أمراضه. في قصته "الشهداء يعودون هذا الاسبوع" يتلقى عم العابد بن مسعود رسالة غامضة ومقتضبة مفادها أن "الشهداء يعودون هذا الاسبوع"، وهي أداة يستخدمها الكاتب ليقدم كشف حساب للذين قاتلوا وفقدوا حياتهم عما آل إليه وطنهم بعد الاستقلال، فيجدون الانتهازية والفساد ومدعي النضال يحصلون على امتيازات مقابل شيء لم يقدموه، وسوء استغلال السلطة وخيانة مبادئها. تمر السنين ويتابع الطاهر وطار رسالته في رصد تطورات المجتمع، فنراه في رواية "العشق والموت في الزمن الحراشي" يتابع مسيرة الثورة وصراع القوى التي لم تختلف في جوهرها. في هذه الرواية نرى الإسلاميين في مواجهة من يحاولون الدفاع عن "مكتسبات الثورة" ومنها الثورة الزراعية. وهنا نرصد رؤية الطاهر وطار في اعتباره المثقف الثوري البوصلة الحقيقية للثورة، ففي هذه الرواية التي من المفروض أنها تدور حول الثورة الزراعية بالكاد نقابل شخصيات فلاحية، ونجد عوضا عنها الطلاب المتطوعين وهم يواجهون القوى المضادة بعملهم الميداني ووعيهم. في نهاية الرواية يعود اللاز، الذي يكون حاضرا كدرويش مغيب الوعي في هذه الرواية أيضا، يعود إلى وعيه تحت تأثير صدمة مشابهة للتي فقده بها، وهي تعرض إحدى الناشطات، الطالبة الجامعية جميلة، لمحاولة قتل ، في مشهد يشير الى انتقال الكاتب من "الواقعية النقدية" في أعماله الأولى الى مدرسة "الواقعية الاشتراكية" التي تصر على ترك بصيص أمل مهما كانت الأجواء سوداوية على امتداد الرواية. إذن كان الطاهر وطار على امتداد مسيرته الأدبية منحازا لمبادئ الثورة دون سلوكياتها، مما أتاح له هامشا من الحرية الابداعية، وبقي يسير على حبل مشدود ، إلا أنه لم يفقد توازنه في أي مرحلة من مراحل حياته. في نهاية حياته تفرغ وطار إلى النشاط الثقافي مكرسا معظم وقته للجمعية الثقافية الجاحظية التي أسسها عام 1989. وحاز وطار، الذي يعتبر أبا للرواية العربية في الجزائر، على جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية لعام .2005 ومن بين رواياته الأخرى "الزلزال" و "عرس بغل" و "تجربة في العشق". RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - هاله - 08-14-2010 في ذمة الخلود يا روائي الثورة الجزائرية RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-14-2010 الطاهر وطار أبو الرواية الجزائرية الحديثة السبت, 14 أغسطس 2010 081422b.jpg واسيني الاعرج Related Nodes: 081422b.jpg غيّب الموت أول من أمس أبا الرواية الجزائرية الحديثة الطاهر وطار عن أربع وسبعين سنةً في الجزائر العاصمة، بعد صراع طويل مع المرض العضال. ولد الطاهر عام 1936 في بيئة ريفية وأسرة بربرية وكانت أمّه فقدت ثلاثة مواليد قبله، فكان الابن المدلل للأسرة الكبيرة. التحق الطاهر بمدرسة جمعية العلماء في 1950. ثم أرسله أبوه الى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبدالحميد بن باديس في 1952. وانتبه الى ان هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة، هي الأدب. راسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما، في مطلع الخمسينات. التحق بتونس في مغامرة شخصية في 1954 حيث درس قليلاً في جامع الزيتونة. في 1956 انضم الى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984. تعرف عام 1955 إلى أدب جديد هو أدب السرد الملحمي. التحق وطار عام 1963 بحزب جبهة التحرير الوطني عضواً في اللجنة الوطنية للإعلام، ثم عمل مراقباً وطنياً حتى أحيل على التقاعد وهو في سن 47. شغل منصب مدير عام للإذاعة الجزائرية عامي 1991 و1992. كرس حياته للعمل الثقافي التطوعي وأسس «الجمعية الثقافية الجاحظية» عام 1989 وقبلها كان حوّل بيته منتدى يلتقي فيه المثقفون كل شهر. من مؤلفاته: «دخان من قلبي» (1961)، «الطعنات الجزائر» (1971)، «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» (1974)، على الضفة الأخرى (مجلة الفكر تونس أواخر الخمسينات). «الهارب» (1971)، اللاز (1974)، الزلزال (1974)، عرس بغل (1983)، تجربة في العشق (1989)، الشمعة والدهاليز (1995)، الولي الطاهر يعود الى مقامه الزكي (1999). هل الموت نهاية؟ في نظر المبدع والفنان، طبعاً لا. فالموت مجرد حالة كيمياء طارئة في الزمن والمكان. لكن المشكل أنه في وطننا العربي كثيراً ما يحمل الميت حياته معه. كثيرة هي الأسماء الكبيرة التي ملأت زمانها صخباً ونقاشاً وإنتاجاً، من يتذكرها اليوم؟ على العكس مما يحدث في كل أصقاع الدنيا بحيث يظل النص هو الأبقى متجاوزاً صاحبه في كل شيء حتى في القدرة الاستثنائية على الاستمرار. أعتقد أن الذي يضمن ذلك هو القراءات المتجددة: إلى اليوم ما زلنا نفاجأ بقراءات جديدة لسرفانتس، بالزاك، فلوبير، جيمس جويس وغيرهم... هذه الدينامية تضع أسئلة الأجيال السابقة في مواجهة إرباكات الأجيال الجديدة، مما يضمن الاستمرارية وربما الأبدية. لكن... على رغم اليباس العربي، نحاول أن نقنع أنفسنا بأن الموت لا يقتل المبدع، بل يضعه على الأقل في أفق التساؤل بكل تجرد ومحبة أيضاً. عندما نودع عزيزاً يفترض أن نصمت طويلاً قبل أن نطلق العنان للنحيب الذي لا يسمعه أحد غيرنا، لكن في الكتابة تتخذ الوضعيات حالة خاصة، إذ إن الصمت هو قبول مبدئي بحالة الموت، ونحتاج إلى زمن آخر لنقبل بأن الذين قاسمونا قسوة الحياة ونبلها يموتون أيضاً. في النهاية هم لا يموتون إلا قليلاً، لأن كتبهم وإهداءاتهم ومناوشاتهم وطيبتهم واختلافهم تظل تذكرنا بأن يتماً حقيقياً أصبح ملازماً لنا وأن علينا أن نتحمل مشقة حياة قاسية في غيابهم. لم يكن وطار كاتباً هادئاً ومستقراً. ببساطة كان إشكالياً ككل الكتاب الكبار، بكبر القضايا الحياتية التي أثاروها في كتاباتهم الكثيرة والمتنوعة. من القصة والرواية والسيرة، مروراً بالمسرحية والمقالة السياسية والفكرية وانتهاء بالنقاشات اليومية، كان وطار يرسم رحلة مثقف عضوي، ارتبط بوطنه وبقضايا حركة التحرر الوطني مثله مثل جيل عربي بكامله ظل مقتنعاً بأن ما كان يحدث من انكسارات في عمق المؤسسة الفكرية القومية ليس إلا حالة طارئة وليس ضرراً هيكلياً في العمق والجوهر. وطار الروائي كان شيئاً أكبر من ذلك كله، فقد ظلت نصوصه الروائية، من بداياتها، حتى في حالاتها الفردية مثلما هو الحال بدءاً من نص تجربة في العشق وانتهاء بالولي الطاهر يرفع يديه بالدعاء (أستثني قصيدة في التذلل لأن الطاهر عاد إلى خصوصيات تجربته الأولى القريبة من الزلزال حيث أصبحت المؤسسة هي رهانه وليس الحالات الفردية، لأن الأفراد يظلون سجناء هذه المؤسسة التي تصغّرهم وتمتص كل حالات الخلق والإبداع الموجودة فيهم، وكأن الطاهر وهو يكتب نصه الأخير تحت حالات الألم التي لم يكن شيء قادر على إسكاتها إلا مورفين الكتابة عاد إلى نبعه الأول) ترسم التراجيديا الخفية لطبقة بكاملها خانت مثلها الكبرى مثلما حدث مع البورجوازية الفرنسية. ولكن أيضاً تراجيديا من الكتاب والفنانين والسياسيين، من الذين استماتوا على هذه المثل ليفتحوا أعينهم على أنظمة خسرت في مجملها موعدها مع التاريخ، وعلى طبقات اجتماعية جديدة لا رهان لها إلا رهان الربح والخسارة والمصالح الذاتية الضيقة. قراءة جديدة تتوجب اليوم قراءة الطاهر وطار لا من موقع انتصارات الحركة الوطنية التي حققت الاستقلالات الوطنية في الوطن العربي كما فعلنا في السبعينات من القرن الفارط، ولكن في إخفاقاتها ومؤدياتها. في نصوص وطار وبعض نقاشاته الكثيرة، ما يقدم عناصر أولية للتأمل. ترك الوطار وراءه مادة ثقافية ضخمة تتطلب الكثير من الموضوعية والتجرد والعمل الجاد. فقد ظل الطاهر إلى آخر أيامه مقتنعاً بجدوى مشروعه ودافع عنه باستماتة مع كل ما يمكن أن يتركه من جراحات وردود فعل. في جلسات حميمية في خلوته المرضية سواء في مستشفى سانت أنطوان، أو في بيت النقاهة في درانسي أو في بيتي في باريس، ظل صفاء ذهنه هو الغالب. وهي نقاشات يمكن اليوم أن تشكل كتاباً مستفرداً. في مثل هذه الحالات يجب أن نخرج من دائرة رد الفعل المباشر ونذهب نحو المنظومة الفكرية التي حكمت جيلاً بكامله، ودعْنا في السنوات الأخيرة فقط جزءاً كبيراً من أقطابه: سهيل إدريس، عفيفي مطر، محمد عابد الجابري، نصر حامد أبو زيد وغيرهم كثيرون. حتى عندما استضفته قبل انتقاله إلى باريس في الورشة الروائية التي خصصت له على مدار السنة مع طلبة الماجستير في جامعة الجزائر المركزية، كانت فكرته عن البحث الجامعي غير دقيقة، ولكنه بمجرد أن استمع إلى مداخلات طلبة الماجستير الذين خصصوا أبحاث السنة لأعماله الروائية والقصصية والسيرية، فوجئ بالجدية التي تم بها تناول أعماله الأدبية، إذ نوقشت بكل تجرد وموضوعية وتحدث يومها الطاهر عن تجربته الروائية الغنية وحتى عن قضايا التي كانت في مدارات المسائل الشخصية جداً، وخرج بفكرة ظلت تلازمه في تصريحاته: إنه على رغم ما يمكن أن يقال عن جامعتنا، تظل المكان الأكثر جدية في تناول أعماله وأعمال غيره من المبدعين. قلت لطلبتي يومها ان وجود وطار بيننا مكسب كبير وحظ استثنائي إذ نادراً ما نجد مؤسساً حياً نناقشه ونستمع إليه. تجربته منحته هذه الخاصية التي لا تمنح لكل الناس. أن تكون مؤسساً هو أن يمنحك التاريخ حظاً استثنائياً لا يمنح لغيرك ولهذا تصبح المسؤولية في غاية الكبر. فقد ذهب بن هدوقة تاركاً وراءه فراغاً قاسياً، لم نعرف جيداً كيف نستثمره في حياته من موقع التأسيس، وظل وطار علامة تذكرنا دائماً بأن الجيل التأسيسي لا يزال مستمراً لا كتاريخ فقط، ولكن كفاعلية إبداعية حيوية. ذهاب الطاهر خسارة لا تعوض، ترك فراغاً قاسياً بين عشاقه ومحبيه، ولكن من قال إن الأدباء يموتون؟ سؤال صعب ومعقد، في وضع عربي لا يحفل كثيراً بما سيؤول إليه قريباً من فداحة لامسها الكاتب بحدة وبصدق أيضاً في وقت مبكر، ولكن لم يحفل بها إلا بقايا المجانين، من محبي الأدب والفن، الذين يدركون جيداً أن الكاتب إذا مات فهو لا يموت إلا قليلاً. RE: رحيل "أب الرواية الجزائرية" الطاهر وطار بعد معاناة مع المرض - بسام الخوري - 08-14-2010 http://www.al-akhbar.com/ar/taxonomy/term/15611%2C19068 |