حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أزمة الضمير الأدبي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: أزمة الضمير الأدبي (/showthread.php?tid=39292)



أزمة الضمير الأدبي - احمد زكريا - 09-30-2010

أزمة الضمير الأدبي…1

بقلم/أحمد زكريا عبد اللطيف

- الأدب في جوهره يعني التعبير الفني الإبداعي عن موقف الإنسان ورؤيته لمشكلات الحياة وقضاياها وتصويرها.. وتلمس أساليب مواجهتها.. والكشف عن الإمكانات التي تنطوي عليها الطبيعة الإنسانية.

- والأدب بهذا الاعتبار يقوم بدور إيجابي نشط في التعبير عن وجهة نظر الأديب المبدع في العديد من القضايا وتسجيل أحاسيسه ومشاعره إزاءها.. وهكذا يسهم الأدب بقدر كبير وحظ موفور في الاتجاهات الفكرية والقيم السلوكية والأساليب الحضارية ونشرها بين الناس.

- وكلما كان الأديب مدركا لمثالية الأدب فاهما لقيمته وأهميته واعيا لمجتمعه أمينا على القيم والمبادئ حريصا على الحقيقة والجوهر بعيدا عن الزيف والضلال كلما كان مصلحا لمجتمعه وصالحا في نفسه.. كذلك كان أدبه في صالح المجموع الإنساني الذي يشاركه الحياة ويتأثر بأدبه في حياته وبعد مماته..وهكذا يتاح للأدباء أن يكونوا أعظم تأثيرا في حياة البشرية.

- ومن هذا المنطلق كانت مهمة الأدب ثقيلة وصعبة.. وكانت مسئولية الأديب والفنان مسئولية عسيرة تضع في عنقه أمانة التعبير عن الجيل الذي يعيش فيه.. والقدرة على النفاذ إلى آفاق المستقبل بالإحساس المرهف والشفافية الملهمة ..ولن يتحقق ذلك ما لم يكن الأديب والفنان على صلة وثيقة بهذا المجتمع في قيمه ومثله ومبادئه.. مرتبطا أشد الارتباط بجذوره الممتدة في الأعماق والأغوار..وذلك لكل أديب أصيل وهو أحرى أن يتوافر في الأديب المسلم .

- وإذا كان الإخلاص مطلوبا في كل أمر فهو أشد ما يكون ضرورة للأدب والفن.. فكلما كان الفنان والأديب مخلصا عظم أثره وجل قدره وازداد خيره ونفعه.. وكلما توفرت الأمانة وتحمل المسئولية في الأديب والفنان وكان حريصا على الصدق في النية والغاية واعيا بحقائق الحياة المغيبة وسط أكوام الضلالات ومتاهات الأهواء والانحرافات مع وضوح الرؤية الدينية في ذهنه جيدا.. إذا تحقق كل ذلك كان على درجة بالغة من الحساسية التي ترقى به إلي قمة التعبير والتصوير والتأثير.

- أهمية الحرية المنضبطة النقية للأدب والفن:

- إن الأدب بهذا الاعتبار السابق لا يتأتى إلا في أجواء الحرية النقية الصافية.. وليست الحرية المتمردة على الدين والقيم والمثل والأخلاق.

- إنها الحرية المتألقة بعقيدتها وإيمانها بربها وبكرامة الإنسان وحقه في الحياة الكريمة الراقية المترفعة على الدنايا والرذائل والتفاهات والسفاهات.

- وبهذا أضيفت وظيفة أساسية إلى وظائف الفن المخلص الصادق.. وأعني بها الدفاع عن الحرية ،لأنه بغير الحرية لا يتحقق لهذا الأدب وجود.

- ولكن أية حرية هذه التي نتكلم عنها..أهي حرية الشرود والجموح؟

- أم حرية البذاءة والإفساد؟

- أم حرية التعالي والغرور؟

- كلا..لا هذه ولا تلك.

- إنما هي الحرية البيضاء النقية التي لا تشوبها شائبة ولا تعتريها ذرة من دنس.

- إنها حرية أهل الحق والصدق والإخلاص والوفاء والالتزام.

- ومثل هذه الحرية لا يمكن أن تنحني أو تهزم مهما يكن جبروت الاستبداد.. وكذلك فإنها تمد الأدب المخلص بإمكانات فريدة وقدرات عجيبة على الإيحاء والتوجيه والتأثير.

- ولكن يبدو أن كلمة(حرية)قد امتهنت امتهانا شنيعا في زماننا ،وحقا ما قاله الأستاذ عبد الله حسين في مقاله الرائع في جريدة الأهرام القاهرية(6مارس2003):"فأصبحنا وأضحينا وأمسينا وقد كثرت جموع المتباكين على هذه الحرية كما يفهمونها - حرية التضليل والتهريج والتخريب والإمعان في الإفساد في الأرض ـ هؤلاء المتباكون على (حرية الأدب والفن)غير مخلصين للأدب ولا للإنسانية ولا لدينهم ووطنهم.."

- وإذا كان بعض الكتاب المعاصرين يختارون الجانب المنحل من المجتمع ليقفوا إلى جواره مدافعين عن أهدافه الممقوتة وغاياته الشريرة وأساليبه الهابطة الدنيئة ،فإن ذلك يشكل أزمة في الضمير الأدبي عند الكتاب قبل أن يكون أزمة الافتئات على حرية التعبير والإبداع.

- إننا في هذه الفترة من حياتنا ننظر إلى أدبنا وفنوننا المعاصرة فنجد أنها تعاني أزمة شديدة عنيفة ،سببها في الأساس الاختلاف في الإخلاص لرسالة الأدب والفن الحقيقية .

- والأدب الحر المخلص لا يخشى على حريته من الآداب الرخيصة.. ولكن يخشى من هذه الآداب الرخيصة أن تدنس المجتمعات النظيفة وتعكر صفوها وتبدد نقائها وتضيع سلامها وأمنها ودينها.

- والتحدي مازال قائما،والصراع مازال محتدما.. وعلى المخلصين من عباد الله الحريصين على نصر هذا الدين ونشر دعوته ودحض دعاوي الإلحاد والانحلال مواجهة التحدي ومقاومة الباطل ،مهما تكن حدة الصراع .

- والأدباء المخلصون في دعوتهم أقوياء بفضل الله سبحانه أولا ..ثم لأن قضيتهم هي قضية الفطرة السليمة والنفس السوية .. فعلى أدباء وفناني الإسلام أن يخوضوا الغمار.. ولا يتركوا الساحة خالية أمام العلمانيين والشيوعيين والإباحيين..والله معهم ولن يخيب سعيهم.

بقلم/ أحمد زكريا عبد اللطيف



الرد على: أزمة الضمير الأدبي - jafar_ali60 - 09-30-2010

يا دكتور احمد

يا نلعب بساحة الادب يا اما نأتي بالطابة الي هنا ، ولذا سمحت لنفسي بجلب شقيق موضوعك اعلاه الموجود في غرفة العناية المركزة بالادب لكي لغل وعسى يكونا رأسي حربة ضد اعداء الدين ويمارسون " قلة الادب"





الفن وأثره في تطوير منظومة القيم للمجتمع
الفن وأثره في تطوير منظومة القيم للمجتمع

بقلم: د/ أحمد زكريا عبد اللطيف

- إن الناظر للغرض من الأدب والفن في الإسلام يجد أنه محاولة جادة لإصلاح المجتمع وتطوير قيمه.. وليس تجسيد الواقع بما فيه من مفاسد.. كما تذهب إلى ذلك المدرسة الواقعية.

- الفن في نظر الإسلام:

- إن نظرة الإسلام للفن تختلف عن نظرات المذاهب الأخرى من شيوعية ورأسمالية ووجودية...الخ.

- فهذه المدارس ترى الفن غاية في نفسه.. لذلك تطلق نظريات من نوعية الفن للفن أو الفن للحياة.

- لقد طغى على الساحة مدارس كالواقعية والحداثة والتجريدية والتجريبية وما بعد الحداثة ولا ندري بماذا سيخرجون علينا غدا.

- الفن وسيلة وليس غاية:

- وهذا أمر نؤكد عليه كثيرا،فرغم اعتقادنا بأهمية الفن والأدب في النهوض بأمر الإسلام،إلا أن الفن والأدب يظلان وسيلة لتحقيق غاية عظمى.. فإذا قصرت الوسيلة عن تحقيق تلك الغاية أو خالفت ثوابت الشريعة فلنتجاوزها إلى غيرها.. ولا نمكث أسارى تلك الوسيلة أبد الدهر.

- ولذلك نحن نرفض بشدة مبدأ (ميكافيللي) الذي طرحه في كتابه الشهير (الأمير) الذي جر الويلات على الأمم والشعوب وهو مبدأ – الغاية تبرر الوسيلة – وهذا إن سلم به في المذاهب الأخرى، فلا ينبغي بحال أن يلقى قبولا في الإسلام..فلابد من شرعية الوسيلة مع شرعية الغاية.

- وفي هذا المعنى يقول الأستاذ:محمد قطب: إن الفنان الجاهلي يرفع شعار (الفن للفن) وتحت هذا الشعار يعيث في الأرض فسادا ويسانده نقاد من جبلته وجمهور يبحث أصلا عن الفساد واللهو ولا يبحث عن الرفعة والاستقامة.. أفسده أولياء الشيطان من اليهود وزينوا له الهبوط بدعوى(التحرر) و(الانطلاق).

- والفنان المسلم غايته رفع الناس إلى المستوى اللائق بكرامة الإنسان الذي كرمه الله وفضله على كثير ممن خلق...وهناك في الأزمان المعاصرة خاصة ..فنانون(ملتزمون) لا يقبلون شعار(الفن للفن) ويستعيضون عنه بشعار وثني آخر(الفن للحياة)أي حياة؟ من الذي يقرر معاييرها ومبادئها؟

- والفنان المسلم لا يقبل شعار (الفن للفن) ولا يقبل كذلك شعار(الفن للحياة)بمفهومه الجاهلي المعاصر..أ.هــ (لا إله إلا الله- عقيدة وشريعة ومنهاج حياة).

- إنما الفن نشاط إنساني يقوم به أصحاب المواهب ..غايته عبادة الله بالمعنى الواسع الشامل للعبادة الذي يشمل فيما يشمل – عمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني- ومحاولة تغيير المنظومة القيمية للمجتمع بما يتوائم مع تحقيق سعادة البشر في الدارين .

- نماذج من الفن الراقي:

- قبل أن نذكر النماذج الفنية الراقية فلننظر إلى أسلوب القرآن في معالجة أصعب القضايا الشائكة.. فنجد القرآن يتكلم عن العلاقة الجنسية في أسلوب راق لا يخدش حياء ولا يهدم قيمة.. بل يبني ويعلي ..فانظر – رحمك الله – في قوله تعالى:"نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم..".

- كيف عالج تلك القضية الحرجة في أدب راق رفيع ،وحقا ما قاله شيخنا الدكتور ناجح إبراهيم – حفظه الله - :إن هذه الآيات التي تناولت أكثر من قضية جنسية يقرأها الطفل فيفهم منها ما يتناسب مع سنه دون خدش لحياءه،وتقرأها المرأة دون خجل ،ويقرأها الكبير والمتعلم والجاهل وكل يجد فيها ما يناسبه،دون جرح لأحاسيس أو اعتداء على حياء إنسان.

- وكذلك لو تأملنا قصة يوسف-عليه السلام – مع امرأة العزيز...إلخ.

- وقد وجد في عصرنا الحاضر نماذج مضيئة من الفن والأدب الراقي الذي نريد المزيد منه ،فعل سبيل المثال:هل كان لقطز تلك المنزلة الرائعة هو وبيبرس ومن تصدى معهم للتتار إلا بسبب رائعة (علي أحمد باكثير)،(وإسلاماه) وإن كان عليها بعض الملاحظات التاريخية.

- وهل كان يسمع أحد بعمر المختار – رحمه الله- إلا بعد رائعة (مصطفى العقاد) التي خلدت ذكر هذا البطل المجاهد.. وأبكت عيون المسلمين وغير المسلمين،فتصوير التاريخ عن طريق هذه الأعمال –إن صدقت النوايا وتوفرت الإمكانيات- أعظم تأثيرا في النفوس من ألف كتاب.

- وهل ثارت حمية المسلمين على المجرم (سلمان رشدي)بعد روايته الشيطانية(آيات شيطانية)إلا بعد القصيدة الرائعة لأمير الشعراء في هذا العصر(فاروق جويدة) ،(في زمن الردة والبهتان)،ولا ينسى له قصيدته الرائعة عندما دخل (شارون) الحرم الإبراهيمي: ارحل عن القدس واترك ساحة الحرم...هل يستوي الطهر يا خنزير بالرمم

- وهكذا.. وما زلنا ننتظر من مبدعينا الشرفاء أعمالا رائعة تصور بطولاتنا المعاصرة كحرب (العاشر من رمضان)..وصمود الشعب الفلسطيني وغيرها من أحداث الأمة.

- نماذج من العبث الرديء:

- وبعد أن طفنا في رياض الفن الراقي نتعرض آسفين لبعض نماذج من العفن الفني لكي يتضح الفارق والأثر الهدام على ثقافة الأمة وثوابتها..وبضدها تتميز الأشياء.

- فإليك نموذجا فجا من نماذج الواقعية والحداثة في الفن.

- وليمة لأعشاب البحر،للقصاص السوري(النصيري معتقدا،الشيوعي فكرا،حيدر حيدر).

- وقد تحدث فيها العلامة القرضاوي في خطبة الجمعة ( 15 صفر 1420 - 19/5/2000 ).

- وقد شنّ فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي وقتها هجوما شديدا على وزارة الثقافة المصرية ، على ما نشرته من رواية "وليمة لأعشاب البحر" لكاتب سوري ، واستنكر ما بها ، من منكر وتحقير وإهانة الذات الإلهية ، والقرآن والرسول والقيم الدينية ، وتحريضها على الخروج على الشريعة الإسلامية ، ونادى المسؤولين وقتها أن يوقفوا هذه الموجة الثقافية الفاجرة عند حدها ، وأن يعيدوا الثقافة عند حقيقتها ، فلا يجوز أن نقسم الأمة ، بين الثقافة الغربية المستغربة الصادة عن سبيل الله ، والسائرة في ركاب الشيطان ، والثقافة التي مع القيم الدينية ، مع الله ورسله وكتابه ومع الربانيين ، وشدّد فضيلته على أهمية وحدة الأمة ، خاصة في هذا الزمان التعيس - حسب وصفه - الذي استغلته إسرائيل ، وبغت فيه وطغت ، فينبغي أن نضم صفوف الأمة بعضها إلى بعضها .

- وكان فضيلته قد بدأ خطبته ، متحدثا عن انشغال الأمة بهمّ جديد ، أضيف إلى همومها ، هو الهم الثقافي ، الذي بدأ بنشر وزارة الثقافة المصرية ، لرواية تسمى وليمة لأعشاب البحر - معبراً عن استغرابه من العنوان - لكاتب سوري مغمور ، أشهرته تلك الرواية شهرة كبيرة .

- وقال الشيخ وقتها : لم أشأ أن أتحدث عن تلك الرواية ، حتى أراها و( الحكم على الشيء فرع عن تصوره ) ، كما قال علماؤنا ، وقرأت ما يقارب نصفها ، أغالب نفسي ، فهي من أول صفحة ، تقزّز نفس الإنسان المؤمن ، وهي رواية ، لا تعرف شيئا اسمه الحرام ، ولا العيب ، ولا تعرف الله ، ولا تقدره حق قدره ، ولا عجب ، فقد كتبها إنسان نَصِيري العقيدة ، شيوعي الفكرة .

- ثم ذكر فضيلته، أن عقيدة الإنسان الدينية والأيدلوجية، تنضح على فكره، وعلى كتابته وعلى أسلوبه، وكل إناء بالذي فيه ينضح.

- وأضاف : لكني سأتجاوز عن عقيدة الرجل الدينية والأيدلوجية ، ونحاكم النص الذي كتبه : لم أستطع أن أستمر في قراءة الرواية ، في أكثر من النصف، لقد بلغ الاشمئزاز مني مبلغه ، فاكتفيت بتصفّح الباقي ، وكلما تصفّحتها ، وجدت أشياء وأشياء ينكرها الدين ، وينكرها الخلق ، والعقل والأعراف ، كل ما فيها والعياذ بالله منكر ، فوجدت فيها أكثر مما انتقد عليها الناقدون ، في السطور وما بين السطور .

- المؤلف يرسم شخصياته :

- وبدأ د. القرضاوي ، يرد على أصحاب الرأي الآخر ، الذين وقفوا مع الكاتب فقال :

- " قالوا إن ما ذكره الكاتب جاء على ألسنة شخصيات الرواية " ، وأقول نحن نعرف ، أن الرواية قصة يتخيلها الكاتب ، قد يكون لها أصل في الواقع ، وقد لا يكون ، هو الذي يرسم صورتها ، مبدأها ونهايتها وعقدتها وحلها ، وهو الذي ينشئ شخصياتها ، ويُنطق هذه الشخصيات ، بما يريد أن تنطق به ، يعبّر عن نفسه ، أو يعبّر عن هذه الأشخاص ، ولو كان له فكرة معينة ، فهو يجريها على لسان أحد الأشخاص ، ويقوي هذه الفكرة ، ثم يأتي الرد عليها من الطرف الآخر ضعيفا ، أو لا يأتي رد عليها قط ، هذه حيلة نجدها عند القصاصين والروائيين .

- وأضاف إذا كان من حق الإنسان، ألا يعري جسده أمام الجمهور: فهل من حقه أن يُعري أدبه، وفنه أمام الناس ؟ إن العري الذي في هذه الرواية، عُريّ فضائحي بأهدافها وأسلوبها وكتابتها، أشدّ من العري الجسدي .

- هل من حق الإنسان المبدع ، أن يتجرأ على الله ، وعلى رسله ، وعلى كتبه ، وعلى اليوم الآخر ، وعلى القيم والدين والأخلاق، كما يفعل هذا الكاتب ؟ أيستطيع أن يقول ذلك لرئيس دولته ، يتجرأ عليه ، ويقول كذا وكذا ، أم أن الدين والله والكتب والرسل ، أصبحت الحائط الواطئ ، التي يتجرأ عليها كل الناس .

- ورجع بالذاكرة إلى ما مضى ، فقال: لقد رأينا كثيرا من القصاصين الكبار ، يذكرون النواحي الجنسية ، ويتحدثون عن الشواذ والجناة واللواطيين وتجار المخدرات ، لكنهم لا يذكرونها ، بمثل هذه الألفاظ المسفة العارية ، رأينا ذلك في قصص محمود تيمور ، وتوفيق الحكيم ، ومحمد عبد الحليم عبد الله ، والطيب صالح ونجيب الكيلاني ، ويوسف السباعي وإحسان عبد القدوس ، رغم أنهم ذكروا أشياء كثيرة ، تحدث في الفراش ، لكن لم يجرؤ أحدهم ، ولم ينزل أحدهم إلى مثل هذا الدرك .

- واستمر د. القرضاوي ، يرد : قالوا في أدبنا أشياء مكشوفة ، مثل ما قاله امرؤ القيس ، أو مثل ما ورد في خمريات أبي نواس ، أو في التغزل بالذكور ، وقال : بأن هذه الأشياء في أدبنا ، لا تمثل الاتجاه العام ، وليس لها أثر في مجرى الحياة ، وكانت أشياء خاصة بتداولها بعض الناس في مجالسهم ، أو يقرأها بعض الناس في كتبهم ، وكانت هذه الكتب محدودة الانتشار .

- وأخيرا نقول إن الإبداع أمر لا يختلف على أهميته اثنان، والاحتفاء بالمبدعين ، دأب المجتمعات الحضارية ، التي تنشد الرقي والتقدم دائما وأبدا .

- ولكن الطامة الكبرى أنه باسم الإبداع وحرية النشر والتعبير ، تقذف لنا دور النشر كتابا هنا ، ورواية هناك ، يكون هذان المجالان(الدين،الجنس) محورهما ، مع كثير من التطاول ، على حرمة المقدسات والرموز الدينية ، وكثير من الإسفاف والابتذال ، والخروج على الآداب العامة .

- وقائمة الأسماء طويلة ، تبدأ من المشرق ، ولا تنتهي في المغرب ، ويأتي على رأس القائمة ، جمع من الروائيين أمثال حيدر حيدر ( وليمة لأعشاب البحر ) ، محمد شكري ( الخبز الحافي ) ، منى فياض ( فخ الجسد ) ، إلهام منصور ( أنا هي أنتِ ) ، ... الخ .

- وأما الكُتّاب فهم كثر أيضا ( نوال السعداوي ، ليلى العثمان ، نصر حامد أبو زيد ، خليل عبد الكريم ، ... الخ )

- ولعل هذا الأخير ، أعني خليل عبد الكريم ، هو آخر المتطاولين في كتابه ( فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ) ، حيث يتناول مرحلة ما قبل النبوة في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم ) محاولا النيل من قدسية الرسول (صلى الله عليه وسلم ) ، والتشكيك في كونه مرسلا من عند الله .

- والملاحظ أن هؤلاء الكتاب والروائيين يؤسسون لكتاباتهم بمصطلحات تبدو للوهلة الأولى حضارية وتقدمية ، من مثل الإبداع وحرية النشر والتعبير ، وإعادة قراءة النصوص التراثية ، بما فيها القرآن ، بالاستفادة من المناهج التاريخية ، والمدارس الألسنية الحديثة .

- ولكننا حين نتأمل في مجمل إنتاجاتهم ، نجدها تهدف أولا وآخرا ، إلى المس من المقدّس الإسلامي ، وجعله غير مقدّس ، وإلى هدم قلاع الحياء والعفة ، في المجتمع المسلم ، وإلا فأي معنى لحصر الإبداع ، في كل ما من شأنه الحط ، من الذوق الجمالي الرفيع ، بدلا من أن يكون الإبداع أساسا ، لتدريب الذائقة وتنميتها ؟

- وسؤال آخر يطرح نفسه : هل يحق لكل أحد ، أن يكتب في الدين ، ويناقش مسائله ، ولماذا يصبح النص الديني مباحا لكل أحد ؟ ألسنا نعيش عصر التخصص ؟

- ولذلك أرى أن هذا التأصيل ضروري ، لكي نتعرف على قيمة المنفعة والمتعة وغيرهما ، في تحديد إبداعية العمل ، وكذلك للتعرف على الأطر ، التي تعمل الحرية في حدودها ، إذ لا يمكننا الاعتماد على المنهج الغربي ، الذي يكيل بألف مكيال ، فيحتفي بسلمان رشدي ، باعتباره مبدعا ، ويضيق صدرا بروجيه جارودي ، فيسن قانون ( جيسو - فابيو ) ليقدمه للمحاكمة ، لأنه كتب ( الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ) ، كما لم يتسع صدره لـ ( دافيد ايرفنج ) ، المؤرخ البريطاني ، الذي شكك في أرقام الهولوكوست " .

- إننا نحتاج للفن والأدب نعم.. ولكن نريد فنا يرتقي بالمجتمع ولا ينحدر به.. يعلي القيم والأخلاق لا يهبط بها في هوة الانحلال والتفسخ من كل فضيلة.. وهذا دور مثقفينا وأدباءنا فليسدوا الثغر ولا يؤتى الإسلام من قبلهم .

بقلم/ أحمد زكريا عبد اللطيف

مدرس بالأزهر وباحث شرعي

ماجستير لغة عربية جامعة الأزهر

ahmed1698@gmail.com


الرد على: أزمة الضمير الأدبي - ((المسافر)) - 10-01-2010

أخى فى الله الدكتور احمد زكريا

بارك الله فيك يا اخى على ما هداك اليه، واسمح لى كمسلم مثلك مر بتجارب وخبرات آثرت فى حكمه على الامور ، كما اننى بلغت من العمر ما يجعلنى فى مرحلة الكهولة والتى تسمح لى بأن أعقب على طرحك .

أشعر أحيانا بأنه قد ينقص الخطاب الدينى البشرى للأخوة المسلمين (الذين يقال عنهم اعضاء الجماعات الاسلامية) كيفية ايصال الحكمة والغاية فى الاسلام للمستمع او القارئ فى ظل قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (خاطبوا الناس على قدر عقولهم ولم يقل على قدر عقولكم) ، أى بمعنى اخر أراك تتحدث الى الزملاء من واقع خلفيتك انت الدينية بعد ان وصلت لدرجة من الاعتقاد فى الدين الاسلامى لم يصل اليها الزملاء مما جعل منطقك فى الحكم على الامور مختلف عن منطقهم وبالتالى اختلفت الرؤية بينك وبينهم بسبب اختلاف ما تنبته عقولكما من نتاج فكرى فى المنطق المستخدم فى تحليل الامور.

احب ان اوجه حديثى للزملاء شارحا وجهة نظرى فى الآدب بوصفه نتاج فكرى للبشر وما أقوله ينطبق على النتاج الفكرى المكتوب والمرئى والمسموع.

يجب ان يعرف الزملاء أولا لماذا النتاج الفكرى الادبى لا يلقى قبولا فى الاسلام بل تخوفا منه حتى يدركوا لماذا يقول الزميل احمد زكريا هذا الكلام.

إن من ضمن فهمى للاسلام أنه كتاب من الله او كلام من الله يفهمنى ويدلنى على ما سنه الله لسير الحياة البشرية بدون ضرر على البشر وهذا يعد النتاج الفكرى السماوى ، أى آدب الله، ولكن من خلال النتاج الفكرى البشرى قد نتعرض من خلال قصة جميلة الى تصوير سير الحياة البشرية بصورة غير مطابقة لما سنه الله ويتشكل بعدها عقلى وفقا لهذه الرؤية وكذلك يمكن ان يمنحنى الآدب سلوكا رائعا يرقى بى فى الأنسانية وترسخ عندى هذه الرؤية.

لهذا فقد كان الاسلام يتعامل مع النتاج الفكرى البشرى بحذر شديد خوفا على البشر من أن يضلوا الطريق كما اضل السامرى بنى اسرائيل وكما أضلهم احبارهم الذين كانوا يكتبون الكتاب بأيديهم ويقولون هو من عند الله (وكانت هذه أسوء النتاجات الفكرية البشرية فى العقيدة الاسلامية).

ونجد ان الله قد ذكر ممتهن الآدب (ممتهن النتاج الفكرى البشرى) فى القرآن ممثلاً فى ذكر الشعراء ، ورغم انها كانت تتلى على الصحابة وعلى حسان ابن ثابت نفسه فقد يسر الله للرسول صلى الله عليه وسلم ان يترك لنا فى سنته امكانية المجتمع على الاستعانة بالنتاج الفكرى البشرى فى اطار معين ، وهو حماية المجتمع المسلم وخدمته.

لذلك ارى ان النتاج الفكرى البشرى أمانة كبيرة وأمرا شديد الحساسية حتى لا تصل سلوكيات سلبية للبشر.

والبرهان على ذلك ما يتم بثه من افلام والتى هى احدى صور النتاج الفكرى البشرى ، فهناك افلام تساهم فى ترسيخ قيم انسانية جميلة فى الوفاء او البطولة فى مواجهة الاشرار او الاعداء ، أو الحب أو الامومة أوالتضحية أوحماية العرض والشرف والضعفاء وغير ذلك من آلاف الموضوعات التى ترقى بالانسان وسلوكياته.

وعلى الجانب المظلم نرى افلام تقدم العنف والاثارة بل تقدم الجسن نفسه وفى صورة لا يفعلها المتزوجون مطلقا فى حياتهم ، كما تناقش وسائل للمتعة غير مألوفة مثل السادية او البهيمية (ممارسة الجنس مع الحيوان)، أو أفلام تجمل سلوكيات قبيحة مثل الكذب او الخيانة او النفاق او تنقل الانسان الى عالم الجريمة فتزيده بها علما.

وهنا يطرح السؤال نفسه ، هل عند تعامل الانسان مع النتاج الفكرى البشرى يحدث أى تأثير فى سلوكه ؟

الواقع يقول نعم ، ومن الامثلة على ذلك

1) من عوامل التحفيز على اقامة دولة مثل باكستان اشعار محمد اقبال.

2) من عوامل قيام الثورة الايرانية خطب الخمينى.

3) من عوامل اتجاه شباب كثير لممارسة الرياضات الاسيوية القتالية التى تعتمد على الايدى والارجل مثل الكونج فو والكاراتيه والتايكوندو وغيرها افلام بروسلى وما تلاها من افلام اسيوية قتالية.

4) حقق عرض فيلم Love Story فى الولايات المتحدة الامريكية ارتفاعا كبيرا فى مبيعات حبوب منع الحمل فى أثناء عرضه بدور السينما.

5) حفز فيلم روكى شباب كثيرين على ممارسة الملاكمة.

6) الرقص الشرقى والسالسا والديسكو يحرك الغرائز بينما الباليه يرقى بالحس والمشاعر للمشاهد له.

7) الاغانى الشعبية تنتشر مع الجهل والتخلف بينما الموسيقى الكلاسيكية تنتشر مع الأرستقراطيين والمثقفين.

8) مشاهدة الافلام الجنسية تزيد من التأثير الضار على المجتمع ممثلا فى العادة السرية او الممارسات خارج اطار الزواج او الاغتصاب او الانخراط فى ممارسات شاذة باستخدام وسائل غير طبيعية او شذوذ ...

9) الافلام الكوميديا تساهم احيانا فى ازالة الكدر والهم والاحزان او على الاقل تخفف من حدتها اثناء المشاهدة.

وغير ذلك آلاف وملايين من السلوك الجماعى او الفردية نتج عن التأثر بنتاج فكرى بشرى سواء كان ايجابية أو سلبية.

وهكذا نجد ان النتاج الفكرى البشرى هو أمانة كبيرة لأنه وسيلة شديدة التأثير فى البشر ، لهذا فمن الواجب الحرص عند التعامل معه كما لو كنت اتعامل مع منهج تربوى وعامل بناء فى المجتمع لسلوك حسن، ويجب ان انتقى ما يتم تقديمه بوازع من ضميرى الانسانى وخوفى على البشر كأنهم أخوانى واقدم لهم ما ارضاه لنفسى.

ويحضرنى هنا أمثلة لابداع النتاج الفكرى السماوى (كما يرى المسلمون فى كتابهم) فنجد انه بعبارات قليلة او مشهد تمثيلى بسيط يتم صياغة أمورا هائلة ، كأن يرسل الله غرابان يؤديان دورا خلقا من اجله فى لحظات لا تتجاوز الدقائق ويتم بعدها صياغة سلوك بشرى شديد النفع للبشرية متمثلا فى دفن الموتى. او بآيات قليلة يتم صياغة قوانين كاملة مثل الميراث.

وتقبلوا تحياتى



الرد على: أزمة الضمير الأدبي - سامي بيك العلي - 10-25-2010

قال احد قادة الارجنتين انه كان يسير في الطريق عندما كان شاب فعثر خلال طريقه على رواية وعندما قرأها تغيرت كل حياته واهدافه ورؤياه
-
منطق الرياضيات الإحصائي أدق من منطق الأدب التخيلي، رغم ذلك قد تخطأ الرياضيات ويصيب الأدب، في مسألة وغيرها. خمسة عصافير على غصن، أسقط إحداها بطلقة مسدس، كم بقى منها على الغصن؟ أربعة؟ خطأ. هذا حساب. رياضيات. الرد الصحيح: لم يبق عصفور على غصن، كلها طارت، من صوت الطلقة. ذلك هو الأدب
فالشعب يواجه محتله لا بحساب خسارة وربح، بل بقيمه قبل كل شيء، قيمه المعنوية لا الحسابية
-



RE: أزمة الضمير الأدبي - عادل نايف البعيني - 10-31-2010

د أحمد
ما تفضلت به في مقاليك الأول والثاني خاضع للحوار
فالأدب أدب يصوّر الواقع كما يراه بالطريقة التي يراها الأفضل، يصور الواقع بخيره وشره بجماله وقبحه بغض النظر عن دين أو مذهب أو اتجاه ما
وليست وظيفة الأدب أخلاقية فقط فالخيار يكون لدى القارئ أن يأخذ بهذا أو ذاك، وليست وظيفة الأدب أن يهدي ويعظ ويوجّه نحو وجهة ما
بل هو عام يكتب لكل الناس بأديانهم وانتماءاتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية وعلى المتلقى أن يقرأ ويقرر لا أن يقرر أحدهم عنه.
وردّا على من قال بأن الأدب ليس تجيبدا للواقع
أقول
بل هو كذلك ففي الواقع المؤمن والملحد الخيّر والشرير المحب والكاره الغني والفقير وفيه العفيف والعاهر وكلها تقوم بدورها في الحياة والأدب يعرض ما يرى أنّه واقع بالواقع. فوظيفته ليست انتقائية أبدا وإلا أصبح ( وعظا) لا ( أدبا ) .

وللحوار بقية
محبتي ومودتي