حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الآلهة و المنهج العلمي - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: الآلهة و المنهج العلمي (/showthread.php?tid=42120) |
الآلهة و المنهج العلمي - Brave Mind - 03-02-2011 يتساءل بعض الناس : هل الله موجود ؟ و الله المقصود هنا ليس إله الإسلام أو المسيحية بالذات بل هو أي قوة عاقلة و حية تفوق الإنسان. تبدو الإجابة صعبة و خصوصا مع إتساع الكون و غموض تعريف الله بحيث يمكن أن يكون الله أي شيء و في أي مكان. لكن بعيدا عن القصص الدينية التي تبدو عاجزة أمام قصة نشأة الإله و أصل وجوده فإن فكرة وجود كائن حي عاقل يفوق الإنسان تبدو ممكنة بإحتمالات تكبر و تصغر. يعني لو إفترضنا أن هناك كائن حي عادي تطور و ترقى لكي يصبح كائن جبار في قوة الإله حتى انه أصبح قادر على صنع الحياة و خلق الأشياء من عدم. الحديث الآن ليس عن السحر و الخرافات بل عن قدرات هائلة يمتلكها كائن حي طبيعي أوجده الكون و تعهده بالرعاية و تركه ليتطور حتى أصبح إلها. القصة ممكنة و تطور الإنسان من كائنات أكثر بساطة ثم ترقيه ليزداد قوة و ذكاء و تعقيدا يعني ان هناك إمكانية وجود قصص شبيهة بتطور الإنسان قبل نشأة الإنسان لأن الكون عمره 13.7 مليار سنة بل و من الممكن ان تكون قصة التطور تلك قد حدثت في اكوان اخرى أقدم من كوننا. هذا يخرجنا تماما من إدعاءات الأديان المختلفة عن إله أزلي إخترع الكون و الوقت أو إله أوجد نفسه بنفسه كطفرة وحيدة لم و لن تتكرر و كل ما تقوله الإدعاءات الغير منطقية عن فكرة الإله. لو كان هناك آلهة حقا فهي ليست إلها وحيدا فريدا بل هي آلهة عديدة لها نوع و أصل منشأ و سبب لوجودها. هي نوع آخر another Species طورته الطبيعة و نما لديه وعي و ذكاء بحيث صار أي فرد منهم إله بالنسبة لنا. شيء شبيه بسجود بعض المواطنين الأصليين للمسكتشفين الأوربيين البيض بعد أن إنبهروا بالبنادق و الأدوات التي يمتلكها هؤلاء المستكشفين. التفاوت الحضاري بين نوعين قد يوحي للطرف الأقل تحضرا أن الآخر إله أو شبيه بالإله. الحقيقة أن قصة وجود إله او كائن حي طبيعي بقدرات الإله لا تشترط بالضرورة الإنخراط في القصص الشعبية عن آلهة تشبه البشر ترعى البشر و تستعبد البشر أو تكون في خدمة البشر كجني علاء الدين, من الممكن ان يتم تقديم فكرة الله تلك بقصة خيال علمي إحترافية تعتمد أساسا على وسع الكون و غموضه و قلة علمنا بامور هذا الكون. في الحقيقة ان مسالة الآلهة هي مسألة نسبية جدا فنحن بالنسبة للنمل أو الفراخ آلهة بوعينا و قدراتنا و لذلك فلو وجد كائن حي يفوقنا في القدرات و الوعي بملايين السنين لكان بالنسبة لنا إلها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. إذن فوجود إله ممكن .. و الإله هنا هو كائن حي خارق لقدرات و وعي الإنسان و ليس خارقا للطبيعة فالطبيعة ستكون هي الاوسع و الاكثر عمقا و غموضا رغم كل شيء, و هي الام الولادة عبر الزمان و المكان. بل إن وجود الإله ليس مسألة ممكنة فحسب بل هي أمر مرجح نسبة لعمر الكون كما يصرح لنا العلماء و نسبة لغرابة الكون الذي نكتشف فيه كل يوم ما هو غريب و عجيب بدئا من سلوك الإلكترونات في ميكانيكا الكم و ليس إنتهاءا بنظريات نشأة الكون من عدم بفعل الجاذبية كما تدعي أبحاث ستيفن هوكينج. يعني في هذا الكون الغريب العجيب من الممكن ان يكون به أي شيء بل و لان الكون لانهائي في مساحته فإن وجود كل شيء مرجح فعلا. لهذا فسؤال : هل الله موجود ؟ هو سؤال صعب و غامض و هلامي بسبب التعريف الواسع و المطاط للفظة الله, و لكن إجابته سهلة جدا مع ذلك. نعم, هناك إله .. بل و العديد العديد من الآلهة تملأ الأكوان على وسعها عبارة عن كائنات فضائية أقوى و أقدم و أذكى و أكثر وعيا منا بكثير. بالطبع لو سلمنا بوجود كائنات أكثر ذكاء إعتمادا على اتساع و غرابة الكون فقد نسقط سريعا في نظرية المؤامرة : هل يمكن أن نكون فئران تجارب لتلك الكائنات ؟ و قد نلجأ لأديان طريفة أشبه بروايات الخيال العلمي مثل الساينتولوجي او غيرها .. الحقيقة أن كل الحديث عن الآلهة و الكائنات الفضائية هو حديث عن إحتمالات ممكنة و يمكن الجدال بأسلوب علمي للإيحاء بأنها إحتمالات اقرب للصواب و لكن في كون واسع و بالغ الغرابة مثل كوننا لدينا منهج واحد للتعرف على ما يمكن أن نطلق عليه حقائق و من ثم نكون ملزمين بان نتمسك بتلك الحقائق ضد كل زيف. هذا المنهج هو المنهج العلمي .. البحث من خلال الأدلة و إخضاع أي ظاهرة للتجريب حتى يثبت صحتها او خطأها هو المنهج العلمي و هو المنهج الوحيد الذي يمكننا الأعتماد عليه بأكبر قدر ممكن من الثقة بدلا من عبث الإحتمالات الممكنة و غير الممكنة بالدماغ. يعني التفكير في إحتمالات ممكنة لا تتعارض مع العلم و المنطق هو تعبير عن سعة أفق و خيال الإنسان و هو دليل صحة و حيوية و لكن النواة الصلبة في عقل أي إنسان يجب أن تكون علمية بحيث يكون تفكيره فعالا و يعمل و يعتمد عليه. إذن في الحديث عن الآلهة و الكائنات الفضائية عموما لا تعوزنا إحتمالات وجودهم لأن الإحتمالات قائمة فعلا و لكن ينقصنا الدليل على وجود أي كائن حي يفوق الإنسان من حيث القدرات أو الوعي. و من الواضح ان الإنسان لا ينقصه الخيال و لا الرغبة في وجود كائن حي واعي يشترك معه في الوجود و الحياة و لكن الدليل على وجود تلك الكائنات هو الفيصل في هذا الموضوع. الإحتمالات كثيرة .. بل هي لانهائية في الواقع بسبب وسع الكون اللانهائي و لذلك فإن الجري وراء كل سراب و البحث خلف كل إحتمال يعتبر مضيعة للوقت و قد يفضي للجنون. و الجميل في الأمر أن لدينا ما نبدأ به, كوننا و إنسانيتنا. نستطيع أن نتعرف على الكون من حولنا وفق المنهج العلمي الصارم بحيث نستبعد الخرافات و كل الإحتمالات الغير معتمدة على أدلة. بالطبع في كون مثل كوننا و وجود مثل وجودنا يعتبر علمنا و فهمنا للكون و الوجود هو لا شيء تقريبا و لكن لنا عزاء أن نوعنا يتطور بإطراد و علومنا تكبر و تزداد عمقا بحيث أنه لا يمكن لاحد أن يلم بها جميعا أو حتى يلم باحد فروعها بشكل كامل. |