حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
نظرية بياجي في النمو أو نظرية النمو المعرفي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: نظرية بياجي في النمو أو نظرية النمو المعرفي (/showthread.php?tid=41164) |
نظرية بياجي في النمو أو نظرية النمو المعرفي - رشيد عوبدة - 01-06-2011 إذا كانت نظرية التحليل النفسي في النمو تركز أكثر على علاقات الطفل بغيره و بخاصة الأفراد المحيطين به كالأب و الأم في الدرجة الأولى متجاهلة من ناحية تفاعلاته بالأشياء و الموضوعات و مهتمة من ناحية أخرى بنمو شخصيته عوض الاهتمام بأفكاره أو نموه المعرفي فان نظريات النمو المعرفي على عكس ذلك تولي اهتماما اكبر لنمو التفكير لقد كان بياجي كغيره من الباحثين المهتمين بالنمو المعرفي من أمثال ليف فيكو تسكي و هاينز ويرنر مندهشا من تشابه الأطفال في نموهم الفكري و قد بين أن جميع الأطفال تقريبا يصلون إلى الاكتشافات المعرفية نفسها عن موضوعات العالم كما أنهم يرتكبون نفس الأخطاء ويصلون إلى الحلول ذاته مثال : كل أطفال سن الثالثة يدركون أن كمية معينة من الماء إذا صببناها في إناء طويل تكون أكثر من الكمية الأولى مبدأ الاحتفاظ في حين أن معظم الأطفال سن السادسة يدركون أن الكميتين من الماء معا متساويتين معا مهما غيرنا شكل الإناء أن هذه التغيرات التي تتم على مستوى التجريد و على مستوى تعقد فكر الطفل أدهشت بياجي و أقنعته بان النمو يوظف قوى تدفع بالطفل إلى فهم عالمه و استيعاب محتوياته و لما كان التكوين العلمي لبياجي ينتمي إلى مجال البيولوجيا فان مفاهيمه في النمو استخدمت مصطلحات البيولوجيا و لم لا و هو الذي يرى أن القوى التي تتدخل في النمو ذات طبيعة بيولوجية يرى بياجي أن عضوية الإنسان هي قابلة بطبعها للتلاؤم مع محيطها و ذلك بشكل فعال و أن الوسط لا يشكل الطفل و أنما الطفل هو الذي يبذل مجهودا لفهم محيطه إذ انه خلال اكتشافاته يقوم باختيار الأشياء و تجريب الموضوعات المحيطة به و تتم عملية التكيف مع المحيط عبر ثلاثة عمليات وظيفية و هي: عملية الاستيعاب و عملية المواءمة و عملية التوازن .أننا كلما وجدنا أنفسنا إمام شيء أو شخص أو موقف معين فإننا نستوعبه بشكل من الأشكال فنلاحظه و نميزه و نعرفه و نفهمه و نقوم بربطه بما نعرفه من قبل أو نقوم بتصنيفه و تخزينه فإذا شاهدت سيارة غريبة مثلا فأنت تعتبرها سيارة في جميع الأحوال رغم غرابتها و حسب مصطلحات بياجي فانك قمت باستيعابها انطلاقا من الصورة التي كونت من قبل عن السيارة كما انك إذا أردت أن تتعلم صنع الحلوى و شاهدت شخصا يعجن العجينة فانك تستوعب ما يقوم به من حركات بعد ملاحظته و فهم سلوكه و بعد عملية الاستيعاب فإننا ننتقل إلى مرحلة المواءمة أي أننا نغير مفاهيمنا و إستراتيجيتنا بحسب المعلومات الجديدة التي قمنا باستيعابها فالفكرة التي كوناها عن السيارة الغريبة أو الجديدة قمنا بربطها بمفهومنا السابق عن السيارات فإذا ما قابلتنا من جديد سيارة من ذلك النوع سهل علينا التعرف عليها كما أننا قمنا بتعديل حركاتنا لصنع الحلوى أن هذه الاستراتجيات و هذه التصنيفات أو الفئات الذهنية هي ما يطلق عليه الشيمات أو الخطاطات الذهنية أما مفهوم التوازن فهو مفهوم واسع يدل على عملية أساسية للضبط الذاتي تنبعث من قوة تدفعنا إلى البقاء في حالة التوازن أن الطفل يسعى باستمرار للوصول إلى بنية ذهنية عامة تتلاءم مع كل التجارب الماضية من استيعاب و مواءمة أن مفهوم التوازن بحسب بياجي يشتمل على العملية التي يقوم الفرد بموجبها بتعديل فروضه الأساسية أي نظريته الأولى و بمعنى أخر الأساس المعرفي لديه أن الطفل في نظر بياجي يكون سلسلة من النظريات أو الرؤى حول العالم و تبدو كل نظرية في البداية مناسبة و كلما عاش الطفل خبرات جديدة و جمع معلومات جديدة فانه يبدأ بالتدرج في التخلي عن كل نظرياته السابقة فهو في مرحلة المراهقة يتبنى بشكل نهائي نظرية تحكم كل التجارب و لما كان كل الأطفال يبدؤون من نقطة واحدة فانه إذا تشابه الوسط الذي يعيشون فيه و ينمون فان عمليات الاستيعاب و المواءمة و التوازن تتخذ الإيقاع نفسه بحيث تتشابه أفكارهم و نظراتهم حول الواقع المحيط بهم و تبعا لذلك فان بياجي يعرض مجمل المراحل التي يقطعها الطفل في نموه و تطويره المعرفي كما يلي: 1/المرحلة الحسية الحركية من الولادة إلى سنتين : أن الرضيع يتواصل مع العالم بشكل خاص عن طريق حواسه و عن طريق الأفعال التي ينجزها على أشياء فهو غير قادر بعد على تمثل الأشياء و أشخاص بشكل ذهني. 2/مرحلة ما قبل العمليات من سنتين إلى 6 سنوات : يستطيع الطفل خلال هذه المرحلة أن يتمثل الموضوعات إلا أن انتباهه يبقى مركزا على المظاهر الخارجية للأشياء أو الأشخاص مثل الطول و الشكل و اللون أو اللباس فهو ما يزال يستخدم هذه المظاهر لتصنيف الأشياء. 3/مرحلة العمليات المشخصة من 6سنوات إلى 12 سنة: يتقدم الطفل خلال هذه المرحلة تقدما كبيرا على مستوى التجريد الذهني فهو يكتشف سلسلة من القواعد الأساسية المتعلقة بالأشخاص و الموضوعات بحيث يمكنه تصنيفهم وفق عدة معايير مثل الحجم أو الطول و لكن يمكن أن تحتفظ الأشياء بشكلها رغم ما يطرأ على أوضاعها مبدأ الاحتفاظ. كما يصبح للطفل في هذه المرحلة قدرة على إجراء عمليات ذهنية معقدة كالجمع و الطرح و تصنيف شيء ما في فئتين أو عدة فئات في نفس الوقت الكرسي الخشبي و متاع البيت. 4/مرحلة العمليات الشكلية من 12 سنة فما فوق: في المرحلة الأخيرة يستطيع المراهق التفكير بشكل أكثر تجريدا فهو قادر على اتخاذ القرارات بطريقة الاستقراء و الاستنباط و معالجة المشكلات بشكل منظم و هو قادر على التفكير في الأشياء أو الأفكار و الصور الذهنية عن طريق تصور الأشياء أو الحوادث التي لم يسبق أن واجهها. |