حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج (/showthread.php?tid=40643)



صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 12-03-2010

المجلس الدستوري يعلن لوران غباغبو رئيسا للبلاد
المجلس الدستوري يعلن لوران غباغبو رئيسا للبلاد
أعلن بول ياو ندري رئيس المجلس الدستوري في ساحل العاج انتخاب لوران غباغبو رئيسا للبلاد بأكثر من 51 في المئة من الأصوات، مبطلا بذلك إعلان اللجنة الانتخابية الخميس فوز الحسن واتارا.


"انتخابات ساحل العاج وشبح السيناريوهات المحتملة"

اعلن المجلس الدستوري ان رئيس ساحل العاج لوران غباغبو فاز في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، بحصوله على اكثر من 51% من الاصوات، ملغيا النتائج الموقتة للجنة الانتخابية التي اكدت فوز الحسن وتارا.


*



وقد اعيد انتخاب غباغبو رئيسا لساحل العاج بحصوله على 51,45% من الاصوات، في مقابل 48,55% لمنافسه، كما افادت النتائج النهائية التي اعلنها رئيس المجلس بول ياو ندري في تصريح صحافي.

وبذلك ابطل المجلس الدستوري الذي يرأسه احد المقربين من رئيس الدولة النتائج الموقتة للجنة الانتخابية المستقلة التي منحت الحسن وتارا 54,1% في مقابل 45,9% للرئيس المنتهية ولايته.

وقد "الغى" المجلس عمليات التصويت التي اجريت في سبع من دوائر الشمال الذي كان خاضعا للتمرد السابق منذ 2002، حيث شابت الانتخابات "عمليات تزوير" كما يقول فريق غباغبو.


CoolCool


http://www.france24.com/ar/20101202-ivory-coast-ouattara-alassan-winner-elections-president
مقتل خمسة من أفراد قوات الأمن أثناء عملية الاقتراع في غرب البلاد
No Flash warning
To take advantage of all the features on FRANCE24.COM, please click here to download the latest version of Flash Player.
أغلقت مراكز الاقتراع في ساحل العاج أبوابها مساء الأحد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وقال مسؤولون إن خمسة من أفراد قوات الأمن قتلوا أثناء التصويت في غرب البلاد. فيما اتهم حزب المعارض الحسن وتارا معسكر لوران غباغبو بمنع الكثير من ناخبيه من التصويت.
رويترز (نص)


قال مسؤولون إن خمسة من أفراد قوات الامن في ساحل العاج قتلوا اثناء التصويت في غرب البلاد يوم الاحد.

وقال باسكال آفي نجوسان مدير حملة الرئيس الحالي لوران جباجبو في مؤتمر صحفي "في دالوا قتل شرطيان ورجل امن وجنديان".



*


وأكد مصدران امنيان حوادث القتل وقالا ان الحوادث وقعت خارج ثلاثة مراكز اقتراع مختلفة حيث شكا ناخبون غاضبون من منعهم من التصويت.

وبدأ فرز الاصوات في الدولة التي تعد من كبار منتجي الكاكاو في العالم بعد جولة اعادة متوترة بين جباجبو ومنافسه الحسن واتارا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%88%D8%AA_%D8%AF%D9%8A%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%B1







RE: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 12-03-2010

ساحل العاج إلى أين؟!

محمد البشير أحمد موسى | 4/12/1426 هـ
"ترتكز الأزمة الراهنة على عناصر تقليدية، فإن الخليط العرقي والديني الموجود في ساحل العاج، والذي يظهر خاصّة من خلال الانشقاق بين الشمال والجنوب، يمرّ بوضع متأزّم منذ اختفاء هوفويت بوانيي."
(دومينيك دو فيلبان، رئيس وزراء فرنسا)
بهذه العبارة سوَّغ رئيس الوزراء الفرنسي الحالي حينما كان وزيراً للخارجية موقف دولته من الأزمة المفتعلة في ساحل العاج " فولتا السفلى سابقاً "، لم يرد دوفليبان حلاً للأزمة العاجية، فهي أي فرنسا هي التي أوصلت هذه الدولة إلى هذه الحالة التي يرثى لها، دولة واحدة سياسياً، دولتان على أرض الواقع، دولة في الشمال مسلمة، ودولة في الجنوب تتكون من النصارى والوثنيين.

تتكرر السيناريو في ساحل العاج كما في باقي البلاد الإسلامية، وخاصة الأفريقية " السودان، تشاد، نيجريا... " إلخ القائمة. تقسيم القبائل وزرع بوادر الفتنة بينهم، ومحاربة الإسلام والمسلمين بكل الطرق والسبل، وإيقاف حركة تمدد الإسلام إلى الجنوب الأفريقي.

الحالة العاجية كما يطلق عليها في الآونة الأخيرة من الحالات الفريدة في القارة ليس الصراع بين الجنوب والشمال، فهذا شيء قد اعتادت القارة عليها منذ أن دخلتها القوى الاستعمارية، وليس الصراع القبلي أيضاً، وإنما إضافة عنصر جديد في هذا الصراع وهو عنصر المواطنة التي أحدثتها حيثيات الصراع الحالي في ساحل العاج حيث أضحى هناك من يطلق عليه المواطن الحقيقي أو الأصلي والمواطن الوافد الذي ليس له أي حقوق دستورية وإنما حاله كحال أي وافد على هذه البلاد! هذا ما حاولته الدوائر الغربية تطبيقها ابتداء بهذه الدولة وعبر أحد عملائها في القارة " لوران جباجبو " الذي حاول انتزاع صفة المواطنة عن حوالي 60% من مواطني ساحل العاج باعتبار أنهم غير مواطنين أصلين، ما هم إلا وافدون على هذا البلد!

هذا الصراع الذي يجتاح ساحل العاج حالياً " والذي يقترب موعد اشتعاله مرة أخرى مع نهاية هذا الشهر(أكتوبر)، إن لم تحدث تحولات جذرية في مجرى الأحداث المتوقعة "، هي في سلسلة الصراعات التي امتازت بها هذه القارة في العقود الأخيرة دون غيرها من قارات العالم، صراع من أجل مصالح قوى خارجية على حساب دماء العاجيين أو الأفارقة بعامة، والتي أريقت في السنوات الأخيرة والتي قد يراق المزيد منها في الأيام القادمة، وخاصة إذا فشلت مساعي السلام المبذولة ومن أطراف عديدة.

حالة الاضطراب وعدم الاستقرار وانقسام البلاد إلى جزأين وتدهور الوضع الأمني، كان نتاجاً طبيعياً لسياسات قديمة نفَّذتها وما زالت تنفِّذها فرنسا مع بعض العملاء المحليين أو النصارى الوافدين من عدة بلدان ومن بينها بعض البلاد العربية!

ارتكزت السياسة الفرنسية في هذه الدولة كغيرها من مستعمراتها السابقة، بدعم الاقتصاد الفرنسي ونهب خيرات البلد كجزء أساسي من الهيمنة الفرنسية، وذلك باستثمارات فرنسية كبيرة وفي كل القطاعات، هذا بالإضافة إلى وجود عدد من المستشارين الفرنسيين ـ كما يحلو لهم تسميتهم، وإنما هم في حقيقة الأمر مجموعة من المرتزقة الفرنسيين ـ في كل الوزارات العاجية، وإدارة سياسة البلد حسب توجيهات باريس، فتخضع كلّ من وسائل النقل والمياه والكهرباء إلى مراقبة شركات:Saur, EDF, Orange Bouygues، و تسيطر كلّ من الـ Société générale والـ BNP والـ Crédit lyonnais على القطاع المصرفي، بالإضافة إلى الشركات المسيطرة على الكاكاو والبن والخشب والنقل الجوي... إلخ القائمة، وهذه الشركات هي نفسها المنتشرة في كافة ربوع أفريقيا الفرانكفونية، وتهيمن على اقتصاديات هذه البلدان. حيث تشكل نسبة المصالح الفرنسية في مستعمراتها السابقة، ثلث الاستثمارات الأجنبية وثلاثين بالمئة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي(1). وهذا ما جعلتها تبني المدن الاقتصادية على السواحل حتى يسهل نقل المواد اللازمة إلى باريس بأقل تكلفة، فجعلت من معظمها عواصم لهذه البلدان " كأبيدجان " سابقاً قبل أن تتحول إلى " ياموسوكرو " العاصمة السياسية الحالية للبلاد. وجعل أهلها فقراء أو تحت خط الفقر كما هو الحال في ساحل العاج الغنية بثرواتها، يرزح حوالي 50 % من أهلها تحت خط الفقر مع أنها تستحوذ على 40% من الإنتاج العالمي للكاكاو، وتعد مصدراً رئيساً للموز والبن والقطن وزيت النخيل والأناناس والمطاط والأخشاب وغيرها من الصناعات!

فما أن حاول العاجيون استثمار مقدرات بلدهم بعيداً عن الهيمنة الفرنسية حتى بدأت باريس بوضع قاعدة " عليَّ وعلى أعدائي " بتفتيت هذا البنيان الشامخ والذي يعد في السبعينات من القرن الماضي من أقوى الاقتصاديات الأفريقية، حيث عرفت نمواً مطرداً وقوياً أطلق عليه اسم "المعجزة الإيفوارية" وأدت تلك النجاحات إلى استقرار معدلات النمو الاقتصادي السنوية عند حدود 7% وكان يتوقع لها أن تواصل الاستقرار والنمو، ولكن بعصيانها لبعض أوامر باريس تقهقرت إلى الحضيض، وتأثير بعض العوامل الاقتصادية العالمية أيضاً. ليس هذا فحسب، بل تم قتل وتصفية كل من يرى أن مصالح ساحل العاج فوق كل اعتبار آخر، أو الانقلاب عليه كما فُعِلَ بالرئيس هنري كونان بيديي! والذي خلفه الرئيس الحالي.

تحتفظ فرنسا بنحو أربعة آلاف جندي في ساحل العاج بحجة حفظ أمن رعاياها وعملائها!، لذا ومخالفة للاتفاقيات الأمنية التي وقَّعتها فرنسا مع معظم مستعمراتها السابقة ومن بينها ساحل العاج، كانت النقطة الرئيسة في تلك الاتفاقيات هو مساعدة الدول الحليفة ضد عدوان خارجي عليها، أما أن تعتدي فرنسا هي على الدولة الطرف في هذا الاتفاق هذا ما لم يكن وارداً في بنود الاتفاقيات، وتعدياً على هذا الاتفاق اعتدت فرنسا وأمام العالم أجمع على السيادة العاجية بقذفها لطائراتها وتحطيم أسطولها الجوي. بل وحتى تبعد الشبهة عن نفسها ادعت باريس أن ساحل العاج تعاونت مع الصهاينة بضرب طائراتها!

هذا الموقف الذي اتخذته فرنسا كان إنذاراً ورسالة لكافة الدول الفرانكفونية في القارة، ومضمون الرسالة، إن الانفتاح على أمريكا لا يعني بالضرورة التعدي على مصالحها الاقتصادية، وأن من لم يدرك ذلك فمصيره مصير ساحل العاج، وكونغو ورواندا... الخ! هذه التصرَّفات هي التي جعلتها مكروهة ومنبوذة من قبل جميع شعوب مستعمراتها السابقة وآخرها العاجيون الذين خرجوا للانتقام بتدمير كل شيء يرمز لفرنسا أو التعدي على رعاياها ومن ذلك قتل (الصحافي الفرنسي) جان هيلين في 21 أكتوبر 2003م، واختفاء صحافيّ آخر، وهو غي-أندريه كيفير، منذ 16 أبريل 2004م. بالإضافة إلى الاعتداءات المتكررة على المصالح الفرنسية في ساحل العاج.

فرنسا والتي تبكي على ماضيها التليد في هذه الدولة، تسعى وبكل ما أوتيت من قوة بعدم فقد باريس الثانية " أبيدجان " كآخر معقل لها في القارة الأفريقية، بإيجاد كافة الأوضاع التي تسمح لها بالوجود والهيمنة، مع إعطاء أمريكا نصيبها من الكعكة العاجية.

اتفاقيات السلام ومحاولات تهدئة الأوضاع:
سعت المنظمة الإقليمية " الاتحاد الأفريقي " والمنظمات التابعة لها والأمم المتحدة لعقد محادثات صلح ومساعي لوقف الاقتتال بين الجانبين، بالإضافة إلى فرنسا والتي جمعت الأطراف المتناحرة لعقد اتفاقية " سلام " ووقّعت في ليناس- ماركوسيس في 24 يناير 2003م. وقد انتقد هذا الاتفاق والطريقة التي تم بها من قبل عدد من الساسة الأفارقة حيث لم تعطَ للأطراف مكانتها المعروفة كدبلوماسيين أو مسؤولي دولة لها سيادتها فتم التعامل معهم كأنهم مجموعة من المرتزقة، وحتى إدارة اللقاء لم يكن تحت شخص مسؤول ورفيع في الحكومة الفرنسية وإنما برعاية موظف عادي، مما أثار حفيظة كثير من الأفارقة بله العاجيين، واعتُبِرَ إهانةً وتنقيصاً من شأن الأفارقة، ونوعاً من التأديب بضربهم للقواعد الفرنسية ورعاياها ومصالحها في ساحل العاج! هذا بالإفاضة إلى سعي هذا الموظف بملء شروط باريس على الأطراف المتنازعة وتقديم المصلحة الباريسية على المصلحة العاجية، وهذا ما ورد على لسان " بسكال آفى نجوسان " رئيس الحزب الحاكم أثناء مناشدته لبعض العاجيين بمقاومة الفرنسيين وطردهم من البلاد قائلاً: "لقد قررت فرنسا إذلالنا، والاستخفاف باستقلالنا وإلقاء سيادتنا في الوحل، يجب أن نقاتل من أجل كرامتنا".

بل واعتبر البعض أن اتفاقية ماركوسيس قد نقضت الدستور العاجي بإعطاء صلاحيات أكبر مما هي واردة في الدستور للرئيس الحالي " لوران غباغبو ". وبناء على هذه الانتقادات الموجهة لمسودة الاتفاق بل وحتى بعد تصديقه ظهرت بوادر مخالفتها وانتهاكها خاصة من الطرف الحكومي بحياكة تهم مسبقة ضد الثوار وذلك للحيلولة دون التزامها ببعض الشروط التي ترى أنها لا تصب في صالحها. وبعد اتهامها للثوار بتدبير محاولة انقلاب في شهر يوليو 2003م انسحب الثوار وأكبر الأحزاب المشاركة في الاتفاق من الاتفاق، مما برهن أن الاتفاق في أساسه هش، وهذا ما أكده أحد قادة الثوار بأنهم أُجْبروا على توقيع الاتفاق وأنهم غير مقتنعين به وذلك للحيلولة دون سيطرتهم على البلاد كلها، وهذا يعني أن الاتفاق مجرد حبر على ورق.

ولذا بدأت الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى كالاتحاد الأفريقي والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ومجلس الأمن الدولي بإصدار قرارات ومقترحات في مساعيها لتجنب مزيد من الضحايا. ولكن لم تصل كافة الأطراف الساعية في محادثات الصلح إلى نتائج إيجابية وإنما هي مجموعة من " المسكِّنات " لتهدئة الوضع فحسب، وما قرار مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على ساحل العاج، منها حظر السفر وتجميد الأصول ضد أي زعيم بالحكومة أو الثوار ممن تثبت عرقلته لعملية السلام.إلا جزءاً من مساعيهم بتهدئة الوضع فقط.

وهذا ما أشار إليه (الأمين العام للأمم المتحدة) كوفى انان في 4 /8/ 1426هـ الموافق 8 /9/ 2005م بقوله: " إن تنظيم انتخابات رئاسية في ساحل العاج لن يكون ممكناً في الموعد المحدد في 30 أكتوبر بسبب التأخر في الاستعدادات، ولأن القادة السياسيين والأحزاب لم يتعاونوا في ما بينهم ولم يتمكنوا من تشكيل اللجنة الانتخابية، هناك بعض الأمور التي يتعين القيام بها قبل الانتخابات في أكتوبر وعملياً على الصعيد التقني ليس ممكناً إجراء انتخابات في الموعد المحدد ".

فالمنظمة الدولية أو المنظمات الإقليمية لا تسعى سعياً جاداً لحل النزاع بحل أسس الخلاف. لذا قد لا تصل في الوقت الراهن إلى صيغة اتفاق أو صلح، فالمصالح الخارجية تلعب دورها في ساحل العاج الغنية بالثروات، كما هي في بقية دول القارة، وقد نشطت الشركات المتعددة الجنسية في استغلال الوقت والوضع الحالي بصورة أكثر من السابق، بعدم وجود حكومية مركزية تحد من نشاطاتها وصلاحياتها. أضف إلى ذلك مصالح الدول الأخرى سواء الغربية منها أو التي تجاور ساحل العاج، وتقديم مصالحها على مصلحة ساحل العاج. هذه التدخلات وتضارب المصالح الخارجية، تعتبر هي العقبة الكؤودة في التوصل إلى حل عادل وصلح وسلام دائم في ساحل العاج، يمكِّن النازحين من العودة بسلام إلى ديارهم وأموالهم.

نتائج الأزمة الحالية ووضع المسلمين منها:
منذ تدهور الأوضاع في هذه الدولة وذلك في التاسع عشر من سبتمبر عام 2002م، وابتداء بتمرد داخلي من أفراد الجيش حوالي 750 جندياً، قتل حوالي 2000 شخص، بمن فيهم حاكم البلاد العسكري روبرت جوي، خلال العمليات التي صاحبت التمرد.منذ هذا التاريخ ذاق المسلمين في هذه البلاد الأمرين ضربات عسكرية وقمعية من قبل الحكومة وضربات أخرى وبالطائرات من قبل الفرنسيين، فقتل ما يزيد عن 400 شخص، وأجبر الآلاف على الهجرة القسرية إلى الدول المجاورة (خاصة مالي، بوركينا فاسو)، حتى هؤلاء الذين شُرِّدوا من ديارهم وهجِّروا منها قسراً اعتبرتهم الحكومة والمنظمات الغربية أنهم مجموعة من الوافدين من دول الجوار، في محاولة منهم بنزع جنسيتهم العاجية، وبعدم إعطاء فرصة لعودتهم إلى ديارهم مرة أخرى بحسبان أنهم مسلمون، وهي نفس السياسة التي تطبقها إسرائيل!

فالمسلمون يشكلون الأغلبية مع أنهم لم يستلموا الحكم في كافة الحكومات التي تم تنصيبها من قبل فرنسا، كما يشكلون نسبة أقل من 10% من الكادر الوظيفي في الدولة، حيث يتحكم النصارى والوثنين بالإضافة إلى الفرنسيين على النسبة الكبيرة من وظائف الدولة. حتى أن المرشح الوحيد لهم وهو حسن وتارا مُنِعَ من خوض الانتخابات بحجة أنه غير عاجي، وكانت هذه هي القشة التي قصمت ساحل العاج، حيث اندلع النزاع في هذه الدولة وأخذ طابعاً دينياً، وتم الاعتداء على عدد من المساجد وقتل المصلين فيها، وكدفاع عن النفس قام بعض المسلمين بالتعدي على بعض النصارى ودور عبادتهم. إلا أن الوضع تطور وساء أكثر مما كان السبب في تهجير آلاف من المسلمين والاعتداء عليهم سواء كما قلنا من قبل الحكومة أو من الجيش الفرنسي.

مع ذلك فإن ازدياد حركة الأسلمة وسط الوثنيين بل حتى وسط النصارى كان أيضاً من الأمور التي استوقفت الفرنسيين و شركائها سواء في الداخل أو الخارج، وحتى لا تتكرر سيناريو سيراليون وليبريا حينما تقدم المسلمون، وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من بسط سيطرتهم على البلاد والوصول إلى سدة الرئاسة ونزعها من الحكومات التي تناوئهم، فما كان من فرنسا وأمريكا إلا أن دعت إلى اتفاقية " سلام " تحت رعايتهما حتى تحول وتوقف تحركات المسلمين في هذه البلاد، وفعلاً نجحت خطوتهم في سيراليون وفي ليبريا، وتم تسليم مقاليد الحكم إلى النصارى وأبعد المسلمون عنها، وإن كان الوضع قابل للاشتعال في أيّة لحظة في هاتين الدولتين. ويُعاد السيناريو مرة أخرى في ساحل العاج الآن!

فمع أن ما يطلق عليهم المتمردون حسب الوسائل الإعلامية الغربية يسيطرون على 50% من البلاد، وخاصة كافة المناطق الإسلامية، فقد ينقلب الوضع باتفاق بين فرنسا وأمريكا وعبر ما يسمى بالمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو مجلس الأمن الدولي وغيرها من المنظمات، بتطبيق نفس السياسة التي تمت في سيراليون وليبريا، وإضافة عنصر جديد وهو عدم عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، وقد يفرضون شروطهم قسراً على المسلمين.

ولكن ستبقى الإشكاليات قائمة في ساحل العاج، أو ستطبق عليها النظرية الجديدة في عالم الهيمنة الأمريكية " الفوضى البنَّاءة " كما هو حال كثير من دول القارة وعلى رأسها الصومال بتفتيتها وتقسيمها وجعلها دون حكومة مستقرةّ!
فهل الأيام القادمة كفيلة بأن يعود الأمن والسلام إلى ربوع ساحل العاج أم أنها ستدخل عالم " الفوضى البنَّاءة
"؟!

معلومات أساسية:
تقع ساحل العاج في غرب أفريقيا، وتبلغ مساحتها (462 322 كلم²)، والعاصمة السياسية هي مدينة " ياموسوكرو "، والعاصمة الاقتصادية هي أبيدجان. ويبلغ عدد سكانها حوالي (16,962,491) نسمة حسب إحصاء عام(2003). بالإضافة إلى حوالي (20.0000) من اللبنانيين، وأكثر من خمسة آلاف فرنسي.

أما اللغات فتعتبر اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية، بالإضافة إلى حوالي ستين لغة محلية.
وتعتمد اقتصاد ساحل العاج على الرعي والزراعة و تمثل نصف الدخل القومي الخام. وترتكز الزراعة على المحاصيل الاستهلاكية أو التصديرية كـ (الكاكاو، الخشب، البن). أما النفط والغاز الطبيعي فلم يستغل بعد الاستغلال الأمثل، وإن كانت موجودة بكميات كبيرة.

________________
(1) صحيفة لموند دبلوماتيك ـ عدد سبتمبر 2005م مقالة للكاتب السينغالي " Boubacar Boris Diop " . وكذلك مقالة لمأمون الباقر عن المعجزة الإفريقية .

http://almoslim.net/node/85689


RE: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 12-04-2010

http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/12/101204_gbagbo_president.shtml

أعلن التلفزيون الحكومي الرسمي في ساحل العاج أن الرئيس لوران غباغبو سيؤدي اليوم السبت اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة حسب ما اوردت وكالة رويترز للانباء.

وكان قد أعلن عن فوز غباغبو يوم أمس من قبل المجلس الدستوري، أعلى سلطة قضائية في البلاد، والتي نقضت قرار المفوضية المستقلة للانتخابات بإعلان فوز خصمه الحسن وتارا.

وقد رفض قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والأمين العام للأمم المتحدة إعلان فوز غباغبو وقالوا إن وتارا هو الفائز الشرعي في الانتخابات.

وكان من المؤمل ان توحد الانتخابات هذا البلد الذي مزقته حرب اهلية عام 2002.

ويمثل كل من غباغبو ووتارا جانبي الصراع الديني والثقافي والاداري بين شمال البلاد وجنوبها، حيث ما زال المتمردون الذين خاضوا الحرب الاهلية ضد القوات الحكومية عام 2002 يتمتعون بنفوذ قوي في الشمال.
مؤيدو وتارا



وكان رئيس المجلس الدستوري بول ياو اندري قد اعلن يوم الجمعة بأن غباغبو هو الفائز في الانتخابات 2332 بعد ان احرز 51 في المئة من الاصوات. واضاف اندري بأن نتائج التصويت في سبع من المناطق الشمالية المؤيدة لوتارا قد الغيت.

وقال في خطاب متلفز: "إن التجاوزات (الانتخابية التي وقعت في المناطق الشمالية السبع) كانت من الخطورة بحيث تلغي نتائج التصويت."
بان

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قد اعلن الجمعة عن دعمه للحسن وتارا كفائز في انتخابات الرئاسة في ساحل العاج، حسب ما افاد متحدث باسمه.

ودعا بان كي مون رئيس ساحل العاج لوران غباغبو المنتهية ولايته الى "ان يقوم بدوره من اجل خدمة مصلحة البلاد ويتعاون في انتقال السلطة بشكل سلس في بلاده."

واعلن مبعوث الامم المتحدة الى ساحل العاج الجمعة فوز وتارا في الانتخابات الرئاسية رافضا اعلان غباغبو فوزه.

وقال المبعوث الدولي تشوي يونغ-جن انه حتى مع الاخذ في الاعتبار المخالفات المفترضة فان "نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية .. لا تتغير حيث أن المرشح وتارا هو الفائز في الانتخابات الرئاسية."

واضاف ان "اعلان النتائج النهائية .. الذي يقول ان لوران غباغبو هو الفائز في الجولة الثانية لا يمكن تفسيره الا بانه قرار ليس له اساس واقعي."

وكان المبعوث اعرب عن تاييده للنتائج الاولية التي اعلنتها سابقا اللجنة الانتخابية ورفضها انصار غباغبو بعد ان اظهر فوز وتارا بنسبة 54 بالمئة مقابل 46 بالمئة من الاصوات."

واعلن وتارا الجمعة نفسه "الرئيس المنتخب" للبلاد، وقال في مؤتمر صحافي "انا الرئيس المنتخب لجمهورية ساحل العاج."

وكان المجلس الدستوري الذي يرأسه احد المقربين من رئيس الدولة اعلن فوز غباغبو.
ساركوزي واوباما

وحثت فرنسا الرئيس غباغبو على تقبل الخسارة في الانتخابات قائلة إن عليه وعلى الجيش "احترام ارادة الشعب" وتجنب العنف.

جاء ذلك في نداء اصدره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اشار فيه الى اعتراف الامم المتحدة بالحسن وتارا رئيسا لساحل العاج.


وجاء في النداء: "يناشد الرئيس (ساركوزي) الرئيس لوران غباغبو وكافة السلطات المدنية والعسكرية في ساحل العاج احترام ارادة الشعب وتجنب كل ما من شأنه اذكاء العنف والتعاون في سبيل ارساء المصالحة والسلم والاستقرار في ساحل العاج."

ومن واشنطن، هنأ الرئيس الامريكي باراك اوباما الحسن وتارا بفوزه في الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج.

وحث الرئيس الامريكي بدوره الرئيس لوران غباغبو على احترام نتيجة الانتخابات.



الرد على: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 12-06-2010

http://al-akhbar.com/ar/node/217075


أجّجت الانتخابات في ساحل العاج الخلافات السياسية في البلاد، بعدما رفض الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، الإذعان لنتائج اللجنة الانتخابية التي أعلنت خسارته أمام منافسه رئيس الوزراء الأسبق، الحسن واتارا. والصراع المحتوم بين «الرئيس الشرعي» والمدعوم من المجتمع الدولي واتارا، ورئيس «الأمر الواقع» غباغبو، سمح كذلك بإعادة تسليط الضوء على انقسام البلاد بين الجنوبيّين الذين يمثّلون «السكان الإيفوريّين الأصليّين» والشماليّين، الذين كانوا يعوّلون على الانتخابات الحالية لإيصال أول رئيس من منطقتهم إلى سدّة الحكم. نجاح كان سيمثّل حلاً لأزمة «الجنسية الإيفوارية»، وإيذاناً بمرحلة اندماج الشماليّين بطريقة شبه كاملة في السلطة

محمود مروّة
تعيش ساحل العاج حالاً من الاضطراب السياسي والأمني بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أثمرت «رئيسين»، أقدم كل من مكان إقامته على أداء اليمين الدستورية، بعد تمسّكهما بأحقيّة تقلّدهما زمام السلطة. فبعدما سجلت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في الواحد والثلاثين من تشرين الأول، خروج رئيس الجمهورية الأسبق، هنري كونان بيديي، تنافس كل من الرئيس المنتهية ولايته منذ عام 2005، لوران غباغبو، ورئيس الوزراء الأسبق، الحسن واتارا، في الجولة الثانية التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي.
وكان من المفترض أن تمر جولة الإعادة بهدوء، بعدما ألقيت على عاتق «لجنة الانتخابات المستقلة» مهمّة إعلان النتائج في مهلة أقصاها ثلاثة أيام، أي ليل الأربعاء الماضي، على أن يصدّق المجلس الدستوري عليها.
إلا أنّ الإشكالية وقعت عندما طلب غباغبو إلغاء نتائج بعض الدوائر، وتحديداً في شمال البلاد، معقل واتارا، بسبب «أعمال التزوير التي شابتها». أراد غباغبو من هذا الأمر إعاقة عمل اللجنة بهدف إمرار المهلة المحددة، ما يعني انتقال الصلاحية الى المجلس الدستوري الذي يترأسه حليفه، بول ياو اندري.
وبعدما تلقّت «اللجنة» دعماً دولياً غير مسبوق، تجاهل رئيسها يوسف باكايوكو انتهاء المهلة، الذي كان من المفترض أن ينهي دور اللجنة، وأعلن فوز المرشح الرئاسي الحسن واتارا، بعد حصوله على 54.1 في المئة من الأصوات مقابل 45.1 في المئة لرئيس البلاد.
غباغبو خطط لإعاقة عمل اللجنة الانتخابية ونقل الصلاحية إلى المجلس الدستوري

إلا أنّ الرد من غباغبو أتى سريعاً. وأعلن الجيش إقفال جميع الحدود، البرية والبحرية والجوية، وإيقاف بث جميع وسائل الإعلام الأجنبية، بعدما تعهد قائد الجيش في ساحل العاج الولاء لغباغبو.
من جهته، أعلن المجلس الدستوري، فوز غباغبو بحصوله على أكثر من 51 في المئة من الأصوات، كما أعلن إلغاء النتائج المؤقتة للجنة الانتخابية.
وما يزيد المشهد سوءاً هو تصاعد عمليات العنف، التي أدت الى مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، رغم حظر التجوال الذي فُرض قبيل الانتخابات، والذي مدّدت مهلته.
واللافت أن الانتخابات، التي تأجلت ست مرات منذ أن انتهت ولاية الرئيس عام 2005، كانت تهدف إلى إنهاء عقد من الأزمة السياسية والعسكرية بعد انقلاب الجنرال روبرت غايي على الرئيس بيديي أواخر عام 1999.
خلال هذه الفترة انقسمت ساحل العاج على نفسها، عام 2002، ولم تنته الأزمة إلّا بعد «اتفاق واغادوغو للسلام» (2007) الذي أقرّ بإقامة حكومة وحدة وطنية، برئاسة قائد القوات المتمردة في الشمال، غييوم سورو، وإجراء الانتخابات الرئاسية.
إضافةً إلى ذلك، يرى بعض المتابعين أنّ الشخصيّتين المتنافستين، غباغبو وواتارا، أضفتا بعداً خاصاً يظهر انقسام البلد بين الشمال والجنوب.
ففيما يمكن اعتبار مشاركة رئيس «الجبهة الشعبية الإيفوارية»، غباغبو، طبيعية، على اعتبار أنه رئيس البلاد ولا مشكلة بشأن «إيفواريته»، أعطت مشاركة رئيس «تجمع الجمهوريين»، واتارا، أبعاداً لها صلة بإشكالية تحديد «الجنسية الإيفوارية».
وفي هذا السياق، يرى العالم الاجتماعي «العاجي»، فرنسيس أكيندي، أن السلطة في ساحل العاج كانت قائمة على ما شرعنه الرئيس فيليكس هوفوي بوانيي، «أبو الاستقلال»، الذي توفي عام 1993.
وتقوم هذه الشرعية على مبدأ أن يكون الرئيس دائماً من «الإيفواريّين» الأصليين، وهم مجموعة من الفرق الإثنية في بلد ثلث سكانه من العاجيين غير الأصليين، وهم في الإجمال سكان الشمال، الذين يحصلون في المقابل على الأرض للزراعة.
وبحسب أكيندي، فإن البلاد لا تزال تعيش حتى اليوم مرحلة ما بعد بوانيي، إذ لم يستطع أيّ رئيس أن يعطي أبعاداً جديدة «للإيفوارية» كمفهوم قومي. وما يزيد الوضع سوءاً هو طريقة تدخّل القوات الأجنبية لحل المشاكل التي نشبت في العقد الأخير، على غرار ما قامت به القوات الفرنسيّة عام 2002، ما دفع إلى اتهام باريس بالعمل المباشر على تقسيم البلاد بين الشمال والجنوب.
خلاف على مفهوم «الإيفواريّة» بين أبناء البلد الأصليين والمهاجرين

وفي سياق صراع الهويّة، شكا المرشح الحسن واتارا، رئيس وزراء في عهد بوانيي من عام 1990 حتى رحيله، دائماً من عدم تمكّنه من إثبات أصله «الإيفواري». ولهذا السبب لم يستطع الترشح الى الانتخابات الرئاسية عامي 1995 و2000، ما يثبت أن الشماليين يعانون التفرقة.
لكن كان من اللافت توقيع واتارا عام 2002 في العاصمة الفرنسية اتفاقاً مع بيديي، وهو من الجنوبيين البَوْليين، للوقوف في وجه السلطة التي يمثلها لوران غباغبو، ما يضفي بعداً آخر على الصراع الناشئ اليوم تتداخل فيه مصالح سياسيين من الشمال والجنوب.
والاتفاق لا يزال قائماً حتى اليوم، إذ بعد خروج بيديي وبقاء واتارا، وعد الأخير أنه في حال فوزه في الجولة الثانية «سنعمل على توزيع عادل ومنصف للحقائب الوزارية، وهذا سيجري تحت سلطة الرئيس بيديي». وأضاف إنّ هذا التحالف مع بيديي «يمثّل حلاً سيغيّر حياة كل إيفواري». وهذا التقاسم للسلطة هو ضمن الإطار الأوسع لتحالف المعارضة، «تجمع الهوفويتيين للديموقراطية والسلام». ويضم التحالف أربعة من الأقطاب السياسيين في ساحل العاج: الرئيس الأسبق هنري كونان بيديي (الحزب الديموقراطي في ساحل العاج) رئيس الوزراء الأسبق الحسن واتارا، مرشح حزب «الوحدة من أجل الديموقراطية والسلام في ساحل العاج»، ألبير تواكوس مابري، ومرشح «حركة قوات المستقبل»، أناكي كوبينا.
ومع الاصطفاف الدولي وراء واتارا، المدعوم من باريس خصوصاً، يبدو واضحاً الإجماع الداخلي والخارجي على إطاحة غباغبو.


الرد على: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 04-02-2011

http://ara.reuters.com/article/worldNews/idARACAE7300U820110401
رويترز ـ ساحل العاج:

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 800 شخص على الأقل قتلوا الأسبوع الماضي في أعمال عنف عرقية وقعت في مدينة ديوكوي غرب ساحل العاج.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر دوريثا كريميتساس إن "لدينا معلومات أن ما لا يقل عن 800 شخص قتلوا يوم الثلاثاء 29 مارس في ديوكوي في عنف طائفي".

وأضافت أن مسئولين من الصليب الاحمر زاروا المنطقة يومي الخميس والجمعة وأن "زملاءنا رأوا مئات من الجثث... نشتبه بشدة ان هذا نتيجة عنف طائفي"، منذ يوم الاثنين او نحو ذلك.

وأشارت إلى أن هناك عشرات الآلاف من الاشخاص فروا هاربين من المنطقة، وأن هذه ليست المرة الاولى الني يقع فيها عنف طائفي في ديوكوي

في غضون ذلك تتواصل المعارك حول القصر الرئاسي ومقر إقامة رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران باغبو الجمعة بين القوات الموالية له وقوات خصمه الحسن وتارا المعترف به دوليا.

































سليمان أجرى إتصالات دولية لتأمين حماية الرعايا اللبنانيين في ساحل العاج
تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع المعنيين أوضاع أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج في ضوء المستجدات الأمنية الحاصلة هناك، حيث أجرى إتصالات مع الدول الفاعلة والمؤثرة، وفي طليعتها فرنسا، من أجل المساعدة في حمايتهم وتأمين سلامة خروج من يرغب منهم.



















معارك طاحنة في ساحل العاج للسيطرة على أبيدجان
آخر تحديث: السبت، 2 ابريل/ نيسان، 2011، 13:43 GMT

* Facebook
* Twitter
* ارسل لصديق
* اطبع نسخة سهلة القراءة

ساحل العاج

قوات موالية للحسن وتارا في أبيدجان

تدور رحى قتال عنيف في شوارع أبيدجان عاصمة ساحل العاج التجارية بين قوات الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا والرئيس الحالي المتمسك بالسلطة لوران باغبو.

وتتركز المعارك حول القصر الرئاسي وثكنات القوات التي لا تزال موالية لباغبو وفي منطقة قاعدة "أجبان" في وسط المدينة حيث ذكرت تقارير أن الجنود الحكوميين المدافعين عن القاعدة يقتتلون فيما بينهم.

ويبدو الموقف غامضا في الأحياء الأخرى من المدينة، كما أن محطة التلفزيون الحكومية الوحيدة العاملة في ساحل العاج يبدو أنها عادت الآن لسيطرة القوات التابعة للرئيس باغبو بعد أن ظلت فترة في أيدي خصومه. ولم تتوفر أي معلومات تشير إلى المكان الذي من المحتمل أن يوجد به باغبو نفسه.
مكان آمن"

وقال مستشار باغبو في أوروبا، توسان آلان، إنه سيقاتل حتى النهاية، مضيفا أنه سيلقي خطابا في الساعات القادمة عندما يستأنف البث التلفزيوني.

وأضاف أن باغبو مستعد للتفاوض مع خصومه لكنه لم يوضح شكل هذه المفاوضات.

وتابع آلان أن "الرئيس باغبو لم يهرب من البلد. إنه موجود في أراضي ساحل العاج في مكان آمن حيث يقود المقاومة".

ونقلت القوات الفرنسية المرابطة في البلد نحو 500 أجنبي إلى معسكر للجيش في ظل شيوع الفوضى داخل أبيدجان
80 في المئة

وتسيطر القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة على مطار أبيدجان الدولي.

وقالت القوات التابعة لباغبو إن الحدود البرية والبحرية لساحل العاج أغلقت حتى إشعار آخر رغم أنها عادت في مساء الجمعة وقالت إن المجال الجوي أعيد فتحه.

ولم يبد الجيش الوطني في ساحل العاج أي مقاومة تذكر في وجه بدء القوات الموالية لوتارا سيطرتها على المناطق التي كانت تابعة لباغبو.

ويعتقد أن قوات وتارا تسيطر على نحو 80 في المئة من أراضي ساحل العاج.
الساعات الأخيرة

ويعترف المجتمع الدولي بوتارا رئيسا لساحل العاج بعد فوزه في انتخابات الإعادة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كما أعلنت مفوضية الانتخابات لكن خصمه باغبو ادعى الفوز في هذه الانتخابات.

ويقول جون جيمس، مراسل بي بي سي في مدينة بواكي وسط البلاد إن باغبو يبدو في ساعاته الأخيرة بسبب المعارك الدائرة في أبيدجان.

وقال مصدر عسكري مقرب من معسكر باغبو لوكالة رويترز إن القوات الموالية لوتارا تهاجم المجمع الرئاسي، مضيفا أن الحرس الجمهوري ورجال الميليشيا يستميتون في الدفاع عنه.
مدينة الرعب

وأعرب سكان أبيدجان عن خوفهم من مغادرة منازلهم ، كما ظهر واضحا ان هناك نقص في المواد الغذائية بعد أن أغلقت معظم المتاجر أو تعرضت للنهب.

وتقول فاليري بوني مراسلة بي بي سي "القتال المتقطع يدور في كل أحياء أبيدجان وهناك الكثير من النهب في المدينة ، وعلى سبيل المثال تعرضت كل متاجر شارع فاليري جيسكار ديستان للنهب على أيدي شبان استغلوا الموقف". وقالت في تقرير آخر إن الجنود التابعين للرئيس باجبو قد قاموا بتسليح هؤلاء الشبان لنشر الذعر في المدينة.
تطهير عرقي

وفي الوقت نفسه أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 800 شخص على الاقل قتلوا يوم الثلاثاء الماضي في اعمال عنف عرقية وقعت في مدينة دويكويه الواقعة غرب ساحل العاج.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الاحمر "قتل 800 شخص على الاقل في دويكويه الثلاثاء الماضي وتم جمع معلومات بهذا الشأن عن طريق مندوبين للجنة الدولية للصليب الاحمر توجهوا إلى المدينة في اليومين الماضيين".

وأضافت "لا شك أن شيئا كبيرا وقع في هذه المدينة واللجنة الدولية تواصل جمع المعلومات" موضحة أن مندوبي الصليب الاحمر "شاهدوا بانفسهم عددا كبيرا من الجثث".

وأوضحت أنه تم نقل 28 جثة حتى الآن إلى المشرحة وسيتم نقل باقي الجثث مشيرة إلى أن ما حدث " يدل على وقوع أعمال عنف عرقية".



الرد على: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 04-03-2011

لبنانيو ساحل العاج متّهمون بدعم الرئيس الخاسر

خلال الاشتباكات في أبيدجان (جان فيليب كسازيك ــ أ ف ب)

بينما تزداد حدة المعارك بين أنصار «الرئيسين» العاجيّين لوران غباغبو والحسن وتارا، ارتفعت شكاوى لبنانيي أبيدجان، التي دخلها أنصار وتارا، من اعتداءات وسرقات ينفذها مسلحون، في ظل غياب الاهتمام الرسمي اللبناني
أزمة لبنانيّة في أبيدجان

منهال الأمين
«الشكوى لغيرك مذلة. يا شركة الشرق الأوسط لسنا متسولين. لن نقبل إجلاءنا مجاناً. شكراً 8 آذار. شكراً 13 ـــــ 14 آذار. شكراً جزيلاً، ها نحن فريسة المجهول وأنتم تقتسمون أجسادنا». عبارات يردّدها أبناء الجالية اللبنانية في ساحل العاج على موقع الفايسبوك، الذي لا يزال متنفساً لهم حتى يطمئنوا بعضهم إلى بعض.
هي حسنة تحسب لتلك البلاد على الرغم من كل الظروف الصعبة التي تمر بها حالياً، إذ لا تزال خدمات الاتصالات بكل أنواعها متوافرة حتى الساعة، لكون الشركات التي تدير هذا القطاع هي شركات فرنسية، كما يلفت سامي العلي، في اتصال مع «الأخبار»، الأمر الذي سهّل للمقيمين، وبينهم نحو مئة الف لبناني، التواصل بعضهم مع بعض داخل ساحل العاج، وكذلك مع أهاليهم الذين ينتظرون أخبارهم على أحرّ من الجمر، وخصوصاً بعد تصاعد أعمال العنف والعمليات العسكرية المتبادلة بين قوات «رئيسي» البلاد، لوران غباغبو والحسن وتارا.
وفيما يستبشر البعض بدخول الثوار، فإن البعض الآخر يعدّ دخولهم كارثياً، بسبب الميليشيات والمسلحين الذين يسبقونهم لإجراء عمليات «تطهير»، بحسب تعبير العلي، وهم من جنسيات أفريقية مختلفة، يعملون مرتزقة يستعين بهم كلا الطرفين. وبات هؤلاء يدهمون المنازل، فيصادرون ما خف وثقل، من أموال وسيارات وأثاث وأجهزة كهربائية، وحتى البرادات أفرغوها من محتوياتها. وما يحصل مع العلي في سان بيدرو الساحلية، يتكرر في الدلوة (500 كيلومتر شرق العاصمة) في منطقة البر العاجي، وهي مسقط رأس غباغبو وتعدّ مركز ثقل عسكرياً له، على نحو أكثر ضراوة، حيث يصف خليل سلوم ما حصل معه بأنه كان اختباراً على الموت «حتى الموت كنا نظن أنه أسهل مما عايشناه هنا».
ويروي كيف أفشى سره جيرانه من السكان المحليين، وأعلموا هؤلاء المسلحين بوجود لبناني وحده في الشقة المقابلة، فانهالوا على باب المنزل تكسيراً وبدأوا بإطلاق الرصاص، فما كان «مني إلا أن احتضنت نسخة من المصحف وبدأت بتلاوة شهادة الموت»، يقول خليل، الذي فتح الباب فطلبوا منه الانبطاح أرضاً وتسليمهم كل شيء، وهكذا كان «أخذوا السيارة ونحو خمسة آلاف دولار أميركي، لكن المصيبة كانت بحضور مسلحين آخرين بعد رحيل المجموعة الأولى، ومطالبتهم بأموال أيضاً، فقلت لهم لم يبق إلا الأثاث، عليكم به، فهبوا الى البراد وأفرغوه من محتوياته».
ويروي العديد من اللبنانيّين أن جواً عدائياً يشيعه أولئك المسلحون الموالون للرئيس المنتخب المعترف به دولياً الحسن وتارا، تجاه اللبنانيين، الذين ينظرون إليهم على أنهم «موالون» للرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، حتى إن البعض منهم يكيل الشتائم للبنانيين بمجرد الالتقاء بهم ولو مصادفة.
ويشير خليل سلوم إلى ليلة قاسية من القصف العنيف شهدتها مدينة دلوة ليل الاثنين الثلثاء الماضي، «وفوجئنا مع خيوط النهار الأولى بانسحاب الجيش الذي لا يزال بإمرة غباغبو من دون أي مقاومة تذكر». وتبين أن الأخير طلب من قواته الانسحاب الى أبيدجان، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث تركزت المعارك أمس في محيط القصر الرئاسي ومبنى الإذاعة التي استولى عليها الثوار، ثم استردتها قوات غباغبو بعد ظهر أمس.
وشهدت مناطق ماركوري والزون أربع عمليات نهب وسرقة لمحالّ اللبنانيين، كذلك اقتحم عدد كبير من المسلحين عدداً من المنازل، وروّعوا الأطفال والنساء، طالبين الحصول على أموال. ويؤكد ربيع تيراني أنه اضطر إلى استدانة أموال من أحد الأصدقاء حتى يتمكن من دفع ما يسكت هؤلاء المهاجمين «لأنهم لا يصدقون أننا نُهبنا من زملاء لهم». ويروي أنه شهد وعائلته ليلة رعب لا توصف، وكان يتحدث لـ «الأخبار» وهو يبكي، واصفاً دخول المسلحين الى منزله، وتصويبهم البنادق الى رؤوس الأطفال، وهو الأمر الذي دفعه الى الهروب من المنزل الى مكان أكثر أماناً. وأقدم المسلحون أمس على إحراق مؤسسة «الأوركا»، العائدة ملكيتها إلى اللبناني فخر الدين قعور، وهي من أكبر المجمعات التجارية في أبيدجان، وتقدر خسائرها بعشرة ملايين دولار أميركي. وأمس أيضاً أصيب اللبناني غالب حسين طعان، إصابات مباشرة بالرصاص والشظايا، وهو موجود في منزله في منطقة الكوكودي، ولم تتكمن الإسعاف من نقله الى المستشفى طيلة اثنتي عشرة ساعة، نزف خلالها كمية كبيرة من دمه، وكانت حالته مستقرة أمس كما أفاد والده لـ «الأخبار».
ووجه العديد من اللبنانيين، الذين اتصلت بهم «الأخبار» أمس، لوماً شديداً إلى كل المسؤولين اللبنانيّين والأجهزة الرسمية والأحزاب «الذين تركونا نواجه مصيرنا وحدنا». وخاطب تيراني رئيس الجمهورية ميشال سليمان قائلاً: «جيد أنك لم تنم حتى إجلاء 50 لبنانياً موجودين في اليابان، لكن ألا يستحق منك 100 الف لبناني محاصرين في ساحل العاج أيّ تحرك جدي». وناشد كثيرون عبر «الأخبار» وزارة الخارجية التحرك والتواصل مع الأمم المتحدة، الأكثر قدرة على التحرك في البلد للمساهمة في إجلاء اللبنانيين، الى مناطق أكثر أماناً، أو الى المطار، وخصوصاً أن السلطات فتحت المطار عصر أمس، إضافةً إلى التواصل مع القوات الفرنسية.
وفيما أكد الوزير علي الشامي في حديث لقناة «المنار»، امس، «أن السفير اللبناني في فرنسا بطرس عساكر أبلغه أنه التقى وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي طمأن إلى أن هناك مساعدة مفتوحة منذ أمس من القوات الفرنسية في أبيدجان، وأكد أن أي لبناني هو مثل الفرنسي»، إلا أن ربيع تيراني أكد لـ «الأخبار» أن الفرنسيين يعمدون الى الاستعانة بملالات وحافلات لنقل رعاياهم، وبعض اللبنانيين من حاملي الجنسية الفرنسية. وكذلك قال زيكار كريديه إنه أجرى اتصالاً بالقوات الفرنسية، فجاءه الجواب إنهم لا يجلون اللبنانيين.

■ ■ ■
قوّات وتارا تهاجم مقرّ غباغبو في أبيدجان

أنصار وتارا يحرسون العاصمة (ايمانويل براون ــ رويترز)

لم تهدأ المعارك التي شهدتها أبيدجان ليل أول من أمس بين قوات الحسن وتارا ولوران غباغبو. وفيما تبدو المعارك لمصلحة وتارا، دعت فرنسا والاتحاد الأفريقي غباغبو إلى التنحّي
احتدمت المعارك بين القوات التابعة لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو، ومقاتلي خصمه الفائز في الانتخابات الحسن وتارا في أبيدجان، فيما طالبت فرنسا والاتحاد الأفريقي غباغبو بالتنحي.
وفي حي بلاتو الإداري (وسط) قرب القصر، ترددت طوال ليل أمس أصداء الرشقات الرشاشة والقصف بالأسلحة الثقيلة، واهتزّت جدران المباني من شدّة بعض الانفجارات، فيما خلت الشوارع من المارة ولزم السكان منازلهم. وكان الوضع مشابهاً في حي كوكودي الراقي (شمال) قرب المقر الرئاسي. وقال أحد السكان إن «القصف لم يتوقف. رجال غباغبو يقاومون في كل مواقعهم»، مضيفاً «نسمع دويّ قصف مدفعي عنيف وقاذفات صواريخ من نوع أر بي جي ورشاشات ثقيلة».
واستولى أنصار وتارا على العاصمة السياسية ياموسوكرو (وسط)، وسان بيدرو (جنوب غرب)، أكبر مرفأ لتصدير الكاكاو في العالم. كذلك، أعلنت القوات الموالية لوتارا أنها استولت في بداية المعارك على التلفزيون الرسمي «أرتي آي»، رمز النظام، فحرمته بذلك من وسيلة إعلامية ـــــ سياسية. وفي السياق، قال متحدث باسم حكومة وتارا، باتريك أتشي، إن القوات الموالية له اشتبكت مع قوات منافسه بعدما هاجمت مقر الرئيس المنتهية ولايته، وسيطرت على التلفزيون الحكومي. وأضاف «منزله يتعرض للهجوم. هذا مؤكد. هناك مقاومة لكن الهجوم مستمر»، مشيراً إلى أن «غباغبو لم يظهر أي علامات استسلام».
وكانت قوات وتارا، الذي يعترف به المجتمع الدولي رئيساً لساحل العاج، قد دخلت أبيدجان أول من أمس، بهدف طرد غباغبو الذي يرفض الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني الماضي.
سفير أفريقي في باريس رفض الكشف عن اسمه، كان قد أعلن أن قوات وتارا تتلقى دعماً فرنسياً عبر حدودها الشمالية مع فولتا العليا، حيث عيّنت باريس أخيراً سفيراً جديداً لها في واغادوغو هو الجنرال إيمانويل بيت، الذي كان قائداً للقوات الفرنسية «ليكورن» المشاركة في القوات الأممية في ساحل العاج.
ومع تعرض المدينة لأعمال العنف والنهب والسلب، نُقل 150 من الرعايا الفرنسيين و350 أجنبياً من جنسيات أخرى، منذ مساء أول من أمس إلى معسكر بوربويه التابع لقوّة ليكورن الفرنسية في أبيدجان، كما ذكرت رئاسة أركان الجيوش الفرنسية في باريس، فيما أعلنت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في ساحل العاج ومصدر أمني أن مسؤولة سويدية في البعثة قتلت برصاصة طائشة أثناء معركة بالأسلحة في أبيدجان.
في هذا الوقت، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إنه يتعين على غباغبو التخلّي عن السلطة لوقف المزيد من أعمال العنف في البلاد. وأضاف «كلما أسرع غباغبو في الرحيل كان توقف العنف أسرع»، مضيفاً أنه «غير معني بمكان اختباء غباغبو».
بدوره، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينغ، غباغبو «بالتخلّي فوراً عن السلطة» لخصمه «للتخفيف من معاناة العاجيين».
لكن مندوب غباغبو في باريس، توسان آلان، استبعد «تنحّي أو استسلام» الأخير. وقال إن غباغبو «لا ينوي التنحّي أو الاستسلام لأيّ متمرد»، مندّداً بـ«الانقلاب» الذي ينفّذه خصمه وتارا. وردّاً على سؤال عن مكان غباغبو، قال «إنه في ساحل العاج لكن لا أريد أن أقول لكم بالضبط أين هو»، مؤكداً أنه «يجري اتصالات منتظمة بغباغبو والمحيطين».
وكان رئيس حكومة الحسن وتارا، غيوم سورو، قد أعلن مساء أول من أمس أنه «يجب على غباغبو أن يستسلم لتجنب حصول حمام دم. نأمل أن يستسلم، وإلا فسنلاحقه في أي مكان. وإذا ما استقال، فحسناً يفعل، وإلا فسيحال على القضاء الدولي».
في هذا الوقت، طالب مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتارا بكبح جماح قواته، مستنداً إلى تقارير غير مؤكّدة، تقول إن قواته خطفت مدنيين وأساءت معاملتهم. ولفت أيضاً إلى تقارير متفرقة تفيد بأن قوات غباغبو قتلت مدنيين. وذكر بأن الطرفين قد يمثلان أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، روبرت كولفيل، «لدينا تقارير غير مؤكدة عن انتهاكات خطيرة جداً ارتكبتها قوات جمهورية ساحل العاج، وهي القوات الموالية لوتارا، وخصوصاً في منطقتي جيجلو ودالوا في غرب البلاد». وشدّد على أنه «يجب ألا تحدث أعمال انتقامية. يجب على القوات أن تتحلّى بضبط النفس».
وتابع كولفيل أن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «تلقّى أيضاً تقارير تفيد بأن ميليشيا موالية لغباغبو أحرقت مدنيين اثنين أحياء في جانوا، وأن ثلاثة على الأقل قتلوا في حي أبوبو، عدا آخرين قتلوا على أيدي قوّاته في الأيام القليلة الماضية»، فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس أن آلاف الأشخاص قتلوا أو أصيبوا في أعمال العنف التي اندلعت في ساحل العاج بعد الانتخابات.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



RE: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - أسامة مطر - 04-03-2011

و نحنا شو دخلنا يا دكتور؟ خلينا بحالنا ...
بس لا تكون مفكر إنو إذا انتصر المسيو لوران بيعطوك وزارة الصحة عندون 24 24 24


الرد على: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 04-04-2011

السفير اللبناني في أبيدجان يؤكد رغبة آلاف اللبنانيين مغادرة ساحل العاج
السفير اللبناني في أبيدجان يؤكد رغبة آلاف اللبنانيين مغادرة ساحل العاج
أكد علي العجمي السفير اللبناني في أبيدجان في حوار حصري مع موقع فرانس 24، تسجيل عشرة آلاف لبناني (على الأقل) أنفسهم على لائحة الراغبين بمغادرة ساحل العاج فور توفر شروط الرحيل، بسبب تدهور الوضع الأمني في البلاد جراء الصراع بين الحسن واتارا ولوران غباغبو حول الرئاسة. هذا نص الحوار.
علاوة مزياني (نص)




الأزمة السياسية في ساحل العاج تقلق اللبنانيين

سعادة السفير، ما هي الأوضاع السائدة حاليا في أبيدجان وفي ساحل العاج بصورة عامة؟

الأوضاع حاليا في أبيدجان وساحل العاج هادئة، فبين البارحة وصباح اليوم (الاثنين)، لم نسمع أي إطلاق للرصاص ولا دوي انفجار، لا في العاصمة ولا في محيطها، ولا أنباء عن معارك بين الأطراف المتنازعة. إلا أن هذا الهدوء لا يعني أن الوضع على أحسن ما يرام، بالعكس. فالأزمة قائمة والرؤية لم تتضح بعد. برأيي، في حال تعذر إيجاد حلول سريعة للأزمة، فسنقدم لا محال على كارثة إنسانية كبرى. فالناس بمختلف جنسياتهم محاصرين في منازلهم وهم يستغيثون ويطلبون المساعدة الغذائية، من ماء واكل ودواء. كل هذه المؤشرات توحي بقرب وقوع كارثة إنسانية.



وردت أنباء عن إطلاق الجالية اللبنانية نداءات للاستغاثة والنجدة من عدة أماكن في ساحل العاج، فما حقيقة هذه الأنباء، وما هو وضع اللبنانيين في البلاد؟

أولا، أريد أن أؤكد أن الجالية اللبنانية بخير. لم نسجل أي خسائر في الأرواح، بالرغم من أن مواطنين لبنانيين اثنين أصيبا بجروح برصاص طائش ولكن حياتهما غير معرضة للخطر. عدد الجالية اللبنانية في ساحل العاج يتراوح بين 80 ألفا و100 ألف شخص، وهم منتشرون في مختلف المدن من دون استثناء وغير مركزين في (العاصمة الاقتصادية) أبيدجان.

وأنا متأسف لتأثر جاليتنا أكثر من سواها من الأزمة في ساحل العاج، فهي تعرضت للشتم والسرقة والنهب في منازلها ومصانعها وأموالها. لكن، كما قلت سابقا، فنحن مسرورون لعدم تعرض جاليتنا لأي خسائر في الأرواح، أما الخسائر المادية فهي تعوض.



ما هي الإجراءات والتدابير التي اتخذتها السفارة اللبنانية لحماية جاليتها من العنف والهلاك؟

الحكومة اللبنانية في جهوزية تامة لإجلاء رعاياها عند الضرورة إلى لبنان. فمصالح السفارة تتلقى يوميا مئات إن لم أقل آلاف المكالمات والاتصالات من الرعايا اللبنانيين يطالبون من خلالها غالبا بنقلهم إلى مكان آمن. فهم بحاجة إلى الأمان والاطمئنان، ونحن ساهرون على توفير ذلك لأي لبناني في ساحل العاج.



هل هناك طلب من الجالية اللبنانية بمغادرة ساحل العاج؟

نعم. هناك ما يقرب عشرة آلاف لبناني سجلوا أنفسهم على لائحة الراغبين مغادرة ساحل العاج. إلا أن الأمر ليس بالسهل، إذ هناك عاملين يعيقان أي عملية إجلاء. أولهما هو أن مطار أبيدجان لم يعد آمنا بفعل المعارك التي تدور بين الأطراف المتنازعة، وهناك أنباء تشير إلى أن ثمة أشخاص يهددون بإطلاق النار على أي طائرة تحلق في محيط المطار الدولي. أما ثانيهما، فهو أن الطرق المؤيدة إلى المطار هي نفسها غير آمنة. لذا، فلا يمكن المجازفة بنقل رعايانا إلى المطار، ونحن نتتبع الوضع الأمني عن كثب ومستعدون لنقل اللبنانيين إلى بلدهم فور توفر شروط النقل


الرد على: صراع مسيحي إسلامي على رئاسة ساحل العاج - بسام الخوري - 04-05-2011

















لبنانيّون عائدون من ساحل العاج: كأنّــه عدوان تمّوز

جندي من أنصار واتارا يستعد لـ «المعركة الحاسمة» قرب أبيدجان (إيمانويل برون ــ رويترز)

في جعبة كل لبناني استطاع العودة من ساحل العاج إلى موطنه الأصلي، مجموعة من القصص، معظمها يدور حول التحسُّر على «المجد الضائع» في الدولة الأفريقية، والسعادة في النجاة، بينما لا يزال الآلاف عالقين هناك. قرى الجنوب اللبناني تتابع الوضع الأفريقي كأنه شأن داخلي محلي، فساحل العاج، بالنسبة إلى الآلاف، كل ما لديهم
آمال خليل

ليل الجمعة الماضي، عاد أحمد باشان على متن آخر رحلة لطيران الشرق الأوسط أقلعت من مطار أبيدجان، قبل إغلاقه وسيطرة القوات الفرنسية عليه. لا يبدو الشاب سعيداً كفاية بتمكنه من مغادرة ساحل العاج سالماً، في الرحلة التي وصفها البعض بـ«الخلاص الأخير»، قبل أن تلتهب البلاد بالاضطرابات. بتثاقل، يروح ويجيء مقيماً بين بلدته المنصوري، وبلدة زوجته البازورية، لأنه لا يملك منزلاً خاصاً به هنا. ويبدو أحمد كمن يدور في دوامة مخرجها الوحيد العودة إلى «موطنه الأصلي» في ساحل العاج.
وإذ لا يشعر الشاب بأنه لاجئ في أرض غريبة، لا يجد نفسه أيضاً في مسقط رأسه. عينه وعين الأشخاص الثلاثمئة العائدين على متن الرحلة ذاتها، شاخصة نحو تطورات ساحل العاج، حيث أمضى جلّ سنوات عمره، يعمل لكسب قوته. و«ما دام الرزق عديل الروح»، يصبر أحمد على خسائره الفادحة التي أُصيب بها منذ اندلاع الأحداث، ولا سيما في ديوكووي، حيث يقيم ويعمل في تجارة الكاكاو، الثورة الكبرى لساحل العاج. ومثلما استطاع الصبر على سرقة شاحناته، لا يريد تذكُّر أيام إقامته في أحد مراكز اللجوء التابعة للأمم المتحدة، قبل شهر ونصف الشهر، بعد تقدم المسلحين نحو المدينة. وبرغم أنه نزح من ديوكووي قبل أن يهجّر مجدداً من كوكودي والمنطقة الرابعة إلى لبنان، لا يزال ينتظر انتهاء الأزمة، لا ليعرف مَن الرئيس الفائز فيها، الحسن واتارا أو لوران غباغبو، بل ليعود إلى منزله الخاص وسيارته وأغراضه وأعماله وحياته اليومية التي أسّسها مذ كان فتى.

الهروب الثاني

قبل أسبوعين، هربت مريم قانصوه للمرة الثانية من مكان إقامتها في المنطقة الرابعة في أبيدجان، بعد الهروب الكبير الأول الذي سجل بعد أسابيع على اندلاع الأحداث قبل ثلاثة أشهر. حينها، مكثت مريم خمسة وعشرين يوماً مع طفليها، فيما بقي زوجها غالب هناك لمتابعة أعماله. في الرحلة الأولى، كانت السيدة أكثر تفاؤلاً، إذ تركت معظم أغراضها في منزلها هناك، لأسباب عديدة منها أنها لا تملك منزلاً خاصاً بها في بلدتها الأم ارزي (قضاء الزهراني)، شبيه بذاك الذي تملكه في المنطقة الرابعة. إلا أنها أيضاً كانت مطمئنة حينذاك إلى أنها ستعود قريباً إلى «الساحل» الذي صار موطنها منذ ست سنوات، مثلما صار منذ سنوات طويلة موطن زوجها وعائلته وأقاربهما. الزوج كان لا يزال حتى ذلك الحين، ينتج اقتصادياً، ولو بنسبة أقل من العادة، بينما كانت الاشتباكات محدودة. أما وقد اتسعت رقعتها، ووصلت إلى حد فرض حظر تجول وتطاير الرصاص الطائش من الثكنة العسكرية المقابلة للمنزل، وإقفال المدارس، فقد اضطرت مريم إلى اتخاذ القرار والنجاة بطفليها مع عائلة زوجها وأقاربها من النساء والأطفال.
حملت مريم هذه المرة أمتعة كثيرة، جمعت فيها عدداً كبيراً من أغراضها، كأنها لن تعود إلى أبيدجان. تطوُّر الأحداث عزّز شعورها المتشائم بفقدان «بلد الرزق الذي لا غنى عنه». فقد أجبرتها مغادرتها لساحل العاج على التنقُّل من بيت قريب إلى آخر، لأنها لم تكن قد أنهت تجهيز منزلها الخاص. أما الطفلان، فهنا كانت الأزمة في إمكان إلحاقهما بمدرسة قبل نهاية العام الدراسي. والأهم إلحاقهما بمدرسة يستوعبان منهجها الدراسي المختلف تماماً عن المدارس الأفريقية.
ورغم ما تعانيه من تشتُّت وخشية من نفاد الأموال المتوافرة بين يديها، وهي تنفقها من دون كسب أموال أخرى في ظل ارتهان زوجها للبطالة القسرية، تشعر بأن حالها أفضل ممن عادوا في الأيام الماضية حين تدهورت الأوضاع. فالعديد من أصدقائها وأقاربها عادوا على عجل، فلم يتمكنوا من توضيب أغراضهم وإنقاذ الضروري منها في حال تعرض منزلهم للسرقة. وهنا في وطنهم، عليهم البدء من نقطة الصفر، كأنهم لاجئون، بلا منزل أو ملابس أو غد مضمون بختم الدولة اللبنانية.
رحلة الجمعة حملت من استطاع إليها سبيلاً، إن عبر تمكنه من سلوك طريق آمن من مكان إقامته إلى المطار، أو لأنه امتلك ثمن التذكرة، أو لأنه قرر النجاة بسلامته الخاصة، بعدما صمد هناك لحراسة مصالحه الاقتصادية. أما من بقي، فهم الغالبية العظمى من الثمانين ألف لبناني المقيمين هناك، رغم أن شركة الطيران زادت في الفترة الأخيرة عدد رحلاتها إلى أبيدجان، حتى وصلت إلى خمس رحلات أسبوعياً، تستوعب كل منها ثلاثمئة شخص. كان ذلك قبل أن تعلن «الشرق الأوسط»، في بيان يوم السبت، إلغاء رحلاتها في اليومين الماضيين، بسبب انعدام الأمن في الدولة الأفريقية، رغم أن المطار عاد ليفتح أبوابه منذ أول من أمس.
وإن فُتحت الأبواب واستؤنِف الطيران، فمن يضمن طريقاً آمنة للوصول إلى المطار؟ هكذا تمضي عائلات بحسون وفقيه وباشان ورومية وسواها العشرات في البلدات الجنوبية، ساعاتها، مترقبةً وسائل الاتصال، في محاولة للاطمئنان إلى مصير أبنائها من جهة، ولاستنفاد الطرق مع المسؤولين اللبنانيين والفرنسيين المعنيين للمساعدة في إجلائهم من جهة أخرى.

تموز آخر

في بلدة معركة قضاء صور، يتابع المهندس سعيد رومية ظروف شقيقه جلال المحاصر منذ يومين في أحد المباني مع مجموعة من اللبنانيين. الموقف يذكّره بمتابعته لعملية إجلاء عائلته من البلدة خلال العدوان الإسرائيلي في تموز 2006، إلى مكان آمن. تختلط الذكريات بصوت شقيقه الذي يقاطعه أزيز الرصاص والمدافع وضجيج المروحيات من حوله، لتشعل غضبه على الحكومة اللبنانية، مقارناً أداءها بأداء الحكومة البريطانية، التي يحمل جنسيتها مع عائلته خلال العدوان.
غضب رومية من تلكؤ المسؤولين لمساعدة اللبنانيين قبل انفجار الأوضاع عبر توفير رحلات طيران أكثر، وبأسعار أقل، لا توافق عليه كلياً أماني فقيه، علماً بأن زوجها ووالديها وأشقاءها لا يزالون عالقين في كوكودي، حيث يقيمون بمحاذاة مبنى الإذاعة ومقر الرئيس غباغبو. تعترف أماني بأن معظم العائلات تمهلت في قرار ترك أبيدجان. فهي والكثيرون سواها لم يعودوا إلى لبنان إلا قبل أسبوعين، حين كانت المدارس لا تزال تعمل بشكل طبيعي. وفيما أمل البعض تسوية الأمور، ولم يتوقعوا أن تتطور إلى ما هي عليه الآن، فقد رفضت نساء أخريات ترك أزواجهن بمفردهم، وفضّلن الصمود معهم، بينما اضطر من لديه أطفال إلى الابتعاد، وخصوصاً بعدما أخذت الأدوية والحليب تنفد من الأسواق، على حد تعبير أماني.
ومع محاصرة اللبنانيين، كل في مكان إقامته، وجهلهم بما يحدث في الأحياء الأخرى من أبيدجان بسبب فرض حظر التجول، بات العلم بتدهور الأوضاع وفداحة الأزمة على اللبنانيين، يشكل عرضاً مشوقاً على الهواء مباشرة. فمن شاشة التلفزيون، تابع نبيل زرقط وشقيقاه كيف حطت مروحية تابعة للأمم المتحدة على سطح المبنى الذي يملكونه في أبيدجان، في محاولة لإجلاء عائلات كانت محاصرة في داخله. المشاهد نفسها جعلت نبيل يفهم أن المبنى المؤلف من اثنتي عشرة طبقة صار «على العظم». المسلحون سرقوا النوافذ وحواجز الشرفات والأبواب وكل محتويات الشقق والمراحيض، بعدما قضوا على بضاعة المتجر الواقع في الطبقة السفلى.
أما المغترب حسن بحسون، الذي عاد قبل أيام، فقد تابع من على شاشة التلفزيون أيضاً عملية إنقاذ أطفاله وأقاربه وعدد من الموظفين في مصنع تياسلي الخاص به بواسطة آليات تابعة للوحدة المغربية في قوات الأمم المتحدة، وهم يقيمون حالياً في مخيم اللاجئين التابع لها. فقد تعرض المصنع، إلى جانب معمل آخر لآل الخليل في إندوسي، لهجوم عصابات مسلحة. عرض أعاد إلى الأذهان عدوان تموز الذي تابعه هؤلاء أنفسهم على الفضائيات التي أظهرت بدقة كيف قصف منزل أحدهم أو كيف انهار محل آخر. أما آل قعور، فقد تحسّروا أيضاً على خسائرهم الفادحة، بعد سرقة استهلاكية «أوركا» التي يملكونها، بعدما سيطر عليها المسلحون.

«كل مظاهر الغنى»

انتظار المجهول في لبنان فتح مجالاً واسعاً للكثيرين من «الخبراء» في الشؤون العاجية وغيرهم، لاقتراح مخارج للأزمة اللبنانية في ساحل العاج. البعض اقترح إرسال سفن لإجلاء الرعايا بعد تأمين نقل آمن للبنانيين، وآخرون طالبوا بتدخل الحكومة على أعلى المستويات لحماية مصالح اللبنانيين. وهنا، تستدرك زهرة بحسون، المولودة في ساحل العاج، بأن أحداً لا يمكنه منع ذلك لأن «كل مظاهر الغنى والاقتصاد والرفاه هي لبنانية الأصل، ولا يمكن تفاديها».
تجدر الإشارة إلى أن دفعة الإياب الجماعية التي شهدها مطار بيروت خلال الأيام الماضية من أبيدجان، هي الثانية من نوعها بعد عودة مماثلة حصلت في مطلع العام الجاري. إلا أن الكثيرين ممن تركوا أبيدجان آنذاك، عادوا إليها بعد الهدوء النسبي الذي ساد البلاد خلال كانون الثاني وشباط الماضيين. وإذ تمهّل هؤلاء حينها في إلحاق أبنائهم بالمدارس المحلية، فإنهم في هذه الأيام يؤسسون للإقامة الطويلة مبدئياً في لبنان، مع وصلها بعطلة الصيف القريبة. لذا ينهمك البعض في تجهيز شقق لهم، مع احتماء آخرين بمنازل ذويهم إلى أن تستتب الأمور، ويفك الحصار عن المصارف العاجية. فهذا الحصار حرم اللبنانيين الاستفادة من أموالهم المودعة، أو تحويلها من مكان لآخر.

مخاطر الإجلاء

لعل من شأن الحادثة التي تعرّض لها اثنان من اللبنانيين في ساحل العاج أمس، أن تسلط الضوء على مخاطر عمليات الانتقال والإجلاء. وفي اتصال تلقته «الأخبار»، أكد المغترب حسن بحسون المحاصر في كوكودي، نجاة المواطنين الجنوبيين محمد بسما ومصطفى حيدر من بلدة قانا، من حادث إطلاق نار على سيارتهما، بينما كانا يحاولان اجتياز جسر بلاتو للوصول إلى المطار. إلا أن الاشتباكات الدائرة على الجسر وفي محيطه بين مجموعات «الرئيسين» لوران غباغبو والحسن وتارا، طالتهما بالرصاص الذي أصاب السيارة وجرحهما في أنحاء متفرقة من جسديهما. وبعد شيوع نبأ مقتل بسما، عادت الأنباء لتؤكد نجاة الاثنين بعد إسعافهما في مستشفى فرح في ماركوري على يد طبيب لبناني. إلا أن الحادث الذي لم يصل إلى حد المأساة المحتملة، زاد من مخاوف اللبنانيين من طول حصارهم كل في مكان إقامته بلا نافذة أمل محتملة، وهو ما حاول بسما وحيدر الوصول إليه. وبحسب بحسون، علق اللبنانيون تماماً بعد التشدد في فرض حظر التجوال واشتعال الاشتباكات في معظم الأحياء. فمحال بيع المواد الغذائية لتوفير مؤونة الصمود قد نفدت بالكامل أو تعرضت للسرقة. لذا، انضموا إلى مجموعات وتركزوا في مكان واحد، بعد توافر الغذاء والأدوية والشرب وحاجات الصمود من بيوت بعضهم. كذلك أشار بحسون إلى انقطاع المياه في أحياء عدة من ماركوري وتريشفيل منذ ثلاثة أيام. أما الاتصالات الخلوية فهي مهددة أيضاً بالانقطاع بسبب نفاد بطاقات شحنها في ظل إقفال محال بيعها.
وإن لم تحطّ أي طائرة مدنية في مطار أبيدجان منذ يوم الجمعة الفائت، فإن الجالية اللبنانية لا تنتظر، بحسب بحسون، وصول طائرة لبنانية؛ لأنها إن حطت لإجلائهم فلن يتمكنوا من اجتياز الجسر، الذي يقع في الطريق إلى المطار، فيما خلف الجسر تقع مناطق تركز اللبنانيين مثل بلاتو وماركوري وكوكودي. لذا، حمل بحسون مطالب الجالية بدعوة الجيش الفرنسي إلى ضمان طريق آمن للبنانيين للتجمع في نقاط محددة تمهيداً لإجلائهم عبر المطار أو عبر بواخر تقلهم إلى غانا ومنها إلى بيروت.
أما اللبنانيون السبعة والعشرون الذين حظوا بالإجلاء الفرنسي عبر ثلاث مروحيات عسكرية أول من أمس من المطار إلى توغو، فقد كانوا محظوظين «بسبب جنسيتهم الفرنسية التي يحملونها، لا لأنهم لبنانيون».
(الأخبار)






2332

الموضوع عمره سنة ولو قرأ العرب في ساحل العاج الاضطرابات قراءة سياسية صحيحة لكان عليهم بيع ممتلكاتهم بهدوء قبل سنة والعودة للبنان


2332