حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) (/showthread.php?tid=41272) |
معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - سلطان المجايري - 01-14-2011 [/size][/align][/color] مسألة التعامل مع النص القرآني، واكتشاف ما يختزن ويشع به من معنى ومراد، تفسيراً أو تأويلاً أو إظهاراً، هي من أهم مسؤوليات الجهد العلمي الذي دعا إليه القرآن تحت عنوان التفكر والتدبر ، وفهم معنى القرآن، أو فقهه أو تأويله، أو استنباط محتواه. من أخطر ما يهدد التعامل مع القرآن وفهم معناه، هو الذاتية، والمسلمات القبلية التي يحملها المفسر والباحث في القرآن، وبالتالي يعمل هؤلاء المتعاملون مع القرآن على فرض آرائهم ومعتقداتهم وتحميلها على القرآن الكريم، بل ترى المفسر وصاحب الرأي الكلامي أو الفلسفي أو غيرهما، يعرض رأيه ونظريته في بعض الأحيان ثم يأتي بالآية ليسند بها ما يعتقده، أو يفكر به ، أو ما يريد إثباته، وليس هذا تفسيراً، ولا رجوعاً للقرآن، ذلك لأن التفسير هو اكتشاف ما في آي القرآن؛ لذا جرّت هذه الاتجاهات إلى العبث بالمعنى القرآني والتحريف لمحتواه. ذلك لأنه إخضاع المحتوى القرآني للاتجاهات الذاتية. تواجه الباحث في القرآن والمتدبر لآياته والمتصدي لتفسيرها نقطة هامة ينبغي ملاحظتها ابتداءً، وهي أن القرآن وحدة متماسكة لا تفهم أجزاؤه إلا من خلال الفهم العام لكلياته. ومن هنا جاءت ضرورة التوجه نحو التفسير الموضوعي للقرآن، إضافة للتفسير التجزيئي له. إن ظاهرة التماسك والترابط الموضوعي في القرآن تلفتنا إلى وحدة الأهداف في الآيات، كما تلفتنا ظاهرة الترابط العضوي في جسم الإنسان إلى وحدة الوظائف في الأعضاء؛ فكما لا يؤدي أي عضو وظيفته كاملة بمعزل عن بقية أعضاء الجسم ، لا تؤدي الآية الواحدة كامل معناها بمعزل عن بقية الآيات؛ فآيات القرآن يكمل بعضها بعضاً ويفسر بعضها بعضاً، وتؤدي معاً المعنى السليم المقصود منها. إن المعرفة التجزيئية القائمة على فهم آيات القرآن بمعزل عن الآيات الأخرى ذات الموضوع الواحد، تبقى معرفة ناقصة المدلول، هشة المباني، مبهمة المعاني، وإن الشخصية التي تبنى على هذه المعرفة جديرة أن تكون شخصية ضعيفة مهزوزة قلقة متناقضة ----- من الايات التي تعرضت للفهم الخاطئ ايه 19 من سورة ال عمران إ(ِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ) أغلب المفسرين لهذة الايه تعاملوا معها علي انها قرأن قائما بذاته لا علي انها ايه من اياته البالغ عددها 6236 أيه لذلك خروج علينا ادعياء العلم الحصري عن الله والذين يبعون حق ظهورهم الحصري علي القنوات الفضائيه كأنهم نجوم مثل نجوم الفن بفهم بعيد عن السياق القراني وبعيد عن المقاصد القرأنيه ================================================== =================== جاء في تفسير الطبري في شرح الايه 19 من سورة ال عمران (إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ) --------------- معنى الدين فـي هذا الـموضع: الطاعة والذلة)، من قول الشاعر: ويوْمُ الـحَزْنِ إذْ حَشَدَتْ مَعَدٌّ وكانَ النَّاسُ إلاَّ نَـحنُ دِينَا يعنـي بذلك: مطيعين علـى وجه الذل؛ ومنه قول القطامي: كانَتْ نَـوَارُ تَدِينُكَ الأدْيانَا يعنـي تذلّك. وقول الأعشى ميـمون بن قـيس: هُوَ دَان الرِّبـابِ إذْ كَرِهُوا الدِّ يـنَ دِرَاكا بغَزْوَةٍ وَصيالِ يعنـي بقوله «دان»: ذلل، وبقوله «كرهوا الدين»: الطاعة. وكذلك الإسلام، وهو الانقـياد بـالتذلل والـخشوع والفعل منه أسلـم، بـمعنى: دخـل فـي السلـم، كما يقال أقحط القوم: إذا دخـلوا فـي القحط، وأربعوا: إذا دخـلوا فـي الربـيع، فكذلك أسلـموا: إذا دخـلوا فـي السلـم، أسلـموا تعني هو الانقـياد بـالـخضوع وترك الـمـمانعة.\ فإذا كان ذلك كذلك فتأويـل قوله : { إِنَّ الدّينَ عِندَ اللَّهِ الإسلامُ } إن الطاعة التـي هي الطاعة عنده الطاعة له ،وإقرار الألسن والقلوب له بـالعبودية والذلة، وانقـيادها له بـالطاعة فـيـما أمر ونهى ، وتذللها له بذلك من غير استكبـار علـيه ولا انـحراف عنه دون إشراك غيره من خـلقه معه فـي العبودية والألوهية. } قال: حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب،قال: قال ابن زيد فـي قوله: { أَسْلَمْنَا } قال: دخـلنا فـي السلـم وتركنا الـحرب) انتهي ——- وهذا يعنى ان . الاسلام دين الاولين والاخرين وهو دين عام في كل زمان مكان فنوح وابراهيم ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومحمد والحواريون كلهم دينهم الاسلام الذى هو عبادة الله والاستسلام له و الاخلاص اليه وان تنوعت شرائعهم يونس 71 و72 نوح مسلم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَ وَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تنظرون فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وابراهيم مسلم الايه 130 و131من سورة البقرة (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وموسى واتباعه مسلمين ايه 84 يونس (وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) وسحرة فرعون مسلمين الايه126 الاعراف (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) بلقيس ملكه سبأ مسلمه النمل 44 (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْعَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) واتباع السيد المسيح مسلمين المائدة 111 (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ) وفرعون كان من المسلمين يونس 90 (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًاحَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فكل هولاء كانوا مسلمين قبل بعثة الرسول محمد وقبل ان تشرع شريعته ودققوا النظر في الايه و52 و 53 من سورة القصص (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُواآمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ) هذا معني الدين عند الله الاسلام وهو الاسلام دين عام جاءت به كل الرسل والقائم علي التوحيد والطاعة لله وهذا الدين الذي جاءت به الرسل المختلفه يحتوي على شرائع مختلفه فقد جعل الله لكلا منهم شرعة ومنهجا فلا يستعلي اتباع رساله الرسول محمد علي غيرهم بانهم فقط المسلمون لأجل ذلك نجد القرآن لا يستعمل لفظة الدين بصيغة الجمع مطلق فلا يقول : ” الأديان ”و إنما يذكره بصيغة المفرد ، كما يقول : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَإِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ ،﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ في حين أن ” الشريعة ” تعني مجموعة التعاليم الأخلاقية و الاجتماعية التي يمكن أن ينالها التغيير مع مرور الزمن و تطوّر المجتمعات و تكامل الأمم ،و لذلك لا يضير استعمال هذه اللفظة في صورة الجمع ، فيقال ” شرائع ” و قد صرّح القرآن بتعدد الشريعة . فهو رغم تصريحه بوحدة الدين ـ كما مرّ في الآية السابقة ـ يُخبر عن وجود شريعة لكل أمة ،و يكشف بذلك عن تعدد الشريعة إذ يقول … (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا … ﴾ و على هذا فان البشرية دُعيت في الحقيقة إلى دين واحدو هو الإسلام الذي كان متحد الأصول في كل الأدوار و الأزمنة ، و كانت الشرائع في كل زمن وظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد ، و لم تكن الشرائع إلا طرقاً للأمم و الأقوام تقدّم القول أنّ تعدّد رسل الله واختلاف الأحكام التي جاءوابها لا ينافي وحدة الدين بمعنى الرابطة الوثيقة بين الخالق والمخلوق. وكل كلمة من الله هي نور بدون اعتبار لزمانها ومكانها أو الأفق الذي أشرقتمنه : فالزبور والتوراة والإنجيل والقرآن والواح وكتب حضرة بهاء الله كلها كلماته ونوره ورباطه الوثيق وعهده المصون، كما قال تعالى: "مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يِتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ"١ ،فلا شك أن الآيات التي يتلوها أهل الكتاب هي آيات الإنجيل والتوراة، وليست آيات القرآن الكريم وفي قوله تعالى: "مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نَنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" بيان واضح يؤكد الوحدة التي تربط جميع آياته – بدون تخصيص أو تحديد - والعروة الوثيقة التي توحد الرسالات الإلهية المتعاقبة. والمستفاد من لفظ "نَنْسَخْ" أن بين آيات الله وحدة لا تنفصم بطول الزمن بين رسالة وأخرى، فالآية اللاحقة إن تعارض حكمها أو مفهومها مع آيات سابقة حلّت محلّها واعتبرت تعديلاً لها، لأنه لا يتصور وجود تناقض في كلام الله وتفاوت في الأحكام التي يطلب من عباده اتباعها في زمن معين. والآية المذكورة تجزم بأن الآية الناسخة إمّا تماثل المنسوخة أو هي خير منها. ولا يفهم من لفظ "خير منها" في هذا الموضع معنى المفاضلة بين الآيات سواء من حيث صوابها أو دقة إحكامها، فذلك مناف للكمال الإلهي ودوامه على حال واحد لا أحسن فيها ولا أسوأ. فليست المفاضلة هي المراد من قوله: "بِخَيرٍ مِنْهَا" وإنّما المقصود أن الله يبدّل آياته وأحكامه بما يناسب مدارك الإنسان المتنامية، وظروف نشأته المتغيّرة. وواقع الحال أنه ليس تغييراً وتبديلاً لتصحيح أو تحسين الكلام، ولكنه استبدال اقتضاه التدرج في تربية الإنسان وتهذيب فكره وتنظيم حياته، فآيات الله نظم مكنون في كتاب محفوظ يكشف عنه رسله تعالى بقدر طاقة أهل الإمكان ووفقاً لمدى تقدمهم وقابلياتهم. وليس من شأن العبد أن يقارن أو يفاضل بين أجزاء هذا النظم، وإنّما واجبه التسليم والإيمان بما فيه "كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا"٢. من هنا نرى أنّ الإسلام والمسيحية واليهودية والبهائيه كلّها من حيث أصولها وغاياتها فيض إلهي واحد، وهي تختلف بطبيعة الحال من حيث زمانها وأسلوبها وتعاليمها ولكنها متحدة في سعيها لعلاج ما اختل من شؤون المجتمع البشري بما يتفق مع درجة بلوغه ورشده، وإعداده لمتابعة السير في مراحل التطوّر الروحاني غير المتناهية. وفي هذا السياق العام يمكن فهم قوله تعالى : "اليومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً"٣، فهذا الخطاب الرحماني موجّه بنوع الخصوص إلى أمّة سيدنا محمد ويحتمل أن تكون الإشارة فيه إلى رسالته. ولكن كلمة "الإسلام" في قوله تعالى "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْناً" تفيد أكثر من معنى. فلكلمة الإسلام لُغَةً معانٍ عدة. ومن معانيها الخضوع والانقياد لكل ما يأتي من عند الله ، وإسلام الوجه إلى الله، وتفويض الأمر إليه. كما أن من معانيها أيضاً اتّباع شريعة محمد رسول الله. وهذا المعنى الأخير الخاص للفظة "الإسلام" هو الذي اعتبره أكثر المفسّرين ، ويعود ابن كثير فيقول في الصفحة نفسها تفسيراً لهذه الآية: "لما نزلت "اليَومُ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ" وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر، فقال له النبي: ما يبكيك؟ فقال أبكاني أنّا كنّا في زيادة من ديننا ، فأمّا إذا كمل فإنه لم يكمل شيء إلاّ نقص، فقال: "صدقت"، ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت: "إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء" ولا تـثريب على عامة المفسّرين إذا عظّموا دينهم ورفعوا قدره ومدحوه مع ملاحظة عدم الإسراف في ذلك، وإلاّ وقعوا في الخطأ الذي وقعت فيه الأمم السابقة فضيّقوا المعاني المبسوطة، وخصّصوا فيها بدون دليل، وأوجدوا التعصب الأعمى وأضلّوا الكثير من الناس. وقد رأينا - فيما سبق - أن اليهود اعتبروا كتابهم كاملاً حاوياً كل شيء، وما زالوا يردّدون أن شريعته شريعة أبدية لا تتغيّر وليسوا في حاجة إلى غيرها. وقد كان هذا الفهم صحيحاً في زمان شريعة سيدنا موسى كما صدّق بذلك القرآن الكريم في قوله تعالى: "ثُمَّ آتَيْنَا مُوْسَى الكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِم يُؤْمِنُونَ" فكتاب سيدنا موسى عليه السلام كتاب تام، وفيه تفصيل كل شيء ، ولكن إطلاق هذا الوصف على نحو يسد باب الهدى من بعده، وينهي رسالات الله، ويزعم أن "يَدْ اللهِ مَغْلُولَةًٌ" ٧ تضييق للمعنى وخطأ أدّى بهم إلى تكذيب رسل الله الذين بعثهم الله بالحق من بعد سيدنا موسى. فتخصيص معنى "الإِسْلاَمَ" على وجه الإطلاق لا يتفق وسياق الكلام، وينحرف عن المراد. وحصر معنى "الإِسْلاَمَ" في قوله: "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه، فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة "الإِسْلاَمَ" أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى وهذا هو جوهر الدين وحقيقته. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلا م كما قال في معرض الحديث عن سيدنا إبراهيم: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ "٨، أو دعاء سيدنا إبراهيم وإسماعيل "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ "٩، وكذلك وصيّـته لبنيه: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ" ، كما كان حواريوا سيدنا عيسى أيضاً مسلمين: "فَلَمَّا أَحَسَّ عِيْسَى مِنْهُم الكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ فواضح من الآيات السابقة أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلام الوجه إليه تعالى وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدين سماوي إلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً. وبهذا المعنى جاءت الآية المباركة: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ"١٢. ومن الواضح أن صرف دلالة كلمة الإسلام - معرفة بالألف واللام - في هذه الآية إلى رسالة سيدنا محمد وحدها ينفي وصف الدين عن رسالة كل من سيدنا موسى وسيدنا عيسى، وهو ما يناقض آيات القرآن الصريحة بأن ما جاء به سيدنا موسى وسيدنا عيسى كان حقاً من عند الله. والمعلوم لغة أن كلمة "الدِّينَ" - معرفة بالألف واللاّم - وبدون تخصيص تعني أولاً: الرابطة بين العباد وخالقهم ولا تقتصر على رسالة معيّنة بل تشملها جميعاً . كما تعني ثانياً: أن هذه الرابطة واحدة على ممرّ الزمن، وأن تتابع الشرائع المعدّلة لأحكام هذا الدين الواحد هي سرّ دوام حيوية هذه الرابطة وصلاحها مع تغيّرِ الظروف والأحوال. والآية الواردة بعد "إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ" تبيّن بوضوح المعنى المراد إذ جاء القول فيها موجها إلى سيدنا محمد: "فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي للهِ". وبهذا أوضح الله تعالى أهمية إسلام العباد لتعاليمه وأحكامه بحيث صار الإسلام وصفاً شاملاً وشرطاً لكل الرسالات الإلهية ، فسيدنا نوح جاء بدين وصفه الله تعالى بأنّه الإسلام: "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ " 35;، وسيدنا يعقوب عليه السلام جاء أيضاً بالإسلام : "أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ المَوتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيْهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ ءَابَآئِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"١٤ ، وكذلك سيدنا موسى عليه السلام: "وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَـَّما جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ"١٥، وسيدنا عيسى عليه السلام جاء بالإسلام: "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الحَوَارِيـِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسلِمُونَ"١٦. وخلاصة ما تقدّم أنّ "للإسلام" أكثر من معنى فهو في موضع يعني استجابة العباد إلى أوامر الله وانقيادهم لمشيئته، وفي موضع آخر اسم رسالة من الرسالات السماوية. أمّا قوله تعالى: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ" ; فيمكن حمل كلمة "الإسلام" في هذه الآية على معناها العام بناء على سياق الحديث في الآية السابقة "قُولُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِم لاَ نُفَرِّقُ بِيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" . فالإسلام بمعناه العام - كما رأينا - شرط لازم ومشترك لكل الشرائع، ويعني رفض الله أدنى تحفّظ أو تردّد من عباده إزاء قبول شرائعه وأوامره قبولاً غير مجزأ وغير مشروط، ولا يقبل منهم إلاّ تسليمهم التام لكل ما جاء فيها. وبعبارة أخرى، إن الرسالات الإلهية المتتابعة لا تبغى اقتسام العباد، ولا تريد التفرقة، ولا تمس بوحدة الدين، وإنما هي - كبنيان مرصوص - تكمّل كل منها الرسالة السابقة عليها، فتبدّل بعضاً من أحكام الشريعة السابقة بأحكام تحقق الغايات نفسها، كما بدّلت شريعة سيدنا موسى شرع سيدنا إبراهيم، وكما نسخت شريعة السيد المسيح شرع سيدنا موسى ، وكما نسخت شريعة سيدنا محمد شرع سيدنا المسيح وهلمّ جرّا، وهكذا تتصل كل رسالة بالأخرى وتكوّن حبلاً واحداً أمر الله الناس أن يعتصموا به، وذلك هو عهد الله مع عباده. والمتدبّر في كتاب الله يتبين أن لله مع البشر عهدين: عهد عام مع الناس جميعاً أن يؤمنوا برسالاته ويتّبعوا أوامره ويسلّموا له بحكم الفطرة التي فطر الناس عليه ا "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ"١٨، وعهد خاص يوثّـقه الله مع المؤمنين في كل رسالة من رسالاته وهذا مفهوم من لومه تعالى لبني إسرائيل لحنثهم بعهده الذي أوثـقه سيدنا موسى: "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيكُم وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوْفِ بِعَهْدِكُم وَإِيَّايَ فَارْهَبُونَ وجاء في تفسير الشيخ محمد عبده: "عهد الله تعالى إليهم يُعرف من الكتاب الذي نزّله إليهم، فقد عهد إليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأن يؤمنوا برسله متى قامت الأدلة على صدقهم، وأن يخضعوا لأحكامه وشرائعه"٢٠ . ولا يجوز القول: بأن الخطاب موجّه إلى بني إسرائيل ولا يصدق على غيرهم، لأن العدل الإلهي لا يخصّ قوماً بما يأباه على غيرهم فرحمته تعّم العالمين ونوره يهدي كل البشر ، ولومه بني إسرائيل يصدق أيضاً على كل أمّة تعرض عن رسالاته وتتخذ منها موقفاً مماثلاً لموقف بني إسرائيل. ومضمون العهد الإلهي المشار إليه في الآية المذكورة صريح في قوله تعالى موجّهاً إلى بني الإنسان عامّة: "يَا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُم رُسُلٌ مِنْكُم يَقُصُّونَ عَلَيْكُم ءَايَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوفٌ عَلَيْهِم وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ"٢١. وحقيقة أخرى تؤكدها هذه الآية المباركة ألا وهي وحدة دين الله التي لا تتعدّد بكثرة رسله وتعدّد شرائعهم على مدى الزمن، ومن ثم من يؤمن برسالة ولا يؤمن بأخرى، كأنه حنث بعهد الله، لأنّه قد احتجب بالتعدّد عن وحدانيته تعالى. وتبعاً لذلك مَن يـؤمن برسول دون رسول يكون قد غفل عن حقيقة التوحيد. وهذا قوله تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيْدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيْدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاُ أُولَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ حَقّاً وَاعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً وَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُم أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيْهِم أُجُورَهُم وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) هذا هو الكفر بأدق معانيه، ويختلف عما تظنّه العامّة الذين يعتبرون الكفر عدم الاعتراف بوجود الباري جلّ وعلا. وهذا تصوّر غير صحيح، فما من إنسان إلاّ ويعترف بوجود إلَه واحد مدبّر لشؤون الكون، حتى الطبيعيّين - على الرغم من عدم استعمالهم لفظ الجلالة - يعتقدون بوجود قوّة خفيّة مسيّرة للكون وإن كانوا لا يدركون كنهها ولا يعرفونها بغير هذا التعريف. فالكفرالحقيقي - كما صرحت الآية المباركة - هو التفريق بين رسل الله، والتفريق بينهم وبين الله عزّ وجلّ، وقبول واحد ورفض الآخر، فالذي يعترض على أيّ رسول إلهي في أيّ زمن من الأزمان يكون في الحقيقة قد قطع ما أمر الله به أن يوصل. وقد ذكّر حضرة بهاءالله هذه الحقيقة في تأكيد قاطع بقوله المنيع: "وإنّك أنت أيقن في ذاتك بأنّ الذي أعرض عن هذا الجمال فقد أعرض عن الرّسل من قبل ثم استكبر على الله في أزل الآزال إلى أبد الآبدين" ٢٣ والسلام علي من اتبع الحق بالحق وكان في امر الله لمن الراسخين وسلاما علي المرسلين والحمد لله رب العالمين [color=#0000CD] [align=right][size=xx-large]
RE: معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - داعية السلام مع الله - 01-16-2011 اقتباس:من أخطر ما يهدد التعامل مع القرآن وفهم معناه، هو الذاتية، والمسلمات القبلية اقتباس:إن ظاهرة التماسك والترابط الموضوعي في القرآن تلفتنا إلى وحدة الأهداف في الآيات، كما تلفتنا ظاهرة الترابط العضوي في جسم الإنسان إلى وحدة الوظائف في الأعضاء؛ فكما لا يؤدي أي عضو وظيفته كاملة بمعزل عن بقية أعضاء الجسم .. اقتباس:معنى الدين فـي هذا الـموضع: الطاعة والذلة اقتباس:هذا معني الدين عند الله الاسلام اقتباس:و كانت الشرائع في كل زمن وظرف طريقاً للوصول إلى الدين الواحد قوله: "وَرَضِيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً" في الإشارة إلى شريعة سيدنا محمد لا مبرر له ولا دليل عليه، فالآية تحتمل أيضاً المعنى العام للفظة "الإِسْلاَمَ" أي تسليم الوجه إلى الله والإذعان لأوامره تعالى اقتباس:وهذا هو جوهر الدين وحقيقته. وبهذا المعنى وصف الله الأمم السابقة بالإسلام كما قال في معرض الحديث عن سيدنا إبراهيم: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ العَالَمِيينَ " ، أو دعاء سيدنا إبراهيم وإسماعيل "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمِينَ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك"، وكذلك وصيّـته لبنيه: "يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُم الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُسْلِمُونَ" اقتباس:أن الإسلام بمعناه العام هو طاعة الله وإسلام الوجه إليه تعالى وهو أساس العبودية للّه ولا يتصوّر إيمان المرء بدين سماويإلاّ إذا كان مقروناً بتسليمه لأمر الله ظاهراً وباطناً. نادراً ما نجد مثل هذا العرض الناضج لتعاليم الأنبياء التي اختلف حولها أتباعهم وتراشقوا بينهم بالحجارة .. ليس هناك تكفير بحسب اختلاف النبوة .. وعليه فليس كل أهل الكتاب كفار ! فبحسب النظر الدقيق للقرآن : لا يمكن أبداً أن نستخلص أن من لم يؤمن بالنبي محمد (ص) فهو كافر لمجرد ذلك فحسب ! وإنما يقرر القرآن أن كفر الكافر يكون بسبب تغطية حقائق الدين الأصلي النقي الفطري الذي أنزله الله تعالى وبعث به جميع الأنبياء .. وأما مجرد انكار رسالة النبي اللاحق مع العمل بتعاليم النبي السابق فهذا لا يخرج المرء عن دائرة الايمان بالله واليوم الآخر .. وإلا كيف نفهم قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من ىمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ! هل هم قوم موسى وعيسى في زمنهم ؟ هذا لم يردفي الآيات ولا دليل عليه إلا في عقول حمير السلفية ! وكيف نفهم قوله تعالى : ( قل يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم ) ! هل هم معاصروا أنبيائهم أيضاً ؟ هذا تكلف وتنطع وتعطيل لبيان القرآن الراقي البراق الخالد .. وكيف نفهم ان الله تعالى لم يقل أن ( المسيحيين ) كفار , وإنما قال ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) أي غطوا الحقيقة وكتموها مع وصول الآيات والدلائل والبراهين على بطلان تلكم العقائد .. فلم يقل لقد كفر الذين قالوا إنا نصارى .. فلو كانوا موحدين لم يكونوا كفاراً وإنما يكونوا قد خالفوا بشارة وردت في كتبهم فخسروا كثيراً من الخير .. إذن : - هناك معيار النبي والرسول اللاحق ( وهذا المعيار هو المتداول الآن بين الناس في الرسالات الثلاث , وهو معيار خاطئ ) - وهناك معيار العمل بما أنزل الله تعالى وعدم الخروج عنه .. لا في العقائد بتأليه المخلوق وتسويته بالخالق , او في العبادات بتحليل الحرام أو تحريم ما أحل الله .. وهذا هو المعيار القرآني .. من لم يفهم أن هناك معياران على هذا التفصيل , وأن المعيار القرآني ليس هو المأخوذ به عملاً : فإنه يتخبط ويضطرب , ويظن أن القرآن يكفر جميع النصارى , ويظن آخر ان القرآن يمدح عقائد النصارى .. ليس هناك اسلام جاف هجومي محض بالمفهوم النصراني , وليست هناك مسيحية عند الله تعالى تختلف عن المسيحية البسيطة التي أتى بها السيد المسيح .. وكل ما استجد بها فهو من البدع التي لحقت برسالة المسيح .. لقد كان هناك تفاخر وسباق شديد بين الشعوب الوثنية في الانتماءات الدينية أشبه بالانتماءات السياسية اليوم , وفي الوقت الذي امتلأت الأرض بذكر بعل وعشتاروت ومردوخ وميثرا وو .. لم يوجد شعب من شعوب الأرض يذكر الله الحق إلا شعب اسرائيل , ولكن اليهود يميلون إلى الوثنية وينحذبون إليها انجذاب برادة الحديد إلى المغناطيس , وقد نجح أحدهم في دس هذه العقائد في دين المسيح بإعلاء ذكر المسيح نفسه ( كما تصوروا أن هذا إعلاء ) إلى مرتبة أبناء الله وأنصاف الآلهة .. ومع أن عقائد الصلب والفداء والتثليث الخ قد أتت فيها براهيم وآيات أدلة على بطلانها , وأثبت علماء مقارنة الأديان منذعشرات السنين أنها موروثة عن الوثنيين : إلا أن اخواننا النصارى لا يزالون يقيمون عليها .. ربما لأنهم ألفوها وورثوها وليس من السهل مفارقة الموروثات , وربما لأنهم صدقوا علمائهم حين قالوا لهم بأن الشيطان هو الذي فعل مثل هذا قبل بعثة المسيح ليشكك في المسيح !! وأسهل طريق لإثبات باطل هو إدخال الشيطان في اللعبة ليسهل تمريرها .. في حين أنك لو دققت فستجد أنه لا حاجة لكفارة وفداء , لأنه من الأساس لا خطيئة أصلية , فلا مقدمة فاسدة يتبعها نتيجة غير لازمة .. وهذا موضوع قديم كنت كتبته حول معرفة معيار صجق الرسول والنبي , وأنه ( التنبؤ بالسلام ) أو الإسلام بعيداً عن ملحمة الدماء والذبح والصلب وهذه المشكلات المخطط لها في الأزل كما يزعم شاول .. http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=22152 وهذا المعيار قد ورد بسفر إرميا وغيره .. كما في هذا الرابط .. والنبي (ص) لم يأت بدين مختلف عن اخوانه بل هو دين كوني واحد كما قلنا .. ولذلك فجواب من يسأل : ما الجديد الذي أتى به النبي (ص) هو : تجديد عقائد الإسلام وإعادة الدين الحقيقي بدلاً من المزيف الدموي .. ( والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ) ... [/u] RE: معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - الفكر الحر - 01-16-2011 (01-16-2011, 05:08 AM)د كتب: هذا لم يردفي الآيات ولا دليل عليه إلا في عقول حمير السلفية !هل قال القرآن أن الانجيل مُحرف ؟ توضح هذه الآيات للمسلم أن الإيمان بالقرآن فقط غير كاف. بل ينبغي أن يؤمن أيضا بالتوراة والإنجيل (الكتاب المقدس بأكمله) . http://www.2.shahrour-montada.org/viewtopic.php?f=12&t=45 الرد على: معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - داعية السلام مع الله - 01-17-2011 القرآن أخبر بتحريف وقع في الكتب السابقة لا على وجه الانتقاص كما فهم الفريقان مسلمون ومسيحيون , وإنما على وجه البيان المجرد بغرض حفظ الدين الحقيقي وصيانته عن البدع الدخيلة .. فمفهوم ( البدعة ) قد أسئ فهمه واستعماله في غير محله على يد الجماعات السلفية بشكل ساذج ومحلي جداً , في حين أن مفهوم القرآن عن البدعة هو مفهوم يخاطب أهل الأديان جميعاً ويناديهم بتنقية الدين الواحد الكوني الذي يشتركون فيه جميعاً , وبذلك يصل الكل إلى الإنضمام تحت مظلة واحدة تظلهم جميعاً .. اقتباس من المقال الذي ذكره الأخ الفكر الحر عن منتدى الإخوة القرآنيين : [ يقول القرآن أن التوراة الأصلية الصحيحة كانت موجودة في القرن الأول الميلادي في وقت عيسى عليه السلام ): "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ..." (مريم 19: 12)؛ "وَيُعَلِّمُهُ (عيسى) الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ" (آل عمران 3: 4؛ "وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ..." (الصف 61: 6) ] أقول : ليست هذه هي المشكلة أخي الكريم ! والقرآن لا يتحدث عن تحريف حروف وحبر على ورق , وإنما حديث القرآن عن تحريف الإعتقاد ! عن صنع آلهة جديدة اقتباساً عن الأمم التي لم يأتها رسول ! عن الانصياع لها نصياع الأنثى للذكر بدلاً من هدايتها ودلالتها على الحقيقة ! ولا أبرئ المسلمين من وقوعهم في حبائل كثير من الأخطاء , على رأسها خطأ التقوقع على الذات خاصة في العصور الأخيرة , وحصر الخطاب القرآني في المسلمين فقط , وهذا برأي كل عاقل لا برأيي أنا فقط : جريمة . كان المفترض حدوث ( زمالة ) بين أهل الأديان لا صراع طائفي أبكم أصم كما نقرأ في السجالات والمناظرات بين علماء المذاب الإسلامية وبين الأساقفة والقسس والأحبار , وقد نتج عن هذا (( للأسف )) سوء فهم لكثير من معاني القرآن والكتاب المقدس بسبب الموروث الثقافي .. وهذه التركة النفسية بين الفريقين . أكرر أن مربط الفرس هو أن الدين دين واحد بسيط سهل , خال من ملاحم الدماء والفداء والصلب وهذه الأمور .. الله لا يحتاج لمثل هذا , قداسته لا يطولها أحد لا إبليس نفسه ولا آدم وبنوه , بل على العكس : هو خلقنا مذنبون بطبيعتنا لكي يظهر هو ! لكي يظهر الجانب الجمالي منه : التجاوز .. الحدب .. العطف على المذنب في حق المحسن .. العفو .. الغفران .. عدم استيفاء الحق . وأما قداسة الله تعالى بالمفهوم المسيحي الحديث البولسي فهي ناتجة عن اعتبارها حاصلة من الخارج أو أنها تتأثر بالخارج .. ونحن نسأل : هل القداسة ذاتية أم فعلية ؟ يعني هناك صفات لله هي صفات فعلية مثل صفة الكلام مثلاً , أو صفة الخلق : إذا أراد ان يخلق خلق , وإذا لم يرد لم يخلق .. وهناك صفات ذاتية لا يصح أن يقال في حقها إذا لم يشأ فهي غير حاصلة , لأنها فوق صفة المشيئة وفوق صفة الإرادة , مثل صفات الرحمة والعظمة والعلم ونحو ذلك .. لا يصح أن يقال : ( إذا لم يشأ أن يعلم فإنه لا يعلم !! ) هذا لا يمكن .. من ذلك القسم الأخير : صفة القداسة .. فهي غير مندرجة تحت المشيئة فضلاً عن أن تندرج تحت أفعال غير واجب الوجود , من العدم امثالنا نحن .. هل تعلم ما معنى أن ينال ممكن الوجود من واجب الوجود , من المطلق ؟ هذا معناه أنه أقوى منه وأعلى منه ولو لحظة , واعتقاد هذا في حد ذاته كفر .. ولذلك فهناك حديث قدسي يقول : ( من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب، غفرت له و لا أبالي ما لم يشرك بي شيئا ) .. هذا لأن مختصر وخلاصة اعتقاد الفداء والكفارة وحتمية حل ( الصليب ) : (( ان الذنب أكبر من الرب )) وهذا في حد ذاته كفر .. أن تتصور أنك يا ( لا شئ ) أكبر من الله .. أخبرني عن وجودك من أين مصدره حتى يشكل خطراً على القداسة الذاتية ؟ ما وجودك بجانب وجوده ؟ ما حقيقة تأثير العدم في المطلق ؟ لابد أن تجزم بأن الله هو الذي خلقنا ذوو طبيعتين ( خير وشر ) لكي تظهر صفاته هو .. وأنت لا مشكلة لك , لقد خلقك ليظهر هو , وكل أعمال بني آدم غرضها أن يظهر هو .. الملائكة لم تظهر بها صفات كثيرة لله موجودة فعلاً , لأنها مخلوقات لا تملك اختياراً , ولا تملك أن تعصي وتخالف لأنها لا تأكل ولا تشرب ولا تنجب ولا شهوة لها ( لا حاجات مادية ومن ثم لا حاجة لها إلا لله فحسب ) , بخلاف الإنسان الذي خلقه الله تعالى له حاجات ومطالب مادية كثيرة جداً لا تنتهي تضطره لأن يسرق ويزمي بل ويكفر , ينسب لله أبناء وأنصاف آلهة يعبدها معه كي يشفعوا له وينصرونه على الله .. لأنه للأسف لم يفهم ولم يعرف الله .. هو يظن ان الله تعالى يريده مثل الملائكة بلا ذنوب .. في حين ان الله يريده أن يظل عاصياً تائباً , كي تظل صفات الجمال الإلهي بادية للعوالم .. كما قال النبي الأكرم خاتم الرسل ( ص ) : ( والله لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بوم يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم ) .. إذن المعادلة عكس معادلة بولس ومن سبقه تماماً , وعكس معادلة كل عبدة الآلهة المخلّصة من أبناء الله ومن الإناث ( مناة وعشتاروت ) والعجيب ان الوثنيين العرب قد قالوا أن الملائكة بنات الله , فهناك عندهم تأنيث أيضاً .. فما السبب ؟ السبب أن الأنثى مطيعة ( وبتسمع الكلام ) وهذا يريح العصاة والمذنبين الذين يريدون الهروب من الله , يريدون ان يأمرونها فتطيع وتشفع وتمنع وقوع الغضب المتوقع نزوله من السماء !! .. بدلاً من أن يتوبوا ( ويحققوا الهدف من وجودهم !!! ) فلجئوا إلى هذه العقائد البدائية ولا زالت قائمة حتى الآن .. ومع أن رسل الله وعباده الصالحين لهم صفات جميلة جداً هي انعكاس ومرايا لصفات الله , وظهور لله على الأرض : إلا أن عبادتها والقول بأنها هي الله وأن الله قد حل فيها خطيئة شنيعة بعث الله تعالى عبده ونبيه محمداً (ص) ليشرح للناس نظرية خلقهم ذوو طبيعتين وقصة الذنب وخطيئة آدم , وحكمة خلق الإنسان بهذه الطبيعة المزدوجة بعد خلق الملائكة ذوو طبيعة واحدة .. كل هذه أمور ضل فيها أهل الدين الواحد , وحادوا فيها عن الجادة .. ولذلك فإن بعثة النبي محمد (ص) الذي بين للبشرية حقائق تلك الأمور الأزلية بل الحقائق الغيبية عن الله تعالى وحكمة عملية الخلق لآدم وذريته : هي رحمة ما بعدها رحمة .. وأن الذين لم يعرفوا من كل هذا إلا لحية ونقاب وجلباب قصير ولهث على السلطة والحكم مثل الكلاب : لعنة ما بعدها لعنة .. وبالمناسبة لقد أساء المسلمون فهم عقيدة ختم النبوة أيضاً , فالنبي محمد (ص) هو خاتم النبيين ليس بمعنى أنه آخرهم , وإنما بمعنى أن النبوة من بعده تكون في أمته كما كانت من قبل في بني اسرائيل .. ولا يضره حقد الحاقدين وتكذيبهم له ووصفه بصفات لا جود لها في الواقع , فطالما هناك قلوب متشبعة بملاحم القصاص الرباني والثأر السماوي الأسطورية , فلن يوجد فطام عاطفي ناحية النبي محمد (ص) الذي أسئ فهمه بشكل غير مسبوق على الإطلاق .. طالما أن أساطير الثأر والقصاص هي معيار صدق النبي محمد (ص) فإنه سيظل عند هؤلاء غير صادق وكل الحقاق الغيبية التي أخبر بها عن الله وحكمة خلق الإنسان مذنباً ووو ستكون غير صادقة .. مسكين هذا الإنسان .. حتى المسلمين آخر الأمم بعث الله تعالى لهم عدة رسل ليقوّموا أخطائهم وعوجهم بما يناسب العصر , وآخرهم حضرة السيد غلام أحمد القادياني , فردوهم وكذبوهم , لأنهم لا يعرفون معيار صدق النبي والرسول , هل أمر السيد أحمد بشئ خالف به رسول الله (ص) ؟ أبداً ! فلماذا كذبوه ؟ بسبب العقليات الأسطورية أيضاً ( أن عصر النبوات قد انتهى ) ( لم يعد هناك اتصال للإنسان بالله على الأرض ) ( الوحي قد انقطع ) ..الخ مع ان الوحي مستمر منذ نزول آدم فلماذا ينقطع ؟!! لقد كان السيد أحمد يقول لخصومه : لماذا لا تكذبونني ! هل تعبدون قصصاً ؟ يقصد : أنتم لا تريدون خطاب الله معكم مباشرة , أنتم تريدون ديناً تراثياً من خلال الكتب والقصص والروايات ؟ الله يعلن عن نفسه أمامكم يا ( .. ) وترفضونه ؟ لقد خاطب هذا السيد كل أهل الأديان مسلمين ونصارى وهندوس , وكانت النتيجة للأسف صفر ! الكل أخذ صفر .. كل واحد أحاط نفسه بجنزير حديد يعوقه عن الحركة ويصيبه بالشلل .. فهذا له مسيح مخلص يغنيه عن أي محاولة للتفكير المستقيم ويلغي عقله ويجعله تحت قدمه , وهذا له كريشنا مخلص أيضاً , وهذا مسلم يعبد روايات أموية قذرة مكذوبة , وجبال من الكتب التراثية مملوءة بعلوم ومفاهيم نتاج زمانها وبيئتها , ولا تعبرعن حقيقة مجردة تتجاوز حدود البيئة والزمان والمكان والثقافة الموضعية المؤطرة بفهم القبيلة والمملكة والعشيرة .. أنا أقسم على كل من يقرأ الآن أن يقرأ كتاب ( حقيقة الوحي ) للميرزا غلام أحمد في هذا الرابط : http://www.islamahmadiyya.net/books.asp?start=28&page=5&magazine=0 ولينظر هل مطلع كلامه كلام مبطل ؟ ثم ليقرأ وليقرأ بنهم ! هل تتخيّل ؟ هذه فرصة أنك تقرأ لرجل بعثه الله تعالى في قرننا هذا ليرد على المبطلين عبر تسعة عشر قرناً بعد ميلاد السيد المسيح المعبود بشهادة بولس أو بالأحرى شاول .. وبدلاً من أن يتذاكى البعض ويسأل عن دليل صدق النبي محمد (ص) فليسأل نفه عن دليل صدق هذا اليهودي الكذاب عبد ابليس ( المخبر الذي كان يتميز غيظاً على تلامذة الرب ) ! ما دليل صدقه ! هل هو ظهور نور في الأفق قال له أني المسيح ؟!! لقد ضحك ابليس على الملايين بهذه الخدعة ومنهم مسلمون فخرج بهم عن دائرة الدين الحق ! لقد أخطأ كلا الفريقين مسلمون ومسيحيون في اعتقاد انقطاع النبوة وانقطاع فضل الله وتخليه عن البشرية , وأخطأ المسيحيون في فهم هدف الخلق ومعرفة فلسفة وحكمة الخطيئة فاضطروا للوقوع في نفس ما وقع فيه الوثنيون من قبل مع تغيير طفيف في تفاصيل صغيرة لابد منها كاسم المعبود الفادي المخلّص المصلوب ( ولا يزال المسيحيون حتى اللحظة يحتقرون أبحاثاً مثل كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ) , ويدافعون عن هذه السخافات الطفولية التي يقلدون بها البشرية في طفولتها وهم في القرن الحادي والعشرين , يدافعون عن هذا بالهجوم على الرموز الدينية الإبراهيمية التي هي معالم الدين الأصلي الواحد النقي الخالص عن تلك الملاحم الدموية , دين السلام الذي دعى إليه ابراهيم عليه السلام حتى الميرزا غلام أحمد عليه السلام .. دين خال من المشكلات الفلسفية المعقدة , دين بسيط ساذج يصلح لأستاذ الجامعة وفلاح الأرض الزراعية .. دين بلا مشاكل وصور عن الله يرفضها العقل والفطرة , ثأر وانتقام وقداسة تتأثر بالخارج ! لم يزل رسل الله يأتون تترى بغرض محو الإملاءات الإبليسية على البشر بغرض عبادة المظاهر والمرايا الإلهية عوضاً عن الله نفسه .. وكان يكفي أن نراه في المرآة ونرضى بذلك بدلاً من أن نكذب ونقول أنه هو صورة المرآة .. أمر أخير : أن جميع رسل الله كانوا ممثلين لحضرة الله تعالى على الأرض .. ولذلك أمر الله تعالى أتباعهم بأن يعظموهم ويستشفعوا بهم , لأنهم مظهر الله على الأرض , فأصحاب النفوس المستكبرة قتلوهم وهم اليهود ( قتلة الأنبياء ) وهذا الإسم صار علَماً عليهم لإمعانهم في قتل الأنبياء باستمرار دون حياء .. وأصحاب الشبق الروحي المعيب الذي قد يقود إلى ذل صاحبه عبدوهم ... أقول : أن جميع رسل الله كانوا ممثلين لحضرة الله تعالى على الأرض .. وكانوا مرايا لصفاته , ولكن تلك المرايا كانت غير واضحة تماماً وضبابية نوعاً ما رحمة بعقول أهل هذه الأزمنة وظروف عصرهم وحضارتهم البدائية ,وكلما قارب الزمان نهايته كلما زادت المرآة وضوحاً , وربما غلب جانب القهر والجلال على بعضهم جانب الجمال كما هو حال نبي الله موسى , وقد كان العكس كما هو حال نبي الله عيسى ( او يسوع الناصري ) , وأما المظهر الأكمل الذي جمع أطراف جلال والجمال بحذافيره , وأحاط الدنيا وشملها بعطف الله ورحمته , واجتمع له بأس موسى ويوشع بن نون وجمال عيسى وهارون , فهو مرآة كاملة لا نقص فيها بحال فهو هذا النبي العربي محمد (ص) وآله .. فقد كانت المرايا السابقة كلها مرايا جزئية .. وإنما هذه المرآة مرآة كاملة .. هذا الكلام كلام عالٍ ربما لن يفهمه من المسلمين إلا أهل الإسلام الحقيقي وهم الشيعة والصوفية وكلاهما من مدرسة أهل البيت النبوي , وأما يهود المسلمين فهذا كفر صراح عندهم أقصد السلفية وشلة الحويني وحسان وابو قردان .. وربما يفهمه كثير من المسيحيين ويكفر به ابتداء ( يكفر يعني يغطي ومنه اشتقت كلمة cover فالكافر يغطي الحقيقة الدينية بعد ان ظهرت له أو انشرح لها صدره واقتنع بها عقله , حرصاً على مصلحة أو هروباً من مضرة متوهمة ) .. لكن في النهاية : حتى المرآة الخاتمة لها درجات وكمالات , وظهور بحسب متطلبات العصر الذي تظهر فيه مثل قوس قزح .. فالحقيقة المحمدية هي أول مخلوق , وهي العقل الأول , وهي الوسيط بين الله والناس في عملية الخلق , وهي الحقيقة التي عبدها النصارى وظنوا أنها حلت في المسيح عليه السلام وليس الأمر كذلك ولا يطيق المسيح حملها ولا حمل صورة طبق الأصل منها .. يقول فيلسوف الصوفية البارع الشيخ عبد الكريم الجيلي : ( أعلم حفظك الله أن الإنسان الكامل هو القطب الذي تدور عليه أفلاك الوجود من أوله إلى آخره , وهو واحد منذ كان الوجود إلى أبد الآبدين , ثم له تنوع في ملابس ويظهر في كنائس , فيسمى به باعتبار لباس , ولا يسمى به باعتبار لباس آخر , , فاسمه الأصلي الذي هو له محمد , وكنيته أبو القاسم , ووصفه عبد الله , ولقبه شمس الدين , ثم له باعتبار ملابس أخرى أسام , وله في كل زمان اسم ما يليق بلباسه في ذلك الزمان .. فإذا كشف لك عن الحقيقة أنها متجلية في صورة من صور الآدميين , فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على الحقيقة المحمدية ويجب عليك أن تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع محمد صلى الله عليه وسلم , لما أعطاك الكشف أن محمدا صلى الله عليه وسلم متصور بتلك الصورة , فلا يجوز ذلك بعد شهود محمد صلى الله عليه وسلم فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل , ثم إياك أن تتوهم شيئا في قولي من مذهب التناسخ , حاشا لله وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون ذلك مرادي , بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم له من التمكين في التصور بكل صورة يتجلى في هذه الصورة , وقد جرت سنته صلى الله عليه وسلم أنه لا يزال يتصور في كل زمان بصورة أكملهم ليعلي شأنهم ويقيم ميلانهم , فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم ( الإنسان الكامل ج2 ص 74 , 75 ) ويقول د. أبو العلا العفيفي : وقد أفاضت الشيعة في وصف هذا النور المحمدي , فقالوا أنه ينتقل في الزمان من جيل إلى جيل , وأنه هو الذي ظهر بصورة آدم ونوح وإبراهيم وموسى وغيرهم من الأنبياء , ثم ظهر أخيرا بصورة خاتم النبيين محمد عليه السلام . وبهذا أرجعو جميع الأنبياء من آدم إلى محمد , وكذلك ورثة محمد إلى أصل واحد . وهو قول نجد له صدى في الغنوصية المسيحية . يقول الأب كليمنت الإسكندري : ( ليس في الوجود إلا نبي واحد وهو الإنسان الذي خلقه الله على صورته , والذي يحل فيه روح القدس , والذي يظهر منذ الأزل في كل مكان وزمان بصورة جديدة ) . نجد لكل هذا الكلام نظيرا في كتب ابن عربي فيما يسميه الكلمة المحمدية أو الحقيقة المحمدية أو النور المحمدي . فهو لا يقصد بالكلمة المحمدية في هذا الفص محمداً الرسول , وإنما يقصد الحقيقة المحمدية التي يعتبرها أكمل مجلى خلقي ظهر فيه الحق . ( فصوص الحكم لابن عربي بشرح العفيفي 319 - 320 ) فالنبي محمد (ص) الرحمة المرسلة للعالمين , والذي أحيا الله تعالى به الإنسان المقبور , ونقله به نقلة نوعية غيرت معالم التاريخ البشري كله ونقلته نقلة بعيدة في بضع سنين تفوق النقلة التي انتقلها منذ عهد آدم عليه السلام , ولا يشبهها إلا النقلة التي انتقلتها البشرية في الخمسين عاماً الأخيرة : هذا النبي الذي نجح عملاء الشيطان في تشويه صورته بصورة غير مسبوقة , له صور كثيرة تجلى بها من قبل في بني اسرائيل , وله صورة مفصلية تجلى بها في أرض العرب , وله خلفاء أيضاً من بعده يتجلى فيهم .. يرسلهم الله للبشرية على رأس كل قرن جديد ( والقرن ليس مائة عام بالضرورة وإنما قد يكون سبعين أو نحوها ) هؤلاء السابقين أو الخلفاء هم صورة منه (ص) وإن اختلفت الأجساد , إلا أن الحقيقة واحدة .. وهذا مالم يفهمه من كفروا بالخلفاء من المسلمين , ومن كفر بالنبي محمد من اليهود والمسيحيين .. وذلك لعدم معرفتهم بهذه الحقيقة .. ومن هنا يرفض النصارى بشارة المسيح بالمرآة الآتية من بعده التي لا يصلح لأن يحمل خذائها على حد تعبيره عليه الصلاة والسلام .. مع ان الكل واحد إلا أن درجة وضوح المرايا مختلفة .. وليس هناك مرآة لغيب الذات الأحدية سبحانه وتعالى أوضح من مرآة هذا النبي الأعظم محمد (ص) , وصورة المسيح التي عبدوها ليست بشئ بجانب هذه المرآة .. يقول الفرغاني في المقدمات (نقلاً عن ختم الأولياء للحكيم الترمذي ) : ( وكل نبي من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم مظهر من مظاهر نبوة الروح الأعظم . فنبوته ذاتية دائمة , ونبوة المظاهر عرضية منصرمة , إلا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم , فإنها دائمة غير منصرمة , إذ حقيقته حقيقة الروح الأعظم , وصورته صورة الحقيقة التي ظهر فيها بجميع أسمائها وصفاتها . وسائر الأنبياء مظاهرها ببعض الأسماء والصفات . تجلت في المظهر المحمدي بذاتها وجميع صفاتها , وختم به النبوة , فكان الرسول صلى الله عليه وسلم سابقا على جميع الأنبياء من حيث الحقيقة , متأخرا عنهم من حيث الصورة , كما قال : نحن الآخرون السابقون , وقال : كنت نبيا وآدم بين الماء والطين : وفي رواية أخرى : بين الروح والجسد : أي لا روحا ولا جسدا ). RE: الرد على: معني ايه (ان الدين عند الله الاسلام) - الفكر الحر - 01-17-2011 (01-17-2011, 06:42 PM)د كتب: وأن الذين لم يعرفوا من كل هذا إلا لحية ونقاب وجلباب قصير ولهث على السلطة والحكم مثل الكلاب : لعنة ما بعدها لعنة ..أحسنت , على الأقل يعلم المسلمون أن الوحي لم ينقطع ! , ويفحصون هؤلاء الرسل بكل حيادية الغريب أنهم يكفرون من يقول ياستمرار الوحي , وعندهم صلاة الإستخارة !!! بمعنى فليستفيد المسلمين من تدبر هؤلاء للقران على الأقل , فهنالك أحاديث شاذة وضعيفة ولكن يوجد بها حقائق علمية !!! ولعلمكم هنالك أبحاث مسروقة في مواقع السلفية والاعجاز العلمي وهي من أبحاث الأحمدية والبهائية ورشاد خليفة !!! , ويمكنكم البحث للتأكد , فحاليا بدأ موقع الاعجاز العلمي وغيره من السلفية بالاخذ ببعض الاعجاز العددي الذي توصل له رشاد خليفة ! , وقد شاهدت موضوع عن الحياة خارج كوكب الأرض في موقع الاعجاز العلمي وهو منقول بالحرف تقريبا من موقع الجماعة الأحمدية !!! فعندما كنت مسلم , قد تحاورت مع أحد السلفية عن الكائنات الاخرى خارج كوكب الأرض , فكان السلفي الملعون المخالف للقران يؤكد لي أنه لا حياة سوى على كوكب الأرض بحجة أن ( خاتم ) النبيين لا يستطيع الوصول إليهم لدعوتهم للإسلام ! , فتركته يفرح قليلا حتى وصل الموضوع إلى 5 صفحات , ثم وضعت له هذه الاية : { الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهن } , فهرب الملعون بلا رجعة !!! |