حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
محمود درويش - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +---- المنتدى: محمود درويش (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=23) +---- الموضوع: محمود درويش (/showthread.php?tid=4267) |
محمود درويش - charles de gaulle 78 - 07-04-2008 إن أَردنا سنصيرُ شعباً، إن أَردنا، حين نعلم أَننا لسنا ملائكةً، و أَنَّ الشرَّ ليس من اختصاص الآخرينْ سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس، كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ ... سنصير شعباً حين نشتم حاجبَ السلطان و السلطان، دون محاكمةْ سنصير شعباً حين يكتب شاعرٌ وصفاً إباحياً لبطن الراقصةْ سنصير شعباً حين ننسى ما تقولُ لنا القبيلة ...، حين يُعلي الفرد من شأن، التفاصيل الصغيرةْ سنصير شعباً يحن ينظر كاتبٌ نحو النجوم، و لا يقول: بلادنا أَعلى ... و أجملْ! سنصير شعباً يحن تحمي شرطةُ الآداب غانية و زانيةً من الضرب المبرِّح في الشوارعْ! سنصير شعباً حين لا يتذكَّرُ الفردُ الفلسطينيُّ رايته سوى في ملعب الكرة الفسيح، و في مسابقة الجمال، و يوم نكبته فقطْ سنصير شعباً، إن أَردنا، حين يؤذن للمغنِّي أَن يرتِّل آية من "سورة الرحمن" في حفل الزواج المُخْتَلطْ سنصير شعباً حين نحترم الصواب، و حين نحترم الغَلَطْ! محمود درويش - ابن سوريا - 07-05-2008 رائعة جداً أين البقية؟:) ألف شكر لك (f) محمود درويش - charles de gaulle 78 - 07-07-2008 Array رائعة جداً أين البقية؟:) ألف شكر لك (f) [/quote] عذراً زميلي !! أنا عضو بعشر منتديات !! و وقتي ضيق. فصبراً و كما نقول بالشام "اللي بيصبر بياكل طيب". :) محمود درويش - أمان - 07-08-2008 مشكور ياCharles de Gaulle على هذا الجهد (f)(f) استمتعت بنكهة درويش المميزة مع أنها شعلت في النفس آهات وحسرة تحياتي ومودتي :yes: أمان محمود درويش - charles de gaulle 78 - 07-08-2008 Array مشكور ياCharles de Gaulle على هذا الجهد (f)(f) استمتعت بنكهة درويش المميزة مع أنها شعلت في النفس آهات وحسرة تحياتي ومودتي :yes: أمان [/quote] إذاً إليك هذا النص الرائع.. محمود درويش - charles de gaulle 78 - 07-08-2008 مديحُ النبيذ أَتأمَّل النبيذ في الكأس قبل أَن أتذوقه أتْركُهُ يتنفَّس الهواء الذي حُرم منه سنين. إِخْتَنَقَ ليحمي الخصائص. و تخمَّر في سُبَاته، و ادَّخَر الصيفَ لي و ذاكرةَ العنب. أتركُهُ ينتقي لونه المُسَمَّى، خطأً، أحمر. فهو مزيج من قُرْمُزيّ تشرَّب غيمة خفيفة السواد. لون لا لون له إلا اسمه: نبيذيّ، لنرتاح من مراوغة الوصف. و أترُكُهُ يحترم رائحته، الرائحةَ المتكبرة المتعالية كالمُحْصَنَات من النساء. إن شئتَ أن تَشُمَّها فلا تأتي هي إليك. عليك أنت أن تتأكَّد من طهارة يدك و خلوِّها من العطر، ثم تمدَّها بلينٍ عاطفيّ إلى الكأس كأنها تقترب من نَهْد. تقرِّبُ الكأس من أَنفك بأناة نحلة، فتبعثرك رائحةٌ عميقة سريّة: رائحةُ اللون التي تُدْخِلُكَ إلى أَدْيِرَةٍ قديمة. و أَتركه يستجمع خواطر مذاقه إلى أن نكون، أنا و هو، جاهِزَيْن عطشاً لاستقبالِ وَحْيٍ بالفم. لا أَتعجَّل و لا أَتمهل، فكلاهما كسر في إيقاع المتعة. أُقرِّبُ الكأس من شفتيّ بخفر المتسوِّل قبلةً أولى من امرأةٍ غامضة العواطف. أرتشف جرعة خفيفة. و أَنظر إلى أَعلى بعينين نصف مغمضتين إلى أن يسري سُلافُ نشوةٍ في شراييني. و تنفتح شهيَّتي على ما يليق بالنبيذ من حاشِيةٍ ملكية. هو النبيذ يرفعني إلى مرتبة أعلى، لا هي سماوية، و لا هي أرضية. و يقنعني بأنَّ في وسعي أن أكون شاعراً، و لو لمرة واحدة! محمود درويش - charles de gaulle 78 - 08-15-2008 حياة مبتدئة
في حانوت خبز على ناصية شارع باريسي ضيِّق.. أَحتسي قهوتي الأولى. صباحاً تختلط رائحة الخبز برائحة القهوة، و توقظان فيَّ شهية على حياة طازجة .. حياة مبتدئة، و على سلام طوعي مع الأشياء الصغيرة، و مع حمامات تُؤْثِرُ المشي بين المارة و السيارات على الطيران. لا أَجد غيري يجلس وحيداً إلا من دفتر يوميات. لكني أحس بأني أشارك السيدات المتقدمات في العمر حماستهنّ تجاه تفاصيل يروينها عن حياةِ غيرهنّ. و أُشارك بائعات الخبز و النادلات الجميلات حيادهنَّ اللبق تجاه مغازلات الزبائن المتقدمين، أكثر مني، في السن. أَتباطأ في احتساء قهوتي لأحافظ على صحبة مفترضة مع ما حولي، فليس للغريب إلا اختراع أُلفة ما مع مكان ما. و أَنا اخترت هذا الركن من حانوت الخبز لتأليف عادة يومية، كأني على موعد مع ذكريات مجتهدة تعتمد على نفسها في النمو. و أَسترسل في التفكير بتاريخ الخبز: كيف اكتُشِفَتْ حَبَّةُ القمح الأولى في سنبلةٍ خضراء مجدولةٍ كضفيرة. و كيف راقبها شخص ما إلى أن نضجت و اصفَرَّتْ؟ و كيف خطر على باله أن يطحنها و يعجنها و يخبزها حتى وصل إلى هذه المعجزة؟ أَرى حقولاً بعيدة في زمن بعيد، و أتساءل: كم استغرق هذا الإبداع من الوقت؟ تعلو رائحة الخبز الطازج، و أنظر في ساعتي .. ثم أَعود من آلاف السنين إلى حياة مبتدئة! محمود درويش - charles de gaulle 78 - 08-18-2008 في الرباط
في مدينة الرباط، المرفوعةِ على أمواج الأطلسي العالية، يمشي الشاعرُ على الشارع بحثاً عن مُصَادَفَة المعنى و عن معنى المصادفة. يعرف النخيل جيّداً، و يسأل المارة عن أسماء الأشجار الأخرى، حاملةِ الجَمْر، دون أن يحصل على جواب واحد، كما لو أَن الشجر وجهةُ نظر أو استعارة. لكن المارة يسألونه عن وجهة الاستعارة في قصيدةٍ ما نسي أنه كاتبها، فلا يقدّم جواباً واحداً، كما لو أن الاستعارة شجرةٌ مجهولة الاسم. من تحية إلى تحية، يمشي الشاعر على الشارع كأنه يمشي في قصيدة غير مرئية، يفتتحها شيخ مغربي ينحني على كسرة خبز ... ينفض عنها التراب، و يقبِّلها و يَدَّخرها رزقاً للطيور في ثغرة جدار. و لي ... في مدينة الرباط مكان شخصي هو مسرح محمد الخامس. هناك تمتلئ نفسي بما ينقصها من ضفاف. ما أَعرفه عن نفسي- و هو قليلٌ- يكفي لأن أتوحَّد مع هذا المعبد المفتوح لمفاجآت الإلهام. كأني هناك لا أَقرأ و لا أُنشد، بل أَرتجل ما يملي عليَّ الصمتُ و الضوء الخافت و العيونُ التي ترسل الإشارات، فأصوغها في عبارات و أعيدها إلى أَيدٍ تمسك بها كما لو كانت مادة شفَّافة، مصنوعةً من هواء. كأني أقرأ شعر غيري، فأطرب لأنه شعر غيري. و أنا لا أنا إلا بقدر ما يكون الشعر هو الشاعر. لكني أسترق النظر إلى فتاة تضحك و تبكي في ركن القصيدة القصيّ، فأبكي و أَضحك لها متواطأ معها على فتح أبواب المسرح للتأويل. و للمغاربة أن يقولوا: نحن مَنْ أوحى إليه! |