إنفصال السودان او وحدته لا تهم ، فحالنا العرب الان ونحن دول ليس إلا شكليات وتراخيص للحكام بقمع الشعوب وتعميلها مقيت ومقزز ، لا زلت على إيمان كامل بإن وجود دولة عربية ديموقراطية حقيقية وليست من نوع الـ ( 99.99 % ) ستكون البوابة التي ستنفذ منها باقي الدول ، وانا ايضاً اؤمن بأن الدول العربية موحدة ، نعم موحدة ومتفقة على وأد تلك الدولة التي ستكون نموذج يشار إليه من المقموعين .
مهما كنا دول شكلية او جمهوريات او ممالك فالحال نفسه لن يضير السودان إنفاصله ولا المغرب إستقلال البوليساريو عنه او العراق بتقسيمه ، ما دامت السياسة والفكر العربي تراوح بين ( طويل العمر وسيدي الرئيس ) ، ما دامت إسرائيل هي عدوتنا الوحيدة لا يوجد اي افق لأي إنتصار لأن إسرائيل في الحقيقة ليست عدوتنا ، عدونا الاول هو العقل العربي المعطوب ، هو الحاكم الإستبدادي الذي يحكم بأسم الرب وبأسم القائد الذي سيحرر فلسطين ضاحكاً على ملايين الدقون من الشعب الحالم ، عدونا هو الكهنوت الذي يطمح إلى إعادة الخلافة الظلامية وتحكيم الرب الذي سيكونون نوابه وسيكرتاريته على الارض ، عدونا هم الشيوخ والامراء الذي حولوا دولهم إلى شركات نفط وشعوبهم إلى عمال واتخذوا من جنان اوربا منازل لهم ، عدونا هو التعليم الحجري ومدارسنا وجامعتنا وإعلامنا وفننا ، كلها اعدائنا ، عندما نعرفهم يقيناً ونتغلب عليهم ، عندها يمكننا ان نعرف لماذا كانت إسرائيل تهزمنا طيلة العقود الماضية ؟ .