نادي الفكر العربي
التخلف المقدس - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التخلف المقدس (/showthread.php?tid=38511)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12


التخلف المقدس - بهجت - 08-17-2010

التخلف المقدس

الزملاء الأعزاء .
تحية طيبة .. هذا موضوع جديد و يسعدني مشاركة أكبر عدد من الزملاء ( الجادين ) .
قبل أن أسترسل في هذا الشريط أريد أن أعيد تأكيد حقيقة أعتقد فيها بشكل كبير ؛ هي أن الإسلام كغيره من العقائد الكبرى عبارة عن مجموعة متنوعة -إلى درجة التعارض أحيانا- من التقاليد الثقافية التي تخلقت خلال فترة زمنية طويلة ، و في أحضان شعوب شديدة التنوع عرقيا و ثقافيا ، هذا التنوع عبر عن نفسه في نماذج إسلامية متصارعة مختلفة في درجة تفتحها و تطورها ، و لكننا الآن نواجه نموذجا إسلاميا منتصرا بالفعل ، هو النموذج الوهابي السلفي بدرجاته المتراوحة من اللون الأسود إلى شديد السواد ، هذا النموذج هو موضوعي ، فنحن لا نتجادل في عقائد بل في ثقافة ذات خطاب ديني ، هذه الثقافة تحمل من بداوة الجزيرة و تصحرها الروح و القلب و الوجدان .
في لقاء متلفز أكد أستاذ تاريخ الفكر الإسلامي محمد أركون، أن هناك نوعان من الجهل، النوع الأول هو الذي سماه ب «الجهل المقدس» كما جاء في كتاب المفكر الفرنسي أوليفي روا Olivier Roy، أي كيف نقدس الجهل؟ وأن المجتمع هو الذي أدى بالفاعلين الاجتماعيين إلى تقديس الجهل ، وكيف أن الخطاب الاسلامي الجاري والغالب في مجتمعنا يكرر عقائد دوجمائية ، دون أن يخضعها إلى تحليل تاريخي . هذا الحديث أوحى لي بعنوان هذا الموضوع وهو " التخلف المقدس " ،و كيف أن المجتمع يدفع صناع المجتمع و مديريه إلى إدامة التخلف بوضعه موضوع القداسة .
في اعتقادي الذي عبرت عنه دائما أن التخلف منظومة متكاملة ، فلا يمكن عزل التخلف في المجالات العلمية و السياسية التكنولوجية و الإجتماعية عن التخلف الثقافي . و يقول (جيمس وودورد James W. Woodward) أنه عندما تتغير الظروف المادية ، تحدث تغيرات موازية في الثقافة التي تستوعب تلك التغيرات ، و لكن هذه التغيرات الثقافية لا تتزامن مع التغيرات المادية المسببة لها ،و لكنها تتخلف عنها ، هذا التخلف هو ما يطلق عليه التخلف الثقافي أو "culture lag" ، و بالتالي فمصطلح التخلف الثقافي يستخدم للدلالة على التأخير في ترجمة التغير في الثقافة المادية إلى تغير في القيم و المعايير و الأساليب اللامادية التي تتحكم فيها. عالم آخر هو أوجبيرن Ogburn يقول أن التخلف الثقافي هو ظاهرة طبيعية في المجتمعات المنتجة للتكنولوجيا ، فالثقافة المادية تميل للتطور السريع المستمر ، بينما تميل الثقافة اللامادية إلى المحافظة و الثبات ،نتيجة هذا التناقض في طبيعة الثقافتين يصبح تبني التكنولوجيا الحديثة و توظيفها في حياتنا أكثر صعوبة . هكذا نجد أن التخلف الثقافي يخلق مشاكل كبيرة للمجتمع ، فبينما تتيح لنا التكنولوجيا الحديثة أفاقا كبيرة للتقدم ، يؤدي التخلف الثقافي إلى عدم وجود الإجماع الضروري اللازم للإستفادة من التقدم التكنولوجي . الأمر في المجتمعات الإسلامية أكثر تعقيدا بما لا يقارن ، فهي لا تنتج التكنولوجيا و لكنها تستهلكها ، و بالتالي فالعقلية التي تنتج قيما جديدة للتأقلم مع التكنولوجيا غير موجودة ، و هكذا تبدوا القيم العصرية كلها غريبة و نتاج مجتمعات أخرى يراها المسلم التقليدي منافسة بل و معادية ،و هكذا يصبح تقبل القيم الثقافية الجديدة قبولآ بعقائد الكفار !. هذا نجد أن القضايا التي حسمتها الحضارة مازالت موضع جدل بل صراع بين المسلمين . فالخلاف حول نقل الأعضاء و العلاج الجيني - رغم أن التكنولوجيا نفسها قد تكون متاحة - يؤدي إلى تخلف تلك المجتمعات.
معايير التخلف الثقافي .
هناك علاقة بين التقدم المادي و النسق الثقافي السائد ، أو بعبارة أخرى بين ثروات الأمم و نوعية الثقافة القائدة ، فالتقدم المادي المعاصر و الذي غير نوعية الحياة على سطح الأرض بشكل ثوري غير مسبوق لم ينشأ كتطور طبيعي تراكمي للحضارات السابقة ،و لكنه إنقلاب ثوري في المكون المادي للحياة . موازيا لهذه الثورة المادية يشهد العالم ثورة ثقافية لم يعرفها التاريخ البشري ، هي باختصار مغامرة من أجل الحرية و ارتياد الأفاق التي لم يعلم أجدادنا حتى بوجودها .
يعرف الشيء بضده " و بضدها تتميز الأشياء " ، هكذا قال العرب القدماء ، فكما أن هناك معايير للتقدم المادي ، تلك المعايير ذاتها نقيس بها التخلف المادي ، و كما أن هناك معايير للتنوير و التحضر الثقافي ، هناك أيضا معايير للتخلف الثقافي هي النقيض تماما للتطور الثقافي ،
في حضارتنا المعاصرة هناك مقاييس كمية نقيس بها تقدم الثقافة في أي شعب ، هذه المقاييس سبق أن تعرضنا لها كثيرا ، مقاييس تعليمية مثل نسبة الأمية و مستوى التعليم و متوسط الإنفاق على الطالب في مراخل التعليم المختلفة و ..... الخ . هناك أيضا مقاييس ثقافية خاصة بالكتب وهي تقاس بالعدد لكل مليون نسمة مثل .. عددها الإجمالي ، و عدد العنواين الصادرة سنويا و نوعيتها ، عدد الكتب المترجمة سنويا ، عدد المكتبات العامة و حجمها و عدد الكتب بها . هناك النشاط الإليكتروني ..عدد أجهزة الكمبيوتر و عدد الويبسايتات و محتواها ... الخ . هناك عدد الفرق الموسيقية و الباليه و المسارح ودور السينما و محطات التليفزيون و شبكة الأقمار الصناعية المخصصة للأنشطة الثقافية ..... الخ . تلك كلها أنشطة ثقافية يمكن قياسها ،وهذا يحدث بالفعل و تصدر به التقارير المقارنة . و لكن هذه القياسات لن تكون موضوعنا الآن ،وربما نعود إليها لاحقا لو كان هناك ضرورة .
الأهم في أي منظومة ثقافية هو روح الثقافة و قيمها ، و عندما نستعرض منظومة الثقافات الأكثر تقدما في العالم ،و نقارنها بالثقافات المتخلفة سنجد مجموعة من الخصائص تميز الثقافات المتخلفة ، هذه الخصائص متعددة ،و يمكن أن تكون موضع خلاف بيننا ،و لكنها من وجهة نظري و كثير آخرون هي :
1- المزج بين الدولة و الدين .
2- الماضوية أو الولع بالماضي و الإستغراق فيه .
3- التمييز ضد النساء و تخفيض مرتبتهن .
4- العداء للآخر .
5- اعتبار الحكم وظيفة إلهية .
6- تحقير العقل و تقديس النقل .
عندما نطبق تلك المعايير على الثقافة الإسلامية السائدة حاليا سنجد أنها تحقق كل معايير التخلف ، أكثر من ذلك تجعل منها جزءا عضويا من العقائد الدينية ، بحيث يصبح منكرها كافرا .
للموضوع بقية .


RE: التخلف المقدس - فلسطيني كنعاني - 08-17-2010

موضوع رائع ، الثقافة المحافظة تستصعب و تقاوم التغيرات و هذا صعب جدا في معادلة التطور الذي يتطلب التكيف مع كل ما هو جديد ، لذلك راينا في البداية معارضة غير مفهومة من بعض شرائح المجتمع المتخلف للتلفزيون أو لممارسة المرأة حقوقها الاقتصادية و السياسية و التعليمية إلخ ، و ما زلنا نرى رفضا لحقيقة النشوء و الارتقاء رغم أنها أصبحت تدرس في الفصل الاول من اي كتاب بيولوجي في المدارس الابتدائية حول العالم في معارضة لا تستند إلا للخرافات !!

مع انتظار البقية حول التخلق المقدس .. شكرا للاستاذ بهجت.


RE: التخلف المقدس - observer - 08-17-2010

تسجيل متابعة و اهتمام.


RE: التخلف المقدس - أرمـانـد - 08-18-2010

موضوع من الوزن الثقيل ، جاء في وقته وفي محله
وفي انتظار المشاركات القادمة 2141521
وخصوصا في رؤية الأستاذ بهجت لحل مشكلة التخلف المقدس كما يراها من وجهة نظره
كيف يمكن لأي شاب عادي يذهب إلى عمله في الصباح ويعود مساء بعد 8 ساعات ولا يملك الكثير من الوقت للكتابة أو القراءة حتى ، ولكنه يدرك خطر التخلف المقدس على المجتمع ويرغب في فعل شيء لدرء هذا الخطر وفضح العصابات التي تعمل على نشره في المجتمع ؟
ماهو الحل لخروج الأغلبية العاملة المثقفة في المجتمع من غيبوبة الجري وراء لقمة العيش التي تلتهم طاقتهم كلها على مدار اليوم كله إلى إيجاد وقت للمشاركة في الحياة الفكرية والمطالبة بحقوقهم وإخراس ألسنة الفاشية الدينية التي تفرغت من أجل تخريب المجتمع والسيطرة عليه ؟
هل هناك وسيلة لمساهمة الإنسان العادي الغير متفرغ في مقاومة التخلف المقدس في محيطه ؟
هل التركيز يجب أن يكون على المطالبة بالحقوق السياسية فقط لأنها هي التي تملك القوة الحقيقية في إبادة التخلف المقدس أم أن هناك أشياء اخرى يمكن عملها؟
هل النشاط الإنترنتي و" الفيس بوكي " له فائدة في تغيير فكر المجتمع وتخليصه من فيروس التخلف المقدس ؟ أم أنه مضيعة للوقت وتسلية وقت فراغ ولا يجب أن يؤخذ على محمل الجد ؟
أسئلة بحاجة ماسة إلى إجابة ولعلي ألتمسها عند الأستاذ بهجت وفي انتظار الجديد بفارغ الصبر
Emrose


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-19-2010

(08-17-2010, 02:08 PM)فلسطيني كنعاني كتب:  موضوع رائع ، الثقافة المحافظة تستصعب و تقاوم التغيرات و هذا صعب جدا في معادلة التطور الذي يتطلب التكيف مع كل ما هو جديد ، لذلك راينا في البداية معارضة غير مفهومة من بعض شرائح المجتمع المتخلف للتلفزيون أو لممارسة المرأة حقوقها الاقتصادية و السياسية و التعليمية إلخ ، و ما زلنا نرى رفضا لحقيقة النشوء و الارتقاء رغم أنها أصبحت تدرس في الفصل الاول من اي كتاب بيولوجي في المدارس الابتدائية حول العالم في معارضة لا تستند إلا للخرافات !!

مع انتظار البقية حول التخلق المقدس .. شكرا للاستاذ بهجت.

الزميل الكريم فلسطيني كنعاني .
خالص تقديري .New97
أعتقد يا صديقي أن أزمة العالم العربي في جوهرها هي أزمة ثقافية ، و ما المشاكل الإقتصادية و السياسية سوى مظاهر أو أعراض للمرض الثقافي . بالطبع لا أستخف بالتأزمات السياسية و الإقتصادية ، فكثير من أعراض المرض عندما يطول و يستعصى يصبح بدوره أمراضا جديدا ، لها أيضا أعراضها و تداعياتها ، و لكن لن يمكننا أن نتغلب على مشاكلنا ، أو على الأقل أن نسير في دروب الحل و التقدم ،و أن نصبح جزءا من صحة هذا العالم و ليس مرضه ، سوى خلال بعث ثقافي جديد ، يبدأ من نقد ثقافة التخلف التي تخنقنا خنقا .
في العالم كله يسبق التقدم المادي التقدم الثقافي ، وبالتالي فتخلف الثقافة عن ملاحقة التطور في المكون المادي ظاهرة طبيعية ، و تقاس درجة تطور المجتمع بتطوره المادي و أيضا بسرعة ملاحقة الثقافة للتطور المادي و عدم تخلفها طويلآ ،و لكن مشكلتنا الثقافية في العالم الإسلامي من نوعية مغايرة ، فالثقافة لا تتخلف عن التطور المادي ببون شاسع فقط ،و لكنها و للغرابة تتحرك في اتجاه مضاد ،و يكتسب التخلف الثقافي قداسة دينية أشبه بمسرحية من مسرحيات الكوميديا السوداء .هذه الرؤية خلف هذا الشريط الذي أحاول ان يكون مجرد إضاة على قضية أراها محورية .
(08-17-2010, 02:18 PM)observer كتب:  تسجيل متابعة و اهتمام.

العزيز observerNew97
أشكر ك اهتمامك و سيسعدني مشاركتك مع تطور الشريط .


RE: التخلف المقدس - flyfree2008 - 08-19-2010

اهلا بهجت

موضوع شيق ومتابع بكل اهتمام.
سوف اتداخل عندما تنتهي من الموضوع.

تحياتي وتقديري


RE: التخلف المقدس - إســـلام - 08-19-2010

اقتباس:1- المزج بين الدولة و الدين .
2- الماضوية أو الولع بالماضي و الإستغراق فيه .
3- التمييز ضد النساء و تخفيض مرتبتهن .
4- العداء للآخر .
5- اعتبار الحكم وظيفة إلهية .
6- تحقير العقل و تقديس النقل .
عندما نطبق تلك المعايير على الثقافة الإسلامية السائدة حاليا سنجد أنها تحقق كل معايير التخلف
1 ـ البحث عن أي رابط مع الحيوانات،
2 ـ الدوران عكس الكوكب،
3 ـ تقديس الغرائز التي تعجل بالموت،
4 ـ دس الرؤوس في الرمال ورفع الهامات المتأخرة،
5 ـ تجاذب المرأة والتسابق لإهانتها في الأسواق،
6 ـ التباهي بالعقول المتحجرة والمتجلدة والمتجوسرة،
هذه معايير تنطبق لوحدها بالمصادفة على الفقاعات الطائرة لتتفاعل مع الرياح العاتية،
ولا تحتاج لتدخل أية قوى خارجية،




RE: التخلف المقدس - أرمـانـد - 08-19-2010

الزميل إسلام
اقتباس:1 ـ البحث عن أي رابط مع الحيوانات،

هذه النقطة تتحدث عن " نظرية التطور" ، وهذه النظرية تعترف بها اليوم كل المؤسسات العلمية حتى العربية منها ، والجدل الديني يرفض جزءا فقط من تلك النظرية وليست النظرية كلها ، وهو الجزء الخاص بالإنسان، والسبب ليس علميا ، ولكن لأنه يتعارض مع نصوص مقدسة.
وقد بدأ الاتجاه الديني نفسه يدرك ضعف هذا الموقف الدوغمائي ويتبنى في بعض مذاهبه موقفا مؤيدا للنظرية في شقها المتعلق بالإنسان، وهناك شيوخ مسلمون ورجال دين مسيحيون اليوم يعترفون بها كاملة ويضعون لها تفسيرات تتوافق مع قصة الخلق في كتبهم.
لهذا يمكن اعتبار الطريقة التي كتبت أنت بها هذه النقطة : عاطفية وغاضبة فقط لترد على نقاط الزميل بهجت لا غير.

اقتباس:2 ـ الدوران عكس الكوكب،

نقطة لا معنى لها ، تندرج في تصنيف كمالة العدد أو حشو الكلام

اقتباس:3 ـ تقديس الغرائز التي تعجل بالموت،

لا يوجد شيء إسمه " تقديس" إلا في عقلية التخلف المقدس فقط ، ولكن هناك شيء اسمه دراسة وبحث واعتراف بالنتائج ، كما أن الغرائز موجودة وتقديسها أو تدنيسها لا يفيد ولا يضر إلا صاحبها.
وكلمة " غرائز " التي تفضلت بها هي كلمة جمع المقصود بها مفرد وهو غريزة واحدة فقط "الجنس" ولكنك جمعتها من باب التهويل والتكثير في الكلام مرة أخرى على أساس أن هذا يضفي أهمية على النقطة ويضخمها.

اقتباس:4 ـ دس الرؤوس في الرمال ورفع الهامات المتأخرة،

نقطة عاطفية أخرى لا ترقى إلى نقاط الزميل بهجت الموضوعية بشيء.

اقتباس:5 ـ تجاذب المرأة والتسابق لإهانتها في الأسواق،

هذا الأمر موجود في كل مكان وهو واضح عند المجتمعات صاحبة العقلية المقدسة كما هو واضح لدى المجتمعات الأخرى

اقتباس:6 ـ التباهي بالعقول المتحجرة والمتجلدة والمتجوسرة،

.......


RE: التخلف المقدس - إســـلام - 08-19-2010

الزميل العزيز،
تحياتي،
النقاط التي أثارها بهجت ناقشناها ولا نزال في مواضعها بساحة الحوار الديني،

أما ما يثيره الزميل فهو مجرد كلام إنشاء غير دقيق ومجرد عناوين وفرقعات،
فالدين ارتباط بالخالق، وهو ينعكس على كل شيء من المأكل والمشرب والعلاقات والتعاملات وغيره،

الماضوية أو الولع بالماضي غير حقيقي سوى ما يتعلق بحب القرآن والتمسك بأًصول الدين، وتحري أخلاق النبي والاقتداء بأخلاقيات الصحابة،
التمييز ضد النساء ، حسب طبيعة المرأة فهي أضعف من الرجل في تحمل المهام والمسؤوليات،
وجاء الإسلام ليعيد للمرأة كرامتها ومكانتها التي أهانتها موروثات وتصرفات أتباع الأديان السابقة المتأخرين،
العداء للآخر غير صحيح والواقع يكذبه،
اعتبار الحكم وظيفة بشرية لفرض العدالة والمساواة والتوجيهات السماوية لخير البشرية وفق ما ينفع الناس ويرضيهم،
تحقير العقل و تقديس النقل، تصرفات فردية لا دخل للدين ولا للتراث الإسلامي بها،


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-19-2010

الزميل الكريم أرمـانـد.New97
أشعر بسعادة شخصية كلما انضم إلى النادي صوت واضح قوي ينتمي للحرية و معادي للفاشية الدينية و القهر السياسي . أتمنى ألا تفقد حماسك ولا صفاء الرؤية بمرور الوقت و تشابك المواقف كما حدث لكثيرين بالفعل .
لهذا الشريط هدف واضح هو نقد التخلف الثقافي و تعريته و تحليل عناصره . لأني أرى أن مقاومة هذا الإعصار الذي يجتاح المنطقة من التخلف الثقافي المتسربل برداء الدين قضية القضايا سبق أن طرحت العديد من الموضوعات حول ظاهرة الأصولية الإسلامية ، بل أن هذه القضية هي القضية المركزية في كافة مساهماتي في نادي الفكر منذ 10 سنوات و حتى الآن .
أنت تطرح أسئلة جيدة بالفعل ، و قد سعيت إلى مناقشة هذه القضية تحديدا في شريط طرحته بعنوان " زمن المثقف الأخير "
هنا
و بالطبع الشريط كبير جدا و يمكننا ان نعود لطرح القضية مرة أخرى في نهاية هذا الشريط ،و لكن الموجز يا صديقي ..
نحن نعيش زمن مأسسة الثقافة ، أي أن يصبح إنتاج الثقافة و نشرها من عمل المؤسسات المحترفة لا الأفراد حسني النية ، نحن إذا نتحدث عن صناعة و تمويل و إمكانيات و أساليب . إن الحياة الثقافية أصبحت مؤسساتية ، هذه هي الحقيقة المحورية ،و كأي حقيقة أخرى لها سلبياتها و لها أيضا ايجابيات .إن الطابع المؤسساتي للثقافة يعني أيضا أن كل مؤسسة قادرة على امتلاك مثقفيها ، فلم تعد الثقافة رسالة بل مهنة . هناك مثقفون لكل الإتجاهات و المذاهب تقريبا .. لليمين الجديد ، لليمين المسيحي ، للأصولية الإسلامية ، للتنظيمات الإرهابية ، للحركات النسوية ، للبنيوية و ما بعد البنيوية ، .. الخ في المقابل فإن القضايا ذات الطبيعة الإنسانية تهمش كلية ، هذه القضية واضحة بشكل استثنائي عندما نقارن موقف المثقفين في الغرب من قضية فيتنام و موقفهم من الهمجية الأصولية في العالم العربي ، ففي الستينات شكل برتراند راسل و سارتر محاكمة شعبية لإدانة الجرائم الأمريكية في فيتنام ،وكان لهذه المحاكمة تأثيرا شعبيا جارفا انتهى بخسارة أمريكا لمعركة الرأي العام و خروجها من فيتنام ، بينما لم نسمع سوى أصواتا خافتة تدين الهمجية الأصولية و الدور التخريبي للسعودية في العالم العربي . هناك كتاب شهير لكاتب معروف هو جوليان بندا ، الكتاب بعنوان صادم يعبر عن مضمونه ( خيانة المثقفين ) ، الكتاب مرثية للزمن الجميل و للمثقف الأخير ، فبندا متعلق بنموذج آفل للمثقف العالمي ، و يناشد المثقفين أن يظلوا على ولائهم للأفكار العالمية عن الحقيقة و العدالة ، و أن ينبذوا الولاء لجنس أو طبقة أو جماعة بعينها ، و يرى أنه من الخيانة أن يسقط المثقف في بئر الأهواء السياسة و بدلا عن تعميق الإحساس بالقيم العالمية يعمق إحساس الجماعات بنفسها و يعزلها عن الآخرين و يرى ذلك ( ذبح منتظم للأمم و الطبقات) .
في ضوء ما نطلق عليه مأسسة الثقافة ، سنجد أننا نواجه مشكلة مستحيلة بالفعل ، ففي مقابل الدعم اللامحدود للأصولية من السعودية و دول الخليج ، بل و الولايات المتحدة في أحيان عديدة ، سنجد أنه لا توجد جهة واحدة في العالم تدعم الفكر التنويري في العالم العربي ، و أن علينا ان نقاتل بأيدينا العزلاء قوى الشيطان نفسه .
لنا عودة بعد ان نتقدم بالشريط قليلآ .