نادي الفكر العربي
ليوبلد فايس "معارك المصريين ضد السعوديين" - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: ليوبلد فايس "معارك المصريين ضد السعوديين" (/showthread.php?tid=41080)



ليوبلد فايس "معارك المصريين ضد السعوديين" - سامي بيك العلي - 01-01-2011


أعدّ محمد علي باشا العدة لغزو الحجاز، وأوكل في نهاية آب 1811 الى ابنه الثاني طوسون بيه قيادة الحملة الأولى ضد الوهابيين بمعية أمين الخزندار (أمين الخزينة) أحمد آغا، الشهير بـ"أحمد بونابرت". رافق الشيخ المهدي والشيخ الطهطاوي هذه الحملة كمراقبين، أملاً بأن يقنعا بعلمهما الجدلي الوهابيين "بالأخطاء التي تبنوها في عقيدتهم". اتسمت الحملة بالعنف الشديد. "جمع أحمد بونابرت جماجم جميع الوهابيين الذين قتلوا في المدينة وبنى بها ما يشبه برجاً عالياً على الطريق الرئيسية إلى ينبع، ووضع حارساً عليه". كما أمر بقطع رأس الأمير عثمان المضايفي، أهمّ مناصر للوهابيين، وأكثرهم "نشاطا وشجاعة". سقطت مدن الحجاز الخمس، وصارت مكة والمدينة والطائف وجدة وينبع بأيدي الأتراك المصريين، لكن قوة الوهابيين لم تضعف، ووصل محمد علي إلى مكة للإشراف على القتال بشكل مباشر. خلال هذه المعارك، "أبدى الشريف غالب اثناء حكمه شجاعة في قتاله للوهابيين وكذلك ضد أقاربه بالذات". اشتد القتال بين عام 1813 وعام 1814، واضطر المصريون إلى التراجع، لكن محمد علي لم ييأس من كسب المعركة، فجرّ الوهابيين إلى قتال في سهول مكشوفة في وسط الجزيرة، وأعلن أنه سيدفع ما يعادل ستة دولارات ثمناً لكل رأس وهابي، وجمع خمسة آلاف رأس، و"في واد واحد ضيق حوصر ألف وخمسمئة وهابي وقطعوا إرباً إربا". أسر المصريون ثلاثمئة وهابي من الأحياء، واحتفل محمد علي بالنصر "بإعطائه الأوامر بخوزقة خمسين منهم أمام بوابات مكة، ولقي اثنا عشر منهم المصير نفسه عند كل مقهى من المقاهي العشرة وأماكن التوقف بين مكة وجدة، والباقون أمام بوابة مكة في جدة، حيث التهمت الكلاب والنسور جثثهم".
في الفصل الخامس عشر من بحثه، يتناول المؤلف الصراع على حكم مكة بين محمد بن عون وخصمه من ذوي زيد عبد المطلب بن غالب، وهو الصراع الذي يعلن نهاية مرحلة طويلة من التاريخ استمرت قرونا من الزمن. ندخل في العصر الحديث مع اندلاع ما عُرف بـ"الصحوة العربية" واندثار الأمبراطورية العثمانية في مطلع القرن العشرين. دخل الشريف حسين الحرب إلى جانب الحلفاء، وكانت النتيجة إبعاد الأتراك عن جميع مواقعهم في مكة بعد أربعة قرون من تسلمهم السلطة في المدينة المقدسة. ثار جمال باشا، ولعن "هذا الرجل الحقير الذي تحالف في قلب الأرض المقدسة مع القوات المسيحية التي تهدف إلى نهب العالم الإسلامي وسرقة عاصمته القسطنطينية". بقية القصة معروفة. اتبعت أوروبا "مبدأ النفعية السياسية" ورفضت الاعتراف بالشريف حسين ملكا على جميع العرب. "اصبح حسين مادة للضحك، ولم يعد الموظفون الحكوميون ينظرون إليه بجدية"، وعندما طلب النجدة لمواجهة ابن سعود، لم يجد من يمد اليه يد العون. في 13 تشرين الأول من عام 1924، سيطر الوهابيون على مكة، ثم دخلوا المدينة في 18 كانون الأول 1925. "استلم ابن سعود حكم المدن المقدسة والحجاز من العقبة إلى حدود اليمن، كما كان دائما ودون شك ينوي من أعماق قلبه". توفي الشريف حسين في 4 حزيران 1931، "منفياً فخوراً". وتوفي ابنه علي ملك المملكة الحجازية الهاشمية في بغداد في 14 شباط 1935، وتمت جنازته اثناء واحدة من أسوأ العواصف الرملية. "ذهب الموكب الحزين بطريق البر إلى قبر آخر حرّاس مكة الهاشميين"، وسط "عويل ألوف من النساء"،
كما نقلت مجلة "تايمس
-ليوبولد فايس