حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) (/showthread.php?tid=38626) |
أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - الــورّاق - 08-22-2010 ادخلوا السلة
إلى من يؤمنون بالمادية فقط : أنت تتكلم بينك وبين نفسك بدون صوت ، ومع ذلك تتكلم ، أي بدون وجود مادي وبدون ذبذبات ، وأنت تسمع صوتك نفسه رغم أنك لا تتكلم . وكذلك في الأحلام وفي الخيال وأحلام اليقظة تعيش المادة دون المادة . فكيف تقولون : لا إله والحياة مادة ؟ هذه حياة بدون مادة , فالحالم بمقاييس الوعي يعيش حياة من مشاعر وأفكار ومشاهد بدون مادة ، فهو يشاهد بأعين مغمضة , وينتقل من مكان لمكان وهو في مكان واحد ، وينتقل من زمان لزمان وهو في زمان واحد ، ويقابل أشخاصاً غير موجودين معه في الغرفة ويخاف ويفرح ويجوع ويعطش , بل هو يصنع بخياله مادة جديدة غير موجودة , فيبني مدن وشوارع وأناس وأشجار.. ويبدل ويركّب ، ويحضر معه أناس ميتين مع أنهم في الواقع تراب, الأحلام أكبر دليل على أن الإنسان ليس مادة ، وأكبر دليل على إمكانية وجود حياة أخرى ، فكل شخص يعيش حياة أخرى كل يوم ، فلماذا ننكر إمكانية حياة أخرى ونجعل إنكارها مربوطا بالعقل ؟ مع أننا كل يوم نحيا حياة أخرى وهذا الأمر يدركه العقل ؟ النائم يكون بلا وعي و ثابت ، وحالته تشبه حالة الميت (بلا وعي وثابت في مكانه)، وهذه الحياة التي يعيشها النائم ليس لها أي علاقة بالمادة . الملحد الذي لا يصدق بوجود إله ، مثل من لا يصدق بوجود أرواح أو زيارة أرواح الموتى , فهو ليس لديه دليل ولا يستطيع أن يثبت هذا الإنكار. فهل يستطيع أن يثبت أن أرواح الموتى احترقت ولن تعود أبدا ؟ بينما هو نفسه يقابل موتى في نومه ؟ وهل رجع أحد من الموت حتى يخبره ما الذي يحدث ؟ وعليه فعلى الملحد أن ينفي كل شيء لم يشاهده بعينه بدون دليل . وهذا مالا يفعله في حياته , فمنهج النفي حتى التأكد بالحواس مستحيل التطبيق ، ومن شدة ضيقه لا يطبّقه صاحبه , ثم هو يطبقه بشكل أحادي ؛ فيطلب دليل الإثبات ولا يطلب دليل النفي ، وهذا منطق معطوب . إذا الملحد غير علمي وغير عقلاني , وهو مؤمن بعدم ، ومن هنا يأخذ طريقه للعدمية , فيبدأ بعدم وجود إله وينتهي بعدم وجود نفسه ؛ لأنه كلما فحص شيئا لم يجد عليه دليلا أحاله إلى العدم , بعكس المؤمن بوجود ، وكلاهما ليس لديه دليل لا حسي ولا مادي. والتشابه بينه وبين أتباع الأديان موجود ، فيجب على الملحد أن يضع نفسه في السلة الكبيرة التي يضع فيها الأديان والتي يحملها معه في حله و ترحاله , فالإلحاد مذهب إيماني ، والخرافات التي ينتقدها الملحد في الأديان هي موجودة في مذهبه الإيماني بعدمْ ، "الإلحادي" . فهو ينكر بلا دليل كما تنكر الأديان بعضها بعضا بلا دليل وينكر المتدين أفكار الملحد بلا دليل قطعي . ومثلما أن للأديان رؤيتها الخاصة للتاريخ السحيق وبداية الحياة ، فهو أيضا يملك خرافة حول هذا الموضوع , فالأديان قالت أن الآلهة هي من أوجدت الإنسان بشكل أو بآخر ، وهم لديهم خرافة التطور التي هي من أسخف الخرافات التي تجعلنا نتخيل الإنسان فيما بعد بأجنحة تحت إبطيه وعين خلفية برأسه بموجب مقتضيات التطور . والماضي البعيد يرونه خرافة من وجهة نظر رجال الدين ، ورجال الدين يرون الماضي السحيق من وجهة نظر الملحدين خرافة وكذلك المستقبل . أهل الأديان يعلّقون آمالهم على آلهتهم بجلب الخير والسعادة ودفع الشرور وفهم الحقائق ، وهم أدعياء للعلم يحمّلون العلم مالا يحتمل ويرجون منه ما يرجو المؤمنون من الله ، وهذه مجالات لا يستطيعها العلم المتخصص بالمادة كما يعلمون , فلا يستطيع أن يتقدم أي خطوة في مجال الأسئلة الكبيرة , إذا نتائج الإيمان متشابهة ، وما كان هذا التشابه سوى أن الكل مؤمن ، سواء ملحد أو منتمي إلى دين ، وما غريب إلا الشيطان . الفرق هو إيمان بوجود أو إيمان بعدم, والملحد لا ينكر وجود الله فقط ، بل ينكر كل ما لم تشاهده عينه ، فليست قضيته مع الله فقط فهو ينكر ما لم يُشاهَد ولم يدخل المختبر ، أي أنه ينكر وجود إله وينكر وجود الروح وينكر وجود الشعور والمشاعر ، فالحب لا وجود مادي له ، ولم يُعتصر بالمختبر ، إذا هو غير موجود . دوافع الأخلاق ليست مادية ، إذاً لا قيمة للأخلاق لأنها غير موجودة . وعليه أيضا أن ينكر وجود الأحلام ، لأنه لا وجود مادي لها ، فإذا حلم عليه أن يقول أنا لم أحلم علميا ، فالحلم غير علمي . والنفس أمر غير مادي وعليه أن ينكر علم النفس . ماذا بقي ؟ إذا فقط يعترف بوجود الجزر والحديد والرصاص واللحم والعظام والأعضاء التناسلية والجبال والسهول والطائرات إلخ.., وما يقع تحت سمعه وبصره ويده فقط ومختبره للماديات الدقيقة التي لا تُدرك بالعين المجردة . فهو الإنسان - الآلة ، وهو الروبوت العصري المبرمج الذي ينفي كل شيء بما فيه نفسه لأن لا وجود مادي لها ، فقط أعضاؤه التي يستطيع أن يلمسها أو يشاهدها . وهكذا الإنسان بتفكير سطحي يبيع نفسه وينكر وجود نفسه بنفسه ويحتقر أثمن ما فيه (شعوره الإنساني) , إذا الملحد ينكر وجود نفسه كما ينكر وجود الله ، لأنه لا وجود مادي لنفسه ولا وجود مادي لله أمام الحواس والمختبر الذي يعتبره الحاسة السادسة له . والمضحك جدا عندما ينتقد الملحد الأخلاق في الدين ، في الوقت الذي لا يعترف هو بوجود الأخلاق اصلا . بل ولا بوجود النفس التي تحمل الأخلاق والروح التي تتألم من سوء الأخلاق , فالجروح عنده هي ما أثبتها الطبيب وتركت أثرا ماديا على الجسم ، أما جرح الهوى وجرح الشعور وجرح الكرامة فلا وجود له عنده, تماما كما تتأثر الآلة , فيقال تعثرت أو تعطلت إذا أصابها كسر أو خدش وإلا فهي سليمة في الأصل , من يرضى ان يجعل نفسه بهذا الوضع الآلي ؟ هذه نتيجة حتمية للفكر المادي , ولا يستطيع أحد من الملحدين أن يتبرّأ منها . الملحد المثالي يجب أن يكون إنسانا متبلد المشاعر ، فلا تليق به المشاعر الإنسانية بموجب هذا المنهج ، لأنها لا تتناسب مع عقلية مادية . وجهه يجب أن يتحول إلى وجه خشبي لا يعرف ولا يتأثر ولا يرى ولا يسمع إلا ما كان له وجود مادي ثابت في المختبرات أو الأحافير . هذا هو منطق الإلحاد إذا طُبّق . ومن المحرمات في هذا الدين الإلحادي عند المتدينين به حقا كلمة : أحب وأحسّ وأشعر وأظن , هذه مثل الحلف بغير الله عند المؤمن ، لأنها كلمات بلا مختبر . ويستطيع الدارس لفكر الملحدين أن يصنع لهم فقها دينيا يتناسب ومعتقدهم , فمن الفقه أن نستبعد المشاعر والقيم والأخلاق الإنسانية ، وأن ينبني الفقه على المصلحة والمضرة المادية ، وأكرر : المادية , فهذه أصول الفقه الإلحادي . والسؤال موجه لكل ملحد: هل للإلحاد أخلاق؟ ومن أين تأتي؟ ومن من رموز الإلحاد نصّ عليها؟ فالإلحاد هو الدين الوحيد الذي بلا أخلاق, وعلى هذا الدين أن يدخل السلة الكبيرة التي قفز منها ويبقى منعزلا ؛ لأن الأديان رغم ما تحمله من أخطاء تظل معتبرة للأخلاق وهي أساسها , أي أن أسوا الأديان أشرف من الإلحاد أخلاقيا , فالدين لم يأتي إلا ليدعم الأخلاق, ومشاعر الناس تريد الأخلاق , فلما قال لهم رجال الدين أن الرب يكرم الكرماء ويساعد الضعفاء وينقذكم بالأزمات ويعطيكم الخصب ، أعجبهم التعامل الأخلاقي من هذا الرب فآمنوا به وأحبوه , إذا الحب هو أساس الأديان ، والمؤمنين الحقيقيين يتديّنون بالحب, فالحب للفضائل . والتحليل البليد الذي يقدمه عقل الملحد الكليل عن اساس اعتناق الأديان أنه بدافع الخوف من مظاهر الطبيعة غير دقيق ولا واقعي ؛ لأن المؤمن بعد إيمانه لا يزال يخاف من مظاهر الطبيعة بنفس الدرجة التي يخاف منها الملحد, إذا لم تُحل هذه المشكلة, فالمؤمن يخاف من البحر الهائج مثلما يخاف منه غير المؤمن بنفس الدرجة, إذاً ما فائدة الإيمان في هذا الموضوع ؟ لو كان هذا الخوف هو الدافع للإيمان لتخلى الناس عن الإيمان ، لأنه لم يحل المشكلة . والمؤمن يتخذ التدابير الوقائية مثلما يتخذها غير المؤمن, فهو يخاف من الريح ويختبئ عن المطر ويخشى الصواعق ويرتجف رعبا من الزلزال والبركان , ولو كان إيمانهم بموجب أن الآلهة سوف تحميهم من هذه الأخطار ، لكانوا قد كفروا كلهم ؛ لأن الآلهة لم تقدم حماية خاصة لأتباعها ، وليست على قدر الأمل الذي وضعوه فيها , وربما شاهدوا أن أتباع دينهم يغرقون وآخرون لا . ومن طبيعة الإنسان التخلي عما لا جدوى منه . ولكان الماديين أولى باعتناق الدين ؛ لأنهم هم أهل المنفعة وهم من يخاف أكثر من الخسارة والمضرة ، فهم {أحرص الناس على حياة} , بل الحقيقة هي أن أتباع الأديان ربما عرّضوا أنفسهم لأخطار بدافع حماية الدين أكثر من أخطار الطبيعة ، مما لا يدع مجالا للاعتقاد بهذه الفكرة البليدة , فهم عرضوا أنفسهم لخطر كانوا بغنى عنه لو لم يؤمنوا. فهم الإنسان للآخر لا يكون إلا بالأخلاق , وكل طرف لا يفهم الأخر إلا عن طريق الأخلاق (وهذا قانون), فأنت عندما تتعامل مع أحد تنتظر ردة فعله الأخلاقية ، أي الشعورية , والأخلاق من الشعور, فإذا أكرمت أحدا فأنت تنتظر منه أن يكرمك, والثقة تُبنى على الأخلاق , فأنت تجس نبض الآخر عن طريق الأخلاق . والأخلاق تجعلك تعرف كيف ستكون ردة فعل الآخر ، فأي خارج عن الأخلاق هو غير مفهوم , فالإنسان بذاته ليس مفهوماً ، المفهوم هو الأخلاق ، ومن انتمى للأخلاق عُرِف, ومن هنا نرى دقة التعبير القرآني : { يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} ، فالله سمّى الأخلاق معروف ، فهي الشيء المعروف ، وما هو خارج الأخلاق غير معروف ومنكر, فهناك شيء معروف في مجال التعامل والعلاقات ، والباقي منكر عند جميع البشر ، والمعروف هو طريق الخير, وعن طريق الخير والأخلاق يتعارف الناس وتبنى الثقة حتى تجارياً , لهذا يقولون عن المجنون انه مختل الشعور ، لأن ردود أفعاله ليست من الشعور. وعلى قدر الاتفاق على الأخلاق يكون التعارف وعمق التعارف ، فكلما زاد الاتفاق على الأخلاق كلما زاد العمق والمتانة في العلاقة . فكيف يفهم إنسان إنسانا آخر دون الأخلاق ؟ لهذا أنت وأنا عند الغرباء نُحجم ولا نرتاح حتى نتأكد من مدى الأخلاقية عندهم ، وإذا تأكدنا ارتحنا وانطلقنا بالتعامل وإلا لتجنبناهم , تصور أنك تُحسن إلى أحد ويسيء لك ، مثل من تساعده على حمل أشياء ثقيلة معه ، ثم بعد أن تم المعروف يصرخ في وجهك ويطردك !! ستقف خائفا منه وتقطع التعامل معه مباشرة لأنه غير مفهوم , إذاً لم يتدين الناس بدوافع مادية فقط كما هو بتفكيرهم المادي, ولم يتدينوا بدافع الخوف من هذا الإله ، بل بدافع الحب ، لأنه صار مفهوما أي أخلاقيا , وكل أحد غير اخلاقي - أي غير مفهوم - إذاً موقفنا منه هو الهروب والتوقف في التعامل معه ، فأي وقفة في التعامل سببها عدم الفهم , لذا عليهم أن يهربوا من الدين - لا أن يعتنقوه - إذا كان الدين غير أخلاقي. التدين أساسا يأتي بدافع أخلاقي , بدليل أن بعض الملحدين الذي يكتبون في المواقع , يكتبون قصصهم في الخروج من الدين ، لأن الإله الذي في دينهم السابق كما عبروا عنه غير أخلاقي ، وبالتالي هو متناقض ؛ لأن الأخلاق هي سر الانسجام , فقد صُوِّر لهم إله سادي غير مفهوم وغير أخلاقي ، فهو يهوي بالناس 70 خريفا بدون سبب ، وربما قلب رأس أحد المصلين رأس حمار لأنه رفع رأسه إلى السماء , فهو غير مفهوم ، إذا سيهربون منه مثل ذاك الشخص الذي صرخ في وجه من يساعده فهرب منه , الإله غير الأخلاقي مخيفٌ أكثر من ظواهر الطبيعة ، لأنها مفهومة على الأقل ومن الممكن الابتعاد عنها وأحيانا الاستفادة منها , وبالمقابل الإلحاد أساسه مادي عقلاني مصلحي وليس أخلاقي , والحقيقة أن الإلحاد هو الذي أساسه الخوف ؛ فالحرص على المادة والصراع عليها آت من الخوف من فقدانها , والملحدين هم أتباع أديان أصلاً ، وخرجوا منها بسبب عدم فهم الأديان ، لأنهم صُوِّر لهم خطأ أو حقاً عدم أخلاقية الإله في تعامله معهم , وكل دين مبني على الأخلاق من الإله أولا ، وبالتالي سوف يطالب بالأخلاق ، لأنه فعل الأخلاق فصار من حقه ان يطالب بها , أي أن الناس ينظرون إلى أخلاقية هذا الإله قبل ان ينظروا في طلباته , فلو عُرضت الهندوسية على شخص جديد فسوف تزعجه فكرة المنبوذين الذين يطردهم الإله دون ذنب مثلا, وإذا نظر في نظرة القرآن للناس بأنهم سواسية فسوف ينجذب , ولهذا أعداء الإسلام يحاولون أن يشوّهوه أخلاقيا لأنهم يعلمون أن الناس لا يدخلون الدين بدافع الخوف من مظاهر الطبيعة ، بل بدافع الأخلاق . وهذا يثبت كلامنا أن الناس تؤمن بدافع الأخلاق ، لهذا فهم يهاجمون الأديان بالأخلاق في مقالاتهم وخصوصا الإسلام لأنهم يعرفون أنها ما يجذب الناس ، وليس الخوف من ظواهر الطبيعة, ولو كانوا صادقين في أن الدين سببه الخوف من ظواهر الطبيعة ، لكان تركيزهم ومقالاتهم على اثبات أن الدين لا يُنجي من ظواهر الطبيعة ، وأيضا طمئنة الناس ألا يخافوا من مظاهر الطبيعة حتى لا يتدينوا ، ويقولوا لهم أن مشكلة الظلام انحلّت والحيوانات المفترسة كلها في حدائق الحيوان والأرصاد الجوية تنذركم بالعواصف والفيضانات قبل وقوعها ولا داعي للتدين إذا بسبب الخوف من ظواهر الطبيعة . والكذب ليس غريبا على عقلية ترفض الأخلاق أساسا وتؤمن بالمادة والمصلحة فقط . بدافع الأخلاق - الذي يترتب عليه الفهم - لا يستطيع العاقل الإنساني أن يكون ملحدا ماديا ؛ لأن الإلحاد غير مفهوم أي غير أخلاقي , وكيف تطيع من شعارهم : افعل ما تشاء فلا يوجد إله ؟ ويطالبون بأخلاق السوق بدلا من الأخلاق التي يعرفها البشر ، ويؤمنون برأي الأغلبية حتى لو كان ضد الأخلاق عن طريق الديموقراطية ؟ فالنتائج مجهولة, أناس يصدقون فقط بالمادة ولا يصدقون بالقيم والأحاسيس الإنسانية ، إذا ستُفاجأ بتقلباتهم مثلما فوجئ ذاك الشخص ممن صرخ في وجهه , فصديقك اليوم ربما ينقلب عليك غدا ، لأنه ليس هناك صداقة دائمة ولا عداوة دائمة , كيف تسلّم نفسك وعقلك لمن لا يؤمنون بوجود فاصل بين الخير والشر و أنت تخاف الشر وتريد الخير بينما هم لا يؤمنون بالفصل بينهما ؟ أليسوا ينفون مرجعية الأخلاق ويحيلونها إلى النسبية ، ويحيلونها من مجتمع إلى مجتمع ، وبالتالي لا يعتمد عليها كمرجع ؟ من هذا مبدؤه ألا تدرك أن اللذة عنده أفضل من إتباع الأخلاق وإن لم يقلها نصاً ؟ أليسوا هم الأبيقوريون الجدد ؟ الخير يعني اللذة والشر يعني الألم بالنسبة لهم , أي أن اللذة بالنسبة لهم ربما تكون ألما لغيرهم وهذا الشيء لا يعنيهم , وباستعراض تاريخهم السياسي وتعاملهم مع غيرهم ترى كل هذه التقلبات والغدر والخيانة والابتزاز وادعاء الفضائل بوضوح ، وهي دول ديمقراطية ، فلا نستطيع ان نحيل اللوم على شخص بقدر ما هو على الفكر السائد , كما لا يستطيع أن يلوم يهوديا وهو يجد الإله عند اليهود قوميا قبليا يأمرهم بالكذب والربا والغش مع غير هذه القبيلة . الملحد بعد ترك الدين - بسبب الصورة غير الأخلاقية للإله التي صوِّرت له - ورأوا لديهم في الحياة شهوات كثيرة ، فقالوا : نستمتع بالشهوات ونؤجل موضوع الإله حتى نجد إلهاً يستحق , وحتى نستمتع بالشهوات لا بد من تقديسها حتى تمتعنا ما دام الإله لا يحبنا . فتحوّلوا إلى تقديس الشهوات والمادة . وكما كتب أحد الملاحدة الجدد : افعل ما تشاء فلا يوجد إله ، ولم يقل : لا يوجد إله فافعل ما تشاء , وافعل ما تشاء تعني : إكسر حتى الأخلاق . RE: أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - حامد علوان - 08-24-2010 عزيزي الوراق, تحدثت كثيراً عن الإخلاق في موضوعك ..وخلصت الى أن المؤمن أخلاقي ..والملحد غير أخلاقي...! لا أدري كيف وصلت الى هذا الإستنتاج...؟...يعني تريد أن تقول إذا تؤمن بكائن وهمي في السماء السابعة فأنت أخلاقي وبالعكس فأنت غير أخلاقي...! اليابانيون لا يؤمنون بأي إله فهم لا أخلاقيون حسب مفهومك..بينما هم قمة في الإدب والأخلاق والتعامل مع الناس تفوق أخلاق مجتمعاتك الإسلامية المتردية..! أنا شخصياً لا أثق بشخص ملتحي من الباكستان أو بنغلاديش أو مصر..لان نسبة الإحتيال والكذب عندهم عالية جداً أكثر حتى من الغربيين الملحدين...! يا عزيزي ما تحدثت عنه هو وهم عليك مراجعة نفسك والتخلص منه.. المجتمعات البشرية إنتقلت من الهمجية الى الحضارة نتيجة للتطور الإخلاقي ونشوء ما يسمى بالضمير ألإنساني ..هل سمعت بحمورابي ..؟ وهو أول من سن القوانين في بلاد الرافدين ليحقق العدالة بين أفراد المجتمع ومن غير تدخل إلهي..وأول من إبتدع شرعة السن بالسن والعين بالعين ...والأديان لم تأتي بالأخلاق بل عمدت على تخريب الأخلاق..! في اللغة العربية ,الكلمات التي تعبر عن السلوك الأخلاقي لم يبتدعها القرآن ...الصدق والأمانة والشرف والعفة والحياء والإحسان والبر والرأفة والرحمة والعدالة ...الى آخره ..عرفتها العرب ..وكذلك كل شعوب العالم بما فيها الهنود الحمر والأزتك والإسكيمو واليابانيين والصينيين..ولم يصل نبي أو نزل كتاب على تلك الشعوب..قط..! ألأديان عبثت بالأخلاق...بدليل أن التلمود يضع الحد على اليهودي الذي يعتدي على اليهودي الآخر ولكن يسقط الحد إذا كان المُعتدى عليه غير يهودي...وبإعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار ..وفضلهم الله على العالمين ..فقد أرسى الدين قواعد التفرقة العنصرية..! والمسلمين أغاروا على قوافل قريش التجارية والتي لم تأتي لمحاربتهم فسلبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء وواقعوهن (إغتصاب) بمباركة رب العالمين ..فأين الأخلاق يا عزيزي..؟ التربية الدينية التي تعتمد بالأساس على الإيمان ب إله يراقب ويعاقب لضمان السلوك الأخلاقي الجيد وليس على تربية الضمير الإنساني مآلها الفشل لأن هذا الفرد عندما يشك بوجود ألإله الرقيب المعاقب سيصبح كل شئ له مباحاً ..وهذا ما يفسر التذبذب الأخلاقي للشخصية التي تنشأ في مجتمع ديني متزمت من تعصب مفرط الى إباحية مطلقة..! مع تحياتي RE: أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - الــورّاق - 08-27-2010 (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: عزيزي الوراق, إذاً أعد القراءة مرة اخرى . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ...يعني تريد أن تقول إذا تؤمن بكائن وهمي في السماء السابعة فأنت أخلاقي وبالعكس فأنت غير أخلاقي...! نعم هو كذلك ، وواقع الأخلاق الإنسانية كذلك مع الاسف لك . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: اليابانيون لا يؤمنون بأي إله فهم لا أخلاقيون حسب مفهومك..بينما هم قمة في الإدب والأخلاق والتعامل مع الناس تفوق أخلاق مجتمعاتك الإسلامية المتردية..! أنت تتكلم عن الآداب والأخلاق التجارية ، وهي ليست موضوع بحثنا ، مثلاً : ماذا قدم اليابانيون لقضية عادلة كقضية فلسطين ؟ بينما العرب والمسلمون قدموا الكثير في هذه القضية .. إذاً المسلمين أكثر أخلاقاً من اليابانيين ( وليس بشكل كامل ) ولكن بخصوص هذه القضية العادلة هم كذلك ، بينما اليابانيون أكثر آداباً وأخلاقا تجارية مرتبطة بالمصالح . و أن تعمم الأخلاق عند أحد دون أحد فهذا لا يدل على علم دقيق بالأخلاق . فأن تأخذ ناحيةً أخلاقية أو سلوكية تفوّقَ فيها أحد ، وتعمّمها على كل الأخلاق ، فهذا من التسطح العقلي وعدم الدقة ، ففي مجال الكرم والنخوة : العرب والمسلمون أكثر شهرة من اليابانيين ومعهم الإنجليز هديةً لك . وفي مجال الإتيكيت والأخلاق التجارية : الإنجليز واليابان أرقى من العرب . وفي أخلاق العمل : الصينيين واليابانيين أرقى من الأمريكان والإنجليز بشهادة الغربيين ، وهكذا .. لو تركتم فقط التعميم والتسطيح والنظرة النصفية لوصلتم للحقائق بسهولة . إذاً فالأخلاق ليست ملكاً لأحد ، ولن يصل أحد إلى المستويات العليا في الأخلاق إلا بالدين الصحيح ، لأنه يدعم الأخلاق ويوظفها في سياق المصلحة ، فيُدفع الإنسان المؤمن المختار – وليس بالوراثة - للأخلاق من عدة روافد : رافد الحب للفضيلة : (قد أفلح من زكاها) ، فالمؤمن يحب أن يزكي نفسه ، أي يرقيها في سلم الفضائل ويطهرها من الرذائل ، ورافد المصلحة ايضاً ، لأنه سيجزى عليها في الآخرة ، فالإسلام طوّع المصلحة لتكون رافداً للفضيلة (يا ايها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) ، أي أنها جلب مصلحة ودفع مضرة ، أي (بزنس آجل) ، ورافد المنطق ، فالمنطق يقول : كل من يلعب بالنار ستحرقه يوماً، ومن يلعب بالشر فسوف يأتيه ، ومن يحفر حفرة لأخيه وقع فيها ، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه ، ولن تنجح في حياتك وأنت تحمل فكرة الشر ، والشر له عاقبة والخير له عاقبة ، إذاً فالمؤمن ليس مدفوعاً للإيمان بدافع المصلحة كما ألحد المادي بدافع المصلحة فقط ، فالمؤمن لا يتوقف عند فكرة المصلحة مثلما يتوقف عندها الملحد المادي كثيراً ، ومن يؤمن بدافع المصلحة فقط فلن يختلف في سلوكه عن من ألحد بدافع المصلحة فقط ، فالمصلحة تتحكم في من يعبدها . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: أنا شخصياً لا أثق بشخص ملتحي من الباكستان أو بنغلاديش أو مصر..لان نسبة الإحتيال والكذب عندهم عالية جداً أكثر حتى من الغربيين الملحدين...! هذا الكلام غير دقيق ، وكل حرامي يلعب لعبته على مستواه ، فهناك حرامي يهمه نشل المحافظ ، وهناك حرامي يلعب على سرقات واحتيالات على مستوى أكبر من النشال ، فهو يترفع عن حركات النشال ، بينما هو يحيك خيوط نشل على مستوى أكبر ، فهل تستطيع أن تسمي هذا نشالاً ؟ أم تسميه سارق أكبر من سارق المحافظ ؟ فاللذي يسرق محفظة ليس كمن يسرق بلداناً بل قارات بثرواتها . وهل ترفّعه عن نشل المحفظة يرفعه في سلم الأخلاق ؟ فإذا ترفّع الأسد عن صيد الفأر ، فهل يعني أنه تاب وترك القتل ودخل سلك الوداعة واللطف وغير فصيلته إلى آكلات الأعشاب ؟ نحن لا نتكلم عن المشاهدات الشخصية ، نحن نتكلم عن المستوى المنطقي للأخلاق عموماً ، وليس عن شهادات شخصية ، فعبارة (your money or your life) معروفة في الشوارع الداخلية للندن ونيويورك ، عواصم الحضارة الغربية . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: يا عزيزي ما تحدثت عنه هو وهم عليك مراجعة نفسك والتخلص منه.. الكلام نفسه وجّهه لنفسك يا عزيزي أيضاً ، ولن يتأثر عقلك ولن يهتز إلحادك عندما تشغله قليلاً فيما قلته أنا أو يقوله غيري ممن لا يوافقك الراي .. ولست غاضباً منك . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: المجتمعات البشرية إنتقلت من الهمجية الى الحضارة نتيجة للتطور الإخلاقي ونشوء ما يسمى بالضمير ألإنساني غير صحيح ، الأخلاق تنحدر مع المدنية المادية بشهادة اصحابها ، لأن المدنية بإختصار تؤثر المادة على حساب الإنسان والأخلاق هي صميم الإنسان ، وبشكل عام ، كلما تزداد المادية كلما يقل تأثير الأخلاق وتبقى قشورها فقط ، والكل يعلم أن المبادئ لها تاثير فعال في الريف أكثر من المدينة . فأعد النظر بوهمك الكبير هذا . المجتمعات البشرية لم تكن همجية في يوم من الايام ، أي أنها لم تكن قروداً في يوم من الايام . لو أنها همجية لقضت على نفسها . كيف تتطور الأخلاق والمجتمعات همجية اصلاً ؟ ما الذي طوّرها و هم همج ؟ (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ..هل سمعت بحمورابي ..؟ وهو أول من سن القوانين في بلاد الرافدين ليحقق العدالة بين أفراد المجتمع ومن غير تدخل إلهي..وأول من إبتدع شرعة السن بالسن والعين بالعين ...والأديان لم تأتي بالأخلاق بل عمدت على تخريب الأخلاق..! ومن قال لك أن حمورابي والسومريون والآشوريون ملحدون ؟ ولأنه وُجِدَت آثارٌ لم تندرس عند حضارة ما ، قلتم أنه أول من سن شريعة وقوانين ؟؟ هذا كلام سطحي . فالمجتمعات البشرية موجودة قبل حمورابي وشريعته ، هل تقطع مؤكداً أن البشر كانوا همجاً قبل حمورابي هذا ؟ والعين بالعين والسن بالسن منطقً يعرفه الأطفال . فهل تتوقع أن الناس قبل حمورابي في ضعف عقلي يصل إلى أنهم لم يعرفوا أن جزاء العقوبة عقوبة مثلها ؟ ولو لم يكونوا يعرفون هذا المنطق لما بقوا ، ولأفنى بعضهم بعضا . الأديان لم تأتي بالأخلاق ، ولكنها وضحتها ووظّفتها وحَمَتها وكافأت عليها . وكل صاحب عقلٍ يعرف ان المصلحة عدو الأخلاق ، وإلحادكم جاء بالمصلحة ، وجعلها في مقدمة كل شيء ، إذاً من هو عدو الأخلاق منطقياً ؟ (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: في اللغة العربية ,الكلمات التي تعبر عن السلوك الأخلاقي لم يبتدعها القرآن ...الصدق والأمانة والشرف والعفة والحياء والإحسان والبر والرأفة والرحمة والعدالة ...الى آخره ..عرفتها العرب ..وكذلك كل شعوب العالم بما فيها الهنود الحمر والأزتك والإسكيمو واليابانيين والصينيين..ولم يصل نبي أو نزل كتاب على تلك الشعوب..قط..! هل جاء القرآن وقال أنه سيعلّمنا الأخلاق لأنها غير موجودة إلا عنده ؟ أنت تقوّل القرآن ما لم يقله ، وتفتعل معركة وهمية مع الطواحين ، الأخلاق اساسها موجود عند البشر ، ولو لم يكن موجوداً عند البشر لما قبلوا الدين ، لأنه جاءهم بشيء يعرفونه ويحبونه وهو الأخلاق ، لذلك الله يأمر بالمعروف أي الذي يعرفه البشر (الأخلاق) ، وبما فيها العين بالعين والتي كما قلت لك أنها يعرفها الأطفال . ونهى عن المنكر ، وهو ما تناكره الناس أياً كانوا ، مسلمين أو غير مسلمين ، عرباً أو أزتِك . وهذا هو سر إنتشار الدين ، لأن الدين جاء بالأخلاق والناس لا تعرف شيئاً إلى الأخلاق ، وتعرفها بالإحساس وليس بالعقل ، لهذا عُرِف الدين بسهولة وقُبِل . وسوء الأخلاق الجانبي عند الأديان أو اتباعها ، فلسنا في سياق الدفاع عن كل الأديان ، كما هو سياقكم في الهجوم على كل الأديان ، نحن نبرز أخلاق الإسلام المجرّدة ، وليس أخلاق من ينتسبون إسماً للإسلام ، على أنها الأخلاق المثالية الكاملة والوحيدة والقادرة على البقاء بدون إدعاءات ، فيستطيع الإنسان ولو كان في أقصى قعر الرذيلة أن يصف نفسه بأنه أخلاقي ، ويستطيع أن يعيش بالأخلاق ، والكلام والإدعاء سهلان ، إذا كيف تكون أخلاقياً وأنت تنتمي لفكر مناقض للأخلاق ولا يحميها ولا يكافئ عليها ولا يعاقب على الرذيلة ، هذا الإدعاء إدعاء طوباوي لا يستطيع أن يعيش في الواقع ، من الممكن أن تقول أنا ملحد اخلاقي ، ولكن العملي شيء والقولي شيء آخر ، لأ اتكلم عن اشخاص ، بل اتكلم عن فكر ، ومدى قدرته على تحويل أتباعه إلى أخلاقيين ، الفكر المادي الإلحادي الغربي لا يستطيع أن يجعل من الإنسان أخلاقياً ، ربما يكون أخلاقيا بدافع آخر كما أتمنى لك ، لكن بدافع الفكر وحده لن يكون أخلاقياً ، لأن الشيء لا يأتي من ضده . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ألأديان عبثت بالأخلاق...بدليل أن التلمود يضع الحد على اليهودي الذي يعتدي على اليهودي الآخر ولكن يسقط الحد إذا كان المُعتدى عليه غير يهودي...وبإعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار ..وفضلهم الله على العالمين ..فقد أرسى الدين قواعد التفرقة العنصرية..! نحن لا يعنينا إلا الإسلام ، فالتوراة محرفة بدافعٍ من الفكر المادي ذاته الذي فرّخ لكم نظريات الإلحاد . فالقلم الذي حرّف التوراة هو ذاته القلم الذي يكتب لكم ويحرف الطبيعة البشرية في زمانكم كما حرّف التوراة . فهذا القلم الذي كان يفسد بإسم الدين اصبح الآن يفسد بإسم اللادين . قال تعالى : (وقضينا على بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين .. ) ، وهذا يثبت أن مركز الحياة هو الدين ، سواء بإثباته أو بنفيه ، فإن أُثبت فبقية الحياة لهذا الإثبات ، وإن نفي فإن بقية الحياة لهذا النفي . والإفساد لا يكون إلا من خلال الإيمان أو من خلال الكفر فقط ، أي من خلال عالم الروح أو من خلال عالم المادة ، فلاحظ الثنائية المتكررة في الحياة ، لماذا لم يقل القرآن ثلاث مرات إفساد فقط ؟ ولو كان الإفساد هو نفسه لما نجح ، لأنه سيكون تكرار ، والناس قد عرفت الإفساد الأول . ومثلك يرى أن الإفساد فقط في الدين ، ولا يعلم أن اللادين وجه آخر يستطيع أن يشوهه الفساد ايضاً ، فواقعك يثبت صحة هذه الوجهة ، أي في هذا الزمن كثر الهاربون مثلك من الإفساد الأول ، ليقعون فريسةً في الإفساد الثاني ، وهؤلاء يتصورون أن كل ما بدا أنه ضدٌ للشيء السيء سيكون هو الشيء الخيّر ، كما يفعل المشعوذ عندما يوهم المرضى أن لديه الصحة والعلاج بعد أن يذّم الطبيب الاول الذي لم يفلح في العلاج . وهذا ليس منطقياً . والعقل العامي ينخدع أكثر ما ينخدع بهذه الحيلة . بعبارة أخرى : ستستمرون طول حياتكم وأنتم تهاجمون الدين ، ويبقى هذا هو أهم محور في حياة الملحد ، مما يدل على أن الدين هو القضية الجوهرية للإنسان ، ويؤيد كلامي أنكم لا تتكلمون عن الإلحاد ، بل تتكلمون عن الدين أكثر ، فتقلّبونه وتحفظون نصوصه وتلعنونه وتشتمونه لأنه جاثم على قلوبكم ، ولو كان شيئاً تافهاً لنسيتموه من زمن ، وإن كنت مخطئاً فتجنبوا الحديث عن الدين إن استطعتم ، وأنا أتحداكم أن تتجنبوا الحديث عن الدين كملحدين طوال حياتكم . فقمة النجاح عند الملحد هو أن يبطل فكرة الدين عند غيره ، لا أن يقنعه بصحة الإلحاد ، مع أنه لا يستطيع أن يبعد نفسه عن الدين ، فهو يقنع غيره ربما ولا يقنع نفسه البتة . لا أحد يستطيع الخروج من دوامة الدين ، فمن يبقله ومن يرفضه ، هذا هو الواقع ، ولو كنت مخطئاً فغيّروا واقعكم . فاهتمامكم المنقطع بالدين يشبه العبادة ، فأنتم أكثر من يذكر كلمة الله حتى من المتدينين : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاُ وكرها) ، كل يوم تتردد على افواهكم كلمات مثل : إيمان ، الله ، الآلهة ، الأديان ، الأنبياء ، كتب مقدسة .. مما يشبه هذيان العطشان بالماء والثلج والعصير ، ودراسة بنيوية نقدية لما تكتبوه تكشف بالإحصاءات ترديد مثل هذه الكلمات ومدى جذورها في أعماقكم ، وهذا ما يؤكده المنهج البنيوي النقدي ، الذي يركز على التكرار للألفاظ والمصطلحات . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: والمسلمين أغاروا على قوافل قريش التجارية والتي لم تأتي لمحاربتهم فسلبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء وواقعوهن (إغتصاب) بمباركة رب العالمين ..فأين الأخلاق يا عزيزي..؟ هذه نظرة نصفيّة ، ترى نصف الموضوع فقط . من البادئ بالإساءة والقمع الديني ؟ هل هم المسلمون أم قريش ؟ وهذه الأموال التي في القافلة هي بعض أموال المسلمين التي احتلتها قريش الكافرة ظلماً وبتسلط ديني ، بعد أن اضطروا أهلها للهجرة إلى بلد لا يعرفوه ، وفرقوا بين الاب وابنائه بظلمٍ واضح لأنه رفضوا عبادة الاصنام فقط . وفذلكة التاريخ كما تريد لا تفيدك بشيء ، وتثبت عدم المصداقية ، وهذا ينصب في موضوع أن الإلحاد لا يحمي أخلاق أصحابه من الكذب ، فأنت تعلم أن القافلة رجعت سالمة ، وأنت قلت أنهم نهبوا أموالها وواقعوا نسائها !! بينما القافلة ليس فيها نساء اصلاً !! وبعد أن سلمت القافلة ، خرج مقاتلوا قريش إلى بدر ، ووقعت المعركة الغير متكافئة والتي انتصر فيها المسلمون ، ولم يكن فيها نساء لأنهم كانوا رجالا مقاتلين خرجوا من مكة بطراً ورياءً لتذاكر بهم احياء العرب ، وفعلاً تذاكروا ولكن بما لا يتفق مع غرور الكافر وعنجهية أبو جهل . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: التربية الدينية التي تعتمد بالأساس على الإيمان ب إله يراقب ويعاقب لضمان السلوك الأخلاقي الجيد وليس على تربية الضمير الإنساني مآلها الفشل ومن قال أن التربية الدينية تقضي على الضمير ؟ بالعكس فهي التي تحميه وتشجعه (ولو علم فيهم خيراً لأسمعهم) ، (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) ، وهذا يدل على أن الخير موجود في بعض النفوس من قبل أن تسمع إلى القرآن ، لكنه دائماً خير ناقص وغير محمي ، لكن التربية المصلحية هي التي تقضي على الضمير ، المصلحة عدو الضمير دائماً ، ولم يشتهر الملاحدة بأخلاق عظيمة ، بل اشتهروا للاسف بالعكس ، اشتهروا بالخداع ، والخداع من لوازم المصلحية دائماً . ولا يوجد للملاحدة نظم أخلاقي كما هو موجود على الأقل في الأديان ، فتستطيع أن تول للمؤمن إذا أراد أن يرتكب خطأ أخلاقياً : ألا تخشى ربك ؟ لكن ماذا عساك تقول للملحد ؟ ما لك إلا أن تخيفه بإكتشاف مضرة على مصلحته ، أو مكسب لم ينتبه له ، أليس كذلك ؟ لاحظ الفرق بين المؤثرين . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: لأن هذا الفرد عندما يشك بوجود ألإله الرقيب المعاقب سيصبح كل شئ له مباحاً .. إذاً هذا إعتراف منك ثمين ، فالملحد شك بوجود الله فأصبح كل شيء مباح له . وهذا إعتراف منك على إفساد الفكر الإلحادي للأخلاق . لأنه جعل كل شيء مباح . ثم ماذا يملك الضمير الإنساني ؟ هل يملك قوة بنفس قوة الإله في التأثير ؟ ومن عادة الضمير إختفاء الصوت تدريجياً لعدم الإستجابة له ، وهذا ما عبر عنه القرآن (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ، أي بما أن الضمير مؤثر غير قوي بنفس قوة الإله ، ذاً سيحصل عليه تجاوزات كثيرة ، فيختفي صوت الضمير تدريجياً ، كعادة أي عضو لا يستعمل ، مثله مثل التفكير فالذي يمنع نفسه من التفكير يكون عقله ضعيفاً ، ومن يمنع حسمه من الرياضة يكون جسمه ضعيفاً ، إذاً فالإلحاد تدريجياً يقضي على الضمير ، فالإلحاد يقتضي تتبّع المصلحة ، والمصلحة في أكثر الأحيان لا تتوافق مع الضمير بل وتعاكسه ، والإلحاد جاء ليرفع من شأن المصلحة ولم يأت ليرفع من شأن الضمير ، فهو ليس موضوعه الاساسي ، لأن موضوعه الاساسي هو المادة وعلاقتها بالإنسان ، فهو لا يصدق إلا بالمادة وإلا بعلاقتها بالإنسان ، ثم ما المشكلة في الجمع بينهما ؟ فالضمير والإيمان بالله نور على نور ، وقوة اكبر للخير ، والحريص على الخير يجمع اكبر روافد له ، إذاً فالإلحاد قلل من روافد الخير ، واقتصر على الضمير فقط ، بعد أن قدّم عليه المصلحة لتُضعفه ، فلو اكتفيتم على الضمير على الأقل لكان أهون ، لكنكم أتيتم بعدو الضمير وجعلتموه في المقدمة ، أعني بذلك المصلحة ، فمنطقيا منهجكم يضعف الضمير والأخلاق ، والمنهج الإيماني يقوّي الضمير والأخلاق . وبالتالي يقوّي الخير أكثر ، ولا يستطيع أحد ان يثبت خطأ هذه النظرة في مجال دعم الخير . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: وهذا ما يفسر التذبذب الأخلاقي للشخصية التي تنشأ في مجتمع ديني متزمت من تعصب مفرط الى إباحية مطلقة..! السبب الحقيقي في هذا التذبذب ، هو أن هذا الشخص لم يلامس الأخلاق أصلاً ، ولم يرتبط بها ، في كلا حالتيه ، في التعصب المفرط والإباحية المطلقة ، وهذا هو ما حصل لكم ولكن بصورة أكبر ، فمن ربقة الدين إلى عالم إباحي كامل ، فواقعكم كواقعهم تماما ، من الجهة الاقصى إلى جهة الاقصى المضادة ، وهذه حال الضائع ، فهو يذهب إلى آخر الطريق ثم يعود إلى آخر الطريق المعاكس للأول ، وربما تتكرر هذه الحالة التي تعرف بحالة التيه ، وليست هذه مقصورة على الأديان ، وافكارك الآن لن تستمر عليها في قادم الأيام ، لأنها ببساطة لم تبنَ على الأخلاق ، والأخلاق هي المعروف ، فأنت لا تعرف من أنت الآن ، وهذا ينطبق عليك وعلى غيرك ايضاً ، وكل تذبذبٌ على قدر حدته يكشف عن حالة الضياع ، فالإنسان كما قلتُ لا يعرف شيئاً سوى الأخلاق ، ولا ولن يشعر الإنسان بالأمن وهو لا يعرف ، فكان وصف القرآن لها دقيقاً بأنها هي المعروف ، بألّ التعريف التي تُستعمل لإستغراق الجنس . RE: أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - حامد علوان - 08-27-2010 (08-27-2010, 01:04 PM)الــورّاق كتب: [quote='حامد علوان' pid='1026735757' dateline='128263693 نعم هو كذلك ، وواقع الأخلاق الإنسانية كذلك مع الاسف لك جواب: إذن قوة الخرافة هي المسند وليس المنطق....! (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: اليابانيون لا يؤمنون بأي إله فهم لا أخلاقيون حسب مفهومك..بينما هم قمة في الإدب والأخلاق والتعامل مع الناس تفوق أخلاق مجتمعاتك الإسلامية المتردية..! أنت تتكلم عن الآداب والأخلاق التجارية ، وهي ليست موضوع بحثنا ، مثلاً : ماذا قدم اليابانيون لقضية عادلة كقضية فلسطين ؟ بينما العرب والمسلمون قدموا الكثير في هذه القضية .. إذاً المسلمين أكثر أخلاقاً من اليابانيين ( وليس بشكل كامل ) ولكن بخصوص هذه القضية العادلة هم كذلك ، بينما اليابانيون أكثر آداباً وأخلاقا تجارية مرتبطة بالمصالح . و أن تعمم الأخلاق عند أحد دون أحد فهذا لا يدل على علم دقيق بالأخلاق . فأن تأخذ ناحيةً أخلاقية أو سلوكية تفوّقَ فيها أحد ، وتعمّمها على كل الأخلاق ، فهذا من التسطح العقلي وعدم الدقة ، ففي مجال الكرم والنخوة : العرب والمسلمون أكثر شهرة من اليابانيين ومعهم الإنجليز هديةً لك . وفي مجال الإتيكيت والأخلاق التجارية : الإنجليز واليابان أرقى من العرب . وفي أخلاق العمل : الصينيين واليابانيين أرقى من الأمريكان والإنجليز بشهادة الغربيين ، وهكذا .. لو تركتم فقط التعميم والتسطيح والنظرة النصفية لوصلتم للحقائق بسهولة . إذاً فالأخلاق ليست ملكاً لأحد ، ولن يصل أحد إلى المستويات العليا في الأخلاق إلا بالدين الصحيح ، لأنه يدعم الأخلاق ويوظفها في سياق المصلحة ، فيُدفع الإنسان المؤمن المختار – وليس بالوراثة - للأخلاق من عدة روافد : رافد الحب للفضيلة : (قد أفلح من زكاها) ، فالمؤمن يحب أن يزكي نفسه ، أي يرقيها في سلم الفضائل ويطهرها من الرذائل ، ورافد المصلحة ايضاً ، لأنه سيجزى عليها في الآخرة ، فالإسلام طوّع المصلحة لتكون رافداً للفضيلة (يا ايها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) ، أي أنها جلب مصلحة ودفع مضرة ، أي (بزنس آجل) ، ورافد المنطق ، فالمنطق يقول : كل من يلعب بالنار ستحرقه يوماً، ومن يلعب بالشر فسوف يأتيه ، ومن يحفر حفرة لأخيه وقع فيها ، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه ، ولن تنجح في حياتك وأنت تحمل فكرة الشر ، والشر له عاقبة والخير له عاقبة ، إذاً فالمؤمن ليس مدفوعاً للإيمان بدافع المصلحة كما ألحد المادي بدافع المصلحة فقط ، فالمؤمن لا يتوقف عند فكرة المصلحة مثلما يتوقف عندها الملحد المادي كثيراً ، ومن يؤمن بدافع المصلحة فقط فلن يختلف في سلوكه عن من ألحد بدافع المصلحة فقط ، فالمصلحة تتحكم في من يعبدها . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: أنا شخصياً لا أثق بشخص ملتحي من الباكستان أو بنغلاديش أو مصر..لان نسبة الإحتيال والكذب عندهم عالية جداً أكثر حتى من الغربيين الملحدين...! هذا الكلام غير دقيق ، وكل حرامي يلعب لعبته على مستواه ، فهناك حرامي يهمه نشل المحافظ ، وهناك حرامي يلعب على سرقات واحتيالات على مستوى أكبر من النشال ، فهو يترفع عن حركات النشال ، بينما هو يحيك خيوط نشل على مستوى أكبر ، فهل تستطيع أن تسمي هذا نشالاً ؟ أم تسميه سارق أكبر من سارق المحافظ ؟ فاللذي يسرق محفظة ليس كمن يسرق بلداناً بل قارات بثرواتها . وهل ترفّعه عن نشل المحفظة يرفعه في سلم الأخلاق ؟ فإذا ترفّع الأسد عن صيد الفأر ، فهل يعني أنه تاب وترك القتل ودخل سلك الوداعة واللطف وغير فصيلته إلى آكلات الأعشاب ؟ نحن لا نتكلم عن المشاهدات الشخصية ، نحن نتكلم عن المستوى المنطقي للأخلاق عموماً ، وليس عن شهادات شخصية ، فعبارة (your money or your life) معروفة في الشوارع الداخلية للندن ونيويورك ، عواصم الحضارة الغربية . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: يا عزيزي ما تحدثت عنه هو وهم عليك مراجعة نفسك والتخلص منه.. الكلام نفسه وجّهه لنفسك يا عزيزي أيضاً ، ولن يتأثر عقلك ولن يهتز إلحادك عندما تشغله قليلاً فيما قلته أنا أو يقوله غيري ممن لا يوافقك الراي .. ولست غاضباً منك . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: المجتمعات البشرية إنتقلت من الهمجية الى الحضارة نتيجة للتطور الإخلاقي ونشوء ما يسمى بالضمير ألإنساني غير صحيح ، الأخلاق تنحدر مع المدنية المادية بشهادة اصحابها ، لأن المدنية بإختصار تؤثر المادة على حساب الإنسان والأخلاق هي صميم الإنسان ، وبشكل عام ، كلما تزداد المادية كلما يقل تأثير الأخلاق وتبقى قشورها فقط ، والكل يعلم أن المبادئ لها تاثير فعال في الريف أكثر من المدينة . فأعد النظر بوهمك الكبير هذا . المجتمعات البشرية لم تكن همجية في يوم من الايام ، أي أنها لم تكن قروداً في يوم من الايام . لو أنها همجية لقضت على نفسها . كيف تتطور الأخلاق والمجتمعات همجية اصلاً ؟ ما الذي طوّرها و هم همج ؟ (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ..هل سمعت بحمورابي ..؟ وهو أول من سن القوانين في بلاد الرافدين ليحقق العدالة بين أفراد المجتمع ومن غير تدخل إلهي..وأول من إبتدع شرعة السن بالسن والعين بالعين ...والأديان لم تأتي بالأخلاق بل عمدت على تخريب الأخلاق..! ومن قال لك أن حمورابي والسومريون والآشوريون ملحدون ؟ ولأنه وُجِدَت آثارٌ لم تندرس عند حضارة ما ، قلتم أنه أول من سن شريعة وقوانين ؟؟ هذا كلام سطحي . فالمجتمعات البشرية موجودة قبل حمورابي وشريعته ، هل تقطع مؤكداً أن البشر كانوا همجاً قبل حمورابي هذا ؟ والعين بالعين والسن بالسن منطقً يعرفه الأطفال . فهل تتوقع أن الناس قبل حمورابي في ضعف عقلي يصل إلى أنهم لم يعرفوا أن جزاء العقوبة عقوبة مثلها ؟ ولو لم يكونوا يعرفون هذا المنطق لما بقوا ، ولأفنى بعضهم بعضا . الأديان لم تأتي بالأخلاق ، ولكنها وضحتها ووظّفتها وحَمَتها وكافأت عليها . وكل صاحب عقلٍ يعرف ان المصلحة عدو الأخلاق ، وإلحادكم جاء بالمصلحة ، وجعلها في مقدمة كل شيء ، إذاً من هو عدو الأخلاق منطقياً ؟ (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: في اللغة العربية ,الكلمات التي تعبر عن السلوك الأخلاقي لم يبتدعها القرآن ...الصدق والأمانة والشرف والعفة والحياء والإحسان والبر والرأفة والرحمة والعدالة ...الى آخره ..عرفتها العرب ..وكذلك كل شعوب العالم بما فيها الهنود الحمر والأزتك والإسكيمو واليابانيين والصينيين..ولم يصل نبي أو نزل كتاب على تلك الشعوب..قط..! هل جاء القرآن وقال أنه سيعلّمنا الأخلاق لأنها غير موجودة إلا عنده ؟ أنت تقوّل القرآن ما لم يقله ، وتفتعل معركة وهمية مع الطواحين ، الأخلاق اساسها موجود عند البشر ، ولو لم يكن موجوداً عند البشر لما قبلوا الدين ، لأنه جاءهم بشيء يعرفونه ويحبونه وهو الأخلاق ، لذلك الله يأمر بالمعروف أي الذي يعرفه البشر (الأخلاق) ، وبما فيها العين بالعين والتي كما قلت لك أنها يعرفها الأطفال . ونهى عن المنكر ، وهو ما تناكره الناس أياً كانوا ، مسلمين أو غير مسلمين ، عرباً أو أزتِك . وهذا هو سر إنتشار الدين ، لأن الدين جاء بالأخلاق والناس لا تعرف شيئاً إلى الأخلاق ، وتعرفها بالإحساس وليس بالعقل ، لهذا عُرِف الدين بسهولة وقُبِل . وسوء الأخلاق الجانبي عند الأديان أو اتباعها ، فلسنا في سياق الدفاع عن كل الأديان ، كما هو سياقكم في الهجوم على كل الأديان ، نحن نبرز أخلاق الإسلام المجرّدة ، وليس أخلاق من ينتسبون إسماً للإسلام ، على أنها الأخلاق المثالية الكاملة والوحيدة والقادرة على البقاء بدون إدعاءات ، فيستطيع الإنسان ولو كان في أقصى قعر الرذيلة أن يصف نفسه بأنه أخلاقي ، ويستطيع أن يعيش بالأخلاق ، والكلام والإدعاء سهلان ، إذا كيف تكون أخلاقياً وأنت تنتمي لفكر مناقض للأخلاق ولا يحميها ولا يكافئ عليها ولا يعاقب على الرذيلة ، هذا الإدعاء إدعاء طوباوي لا يستطيع أن يعيش في الواقع ، من الممكن أن تقول أنا ملحد اخلاقي ، ولكن العملي شيء والقولي شيء آخر ، لأ اتكلم عن اشخاص ، بل اتكلم عن فكر ، ومدى قدرته على تحويل أتباعه إلى أخلاقيين ، الفكر المادي الإلحادي الغربي لا يستطيع أن يجعل من الإنسان أخلاقياً ، ربما يكون أخلاقيا بدافع آخر كما أتمنى لك ، لكن بدافع الفكر وحده لن يكون أخلاقياً ، لأن الشيء لا يأتي من ضده . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ألأديان عبثت بالأخلاق...بدليل أن التلمود يضع الحد على اليهودي الذي يعتدي على اليهودي الآخر ولكن يسقط الحد إذا كان المُعتدى عليه غير يهودي...وبإعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار ..وفضلهم الله على العالمين ..فقد أرسى الدين قواعد التفرقة العنصرية..! نحن لا يعنينا إلا الإسلام ، فالتوراة محرفة بدافعٍ من الفكر المادي ذاته الذي فرّخ لكم نظريات الإلحاد . فالقلم الذي حرّف التوراة هو ذاته القلم الذي يكتب لكم ويحرف الطبيعة البشرية في زمانكم كما حرّف التوراة . فهذا القلم الذي كان يفسد بإسم الدين اصبح الآن يفسد بإسم اللادين . قال تعالى : (وقضينا على بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين .. ) ، وهذا يثبت أن مركز الحياة هو الدين ، سواء بإثباته أو بنفيه ، فإن أُثبت فبقية الحياة لهذا الإثبات ، وإن نفي فإن بقية الحياة لهذا النفي . والإفساد لا يكون إلا من خلال الإيمان أو من خلال الكفر فقط ، أي من خلال عالم الروح أو من خلال عالم المادة ، فلاحظ الثنائية المتكررة في الحياة ، لماذا لم يقل القرآن ثلاث مرات إفساد فقط ؟ ولو كان الإفساد هو نفسه لما نجح ، لأنه سيكون تكرار ، والناس قد عرفت الإفساد الأول . ومثلك يرى أن الإفساد فقط في الدين ، ولا يعلم أن اللادين وجه آخر يستطيع أن يشوهه الفساد ايضاً ، فواقعك يثبت صحة هذه الوجهة ، أي في هذا الزمن كثر الهاربون مثلك من الإفساد الأول ، ليقعون فريسةً في الإفساد الثاني ، وهؤلاء يتصورون أن كل ما بدا أنه ضدٌ للشيء السيء سيكون هو الشيء الخيّر ، كما يفعل المشعوذ عندما يوهم المرضى أن لديه الصحة والعلاج بعد أن يذّم الطبيب الاول الذي لم يفلح في العلاج . وهذا ليس منطقياً . والعقل العامي ينخدع أكثر ما ينخدع بهذه الحيلة . بعبارة أخرى : ستستمرون طول حياتكم وأنتم تهاجمون الدين ، ويبقى هذا هو أهم محور في حياة الملحد ، مما يدل على أن الدين هو القضية الجوهرية للإنسان ، ويؤيد كلامي أنكم لا تتكلمون عن الإلحاد ، بل تتكلمون عن الدين أكثر ، فتقلّبونه وتحفظون نصوصه وتلعنونه وتشتمونه لأنه جاثم على قلوبكم ، ولو كان شيئاً تافهاً لنسيتموه من زمن ، وإن كنت مخطئاً فتجنبوا الحديث عن الدين إن استطعتم ، وأنا أتحداكم أن تتجنبوا الحديث عن الدين كملحدين طوال حياتكم . فقمة النجاح عند الملحد هو أن يبطل فكرة الدين عند غيره ، لا أن يقنعه بصحة الإلحاد ، مع أنه لا يستطيع أن يبعد نفسه عن الدين ، فهو يقنع غيره ربما ولا يقنع نفسه البتة . لا أحد يستطيع الخروج من دوامة الدين ، فمن يبقله ومن يرفضه ، هذا هو الواقع ، ولو كنت مخطئاً فغيّروا واقعكم . فاهتمامكم المنقطع بالدين يشبه العبادة ، فأنتم أكثر من يذكر كلمة الله حتى من المتدينين : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاُ وكرها) ، كل يوم تتردد على افواهكم كلمات مثل : إيمان ، الله ، الآلهة ، الأديان ، الأنبياء ، كتب مقدسة .. مما يشبه هذيان العطشان بالماء والثلج والعصير ، ودراسة بنيوية نقدية لما تكتبوه تكشف بالإحصاءات ترديد مثل هذه الكلمات ومدى جذورها في أعماقكم ، وهذا ما يؤكده المنهج البنيوي النقدي ، الذي يركز على التكرار للألفاظ والمصطلحات . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: والمسلمين أغاروا على قوافل قريش التجارية والتي لم تأتي لمحاربتهم فسلبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء وواقعوهن (إغتصاب) بمباركة رب العالمين ..فأين الأخلاق يا عزيزي..؟ هذه نظرة نصفيّة ، ترى نصف الموضوع فقط . من البادئ بالإساءة والقمع الديني ؟ هل هم المسلمون أم قريش ؟ وهذه الأموال التي في القافلة هي بعض أموال المسلمين التي احتلتها قريش الكافرة ظلماً وبتسلط ديني ، بعد أن اضطروا أهلها للهجرة إلى بلد لا يعرفوه ، وفرقوا بين الاب وابنائه بظلمٍ واضح لأنه رفضوا عبادة الاصنام فقط . وفذلكة التاريخ كما تريد لا تفيدك بشيء ، وتثبت عدم المصداقية ، وهذا ينصب في موضوع أن الإلحاد لا يحمي أخلاق أصحابه من الكذب ، فأنت تعلم أن القافلة رجعت سالمة ، وأنت قلت أنهم نهبوا أموالها وواقعوا نسائها !! بينما القافلة ليس فيها نساء اصلاً !! وبعد أن سلمت القافلة ، خرج مقاتلوا قريش إلى بدر ، ووقعت المعركة الغير متكافئة والتي انتصر فيها المسلمون ، ولم يكن فيها نساء لأنهم كانوا رجالا مقاتلين خرجوا من مكة بطراً ورياءً لتذاكر بهم احياء العرب ، وفعلاً تذاكروا ولكن بما لا يتفق مع غرور الكافر وعنجهية أبو جهل . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: التربية الدينية التي تعتمد بالأساس على الإيمان ب إله يراقب ويعاقب لضمان السلوك الأخلاقي الجيد وليس على تربية الضمير الإنساني مآلها الفشل ومن قال أن التربية الدينية تقضي على الضمير ؟ بالعكس فهي التي تحميه وتشجعه (ولو علم فيهم خيراً لأسمعهم) ، (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) ، وهذا يدل على أن الخير موجود في بعض النفوس من قبل أن تسمع إلى القرآن ، لكنه دائماً خير ناقص وغير محمي ، لكن التربية المصلحية هي التي تقضي على الضمير ، المصلحة عدو الضمير دائماً ، ولم يشتهر الملاحدة بأخلاق عظيمة ، بل اشتهروا للاسف بالعكس ، اشتهروا بالخداع ، والخداع من لوازم المصلحية دائماً . ولا يوجد للملاحدة نظم أخلاقي كما هو موجود على الأقل في الأديان ، فتستطيع أن تول للمؤمن إذا أراد أن يرتكب خطأ أخلاقياً : ألا تخشى ربك ؟ لكن ماذا عساك تقول للملحد ؟ ما لك إلا أن تخيفه بإكتشاف مضرة على مصلحته ، أو مكسب لم ينتبه له ، أليس كذلك ؟ لاحظ الفرق بين المؤثرين . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: لأن هذا الفرد عندما يشك بوجود ألإله الرقيب المعاقب سيصبح كل شئ له مباحاً .. إذاً هذا إعتراف منك ثمين ، فالملحد شك بوجود الله فأصبح كل شيء مباح له . وهذا إعتراف منك على إفساد الفكر الإلحادي للأخلاق . لأنه جعل كل شيء مباح . ثم ماذا يملك الضمير الإنساني ؟ هل يملك قوة بنفس قوة الإله في التأثير ؟ ومن عادة الضمير إختفاء الصوت تدريجياً لعدم الإستجابة له ، وهذا ما عبر عنه القرآن (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ، أي بما أن الضمير مؤثر غير قوي بنفس قوة الإله ، ذاً سيحصل عليه تجاوزات كثيرة ، فيختفي صوت الضمير تدريجياً ، كعادة أي عضو لا يستعمل ، مثله مثل التفكير فالذي يمنع نفسه من التفكير يكون عقله ضعيفاً ، ومن يمنع حسمه من الرياضة يكون جسمه ضعيفاً ، إذاً فالإلحاد تدريجياً يقضي على الضمير ، فالإلحاد يقتضي تتبّع المصلحة ، والمصلحة في أكثر الأحيان لا تتوافق مع الضمير بل وتعاكسه ، والإلحاد جاء ليرفع من شأن المصلحة ولم يأت ليرفع من شأن الضمير ، فهو ليس موضوعه الاساسي ، لأن موضوعه الاساسي هو المادة وعلاقتها بالإنسان ، فهو لا يصدق إلا بالمادة وإلا بعلاقتها بالإنسان ، ثم ما المشكلة في الجمع بينهما ؟ فالضمير والإيمان بالله نور على نور ، وقوة اكبر للخير ، والحريص على الخير يجمع اكبر روافد له ، إذاً فالإلحاد قلل من روافد الخير ، واقتصر على الضمير فقط ، بعد أن قدّم عليه المصلحة لتُضعفه ، فلو اكتفيتم على الضمير على الأقل لكان أهون ، لكنكم أتيتم بعدو الضمير وجعلتموه في المقدمة ، أعني بذلك المصلحة ، فمنطقيا منهجكم يضعف الضمير والأخلاق ، والمنهج الإيماني يقوّي الضمير والأخلاق . وبالتالي يقوّي الخير أكثر ، ولا يستطيع أحد ان يثبت خطأ هذه النظرة في مجال دعم الخير . (08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: وهذا ما يفسر التذبذب الأخلاقي للشخصية التي تنشأ في مجتمع ديني متزمت من تعصب مفرط الى إباحية مطلقة..! السبب الحقيقي في هذا التذبذب ، هو أن هذا الشخص لم يلامس الأخلاق أصلاً ، ولم يرتبط بها ، في كلا حالتيه ، في التعصب المفرط والإباحية المطلقة ، وهذا هو ما حصل لكم ولكن بصورة أكبر ، فمن ربقة الدين إلى عالم إباحي كامل ، فواقعكم كواقعهم تماما ، من الجهة الاقصى إلى جهة الاقصى المضادة ، وهذه حال الضائع ، فهو يذهب إلى آخر الطريق ثم يعود إلى آخر الطريق المعاكس للأول ، وربما تتكرر هذه الحالة التي تعرف بحالة التيه ، وليست هذه مقصورة على الأديان ، وافكارك الآن لن تستمر عليها في قادم الأيام ، لأنها ببساطة لم تبنَ على الأخلاق ، والأخلاق هي المعروف ، فأنت لا تعرف من أنت الآن ، وهذا ينطبق عليك وعلى غيرك ايضاً ، وكل تذبذبٌ على قدر حدته يكشف عن حالة الضياع ، فالإنسان كما قلتُ لا يعرف شيئاً سوى الأخلاق ، ولا ولن يشعر الإنسان بالأمن وهو لا يعرف ، فكان وصف القرآن لها دقيقاً بأنها هي المعروف ، بألّ التعريف التي تُستعمل لإستغراق الجنس . [/quote] RE: أدخلوا السلة (إلى كل ملحد مادي) - حامد علوان - 08-27-2010 (08-27-2010, 01:04 PM)الــورّاق كتب:(01-24-1974, 03:48 PM)حامد علوان |