حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
القرآن والكتب السماوية السابقة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: القرآن والكتب السماوية السابقة (/showthread.php?tid=40612) |
القرآن والكتب السماوية السابقة - علي قادر - 12-01-2010 القرآن والكتب السماوية السابقة إن لله في خلقه سنناً أجراها عبر الزمان فهي تجري في الأجيال والحضارات ، وقد أشار القرآن إلى ذلك في أكثر من موضع منها قوله تعالى {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}( ) . وقوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً}( ) . فسنن الله في خلقه جارية لا تتبدل ولا يمكن تحويلها ، ومن هذه السنن الجارية منذ الخلق الأول سنة التدرج والتطور فالبشرية في تطور وتدرج نحو التكامل ، والرسالات السماوية جاءت متناسبة مع هذا التطور والتدرج. فكانت نبوة آدم (عليه السلام) ثم وصل الأمر إلى نبوة نوح (عليه السلام) ورسالته ثم إبراهيم (عليه السلام) ثم موسى (عليه السلام) ثم عيسى (عليه السلام) وما كان بينهم من الأنبياء والرسل حتى بلغوا مئة وأربع وعشرون ألف نبي من لدن آدم حتى ختم الله تعالى رسالته بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) . وقد بشر الأنبياء والرسل السابقين بالنبي الخاتم أممهم وأقوامهم ، وقد صرح بذلك القرآن في جملة من آياته أن موسى وعيسى (عليهما السلام) قد بشروا برسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وان هذه البشارة مذكورة في التوراة والإنجيل فقد قال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}( ). وقوله تعالى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}( ). مع هذا التدرج كانت تنزل الكتب السماوية على الأنبياء والرسل حسب المقتضى والاستحقاق ، فمع آدم وإبراهيم وموسى كانت هناك ألواح ثم صار الأمر إلى صحف كما قال القرآن عن موسى (عليه السلام) : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا}( ). وقال تعالى {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}( ). وقال تعالى {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى }( ). ثم تدرج الأمر فصار الوحي كتباً كما هو الحال في التوراة والإنجيل ، ثم ختم الأمر بالقرآن الذي هو خاتم الكتب السماوية . والذي هو {تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ} والذي هو {كِتَابٍ مُّبِينٍ} فهو مبين لكل الكتب السماوية السابقة عليه وموضح لها وحاوي لما ورد فيها وآي القرآن العزيز تحفل بالكثير مما يشير إلى هذا المعنى وإليك أخي في الله طرف منها :- قال تعالى {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى}( ). وقوله {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ}( ). وقوله {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ}( ). من كل ما سبق يتبين لنا وبلا أدنى شك إن القرآن مصدق للكتب السماوية السابقة عليه ومبين لها بل وحاوي على مضامينها. قال تعالى :{وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}( ). وقوله :{لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}( ). وقوله :{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}( ). وقوله :{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}( ). وواضح من ورود قوله (فيها) إن ما بعد ذلك هو موجود في التوراة إذ إن الحرف (فيها) دال على الظرفية وقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}( ). فأوصاف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والذين معه مذكورة في التوراة والإنجيل وفي كل منهما تمثيل لوصفهم . وقال تعالى : {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ}( )، إذن فالتوراة والإنجيل تحتوي على وصف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) . وقوله تعالى :{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ}( )، فإن هذا الوعد قد ذكر في التوراة والإنجيل كما ذكر في القرآن . وقوله تعالى : {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً}( ). فكُتبِ الله يصدق بعضها بعضاً ويكمل بعضها بعضاً ، كيف لا وهي من عند الواحد الأحد الذي قال : {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ}( ). وإذا كانت رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) خاتمة لكل الرسالات والحاوية لها والمشتملة عليها ، فإن القرآن آخر الكتب السماوية والمصدق لها والمشتمل عليها بل والمهيمن عليها كما ورد في قوله تعالى : {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً}( ) . وهذا هو ديدن الرسالات السماوية بعضها يصدق بعضاً ويكمّل بعض بعضاً ويهيمن التالي على السابق . قال تعالى : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ}( ). وبطبيعة الحال فهذا هو مقتضى حكمة الله في التدرج والترقي في تربية الخلق لإيصالهم إلى مستوى الخلافة في أرضه ، قال تعالى : {كُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ}( ). ولقد دلت الأخبار الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) في إن القرآن حاوي على الكتب السماوية السابقة له ومهيمن عليها ، منها قول الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( أعطيت السور الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ، ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب .....)( ). وعنهم (عليهم السلام) : ( فإن في القرآن بيان كل شيء وفيه علم الأولين والآخرين وإن القرآن لم يدع لقائل مقالاً )( ). وقد ورد إنه جاء بريهة جاثليق النصارى فقال لأبي الحسن (عليه السلام) : جعلت فداك أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء . قال : (هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرءوها ونقولها كما قالوها ، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري )( ). والعجب من الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ويقولون إن التوراة والإنجيل المدونين الآن محرفين فلا يصح الرجوع إليهما والاحتجاج بهما ، بماذا يردون على الإمام الذي يحتج على أهل كل دين بكتابهم وهذا القرآن يصف التوراة بأنها فيها هدى ورحمة ويصف الإنجيل بأنه فيه هدى ونور وموعظة للمتقين وهو يعرف أنها محرفة ، إن التحريف ليس في كل ما ورد ولكن في مواضع معينة ، أما الباقي فهو صحيح ، بدليل قوله تعالى : {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}( ) و {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ}( ). وإذا كان كتاب اليهود والنصارى (الكتاب المقدس) محرف بأجمعه فكيف يحكم به الإمام المهدي (عليه السلام) فقد ورد إنه يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ثم كيف سيستدل هؤلاء الكتابيون على الإمام إذا كانت كتبهم محرفة بأجمعها ولا يوجد فيها ذكر له (عليه السلام) ( فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل الفرقان بالفرقان ....)( ). |