حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +--- الموضوع: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) (/showthread.php?tid=41040) |
خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الفكر الحر - 12-29-2010 http://www.islamahmadiyya.com/pdf/khaatam_book.pdf للإطلاع على الفكر البهائي ( خاتم النبيين ) : http://www.nabaazeem.com/naba4.htm الرد على: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الفكر الحر - 01-01-2011 بداية سورة النحل : ( أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون (1) ينزل الملآئكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إلـه إلا أنا فاتقون ) وليس أنزل , شاء الموضوع: المعنى الحقيقي لـ (خاتم النبيين) : http://www.facebook.com/topic.php?uid=49360355273&topic=4371 إن حادث وفاة سيدنا إبراهيم ( إبن الرسول محمد ) وقع بحوالي أربع سنوات بعد نـزول آية خاتم النبيين كما بيّنّا، ولا بد أن يكون العلماء الآخرون أيضا قد انتبهوا إلى هذا الأمر وقرؤوا ما رواه علي , فماذا يستنبط العلماء من ذلك؟ أولاً: إليكم ما قاله العلامة ملا علي القاري - رحمه الله: "ومع هذا لو عاش إبراهيم وصار نبيا، وكذا لو صار عمر نبيا لكانا من أتباعه عليه الصلاة والسلام كعيسى والخضر وإلياس عليهم السلام. فلا يناقض قولَه تعالى: (وخاتم النبيين) إذ المعنى أنه لا يأتي نبي بعده ينسخ ملته ولم يكن من أمته." (الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة لملا علي القاري ص192 دار الكتب العلمية بيروت) ثانيًا: تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "قولوا خاتم النبيين، ولا تقولوا لا نبي بعده." (الدر المنثور للسيوطي ج 6 ص618 الطبعة الأولى عام 1983م دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت) لماذا رأت عائشة رضي الله عنها حاجة إلى هذا الشرح والإيضاح؟ من الواضح جليا أنها خشيت أن يسيء البعضُ فهمه، وكانت تعرف أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد من "لا نبي بعدي" أنه لن يكون بعده نبي من أي نوع. ثالثًا: ويورد الإمام ابن قتيبة - رحمه الله - قول عائشة رضي الله عنها، ويعلق عليه ويقول: "وليس هذا من قولها ناقضا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا نبي بعدي، لأنه أراد لا نبي بعدي ينسخ ما جئت به." (كتاب تأويل مختلف الأحاديث ص127 دار الكتاب العربي بيروت) رابعًا: ويقول الإمام محمد طاهر (المتوفى عام 986 هـ) أحد الصلحاء المعروفين، في شرح قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "هذا ناظر إلى نـزول عيسى، وهذا أيضا لا ينافي حديث "لا نبي بعدي"، لأنه أراد لا نبي ينسخ شرعه." (تكملة مجمع بحار الأنوار، لمحمد طاهر الغجراتي، ص 502) خامسًا: يشرح الشيخ عبد الوهاب الشعراني (المتوفى 976 هـ) حديث "لا نبي بعدي" ويقول: "فقوله صلى الله عليه وسلم "لا نبي بعدي ولا رسول بعدي"، أي ما ثمّ مَن يشرع بعدي شريعة خاصة." (اليواقيت والجواهر للشعراني ج 2 ص 35 دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت 1900م) سادسًا: وقال شارح "مشكاة المصابيح" محمد بن رسول الحسيني البرزنجي: "ورد "لا نبي بعدي" ومعناه عند العلماء أنه لا يحدث بعده نبي بشرع ينسخ شرعه." (الإشاعة لأشراط الساعة ص149 دار الكتب العلمية بيروت) سابعًا: ويقول الشيخ ولي الله شاه الدهلوي رحمه الله: "فعلِمنا بقوله عليه الصلاة والسلام: لا نبي بعدي ولا رسول، وأن النبوة قد انقطعت والرسالة، إنما يريد بها التشريع." (قرة العينين في تفضيل الشيخين لولي الله الدهلوي ص319 المكتبة السلفية شيش محل رود لاهور باكستان) ثامنًا: وقال الحافظ محمد برخوردار (وهو ابن الشيخ نو شاه غنج قدس الله سره، إمام المدرسة النوشاهية القادرية) بهامش كتاب "النبراس" للعلامة عبد العزيز الفرهاري - شارحًا الحديث "لا نبي بعدي": "والمعنى لا نبي بنبوة التشريع بعدي، إلا ما شاء الله من الأنبياء الأولياء." (شرح لشرح العقائد المسمى بالنبراس، ص445 مكتبة رضوية لاهور) تاسعًا: ويقول السيد نواب نور الحسن خان بن نواب صديق حسن خان: "الحديث "لا وحي بعد موتي" لا أصل له، غير أنه ورد "لا نبي بعدي"، ومعناه عند أهل العلم أنه لن يأتي بعدي نبي بشريعة تنسخ شريعتي." (اقتراب الساعة ص162) عاشرًا:يقول الصوفي المعروف الإمام عبد الوهاب الشعراني: "اعلم أن النبوة لم ترتفع مطلقا بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما ارتفع نبوة التشريع فقط." (اليواقيت والجواهر ج 2 ص 35 دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت عام 1900م ) أما الشاه ولي الله الدهلوي فيقول: "وخُتم به النبييون.. أي لا يوجد من يأمره الله سبحانه بالتشريع على الناس." (التفهيمات الإلهية، ج2 ص85 بتصحيح وتحشية الأستاذ غلام مصطفى القاسمي، أكادمية الشاه ولي الله الدهلوي حيدر آباد باكستان) ويقول الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي: "فالنبوة سارية إلى يوم القيامة في الخلق وإنْ كان التشريع قد انقطع. فالتشريع جزء من أجزاء النبوة." (الفتوحات المكية ج 3 ص 159، الباب الثالث والسبعون في معرفة عدد ما يحصل من الأسرار للمشاهد مكتبة القاهرة بمصر عام 1994م) ويتابع فيقول: "فإن النبوة التي انقطعت بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي نبوة التشريع، لا مقامها، فلا شرع يكون ناسخا لشرعه صلى الله عليه وسلم، ولا يزيد في حكمه شرعا آخر. وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي ولا نبي. أي لا نبي بعدي يكون على شرع يخالف شرعي، بل إذا كان يكون تحت حكم شريعتي، ولا رسول أي لا رسول بعدي إلى أحد من خلق الله بشرع يدعوهم إليه. فهذا هو الذي انقطع وسدّ بابه، لا مقام النبوة." (المرجع السابق ص4) يقول الشيخ بالي أفندي (المتوفى 960 هـ): "فخاتم الرسل هو الذي لا يوجد بعده نبي مشرع." (شرح فصوص الحكم ص56 المطبعة النفيسة العثمانية، 1309هـ) يقول السيد عبد الكريم الجيلي: "فانقطع حكم نبوة التشريع بعده، وكان محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، لأنه جاء بالكمال ولم يجئ أحد بذلك." (الإنسان الكامل ج 1 ص 115 الطبعة الثالثة عام 1970م شركة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر) ويشرح الشيخ محمد وسيم الكردستاني مفهوم خاتم النبيين ويقول: "... معنى كونه خاتم النبيين هو أنه لا يُبعث بعده نبيٌّ آخر بشريعة أخرى." (حاشية الشيخ محمد وسيم الكردستاني على "تقريب المرام في شرح تهذيب الكلام" للشيخ عبد القادر الكردستاني، ج2 ص233 المطبعة الكبرى الأميرية ببولاق مصر سنة 1319هـ) أما الإمام الرباني الشيخ أحمد السرهندي (المتوفى 1034هـ)، أحد الأقطاب وأولياء الله الكبار حسب اعتقاد أهل السنة بالقارة الهندية، فيقول ما تعريبه: "إن حصول المتبعين على كمالات النبوة عن طريق الاتّباع والوراثة بعد بعثة النبيّ صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل - عليه وعلى جميع الأنبياء والرسل الصلوات والتحيات - لا ينافي كونه خاتم النبيين، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فلا تكن من الممترين." (مكتوبات الإمام الرباني، الدفتر الأول مكتوب301 ج5 ص141 مطبعة منشي نول كشور في لكهناؤ بالهند) يقول الصوفي المعروف محمد بن علي الحسن الحكيم الترمذي (المتوفى عام 308 هـ): "فإن الذي عَمِيَ عن خبرِ هذا يظنّ أن خاتم النبيين تأويله أنه آخرهم مبعثا. فأي منقبة في هذا؟ وأي علم في هذا؟ هذا تأويل البُلْهِ الجَهَلة." (كتاب ختم الأولياء، ص341 المطبعة الكاثوليكية بيروت 1965م) ويقول المولوي محمد قاسم النانوتوي مؤسس مدرسة "ديوبند" الشهيرة بالهند: "العامة يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بمعنى أن زمنه كان بعد الأنبياء السابقين وهو آخر الأنبياء كلهم. غير أن أهل الفهم يدركون جيدًا أنه ليس في التقدم أو التأخر من حيث الزمن أية فضيلة في حد ذاته. لو كان الأمر كما يظن العامة فكيف يصح أن يقول الله تعالى في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ؟) أما إذا لم نعتبر قوله تعالى هذا مدحًا، ولم نعتبر هذه المنـزلة ثناءً، فقد يصح أن يكون مفهوم خاتم النبيين بمعنى التأخر الزمني. ولكنني أعرف أن هذا الكلام لن يروق لأحد من أهل الإسلام." (تحذير الناس لمحمد قاسم النانوتوي ص4-5 مطبعة دار الإشاعة أردو بازار كراتشي باكستان) ويقول السيد أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكهنوي: "لا يستحيل وجود نبي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده، بل يمتنع أن يكون بشريعة جديدة." (أثر ابن عباس في دافع الوسواس ص16 الطبعة الثانية مطبعة يوسفي فرنغي محل لكهناؤ الهند) ويصرح بأن ذلك ليس اعتقاده هو فحسب، بل ما زال علماء أهل السنة أيضا يصرحون بذلك، فيقول: "ما زال علماء أهل السنة يصرّحون أنه لا يمكن أن يكون في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم نبي بشريعة جديدة، فإن نبوته صلى الله عليه وسلم عامة. فالنبي الذي يكون في عصره صلى الله عليه وسلم يكون تابعا للشريعة المحمدية." (مجموعة الفتاوى لمحمد عبد الحي اللكهنوي ج1 ص17 مطبعة ايجوكيشنل بريس كراتشي باكستان) فترى أن العلماء القدامى الربانيين والسلف الصالح ظلوا على الدوام يستنبطون نفس المعنى حديث اللبنة الأخيرة هلم ننظر الآن في حديث أخير كثيرا ما يقدمه الفهم التقليدي للاستدلال على ما ذهب إليه: "عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل قصر أحسن بنيانه، فترك منه موضع لبنة. فطاف به النظّار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة... فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة، فتم بي البنيان وخُتم بي الرسل. وفي رواية قال: فأنا اللّبنة وأنا خاتم النّبيّين." (البخاري كتاب المناقب، مسلم كتاب الفضائل، الترمذي كتاب المناقب، ومسند أحمد بن حنبل، كنـز العمال: تتمة الإكمال من فضائل متفرقة تنبئ عن التحدث بالنعم) إن أنصار الفهم التقليدي يستنتجون من هذا الحديث أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان مجرد اللبنة الأخيرة في هذا القصر المشيد سابقا! إن النظر إلى النص بسطحية لا شك سيعطي هذا المعنى، ولكن هل يمكن القبول بهذا المعنى الذي ينال من مقام الرسول صلى الله عليه وسلم!. ولننظر ماذا قال اثنان من كبار علماء السلف الصالح حول هذا الحديث. يقول العلامة ابن حجر العسقلاني في شرحه: "فالمراد هنا النظر إلى الأكمل بالنسبة إلى الشريعة المحمدية مع ما مضى من الشرائع الكاملة." (فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم) كذلك فإن العلامة ابن خلدون يقول في هذا الصدد: "فيفسرون خاتم النبيين باللبنة التي أكملت البنيان. ومعناه النبي الذي حصلت له النبوة الكاملة." (مقدمة ابن خلدون ص300 المكتبة العصرية سيدا بيروت عام 1988) وهكذا فإن أنصار الفهم التقليدي يريدون أن يجعلوا الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد لبنة واحدة في قصر كبير، بينما المفهوم الشامل للخاتمية يجعله صلى الله عليه وسلم القصر كله ويجعله مكمل البناء ومتممه ومالكه. حديث "إني آخر الأنبياء" أما الذين يحتجون بالحديث الذي يقول: "إني آخر الأنبياء"، فلا بد أنهم يعلمون جيدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قد بين معناه في الجملة التالية من نفس الحديث. إذ الحديث الكامل هو كالآتي: "إني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد" (مسلم كتاب الحج، وسنن النسائي كتاب المساجد). فهل يعني ذلك أنه لم يُبْنَ في الإسلام أي مسجد بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم؟ عقيدة السلف الصالح في "خاتم النبيين". إن مفهوم خاتم النبيين الذي نتبناه هو المفهوم القرآني ومفهوم الحديث الشريف ومفهوم علماء الأمة وصلحائها من السلف، وسنذكر فيما يلي بعضا من أقوال علماء الأمة وصلحائها ممن يفسرون "خاتم النبيين" بأفضلهم، وينقضون تفسيره بآخرهم مبعثا. . الرد على: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الفكر الحر - 01-22-2011 خاتم النبيين , وأن النبوة لم تنقطع / الباحث : أحمد الحسن ( لا ينتمي إلى أي مذهب) http://www.al-mehdyoon.org/arabic/documents/books-saed/Nobowa-alkhatama.pdf حقيقة الوحي : http://www.islamahmadiyya.com/pdf/whole_book_Haqeeqatul_Wahi.pdf الرد على: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الفكر الحر - 01-25-2011 ختم النبوة في الاديان موضوع ختم النبوة "مَّا كَان مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" كتب الفقهاء و المفسرون الكثير في شرح معنى "الخاتم" (و يقرئها معظم القارئين بفتح التاء في هذه الآية). ومن معانيها الدارجة عند العموم ما يتضمن معنى الآخر والأخير والحلية والمهر الذي تغلق به الرسالة أو المهر الرسمي الذي يعطي شرعية للوثائق الرسمية, وحلية الاصبع ...الخ. ونعتقد بأن كل هذه التفاسير والمعاني ممكنة ومقبولة وتنطبق على الرسول محمد . ونرى في تاريخ الاديان وفي حولنا في الوقت الحاضر إن المسلمين ليسوا منفردين في إيمانهم بأن دينهم هو آخر الاديان. فأتباع كل عقيدة, ومنهم المسيحيون واليهود وغيرهم, وبناءاً على آيات ونصوص في كتبهم المقدسة, توصلوا أيضا الى نفس النتيجة. فنرى اليهود على سبيل المثال لم يؤمنوا بالمسيح الى يومنا هذا, ولا بالاسلام, بناءاً على مفهومهم وتفسير فقهائهم ورجال الدين لهذه النصوص وغيرها في العهد القديم (التوراة) : فقال اذهب يا دانيال لان الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية. - دانيال 12:9 والنصوص على عدم كسر حكم السبت وهو من اهم احكامهم, كثيرة في التوراة. وحكم الطلاق الذي حرمه المسيح وغيره من الاحكام التي نسخت حين مجئ الرسالة العيسوية, كل ذلك دعى الى اصرارهم على عدم الإيمان والى الآن. أما جواب الله عز وجل لهم فكان: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. أما اخواننا المسيحيون, فاستدلوا بنصوص أخرى (كما يتلي تحت) وأقنعوا انفسهم بأن رسالة المسيح سوف لن تليها رسالة أخرى مما دعاهم الى عدم الإيمان بالاسلام وحتى الى محاربته, متمسكين بمثل هذه النصوص من الإنجيل: قال له يسوع انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد يأتي الى الآب الا بي. - يوحنا 14:6 السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. - لوقا 21:33 الله بعد ما كلم الآباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه الذي جعله وارثا لكل شيء الذي به ايضا عمل العالمين الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم. - عبرانيين 1:1-4 هذه النصوص و غيرها من التي تحدثت كيف ان معرفة (الله عزوجل) ليست ممكنة سوى عن طريق المسيح وكيف إن كلمات المسيح سوف لن تبدل أبدا, أدت بالمسيحيين وبسبب تمسكهم بالتفسير الحرفي لهذه النصوص, أن لا يؤمنوا بأي رسول أو نبي بعد المسيح. ونرجع في بحثنا عن معنى (أو معاني) ختم النبوة فنرى إن الآية في سورة الأحزاب وغيرها من الآيات التي تحدثنا عن إكمال الدين في الإسلام , قد فسرها معظم المسلمين وفقهاء الإسلام بمعنى إنقطاع وإنتهاء ليس مقام النبوة فحسب, بل مقام الرسالة ايضا (أو قدوم أي مبعوث من الخالق بأي صفة كان). والكثير من المسلمين يضيفون كلمة "المرسلين" عندما يذكرون الرسول فيقولون مثلا "الصلاة و السلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين". غير أن هناك اخرين من الفقهاء المسلمين (*) ممن ينظر أيضا الى ايات اخرى(**) في القرآن الكريم من التي تحدثنا عن الطبيعة اللانهائية للكلمات و المعاني الإلهية وعدم نفاذها واستحالة انقطاع فيضها ويبقون المجال مفتوحا لاحتمالات أخرى في التفسير, والعلم لله, فهو جل وتعالى قد حذرنا من تفسير القرآن الكريم تاركا لنفسه هذه المهمة الجسيمة: لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (*) أنظر هذه المقالة مثلا. (**) قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير خاتم النبيين ورد وصف الرسول محمد بانه خاتم النبيين في موضع واحد من القرآن في قوله تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليماً"١ وقد حمل المفسرون هذا الوصف على أنه يعني أن الرسول محمد هو آخر رسول يبعثه الله إلى الناس. مع أن القول بانتهاء الأديان، وتوقف فيض الرحمن، - كما رأينا - مخالف لسنّة الله منذ بدء الخليقة، ومخالف لما جاء في آيات أخرى من الكتاب. وهو على أي حال من أخطر الأمور على مستقبل البشر الذين وعدهم الله بهدايتهم، ومورث للحيرة والارتباك لمناقضته لغير قليل من أسماء الله التي وصف بها ذاته العلية. لقد عهدنا تكرار النصح وإعادة التحذير وتأكيد التنبيه في الكتب السماوية كلما تعلق الحديث بأمر ذي أهمية تذكرة للناس. ولا يكاد المرء يتصور أمراً أخطر في نتائجه من توقف الهداية والرحمة الربانية ومع ذلك لم يرد ذكر "خَاتَمَ النَّبِيِّينَ" إلاّ في موضع واحد في القرآن كله، ولم يرد مؤكداً بصورة قاطعة أو سياق الحديث عن رسالات الله، وإنما ورد ذكره مرة واحدة في معرض الثـناء على حضرة الرسول وتميـيزه على باقي رجال أمّـته، وتركت الآية الكريمة المجال واسعاً لفهم كلمة خاتم - بفتح التاء - على أنها تعظيم لقدر الرسول بين الأنبياء، بمعنى أنّه ليس كأحد من رجال العرب فحسب بل هو أيضاً رسول من الله وزينة الأنبياء. ولا يمكن فهم معنى "خَاتَمَ النَّبِيِّينَ" والمراد من الآية على الوجه الصحيح بمعزل عن المناسبة التي نزلت فيها، وأخذ سياق الكلام في الاعتبار، ولعلّ هذا هو الخطأ الذي أشكل فهمها. وتـتلخص الظروف التي أحاطت بنزول هذه الآية أنّ النبي - ولم تكن له ذريّة من الذكور على قيد الحياة - كان قد تبنّى قبل نبوّته زيد بن الحارثة، الذي كان من بين أوائل من دخلوا في الإسلام، وكان يدعى زيد بن محمد، واشتهر بحبّه لرسول الله، فساور البعض شكّ بأنّ زيد قد يرث النبوّة من بعده على غرار ما جرى بين أنبياء بني إسرائيل وجاء ذكره في سورة الأنبياء، فسيدنا إسحاق ويعقوب ونوح وداود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كلهم أولاد سيدنا إبراهيم أب الأنبياء. ألا يمكن أن يكون مراد الله من هذه الآية إذن قطع دابر الشكّ ببيان منزلة الرسول محمد ونفي النبوة من بعده بدون المساس بدوام مجيء رسل الله؟ فنزل قوله تعالى: "مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ"٢، وقد ذكر القاموس الإسلامي في شرح خاتم الأنبياء: "يذهب بعض المفسّرين إلى أن المقصود من خاتم النبيين (بتاء مكسورة) أي أن الرسول لا يكون له ابن يصبح من بعده نبيّاً"٣. وشعر المفسرون أن ذكر "خاتم النبيين" في هذا السياق لا يكفي في حدّ ذاته لاستنباط حكم عام يبدل سنّة الله في إرسال رسله ومبعوثيه لهداية الناس وحُجَّةً عليهم، على النحو الذي رأيناه سابقاً. فالزعم بتبديل هذه السنّة التي قال تعالى عنها: "سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً"٤ يحتاج إلى دليل قاطع، فاستندوا إلى حُجّـتين جديدتين أولاهما: أن الإسلام هو الدين الوحيد المقبول لدى الله، وثانيتهما: أن الرسل هم أيضاً أنبياء، فإذا فسرنا الرسول محمد خاتم النبيين على أنه آخرهم فذلك يعني أيضاً أنه آخر المرسلين. وسنناقش الحُجَّةَ الأولى الخاصة بالإسلام في الفصل التالي، ونكتفي هنا بمناقشة الزّعم بأنّ خاتم النبيين تعني أيضاً خاتم المرسلين رغم عدم ذكر ما يفيد ذلك في أي موضع من القرآن. فالرسول محمد، بنصّ القرآن ، حائز لمقامين: "رَسُولَ اللهِ" و"خَاتَمَ النَّبِيِّينَ"٥ ولو فرضنا جدلاً أن خاتم النبيين تعني آخرهم - رغم أن هذا الفرض لا يتفق مع سياق النص - فإنه بدون شك لا يفيد أنه خاتم المرسلين. ولكن ذهب كثير من الناس إلى تعميمه ليشمل الرسالة أيضاً، والذين يقولون بهذا الرأي لم يفطنوا إلى الفصل الصريح في الآية المباركة بين منزلة النبي ومقام الرسول، فالرسول هو من يبعثه الله بشريعة والنبي من يسوس الناس وفقاً لشريعة موجودة، وقد ذكر القرآن أن بعض الرسل كانوا أيضاً أنبياء كقوله: "وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ مُوْسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلِصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا"٦، ولو كان كل الرسل أنبياء لما خصّ القرآن بعضهم فقط بهذا الوصف. ولم يترك سيدنا محمد أمّـته في شكّ من أمر الفصل بين المقامين، بل فصّله تفصيلا بقوله: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلّما هلك نبيّ خلفه نبيّ، ولكن لا نبيّ بعدي فسيكونون خلفاء فيكثرون"٧. ومع ذلك يذهب البعض إلى أنّ النبوّة أعمّ من الرسالة، ثم ينتهون إلى القول بأنّ خاتم الأعمّ معناه خاتم الأخصّ. وكل ذلك تخريج وتعقيد، والأمر سهل: الرسول يأتي بالكتاب والشريعة، والنبي لا يأتي بكتاب ولا بشريعة، وإنما هو على شريعة الرسول، بمعنى أنّه يدبر شؤون الأمة في ظلّ الشريعة التي أتى بها الرسول. وتدبير شؤون الأمّة قد يتحقّق بغير النبي، قد يتحقق بالأئمة أو بالخلفاء، كما ورد في الحديث الشريف، ولكن لا تأتي الرسالة والشريعة إلاّ على يد رسول، فكيف يقال بأنّ النبي هو الرسول، وأنّ ختم النبوّة يعني ختم الرسالة؟ لماذا يعقّد البشر الأمور على أنفسهم، ويريدون بها العسر والله تعالى يريد اليسر؟ ونحن بهذا التساؤل لا نهيب بالناس أن يحكِّمُوا عقولهم وحدها، فالعقل قد يخطئ، ولكنّنا نهيب بهم أن يرجعوا أيضاً إلى النصوص المباركة التي لا تخطئ. وقد اختصّ الله تعالى رسله بالكتاب والشريعة، وقَصرَ وظيفة النبي على تدبير شؤون الأمّة وترويج الدين من بعد الرسول، واستبدل سبحانه وتعالى في دورة الإسلام - بمعناه الخاص - الأنبياء بالأئمّة والخلفاء، فما لنا بالأخصّ والأعمّ في هذه الحالة الواضحة الصريحة؟ المسألة في غاية البساطة. الرسول والنبي هما بمثابة الأصل والفرع - الرسول أصل والنبي فرع، فإذا قال تعالى بانتهاء الفرع فإنّ الأصل باق، أمّا إذا قال تعالى بانتهاء الأصل أي الرسول، عندئذ فصل الخطاب - فلا رسول ولا نبي. والله تعالى لم يقل بختم الرسالة، بل قال بختم النبوّة، فلماذا يقول البشر ما لم يقل به الحقّ سبحانه وتعالى وهو أعلم بمراده؟ قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى"٨، قال النسفي: "وهذا دليل واضح على ثبوت التغاير بين الرسول والنبي بخلاف ما يقوله البعض أنّهما واحد. وسئل النبي عن الأنبياء فقال مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا فقيل كم الرسل منهم فقال ثلاثمائة وثلاثة عشر جمّ غفير". لا يمكن أمام هذه الحقائق أن يتردّد إنسان في فهم "خاتم النبيّين" على الوجه الصحيح، فحتى على فرض أن خاتم النبيين تعني آخرهم فإنها لا تفيد ختم الرسالات الإلهية على الإطلاق، ولا يمكن تصور الحياة بدون هذه الرحمة والهداية الإلهيتين. وتفريعاً على هذا يكون القول بعدم ظهور رسول من بعد الرسول محمد انحرافاً عن صريح نص كتاب الله. والأدهى من ذلك أن المفسرين غضّوا نظرهم عن الإشارات والبشارات العديدة المنبئة عن مجيء رسول من بعد الرسول محمد، وأهملوا الآيات المتكررة بتأكيد سنّة الله وتتابع رسله ودوام فيضه، ليبنوا رأيهم بانتهاء الرسالات على لفظة منفردة وردت في موضع واحد في الكتاب ولا تفيد الانتهاء على وجه القطع واليقين. ثم دأبوا على تكرار ذلك في كل مناسبة لكي يغرسوا في أذهان الناس بالتكرار ما لم يرد به نص على محمل اليقين. فقد رأينا سابقاً أنّ كل أمة اعتقدت بأنّ رسولها خاتم الرسل، ودينها ختام الأديان، وعلى الأخص أمّة اليهود التي أصرّت على هذا الزعم مرتين بقولها أن الله أمسك عن إرسال الرسل بعد سيدنا موسى وبه انقطع الرزق الروحاني عن البشر، فردّ سبحانه وتعالى على هذا الافتئات بلومهم على إصرارهم على الباطل وتكذيبهم للمسيح ثم الرسول محمد: "وَلَقَدْ جَاءَكُم يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُم فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُم لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ"٩، وأعاد لومه في موضع آخر بعبارة أشدّ وأقسى في قوله تعالى: "قَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيِديهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشَاءُ"١٠، فالمراد هنا ليس بسط الرزق المادي الذي يفيض به الرزّاق على المؤمن وغير المؤمن ولكن المراد هو الرزق الروحاني الذي يختص به الله من هو أهله. ثم يبسط سبحانه وتعالى سنّته التي لم تتبدّل ولن تتغيّر على طول الأزمان، ويضعها أمام الناس كقانون أساسي واضح كل الوضوح: "ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضاً وَجَعَلْنَاهُم أَحَادِيْثَ فَبُعْداً لِقَومٍ لاَ يُؤْمِنُونَ"١١ وكذلك قوله تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"١٢. نخرج مما سبق أنّ فهم البشر لآيات الله ليس بمفازة عن الخطأ في بلوغ مراد الله خصوصا في تأويله للآيات التي جعل الله بـيانها وتأويلها من اختصاصه تعالى في يوم موعود. فالقرآن ، وصف الرسول محمد بخاتم الأنبياء، ولم يذكر في أي موضع من كتابه العزيز انتهاء الدين، ولا انقطاع الوحي، ولا توقف الرسالات السماوية، بل أكّد تعاقبها واستمرار الهداية الإلهية: ولو أراد تعالى أن يكون القرآن ختام هدايته لما جاءت فيه آيات كثيرة أخرى محمّلة بالتأكيد على سنّته في إرسال الرسل، ولعن الأمم السابقة لقولهم بأبدية كتابهم وانتهاء كلماته تعالى التي لا تكفي بحور العالم وأشجاره لكتابتها. ولا شيء يساعد الطالب الصادق على الفهم الصحيح، غير إغماض العين عن كل شيء سوى نور الله، وصمّ الأذن عن كل صوت سوى صوت الله، فهذا كلّه من مستلزمات التحرّي عن الحقيقة، حتى يرى كل إنسان بعينه، ويسمع بأذنه، ويفهم بعقله، ولا يتّبع المعرضين. لأنّه لا يوجد نبأ أعظم من نبأ ظهور الموعود، ولا نكبة أشد من الإعراض عن هذا النبأ العظيم. فتحرّى الحقّ وصفاء الطويّة، وسلامة القلب، هي النور الذي يهدي إلى الحقّ، والدهن الذي يغذّي مصباح التقوى، كما قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعْلِّمُكُم اللهُ"١٣. والمتوجه إلى الله لا يعلّق إيمانه على رأي الغير، بل يفكّر بعقله، وينظر بعينه ويسمع بأذنه لا بأذن الآخرين، ولا يترك للتقاليد أن تقف حجر عثرة في سبيله إلى الله، فكم من التقاليد والعادات القديمة تركناها، وكم من نظريّة قديمة أخلت مكانها لأخرى جديدة. وإن لم يجتهد الإنسان ويفتح ذهنه للنداء الإلهي الجديد فإنّه يظل في ظلمات التقليد مردداً ما قاله الأولون: "إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُهْتَدُونَ"١٤. أمّا السبب الأساسي الذي حدا بالمفسرين على استنباط معان لا تحتملها ألفاظ الآية المذكورة هو كما - ذكرنا سابقاً - افتراضهم أنّ ختم النبوّة يعني ضرورة ختم الرسلات الإلهية وانتهائها، وبذلك استبعدوا إمكان ظهور رسول آخَرَ بعد الرسول محمد، ومن ثم فسّروا كل إشارة إلى رسالة إلهية في المستقبل على أنّها لا بدّ أن تعني رسالة الرسول محمد. ولو أنّ الاجتهاد تجنّب الفروض المسبقة واعتـنى ببيان الحقيقة المذكورة في الكتاب كما وردت فيه لتجنّبت تفاسيرهم المثالب واهتدى بها قوم كثير. ولا أظهر اليوم من الحاجة إلى التجديد والهداية والإصلاح في عالم مضطرب صرفته الماديات عن الروحانيات. وهكذا سدّ هذا التفسير أبواب الهداية في وجه المؤمنين وصرفهم عن اتباع من بعثهم الله بالحق، وأفسح الميدان لمدّعي الإصلاح الذين ركّزوا حركاتهم على هذه التفاسير المنحدرة في وهدة الظنون والأوهام، وتزعم أن الفيض الإلهامي، والوحي الإلهي قد انقطع إلى الأبد بعد النبي فلا يظهر بعده إلاّ المصلحون. ولهذا يردد البعض أنشودة الإصلاح التي يطرب لها العامّة في حياتهم التي جفّت روحانيتها بانتشار المفاسد والشرور. وطالما أنّ المنادين بالإصلاح يؤسّسون دعوتهم على المعتقدات والأفكار والتفاسير المألوفة عند الناس فلا بدّ أن يجدوا الكفاية من المريدين، وطالما أنّ وحدة الأمّة مفتـتة بالطرق والشيع والمذاهب المتعدّدة فلن تضيق رقعتها في وجه المزيد مهما استجدّ ويستجدّ؟ وكل مدّع قام في الأمّة زعم أنّ غايته الإصلاح، فما هو الإصلاح؟ أهو مجرّد عنوان يخلب الألباب، أو أفكار عارضة توهم بتغيير سطحي يجلب الأتباع؟ إن الإصلاح الديني هو تخليص المعتقدات الدينية من شوائب الخرافات والأوهام التي تدخل عليها بمرور الوقت. والإصلاح هو إذكاء روح الدين التي يعتريها الفتور بمرور الزمن كما قال تعالى: "وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُم وَكَثِيرٌ مِنْهُم فَاسِقُونَ"١٥، والإصلاح هو تشريع الأحكام المناسبة لمعالجة ما يواجه حاجات البشر وفقاً لظروف الحياة ومقتضيات العصر. والإصلاح هو إخضاع النفس البشرية للمبادئ والمثل التي ترقى بالناسوت إلى علياء الملكوت. والإصلاح بهذا المعنى هو جوهر الرسالات الإلهية وعمل أوكله الله إلى رسله الذين يبدأ كل منهم حلقة جديدة من حلقات خطة إلهية متدرجة لسمو الإنسان إلى معارج الكمال الروحاني، والإصلاح هو النور الذي هدى الأنام منذ بدء الخلق وما زال يقود الإنسانية قدماً في الطريق الممتد بامتداد الدهر. ولم نر في التاريخ مصدراً للإصلاح غير هذا. فالإصلاح نسمة هابّة من رياض رحمة الله، رقيقة منعشة شافية محيية خلاّقة بقدر ما هي قوية شديدة ثائرة، تحرّك عقول الناس وقلوبهم كما تحرّك الريح البحار الساكنة، وترفع الأفكار نحو آفاق الرقي، وتدفع بالأيدي للعمل في مختلف الميادين. ونعود إلى ما كنّا بصدده. بعد أن رأينا فيما تقدم مدى تمسك كل أمة بأن شريعتها هي آخر الشرائع وأكملها، رغم تناقض هذا الاعتقاد مع تبشير كتابها المقدس بمجيء مبعوث إلهي مقبل. وظهرهذا التناقض على وجه الخصوص بين اعتقاد المسلمين بنزول المسيح وبين تفسيرهم "خَاتَمَ النَّبِيِّينَ" على أنّه يعني انتهاء النبوة والرسالة بالرسول محمد. ولرفع هذا التناقض ذهب البعض بأن مجيءالمسيح لن يتوافق مع تنزيل شرع جديد، ولكن هذا التفسير لا يتفق ومفهوم ختم النبوة، كما أنه لا يتفق مع الإصلاح الجذري الذي سيقوم به المسيح لنشر العدل وإقرارالسلام وتجديد الشرع، كما جاء في العديد من الأحاديث ، وكلها تقتضي تشريعاً جديداً، فيكون من الصواب أو الأكثر صواباً أن نفهم خاتم النبيين على نحو أكثر اتساقاً مع النصوص المباركة وعلى ضوء المبدأ الثابت بأن الدين عند الله واحد. ولنتمعّن في قوله تعالى: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدَّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيْمَ وَمُوْسَى وَعِيْسَى أَنْ أَقِيْمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيْهِ"١٦ لنتبيّن أنّ القرآن الكريم صريح في أنّ الدين واحد، مع أن الأحكام متغيّرة وفقاً لمشيئة الله وحكمته وتبعاً لمقتضيات الزمان، بل قد تقتضي الحكمة تغيير الأحكام حتى في زمن الرسول نفسه، كما حدث في تبديل القبلة، وكما اقتضى نسخ بعض الأحكام بعد تنزيلها. فيكون من الأحرى إذاً أن تتبدل أحكام الشرائع المتتالية رغم ثبات أصولها وثبوت وحدتها، بمعنى أنّ إسلام العبد وانقياده لإرادة الله - وهو أصل الدين - واحد في كل الأديان، أمّا الأحكام المتفرعة عن هذا الأصل والتي تحكم سلوك الناس فهي مختلفة من رسالة إلى أخرى. فدين الإسلام إلى الله الذي أمر به الرسول محمد المسلمين، هو نفس الإسلام إلى الله الذي أمر به نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم صلوات الله أجمعين، مع اختلاف شريعة كل منهم عن سواها في تفاصيلها وشعائرها. ووحدانية الدين نتيجة طبيعية لتسليمنا بوحدانية الله لان الدين كلامه وإرادته تتصفان بصفته. ووحدانية الرسالات السماوية تستتبع اتحاد المظاهر الإلهية الذين يحملون هذه الرسالات. لقد قال المسيح مبشراً حوارييه بمجيء ... وللمظاهر الإلهية أيضاً حالة هم فيها على مستوى العالم المشهود حيث ينزلون إلى الرتبة البشرية وهو مقام التفصيل لا التجريد، فيكون لكل منهم شأن خاص، وأمر مقرّر، ووصف متميّز، وأمر بديع وشرع جديد، وهو المقام الذي وصفه تعالى بقوله: "تِلْكَ الرُّسُلِ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيْسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ"٢٢. ونظراً لاختلاف هذه المراتب والمقامات تظهر بيانات وكلمات المظاهر الإلهية مختلفة تبعاً للمنزلة التي يتحدثون منها، وإلاّ في الحقيقة تعتبر جميعها لدى العارفين بمعضلات المسائل الإلهية في حكم كلمة واحدة. ولكن لعدم معرفة أكثر الناس بهذه المقامات يختلط عليهم الأمر وتسري إلى قلوبهم الريبة من جراء اختلاف الكلمات الصادرة من تلك الهياكل المقدسة. ولعل من أقوى الأدلة على أن وصف "خَاتَمَ النَّبِيِّينَ" لا يتعارض مع مجيء المبعوثين من الله مستقبلاً كما جاءوا في الماضي، الوعود والبشارات التي أوردها القرآن ورددتها الأحاديث عن مجيء المهدي وعيسى لإصلاح العالم بعد أن يستشري فيه الفساد والظلم والعدوان. ١. سورة الأحزاب، آية ٤٠ ٢. المرجع السابق ٣. أحمد عطية، القاموس الإسلامي (القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، ١٩٦٦)الجزء الثاني، ص ١٩٥ ٤. سورة الإسراء، آية ٧٧ ٥. سورة الأحزاب، آية ٤٠ ٦. سورة مريم، آية ٥١ ٧. رواه البخاري ٨. سورة الحج، آية ٥٢ ٩. سورة غافر، آية ٣٤ ١٠. سورة المائدة، آية ٦٤ ١١. سورة المؤمنون، آية ٤٤ ١٢. سورة الأعراف، آية ٣٥ ١٣. سورة البقرة، آية ٢٨٢ ١٤. سورة الزخرف، آية ٢٢ ١٥. سورة الحديد، آية ١٦ ١٦. سورة الشورى، آية ١٣ ١٧. انجيل يوحنا، ١٤-٢٨ ١٨. إنجيل يوحنا، ١٧:١٦ ١٩. إنجيل يوحنا، ١٦-١٢، ١٣ ٢٠. سورة البقرة، آية ١٣٦ ٢١. سورة القمر، آية ٥٠ ٢٢. سورة البقرة، آية ٢٥٣ الرد على: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الجواهري - 09-09-2011 شكرا جزيلا على الكتاب الرد على: خاتم النبيين.. المفهوم الحقيقي ( الأحمدية و البهائية ) - الفكر الحر - 09-20-2011 اقتباس:شكرا جزيلا على الكتابالكتب كلها وكل ما هو في هذا الموضوع مجموع كله في رابط واحد : http://box.net/shared/uuyyetbror وشكرا لكم ..., |