حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة (/showthread.php?tid=42694) |
ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة - يسرى عبد السلام - 04-07-2011 ماهي الثورة ؟ اسلام السلفية أم إسلام الحداثة ---------------------------- هل الثورة تغير دستور أو حاكم ؟ * الدافع لهذا المقال هو إنارة ساطعة على " إعلان نظام الثورة " وإحتجاج صارخ على ما يبدو أن الامور تسير عليه بداية من تعديلات دستورية الى الاستفتاء عليها ... ** إذا كانت الثورة مجرد ترقيع دستور وحتى دستور جديد وإعادة طلاء النظام ؛ فهذا ما تنازل اليه الحاكم السابق . ** وإذا كانت الثورة مجرد ذهاب حاكم وحاشيته ؛ فهذا ما رضخ له الحاكم السابق وانصرف عن التوريث . بمعنى آخر هل الثورة تساوي دستور آخر أو ذهاب حاكم ؟ تغيير الحاكم أو الدستور لن يغير النظام * الحقيقة أن النظام يظل على ما هو عليه سواء بهذا الحاكم أو الدستور أو بغيرهما ** هل يغير الحاكم أو الدستور العزوف عن العلم وعشوائية المعرفة وانتقائية التقنية ؟ هل يغير الحاكم أو الدستور قلة الفاعلية في الموارد والجهد والنقل والوصل أو رداءة الصحة ؟ هل يغبر الحاكم أو الدستور إنفلات السكان والهجرة من الريف وعشوائيات وريفنة المدن أو تلوث واستنزاف البيئة ؟ **هل يبدل الحاكم أو الدستور من ضحالة الانتاج وفساد توزيعه وسوء العيش وغياب المسئولية عن النسل ؛ أو من خلل الحماية خارجيا وتسيب الامان داخليا وعبث الاستقرار والامن ؛ أو ما يتبعهما من وظائف التنشئة الضحلة ، والتعليم المنفصل والعقيم ، والسلوكيات الجامدة والمنغلقة ، آليات العمل المتخلفة والقاصرة ، وقواعد الجنس والزواج والطلاق والتبني التي عفي عنها الزمن ولا تناسب التركيبة الاجتماعية ؟ ** هل يغير الحاكم أو الدستور الملكية المختلة فيمن يملك ماذا وكيف ؟ أو الاقتصاد الغائب بلا معيارية أو تقييم ؛ أو البيروقراطية بالذات القواعد المعطلة والشخصانية والتخصصية المجهضة والكفاءة والفاعلية المنسية ؛ أو حتى بنية الاديان ودورها الضار والمتعدي على المجتمع والحياة ؟ ** هل يقلب الحاكم أو الدستور وحدهما التمييز الطاغي ، الفقر والمرض المتفشي ، الحركات الاجتماعية السلفية والورائية ، الرفاه والرعاية العامة المكرسة للتأخر ، الإلتزام والضبط الفارق بين العرف والجمود ، أو البرمجة والمثاقفة الاقرب الى الهم والابعد عن الحق ؟ ** أخيرا هل يتخلص الحاكم أو الدستور من التغريب والتقليد لمؤسسات المجتمع المنعزلة والمخشبة ؛ ومن التبعية والعوالة على الآخرين والمتفحلة والمستسلمة ؛ أو من التأخر والتخلف الذي أضحى علامة لثقافتنا ؟ *** الجواب إن تغيير الحاكم أو الدستور لن يغير من كل هذا كثيرا . العكس هو الحق . إن الثوابت من وظائف بقاء الفرد الى روابطه بين وحدة الفرد الاجتماعية والمجتمع ووصفهمها ، بنيات المجتمع الاولية مثل الملكية والتبادل الى جانب البيروقراطية والاديان تؤثر اكثر مما تتأثر فى السلطة ، وما يتبعهما من توابع لبنيات المجتمع من تمييز وفقر ورفاة وضبط وبرمجة . زد على هذا ، ان الثقافة تسقط مفاهيمها ومعانيها على السلطة مثل بنيات المجتمع بما يتضمن الترتيب والمدى والوظيفة والتعيين ، وبما يشمل الشكل والمزاولة والشرعية والطبقة الحاكمة والاعلان عن السلطة . هذه هى الثورة * الثورة لاتساوي ذهاب جاكم وحاشيته أو دستور آخر بل هذه تمثل أطراف للثورة . * الثورة هي إسقاط كامل للنطام ؛ إنقلاب شامل على منظومة المجتمع ؛ في سبيل نظام آخر ومنظومة اخرى . ** الثورة هي اعتبار تغير الزمان من علم يدرك الواقع بدلا من الانشغال بعلوم مظاهر الايمان ، من معرفة تكتسب علوم الواقع بدلا من العشواثية ومعارف ما وراء الحياة ، من تقنية متجانسة وفعالة بدل من الاستيراد والتباهي والانتقائية بدون علم ومعرفة ، من فاعلية في الموارد والجهد والنقل والوصل بدلا من قلة وتأزم وخلل وتشتت وهزال الفاعلية ، ومن تحسين الصحة بدل من صفريتها . ** كما ان الثورة هي التقدم بعكس الجمود والتأخر في الزمان ، هي أيضا تغير المكان المدنية والعشوائيات . ** الثورة هي اختزال الزمان والمكان ، هي الحداثة ، هي نقل نمط العيش للصناعة والمعرفة علي ما نحن عليه من زراعة بدائية ويدوية سحيقة وتجارة ريع ليس اكثر . ** الثورة هي مرونة الانتاج والاستهلاك والنسل ، مرونة الحماية والامان والاستقرار مرونة التنشئة والتعليم والاجتماعيات والعمل والجنسانية . هي انتقال هذه الوظائف مع الحداثة تدريجا من وحدة الفرد الاجتماعية الى المجتمع بدلا مما هي عليه الآن من جمود للثوابت . الثورة هي تغيير علاقات وروابط الفرد مع تغير الثوابت من الأقرباء الى الغرباء في المجتمع بدل من تخشبها الحالي على الأقرباء فقط كأننا لا نزال بضع مئات في قرية صغيرة ولسنا ملايين في مدن شتى . ** الثورة هي تغيير فكر ووعي وإدراك الفرد تباعا ، هي تغيير دوره وهويته وولائه ، هي تغيير الالتزام والتواصل والمشاركة والتكامل والعضوية والتضحية ؛ بدل هذا الجمود الذاتي والداخلي الذي لا يستجيب للحداثة والعصر ، كأن ظروف الزمان والمكان والفرد ثابتة ازلية لم يعتريها تغير منذ الف عام . ** الثورة هي استجابة وصف وحدة الفرد الاجتماعية المجتمع لتغير الزمان والحداثة أمام هذا الركود والجمود الهائل تحت خداع الاستقرار . ** الثورة هي تكيف بنيات المجتمع مع أصالة ثقافتنا وقيمها ، هي مرونة هذه البنيات مع تغير الزمان والمكان ، مع الحداثة وما تقدمه من آليات وأدوات جديدة . الملكية بالذات ملكية السماوات والارض ، التبادل بالذات الاقتصاد الرأسمال ، السلطة بالذات الاولية والسيادة ، البيروقراطية بالذات دور السلطة ، بنية الاديان بالذات خلط المسجد والكنيسة بالعمل والحياة . كل هذه إسقاطات على بنيات مجتمعاتنا على عكس ثقافتنا تخشب مفارقة لتفاعلات الناس وحيويتهم . الثورة هي نهاية هذه الاسقاطات واقامة بنيات مجتمعية أخرى تعكس ثقافتنا وحيوية زماننا . ** الثورة هي تكيف توابع بنيات المجتمع مع أصالة ثقافتنا وقيمها هي التخلص من التوابع التي ليست من ثقافة الناس وغريبة عليهم . هي نبذ التمييز واستخدام القوة في التعامل ، وما يترتب عليه من فقر ومرض . هي مناصرة الحركات الاجتماعية ضد التمييز وأشكاله ومظاهره . هي التفريق بين الرفاة وتشجيعها لغياب الجدارة ، ** الثورة هي مواجهة إنفلات السكان والهجرة من الريف للمدن والعشوائيات وتدهور واستزاف البيئة بمرونة الثوابت بدل من جمودها بالشمولية والعمومية بدلا اللصق والتوقيع . ** الثورة هي أيضا xxx للتبعية والعوالة على الآخرين . هي مقاومة التأخر والتخلف . هي الكشف عن صندوق الماضي بما يخفي من جمود وفشل وتأزم يكاد يهوي بثقافتنا . ** الثورة هي الجمود والاستسلام له تحت خداع الاستقرار ، هي الحث والايجابية للتغيير وإدراكه للواقع . هذه هي الثورة . اسلام السلفية ولكن لن تتحقق هذه الثورة وسوف يظل الحاكم والحكم والدستور وكل المواثيق على الورق عقيمة ، مقلوبة ، ومرفوعه مهما أعدنا تقديمها بحماسة إلا إذا نظرنا إلى فكرنا الان وعواقبه . ** وضع هذا الفكر أو ما يشغل العقل ؛ الحياة فيه غائبة ، بينما انشغالها ينصب فقط على الاله والآخرة ، ذاتية بحتة من طقوس وعبادات وممنوعات على هيئة حركات وإيماءات وإشارات وكلمات وعلامات لارضاء الله وكسب الآخرة . في حين تترك الحياة للفحش والاسراف وإهدارالموارد والإمكانات على جانب ، والخمول والكسل والصياعة والعبث والاثم على جانب آخر . ان الحياة في فكرنا مجرد خواء ليس اكثر . ** نمط هذا الفكر في تفسير الواقع تباعا يبدأ بتغييبه وتجاهله والتعالي عليه ؛ تم تشويه الواقع إما بالتجويز اعتباطا وادعاءا ، وإما بالقفز عليه والتعدي بالعرفان والكلام . ** موضوع هذا الفكر ينتهي على التوالي بسلوكيات تغوص في الاستغراق في الذات مثل العفة والادب والجنس ، في تعظيم الحرمان والامتناع مثل الصيام والصبر والحرام والمنكر ، في الاستقلالية عن الواقع مثل التلقائية والاستقبالية والسلبية والانفصالية ، في الكلامية مثل التذاكرية والتكرارية والمناسكية والسطحية . ** إتجاه هذا الفكر عند تغير الظروف استمرارا xxxx ( 7 ) التمديد ، الخلط ، التعويض ، الجهل بعيدا عن تأقلم السلوكيات سواء كان تغير وحدة الفرد الاجتماعية من عشيرة الى عائلة الى فرد ، أو تغير المكان من صحراء الى زراعة بدائية الى مدينة ، أو تغير الزمان من علم الى معرفة الى تقانة وفاعلية وصحة . ** نتاج هذا الفكر كما توقع هو التأخر ، هو فشل الفرد في تعظيم جدارته ومجهوده وتنظيمه أو ما أسميه الطلاق الاجتماعي ؛ وهو فشل الفرد في تعظيم علمه وتقانته مع الزمن أو ما أسميه التشاؤم الاجتماعي . فلا غرابة ان هذا الفكر وهذه الحضارة وما ورائها من ثقافة مهددة إن لم تكن فعلا في طريقها للإندثار والزوال . إسلام الحداثة هذا الفكر واقعيا هو اسلام السلفية في المقابل وفي مواجهة هذا الفكر ، الثورة يبنى عليها رؤية لمشروع فكري آخر يطلق عليه ثوريا " اسلام الحداثة " ** وضع هذا الفكر ينشغل فيه العقل بالحياة ، هى المحك هي الاختبار هي المطلب والمشروع والخلافة لله . تنمية الحياة ، الاضافة لها ، الانجاز فيها هو المعيار عند الله في الآخرة . إعتبار الحياة ، الحساب لها الرعاية والصيانة والحفاظ عليها هو بؤرة اهتمام الانسان . ** نمط هذا الفكر في تفسير وفهم وترجمة الواقع يبدأ بالاقتراب والاندماج والتفاعل ايجابيا معه ، من خلال رصد احداثه وتتبعها حتى نصل الى الروابط والعلاقات بينها وتستنتج ما لا تراه بالتجربة وليس بالافتعال والعشوائية والتخمين والتكرار . واقع تفكر فيه بمعرفته بدقه وتأني وصبر ومصابرة ، وليس بالتعدي واللغو والادعاء واستدعاء الغيبيات لتجيب على الشواهد هروبا وراحة ، وليس بإحلال الكلامية والفهلوة والعرفان بديلا . ** موضوع هذا الفكر على التوالي لنمط الواقعية والتجربة والرصد والعقل ينتهي بسلوكيات الى الخارج وليس الداخل والذات . السعي والانجاز في الحياة بديلا للعفة والادب والجنس والحرمان والامتناع ، العمل وليس الكلام xxxx التنوع والتباين والاختلاف وليس التذاكر والتكرار والنسخ ، المواجهة والعملية في الحياة بدلا من الانزواء والاستغراق في الشعائر والسطحية واللغو . ** اتجاه هذا الفكر عند تغير الظروف استمرارا تعني التغيير والمرونة والتأقلم والدفع والفاعلية ، تعنى المواجهة والتصدي للاستقلال عن الواقع والتمديد والخلط والتعويض والجهل وxxxx عليه . سواء كان التغير في الوحدة الاجتماعية أو المكان أو الزمان بالذات العلم والتقانة والمعرفة ويتبعهما من فاعلية . ** نتاج هذا الفكر كما متوقع هو التقدم . حيث الحياة هي المحك ، والانسان هو الحيوان فعلا ، ينظم ويعظم طاقاته وقدراته وموارده في زواج اجتماعي بديع ؛ ويرفع ويرتقي بعلمه ومعرفته وتقانته مع الزمن في أمل اجتماعي خلاق لبقائه واستمراره ، وديمومة وتجدد لثقافته . * هذا هو الفصل ، التقاطع والمحك الآن . ** أما اسلام السلفية ، أما الخوف من xxxx ودفع الثمن ، أما الرفض للتغير ومقاومة التغيير ، أما العودة الى الترقيع والتشوية والطلاء ، أما التماهي بتحريك القطار خارج القضيب في الوحل ، أما ايثار الجمود وخداع الاستقرار في مجتمع فاشل وثقافة هاوية . ** وأما اسلام الحداثة ، واما الجسارة في الضباب وتحمل الثمن ، وأما الحث على التغير ودفع التغيير ، واما الاصالة والتجديد حسب القيم " الحرية والسواسية والرحمة والتضامن " واما العمل الصالح في شمولية وعمومية ومواكبة ، واما رفع القطار بدليل سراج الثقافة حتى يستقر على القضيب رغم فداحة الثمن ، واما إعتناق المرونة والحراك في مجتمع يسعى للنجاح ، وفي ثقافة تجدد بنائها واستمرارها . هنا تحقق الثورة . د . سراج خضير |