حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المجنونة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: المجنونة (/showthread.php?tid=39689) الصفحات:
1
2
|
المجنونة - Free Man - 10-21-2010 خرجت لأنزه ابني " 3 سنوات " بإحدي حدائق الأحياء الراقية عصر يوم ربيعي جميل ، وما أن تجاوزت الباب حتى فاجأتني فتاة ذات عيون بريئة سوداء و جدلة طفولية أبعدت الانتباه عن قامتها الطويلة النحيفة فبدت أصغر من عمرها . كانت ترتدي بنطال من " الجينز " و " تي شيرت " أبيض أظهر سمرة وجهها . قالت الفتاة و هي تقفز مرحاً : " خالة مرجحيني " ( أي هزي لي الأرجوحة ) . فابتعدت عنها ظناً مني أنها مجرد فتاة " دلوعة " من الحي تحاول اللهو بوقتي الضيق مع ولدي ، ابتعدت و جلست على مقعد بظل شجرة لأستريح و أنتظر خلو منطقة ألعاب الأطفال التي كانت مزدحمة على غير العادة . لاحظت مجموعة من الأطفال بين 6-16 سنة بين فتاة وصبي ، بعضهم يقوم بحركات غريبة و بعضهم عليه ملامح المغولية ( متلازمة داون ) و آخرين طبيعيين تماماً لكن لا تعابير على وجوههم ، كان البعض منهم جالس و آخرون يلعبون و يتجولون و كانت الفتاة " الدلوعة " واحدة منهم . ولما أبصرت عدة بالغين بزي موحد يراقبون الأطفال بحرص و حنان بالغين اتضحت لي الصورة . " أنهم مجانين " شدت الفتاة اهتمامي كانت مفرطة النشاط تمازح الجميع ، و قد أدمعت عيني من الضحك لما سألت امرأة بدينة : " أنت حامل خالة " . وعند رؤيتها لي أضحك اقتربت مني مجدداً و قد خطفت محمول أحد المشرفين وقالت : " مرحبا يا حلوة " . ولم تكمل كلامها حتى أخذتها المشرفة وهي تعتذر . ثم أخذت أبني للأراجيح و لم تمر دقائق حتى شعرت بأحدهم يشدني من الخلف ، ألتفت بسرعة وأخذت وضعاً دفاعياً لأرى الفتاة ذاتها بعيونها السوداء الواسعة الدامعة " خالة مرجحيني " قالتها بكثير من الرجاء ، تمالكت غضبي و قلت بحنان مصطنع : " ما بقدر حبيبتي .... عم بلعب أبني الصغير " فردت الفتاة فوراً " و أنا صغيرة كمان " فرحت أصر ببلاهة " أبني أصغر منك " وهنا ركضت الفتاة مبتعدة و لم أعد أراها لما انتقلت مجموعة الأطفال لقسم أخر من المنتزه . بعدها تزامن خروجنا مع موعد إغلاق الحديقة رأيتها لأخر مرة راكضة باتجاهي بمرح طفولي بالغ وما أن اقتربت حتى قالت و كأنها تدرك ضيق الوقت " لفيني " ( أي ضميني ) ..... " لفيني " قالت الفتاة مرددة ، قلت لها بالبلاهة السابقة نفسها " ليش " ، ردت : " أنا زعلانة " كررت : " ليش " ، قالت : " أنا كل يوم أبكي و الله دائماً أبكي " وهنا اقتربت منها و سألتها بفضول أكثر من شفقة مكررة الكلمة ذاتها " ليش " ، قالت : " أنا رح أموت " ..... وعند هذه الجملة لم أسمع سوى المشرفة تقترب و هي تصيح " سيما " ولما أمسكتها برفق من يدها قالت المشرفة " قولي لها باي يلا " . و قبل أن " سيما " قلت كلماتي الاخيرة : " لا حبيبي .... لا مارح تموتي أنت صغيرة " و أبقيت عيني عليها وهي تبتعد ملوحة لي و كلما ابتعدت أكثر كنت أحس بأن هنالك شئ ضائع حتى اختفت تماماً RE: المجنونة - بسام الخوري - 10-21-2010 هل القصة من كتاباتك ....بدأت أشك بأنك أصبت بعدوى القص واللزق مني ... .رائعة .... RE: المجنونة - coco - 10-21-2010 القصة كما نري تتكون من مشهد واحد هو لقاء أم لطفل مع صبية من ذوات الاحتياجات الخاصة , هذا العالم لم تكن تعرفه تلك الأم من قبل إلا بعنوان ( شخص مجنون ) , كانت تعرفه من الخارج فقط , والقصة ترسم تطور علاقة هذه الأم بهذا العالم وتكشف جوانبه لها . جمال القصة ينبع من اختيار الكاتب أن تكون بطلة قصته أم هكذا بدون تحديد والتي من المفترض حسب المواضعات الخاصة بين الكاتب والقارئ أن تحمل الأم صفة أساسية مرتبطة بكلمة الأم هي الحب المطلق غير الخاضع لأي شروط , نحن نحب اطفالنا مهما كانوا , ولكن الكاتب يوسع الماصدق أكثر بأن هذا الحب يجب أن يشمل حتي غير أولاد الأم أي الأطفال الغرباء لأن صفة الأم تعني عنده الحب المطلق لكل طفل ولكل محتاج لهذا الحب , فهذا هو معني الأمومة الحقيقي أن تبسط حبها علي العالم كله , والقصة توضح لنا تطور رؤية تلك الأم وفهمها لحقيقة الصفة التي تحملها وانكشاف ذاتها لها من خلال ذلك اللقاء العابر مع الصبية , وفي الختام عندما يسطر لنا هذه الجملة ( وكلما ابتعدت كنت أحس بأن هنالك شيئا ضائعا حتي اختفت تماما ) يضعنا في مواجهة مع هذا الشئ الضائع , أهو تلك العلاقة الإنسانية التي نشأت بينها وبين تلك الصبية أم هو الشئ الضائع من وعيها أنها يجب أن تتفهم معني الأمومة يشكل أكثر عمقا ؟ . أجاد الكاتب أيضا رسم شخصية الصبية ذات الاحتياجات الخاصة فبثلاث لقطات صغيرة مع تلك الأم المنصب حبها علي طفلها فقط حاولت تلك الصبية أن تخرجها من دائرة ذلك الحب الضيقة إلي عالم أرحب وأكثر إنسانية , وهي بجذبها لهذا العالم تبدأ بطلب الأرجحة , والأرجحة هي ما يهم الطفل في المقام الأول – أنا شخصيا كان أطفالي لا ينامون إلا وأنا ألف بهم الغرفة أهدهدهم – فعل الهدهدة والأرجحة يترجمان للطفل ربما مشاعر وأحاسيس الحب , أن هناك في هذا العالم الذي قذف إليه من هو علي استعداد أن يحميه وأن يعطيه بدون شروط , ولكن الأم وحين تبدأ للوهلة الأولي في النظر لذلك العالم تقول ( أطفال مجانين ) هذا يوضح لنا نظرتها الضيقة وعدم فهمها لدورها الحقيقي كأم , وتتعدد القطات التي يبثها الكاتب لكي ينهيها بكلمة الصبية ( لفيني ) ويبن منها مدي الحاجة لدي تلك الصبية للدفء والحنان , وبالعكس قدرة الصبية في إنارة وعي الشخصية ( الأم ) بان دورها يتلخص في بعث الدفء والحنان في هذا العالم . أخرج من كل ذلك أن القصة في مجملها جيدة بعد الاهتمام بالأخطاء النحوية التي أتركها لفطنة الكاتب , وكان جمالها آتيا من : الاختار الجيد للعنوان وارتباطه العضوي بالقص , البساطة في التناول , التركيز والتكثيف وعدم الالتفات لأمور جانبية تشغل القص عن مساره , جمال تصوير الشخصيتين ( الأم والصبية ) بالخطوط السميكة والرفيعة والظلال ,الانتباه لتطور الشخصية , عمق الفكرة , سير السرد علي نسق غير منفصل عن الحدث . ( شفت يا فري مان الكلام الحلو , آه شيلني وأشيلك ) وخذ هذه هـــــــــــــــذه ( فوق البيعة ) كوكو RE: المجنونة - Free Man - 10-21-2010 (10-21-2010, 03:55 AM)بسام الخوري كتب: هل القصة من كتاباتك ....بدأت أشك بأنك أصبت بعدوى القص واللزق مني ... نعم هذه من كتاباتي القليلة لا تخف لن أسرق منك عدوى النسخ و اللصق شكراً بسام (10-21-2010, 12:28 PM)coco كتب: القصة كما نري تتكون من مشهد واحد هو لقاء أم لطفل مع صبية من ذوات الاحتياجات الخاصة , هذا العالم لم تكن تعرفه تلك الأم من قبل إلا بعنوان ( شخص مجنون ) , كانت تعرفه من الخارج فقط , والقصة ترسم تطور علاقة هذه الأم بهذا العالم وتكشف جوانبه لها . لو أعرف انك " ترتشي ادبياً " لكنت فعلتها منذ زمن و الأن ماذا تريد مقابل ( فوق البيعة ) هذه فأنت لا شئ مجاني عندك RE: المجنونة - هاله - 10-30-2010 أتفق تماما مع الأستاذ كوكو بل أن تحليله لشخصية الأم أثار أعجابي خاصة: اقتباس:والقصة توضح لنا تطور رؤية تلك الأم وفهمها لحقيقة الصفة التي تحملها وانكشاف ذاتها لها من خلال ذلك اللقاء العابر مع الصبية اقتباس:أهو تلك العلاقة الإنسانية التي نشأت بينها وبين تلك الصبية أم هو الشئ الضائع من وعيها أنها يجب أن تتفهم معني الأمومة يشكل أكثر عمقا ؟ . اقتباس:حاولت تلك الصبية أن تخرجها من دائرة ذلك الحب الضيقة إلي عالم أرحب وأكثر إنسانية , وهي بجذبها لهذا العالم تبدأ بطلب الأرجحة كما أعجبتني الهدية واصل المحاولات يا فري فلربما ننسى تشيكوف و زكريا تامر على يديك |