حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
مقالات عن الثورة الليبية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: مقالات عن الثورة الليبية (/showthread.php?tid=42178)



مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-06-2011

ليبيا تشبه عراق 1991
جابر حبيب جابر
الاحـد 01 ربيـع الثانـى 1432 هـ 6 مارس 2011 العدد 11786
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

يدور اليوم جدال حول إمكانية فرض منطقة حظر جوي في ليبيا لمنع النظام من استخدام الطائرات لقصف المناطق المتمردة عليه وبالتالي إيقاع أعداد هائلة من الضحايا. وكان أسلوب حظر الطيران قد استخدم للمرة الأولى في العراق إثر التمرد الشعبي الذي حصل في الشمال والجنوب عام 1991 بعد هزيمة الكويت، وقد تم اعتماده بعد نزوح مئات الآلاف من المواطنين الأكراد إلى المنطقة الحدودية مع تركيا إثر تصاعد العمليات القتالية بين النظام والمتمردين وبعد أن أسقطت طائرات النظام منشورات تهدد باستخدام السلاح الكيمياوي مما أثار ذعرا كبيرا خصوصا أن للأكراد ذكرى مؤلمة مع هذا السلاح. وتم إثر ذلك إقامة منطقة آمنة على الحدود العراقية التركية حظر فيها على قوات صدام حسين الوصول إلى هناك وتبع ذلك حظر جوي شمل عموم منطقة كردستان، مما مهد لإضعاف سيطرة النظام عليها ومن ثم انسحابه من المنطقة.

ولكن ذلك ليس وجه الشبه الوحيد بين الحالتين العراقية عام 1991 والليبية اليوم، فالنظامان متشابهان إلى حد كبير، وطريقة تعاملهما مع أي تمرد شعبي تقوم على العنف المفرط والتخوين.

كلا النظامين بنى سلطته على تدمير المجتمع المدني وتفتيت المجتمع الأهلي لضمان استمراريته،

وكلاهما استخدم سياسة خارجية تقوم على الخطاب الراديكالي الذي يتغنى بالمثل الوطنية والقومية وبتحدي الإمبريالية وبالدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة وبمعاداة الصهيوينة، وكلا النظامين لم يفعل شيئا لجعل هذا الخطاب مطابقا للواقع.

مقابل هذه الوطنية الخطابية في الخارج تم داخليا اعتماد سياسة تفتيت المجتمع وتقوية القيم ما قبل الوطنية، لا سيما تلك التي تقوم على القبلية والعشائرية.

تم تشكيل مؤسسات الأمن والجيش على أساس عنصر الولاء للنظام لا للوطن ولعبت الانتماءات القبلية والعشائرية دورا رئيسيا في تقييم درجة الولاء. وتم إحداث مطابقة كبيرة بين النظام والوطن، فمعارضة أحدهما صارت تعني معارضة الآخر.

كلا النظامين نزع إلى شخصنة السلطة وتفكيك المؤسسات أو إضعافها أو تحويلها إلى كيانات هامشية تخضع لمزاج القائد، ومن اللافت أن رأسي النظامين كرها دائما محاولة تصويرهما كمجرد رئيسين دستوريين، بل فضلا صفة القائد ملحقة بها صفات أخرى، فكلاهما رأى أنه أكبر من أن يقولب بدستور وقانون يحدد صلاحية الرئيس وسلطاته، وعندما قبل أحدهما بنوع من المأسسة كان يسعى لضمان أن يظل هو قائدا استثنائيا متجاوزا للزمان والمكان، بل ووجود الوطن كان مقترنا بوجوده. من هنا أشار مشروع الدستور الذي عرضه نظام صدام عام 1990 ثم تناساه بعد ذلك، إلى أن أي رئيس أو مسؤول يجب أن يؤمن بقيادة القائد صدام حسين وبقادسية صدام وبأم المعارك بوصفها جميعا تجسد مبادئ الشعب وروحه. هذه المحاولة لجعل مصير الوطن مرتبطا بالقائد نجدها اليوم تتجلى بوضوح في خطابات القذافي وهو يدعي أن الشعب الليبي مستعد للموت من أجله، وهو يتحدث عن نفسه دائما بضمير الشخص الثالث، ذلك أن هذا النوع من المستبدين يأخذ تدريجيا بتصديق كذبة أنه استثنائي وأن اسمه بات قيمة وطنية وأخلاقية عليا يتمثل بها الوطن.

لم يدرك الرجلان إمكانية وجود الوطن من دونهما، فسعيا بكل ما استطاعا لإلغاء أي بديل وطني ولزرع بذور التفتت والاحتراب، وكم تشابهت مقولة نظام صدام بأن من يريد السيطرة على العراق بعدنا سيستلمه أرضا بلا شعب، وبين مقولة القذافي بأنه سيقاتل حتى آخر رجل وآخر امرأة في ليبيا.

في التسعينات ومع تراجع موارده التي كان يستخدمها في بناء الأجهزة الأمنية القوية وشراء الإعلام والذمم، لجأ نظام صدام بقوة إلى سلاح القبلية فقام بإعادة قبلنة المجتمع العراقي بنفس طريقة البريطانيين حينما أقاموا صلات بشيوخ بعضهم قاموا باختراعهم بأنفسهم ليضمن كل شيخ الأمن والنظام في منطقته، وحدث ذلك في وقت كان المجتمع المدني الحديث يحتضر تحت وطأة العقوبات الاقتصادية وغياب الحريات. وفي ليبيا عمد النظام إلى تقسيم المجتمع قبليا لضمان عدم قدرته على الاتحاد في مواجهته، ومن أجل أن يلزم الزعامات القبلية بالولاء إليه مقابل ما يغدقه من امتيازات عليهم.

ليس غريبا في ظل بناء هذا النوع من الأنظمة وسعيها إلى إحاطة نفسها بروابط الولاءات في المركز، أن يبدأ التمرد في الأطراف، وهو ما حصل في عراق 1991 وفي ليبيا اليوم. فالأطراف تعاني تهميشا كبيرا لأن النظام لا يعطيها اعتبارا في تصنيفه المجتمع بحسب معيار الولاء، ولأنه يمركز الموارد في يده وتستفيد منها شبكات المريدين حوله بينما تعاني الأطراف من الفقر والتهميش. وحينما يبدأ التمرد من الأطراف تكون فرصه في إسقاط النظام أصعب لأنه يأخذ شكل الزحف نحو المركز بما يتطلب تذليل الكثير من العقبات في الطريق سواء بإقناع المترددين بالانضمام أو بمقاتلتهم مما يؤدي إلى تحول «الانتفاضة» إلى حرب أهلية، وهو ما يستثمره النظام من أجل إخافة جزء من السكان من الجزء الآخر واستثمار هذا الخوف من أجل أن يستمر بالحياة، فهذه النظم تلتقي أيضا في أنها تعتاش على الخوف.

المشترك الأخير هو النفط، وهو مشترك يجعل القوى الدولية حذرة من أن تفلت الأمور بما يضر مصالحها، فتظهر ميلا للتدخل الذي يأخذ بالطبع شكل التبرير الإنساني، ولكنه ينطوي على مصالح قد يكون هدفها مغايرا لهدف الساعين للتحرر من سلطة نظام ديكتاتوري. وهنا أيضا ستتشابه أقدار البلدين إلى حد كبير..



الرد على: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-06-2011





















هل تفدي الشعوب العربية حكامها بالدم أم بالسم؟
2011-03-06


متى يتوقف الحكام العرب عن استهبال الشعوب واستحمارها بتصرفاتهم الصبيانية السخيفة التي لم تعد تنطلي حتى على تلاميذ المدارس؟ أيها الحكام إن الزمن الأول تحول. وكما ترون العيال كبرت، وغدت واعية جداً، بدليل أنها تتصدى لكم ببسالة نادرة. لم يعد بإمكانكم أن تضحكوا على ذقون الشعوب كما كنتم تفعلون في الماضي، مع العلم أن بعض الشعوب كانت حتى في ماضي الأيام تعرف ألاعيبكم، وتسخر منها في سرها خوفاً على رقابها من كلاب صيدكم المدربة والمعلقة خصيصاً لتزوير إرادة الشعوب وقهرها وإجبارها على التسبيح بحمدكم زوراً وبهتاناً.
كلنا يتذكر كيف كان بعض الرؤساء العرب يوعز إلى أحزابه وأجهزة أمنه كي تخرج الناس في مسيرات تأييد للحاكم بالقوة، والويل كل الويل لمن لا يخرج في تلك المسيرات الكوميدية السخيفة المسيّرة. لطالما شاهدنا الألوف من تلاميذ وطلاب المدارس وهم يخرجون عنوة من مدارسهم لرفع صور هذا الزعيم أو ذاك وإطلاق هتافات جعلوهم يحفظونها عن ظهر قلب بشكل ببغائي. ولطالما شاهدنا مئات الحافلات وهي تنقل الجماهير إلى الساحات والميادين العامة كما لو كانت مجرد قطعان من الماشية لتأييد الزعيم غصباً عنها والتغني بأمجاده الفارغة.
وأتذكر إحدى النكات الشعبية أن رئيساً عربياً أراد ذات يوم أن يتعرف على مدى شعبيته في الشارع، فدخل قاعة محاضرات متخفياً، فلما ذكر المحاضر اسم الرئيس صفق الجميع باستثناء الرئيس المتخفي، فما كان من أحد رجال الأمن إلا أن ضرب الرئيس على رأسه بقوة قائلاً له: “صفق يا حيوان”. فعرف الرئيس وقتها أن شعبيته المزعومة مفروضة بالحديد والنار.
لكن رغم أن الزمان تغير، وأصبحنا نعيش في العصر الإلكتروني الرهيب والسموات المفتوحة والفضائيات المتكاثرة على الدوام، إلا أن بعض الزعماء العرب ما زالوا يعتقدون أنه باستطاعتهم أن يخدعوا الناس، ويلعبوا بعقول شعوبهم بالأساليب والحيل السخيفة القديمة الممجوجة.
لقد جاءت الثورات العربية المتنقلة من بلد إلى آخر لتفضح أولئك الحكام السخفاء الذين ظنوا أن الجماهير ما زالت تصدق أكاذيبهم وألاعيبهم. لقد حاول الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك أثناء التظاهرات المليونية ضد نظام حكمه أن يُظهر للناس أنه يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الشعب، فأوعز لوزير إعلامه المسجون حالياً بتهمة الفساد ذي العيار الثقيل أن يُخرج المذيعين والمذيعات وبعض البلطجية إلى الشوارع ليصرخوا تأييداً للرئيس المحاصر. ولما وجد الرئيس صعوبة في إيجاد “الهتيفة” المحترفين، لجأ إلى استئجار بعض المرتزقة والمتسكعين، فخرجوا يصرخون بأعلى صوتهم مهللين لمبارك مقابل بضعة جنيهات. طبعاً كل الذين خرجوا تأييداً لمبارك أثاروا ضحكاً مجلجلاً لدى المشاهدين الذين رأوا في ذلك المشهد أسخف أنواع الكوميديا السوداء التي تثير مختلف مشاعر السخرية والتهكم والقرف.
ولما رأى ملك الملوك معمر القذافي أن الجماهير هجرته، وراحت ترميه بأحذيتها، وتمزق صوره العملاقة التي ألصقها أزلامه على جدران البنايات، شعر “الملك” بأن عليه تسوية وضعه بأسرع وقت ممكن، فكانت كتائبه الأمنية بالمرصاد لتلبية الأوامر، فشنت غارات سريعة وخاطفة على دور الرعاية وبيوت الأيتام لتقوم بشحن ألوف الشباب والأطفال من تلك البيوت إلى الساحة الخضراء كي يخطب فيهم سيادة عقيد العقداء، وكي يهتفوا له:”الله، معمر، ليبيا وبس”. لاحظوا أن معمر يأتي قبل الشعب في الهتاف. ناهيك عن أن مئات رجال الأمن والشرطة والجيش الليبيين قاموا على الفور بتغيير ملابسهم من عسكرية إلى مدنية، وهرعوا إلى تلك الساحة الشهيرة ليهتفوا للقائد المهجور بكليشيهات أكل عليها الدهر وشرب، كما أفصح ممثل ليبيا في الأمم المتحدة. وقد لاحظنا كيف جاء العقيد بثلة من النساء كي يهتفن له أثناء خطابه الأخير، لا بل راح يكذب على الحاضرين بأن كل الليبيين خارج الخيمة ينشدون نفس الهتافات المؤيدة له، مع العلم أن أحد الشبان الليبيين قال لوسائل الإعلام إنه تعرض ورفاقه لضغوط أمنية كي يخرجوا في الشوارع وينشدوا شعرات مؤيدة للقذافي تحت تهديد السلاح. والأسخف من ذلك أن القذافي قال في مقابلته الأخيرة مع قناة أمريكية:”إن الشعب الليبي يعشقني ومستعد للموت من أجلي”. يبدو أنه كذب الكذبة وصدقها.
وعندما كان بعض الحكام العرب يعودون إلى بلادهم من رحلة علاج في الخارج كانت السلطات تفرض على الطلاب والتلاميذ المساكين والمحتاجين الخروج إلى الشوارع وطرق المطارات لاستقبال الزعيم تحت أشعة الشمس الحارقة. ولطالما تعرض الأطفال الصغار إلى ضربات شمس مميتة وهم ينتظرون سيادته أو سعادته أو جلالته كي يمر من أمامهم في موكبه المهيب، دون أن يعلم أن التلاميذ جاءوا رغماً عن أنوفهم. ولو ترك لهم الأمر لما خرج أي منهم من المدارس. وهذا الكلام أكده لي مسؤول مباشر عن إخراج الناس عنوة لاستقبال الحكام والتصفيق لهم والتلويح لهم بالأعلام دون أن يعرف أولئك الأولاد ما يفعلون.
وكم ضحكت قبل فترة عندما استأجرت إحدى السلطات العربية أناساً من بلد عربي آخر للخروج في مسيرة تأييداً لأحد الحكام بعد أن شكّت في ولاء السواد الأعظم من شعوبها. وقد حاولت تلك السلطات أن تظهر بأن المسيرة كانت عفوية، مع العلم أن كل المؤشرات كانت تدل على أن أجهزة الأمن خططت لها قبل أسابيع. كيف مثلاً عرفت تلك الحشود أن الزعيم سيكون في المكان الفلاني في اليوم الفلاني في الساعة الفلانية؟ من المستحيل أن يتجمع الألوف خلال دقائق. ناهيك عن أن كاميرات التلفزيون كانت بالعشرات تغطي المسيرة “العفوية”. يا سلام! ومما فضح تلك اللعبة السخيفة أن إحدى الأجهزة الأمنية ألبست منسوبيها زياً مدنياً موحداً ظناً منها أنهم سيمتزجون ببقية الناس في المسيرة، ولن يلتفت لزيهم أحد. لكن اللعبة كانت ساذجة جداً، فقد لاحظ المشاهدون على شاشات التلفزيون أن هناك مئات الأشخاص الذين يلبسون جاكيتات جلدية من نوع واحد يطلقون هتافات تأييد للزعيم.
وفي بلد آخر وبمناسبة عيد الاستقلال جمع المنظمون للحفل مئات الأطفال الصغار والصغيرات وألبسوهم أزياء مختلفة، وطلبوا منهم الالتفاف حول الحاكم وتقبيله بطريقة درامية كوميدية مصطنعة تبعث على القهقهة لشدة سخافتها وتكلفها.
لا شك أن القراء الكرام يعرفون مهنة “الهتيفة”، فهم يكونون عادة مجموعة من المدربين على إنشاد شعارات معينة وكليشيهات مختارة بعناية أثناء المهرجانات ومسيرات التأييد وخطابات الزعماء. ولطالما سمعنا مجموعات من الأشخاص تقاطع الزعيم وهو يخطب لتثني عليه، وتمجده وسط تصفيق الحاضرين وابتسامات الخطيب السخيفة. ربما كان يظن البعض أن أولئك “الهتيفة” أناس عفويون. لا أبداً، فهم غالباً مدربون لذلك الغرض، وفي أحيان كثيرة مستأجرون مقابل أجر مادي لتحميس الجماهير أثناء مسيرات التأييد والمهرجانات الخطابية.
لا أحد أحس من أحد، فكما أن الزعماء يستأجرون أشخاصاً مدربين للتهليل لهم أثناء الخطابات والمسيرات، يقوم المطربون والمطربات عادة بدفع مبالغ مالية لبعض الشبان والشابات كي يصرخوا، ويبكوا بشكل هستيري، ويصابوا بالإغماء المزيف أثناء غناء المطرب أو المطربة كي يؤثرا على بقية الحضور ودفعهم لتشجيع المغنين والمغنيات أثناء الغناء والإعجاب بهم.
لا أبالغ إذا قلت إن الشعوب العربية تفدي حكامها بالسم لا بالدم. متى تعلمون يا جماعة الخير أن الشعوب الغربية تحب حكامها وأوطانها أكثر منا بعشرات المرات، مع هذا لم تنظم مسيرة تأييد واحدة لحكامها، ولم نسمعها يوماً تفديهم لا بالروح ولا حتى بالكتشاب؟!
fk4fk@yahoo.com
By: د. فيصل القاسم
2011 © Al Sharq . All Rights Reserved



RE: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-06-2011

أضعف الإيمان - ليبيا النموذج القادم
الأحد, 06 مارس 2011
داود الشريان

الوضع في ليبيا يحرّض التدخل الأجنبي، يستدعيه بإلحاح. النظام يقاتل بشراسة للبقاء أو الموت دون ذلك، والثوار مصرّون على إسقاطه. وتعادُل القوة بين الطرفين سيطيل الحرب الدائرة. النظام و «الثوار» يراهنان على الزمن، والزمن ليس في مصلحة المواطنين الأبرياء والبلد. وخلال وقت قصير ستنشأ ظروف سياسية وعسكرية تعاود صوغ المشهد على نحو يفرض على الدول المجاورة لليبيا التدخل للمشاركة في ما يجري، ومنع خطره المحتمل عليها، فضلاً عن ان امتداد حدود ليبيا مع كل من مصر والسودان وتشاد والنيجر والجزائر وتونس، سيتيح تدفق السلاح والمقاتلين، ويجعل السيطرة على هذه الحدود مهمة مستحيلة.

حتى الآن، يتفق النظام مع المعارضة في رفض التدخل الأجنبي، لكن هذا الرفض سينهار اذا تطورت الأوضاع بطريقة تذكّر بالمجازر التي حدثت عام 1994 في رواندا، وقتل فيها حوالى 800 ألف شخص، فالمتابع للمعارك المحتدمة في ليبيا يجد ان نظام العقيد القذافي ماضٍ في تنفيذ تهديداته بضراوة، ولن يتوانى عن استخدام كل الأسلحة الفتاكة ضد الثوار، وهذا العناد سيدفعهم الى طلب تدخل الدول الغربية للخروج من هذا الجحيم. لكن هذه الدول لن تتدخل بلا ثمن، كأن ليبيا تتهيأ لتكرار تجربة العراق.

لا شك في أن أحداث ليبيا ستعاود صوغ المشهد الذي يسيطر على دول المنطقة. وطموح الليبيين في ثورة على غرار ما جرى في تونس ومصر، يبدو انه أصبح خارج الحساب. نحن أمام بلد نفطي، وأسماك القرش لم تعد قادرة على الابتعاد عن الشواطئ الليبية، وكل الاحتمالات تشير الى تطورات مفزعة.

الثورة الليبية دخلت المزاد السياسي الدولي، والدول العربية منشغلة بأوضاعها الداخلية.

الأكيد اننا أمام مأساة حقيقية. فإذا كانت ثورة مصر سارت على النموذج التونسي، واستطاعت الخلاص من النظام من دون قتال، فإن الثورات المحتملة في اليمن والجزائر والبحرين ستكون اكثر ميلاً الى النموذج الليبي، فضلاً عن أن هذه الدول تعيش ظروفاً اقتصادية ومذهبية وسياسية تحرّض على العنف، وفي بعضها أنظمة سياسية ليس لديها، حتى الآن، سوى ضيق الأفق، والرهان على الزمن، والحلول الأمنية التي ثبت فشلها في تجربة الأنظمة التي تهاوت.



الرد على: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-07-2011

انهيار نظام مبارك في مصر استغرق ثمانية عشر يوما، ونهاية بن علي في تونس جاءت بعد شهر. أما في حالات ليبيا واليمن والبحرين فهي دول ما زالت تنزف، والتفسير الوحيد لطول مدة بقاء هذه الأنظمة في الحالات الثلاث، مع أنها أضعف - من ناحية نظام الدولة - من مصر وتونس، هو أن تكوين تلك الدول هو تكوين قبلي في المقام الأول، أو قبلي طائفي في حالة البحرين، وهي حالات مرشحة لما يمكن تسميته بالصراع الممتد أكثر من كونها دولا تحسم فيها الثورة المستهدف منها وهو تغيير النظام.

الأطروحة التي أعرضها أمامكم هنا، هي أن زمن بناء الدولة يقترب من زمن تفكيكها، وكلما كانت الدولة أكثر تطورا في بنيتها المؤسساتية الحديثة سهّل ذلك للمد الثوري تحقيق أهدافه، طبعا في حالة الدول الغربية القائمة على المؤسسات ينحسر المد الثوري، لأن هذه المؤسسات تستوعب الاحتجاجات السياسية والاجتماعية، وذلك لأن شرايين هذه الدول في الديمقراطيات مفتوحة دائما لضخ دماء جديدة فيها، أما في الأنظمة المغلقة فالكولسترول في شرايين الدولة، المتمثل في الفساد والاستبداد وتضييق الحريات، يؤدي إلى ما شهدناه من انفجار في مصر وتونس.

أما الدول ذات البنى التقليدية من قبائل وطوائف، فإن تغيير نظامها يستغرق وقتا أطول قد يصل إلى سنوات، يؤدي إلى تفكيك الدولة وقد لا يؤدي إلى تغيير النظام. ولنا في السودان وفي يمن الستينات والسبعينات وحتى التسعينات مثال يستحق الدراسة. إذ كان من الأسهل على المتمردين في السودان من الجيش الشعبي وجماعة الجنوب بقيادة جون قرنق ومن تلاه من أمثال سلفا كير، تفكيك السودان إلى شمال وجنوب، وربما إلى شمال وجنوب زائد دارفور، كبديل لتغيير نظام البشير في الخرطوم. استعصى تغيير النظام على السودانيين لأننا نتحدث عن بلد قبلي وجهوي متعدد اللهجات واللغات والثقافات، وهنا يكون انشطار الدولة أسهل من تغيير النظام، أي أنه أقل كلفة وضحايا أن تنشطر الدولة بدل أن يدخل المجتمع القبلي أو الطائفي في حرب أهلية لتغيير نظامه، وهذا ينطبق على الحروب الأهلية في لبنان كمجتمع إقطاع سياسي طائفي. اليمن في السابق أيضا انشطرت إلى دولة في الشمال وأخرى في الجنوب، لأنه لم تكن هناك غلبة لقبيلة أو طائفة بعينها لتغيير النظام، فلا الحوثيون يستطيعون تغيير النظام، ولا الجنوبيون أيضا، ولا الشوافع يستطيعون كسر شوكة الزيود، كما أن العكس صحيح أيضا.

إذن لا بد أن يكون لدينا فهم واضح لما ستسفر عنه الثورة في كل من اليمن والبحرين وليبيا، ونتائج هذه الثورات. فأحسن سيناريو لثورة اليمن هو انشطار البلد إلى ثلاث مناطق وليس كما كان الحال في السابق إلى منطقتين، ربما نرى دولة في صنعاء، وأخرى في صعدة، وثالثة جنوبية في عدن، هذا هو أحسن سيناريو. أما السيناريو السيئ فقل فيه ما شئت من إمارات إسلامية وإمامة وحكم قبلي.. إلخ. أما ليبيا، فيمكن أن تندمل جراحها كدولة، لكن ليس قبل خمسة أعوام من الآن، خصوصا أننا أمام قيادة تجد في الثورة نوعا من التسلية. فالقذافي الذي شاخ نظامه قد وصل إلى حالة من الملل السياسي. كان الرجل يسلي نفسه بالوحدات المختلفة، مرة وحدة مع مصر، وأخرى مع مصر وسورية، وثالثة مع العراق، ورابعة مع العرب، وخامسة مع الأفارقة. القذافي يصيبه السأم إن لم يكن هناك مشروع يشغله، ومن يلاحظ لهجته وملامحه وهو يدعو إلى الثورة يكتشف أن الرجل مبسوط ومنتعش بالحرب مع شعبه، لأنه ككائن سياسي ثوري يحيا على المشكلات، ويصيبه الملل في فترات السلم والنماء. الثورة أطالت في عمر نظام القذافي الرجل، لا الدولة، لأنها أمدته بما يريد من «إكسايتمنت»، أو نشوة ثورية. لذا نحن أمام حرب ممتدة على غرار السودان، وليبيا لن تستقر سريعا.

بقيت البحرين التي هي سؤال طائفي في المقام الأول، يحاول أن يتغطى بغطاء مدني، لكن الطائفية ترشح كل يوم في المظاهرات ورد فعل الحكم عليها. ورغم صغر البحرين كمملكة، فإن الأمر يتعلق بإصلاح النظام لا تغييره، أما إذا أصر القوم على تغييره فسنكون في حالة الذيل الذي يحرك الكلب وليس العكس، أي أن إيران الشيعية قد تسقط قبل أن يسقط النظام في البحرين. ومع ذلك حتى هذا الإصلاح والاحتجاجات عليه ستأخذ وقتا طويلا، لذا يجب على المراقبين أن يتأهبوا ويعدوا أنفسهم لصراع ممتد في اليمن وليبيا والبحرين وكل الدول القبلية في المنطقة..

ومن هنا يبدو لي أن الثورة قد تنكسر على عتبة القبيلة والطائفة، أو تأخذ شكلا آخر لا نعرفه. هذا ما تؤكده الوقائع على الأرض في المجتمعات القبلية التي تأخذ وقتا أكثر في الاحتجاجات، ومن المستبعد أن تؤدي إلى النتائج التي أدت إليها في مصر وتونس.


http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=611278&issueno=11787


RE: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-07-2011





2332



درسان مختلفان من... ليبيا واليمن
الحياة
جورج سمعان
بقدر ما اقتربت الثورتان في كل من تونس ومصر من نهايتهما السعيدة، تبدو الأوضاع في كل من ليبيا واليمن أكثر تعقيداً وصعوبة. وتتجه نحو نهايات غامضة أو ضبابية حتى الآن قد تطول معها عذابات الناس وآلامهم. الأسباب التي حركت وتحرك الشارع في هذه البلدان العربية تكاد تكون مشابهة. لكن الظروف في كل بلد تختلف. يختلف التاريخ والتركيبة الاجتماعية والعلاقات ومدى التجانس بين مكونات هذه التركيبة. تختلف الثقافة والعلاقات مع الإقليم والمجتمع الدولي... هذا ما يتضح في الجماهيرية واليمن. لذلك لا مبالغة في القول إن ما ستؤول إليه نتائج الحراك في كل من هذين البلدين سيترك آثاراً سلبية على أي حراك شعبي لدى جيرانهما. لن يكون سهلاً مثلاً على الجزائريين والمغاربة أو حتى على غيرهم أن يتلمسوا سلفاً نهاية أي انتفاضة أو ثورة، كما فعل التونسيون أو المصريون. يجب أن يتوقفوا أمام الدرس الليبي، واليمني أيضاً.
بات واضحاً أن النظام الليبي يستعصي على السقوط بسهولة، بسبب عوامل كثيرة، على رأسها الجهوية والقبائلية، وإن كابر الليبيون. تماماً كما فعل العراقيون الذين كانوا يغضبون حين يقال لهم إنكم تقتربون من المحاصصة على الطريقة اللبنانية. وها هم بعد سبع سنوات على سقوط نظام صدام حسين يغرقون في المحاصصة الطائفية والمذهبية.

الانقسام القائم في ليبيا اليوم بين الشرق والغرب، بين بنغازي وطرابلس، يعيد الذاكرة إلى تاريخ ليس ببعيد. إلى انقسام ثقافي وسياسي وتاريخي بين هاتين المنطقتين اللتين لم تعرفا الوحدة سوى منتصف القرن الماضي في ظل قيام المملكة الليبية المتحدة التي أعلنها الملك إدريس السنوسي وجمعت الأقاليم الليبية الثلاثة. لذلك استعجل أهل الشرق في استعادة علم المملكة تاركين لأهل الغرب والجنوب الغربي علم «الجماهيرية». هذا الانقسام أخرج الثورة من سلميتها. انتظم الليبيون في معسكرين متحاربين على نحو يصعب بعده أن يلتحموا من دون دماء. فإذا انتصرت كتائب معمر القذافي ومرتزقته - وهو أمر مستبعد - فإنها ستواصل أعمال القتل. أما إذا انتصر الثوار فإنهم أيضاً سيلجأون إلى الانتقام من أنصار القذافي الذين حكموا البلاد طوال 42 عاماً بالحديد والنار والإذلال... في كلا الحالين دم كثير سيراق في الجماهيرية على مذبح التغيير، خصوصاً أن الثوار باتوا يحملون السلاح ويتدربون مع فرق عسكرية انضمت إلى صفوفهم.
دخلت ليبيا مرحلة من العنف المتبادل الذي قد يأخذ شكل حرب أهلية إذا طالت هذه المرحلة من دون أن يحسم الثوار المعركة لمصلحتهم مدعومين بكل الإجراءات التي يتخذها المجتمع الدولي، خصوصاً الولايات المتحدة والدول الأوروبية. والمشكلة مع الثوار الليبيين أنهم يريدون مساعدة دولية لكنهم لا يريدون هذه المساعدة كما في الحال العراقية. يريدون أن تدعمهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لكنهم يريدون هذه المساعدة بالقدر الذي لا يبدون فيه كمن استعانوا بالاجنبي في إزاحة القذافي. يريدون تدخلاً ولا يريدون! بل إن بعضهم يحذر من أن التدخل العسكري الأجنبي سيدفع بالوضع إلى وجهة معاكسة تماماً. أي أن الليبيين قد يلتفون مجدداً حول القذافي! وعلى رغم أن الأميركيين والأوروبيين عبروا بوضوح وصراحة عن رغبتهم في وجوب رحيل القذافي ويسعون إلى معاقبته ومحاصرته... إلا أنهم يعبرون أيضاً عن صعوبة إقامة مظلة فوق ليبيا تحول دون استخدام النظام قواته الجوية من دون تدخل عسكري مباشر جوي أو بري.
ليبيا قد تتحول إلى صومال آخر على شواطئ المتوسط... ما لم يحدث شرخ في جبهة النظام على مستوى القبائل التي لا تزال تقف إلى جانبه. فبعض الليبيين، مثلهم مثل اليمنيين، ليس سهلاً تخليهم عن نظام أقاموا فيه مراكز قوى ومصالح لأنصار وأبناء القبيلة والجهة والطائفة. ليس سهلاً أن يتخلى جميع هؤلاء المستفيدين عن مصالحهم. لهم مصلحة توازي مصلحة النظام في الدفاع عن «شرعية» لم يعد هذا النظام يحظى بها، لا في الداخل ولا في الخارج. هذا ما ورط أحياناً الرئيس زين العابدين بن علي وبعده الرئيس حسني مبارك اللذين حاولا الممانعة في الأيام الأولى من الثورة في بلديهما مدفوعين بمراكز القوى هذه وجيش المتنفعين. لكن ممانعتهما جاءت متأخرة. الوضع الآن في طرابلس شبيه بما يحدث في صنعاء. لن يترك العقيد معمر القذافي السلطة، ولن يترك علي عبدالله صالح السلطة... ما دامت هناك قوى لا تزال ترى مصلحة في بقاء كلا النظامين، أو على الأقل في تحسين شروط رحيلهما.
وإذا كانت ليبيا دخلت نفق العنف المتبادل، فإن الوضع في اليمن قد يظل في منأى عن السلاح. لا يبدو أن أحداً يرغب في اللجوء إلى السلاح في بلاد ليس فيها غير السلاح. ولا يبدو أن أحداً يرغب في تجربة من هذا النوع لئلا تستيقظ شياطين الثارات القبلية، قديمها وحديثها. وعندها لا يعود هناك أي معنى للتغيير أو الثورة. المسألة في اليمن لها خصوصيتها. لا تشبه ما حدث في تونس ومصر. ولا تشبه ما يحدث في ليبيا. الكلام على حرب أهلية في اليمن هو أقرب إلى التهويل منه إلى الواقع. وحتى التقسيم يبدو بعيداً. بل إن نزعة الانفصال التي ميزت حراك أهل الجنوب خفت لهجتها. الانفصاليون ينتظرون ماذا سيحمل التغيير الذي سيحصل في البلاد عاجلاً أم آجلاً. قد تتفاقم الفوضى إذا لم يتوصل النظام إلى إبرام صفقة مع خصومه. إذ حتى هؤلاء بات الشارع يسبقهم ويفاقم ضغوطه عليهم. أي أن الغاضبين باتوا يفرضون أجندتهم بعيداً من الأحزاب والقوى والقبائل. لذلك تبدلت هذه القوى وغيرت وتغير كل يوم مواقفها.
حتى الآن الرئيس علي عبدالله صالح يسمع فقط. لا يبدي أي تجاوب مع ما تطرحه هيئة العلماء. لا يبدو أنه يريد أن يساعد في إيجاد مخرج لإنقاذ البلاد من الفوضى. ولا يبدو أنه يريد مساعدة أحد على إيجاد صيغة تحفظ له خروجاً مشرفاً وتحفظ له ولأنصاره كرامته وكرامتهم. يمكنه بدل التمسك بإكمال ولايته، أن يقترح حلاً وسطاً، فيعلن تخليه قبل نهاية هذه الولاية. يكون بذلك تقدم خطوة نحو اقتراح هيئة العلماء تنحيه نهاية السنة، في إطار جدول زمني تتخلله إجراءات تنقل البلاد إلى أجواء أكثر صلاحاً وحريات ومشاركة في السلطة، وتمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية. المعاندة لن تفيد الرئيس. ستطيل عذابات اليمنيين. وستفاقم متاعب السلطة التي لن تستطيع الحكم مهما فعلت ومهما قدمت من إغراءات لم تعد تغري أحداً. التغيير في اليمن حاصل لا محالة... ولكن في إطار صفقة. هذا ما يقره النظام نفسه. يبقى السؤال: متى يقع هذا التغيير وكيف؟


إن ما يشهده اليمن يحظى ربما باهتمام دولي أكبر مما هي حال ليبيا. فلا تمكن المجازفة بتداعيات ما يحصل وآثاره على كل المنطقة المجاورة، من شبه الجزيرة إلى القرن الأفريقي. خصوصاً أن البلاد تكاد تتحول القاعدة الأولى لتنظيم «القاعدة» بعد أفغانستان وباكستان. ولا يمكن الفوضى إلا أن تعزز مواقع التنظيم. وهو ما لا يمكن الذين يخوضون إقليمياً ودولياً حرباً على الإرهاب القبول به أو التسليم بحدوثه.

لا جدال في أن الشارع سيكسب الرهان في نهاية المطاف، ولكن بكلفة كبيرة. لن يستطيع العقيد القذافي ولا العقيد علي عبدالله صالح الوقوف في وجه الإرادة الدولية، وفي وجه إرادة الناس. والتركيبة الاجتماعية الدقيقة التي تفرض قواعدها على اللاعبين في كلا البلدين فتقيد حركتهم، وتضع شروطاً قاسية على مساعي التغيير، تبقى هي أيضاً جزءاً من موازين قوى تتجاوز التركيبة الداخلية لتشمل الإقليم أيضاً... هذا الإقليم الذي يتعرض لعاصفة عاتية من التغيير الذي لن تقف في وجهه عقبات أو اعتبارات مهما طالت الأيام.

2332


الرد على: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-07-2011
















ليبيا: بدأت عملية الصوملة
رأي القدس
2011-03-06


عندما انطلقت الثورات الشعبية في كل من تونس ومصر والبحرين واليمن والعراق تطالب باسقاط الانظمة، كانت هذه الثورات واضحة المعالم يجمع بينها قاسم مشترك، وهو كونها مدنية سلمية في مواجهة انظمة قمع مدججة بالسلاح.
الثورة الليبية التي نتابعها حالياً عبر شاشات التلفزة تبدو مختلفة، او طرأ عليها عنصر اختلاف مهم عن نظيراتها في الايام الاخيرة، من حيث تحولها الى ثورة مسلحة تخوض معارك دموية ضد نظام قمعي، لحماية مكتسباتها، والحيلولة دون سقوط المدن التي باتت تحت سيطرتها.
وربما يعود هذا التطور الى انقسام الجيش الليبي وانضمام وحدات منه الى الثوار، واعلان العصيان المسلح على نظام الزعيم الليبي الديكتاتوري، وهو تطور لم يحدث في اي من البلدان الاخرى التي تشهد ثورات مماثلة، فالجيش التونسي بقي على الحياد، وكذلك فعل الجيش المصري، وهناك تقارير تؤكد ان هذا الحياد الذي تطور الى مطالبة رئيسي البلدين بالرحيل، هو الذي ادى الى حقن الدماء، وتقليص الخسائر والحفاظ على الوحدتين الترابية والاجتماعية للبلدين.
الخوف، وفي ظل هذا الانقسام الحاصل في ليبيا، ولجوء الطرفين الى الاحتكام للسلاح، مع فارق كبير طبعاً بين ثورة مشروعة ضد الظلم والطغيان ونظام قبلي ديكتاتوري، الخوف ان تنزلق البلاد الى حرب أهلية تستمر لفترة طويلة على عكس معظم التوقعات.
ليبيا كبيرة المساحة، قليلة السكان (سبعة ملايين نسمة)، متوزعة بين قبائل متعددة، جغرافيا وبشريا، والنظام حاول ويحاول توظيف كل هذه العوامل لخلق الفرقة، وبما يؤدي الى خدمة مصالحه في نهاية المطاف، ولكن الثورة الشعبية قلبت كل الحسابات رأسا على عقب، وهزت قواعد النظام من جذورها.
الانباء القادمة من ساحات المعارك متضاربة، واحيانا كثيرة متناقضة، فتارة يحتفل النظام باستعادة مدينة الزاوية، وتارة اخرى تؤكد المعارضة استعادتها لمدينة مصراتة وتكذب ادعاءات النظام المعاكسة، ولكن الحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون، في غمرة احتدام المعارك، وتصاعد حالة الاستقطاب، ان البلاد ذاهبة حتما الى التقسيم، وربما التحول الى دولة فاشلة على غرار ما حدث ويحدث في العراق وافغانستان، وربما الصومال ايضا.
العقيد معمر القذافي هدد بصوملة ليبيا، ولوح بان تنظيم 'القاعدة' الاصولي المتطرف قد يقيم مضاربه فيها اذا ما استمرت الثورة والدعم الداخلي والخارجي لها (لا اثر لاي دعم خارجي حتى الآن) ويبدو انه حقق الجزء الاول من هذا المخطط اي الصوملة، اما الجزء الثاني فمؤجل حسب الظروف وتطورات الاوضاع في الفترة المقبلة.
نحن امام حكومتين في ليبيا، حكومة تترنح، وتتخذ من ثكنة العزيزية العسكرية في طرابلس مقرا لها، وتسيطر على الوسط (من سرت شمالا على المتوسط حتى سبها جنوبا) وحكومة ثوار (المجلس الوطني) وتتخذ من الشرق الليبي مقرا لقيادتها.
من الصعب التكهن حاليا بالحكومة الغالبة في نهاية الشوط، فنحن امام عمليات كرّ وفرّ، ولكن الامر المؤكد على المدى البعيد ان فرص بقاء حكومة العقيد معمر القذافي باتت محدودة للغاية، بسبب وجود شبه اجماع دولي على ضرورة رحيلها، وتآكل قاعدتها الشعبية الداخلية، اللهم الا اذا حدثت معجزة تقلب كل المعادلات الحالية، ولكننا لسنا في زمن المعجزات والكرامات على اي حال


الرد على: مقالات عن الثورة الليبية - بسام الخوري - 03-10-2011

القذافي واللعب على عامل الوقت
رأي القدس
2011-03-09


يبذل الزعيم الليبي معمر القذافي جهودا كبيرة للتشبث بكرسي الحكم، ويركز على خطورة انهيار الاوضاع في ليبيا على استقرار منطقة البحر الابيض المتوسط ودول اوروبا على وجه الخصوص، وسلاحه في هذا الصدد اجهزة الاعلام الدولية التي يحاول توظيفها لايصال هذه الرسالة.
آخر لقاءات العقيد القذافي التلفزيونية كانت مع محطة التلفزيون التركية 'تي.آر.تي' المقربة من الحزب الحاكم في انقرة، وتطرق فيها باسهاب الى هذه المسألة، وقال 'اذا انتهى الاستقرار في ليبيا فسينتقل المهاجرون السود الافارقة بالملايين الى ايطاليا وفرنسا، وستصبح كلها سوداء في مدة قليلة'. وجدد اتهام تنظيم 'القاعدة' بتجنيد الليبيين، الامر الذي سيشكل تهديدا لاوروبا واستقرار المنطقة باسرها.
تهديدات العقيد القذافي هذه تنطوي على بعض الصحة في جانبها المتعلق بالهجرة غير الشرعية على الاقل، لان لبلاده شواطئ على البحر المتوسط تمتد لحوالي 1800 كيلومتر، بعضها مهجور تماما ولا يخضع للرقابة الامنية، ولكن ما لا يدركه العقيد الليبي ان تلويحه بمثل هذه الاوراق قد يعطي نتائج عكسية من حيث تسريع، بل وربما تبرير، اي تدخل عسكري اجنبي للاطاحة بنظامه.
فالخطوات التي تبذلها دول اوروبية اعضاء في حلف الناتو، مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا، تتسارع من اجل فرض حظر جوي على ليبيا لحرمان القوات الموالية له من استخدام السلاح الجوي في قصف الثوار الذين يطالبون باسقاط نظامه الديكتاتوري، وتوفير الحماية للمدنيين في المدن الواقعة تحت سيطرتهم.
صحيح ان القوات الموالية للعقيد القذافي حققت بعض النجاحات في ميادين المعارك من حيث استعادة بعض المدن والبلدات، واخراج الثوار منها بفضل تفوقها في التسليح والعتاد، واستخدامها الطائرات العمودية في عمليات الهجوم والمطاردة، ولكن الصحيح ايضا ان مثل هذه النجاحات ستزيد من الضغوط على الحكومات الغربية للتسريع بالتدخل من حيث فرض مناطق حظر جوي، او ارسال امدادات عسكرية للثوار، خاصة ان هذه الحكومات باشرت فعليا في اجراء اتصالات معهم للتعرف على احتياجاتهم العسكرية.
النظام الليبي يترنح، وفرص بقائه في الحكم تتضاءل يوما بعد يوم، ولكن اي تدخل عسكري اجنبي ربما يلحق اضرارا كبيرة بالثورة المضادة لحكمه من حيث تصويرها كأداة للغرب، والولايات المتحدة الامريكية بالذات، للسيطرة على ليبيا وثرواتها النفطية. فالعقيد الليبي بدأ حملة تشويه مسعورة ضد المجلس الوطني الذي يمثل المعارضة الليبية من حيث اتهامه واعضاءه بالخيانة العظمى والارتباط بمشاريع الاستعمار الجديد في المنطقة.
الازمة الليبية تتعقد اكثر يوما بعد يوم، وعامل الوقت يعمل لصالح العقيد الليبي للأسف الشديد، فقد بدا نظامه، ورغم الضربات المتلاحقة والعزلة الدولية اكثر ثقة بالنفس، وعاود الاتصال بالعالم الخارجي لكسب اصدقائه القدامى ومحاولة استغلال ورقة النفط لاستمالة قوى عظمى مثل الصين وروسيا، وهذا ما يفسر قلق الدول الغربية من احتمال لعب المصالح الاقتصادية دورا كبيرا في دفع البلدين، اي الصين وروسيا، باستخدام 'الفيتو' ضد اي قرار في مجلس الامن الدولي لاقامة مناطق حظر جوي في ليبيا.
النظام الليبي نظام ديكتاتوري قمعي فاسد سيطر على ليبيا ومقدراتها، وأذل شعبها، طوال الاربعين عاما الماضية، والتخلص منه يجب ان يكون مسؤولية الشعب الليبي، تماما مثلما حدث في كل من مصر وتونس، وهناك طرق عديدة لمساعدة هذا الشعب لانجاز هذه المهمة ليس من بينها حتما اقامة مناطق الحظر الجوي.