حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
فتاة .. في طعم النسكافية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6)
+--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84)
+--- الموضوع: فتاة .. في طعم النسكافية (/showthread.php?tid=39273)



فتاة .. في طعم النسكافية - تيسير الفارس العفيشات - 09-28-2010




1

كنت قبل عش
رين سنة مضت امارس رياضة العصف الفكري كان صديقي الشاعر احمد ابوردن ؛ كلما اختطف من قلب المشهد العادي طبقة العدمي ذلك الذي يستمطره من مائدة الغيم فيصوغه كلمات يدثرها بحزنه الأبدي الذي سكبته أنثى في روحه ذات مساء كان يبكي ... كان صديقي يبكي دموعه مجان من أحرف ... كنت التقط تلك الأحرف لأمارس عليها عصفا فكريا ... كان المسكين يتألم
لا يعنيني ألمه في شيء
نحن صعلوكان لا نعرف مذاق الأنثى
كنا نراها كائنها من عالم آخر
كم كان أحمد شاعرا حزين .. لا يملك من الدنيا غير حزنه
كان يقتات حزنه
وما أجمل أن تكون كائنا بحجم حزنك
هل جربت يوما أن تقول وآسفاه أنني هنا في هذا الكون
ما هو الذنب الذي اقترفته
اتدري لماذا اقول أنني أرثي لحال الأنسان
واصرخ من أعماقي أننا متنا في اللحظة التي ولدنا فيها

في يوم شتوي مطير والريح تئن فاغرة فاها تريد ان تبتلعنا في جوفها ، قادتنا رائحة أنثى إلى مقهى جميل في الصوفية ، قادتنا إلى حيث الدفء يحتضن الدفء، تسللت شهوة النساكفه الى قلوبنا لمجرد أن رأيناها .. لم نكن قد طعمنها من قبل .. فنحن كائنان بدويان
بادرني احمد وعيناه إلى علب النسكافة:
ـ ما رأيك في أن تكتب قصيدة بعنوان (شجرة النسكافة) كنا نعتقد أن النسكافه شجرة .. ونحن الذين قرأنا امهات الكتب في الفلسفة والتاريخ والدين والحضارة .. ....
يعلم اللعين أنني لست بشاعر لم أكتب قصيدة في حياتي .. لكنه كان يطلق علي محجن الشعر والمحجن وعاء يعرفه البدو .. قلت له ويل لك أيها الجلاد الذي لا يتركني أهنأ لحظة مع رائحة الفتاة التي تبعنا خطاها كل هذا الريح والمطر ...
كانت عيناه لاتزالان تتبعان الرائحة التي تتطاير من فنجان نسكافيه أمام احد الزبائن .. لم يكن لدينا ثمن هذا الفنجان اللعين .. وكنا نشحذ مخيلتنا بما يكون عليه طعم النسكافية .. ونكتفي بذلك

رددت له الصاع هامسا في اذنه
ـ ما رأيك في أن ترسم لوحة بعنوان .
ابتسمت الفتاة وأومأت بالإيجاب؟.

نظر الى شزرا وقال أنا شاعر أيها الصعلوك
انا الملك الضليل .. يطربه لقب امرئ القيس
ثم غادرنا قبل أن يهدأ المطر أو تلوي الريح في مكان سحيق ………
لكن قبل وصولنا الى منعطف الطريق المؤدي الى الشارع الرئيس في الدوار السابع
همس صوت رقيق في آذاننا
لماذا تركتماني وحيدة ألست فتاتكما ..؟
قفلنا عائدين الى المقهى
لم نجد سوى رائحة النسكافة
وبقايا أنثى مرت منها
لكن ما كان ذياك الصوت الخفي الشجي ؟
هي قدرتنا التخيلية التي طورناها لدرجة كبيرة تفوق الوصف
اتدري ...
كم تمنينا أن نشرب النسكافة لكننا اكتفينا بالرائحة فقط
قال لي أحمد في حرقة
اليس من السهل على صعلوك معصوف فكريا ومخيلاتيا مثلك أن يخلق شجرة نسكافة؟
قلت له ولكنها لا شكل لها في الذاكرة المعرفية، أو الذاكرة البصرية. وها عشرون سنة تمضي، لم استطع خلق تلك الشجرة .. شجرة أحمد


في اليوم التالي، المطير، القارس، قادتنا رائحة ذات الأنثى إلى حيث تتلاطم (مواجيد الماء والظمأ والصحراء والبداوة مختلطة بأفكار افلاطون في محاورته لآنكسمارس كتابا كنا نقرأؤه على طول المسافة الممتدة من ناعور الى الصوفية حيث بقايا تلك الأنثى ) ، كانت لحظةً امتدت من نافذتها يدا وقد خلقت على هيئة الطير ما لم تخلقه يدي على هيئة لشجرة النسكافة .
يقول افلاطون إن القيمة في كونها قيمة لا تكون الا على قدر مثالها الذي تستوي فيها الأضداد.. كنت غارقا في شرح هذه المعضلة .. ورأي أن سؤال انكسمارس كان وجيها في طبع القيمة في العقل .. ما هو الشيء الذي جعلنا نعتقد أن هذه القيمة هي قيمة ... إنه سؤال في العمق لم يوفق افلاطون في اجابته ..
لكنك يا تيسير لا تدري الى أين يريد افلاطون سحب محاوره
لا..لا .. افلاطون .. افلاطون .. إنما اراد بقوله .....
كانت أنثانا (تضحك.. تضحك.. وينساب صوت الأنوثة من صدرها المشرئب ومن شفةٍ أنضجتها الحرائق.وعيناها آه ما اجمل عيناها وصدرها البض الغض .. نداء الأنوثة الخالد
إن حرائق أنثانا جنونية الطبع والطبيعة تضحك مل أوداجها قائلة من هذين المعتوهين .. أومع كل هذا المطر والريح يحظر افلاطون وانكسمارس ..
كان صراخنا يعلو كثيرا حتى عندما كنا نسير في دروب ناعور وأزقتها وانثناءاتها او في واديها .
احب عبد الرحمن بدوي وهو يكرهه يعتبره افاقا كبيرا يقول أنت دائما ما تستعيد شيخك الأفاق
كان يؤذني احمد كثيرا في موقفه من بدوي
يسميه
عاهرة الفلسفة
بدوي لم يكن فيلسوفا نعم .. ولكنه قدم قراءة للفلسفة .. لكنه كغيره من الفلاسفة مر بأطواره الثلاث ... .

يرى احمد أن بدوي كان سطحيا .. كان يسير على السطح دائما
كان كثيرا ما يستشهد بالتحليل الذي يصفه بالمقرف لكتابي السياسية وفن الخطابة لارسطو طاليس وتحليله الذي هو اقرب الى الوصف منه الى التحليل المعرفي العميق للسفسطائية التي سبقت سقراط واعتباره سقراط من من كبار السفسطائيين ..
بدوي بالنسبة لي غير ذلك ابدا .. وسبب عداء احمد لبدوي أنه لم يفهم بدوي أبدا.....
كانت أنثانا تنبت من علب النسكافة على إيقاع ضحكتها في لوحة أحمد الشعرية رؤوس بمناقير وأجنحة وذيول.. إن جنون أحمد حرائقي لكنه مضحك .
حلقت أنثانا في فضاء الظمأ النابت من عيون أحمد هذا الكائن الشعري
الذي لا يحسن غير الشعر
والصمت عندما تمر بالقرب منه أنثى
بعد عشرين سنة
كتبت إلى احمد هذه القطعة
قلت لنا: (تناولوا أحلامكم بسرعةٍ رجاءً بسرعة فالزمن مرّمن هنا )
واختفيت ياصديقي
تركتني في الثواني المجاورة
تناول أحمد حلمه بسرعة
وتناولت أنثاي حلمها السعيد بسرعةٍ أيضا،
لكنك نسيت أنني بقيت في الثواني المجاورة
وحيدا
اجلس إلى طاولة تحلم بنا
في هذا القفر البعيد
لم تعد ثمة رائحة للأنثى
اليوم
سأشعل الشموع
واعتكف
لأعيد تشكيل المشهد القديم
"تقودنا الأنثى إلى حيث الدفء
يحتضن فضاء اللوحة التي غادرتها
ظلك الذي لا زال هنا
ولكنني سأضيف إلى المشهد شجرة نسكافة
قد تحط عليها حين تتعب
لكني عرفت اخيرا
ما الذي توارى هناك من عهر صداقتنا
لاذ بالصمت أحمد
وببتسامة خفيفه
قلت له أتدري ماذا كان يصنع شيخنا المثقل بسنيه في وادي ناعور ؟
و أجبتني

بلا اصابع يبحث عن وحيه
عن أي وحي ليشهده على ولائه


2


أه ياحمد كيف غدرت بك ... يوم أن تبعت الفتاة وحدي
في ليلة دعوتها بليلة السكينة
بلا غسق انهمر فيها المطر بشدة ، ونامت الخيبة، وتثاءب النحيب .
فتحت كل شئ وأبقيتني معها بلا نواميس أو قواعد او قواميس، أخبرتها بعقدة مثلثك ذو الضلاع الثلاثة الذي ليست له زوايا، وبأن بوابات الغيب تنفتح كلما تحضر الرغبة. ضحكت كثيرا وهي تحدق بجدران الغرفة كأنها لغز لكن رائحة النسكافيه ما تزال تتبعني
قلت لها تعالي الي خرائبي . قالت كيف ؟
تعالي معي نبتعد عن جنون الثواني المهرطقات، والسنوات ذوات الألسنة تعالي نجهض الفعل. هكذا.. هكذا الشيخ علمني : احترق بالتجربة لكن لا تجرب ، العالم يقوم على اهتزاز خفي بين مجالين ، ولا يمكن ان يدار بالتدخل ، كما لا يمكن للمجالين أن يلتقيا .....
سألتني كيف؟
قلت .... نسق المتخيل العاري عن التجسيم لا يمكن له ان يتحول الى فم يبتلع الرغبة ..
لقد حاولت أن اعلمها لعبة مثلثك ... المعرفي
حين يفترشها ويلعق زواياها ينبت ثمة شيئ في مكان محدد ..
من أين ابتدأ الخط المنحني في زاوية مثلث الحكمة الهرمسي والى أين ينتهي ؟
ظننتني أعمذ عقلها وأغسل روحها واسكن عيناها المتراقصة.
يوم اخر بلا غسق، وجوع يفتح فكيه للمطر، ورائحة النسكافه تنسكب في جوفي .. ازمنة ومثلثات فقدت سحرها وناعور أخرى فقدت سحرها .. والشيخ يفتح كوة في الجدار أنه يرمقني بحروفه . فجأة تفاقم جدل بين العقل والسماء واذن مؤذن النص : انك لسارق .. علا صوتي من ذبح العقل وصيره امرأةً او قمحا يحترق، او جوعا ينبت على حفافي الوجود ؟
في شرفات السابعة ليلا بتوقيت مجنوننا نوفالس
منذ ان رجموا به روؤسنا وسحقوا معان جميلة كانت تمر مسرعة على شفاهنا
منذ اغتسلوا بدمه الدافق على جسد الظل
صارت ذاكرتنا لحظة عابرة في جسد الوقت .
واذنت في فضاء الغرفة
كانت تقول لي اسرجي لي نبض الليل كيما أكون الجرئ لمن طالبوك بدليل اختلافك ، لكني خذلتها يا صديقي وقدمت لها اوجاع المائدة ممزوجة بفرح باقةً من نجوم محاصرة في ابراجها السقيمة. وكنت كلما قالت آهة تترجمها لهم من رداء دخان بدلا من دم نافر في عروق بلوطة ناعور القديمة .. قالت المسكينة متسائلة : كيف تحز رقبة الغيب يا تيسير وتصب ملح كوابيسه فوق غثائي الجريح ونسيت انك من سميتني السيدة نسكافيه ..؟
ها انت ذا فتحت كل شئ ورحلت وابقيتني نواقيس تدق بصوت عاجز كليل ..
يا انت يا من أرعدت سماواته الى العنق بماء النسيان ، هل لي بكأسٍ من نقيع القمر ؟ هل لي بالمقطع الأخير من بتهوفن ..
كم أعجبني رنين العبارة الأخيرة
لو كنت اعلم بما ستفتحه علي بوابات عهرك لدخلتها وملأت بها احشاء سياق اخر لا يتماس .. ما ذا تريد ؟
سؤال مفاجئ
ومدهش
لا أعلم ماذا أريد ..
أريد أن أطعم شيئا ما ذقته من قبل..
أريد أن أسكب الأثير في زجاجة من وقت واسقيه أحمد أبوردن.. أو أعصر له عقل أبي حيان التوحيدي في كأس واصبه في شغاف روحه ..
ومن أبو حيان هذا .. أنه شخص بحجم الخيبه ...
بلا غسق، غاب في احراشه الليل ، ونامت المسرات ، وتثاءب قعر الضرورات. ...
فتحت كل شئ ورحلت وأبقيتني معها بلا نواميس او قواميس، لماذا لم تخبرها كما اخبرك المعلمون الأوائل ، بأن المثلث الحقيقي ليست له زوايا، وبأن بوابات الغيب تنفتح كلما تهدلت رغبة من هناك من فم المبالغة في حدها القاطع، المبالغة تقفل مداخل السماء وتكبل الاشكال بالصور والريشة باللوحة واللوحة بالرسام؟
لماذا افترقتما قبل ان اقول لكما ان دهاء السلف هو الذي جعل قعر المعرفة يضيء؟ ادمعت روحها ، وتوهج الكلام اكثر، وتجنح اللسان صوب الجوزاء الباردة ، وانساحت الدفائن:
حين يفترشها ويلعق زواياها
على مساء السابعة عصراً
منذ ان رجمونا
وجزوا عنق ابي حيانك
منذ اغتسلوا بدمه الدافق على جسده.. صار القلب زيارة عابرة .
اغثني ياكاهناً بلا اصابع وانقذني من هذا الغرفة اللعينة.. ذنبي ارتكبته دونك في أنني طارت رائحة النسكافيه اليها ..

هل كتب علي ان اتجسد فكرة عابثة لعوب طارتها .. على سفر الوسائد المخملية .. وأن أكون اجتراح ندم يسح دموعه على مذابح الحلم الكئيب هل اطارح النسكافيه على أنها ثيبا لعوب ..؟
وكأن الفراغ يرقص من حوالي وأنا أسكب فيه اسمينا نطفا لم تخلق بعد
لا لن تغرقني الرمال بسحرها أنا البدوي القادم من جرة الإثم المدفونة في قعر الذكريات .
هل قلت لك اننا لحظة جوع تتطاولنا على السماء ، سحابة قاصية واننا اعتدنا ركوب السحاب خيلا ...
هل قلت لك أننا أثيمة مبتلة بالسكينة وحفنة من لهفة وجوع
هل قلت لك أننا لفافة من ضوء ظللنا في فم الحلم
هل قلت لك أننا نشيدا صعد من الهاوية أو فجرا
انبثق
من
عنق الليل
نثرنا
اواصرنا
على
كل شئ

نحن ايضا نجمان. وبقايا اول حرف اراد استراقه،
كل نسيان



3

ولكن يا أحمد ما كانت تلك الوريقة التي أخرجتها من جيبي وقلت لك أنها رسالة من فتاتنا ها أنني اعترف لك بعد عشرين عاما أنني أنا من كتبها على لسان الفتاة .. اردت أن أغيضيك ولا أدري لماذا يستمرأني غيضك دائما .. لأنك لم تكن ترضى بأن تدفع بالغنم ظهرا ليسقى من العين كنت تتعلل بأسبابك ، وكل اسبابك واهية كان يغيضني استواء الشمس في قلب السماء كم كرهت أن اركب الحمار الأسود الى السيل ..حيث العين والغدران التي نسقي منها أغنامنا ...
الهاذا السبب ..؟ انه سبب لا يكفي لأن أعبث بخيالك الشفيف .. كذبت عليك .. لم أجرؤ في يوم من الأيام طيلة العشرين سنة ان ابوح لك بهذا السر ، خفت أن تمزق تلك القصيدة التي صارت فيما بعد تميمة المنتديات ومطلب جماهير المهرجانات .. وهي لا تعدو عن وحي رسالتي المزيفة... خفت عليك أو خفت على القصيدة لا أدري.. لقد كنت كذابا كبيرا يا صديقي.. لقد كنت كذابا .. أتذكر يوم أن جلسنا على كتف الصخرة الحمراء .. صخرتنا التي كانت تقف بوقار وحياء وبجبروت تقف كشاهد أو كحارس على الوادي ....
يوم أن أندفعنا في حوار حول الكذب .. أردنا أن نخرج بأنفسنا من هذه الورطة ورطة أن كل ما نشاهده في الناس حولنا لا يخرج عن دائرة الكذب .. إذن ما هو الكذب ؟ ما كان عليّ أن أعود الى حديث مصلنا على تلك الصخرة المارقة.. لكن ماذا افعل وأنا أحاول ولو لمرة واحدة أن أكون صادقا معك ... وحينها
قلت لك ألست حينما تقول : إن الكون جميل أو رحيم أو صديق أو معقول أو أخلاقي، إنما تدافع عن الاله وتغفر له وتستر عيوبه ؟ كان هذا السؤال هو الذي دعاني أن ألقي عليك محاضرة طالت وأذهلتنا عن قطيع الغنم الذي راح يغيب عن عيوننا وهو يتلوى في الهضاب البعيدة ..
أليس في الكذب كل معاني المحابة للاله ؟ أليست هذه المحابة مثل محابتك للسلطان الردئ أو للوجه الدميم ..؟ هل يمكن أن يطيق الإله أو أن يغفر لو كنّا صادقين معه .. لولا الكذب المنطقي والديني والمذهبي والنفسي والتعليمي والأخلاقي لما استطاعت البشرية أن تتحرك هذه الحركة العجولة .. إن الكذب هنا هو أنفع اختراعات الانسان في مواجهته للطبيعة ولنفسه ولأربابه وأنبيائه وزعمائه.. في معاملته لواقع لا يمكن غفرانه ...أو الفرار منه ..
إننا يا أحمد.. لنحتاج أن يكون مكذوبا علينا مثل احتياجنا الى أن نكون كاذبين ...
أيهما الكاذب يا احمد أو المذنب ؟ الوجه الدميم ام الذي يقول عن مثل هذا الوجه أنه جميل رحمة أو حبا أو تهذبا أو مجاملة أو تحرجا أو تمنيا .. وهل فيهما كاذب أو مذنب ؟
يجئ الإنسان ليظل يواجه ويمارس فعلا رهيبا من التصادم والمقاومة والرفض والمخالفة ..يأتي ليتصادم حتى مع ذاته.. هو يمارس حربا دائمة مختلفة المستويات متعددت الجبهات والأعداء .. إن عقله ومنطقه وأمانيه واخلاقه واحتياجاته وتوقعاته وضميره وحبه وبغضه وكرهه وتعاليمه وأديانه وتجاربه ورؤاه كل ذلك فيه يتناقض ويتصادم.. حروب كثيرة مرهقة وهو وحده المهزوم هو وحده الحاقد حقد المهزوم المنكسر ...
إن هزيمة الأنسان يا أحمد ... أمام آلهته وأنبيائه وزعماءه وأخلاقه هي هزيمة لعينيه هزيمة لروحه ... إن لا شيء يصدم إيماننا مثل ما يصدمه ما نؤمن به.. وأنه لا شيء يجرح عيوننا كالذي تريد التطلع إليه عيوننا .. الانسان يأتي ليعيش في عالم متوحش مخيف من الاعداء والأضداد ... ومن الخارجين عليه .. ومن الشاتمين لمنطقه وأخلاقه ولكل معاني الإنسان فيه .. أما عيناه فيا أسفاه لهما ..
لقد كان محتما أن يصبح القادة والزعماء والكهان والمعلمين بارعون في الكذب لقد كان كانوا كذبة بكل المستويات وكل الأساليب، واكاذيبهم هي أكبر الأكاذيب ..
الصدق يقتل، الصدق لا يطاق، الصدق لا يريح . الصدق يشوه صورنا ونماذجنا المعروضة .. الصدق عدوان على آلهتنا عدوان على رؤيتنا على تفاسيرنا على أوهامنا على أخلاقتا على عواطفنا .. الصدق ألحاد وزندقة وكفر .. الصدق بذاءة وقسوة الصدق همجية كهمجية الطبيعة تعبير عنها وتذكير بها ، الصدق رؤية الطبيعة بكل بذائتها .. هل يستطيع أحد أن يتحدث عن الطبيعة بصدق كما هي .. إن الصادق يتحول الى طبيعة همجية بذيئة ولكنه يتفوق عليها بالتعبير . الصادق يستحق الرثاء لأنه شاذ وغير معقول .. أنه كائن غريب هو كذلك لأنه يرى الأشياء كما هي ويتحدث عنها كما هي ......
وتجنبنا لكل ذلك فنحن عدوان على الصدق ..
أما الكذاب فهو كائن نبيل كائن صديق، لا يفرض علينا شيئا ولا يكلفنا شيئا .. لا يشترط علينا أي شرط ..ألا ترى الى الكذب الديني والوطني والقومي والمذهبي والتعليمي ألا ترى ذلك أنفع هدية يهديها الزعماء والأنبياء والكهان والمثقفين للناس .. ألا ترى كيف يكذب الزعيم على ابناء شعبه وهو يتحدث عن قيم شعبه وأخلاق شعبه وقوة شعبه وتاريخ شعبه في الوقت الذي يتحدث به عن أخلاقه هو وانتصارته هو وقيمه هو... انه يكذب على جماهيره .. لأنه لابد أن يكذب وإلا تحول الى صادق .. اذا تحول الى صادق رفضته هذه الجماهير وثارت عليه ..الصدق واقع الطبيعة والكذب واقع الإنسان .. اذن الصدق والكذب كلاهما واقع أي حين افتراضهما نقيضين .. وحينئذ الأنسان أحوج الى واقعه من احتياجه الى واقع الطبيعة .. الانسان أحوج إلى أن يكون إنسانا أي أحوج الى أن يكذب ويعيش في الكذب .. وكذا تحول الكذب الى صفة من صفاته وواقع من واقعه .. أما الصدق فهو كسب اي يحتاج الى أن يتعلمه ويحاول أن يتعامل معه .. وتراه اذا تصرف أي تصرف فهو يكذب .. اذا مشى أو تحدث اذا فتح شفتيه كذب اذا صلى وتعبد كذب وياله من عذاب وقبح ومرارة وتشويه أن تعجز الجماهير عن تصديق الأكاذيب أو عن قبول التفاسير الكاذبة لمعنى وجودها .. كيف تريد الجماهير الصدق ؟ ولماذا أصلا تريده ؟ أعني لو كان ممكنا أن تعرفه وتتعرف عليه .... أليس الصدق يحولها الى حرب ؟
وياله يا حمد من صمت ران على قلبك .. ولسان حالك يقول أنا شاعر إذن أنا اكبر الكاذبين .. لا أنت تحس الصدق لأنك تتحسس الكذب .. أما أنا فكاذب يا أحمد ..
أنا من كتب الرسالة ووشاها بتلك الصور المعتلة .. ها أنا اعترف لك .. بعد زمن طويل
فألى قلبك أنداء الفجر وانثيالات الورود الخجلى .. من هنا مررت اعصارا فلا تبتاس .. ربما كانت شجرة النسكافية التي لم أستطع رسمها هي السبب
كانت مقدمة الرسالة تقول.... وتركت لخيالك القادر على تجسيم المشاهد أن يرحل بعيدا مع فتاة النسكافية وسكينة الوادي ...
ها انا ذي تعصف بي الذكرى ويشتدد بي عطش الحنين ولوعة اللحظة الغارقة في سباتها الأبدي الى الذي لا يأتي الا بعد انعطافة الزمن نحو بعد آخر .لكن هل ثمة أمل في أن ينعطف الزمن وهو يسير بخط مستقيم
كيف يمكن أن استعيد تلك اللحظات المجنونة والوعي الذي خبأته ذات مرة في مجاهل نفسي لكن لماذا علي أن أستعيده في هذه اللحظة التي ارشف فيها ضؤ القمر بعد أن كسرته بشيء من آهات السنين ؟
كيف يمكن أن أتمثلك وأنت مصيري العذب الذي مر منها يوما ما طيفا أنيسا كان يبكي بدموع من غدير ... وترك أشياؤه الأثيرة في مفاصل جسدي الملتهب
ضد كل البشر، كنت تريد ان تختبر أنني أنثى مختلفة ، تجرب معي متعة الكلام بعد صمتك الطويل ، ان تمارس متعة روحك وسط قوافل الزمن الراحلة الى حرائق الشوق واللهيب، كنت تعرف أنني أشتهيك أنني أحظنك في أحلامي أنني أمارس معك كل أحلامي .. لم أكن أريدك حلما ولا يقضة أريدك هكذا حضورا صاخبا ، لهيبا حريقا .
انك لاتدري كيف أسلمتك انوثتي مذ رأيتك في حلمي طوقا ينجيني من جسد يكاد أن يخترقه كل العابرون على الطريق وتخترقه كل الأحلام .
خلعت عني قلبي، والبستني رداءا من شفتيك وبمذاق شفتيك هدمت كياني كنت وسؤر وجدي المشبوب . كم كان يلزمي من صلاة كي أصير أنا علامة ذهابك على الطريق يجب أن تتوقف هنا !
كم كان يلزمني من الصمت، كي اذروك هناك على مسافة من قلبي .
انت الذي تعرف كيف تراقص انثى تداعبها و تعبث بأشيائها الخبيئة . تماما, كما تراقص الكلمات. أنا لست سوى كلمة هاربة من معناها إليك .. كلمة أنت وحدك معناها ..
لقد اشعلتني حريقا كبيرا لا تنطفئ له جذوة أيها البدوي ..
ثم رحت تحتظني ، كما تحتظن كلمة هاربة من ماضيها .. وأنت من قال لي يوما أن الكلمات لها ماضي لها تاريخ لها بكارة .
أية إثارة وأي حنين للإثارة هذا الرجع المدوي ونحن متكئان على السرير نقترف فعل الكلام حينا والصمت أحيانا ..
اشعر بقشعريرة هادئة تنتاب كل جسدي.. يا هذا الليل الذي مسد جسدي بشهوته
ارتجف قليلا واشعر بخدر يتسلل الى كل جسدي
استمر قليلا قليلا أعبث بأصبعك الوسطى قليلا
لا اريد ... اريد ... اريد بشدة ... ولكن ماذا بعد كل هذا .؟
ها ارسم احتراقي ، ليشتعل الكون
ايها الذي صار قدري ، كيف لي ان انسى ...كل ما حدث .. وكيف حدث .. وفي اي ساعة سرورر للكون حدث
يداهمني طيفك يذهب بي الى تلك الاماكن القصية .
تأتي دائما في ساعة متأخرة كالليل .
تضرم الرغبة في صمتي ...وترحل الى زواياك المنسية .
اركب اليك جنوني.. وأحملك على جناح السكون
انت عطري . و حالة من الروعة . في عتمة الذكرى. تدخل النور الى دهاليز نفسي...توقظ رغباتي المستترة...ثم تمضي
وانا ما زالت انثى الذكريات .تخلع وترتدي الكلمات عن ضجر جسدي..على عجل.
ها انا ذي عارية الصوت والجسد ...اكسو كلمات اللقاء بالتردد بين سؤالين.
احاول كعادتي ان اخفي بالثرثرة عنفواني ... التهابي حاجتي الملحة لك ....
ها انا ذي عارية الجسد تماما ... أتلمس نهداي واتحسس يديك
اذكر كيف طوقتني من الخلف ثم ادخلتني اليك هناك صرخت من ألم اللذة وجنون المتعة
اذكر كيف قبلتني هناك في دوامة الخلق ومأساة العالمين .......
ها انا عارية الا منك
انت ردائي الوجودي وانت رداء روحي
تقفز الى ذهني تلك العبارة التي قلتها بين لحظتين انت تعرفهما جيدا اننا مع الحرية نصير وجودا مكتملا..
وسألتك كيف ؟
قلت وانت كعادتك اذا اردت ان تبسط مقصدك تعاليت على من هم حولك حتى صار حديثك في غاية الصعوبة وقدرة الأخرين على فهمه .. قلت اي اننا نتحول الى تيار كوني يرقى فوق المكان والزمان ويصبح الشعور الكامل باللذة هو الشعور الوحيد الذي يمكن أن نتقبله كذوات او كذات واحدة . لا يمكن ان نصل الى مستوى اللذة الا بالحدس الخلاق .. الحدس مرتبة فوق العقل لأنه ينفذ من باطن إرادة الحياة وهكذا لا يمكن فهم إرادة أننا موجودين هنا إلا بفهم إرادة الحياة السارية في الكون وتلك هي متعة أو جحيم أننا موجودين هنا وعلى هذا النحو ..
كنت اجلس انتظرك كلحظة خالدة في الساعة المواجه لحظورك.. .. حيث جلست يوما مقابلا لدهشتي. استعيد بك ذاتي ..
ماذا تراني افعل الأن بكل تلك الصباحات دونك؟ وثمة هدنة وعطش لا يرويه غيرك . لأنك أنت المورد الذي يغذوني....
ما نفع أن تقرأ كل النساء
ها انا ذي عارية الا من
اذكر كيف قلت لي ذات لحظة لقد تجمعت وتكثفت شهوة نساء العالم بك حتى تحولت الى كتلة من الرغبة المتفجرة .
وحينها قلت لك انت وحدك من يحولني الى هذه الحالة التي اعشقها ..
أنا صاحبة الجسد الشهي والريح الضاجة بالممكنات والنور الذي يتلفع بأهداب الليل .. أليس أنا ليلك كم أكون حارة في الليل مع انكسار الظلال على السرير الوثير وهفهفت الحرير على جسدي وتهدل شفتي السفلى بطلائها القرمزي يعلو الدثار في عيني اكثر عباراتك اثارة وجنون .....
يا سيد.. المستحيلات....والحزن العابر للامسيات.. والشوق المثخن بالذكريات
والانبهار الدائم بليل لن يأتي على شاكلته ليل آخر .
ريثما تعود ثانية، ريثما تعود من جديد، ما زالت في كل ساعة متأخرة من الليل اتساءل...ماذا تراك الان تفعل ؟
اليوم تعود ..
اسألك : لماذا تلبسني ابتسامتك الليلة بالذات ؟ وانا مسكونة بنداء الحيارى
أينتهي الشوق عندما نبدأ بالضحك من الاشياء التي بكينا بسببها يوما؟
وقبل ان اسأل.لا بد لي ان اغير وجهة الحديث
سأجرب معك الصمت اليوم وأترك جسدي المحترق يثرثر
وما بين كلمتين صار توحدنا يتما ..

قلت لى انا البدوي الذي يغادر كل المساءات والفضاءات ويرحل في سكينة الى خيمته . لكنك رحلت بدوي
كان رحيلك الليلة عبث وجودي كبير كم تمنيت أن تأخذني الى تلك الخيمة لأجرب طعم الحياة فيها .. كيف هي خيمتك .. من أية خيوط حكتها .. وكيف حكتها ... ليتني أراها ...
ألم تقل لي يوما ان هذه الخيمة التي شهدت ولادتي هي التي ستشهد لي .
ثم تابعت كعادتك حارفا مجرى الفكرة نحو عمق اكثر
لأن اليل يفتح عيونه الجميلة على أكمات نفسي الجريحه فاختار ما كنت اقوله لا ما يقوله الليل دائما . الليل في الخيمة يتسع يتحول الى كون شاعر .. ويتحول الى حزن
اني احب كل ما يثير فيّ البكاء..... والليل يبكني ...
من لا يبكيه الليل فليس هو صاحب روح تنطلق من اسارها
روح تتفلت من عقابيل الزمان والمكان
ضحكت يومها. استنتجت انك بدوي لم تغادرك البداوة إلا الى العقل ..
اني لا اصدق ايضا ما قلته مرة، من ان مأساة الأمل الكبير , أنه يموت دائما صغير . لم أفهم ماذا اردت قوله ... ولا سبيل الى فهم خياراتك
وانما كنت افضل لو دعوتني , بعيدا عن فضول الاخرين ، ألا يمكننا ان نعيش اشتعالات عالية.....في خيمتك
الخيمة كائن حي يتنفس الهواء تماما مثلنا .. كائن يثمله المساء ويبكيه المطر
ليتك فعلت ذلك ....
ليتك ....
كيما اموت بين حرفيك ويطبق الصمت
ليتك جعلتني شهوة غارقة في حمئها ولهيبها
أظنك ستمضي بأوهامنا ونلتقي بمن يدعوّن الأحادية على أرجوحة متسلقة ترنو لتعزف من موج الأنفاس حرقة الجوع و اقتراب الحنق الأخير …يتلألأ في ذلك الأفق.. يقترب من هذياني ، صوتاً وحضوراً، المسه بحزني ويتلمسني بشفرته المظلعة ، اطلب منك العزف دون الغناء لان في ذلك تكفير لعوائي الجريح ، تخيلت أنك ستهبط عن المائدة وستخاطب ضمير الليلة كما خاطبة منفى الصمت يوما هل لي الى كشف نبوتك ايها البدوي .؟
.فالليل اسود والنهار لاينتمي الى الكل.. والعبق الآتي من ماضٍ مرّ من هنا يغامر قوافل الذكريات .. ثبت ذلك النسب الذي ظل يغاير ما هو سائر.. الأرصفة وأروقة الاختلاف المبتل بذلك التوافق الجليل .. رمزنا لبعضنا أسماء تعلمناها في منفانا الوجودي .. حاولت ان أورق لك فخذاي وأن عطر لك روحي ، حاولت الرقي الى معراج جسدك ..بعين مغادرة مقفلة على الوجود.. يراعي ان لا يجرح خذلان الأرجل المسترسلة .. حاولت حملك في أكفان الليل .. حاولت شم عبق الاختيار ، مروراً بهيجان الرمال المخترقة مسامات الليل الساكن المراقب لمداعبة أجنحة الفناء المحلقة بأصواتها السابقة لأحداث ليلةٍ دامية تعيد مجدها هذه الأصابع الناقرة على دفء القهر والشروع في محرمات الإزالة .خمسة عشر دقيقة مرت من ها هنا ورياح الليل تحيط بخصر ونهد .. مراوغة تلك النظرة التي ترمقني بها تارةً أحس أني المنفردة على الوتر المنفرد، وتارةً أقابل هذا التساؤل بشيء من السخرية وشئ من السخرية وشئ من الآمان، تحت ضوء العبور واختصار الأوردة، على طريق مجدك المتدلي مثل عمر زائد، وقبة فائضة عن الحاجة . ماذا تريد مني أن أكون .. أنثى الوقت أم رائحة النسكافة .. أنا لست هذا النثار المتطاير شهوة فقط في الجنوب ريح لم تألفها كما ينبغي .. يوم أومأت لك بعيني أن اتبع ظل احتراقي الى السرير الذي لم تجرب أن تغتسل في ردهاته قلت أني أغتسل بماء الظهيره فقط .. أويزعجك هذا الأختلاج بين نهدي و الضلال... لم تحر جوبا ..
هذا الرهف الزائف القادم من الجنوب العتيق مع أعاصير الذكريات وآلام الأوهام المقدسة تحت وطاءة صلاةِ الكلمات الذي ما زال يغني عن حبيبته الضائعة ولم تصبها أوهام قاع الغياب
.ويا ليتني تمنيت لكانت أضاءت لي حلماً كتبته قبل بلوغ أعمدة هذه الغرفة و افتراض الخطايا والنقر على مأوى معتم من تخمة الوقت ... أتذكر يوم أن قلت
تعالي لنبكي سوية ولنتساقط قطرات دموع على ثرى الصحارى وفي قاع الأودية وعلى الذرى النائية ..تعالي أيتها الأرض امنحي الأفق فترة يقضة ..ضاق الزمان ذرعا بالوهج القاتل .. كنا نبعث مع االثواني ولم نعلم أننا هيئنا خارطة موسومة باختلاجات ماضٍ لم يكن ماضياً أبدا .. وتلك الرسوم كانت هي من خط الطريق .. منبعثة في أوكارها مثل صهيل مجسم ينبغي أن يكون عتقاً للارقاب ولكن صارت عبئاً للأوقات .. يتناثر مع كل انفلاق للقهر .. .. منحتيني كل هذا الألم وماذا افعل بمهجة متعبة تنتظر الانتقال الى رغبة مكبوتة لم تتحقق
وهكذا شممت الليلة وردة كالدهان
هضمت ليلا مجنونا كأنه منافي اخترناها بعد حين على ولادتنا
ارقد ايه البدوي بين ذرات الرمل وسرّح أغنامك في جبالك ووديانك .. واشرب من أكأس المساء واثمل وتحول الى تهليلات واصدح بأنغام السماء وتعلم نبوغ اللحظة وجنون البسمة وحيرة العصر فلن أجدك ....
ما لعينيك لا تفيق ..؟
ما لقلبك لا يفرح أيها الكائن الذي خلقت من حزن ...
ترتل ..و سلك طريقاً آخر مراقية حبات التوحيد نحو عاصفة الأخرى المزيحةً أمامها ساعة مملة أخرى .. حتى يتسرب الخبر عبر عفونة الجدران وتختار السخونة فهي الأضمن للبقاء ، وهذا السكون وهذا الوجوم لا يشبه انفعالات أمسٍ
ليس للزمن أثر على هذه الأرصفة فالشارع يعاقر الشارع ولا أمل في اليقضة والخيمة تئن مع أوجاع الريح الشمالية التي ما فتئت تشرب من نقيع الرمال ببردها ووجعها
لم تعافي شمسها هجيعا سكن أوردة الصحارى فلا تتغن سيدي بالصحارى و باوصالي المرجوة للعزوف
ساعة ان جررتك للسرير علت الدهشة رأسك
.............



















[/size]