حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الخلود بين كونديرا وجلجاميش - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: الخلود بين كونديرا وجلجاميش (/showthread.php?tid=40490) |
الخلود بين كونديرا وجلجاميش - ديك الجن - 11-24-2010 بعد إعادة قراءتي لرواية ميلان كونديرا بلغتها الأصلية خطر في ذهني بعض المراجعات التي أحب أن أشارك بها هنا الخلود حسب كونديرا.. هنا الباحثون عن الخلود يشتكون من أنهم لا يستطيعون أن يضعوا حداً لخلودهم.. همنغوي وضع حداً لحياته بالإنتحار.. ولكنه بعد موته لا ولن يستطيع أن يوقف مسيرة خلوده وهذا يتجلى بحديث الآخرين عنه.. زوجاته الأربع.. ابنه.. وكل ما كتب هؤلاء عنه.. كل الكليات الجامعية في الولايات المتحدة والعالم وما يقف وراءها من أساتذة وجهابذة يبحثون في همنغوي... الخ.. لا أحد يستطيع أن يوقف مسيرة خلوده لكن أي واحد منا يستطيع أن يوقف مسيرة حياته.. وهذا لب حواره مع غوته في اجمل مقاطع الكتاب.. الخالد الأكبر هو ذاك الذي نتحدث عنه بعد موته عن حياته وشخصه ورسالته ولعله المسيح "أو محمد" لأنه في حالة خلود رهيبة لا يستطيع أحد إيقافها ولا هو بحد ذاته.. الخلود ليس قيمة أو تقييم فأكبر المجرمين لهم خلودهم الخاص.. آل كابوني وغيرهم.. وهل هناك من زعماء العالم من يضاهي خلود هتلر.. هو خلود سلبي برأينا نحن لأن الخلود لاقيمة فيه.. غير تقيمي. ومنهم من لم يعش خلوده قبل الموت فأعماله وسيرته ستكتشف بعد موته وربما بسنوات طوال.. خلود هوميرس بدأ مع إسترجاع التراث الإنساني للإرث الإغريقي.. وكذلك كبار قادة الأمبراطورية الرومانية وعلمائها وجهابذتها... والسؤال الآن هل الخلود مبني فقط على آثار الشخص إنتاجه وأفكاره أو هو يكون فقط بإحياء سيرته كشخص وإعادة قراءة تفاصيل حياته والبحث فيها.. إلخ؟؟؟.. هناك الكثير من الآثار الفنية والأدبية التي لا يعرف سوى القليل القليل عن أصحابها ولكنها هي بحد ذاتها معرض بحث وقراءة ودراسة.. فهل الخلود هنا منصبٌ على الشخص المبدع أم على إبداعاته..؟؟ وهناك بالمقابل أشخاص إرتبطت حياتهم وظروفهم الإجتماعية وسيرتهم بإبداعاتهم بشكل كبير فلا تعد تفرق بين المنتج بفتح التاء والمنتج بكسرها.. كافكا مثال كبير وهام على ذلك جان بول سارتر.. الذي يعاني هذه الأيام من هبوط في مستوى خلوده وحتى أثاره.. وهذا بحد ذاته يدفع إلى تساؤل.. هنل ممكن أن ينتهي الخلود؟؟ طبعا ممكن .. هناك الكثير ممن إهتم بهم العالم لفترة وكانوا خالدين إما عبر أعمالهم أو عبر سيرة حياتهم.. ومع تغير الزمن وإختلاف العصر عاد وطواهم النسيان فعادوا إلى الفناء والموت بسلااااااااااااام.. هنا يفهم من الخلود حسب كونديرا بأنه خلود معنوي بالطبع.. فهو لا يبحث في كتابه هذا عن سر الشباب الدائم وعن إكسير الحياة... جلجاميش يطل برأسه على الموضوع ويمكن هنا وبعيداً عن كونديرا وكتابه الشهير الخلود L’immortalitè أن نقرأ الخلود حسب فهم جلجاميش نصف الآله الملك.. فهو بالطبع لم يبحث هذه المسألة ولم يسع إلى رحلته العجيبة بحثاً عن عشبة الخلود سوى بعد أن عاش موت صديقه أنكيدو لحظة بلحظة.. وهذا يثبت على المستوى الأول أن خلود جلجاميش هو خلود مادي جسدي ومضاد للموت.. ولكن بقراءة أخرى لما وراء سطح النص يمكن لن أن نرى ونتحسس الخلود المعنوي الذي بحث عنه كي يكمل مسيرة صديقه أنكيدو بعد أن رأى الدود يخرج من جثته.. فهنا نرى في المستوى الأول أن الملك نصف الإله فزع من الموت وإنطلق للبحث عن عشبة الحياة خوفاً على موته هو وبحثاً عن خلوده هو.. أما على المستوى الأبعد في القراءة فما بحث له عن أثر هو خلود صديقه المعنوي "لايمكن أن يكون جسديا بعد أن رأى الدود يخرج من جثته وتتفسخ" في إستمرار ذريته الذي كان جلجامش أحد أطرافها.. هو الخلود عبر الولد الأبن الذي نعطيه دائماً إسم الجد كي نخلد هذا الأخير على مستوى الذاكرة الرافعة الأولى لتخليد الأشخاص.. جلجاميش لم يستطع أن ينجب ولداً ليخلد صديقه وكذلك أنكيدو.. لأن المرأة شرط ضروري لحدوث الحمل وهو ما أعيَ جلجاميش "في قراءة بعيدة" من حصوله خلال علاقته مع أنكيدو... طبعاً الشرط الجنسي "علاقة شذوذ جنسية بين أنكيدو المتوحش وجلجاميش نصف الآله" ليست شرطاً.. يكفي الصداقة والندية والتكامل بين الإثنين ليفسر هذا الحب الجارف بينهما حسب ما جاء في الأسطورة الشهيرة... أرحب بأراء الجميع من قراء كونديرا والمهتمين بالإضافة المغنية المفيدة.. ولي عودة بعد قراءة الفصل الهام بلقاء الكاتب همنغوي والأديب غوته حول الخلود من وجهة نظر أخرى في نفس الكتاب... ودمتم بخير ومحبة RE: الخلود بين كونديرا وجلجاميش - ديك الجن - 12-13-2010 كنت بنفسي أحرّك الدمى.. دمية فاوست ودمية مفيستو وأنطلق بالحوار بكل فصاحة ورطانة إلى أن دفعني الفضول لإستراق النظر إلى الجمهور، رفعت رأسي ونظرت باتجاه الصالة ويا للصدمة .. لم يكن هناك أحد ولا متفرج الصالة خالية.. بحثت هنا وهناك عن أحد واحد.. لا أحد.. فخطر على بالي أن استدير لأنظر ورائي، وهنا كانت المفاجأة. كانو كلهم هناك خلف منصة تحريك الدمى في الكواليس خلف الستائر يراقبونني أنا وليس عمل فاوست الشهير. ما أن إلتفت حتى شرعوا بالتصفيق والتهليل.. إنه يريدونني أنا وليس أدبي.. أهرب إلى الشارع وأسترق النظر حولي إنهم يتبعوني من بعيد، ما أن وصلت إلى باب بيتي حتى دخلت بسرعة وأغلقت الباب بإحكام ورائي، صعدت إلى غرفتي وأنا أتنفس الصعداء، أشعلت الشمعة واقتربت من النافذة، حيث كانت العتمة هي الطاغية، بعد أن دققت البصر.. وجدتهم هناك.. لقد كانوا جميعا هناك يتلصصون علي من وراء الزجاج، وما أن رأوني حتى شرعوا بالتصفيق والتهليل.. تراجعت خطوات للوراء وأطفأت الشمعة علهم يبتعدون وجلست أنتظر.. ولكني إحساسي أنني تحت محط أنظارهم جعلني أتأكد أنهم لا زالوا هناك يتلصصون علي بكل تفاصيل حياتي.. وأنهم سيبقون ورائي ورائي مهما فعلت وانى إتجهت.. هذا الكابوس صار يلازمني دائما في حياتي الخالدة هو ما يقض مضاجعي ويجعلني أخاف من أبدية هذا الخلود... ... هكذا "تقريبا" يصف غوته لصديقه همنغواي مدى وحشته... إنها ضريبة الشهرة التي نعرفها هنا في الحياة ونراها تحيط بكل المشاهير الذين يسيرون على درب الخلود.. ولكن هذه الطريبة هناك لها أشكال أخرى... لعلها مثلا حالة غوته كما تخيلها ميلان كونديرا في كتابة آنف الذكر... أقف هنا علني أعود بعد حين لمقارنة الخلود الغربي العلمي بمعنى الخلود المعنوي مقارنة بالخلود الشرقي والديني الذي لا يعدو عن كونه مجرد أبدية تحاكي أبدية الإله... تحيات للجميع ومحبة |