![]() |
المتدين يحتقر نفسه - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: المتدين يحتقر نفسه (/showthread.php?tid=42706) |
المتدين يحتقر نفسه - Brave Mind - 04-08-2011 ![]() السجود من اهم علامات إحتقار الذات الشائع و المعتاد أن الملحد يرفض الفكر الديني كله بسبب رفضه للذريعة الأساسية للدين و هي وجود إله. و لكن الحقيقة هي ان التعارض بين الإيمان الديني و الإلحاد لا يرجع إلي إنكار وجود الله فقط بل إن طريقة التفكير و الحالة النفسية يختلفان بشكل جذري بين الملحد و المتدين بأي دين. يعني المتدين بالدين يتمسك بدينه لأنه يفكر بطريقة معينة و له نفسية معينة تسمح له بل و تؤبد له الإيمان الديني, و بنفس الطريقة يلجأ الملحد إلي إنكار الآلهة و الأديان لأنه يفكر بطريقة مغايرة نشأت من نفسية مختلفة فالسبب وراء نشوء الدين أو الإلحاد هو وجود حالات نفس-فكرية تستدعي هذا أو ذاك. أما طريقة التفكير الدينية فهي نابعة من شخصية الإنسان القديمة ذات السمات النفسية القديمة و التي إستدعت الأديان و إضطرتها للوجود. فالأديان نشأت في قديم الزمان بينما ظهر الإلحاد حديثا, و لذلك نستطيع القول بثقة أن الدين له منطق متقادم بينما الإلحاد وجهة نظر حداثية. يعني الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الدين هي حالة قديمة جدا حيث الإنسان لا يزال وعيه بدائيا و إمكانياته بدائية لا يعرف أي شيء عن نفسه أو الكون من حوله و بالتالي هو بحاجة إلي إجابات جاهزة و إلزامات غير مبررة يبدأ منها وعيه و سلوكه و لذلك هي حالة تتغذى على كل ما هو قديم و بالي و تفكر بنفس طريقة الإنسان قديما لأنها واقعه في هوى القدماء و الآباء و السلف الصالح. بينما الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الإلحاد على العكس من ذلك هي إنسان لديه بعض الوعي و بعض الإمكانيات التي أهلته للإعتماد عليها و التطلع نحو المستقبل. فالحالة الإلحادية بصفة عامة تعتبر طفرة في نفسية الإنسان و في طريقة تفكيره تم إنتاجها بسبب طفرة مادية في عالم الواقع هي طفرة العلم و التكنولوجيا اللتان مكنتا تلك الحالات من أن تصبح أكثر ثقة و أعتمادا على النفس من الحالات الأقدم منها. و يمكن القول أن الحالة النفس-فكرية التي تستدعي الدين هي حالة رجعية سلفية تسعى لتكريس التخلف و الجمود و مشروعها الأساسي هو سحق الإنسان و الإنسانية أمام كيان إلهي وهمي لم يثبت حتى وجوده. و تقوم تلك الحالة على عدة أسس : إحتقار الوعي الإنساني لأنه قاصر يحلو للمتدينين بالأديان دائما الطعن في سلامة العقل و جدوى العقلانية و قدرات العلم الحديث, فالعقل قاصر و لا يستطيع أن يعرف أو يفهم الوجود المتجاوز للطبيعة و العقلانية المادية لا تجدي لأنها تبعدنا عن الله و العلم الحديث عاجز امام الكثير من الأمور و بالتالي لا يمكن الإعتماد عليه. و هكذا يؤكد المؤمن على أهمية الوسائل الغير عقلانية في المعرفة مثل الوحي و الذي يعتبر في عرفه أقوى و اجدى من أي معرفة عقلية أخرى. يحلو للمؤمنين ذلك لأنهم يحتقرون عقولهم الخاصة ربما لأنهم تربوا تربية دينية أو تم إحتقارهم كأطفال أو تم إتهامهم بالغباء و هم صغار حتى أصبحت التهمة حقيقة في لاوعيهم. أيا كانت دوافع و أصول الحالة النفسية للشخصية الدينية إلا أن هذة الدوافع هي المسئولة عن فقدان الثقة المزمن بالنسبة لتلك الشخصية في العقل البشري و إنجازات العلوم الإنسانية. للأسف إن من يحتقر نفسه لا يقوى على إحترام أي واحد و المؤمن بالدين حين يحتقر العقل و العلم عموما فإنما يفعل ذلك بناء على إحتقاره لعقله الخاص و قدرته على الفهم و تحصيل المعلومات. و تحضرني قصة جميلة جدا بهذا الخصوص تقول : كان هناك ملك عظيم في أحد البلاد البعيدة جاءه إثنان نصابان و أخبراه انهما يستطيعان أن ينسجا له ثوبا مسحورا ملكيا له خصائص فريدة, هذا الثوب لا يراه إلا الأذكياء فقط و أي إنسان غبي لن يستطيع أن يرى مثل هذا الثوب. أعجبت الفكرة الملك و أخبرهما انه يريد مثل هذا الثوب حتى يتعرف به على الوزراء و الأتباع الأذكياء من الأغبياء .. ذهب النصابان إلي المغزل لا يفعلان شيئا .. يتكاسلان و يلعبان. أرسل لهما الملك واحدا من حاشية البلاط ليرى إلي أي حد وصلا في عملهما و حين وصل وجد المغزل فارغا من الخيوط بينما النصابان يتصنعان انهما يعملان عليه و ينسجان ثوبا و حين سألهما عن الثوب قالا بإندهاش “ألا تستطيع أن تراه ؟” .. خشى الرجل أن يظناه غبيا و يخبرا الملك فراح يمتدح ألوان الثوب و تناسقه و حين عاد إلي الملك راح يمتدح الثوب لديه و راح يحكي له عن جماله. بعد فترة أرسل الملك وزيره ليرى إلي أي حد إنتهيا ليتكرر نفس ما حدث مع الرجل السابق و يعود الوزير ليمتدح لدى الملك ثوبا لم يره و نسيجا لم ينسج. و في النهاية أخبر النصابان الملك أن الثوب قد إنتهى و انه جميل و ألوانه رائعة و ان ملمسه خفيف كالنسيم فتشعر أنك لا تلبس شيئا. و بالفعل أذاع القصر ان الملك سيمشي في الشارع وسط موكب عظيم ليرى الناس الثوب الذي لا أن يراه سوى الأذكياء فقط. راح النصابان يتصنعان أنهما يلبسان الملك شيئا و يمتدحان جماله و روعته بينما كل الحاشية و الوزراء يمتدحونه أيضا خوفا من أن يظنهم الجميع أغبياء لأنهم لا يروه. حتى الملك خاف ان يظنه الجميع غبيا فتصنع انه معجب بالثوب الوهمي و انه يرتديه فعلا .. و هكذا وقف الملك عاريا وسط القصر و أمر بأكياس من الذهب مكافأة للنصابين ليهربا خارج البلاد في الحال. ثم يخرج الملك إلي الشارع و يتمشى , في البداية سكتت الناس و لكنهم خافوا ان يظنهم الجميع أغبياء فراحوا يهللون و يهتفون بجمال الثوب ليظنهم الجميع أذكياء . كانت خدعة كبرى لكل الناس .. و لكن طفل صغير بسيط ذهب إلي الملك ليقبل يده فضحك و قال بأعلى صوت : الملك عاري .. لا يرتدي إلا الملابس الداخلية. طفل واحد جعل الكل يتراجع و يقول ما يجيش في صدره : إن الملك عاري .. إن الملك عاري. …………. قصة جميلة ؟ القصة تكشف كيف أن الواحد من الممكن أن ينكر ما يعرف أنه حقيقي بسبب الخوف من إتهام الجميع له بالغباء مع إن الكل يعرف أيضا و يخاف. في الواقع القصة تحدث بالفعل فالله هو ثوب النصابين و رجال الدين هم النصابين و المجتمع هم كل الناس التي لم ترى الثوب و لكنها إدعت رؤيته. إنه الشعور بالغباء الذاتي الذي ينشا عليه إنسان تربى على النقل و ليس إعمال العقل, شعور بالغباء تفترضه في نفسك بغير حق بسبب أن كل الناس تؤكد أن هناك حكمة مخفية في كل سطر من سطور الكتاب الإلهي بينما أنت لا تفهم تلك الحكمة المخفية و لا تعرف لها سبيلا. شعور بالغباء يجعلك تحتقر نفسك و يجبرك على أن تغار و تحسد و تكره كل من يعمل عقله و يعتمد عليه فالمنطق الديني هو أننا جميعا أغبياء أمام حكمة الله التي لا يمكن أن نفهمها أو نلم بها و كل من يعتقد أنه ذكي على الله فهو أغبى الأغبياء, منتهى الدونية و الشعور بالنقص. إحتقار طبيعة الإنسان لانها فاسدة ما الهدف من الدين من وجهة نظر المؤمنين به ؟ أليس الهدف هو هداية البشر و تمكينهم من أن يكونوا بشرا أفضل ؟ لكن ماذا لو رفض الإنسان الدين الحق (كل واحد يظن أن دينه حق) ؟ ألن يكون إنسان فاسد و كافر و زنديق من وجهة نظر الدين ؟ الفكرة هي أن تجميع الطهارة و النقاء و الصلاح و خلع كل هذا على الدين إنما يعني أن الإنسان طبيعته فاسدة و أنه لن يستطيع التعرف على “الله” أو القيم العظمى المطلقة من خير و حب و سلام بدون أن يهديه الدين. وجهة النظر تلك تقول أن الإنسان بدون الدين الحق هو إنسان فاسد بينما الدين الحق (أيا كان) بدون الإنسان هو الصلاح كله و الحق كله و هذا يجعل من الدين (و الذي هو مجرد نصوص مكتوبة و بعض الطقوس و العقائد) أفضل و أعلى منزلة من الإنسان نفسه, فالإنسان موجود من أجل تحقيق الدين و ليس الدين موجود من أجل خدمة الإنسان. و هكذا يكون خلع الفساد و السوء على الإنسان و إلصاق الدين و الإله بكل جميل و رائع و تام هو أساس الفهم الديني للحياة, فالخير مصدره الله و الشر مصدره الأنسان و أفعاله الشريرة. بهذا المنطق فإن الدين يحتقر الرغبات الإنسانية البسيطة و الطبيعية على أساس أنها دنيوية و دنيئة لو أشبعها خارج إطار الدين فالجنس حرام لو لم يباركه الدين و المال حرام لو لم تدفع الزكاة أو العشور و بغض النظر عن مباركة الدين فإن الترقي في الحياة و العيش بحرية و سعادة هو سلوك محل إستهجان الدين أو شكه على الأقل. و المسألة لا تتوقف على إحتقار وعي الإنسان و طبيعة الإنسان و رغبات الإنسان بل إن إعتماد الإنسان على نفسه بدلا من إعتماده على الله يعتبر إثم كبير, لهذا نجد المؤمن بالدين يصلي و يتضرع من أجل أن ينجح في إمتحان دراسي أو يوفق في عمل معين و لو كان سرقة. لا يفكرون أن الإعتماد على الله من أجل النجاح يعتبر سلوك خسيس لأنه مثل دفع الرشوة بل و يجعل الله يسيء إستغلال سلطاته لو كان موجودا لانه يضر بالتنافس الشريف مع بشر آخرين لم يتضرعوا إلي الله. و لكن من وجهة نظر الدين فالإعتماد على الله هو السلوك القويم بينما أن يعتمد المرء على نفسه و على إجتهاده و عقله هو قمة الكفر. يعني نحن عادة لا نسمع أي واحد يقول “توكلت على مجهودي” أو “توكلت على ذراعي” بل يجب أن يتوكل الإنسان على الله لو أراد أن ينجح أو يتقدم في حياته و كأن الله يكافيء المتكلين عليه و ليس أن من طبائع الأشياء أن المجتهد ينجح و المتكاسل يفشل. ثم تأتي الفاجعة الكبرى , ألا وهي إتهام الإنسان بسوء الخلق لو كان لا يلتزم بالدين و كأن الدين قد إحتكر الأخلاق بينما يحتكر الإنسان الفساد. و كأن الناس لم تعش قرونا طويلة قبل الأديان المدعوة “سماوية” و كان الفلاسفة و المفكرين مثل سقراط و غيره لم يتساءلوا و يبحثوا في معنى الفضيلة و الخير قبل حتى ان تأتي الأديان لتفتي لنا بان الخير هو طاعة الله في الخير و في الشر. الدين إذن هو كمال إحتقار الإنسان فهو يحض على إحتقار الرغبات الإنسانية لأنها دنيئة و يدعو لتجاوز الوعي الإنساني لأنه قاصر كما يؤكد على أن قدرات الإنسان هزيلة بالمقارنة مع الله و بالتالي فإن الأعتماد على الله أكثر جدوى. و هكذا يكون الشخص المتدين (و ليس أي مؤمن بالدين) هو شخص محتقر لذاته و لإمكانياته و لميوله و رغباته و لعقله و فهمه و تفكيره فهو لا يحترم نفسه و لا أيا مما يخصه. و القاعدة طبعا أن من لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم أحدا بل أنه يحقد و يذم في من يثق في نفسه و يتكل على نفسه و يكره جدا من لديه كبرياء أو من ينظر لنفسه بصورة جيدة. كل هذا لأنه يحترم الدين أكثر من اللازم و لأن الدين بطبيعته يسحب من رصيد الإنسان و يتعالى عليه بينما فكرة وجود اله هي فكرة تسحق وجود الإنسان و كبرياؤه و ثقته في نفسه. لأن الإنسان إما أن يثق في نفسه و في إمكانياته و تقديره للامور و إما أن يثق في الله و دينه و أحكامه. الإلحاد إذن مؤسس على ثقة الإنسان بنفسه و إعتماده على مجهوده و عقله و إيمانه بصلاحه الشخصي و حبه لخير, و لذلك يختلف جذريا عن المتدين الذي لا يثق في عقله و لا في أخلاقه و لا في نفسه, فالفرق بين المتدين و الملحد هو فرق بين شخصيات أو حالات نفس-فكرية تعيش و تفكر بصور مختلفة و ليس مجرد قبول عبثي أو رفض عشوائي لوجود إله. الرد على: المتدين يحتقر نفسه - yasser_x - 04-09-2011 فعلا تحليلك رائع ,,, التحقير المستمر الذي ينتجه الدين في وعي ومن ثم لاوعي الشخص المتدين هي السمه الاساسيه التي يحتكرها غالبية الاديان ,, كل شويه انتم عصاه وخاطئين ومذنبين ووووو سواء في خطبة جمعه في مسجد او وعظ في كنيسه او حتي معبد هندوسي (وان كنت اظن فكره الخطيئه اقل منها في الهندوسيه والبوذيه) الدين (خصوصا الثنائي المرح الاسلام والمسيحيه - اليهوديه كانت عقيده خاصه بقبائلها لا ذنب لهم في ابنين غير شرعيين توسعيين) يصنع من الانسان منذ نعومة اظافره كائن مهينا مسخا , محتقرا لذاته وللاخرين (المخالفين له في الدين او الفكر) و مرعوب باستمرار ليست لديه القدره علي الجراءه علي النقد او التطوير والنظر بموضوعيه فيما يعتنقه دون اختيار منه ومهما كانت رؤيته مشوشه مشوهه عن طريق نظارة الدين التي يرتديها يظل يدافع عنها بمازوخيه غريبه تحتاج معها لفرويد ويونج للجلوس وتحليل هذه الحاله الغير طبيعيه التي تنتاب المتدين عند مجرد مساس او نقد لدينه او محاوله ااخروج من انفاق التخلف والجهل المدقع الذي صنعه هذا الدين الذي يعتنقه , بل ويرفض باصرار ان يكون الدين السبب ولو من باب النظريه الفاشله تطبيقيا , ويجتر المسئوليه كامله علي ظهره وعلي ظهر بقية المتدين في اسباب فشل وعقم وارهاب وخراب صنعه هذا الدين علي العالم ,,,, معلش طولت عليك , تحياتي الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Dr.xXxXx - 04-10-2011 او ربما هي نرجسية الملحدين، الذين يرون في المليارات اغبياء وانهم هم المختارون والمميزون. وبالمناسبة، اذا اردت ان تفتح موضوعاً كهذا فالاحرى ان تأخذ الامر بحيادية وهو الامر الذي لا تستطيعه، مما لا يضعك مرتبة اعلى من المتدينين الذين تسخر منهم، فبرأيي (والذي بالطبع لا يهمك كوني غبي وتعرضت للاذلال والتحقير في طفولتي) ارى انك انت المراهق المتمرد، وان الحادك هو مجرد عناد لا اكثر... وباقي موضوعك لا يستحق الرد RE: الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Brave Mind - 04-10-2011 (04-09-2011, 11:16 PM)yasser_x كتب: ومهما كانت رؤيته مشوشه مشوهه عن طريق نظارة الدين التي يرتديها يظل يدافع عنها بمازوخيه غريبه بصراحة أنا لا أعرف يونج و لكني أعرف جيدا رأي فرويد في الدين و في المتدين .. كتابه "مستقبل وهم" يشرح فيه رؤيته للدين و يبدو أنه شيق لاني لازلت لم أقراه بعد. لكني أنقل بعض الإقتباسات من هذا الكتاب لتوضيح رأي فرويد في الدين كما أرجو ممن لديه معلومة عن راي يونج في الدين أن يذكرها .. سيجموند فرويد [ 1856 - 1939م ] صاحب نظرية التحليل النفسي يرى الدين بانه مرض نفسي و هو سبب للإصابة بالأمراض النفسية .. ظهرت أفكاره بشكل واضح في كتابيه ( قلق في الحضارة ) و ( مستقبل وهم ) وخصوصاً هذا الأخير ، والذي خصصه لمهاجمة الدين ودوره في حياة الناس . وسيتم ذلك في نقاط متتالية وفق ما يلي : 1 - يتناول فرويد المصاعب والمشاق التي تنغص على الإنسان سعادته وصحته النفسية ويصف لها مسكنات فيقول : [ إن حياتنا ، كما هي مفروضة علينا ، ثقيلة الوطء ، وتغل أعناقنا بكثرة كثيرة من المشاق والخيبات والمهام الكأداء . وحتى نستطيع لها احتمالاً ، فلا غنى لنا عن المسكنات ... ولعل المسكنات على أنواع ثلاثة : أولها إلهيات قوية تتيح لنا أن نعتبر بؤسنا هيناً أمره ، وثانيها إشباعات بديلة تخفض من وطأته ، وأخيرها مخدرات تفقدنا الإحساس به . وليس لنا عن واحدة على الأقل من هذه الوسائل غناء ] ( قلق في الحضارة ص ص 20-21 ) . 2 - يربط فرويد بين السعادة وبين قطع الإنسان صلته بالواقع عن طريق الدين لأن الدين هذيان جماعي فيقول : [ ثمة طريقة أخرى أكثر جذرية وأبعد شأوا ، طريقة ترى في الواقع العدو الأوحد ، ينبوع كل ألم . فبما أن الواقع يجعل حياتنا مستحيلة لا تطاق ، فلا بد من قطع كل صلة به ، إذا كنا نحرص على السعادة بصورة من الصور ... متى ما سعت الكائنات البشرية بأعداد كبيرة إلى تأمين السعادة لنفسها وإلى الاحتماء من الألم بواسطة تشويه خرافي للواقع ( الدين ) . والحال أن أديان البشرية يجب أن تعتبر هذيانات جماعية من هذا النوع ] ( المرجع السابق ص ص 29-30 ) . 3 - يرى فرويد أن الدين هذيان وأنه يشوه الواقع ويزجر العقل ولا يحقق السعادة التي يبتغيها الإنسان فيقول : [ إن الدين يضر بلعبة التكيف والانتخاب تلك ، إذ يفرض على الجميع ، وعلى نسق واحد ، طرقه الخاصة للوصول إلى السعادة وللفوز بالمناعة ضد الألم . وتقوم خطته على تخفيض قيمة الحياة وعلى تشويه صورة العالم الواقعي تشويهاً بالغاً ، وهذا نهج يتخذ مسلمه له زجر العقل وتخويفه . وبهذا الثمن يفلح الدين ، بإلباسه أتباعه بالقوة ثوب طفولة نفسية وبزجهم جميعاً في هذيان جماعي ] ( المرجع السابق ص ص 34-35 ) . 4 - يقرر فرويد أن الحضارة حرمت الإنسان من جزء من السعادة مقابل بعض الأمان : [ إذا كانت الحضارة تفرض مثل هذه التضحيات الباهظة ، لا على الجنسية فحسب بل أيضاً على العدوانية ، فإننا نفهم في هذه الحال فهماً أحسن لماذا يعسر على الإنسان غاية العسر أن يجد في ظلهما سعادته. وبهذا المعنى ، كان الإنسان البدائي محظوظ القسمة في الواقع لأنه ما كان يعرف أي تقييد لغرائزه. وبالمقابل ، كان اطمئنانه إلى التمتع مطولاً بمثل هذه السعادة واهياً للغاية . وقد قايض الإنسان المتحضر قسطاً من السعادة الممكنة بقسط من الأمان ] ( المرجع السابق ص 77 ) . 5 - يرى فرويد أن الشعور بالذنب الذي جاءت به الأديان هو مشكلة الحضارة وبسبب نقص في شعورنا بالسعادة فيقول : [ كان قصدنا رغم كل شيء أن نصور الشعور بالذنب على أنه المشكلة الرئيسية لتطور الحضارة ، وأن نبين ، فضلاً عن ذلك ، لماذا يتوجب علينا دفع فاتورة تقدم هذه الأخيرة بنقصان في السعادة ناجم عن تعزيز ذلك الشعور ] ( المرجع السابق ص 103 ) . 6 - وإذا أردنا أن نعرف التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان لدى فرويد فنجده يربطه بمرحلة الطفولة وحاجة الطفل للحماية مما يؤدي إلى وجود الآلهة ، حيث يقول : [ التعليل النفسي التحليلي لتكوين الأديان هو هو نفسه ، كما هو متوقع ، المساهمة الطفلية في تعليله الظاهر ... حين يتبين الطفل ، وهو يشب ويترعرع ، أنه مقضى عليه بأن يبقى أبد حياته طفلاً ، وأنه لن يكون في مقدوره أبداً أن يستغني عن الحماية من القوى العليا والمجهولة ، يضفي عندئذ على هذه القوى قسمات وجه الأب ، ويبتدع لنفسه آلهة ، آلهة يخشى جانبها ويسعى إلى أن يحظى بعطفها ويعزو إليها في الوقت نفسه مهمة حمايته . وهكذا يتفق حنين الطفل إلى الأب مع ما يحس به من حاجة إلى حماية بحكم الضعف البشري ؛ كما أن رد فعل الطفل الدفاعي حيال شعور الضيق يتفق ورد فعل الراشد حيال الشعور بالضيق الذي يخالجه بدوره ، والذي يتولد عنه الدين وسماته المميزة ] ( مستقبل وهم ص ص 32-33 ) . 7 - يعود فرويد للتأكيد على أن الأديان توهمات وأن سبب وجودها هو الخوف الطفلي والقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة ، فيقول : [ حين نوجه أنظارنا نحو التكوين النفسي للأفكار الدينية . فهذه الأفكار التي تطرح نفسها على أنها معتقدات ، ليست خلاصة التجربة أو النتيجة النهائية للتأمل والتفكير ، إنما هي توهمات ، تحقيق لأقدم رغبات البشرية وأقواها وأشدها إلحاحاً . وسر قوتها هو قوة هذه الرغبات . وبالأصل ، نحن نعلم ذلك : فالإحساس المرعب بالضائقة الطفلية أيقظ الحاجة إلى الحماية والحماية بالحب ، وهي حاجة لباها الأب . وإدراك الإنسان أن هذه الضائقة تدوم الحياة كلها جعله يتشبث بأب ، أب أعظم قوة وأشد بأساً هذه المرة . فالقلق الإنساني إزاء أخطار الحياة يسكن ويهدأ لدى التفكير بالسلطان الرفيق العطوف للعناية الإلهية ، كما أن إرساء أسس نظام أخلاقي يكفل تلبية مقتضيات العدالة ، هذه المقتضيات التي لبثت في غالب الأحيان غير متحققة في الحضارات الإنسانية ؛ ثم إن إطالة الحياة الأرضية بحياة مستقبلية تقدم إطار الزمان والمكان الذي ستحقق فيه تلك الرغبات ] ( المرجع السابق ص 41) . 8 - يربط فرويد بين التدين وبين بعض المشكلات النفسية وهي العجز والشعور بالتفاهة ، فيقول : [ لايزال النقاد يصرون على إطلاق صفة (( التدين العميق )) على كل إنسان يقر بما يراوده من شعور بتفاهة الإنسان وبالعجز البشري في مواجهة الكون ، وهذا بالرغم من أن جوهر التدين لا يقوم على ذلك الشعور ، وإنما بالأحرى على المسعى الذي يعقبه ويتفرع منه ، أي رد فعل الإنسان على ذلك الشعور في محاولة لاتقائه والتحصن ضده . أما من لا يتوغل إلى أبعد من ذلك ، أما من يسلم بكل تواضع بالدور الضئيل الذي يلعبه الإنسان في فسيح الكون ، فهو بالأحرى لا متدين بأصدق معاني الكلمة ] ( المرجع السابق ص 45) . 9 - يرى فرويد أن الدين لم يحقق السعادة والأخلاق التي يبحث عنها الإنسان ، فيقول : [ فمن المشكوك فيه أن يكون البشر قد عرفوا في مجملهم ، في العهد الذي كان الدين يسود فيه بلا منازع ، سعادة أكبر من تلك التي يعرفونها اليوم ؛ وعلى كل حال ما كانوا ، بالتأكيد ، أكثر أخلاقية ] ( المرجع السابق ص 52) . 10 - يشبه فرويد دور الدين في حياة الإنسان بالدور الذي تقوم به المنبهات والمسكرات للإنسان عند تناوله لهما ، فيقول : [ مفعول العزاء والسلوان الذي يقدمه الدين للإنسان يمكن المقايسة بينه وبين مفعول المنومات : وما يجري الآن في أمريكا أسطع مثال على ذلك . فهم يريدون هناك أن يحرموا الناس - تحت تأثير سيطرة النساء بالطبع - من كل منبه ومن كل شراب مسكر ، ويعلفونهم بالمقابل ورعاْ وتقوى ] ( المرجع السابق ص 67 ) . 11 - يؤكد فرويد أن الإنسان يمكن أن يحتمل مشاق الحياة عندما يقطع رجاءه بالغيب ، فيقول : [ ولاشك في أن الإنسان سيتوصل ، يوم يقطع رجاءه من عالم الغيب أو يوم يركز كل طاقاته المحررة على الحياة الأرضية ، إلى أن يجعل الحياة قابلة للاحتمال من قبل الجميع ] ( المرجع السابق ص ص 68-69) . 12 - يعقد فرويد مقارنة بين دور الدين ودور العقل في تحقيق الأخوة الإنسانية وتقليل أو تناقص الألم الذي يتعرض له الإنسان ، ويرجح العقل على الدين في هذه المقارنة ، فيقول : [ لما كانت أولوية العقل ستنشد في أرجح الظن نفس الأهداف التي يفترض في إلهكم أن يبلغكم إياها : الأخوة الإنسانية وتناقص الألم ... أنتم تريدون أن يبدأ الهناء بعد الموت مباشرة ، وتطلبون إليه أن يحقق المستحيل ، ولا تريدون أن تتخلوا عن مزاعم الفرد وادعاءاته . أما إلهنا نحن ، العقل ، فلن يحقق من هذه الرغائب إلاّ بقدر ما ستسمح به الطبيعة الخارجية ، وسيتم ذلك رويداً رويداً ، وفي مستقبل غير منظور ، وبالنسبة إلى أبناء هم غير أبنائنا . أما نحن الذين نشكو مر الشكوى من الحياة فلا يعدنا بأي تعويض . ولن يكون هناك مناص من التخلي ، على الطريق التي تفضي إلى ذلك الهدف القصي، عن مذاهبكم الدينية ، ولن يكون من المهم عندئذ أن تفشل المحاولات الأولى أو ألاّ تكتب الحياة للتشكيلات البديلة الأولى . وأنتم تعلمون السبب : فما من شيء يستطيع على المدى الطويل أن يقاوم العقل والتجربة ، وتناقض الدين مع كليهما أمر لا يحتاج إلى بيان ] ( المرجع السابق ص 74) . 13 - ونختم نقلاً عن آراء فرويد حول الدين والصحة النفسية بما قاله من أن الدين عصاب البشرية الوسواسي العام ، حيث قال : [ يمكن القول بأن الدين هو عصاب البشرية الوسواسي العام ، وبأنه ينبثق ، مثله مثل عصاب الطفل ، عن عقدة أوديب، عن علاقات الطفل بالأب . وانطلاقاً من هذه التصورات ، يمكننا أن نتوقع أن يتم العزوف عن الدين عبر سيرورة النمو المحتومة التي لا راد لها ] ( المرجع السابق ص 60) . RE: الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Brave Mind - 04-10-2011 (04-10-2011, 12:37 AM)Dr.xXxXx كتب: او ربما هي نرجسية الملحدين، الذين يرون في المليارات اغبياء وانهم هم المختارون والمميزون. أتباع كل دين أيضا يعتقدون أنهم أصحاب الدين الحق و باقي البشر أغبياء .. المسيحيون 2.1 مليار نسمة و المسلمين أكثر من 1.5 مليار نسمة من تعداد البشرية حوالي 6.5 مليار نسمة. و هذا يعني أن معظم الناس غير مسيحيين أو غير مسلمين . يعني أن يعتقد أي شخص في العالم أن معتقداته صحيحة و الآخرون خطأ هو أمر طبيعي و معتاد. لكن الغير معتاد هو طبيعة المعتقد نفسه و كيف أنه يكرس السحق المنظم لنفسية و إرادة البشر. أنتم تستندون على كثرتكم مع أن اللادينيين هم ثالث أكثر فئة بتعداد أكثر من 1.1 مليار نسمة و مع ذلك فنحن نهتم بالكيف و ليس الكم. و كم فئة قليلة كانوا أصح و أكرم من فئة كثيرة بإذن العلم و العلماء. ثم إن المسألة ليست في موضوع غير حيادي فتحته أنا لان فرويد نفسه و هو أبو علم النفس له تقريبا نفس الرأي في الدين و المتدين فإذا كانت ردك على موضوعي هو إستنادك لكثرة عدد المسلمين فما هو ردك على فرويد ؟ الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Dr.xXxXx - 04-10-2011 ردي ليس على رأيك الشخصي، فانت برأيي شخص نرجسي (ولا اقصد الاهانة)، فبينما ترى ان المتدينين اذلاء محتقرين بينما انت صاحب الشأن الرفيع هناك طرف اخر يظن انك انت من لا يستطيع استيعاب المعادلة بسبب تفكيرك السطحي وعنادك الغير ناضج، فما لاحظته ان الملحد يتعرض للتحقر صغيراً مما يؤثر على توسع افاقه فيؤدي ذلك بالضرورة الى خلل في مركز التفكير مما يمنع قدرته على الخوض في امور تحتاج الى عمق استيعابي، وبالتالي رفض فكرة الدين... والآن هل يمكنك تقبل حوار يبدأ بهذه الفكرة المسبقة العامة؟؟؟ على فكرة انا لا اظن المسيحيين واليهود اغبياء. RE: المتدين يحتقر نفسه - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-11-2011 العزيز الحر الفكر الحر, عند الدينيين كما عند غيرهم من الناس يوجد اليميني المتطرف و الوسطي و اليساري الليبرالي, فليس كل الدينيين يمينيين متطرفين او يساريين ليبراليين, و لا اظن ان الفكر الحر هنا يتكلم عن الدينيين كاشخاص موجودين فيزيائيا علما ان كلامه ينطبق على الاغلبية الساحقة منهم, و لكنه يصف الديني من وجهة نظر الدين ذاته, ففي الدين الانسان قاصر, اما عند الملحدين فالناس تعامل بالعقل و ليس منا من يصف العقل بالنقصان. العزيز الفكر الحر, لقد وجدتك رائعا جدا في موضوعك هذا و انا اوافقك الراي مئة في المئة, كما اجد ان الموضوع بذاته مهم جدا و يستحق النقاش لان مفاعيله ترتبط مباشرة بالتصرفات الانسانية و مدى نجاح او فشل الانسان في الحياة بناء على ما يعتقد او على من يتوكل! من منكم لا يعرف اننا نتوكل على انفسنا اولا فليعلم ذلك الآن و ليعلم ايضا اننا لسنا من الاتكاليين!! احسنت يا صديقي! كل ود. RE: الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Brave Mind - 04-12-2011 (04-10-2011, 08:21 PM)Dr.xXxXx كتب: ردي ليس على رأيك الشخصي، فانت برأيي شخص نرجسي (ولا اقصد الاهانة)، فبينما ترى ان المتدينين اذلاء محتقرين بينما انت صاحب الشأن الرفيع هناك طرف اخر يظن انك انت من لا يستطيع استيعاب المعادلة بسبب تفكيرك السطحي وعنادك الغير ناضج، فما لاحظته ان الملحد يتعرض للتحقر صغيراً مما يؤثر على توسع افاقه فيؤدي ذلك بالضرورة الى خلل في مركز التفكير مما يمنع قدرته على الخوض في امور تحتاج الى عمق استيعابي، وبالتالي رفض فكرة الدين... والآن هل يمكنك تقبل حوار يبدأ بهذه الفكرة المسبقة العامة؟؟؟ لست أنا من أرى أن المتدينين أذلاء محتقرين .. بل هم من يفعلون ذلك في أنفسهم. لست أنا من أسمي نفسي عبد الله أو عبد الرسول أو أقول أنني ذرة تراب او انني فاسد و خاطئ. المتدينين الحقيقيون هم من يبالغون في تحقير ذواتهم, هذا بجانب المنافقين و النصابين و هو الأغلبية الساحقة من المتدينين. و عموما فالمسألة ليست ما يقوله الناس عن فلان بل ما يقوله فلان عن نفسه .. يعني لو قلت انا هذا الكلام عن المتدين فلن يعني شيئا .. أما ان يقول المتدين عن نفسه أنه حقير و ذميم بالنسبة لله أو يمارس حركات من شانها التقليل من شانه مثل السجود او حين يفكر ان ما يراه بعينه لا يهم و إن اعتماده على نفسه كفر و تكبر, فهذا ما يعتد به. الرد على: المتدين يحتقر نفسه - Dr.xXxXx - 04-12-2011 اذن فالتحقير مسألة نسبية، ومن يحقر نفسه امام الاعلى منه فهو صادق، فالله بالنسبة لي قوة عليا ارضخ لسيطرتها (وهذا شيء انا متيقن منه) وفخر لي ان اكون عبداً له بدلاً ان اكون عبداً لشيء حقير (عبد لنفسي مثلاً)... على اية حال هذه اشياء لا اظن انك تستطيع استيعابها،واسف على الخوض فيها معك، (فمع كل الاحترام لشخصك الا اني اخطأت في التقدير)... وبالمناسبة، لا تتغطى بفرويد فعلى ما اذكر ان اغلب اراؤه قد تم دحضها او على الاقل تعديلها بسبب التأكد من عدم صحتها مع تقدم علم النفس. وسلاماتي RE: الرد على: المتدين يحتقر نفسه - عبدالله بن محمد بن ابراهيم - 04-13-2011 (04-10-2011, 08:21 PM)Dr.xXxXx كتب: على فكرة انا لا اظن المسيحيين واليهود اغبياء.ولكن دينك يعتبرهم كفارا! الا ترى تناقضا في اعتبارهم اذكياء و كفارا في الوقت عينه؟ لو كنت مسلما لاعتبرتهم اغبى الاغبياء, لانهم لو كانوا اذكياء من وجهة نظر الاسلام لاسلموا و لما بقوا كفارا!! كيف تفسر هذا الامر؟ |