كل الناس يملكون تصوراتهم الخاصة عن موضوع ( الموت ) بإملاء من الدين أو من اعتقاد أو ثقافة شخصية , عند الاحتضار يحضر الإمام الحسين..هكذا تقول جدتي..وكنت دائماً أبتسم وأُرجع الأمر إلى المبالغة في العواطف والتقديس كـ العادة عند أغلب بسطاء الشيعة..

بعد قراءتي للعديد من تجارب الإقتراب من الموت وجدت أكثرها يشترك بـ رؤية أحباب أو أقارب أو رموز دينية آمن بها المحتضر ، تختلف من ديانة إلى أخرى ومن ثقافة إلى أخرى..هي النفس العليا التي تتشكل بما يؤمن به الشخص في حقيقة قلبه..

الروح الكلية الجامعة لأرواح ملايين البشر ، تحمل الجوهر الإنساني الصافي ,

أؤمن كثيراً بأن الخير والصفاء هو أصل النفس البشرية ما لم يحدث ما يشوهها , ولا شيء يشوه النفس مثل فقدان الحب..

أغلب جرائم "الأحداث" أصلها عائلات مفككة لا تملك من الحب أو الإهتمام ما تملأ به روح صغيرها..أو فقيرة عانت من تهميش الناس والعالم لها..

منذ أكثر من سنتين وأنا أبحث في موضوع الموت , الأحلام , الخروج من الجسد , وكل شيء يمت بصلة إلى العالم الغيبي , هل يستطيع الإنسان أن يحقق اتصالاً ما مع العالم الآخر ؟
في بعض الأساطير يُعتبر طائر البجع أكثر الكائنات قدرة على تحقيق الإتصال بين العالمين , ولا أدل على ذلك من غناءها بـ وجع عندما تشعر بـ اقتراب موتها ، في حياتها هي من أكثر الكائنات حساسية وقدرة على التضحية والإيثار , تجرح جسدها لـ تجعل دمها ترياقاً لـ صغارها ضعيفي المناعة , ورمز جميل للحب والوفاء فـ هي لا تقترن إلا بـ شريك واحد طيلة حياتها , وتظل قربه إن مات إلى أن تُقتل جوعاً..شيء شبيه بما بشرت به أكثر الأديان ووضعته ميزاناً لـ قياس الإنسان..الحب والأخلاق..






" .. هل هذا حلم
كل الذين أحبهم ينادونني , الشمس تدفئ وجهي
وكل أيامي أراها تجتازني .. "


من :
( Swan Song )

..