![]() |
قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) (/showthread.php?tid=40708) |
قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - fancyhoney - 12-07-2010 انفجر النادي فجأة بنقاش ديني جاد ! يطرح هنا (حسن سلمان) استغناء الملحد عن الاخلاق لان الاخلاق مجرد برمجة اضافية على العقل و عليه فان دافع الاخلاق الخالصة الوحيد عنده هو ( الله ) ... و يزلزل هنا (خالد) مفهوم العقل تماما , حين يعيد ذكر عجز العقل عن التفرقة بين ( الصالح \ الطالح ) مشيرا الي قضية التحسين العقلي اذن , فلنطرح هذه المسألة بداية من قول فاجر للعلامة ( ابن حزم ) فيه " كان ممكنا أن يأمرنا تعالى بالكفر به وبجحده وبعبادة الأوثان وبالظلم، ولكنه تعالى قد أخبرنا أنه لا يفعل ذلك، فعلمنا أن ذلك لا يكون أبدا، ليس لأنه ممتنع منه عزَّ وجلَّ لو شاءه، ولا أنه تعالى عاجز عن ذلك لو أراده، ولكن لأنه لا يقول إلا الصدق " الإحكام 463 فالاشياء ليست سيئة في ذاتها , انما تستمد قبحها او حسنها من الله و بدونه فلا حكم عليها فالكفر نفسه جائز لولا ان الله نبذه , و لو قرره لكان و لاثيب من كفر بالله ! هذا اذن هو موقف الحشوية ( و الاشاعرة ) , و على اقصى يمينهم يقع الظاهرية ( اتباع ابن حزم و ابي داود الظاهري ) اما اليسار فيتمثل في طائفة ( المعتزلة ) و التى تؤمن ان الحسن و القبح عقلى صرف , و ان (السماع ) اي ( القران + الحديث ) مجرد توضيحات لهذه الاحكام , هؤلاء الذين يتطاول عليهم ابن حزم فيقول " ومَن ادَّعى غير هذا- يقصد ان الاشياء حسنة لان الله اخبر بذلك - فقد ادَّعى أن رتبة العقل المجهول في النفس كانت موجودة إذ لا عقل ولا نفس، وهذا عين التناقض والخبال والخُلف والمُحال " الإحكام 450 اي ان ادعاء الحسن العقلي في الاشياء , ادعاء وجود العقل و حكمه قبل خلق العقل نفسه , و هذا تناقض تقع فيه العقيدة الاعتزالية ! و هي حجة جيدة بينما يحتج (القاضي) ضد فكره الحشوي فيقول " من اجاز ان يكون الكذب حسنا , لم يأمن من وقوعه منه تعالى " المغني 6 \ 67 اي ان عقيدة ابن حزم المبنية على الاخبار , تطعن في الاخبار ذاتها , و بالتالي في العقيدة الحشوية ! و هي حجة جيدة ايضا و من المثير ان ينسب ( ابن القيم ) الاعتقاد بالحسن و القبح العقلي الي ( اهل السنة ) و ان الفارق بينهم و بين المعتزلة فقط في انهم ( السنة ) يعلنون ان التكليف ( و من ثم العقاب ) متوقف فقط على السماع ( البلاغ \ الخبر \ القران و السنة ) هذه عقائدهم اذن 1- الحسن و القبح عقليان ( وهو مذهب اهل السنة عند ابن القيم , وهو مذهب المعتزلة ) و تجده في المغني ج 6 2 - الحسن و القبح ليسا من العقل في شئ ( وهو مذهب الظاهرية و الاشاعرة ) و تجده في كتب الاصول كما عند الامدي يتبع
RE: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - fancyhoney - 12-08-2010 مما سبق , نجد عند ( ابن حزم ) ان اعتقاد المعتزلة بعقلانية الحسن و القبح يقدح في عقلهم... و عند ( المعتزلة ) ان اعتقاد الحشوية بخبرية الحسن و القبح يقدح في خبرهم ... فماذا عند الفلاسفة ؟ مسألة كمسألة الاخلاق تبدو عند افلاطون مجردة من الحسن و القبح ابتداء , انما تكتسب حسنها و قبحها من نتائجها . ففي جمهورية افلاطون يتخيل القانون ( اتفاق بين الاشخاص لتجريم بعض التصرفات و تحديدها لان ارتكابها يؤدي الي اذى الناس ) و يضرب مثالا بالسرقة , فاصل السرقة هو اخذ شئ ما و ضمه لممتلكاتك فلما استباح الناس ممتلكات بعضهم البعض , وجدوا تناقص تلك الممتلكات و عدم استقرارها و من ثم غياب تمتع صاحبها بها , فاتفقوا على تقبيح السرقة و هكذا .... و للمسألة بعد تنظيري و بعد لاهوتي اما البعد اللاهوتي فملخصه في سؤال " هل يمكن ان يصل الانسان الي الحق ( الله ) بمجرد العقل ؟ " و بالاجماع فعند الفلاسفة القدامى الاجابة يمكن و يلخص هذا التصور ( ابن طفيل ) في قصته ( حي بن يقظان ) و تأمل الاسم حي ابن يقظان ... و انطلاقا من هذه الرؤية , يرى المعتزلة ان الله يحاسب من لم تبلغه الرسالة و يبدو ان هذا هو نفس رأي ( بولس ) في المسيحية اذ يقول " الامم الذين ليس عندهم الناموس ... هم ناموس لانفسهم " رو 2 : 14 و يرى ان الكون مرشد عقلي رو1 : 20 , و ان الضمير مرشد نفسي رو 2 : 15 لكنه يقلب فجأة الطاولة عندما يقول ان الله حر في ان يجازي او يعاقب رو 9 : 21 وهو هنا ينتقل من الموقف الذي اتخذه الفلاسفة و المعتزلة , الي الموقف الذي اتخذه الاشعرية فيما بعد . و ربما الاصل لهذه المسألة هي عجز الانسان عن تحديد ( عدل الاله ) Vs ( حرية الاله ) العدل الذي جعله المعتزلة اساسا لكل شئ و الحرية التى لا ينساها اليمينيون ابدا , خصوصا مع استقرائهم لكل النصوص المقدسة , التى توحي بان الاله لا يمكن التبوء بتصرفه , فضلا عن اجباره على اتخاذ تصرف ما يتبع الرد على: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - المعتزلي - 12-08-2010 شكرا فانسي على الموضوع الشيق، بضع نقاط على الهامش تمثل رأيي الشخصي: - هناك تحسين و تقبيح مؤدلجين (حرام و حلال الأديان) مثل تحريم أكل بعض انواع الطعام - و النوع الآخر هو النوع المسبب مثل ما يترتب على السرقة و القتل الخ الخ - المعتزلة عقلنوا ما جاء على هواهم ثم شاركوا البقية في نغمة النقل و مثال على ذلك ما ذكرته من وجوب معرفة الله بالعقل و لكن اشتركوا مع البقية في وجوب أن يحاسب الله الناس على الايمان به من عدمه سواء بالنقل أم بالعقل! - التحسين و التقبيح مسألة نسبية تختلف باختلاف الزمان و المكان و الانسان و هذا الاختلاف واجب و صحيح فهذه هي الطبيعة التي خلقنا بها فإن كانت ارادة الله أن يجعل في الأرض خليفة فلا مكان للشرع الآن، التشريع الإلهي مهد الطريق و ليس اكثر من عامل حفاز لأن يبدع الانسان قوانينه بنفسه تحياتي RE: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - fancyhoney - 12-11-2010 بالرغم من ان ( بولس ) يبدو لنا يجمع بين نقيضين , الا ان هذا الموقف قد تبناه بعض كبار الاصوليين بعد بولس باكثر من 900 مع توضيح هذا المفهوم و تأصيله , اذ اعلنوا ان كل شئ يخضع لحكم العقل , لكن الله نفسه لا يخضع لهذا الحكم و هو بالتعبير الاصولي ( التحسين و التقبيح العقليين في افعال العباد دون افعال الله ) و قد ظهر هذا عند الجويني , الغزالي , ثم اختاره الرازي في اخر امره ( البرهان 1 \ 91 , المستصفى 1 \ 61 , ابن تيمية الرد على المنطقيين 421 عن المسائل المشتركة بين اصول الفقه و اصول الدين ص 78 ) و ان كان هذا هو البعد اللاهوتي فان البعد التنظيري لا ينفصل عن تاريخ الفلسفة و هنا يبدو لنا من طرح افلاطون ان الحكم للعقل في كل شئ , حتى في الله نفسه , ما يستحسن منه وما يستقبح منه و ما لا يتصور ان يكون الله عليه و تتعاقب المدارس حتى يدخل عليها عصر الحداثة , فينقلب كل شئ على كل شئ فالانقلاب كان على الدين و على الفلسفة معا ! و تخلص الفكر من المنطق الارسطي , و من المنطق الديني في نفس اللحظة , الا انه تم الحفاظ على اعتبار العقل قادرا على ادراك اي شئ , اي شئ حتى انتهت فترة الحداثة و جاءت فترة مابعد الحداثة و بدأت مراجعات مفاهيم الحداثة , و حول قدرة العقل انقسم الناس الي فريقين فريق استمر بنهج الحداثة , و يرى قدرة العقل على ادراك كل شئ و الحكم عليه و فريق اخر تبنى اطروحة عدم قدرة العقل على فهم بعض الاشياء و منه ظهر مفاهيم مثل ( Cognitive closure ) و الذي - حسب الويكيبيديا - يعتقده ( تيندال - فتنجنشتاين - كانط - تشومسكي ) و لسنا نشير هنا الي البديل الميتافيزيقي الذي يطرحه الدين , انما فقط قدرة محدودة للعقل على فهم بعض الظواهر التى تبقى طبيعية و ليست ميتافيزيقية كما يطرحها التصور الديني الكلاسيكي و بالرغم من هذا , فان كل الاطراف تقر - سواء اعتقدنا بقدرة العقل او بعجزه ,بحريته او بتاثره بمسلمات لا يمكن البرهنة عليها - بانه ليس امامنا الا اتباع العقل ( راجع مثلا بوانكريه , العلم و الفرض 135 عن صلاح قنصوة , فلسفة العلم 160 ) RE: الرد على: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - fancyhoney - 12-12-2010 (12-08-2010, 10:49 PM)المعتزلي كتب: - المعتزلة عقلنوا ما جاء على هواهم ثم شاركوا البقية في نغمة النقل كلنا نتناقض عزيزي ولا ادري هل هذا من ديالكتيك هيجل في شئ ام لا و لكن , هل يمكن ان نقول انهم احكموا المنهج لكن فشلوا في التطبيق ؟ ام لا يمكن ان نامل تطبيقا اكثر من هذا من مؤمنين ب( الاسلام \ اي معتقد ) و لو كانوا معتزلة الرد على: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - خالد - 12-12-2010 أنا اسمي مكتوب؟ طيب قلي يا فانسي هني، بتعرف روح قلبي الحركشة بهيك شغلات. ليكني قاعد مستمع ابتداء الرد على: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - طريف سردست - 12-13-2010 وهل توقفت الامور عند ارهاصات عصر المعتزلة؟ RE: الرد على: قدرة العقل على الحكم ( التحسين و التقبيح العقليين ) - fancyhoney - 12-13-2010 (12-12-2010, 09:47 PM)خالد كتب: أنا اسمي مكتوب؟ انا قلت اعملهالك مفاجأة ولا مكان للمستمعين :) طريف اقتباس:وهل توقفت الامور عند ارهاصات عصر المعتزلة؟لا اعلم الا الفلاسفة الذين شذوا على الفكر الاشعري و اتبعوا اباءهم من الفلاسفة القدامى اما اغلبية الامة فكانت من الاشعرية و المذاهب الباطنية , تنبذ العقل ابتداء , و تعتمد على الحدس و الالهام . هل لديك اقوال اخرى ؟ |