حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 (/showthread.php?tid=42729) |
المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-10-2011 اليمن وسورية بين جمهورية الخوف وجمهورية القبيلة الحياة اللندنية GMT 2300 2011 السبت 9 أبريل اليمن وسورية في زمن الثورة بين جمهورية الخوف وجمهورية القبيلة خالد الدخيل في شهرها الرابع أفرزت موجة الثورات الشعبية العربية نماذج مختلفة، منها النموذج التونسي المصري، والنموذج اليمني، فالليبي والسوري... إلخ. اختلاف النماذج يعكس اختلاف المجتمعات العربية وتجاربها التاريخية. تعكس هذه النماذج أيضاً طبيعة النظام السياسي في كل حالة، والأساس الاجتماعي الذي يستند إليه. لا يمكن تناول كل النماذج هنا بغرض المقارنة والتحليل. لا بد من الاختيار ونبدأ بسؤال: كيف تبدو الثورة في النموذج اليمني والسوري؟ لكن لماذا، ربما تساءل البعض عن اليمن وسورية تحديداً؟ والجواب عدا عن أن كلاً منهما يمثل نموذجاً للثورة مختلفاً عن الآخر، إلا أن كل نموذج منهما يضيء الآخر. ما بين هذين البلدين من فروقات، وما آلت إليه هذه الفروقات من نتائج بالنسبة للثورة في كل منهما يجعل من كل منهما نموذجاً لافتاً، وكلاهما معاً يمثل حالة عربية لافتة في متواصلة الثورات العربية، حالة تستحق شيئاً من التأمل. أول ما يلفت النظر في هذه الحالة أن اليمن في نموذجه الثوري أقرب للنموذج التونسي والمصري: موجة الاحتجاجات، والاعتصامات في تصاعد مستمر، يوم الجمعة موعد ثابت لتظاهرات مليونية، والمطلب الذي يتردد في أنحاء الجمهورية هو «تنحي الرئيس»، ومن ورائه شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». الرئيس يتقبل وإن على مضض مطلب التنحي. وكما كان في حالتي تونس ومصر، لا يعتبر الجيش نفسه طرفاً في عملية الصراع الدائر، وإنما مسؤول عن صون الدستور وحماية الدولة. مظاهر العنف لا تفشل في الظهور، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة، لكن السياق العام للثورة لا يزال سياقاً سياسياً في أغلبه. الغائب الوحيد عن هذا المشهد اليمني الزاخر هو «الخوف». والحقيقة أن جدار الخوف في اليمن لم يكن عالياً كما في بعض الدول العربية، خصوصاً سورية. في النموذج اليمني يعكس مسار ثورة الشباب، وعلاقتها بالمعارضة، ورد فعل النظام السياسي عليها، طبيعة الدولة اليمنية. هذه دولة شبه ديموقراطية في الشكل الدستوري، ودولة فرد مستبد في المضمون السياسي. فرضت قوة القبيلة في علاقتها مع هذه الدولة هامشاً واسعاً من حرية الرأي وحرية التعبير، وبالتالي فرضت تعددية حزبية، لكنها غير منتجة سياسياً حتى انفجرت الثورة. ظلت أحزاب المعارضة تتهيب النزول إلى الشارع، على رغم قناعتها بأن الرئيس يعمل على توريث الحكم لابنه أحمد. كانت تخشى من أن يؤدي نزولها الى الشارع إلى حرب أهلية. لكن ربما أنها كانت تخشى أيضاً أن ذلك سيعطي مبرراً لحكومة علي صالح بأن توجّه لهم ضربة عسكرية قاسية، لا أحد يعرف نتائجها. مهما يكن جاءت مبادرة النزول إلى الشارع من الشباب في استجابة مبكرة لموجة الثورات الشعبية، ولتتحول تدريجياً إلى تظاهرات مليونية في العاصمة وفي بقية المدن اليمنية. شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، والمطالبة بتنحي الرئيس هما المطلب الذي تتمحور حوله التظاهرات الشعبية، وفي سبيله تتصاعد موجة الاحتجاجات وتتسع. ربما تميز النموذج اليمني عن النموذج التونسي والمصري بأن الرئيس علي عبدالله صالح ليس معزولاً تماماً، من حيث أنه يستطيع من خلال مؤسسات الحزب والدولة تعبئة جماهيرية تقف بالتوازي مع الجماهير الحاشدة التي تطالب برحيله، وهو ما أدى إلى نوع من انقسام الشارع بين الثوار وقيادات الثورة. تمرد اللواء علي محسن، قائد اللواء الشمالي، يوحي بأن انقساماً قد حصل في الجيش إلا أنه ليس كبيراً. والجيش في أغلبه يميل إلى أن يحتفظ لنفسه بموقع الوسط بين الثوار، ومعهم المعارضة، وبين الرئيس ومعه مؤسسات النظام. موقف الجيش اليمني يتسم بدرجة كبيرة من المسؤولية، وهو في ذلك كأنه استفاد من التجربتين التونسية والمصرية. في المقابل هناك النموذج السوري المفعم بالخوف والعنف المستتر. هذا النموذج أقرب في طبيعته وتوجهاته للنموذج الليبي، وأبعد ما يكون عن النموذجين التونسي المصري. التظاهرات في المدن السورية ليست مليونية في حجمها، لكن رد فعل النظام عليها، وعدد شهدائها على يدي قوات النظام كبير بما يوحي بأن حجم الاحتجاجات أكبر مما هي عليه حقاً. لم تتجاوز مطالب المحتجين، حتى الآن حدود الحرية والكرامة، ومحاربة الفساد، مع ابتعاد واضح عن المطالبة بإسقاط النظام. ومع ذلك فالحاضر بقوة في المشهد السوري هو الخوف. جدار الخوف هنا هو الأعلى من بين كل الدول العربية، خصوصاً بعد سقوط هذا الجدار في ليبيا: خوف الناس من الأجهزة الأمنية، وخوف النظام السياسي من تصاعد الاحتجاجات، وتغيّر خطابها في اتجاه المطالبة بإسقاطه، إلى جانب الخوف تسيطر على المشهد أيضاً حالة من الشك المتبادل والتكاذب السياسي. يقال بأن الرئيس أمر بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، لكن إطلاق النار هو رد الفعل الأول، والمستمر لقوات الأمن على هؤلاء المتظاهرين. ومع أن شعارات التظاهر لا تزال في حدود الحرية والكرامة، إلا أن هذا لا يعكس بالضرورة تمسكاً بشرعية النظام، أو أن هدفها محصور في تغيير هذا النظام من الداخل، وليس إسقاطه. لذلك بدلاً من أن يأخذ النموذج السوري، وفي الجانب الرسمي منه تحديداً، سياقاً سياسياً كما في النموذج اليمني، يجنح نحو خيار القوة والعنف لحسم الموقف. مأزق النموذج السوري أن النظام السياسي فيه يعطي كل المؤشرات على أن الإصلاح الحقيقي ليس في صالحه، ولذلك يحاول الجمع بين أداة العنف المبكر كسلاح للردع من الاقتراب من طرح مطالب سياسية واضحة، وبين لغة تؤكد على الشعارات المطلبية، مع التأجيل والتسويف لتحقيق هذه المطالب. في النموذج السوري ليست هناك معارضة أصلاً، لأنه لا يستقيم أن يعارض أحدُ نظاماً سياسياً «ممانعاً ومقاوماً». غياب المعارضة جعل حركة الاحتجاج في مواجهة النظام عزلاء من السلاح ومن الحلفاء. لذلك تعكس الحركة الاحتجاجية ورد الفعل عليها طبيعة الدولة، بل قل النظام السياسي الذي اختطف الدولة. هذه دولة اختزلها نظام سياسي تحت سيطرة عصبية صغيرة تمسك بمفاصل الأجهزة الأمنية، ومتحالفة مع قوى من خارجها. تتلحف هذه العصبية برداء حزب البعث، وتستخدمه كغطاء لتوارث السلطة على أساس من ذريعة سياسية مكتوبة بلغة دستورية (التكاذب مرة أخرى) تقول بضرورة أن يكون البعث هو «الحزب القائد في المجتمع»، ما يعني أنه لا يؤتمن غير البعث بتولي سلطة الحكم. من الواضح أن النظام السياسي في هذه الحالة يفتقد إلى أيديولوجيا يمكنه الاستناد إليها. البديل لغياب هذه الأيديولوجيا، كما يبدو، هو خليط الخوف والتكاذب السياسي من ناحية، والردع الأمني القاسي من ناحية أخرى. وعلى هذا الأساس تعزو الحكومة السورية قتل المحتجين إلى عصابات «مندسة» تقتل المواطنين ورجال الأمن معاً بهدف إثارة الفتنة. لكن الحكومة السورية لا تتبع ادعاءها هذا بالتحقيق، أو محاولة القبض على أعضاء، أو بعض من أعضاء هذه العصابة. وعلى رغم أن التظاهرات في سورية أبعد ما تكون عن المليونية - حتى الآن ـ إلا أن هناك استنفاراً أمنياً غير عادي، وآخر إعلامياً يفتقد لأدنى درجات الذكاء السياسي لأنه مشوب بحالة إنكار استثنائية. تركز الحملة الإعلامية على شيئين: تكريس عبادة فرد الرئيس، واختزال الدولة في قيادته «الاستثنائية»، ثم الترهيب من التعاطف مع المحتجين. عدا عن عبادة الفرد والترهيب تفتقر الحملة الإعلامية إلى أي خطاب سياسي ذي معنى. وهذا على عكس النموذج اليمني، حيث تتقابل طروحات شباب الثورة والمعارضة مع طروحات النظام السياسي وأنصاره في الشارع، وفي الإعلام الذي يتحدث باسم كل منهما. النظام السياسي اليمني يكسب من ذلك، ليس معركة الثورة، وإنما شيئاً من الوقت يؤمن تنحي الرئيس بشروط أفضل، وربما بكلفة أقل. في سورية كلمة التنحي محرمة، لكن هذه الحرمة أمنية أكثر منها أيديولوجية أو سياسية. لذلك يتوجس النظام من اتساع نطاق الاحتجاج. أمثلة تونس ومصر واليمن تبعث على القلق. تبدأ الاحتجاجات صغيرة، وبدلاً من أن تتوقف أو تتراجع أمام قوة العنف والإرهاب تتوالد بشكل مخيف. على الجانب الآخر لا يزال الخوف يحد من السلوك السياسي للناس أيضاً. وهذا يشجع النظام على المزيد من العنف ولغة القوة. مأزق هذا النظام أنه لا يدرك تغير الظرف والمرحلة، وأن المزيد من القتل سيؤدي إلى انهيار جدار الخوف لدى الناس، وبالتالي يسرع بما يتوجس منه النظام. لاحظ هنا حيوية الحركة السياسية في اليمن، في مقابل الجمود السياسي في المشهد السوري، خصوصاً في جانبه الرسمي. في النموذج السوري يصر النظام السياسي على أن يجعل من تصاعد الاحتجاج والوصول إلى مرحلة المطالبة بسقوطه مكلفة على الطريقة القذافية. والأرجح أن قيادة هذا النظام تأمل بأن نجاح القذافي أمام الثورة سيضعف من زخم التظاهرات في سورية، ويمنعها من التحول إلى حالة ثورية متكاملة. لاحظ أيضاً حالة التعاكس هذه: جمهورية القبيلة، أو اليمن أقرب في حراكها السياسي إلى النموذج التونسي المصري، الذي يستند الاستبداد فيه إلى مؤسسات دولة مدنية، وخطاب سياسي حيوي بمفردات متعددة. أما نموذج جمهورية حزب البعث، أو جمهورية الخوف السورية، فهو أقرب ما يكون في حراكه السياسي الحالي إلى نموذج هجين بين الدولة والعشيرة، كما يتمثل في جماهيرية القذافي يعتمد على خطاب أمني يفتقد أي أفق سياسي واضح. كيف انتهت حواضر الشام بتاريخها العريق إلى هذه الحالة السياسية البائسة؟ http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2011/4/645588.html الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-18-2011 ثمن الصعود إلى القطار الإثنين, 18 أبريل 2011 لوغو الحياة غسان شربل لبعض الكلمات وقع سحري اذا جاءت في وقت مناسب. تتحول قنابل شديدة الانفجار اذا نجحت في حك جروح الناس. والجروح تعني خبزاً صعباً وفرص عمل غائبة وكرامة ممتهنة وثروات مستباحة او مهدورة. تصبح الكلمات عيدان ثقاب يغتنمها الهشيم ليشتعل. وما كان يمكن ان يكون اعتراضات او احتجاجات يذهب ابعد. يتحول ثورة لا تقبل بأقل من اقتلاع الاشياء من جذورها. ليست بسيطة هذه الكلمات التي تتردد في الساحات والشوارع وعلى الشاشات وفي ازقة الانترنت. التغيير. الاصلاح. التداول السلمي للسلطة. مكافحة الفساد. احترام حقوق الانسان. القضاء المستقل. الشفافية. ليس بسيطاً ايضاً ان تطل امرأة على الشاشات وتخاطب سيد البلاد قائلة: «ارحل يا طاغية». وأن يرسم شاب كلمة «ارحل» على راحة يده ويلوح بها امام الكاميرات متحدياً من لا يزال يملك صلاحية اصدار الاوامر الى الجيش وأجهزة الامن لكنه بات يتردد في ممارسة هذه الصلاحية. قبل شهور قليلة كان من المستحيل تصور هذا النوع من المشاهد. كان زوار الفجر يطبقون على اي مواطن يشتبهون بأنه يرتكب أحلاماً من هذه القماشة. واضح ان شيئاً كبيراً قد حصل. وأن التغيير ليس عابراً. لقد انكسرت الهيبة وأُصيبت الهالة. تدحرجت حجارة جدار الخوف والآتي اعظم. المشهد جديد تماماً. ولا غرابة في ان يجد الصحافي صعوبة في القراءة حتى ولو كان يعرف مسارح الحرائق وبعض اللاعبين المعنيين بها. وفي مثل هذه الاحوال لا بد من الاستعانة بمن يملكون قدراً استثنائياً من المعلومات والعلاقات وخبرة في لعب دور الاطفائي والمشجع والمحرض والمسهل. قال الرجل المهجوس بمستقبل الإقليم: «اننا في نهايات حقبة وبدايات اخرى شديدة الاختلاف. ان المنطقة مكشوفة امام الرياح على غرار ما عاشته اوروبا الشرقية بعد سقوط جدار برلين. التغيير حتمي وإن اختلف من مجتمع الى آخر. من يعاند ستجرفه الموجة. يمكن ان ينجو من يبادر الى التأقلم وقيادة التغيير حتى ولو تضمن الامر مجازفة غير بسيطة. انها علامات على انطلاق قطار المرحلة الجديدة. وبطاقة الصعود الى القطار مكلفة لأنها تعني تغيير تشريعات وذهنيات وتقليم اظافر اجهزة وترشيق احزاب وتفكيك شبكات فساد. لكن كلفة الصعود الى القطار تبقى اقل من خسارة فرصة الانتماء اليه لأن الخسارة تعني انتظار الانهيار». وأضاف: «انظر الى المنطقة كم تغيرت في اسابيع. تونس تعيش بلا زين العابدين بن علي. مصر تعيش بلا حسني مبارك الموقوف مع ولديه على ذمة التحقيق. لن يتأخر الوقت كي نرى اليمن بلا علي عبدالله صالح. وليبيا بلا معمر القذافي. وحده التغيير يمكن ان يحمي الاستقرار. ومن يضيع فرصة الصعود الى القطار الآن لن تتاح له الفرصة مرة اخرى. تعب الناس من الفقر والبطالة والتهميش والقمع. يريدون الخبز والكرامة والانتماء الى العصر». تطرق المتحدث الى الوضع في سورية قائلاً: «الاحتجاجات في سورية تعني ان الاصلاح قد تأخر. ربما لأن سورية انشغلت في العقد الماضي بتحديات الخارج. لا مصلحة للمنطقة في ان ترى على ارض سورية مشاهد ليبية او يوغوسلافية. انفجار سورية قاتل لها وخطر على المنطقة. لم يفت الأوان. الحل في سورية ان يقود الاسد شخصياً عملية التغيير وأن يتخذ قرارات صعبة حتى ولو كانت على حساب دور الاجهزة والحزب. ان ثمن الصعود الى القطار يبقى اقل بكثير من ثمن إضاعة الفرصة». استوقفني قول المتحدث ان اميركا حاولت تغيير المنطقة عبر العراق وفشلت. وأن ايران حاولت عبر تصدير الثورة وفشلت. وأن التغيير جاء هذه المرة من الداخل. اضاعت دول المنطقة عقوداً لم تلتفت خلالها جدياً الى هموم الاقتصاد والتحديث. لهذا صار لشعارات التغيير والاصلاح دوي القنابل. إن التردد في الصعود الى القطار مكلف. أما اعتراض القطار فمحض انتحار. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-18-2011 الإصـلاح فـي سوريـا كمطلـب لبنانـي طلال سلمان استقبل اللبنانيون عموماً، وعلى اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية بارتياح واضح تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بمباشرة الإصلاح السياسي خلال هذا الأسبوع على أن تكون الخطوة الأولى والحاسمة إلغاء قانون الطوارئ المفروض على السوريين منذ نصف قرن إلا قليلاً. ذلك أن اللبنانيين طالما اعتبروا، وهم ما زالوا يعتبرون الاستقرار في سوريا ضمانة لعدم تدهور أوضاعهم المضطربة نحو الحرب الأهلية التي تشكل استثماراً ممتازاً للطبقة السياسية ولتوجهات معلنة لكثير من أهل النظام العربي الذين يريدون التخلص من كل ما يذكّرهم بتعابير من نوع «المقاومة» أو «الصمود» أو الاعتراض على مشروع الهيمنة الأميركية والذي يشكّل مظلة للاحتلال الإسرائيلي في سعيه الدؤوب لتطويع المنطقة العربية جميعاً. وكما السوريون، فقد تمنى اللبنانيون وأكثرية العرب، لو أن الرئيس السوري قال الكلام الذي سمعوه منه، السبت الماضي، قبل أسبوعين، وأمام «مجلس الشعب»، أو حتى قبل شهرين، أو ربما قبل عامين، كما كان يردد في لقاءاته الخاصة معبراً عن ضيقه بالقيود التي تحد من حرية حركته في سعيه إلى إصلاح «النظام» ومؤسساته التي أصابتها الشيخوخة وباتت عقبة كأداء في طريق التطور الطبيعي ومواكبة العصر وتلبية احتياجات شعب أكثريته الساحقة من الشباب. لم يكن الإصلاح السياسي، في أي يوم، ترفاً، بل هو شرط حياة. وغير مقبول أو معقول أن تحكم أية دولة بنظام ينتمي إلى حقبة سقطت من التاريخ، ويعتبر المطالبة بالتغيير مؤامرة أو القول بحرية الفكر والتعبير والتظاهر تواطؤاً مع الأجنبي، وفضح النهب المنظم لثروة البلاد بينما شعبها المعطاء يعيش في شقاء مقيم أو يهاجر إلى «بلاد الأشقاء الأغنياء أو الميسورين» ليتحمّل المهانة والجور، «مؤامرة لإسقاط النظام». لقد تأخر النظام في تأخر سوريا عن ركب التقدم أكثر مما يجب، وكانت تلك هي الشكوى الدائمة التي يسمعها زوار دمشق من الرئيس الأسد، ومعها تصوراته لنهضة شاملة تخفف قبضة الحزب الذي لم يعد بصيغته الحالية قابلاً للحياة، بل لعله بات بين المعوقات، خصوصاً أن واقعه بات مناقضاً لانطلاقته الأولى. لم يعد هذا الحزب التاريخي يمثل الشعب، ولم يعد يمثل ـ على وجه التحديد ـ طموحات الأجيال الجديدة، فضلاً عن أن الكثيرين يعتبرون أنه لم يعد قادراً ومؤهلاً على ممارسة ما يعطيه إياه الدستور من حقوق تجعله مصدر شرعية السلطة ومرجعية المحاسبة والمساءلة حول المخالفات الهائلة التي التهمت رصيده وجعلته على هامش النظام الذي بات «الأمن» هو حزبه الفعلي. ويجب أن يسجل للشعب السوري أنه قد توجه إلى «الرئيس» بطلب الإصلاح. لم يخرج إلى الشارع ليطالب بإسقاط النظام، ولا هو تمثل بانتفاضات الشعوب العربية التي واجهت أنظمتها الفاسدة بصدورها العارية، وظلت في «الميدان» حتى حققت مطالبها. كذلك يجب أن يسجل لقوى المعارضة والاعتراض أنها لم ترفض يوماً الحوار مع النظام، بل هو كان دائماً مطلبها، ثم أنها لم تبالغ في «شروطها» التي هي الضمانات الطبيعية لأية حياة سياسية في أي بلد، أي عصرنة الدولة، عبر مجموعة من القوانين والإجراءات التي تجعلها قابلة للحياة: قانون جديد للأحزاب، قانون جديد للانتخابات، قانون جديد للإعلام، ضرب الفساد والفاسدين ممن ينهبون خيرات الوطن... وكل ذلك يرتكز إلى ضرورة إلغاء قانون الطوارئ وكل تطبيقاته التي تشل الحياة العامة في سوريا، وتجعل الاعتراض أو المعارضة مماثلة للخيانة! إن المطلوب إصلاح النظام، وليس تجميله. ومدخل الإصلاح الديموقراطية، ولم يعد مقبولاً ولا مجدياً ترقيع النظام المتآكل بمجموعة إجراءات تزيينية... خصوصاً أن الشعب السوري قد سمع من رئيسه، مباشرة، أن مشكلته الكبرى تكمن في التعارض بين ما يريد تحقيقه وبين قدرة نظامه على تطوير ذاته، والتي غالباً ما تموّه بالقول إن أي تطوير سوف يسقط النظام.. أو أن النظام لا يتحمل حرية الاعتراض بالتظاهر أو بالقول. وكأن هذا الشعب السوري العظيم الذي تحمّل الحصار لآماد طويلة، والتآمر لإفقاره وإخضاعه، لا سيما بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وبعد اضطهاده الذي يفوق التصور في لبنان، وعبر الاتهام الظالم المسبق والذي سرعان ما رفع في ما بعد ليوجّه إلى «حزب الله» بمسؤولية ما عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري... كأن هذا الشعب أقل من أن يستحق الديموقراطية، وأدنى وعياً من أن يتحمل المسؤوليات التي طالما تحملها عبر ثوراته ضد الاستعمار وانتفاضاته ضد حكام الانقلابات العسكرية كما ضد الذين حاولوا التفريط بالمسؤولية القومية عن قضية فلسطين وحقوق شعبها. وإنها لمفارقة مفجعة أن تصير فضائيات النفط العربي التي «صالحت» أعداء الأمة من زمن بعيد، هي الصوت المعبّر عن ضمير الشعوب وعن طموحاتها إلى التغيير... وكأن الحكام الذين أنشأوا هذه الفضائيات، بالطلب، هم النموذج الفذ للديموقراطية وحكم الشعب بالشعب.. كذلك فهي مفارقة مفجعة أن يصبح الإعلام المتخلّف أداة إدانة للنظام حتى عندما لا تكون جريمة ولا مذابح ولا قتلى بالعشرات ولا شعارات طائفية، أمثال تلك التي تروّج لها، على مدار الساعة، الفضائيات التي تدّعي لنفسها الآن موقع القيادة في حركة الثورة العربية المعاصرة! إن مشكلة النظام في سوريا «داخلية»، وحلها هو الإصلاح الجدي والشامل والذي يعيد الاعتبار إلى دور الشعب وحقوقه في دولته التي بناها ويبنيها بجهده وعرقه وعلمه وكفاءاته التي هجرت «الوطن» إلى حيث تجد من يقدّرها ويستفيد منها. وعسى السوريون يسمعون ما يطمئنهم خلال هذا الأسبوع، من أسباب الإصلاح الذي طال انتظارهم له.. ذلك سيكون مصدر اطمئنان ليس لهم فقط بل وللبنانيين أيضاً الذين يذهب الاضطراب في سوريا بأسباب استقرارهم الهش. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-28-2011 الدبابات السورية في درعا رأي القدس 2011-04-27 دخول الدبابات والمدرعات الى مدينة درعا ومحاصرتها لمدينة بانياس، واجراء حملة واسعة من الاعتقالات غير القانونية، كلها خطوات قد تؤدي الى اخماد الاحتجاجات بالقوة، وتقليص حدتها، ولكنها بالقطع لن توقفها بشكل نهائي، طالما ان الاسباب التي ادت الى اشتعالها ما زالت قائمة. الاعلام الرسمي السوري بدأ يتحدث عن حدوث اخطاء، وقمع للحريات، وتجاوزات من قبل اجهزة امنية، وهذا امر جيد، ولكنه يتحدث في الوقت نفسه عن 'مندسين' وعن 'امارة اسلامية'، ومؤامرات خارجية، وهو نهج ينطوي على تناقض واضح لا يمكن تجاهله. الشعب السوري في جميع احتجاجاته اظهر حرصاً غير مسبوق على وحدته الوطنية ومعارضته لكل اشكال الطائفية، ووقف صفاً واحداً خلف مطالبه المشروعة في الاصلاح الجذري الشامل، ولذلك فإن اي محاولة لالقاء تبعة تحركه هذا على جماعات اسلامية متطرفة، او مؤامرة خارجية، محكوم عليها بالفشل التام. المندسون الحقيقيون هم اولئك الوحوش في الاجهزة الامنية السورية، الذين اطلقوا النار بهدف القتل، واظهروا تعطشاً لسفك دماء ابناء شعبهم، وقد شاهدناهم وهم يجهزون على الجرحى، او يتركونهم ينزفون حتى الموت. هؤلاء الذين يجب ان يحاكموا على جرائمهم البشعة هذه. لا أحد يريد الدمار لسورية، ولا يوجد سوري عاقل يتطلع الى فتنة طائفية في بلاده، لان حمامات الدماء التي ستترتب على هذه الفتنة في حال اندلاعها، سواء لحماقة اجهزة امنية متغولة حاقدة، او بعض الجهات الخارجية التي تريد خطف الثورة وتوجيهها لاهداف في غير مصلحة البلاد وشعبها، هذه الحمامات الدموية قد تستمر في النزيف لسنوات او حتى لعقود. سيف الظلم الذي يطالب السوريون برفعه عن رقابهم لا يقتصر على طائفة دون اخرى، وانما هو القاسم المشترك لكل ابناء الطوائف، وكل فئات الشعب، وكل الاديان والقوميات في البلاد، ولذلك لا نعتقد ان الاحتجاجات ستتوقف طالما ظل مسلطاً على رقاب العباد. الشعب السوري عانى طويلاً من القمع والفساد والذل وغياب الحريات، وسلب الكرامة، وتوحش الاجهزة الامنية، وكان من الطبيعي ان ينفجر بركان غضبه بالصورة التي شاهدناها بأم اعيننا في درعا وحمص واللاذقية ودوما ومعظم المدن السورية. مازلنا نقول ان هناك فرصة للاصلاح الحقيقي والجدي، اذا صدقت النوايا، وانتصر العقل والحكمة، فما كان يصلح قبل اربعين عاماً لم يعد يصلح اليوم، ونحن نتحدث هنا عن الحلول الامنية القمعية، لان الشعب السوري تحرر من عقدة الخوف الى غير رجعة. نتطلع الى مصالحة وطنية، تحقن دماء الشعب السوري، شريطة ان تأتي بعد التجاوب مع مطالب هذا الشعب الصابر والوطني، في العدالة والحرية والمساواة وحكم القانون، الرشيد من خلال مؤسسات منتخبة، وطالما لم يتحقق ذلك، فإننا مقدمون على سيناريوهات مرعبة لسورية وشعبها الطيب. فالطريق الأقصر والاسرع لمواجهة المؤامرات الخارجية هو الاصلاح والاستماع الى انين الشهداء قبل انتقالهم الى العالم الآخر سعياً للوصول اليه. العالم ترك السوريين لقدرهم... وحديث بشار عن 'قوى اجنبية' تحضير لحرب اهلية على الغرب مقاومة حجة التدخل الانساني فهو غطاء لتدخل عسكري 2011-04-27 لندن ـ 'القدس العربي': في تعليق على ما يجري في سورية كتبت صحيفة 'ديلي تلغراف' افتتاحية يوم امس قالت فيها ان السوريين تركوا لوحدهم في مواجهة آلة القمع السورية، مذكرة انه في العام الماضي مرت ذكرى مجزرة حماة التي تعتبر من اكثر المجازر التي يرتكبها حاكم ضد شعبه كما تقول الصحيفة. وقالت ان عشرات الالاف قتلوا في واحد من 'الافعال المميتة'. واضافت ان ابن الرئيس الذي ارتكب مجزرة حماة، الرئيس بشار الاسد ارسل دباباته الى درعا قبل اسابيع حيث بدأت المظاهرات المعادية للحكومة هناك. وقالت ان الحاكم الذي قدم نفسه عندما تولى الحكم على انه اصلاحي، توصل الى نتيجة مفادها ان سياسة القبضة الحديدية هي التي ستكون نافعة لحل الازمة فقد تعلم من الرئيس مبارك الذي تخلى عنه الجيش وارسل جيشه ـ اي الاسد - لقمع المتظاهرين. كما انه تعلم درسا من ليبيا التي عززت خياره خاصة ان العقيد القذافي لا يزال في السلطة على الرغم من خمسة اسابيع من الضربات الجوية التي يقوم بها الناتو والدعم الذي تلقاه المعارضة من الدول المتحالفة ضده. وتقول ان بشار الذي يقف الجيش الى جانبه يعرف ان فرص تدخل الدول الغربية ضده هي 'صفر'، فمع ان علاقات سورية مع الغرب متقلبة وتدعم حماس وحزب الله وتقيم تحالفا مع ايران الا ان الغرب ـ اسرائيل - ظلت تتعامل مع سورية كبلد مستقل حيث لم تطلق رصاصة على اسرائيل منذ عام 1973. وعليه تقول الصحيفة ان الغرب كما فعل مع البحرين سيترك هذه المحاولة من محاولات الربيع العربي لوحدها، مع انه سيهدد باتخاذ الاجراءات العقابية ويشجب النظام القمعي 'لكن علينا ان لا نستغرب ان تم تطبيق اي من العقوبات'، وتختم قائلة انه 'بشكل جوهري، ومأساوي فالسوريون تركوا لوحدهم' بدون دعم. وفي اطار آخر، كتب روبرت فيسك في 'اندبندنت' قائلا انه ان صدقت الشائعات والصور فالنظام السوري يحضر لحرب اهلية، ويتحدث عن الصور المريعة لـ 'الشهداء الذين لا يموتون' والتي يبث صورها التلفزيون الرسمي السوري، جثث مشوهة، عيون مقلوعة، وارجل متناثرة، ويقدمها على انها صورة عن البشاعة التي تمارسها عصابات ارهابية ضد الجنود السوريين. ويعلق قائلا ان المرء قد يشعر بنوع من السخرية عندما يتحدث التلفزيون عن العصابات الاجرامية التي تطلق النار على جنازات الشهداء لان الذين اطلقوا النار هم من جنود جيش الاسد. ويرى فيسك ان التقارير التي يقدمها الاعلام الرسمي مهمة لانها تقترح ان عائلات ضحايا الة قمع النظام تقوم بالانتقام من الجنود الذين قتلوا ابناءها، مما يعني ان المعارضة مستعدة لاستخدام العنف ضد من اضطهدها. ويضيف انه لو كانت هناك عصابات مسلحة تدور في البلاد فان سورية الاسد تسير نحو الحرب الاهلية. ومع ذلك فالحقيقة التي تقدمها صور الانترنت عن المصفحات وافلام الفيديو على يوتيوب عن القمع تقدم اطارا عن ان النظام البعثي في سورية ومنذ مجزرة حماة لا يزال يلعب بقواعد الحرب تلك. صحيح ان الجثث المشوهة المعروضة على التلفزيون هي لجنود لكنها ليست لجنود قتلهم الشعب بل لجنود قتلوا باوامر من الضباط لانهم رفضوا ان يطلقوا النار على ابناء شعبهم. وقامت جماعات ' الشبيحة' باعدامهم فورا، حيث يتم عرض جثثهم على شاشة التلفاز لكي تؤكد الحكومة روايتها عن انها تقاتل حركات ارهابية. ويضيف ان نظرية 'القوى الاجنبية' هي لعبة لعبها الحكام الديكتاتوريين العرب الذين سقطوا قبل الاسد، ولم تنطلي هذه الرواية على احد مع ان سورية الآن تحدثت عن دور لبناني لجماعة المستقبل التي يقودها سعد الحريري. وفي هذا الاتجاه عرض وزير سابق على التلفزيون شيكا بقيمة 300 الف دولار موقع من تركي الفيصل - مدير المخابرات السابق السعودي، والذي كان يعرف اسامة بن لادن، حيث قال المسؤول ان الشيك قدم لمسؤولين لبنانيين من اجل زرع البلبلة وعدم الاستقرار في سورية. ومن المتهمين في هذه المؤامرة، الوزير السابق محمد بيضون الذي اتهم من اتهمه بالتحريض على قتله، ويرى الكاتب ان لعبة التبادل وتحميل المسؤولية تؤشر الى مرحلة جديدة في الازمة. فالحكومة ممثلة ببشار الاسد وشقيقه ماهر، وعلي حبيب محمود وزير الدفاع واصف شوكت ورستم غزالي، مدير المخابرات السابق، ورامي مخلوف قريب الرئيس ورجل الاعمال المعروف وهذه الحلقة الضيقة ستقرر مصير النظام الذي يقف ضد المتظاهرين. وفي الوقت الذي يستبعد فيه المراقبون تدخلا اجنبيا على غرار ما حدث في ليبيا، تحدث الكاتب باتريك كوكبيرن في نفس الصحيفة عن قدرة النظام الذي تحرك لقمع المتظاهرين وفيما ان كان سينجح في الامر، حيث يجيب ان الفرص متساوية، خاصة ان قدرة النظام مرتبطة بمواصلة المتظاهرين احتجاجاتهم. ويقول ان الانتفاضات العربية ضد الدول البوليسية تدخل شهرها الخامس بدون منتصر حقيقي. ففي المثال المصري والتونسي رأى الجيشان فيهما ان مصلحتهما هي مع الشعب. لكن في سورية يقف الجيش مع النظام، وفي البحرين تدخل السعوديون وقمعوا المتظاهرين اما في ليبيا فلم تستطع المعارضة حتى مع كل الدعم العالمي لها وضربات الناتو تحقيق الانتصار على القذافي. ويقول الكاتب ان سورية تسير على طريق المثال البحريني حيث توصلت الدائرة المقربة من الاسد الى ان التنازلات القليلة التي قدمها النظام هي اشارة على ضعفه. ويعتقد الكاتب ان القمع في الوقت الحالي قد ينفع لان الحكومة لديها الدعم الجوهري من داخل الطائفة العلوية، اضافة لمن يعملون مع الدولة ويخشون من التغيير من مثل الاقلية المسيحية والدروز. ولكن الانتصار الموقت للنظام لا يلغي من حقيقة ان الدول العسكرية الشمولية في العالم العربي تقاتل من اجل البقاء. ففي عصر الانقلابات العربية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كانت الدولة قادرة على السيطرة على الاعلام والتحكم بحياة الناس. لكن احداث العالم الحالي اثبتت ان ادوات القمع الماضية فقدت قوتها، نظرا لدخول اساليب جديدة تفوقت على القمع وكانت قادرة على فضح ممارسات الدولة، وهي التواصل الاجتماعي والانترنت والفيسبوك التي لعبت دورا مهما في الربيع العربي. وينقل عن معارض سوري قوله انه عندما قتل نظام حافظ الاسد في حماة اكثر من 20 الف مواطن لم تظهر حتى ولو صورة لقتيل ولا صورة لبيت مدمر. وعلى خلاف هذا فصور الضحايا في درعا ومدن سورية الاخرى يتم نقلها اليوم بثوان لكل انحاء العالم. صحيح ان الدولة قد ترد وتقفل كل الاتصالات ومقاهي الانترنت. ومع ذلك فالمعارضة قادرة على كسر الطوق، من خلال شراء بطاقات هواتف من الاردن كما يفعل سكان درعا القريبة من الحدود الاردنية او من خلال توزيع هواتف نقالة دولية كما فعل احد رجال الاعمال من السوريين. ويختم الكاتب مقاله قائلا ان الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا المتورطة في ليبيا باسم مساعدة الليبيين وحمايتهم من زعيم ديكتاتوري عليها ان لا تتجاوز لغة الشجب لسورية والتفكير بالتدخل لانه سيؤدي الى افعال عكسية كما اثبت الدرس الليبي والعراقي والافغاني. ويقول ان الشعوب التي تتدخل الدول الغربية لحمايتهم تشك بالدوافع الانسانية، مشيرا الى ان شركات النفط البريطانية كانت تقاتل على حصتها من نفط العراق، حتى قبل ان تبدأ العملية العسكرية كما اظهرت وثائق نشرتها صحيفة 'اندبندنت' الاسبوع الماضي. وذكر الكاتب في النهاية ان الحماس لحماية المدنيين اصبح غطاء للتدخل العسكري. وقال ان الغرب يمكنه المساعدة في التخفيف من حدة الوضع عبر الشجب وانتقاد المذابح لكن عليه ان لا يتدخل ويغير ما يحدث في سورية. وذكر ان شجب الغرب كان سيحمل ثقلا لو قام بشجب القمع والقتل في البحرين. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-28-2011 هل يلقى الأسد مصير مبارك أم تلقى سورية مصير ليبيا؟ هدى الحسيني الخميـس 25 جمـادى الاولـى 1432 هـ 28 ابريل 2011 العدد 11839 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: الــــــرأي يوم الأحد الماضي نشرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أول مقابلة مع الشرطية التي اتهمت بأن صفعتها بائع الخضار التونسي محمد بوعزيزي دفعته إلى إحراق نفسه، فانطلقت الثورة التونسية. لكن المقابلة أظهرت أن تلك الصفعة الشهيرة لم تحدث على الإطلاق، واتهمت الشرطية الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي بأنه وراء القصة كلها، فجعلها ضحية وزج بها في السجن ورفض الآخرون سماع قصتها. لكن بعد أربعة أشهر، وبسبب شهادات بائعي خضار آخرين، تبينت براءتها وأُسقطت القضية، ولامت الشرطية الصحافة الأجنبية، المفروض أنها صادقة، بأنها سوقت «الصفعة» دون أن تبحث عن الحقيقة. ومن تونس، انطلقت لعبة «الدومينو»، سقط الرئيس المصري حسني مبارك وحكم حتى الآن «رفاقه» عبر المجلس العسكري. ثم مرت لعبة «الدومينو» على البحرين، واليمن، وسورية ووصلت الآن إلى المغرب. المؤلم أن الدول العربية تحولت إلى «لعبة». الذين تظاهروا من الشباب المثقف، طالبوا بالتغيير وعجزوا عن تحقيق تغيير جذري. هؤلاء يعرفون العالم أكثر ويدركون أهمية وضرورة تلقيهم الدعم الأميركي والأوروبي، وعرفوا أنهم لو أشاروا إلى إسرائيل كسبب من أسباب قهرهم، لعجزوا عن تحقيق أهدافهم. إذا عدنا إلى عشرين سنة خلت أي بعد تحرير الكويت وعقد مؤتمر مدريد، نلاحظ أن العالم الغربي (الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا) عجز عن الاتفاق على تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعجز عن فرض ضغوط على كل رؤساء الوزراء الإسرائيليين للقبول بحل الدولتين المستقلتين. لكن زعماء الغرب نجحوا وبسرعة في اتخاذ قرارات عسكرية، وأشركوا معهم قوات الحلف الأطلسي، في حين ترفض إسرائيل نشر هذه القوات على الحدود بينها وبين الدولة الفلسطينية - التي وعد بها الغرب - لحماية أمنها. الرئيس الأميركي باراك أوباما، منذ تسلمه السلطة وهو يلوم سلفه الرئيس جورج دبليو بوش لأنه شن حربين (أفغانستان والعراق)، لكن طلعات طائرات «الدرونز» (التي تقتل الكثير من الأبرياء) زمن أوباما فاقت أضعافا أضعاف غاراتها طوال سنوات بوش. الرئيس أوباما اختار مصر مبارك ليوجه أول خطاب له، ليصالح العرب والمسلمين، لكن بعد المصير الذي لقيه الرئيس المصري حسني مبارك، كيف يمكن لحكام آخرين أن يستسلموا وينصاعوا بالتخلي عن الحكم، إن كان ذلك في ليبيا أو في سورية. الغرب تورط في ليبيا ويواجه مشكلة، ويعتقد أن الحل يكون بقتل العقيد معمر القذافي. وسوف ننتظر لنرى. أما في سورية فالرئيس بشار الأسد يواجه هو الآخر مشكلة أن يلقى مصير مبارك أو تلقى سورية مصير ليبيا. كثيرون خائفون. سوريون وغير سوريين. السوريون متخوفون من وصول المظاهرات إلى قلب دمشق وإلى حلب. كل واحد يفكر حسب مذهبه. حتى لو لم يعلن ذلك. أغلب أعمال العنف ينسبها السوريون إلى «العصابات المسلحة»، كثيرون ما زالوا يضعون آمالهم على «حبيبنا» (أي الرئيس السوري)، لإقرار ما يكفي من الإصلاحات لاسترضاء المتظاهرين. يقول لي أحد المقربين جدا من النظام السوري: «إن على الأسد القيام بإصلاحات ضخمة وبسرعة، أو أنه سيواجه الكثير من المظاهرات وإسالة الدماء وعندها سيتحمل هو المسؤولية وليس النظام». يشرح: «الآن دخلنا في وضع جديد. لأن الاستنزاف والانتظار لم يكونا جيدين قط، لكن، خلال شهر ونصف الشهر صارت هناك إمكانية لمعرفة من لديه مطالب، ومن يقوم بلعبة قذرة. الدخول إلى درعا فيه مظهر قوة إنما الهدف محصور. كل يوم جمعة كان (هؤلاء) يتغطون بالمساجد. المفاجآت هي الأمر المخيف، وهذا ما نطلق عليه باللغة العسكرية: مفاجآت الأرض. أي يدخل أحدهم ليقطع شوكة فيقتلع يدا». يؤكد محدثي: «ما حدث في درعا لم يكن مخططا، لكن درعا كشفت المستور والذي كان يتم التحضير له في أماكن أخرى». يضيف: «لو لم تحدث مشكلات درعا لكان النظام السوري واجه أحداثا مخيفة لاحقا». لكن، ما حدث يوم الجمعة الماضي كان مختلفا بالنسبة إلى السوريين. كانوا يأملون أن تكون الإجراءات الأمنية أقل تشددا مع رفع العمل بقانون الطوارئ، لكن فوجئوا بعدد الضحايا الذين سقطوا. ظهر وكأن الأمور كانت أكثر أمنا في ظل ذلك القانون. الذي أخاف الطرفين، الشعب والنظام الشعارات التي أطلقت يوم السبت في دوما: «العلوية بالتابوت والمسيحية على بيروت». النظام الحالي يوظف نظرية: أنا أو الفوضى. وهناك بالفعل عدد من اللاعبين الأساسيين في المنطقة لا يعرفون كيف ستكون السياسة الخارجية لنظام الأغلبية السنية في سورية. يقول لي سياسي لبناني: «ودِعوا المسيحيين والليبراليين المسلمين» ويضيف: «إن العديد من الدول المهتمة بالمنطقة تتخوف من وصول الصراع ليس فقط إلى لبنان، حيث سورية هي لاعب أساسي، بل أيضا إلى العراق. هناك اضطرابات كردية في شمال شرقي سورية يمكن أن تصل إلى تركيا ويصل وقودها إلى شمال العراق حيث المظاهرات هناك في تزايد لافت». ويضيف: «في ضوء كل هذه العوامل، فإن السعوديين والأتراك والإسرائيليين والأميركيين، وإلى حد كبير، كل طرف له اهتمام بسورية لا يدعون إلى تغيير النظام في سورية، لديهم أسبابهم ليقلقوا إذا سقط النظام، لكن بعض اللاعبين يجد فرصة ما». في هذه الظروف يتعرض النظام السوري للكثير من الضغوط الخارجية. المفارقة تكمن في أن سورية تستطيع أن ترفض كل الضغوط التي تدفعها لقطع علاقتها بإيران و«حزب الله»، لكنها بهذا تعطي العذر للآخرين للبحث عن بديل لنظام الأسد. ويمكنها أن توافق على ذلك، لكن ليس معروفا ما سيكون السيناريو الإيراني في هذه الحالة. إيران لها مصالح صلبة بأن تبقي على نفوذ لها في المشرق، لأن تهديدها لإسرائيل يحمي نظامها وسورية ضرورية في مخططها. ثم إن سورية تستمد «قوة» من علاقتها بإيران، وهي أيضا لا تضمن أن يخفف تجاوبها مع الطلبات الغربية الضغوط عنها في الداخل. الخطأ أن بشار الأسد لم يكن الإصلاحي كما زعم، كان كثير الكلام والخطب، وظن أنه يكفيه النجاح في السياسة الخارجية التي اعتمدها. ربما أراد إجراء «بعض» الإصلاحات لكنه اصطدم بآخرين في النظام (شقيقه ماهر ورامي مخلوف ابن خاله) وتردد أخيرا أنه صار مقتنعا بأجراء إصلاحات حقيقية، لكنه يكاد يفقد صبره بسبب المظاهرات. ومشكلة الرئيس السوري الأساسية أنه عندما تسلم السلطة وعد بالكثير من الإصلاحات، ولم يُنفذ، وبعد المظاهرات وعد أيضا بالإصلاحات، وربما بسبب طبيعة النظام فإن الرئيس السوري لا يستطيع إن يُقدم على إصلاحات فعلية ويضمن في الوقت نفسه البقاء في السلطة. ولكن من جهة أخرى لن يبقيه في السلطة، أو يحمي نظامه تصريحات الدعم السخيفة التي يطلقها الموالون له في لبنان، فهم يظهرونه وكأنه لا يعرف أهمية سورية في المنطقة، ولأن هؤلاء لا يهمهم من سورية إلا استعمالها في «السياسة الكيدية»، التي صاروا يتبعونها في لبنان. انهيار النظام قد لا يكون وشيكا أو أكيدا في القريب العاجل خصوصا أن الجيش لا يزال متماسكا، لكن مجال المناورات أمام النظام يضيق يوما بعد يوم. المطلوب من الرئيس الأسد أن «يخاطر» وينقذ بلاده، بإقرار قانون تعدد الأحزاب والدعوة إلى انتخابات برلمانية والقبول بفترة سنوات محددة يلتزم بها كل رئيس سوري. قد يجد الأمر صعبا لأن منذ تسلم والده السلطة عام 1970 والحكم محصور بين أيدي عائلة الأسد. لكن إذا قاوم الإصلاحات وتضاعفت الضغوط واستمرت المظاهرات فمن المحتمل أن تشهد سورية حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي على غرار ما تراه ليبيا، إن لم يكن أشرس وأكبر بكثير، إذا ما سقط النظام، وما سيحصل بسبب ذلك في لبنان، والأردن والعراق وتركيا. وقد تشهد المنطقة حربا جديدة مع إسرائيل. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-28-2011 ستالين يذهب إلى درعا بواسطة admin3 – 2011/04/28نشر فى: مقالات وتحليلات مازن كم الماز – الحوار المتمدن كانت الدبابات تتقدم جنوبا , الأوامر واضحة , يجب سحق الخونة , كانت ابتسامة ستالين تزين الأعلام التي على الدبابات , في بلد ستالين هذا هو عقاب الخونة , في بلد ستالين لا يوجد شعب , هناك فقط أفراد , و ليس لأي منهم أم أو أب أو أخ أو أخت , ستالين هو الأب و الأم و الأخ , لا يوجد شعب في بلد ستالين , هناك طوائف ؟ ربما , قوميات ؟ يجوز , لكن جميعها متآخية تحت صورة ستالين , تحت هراوات حراس ستالين , لا يوجد شعب في بلد ستالين فالشعب هو ستالين و الوطن هو ستالين , احذر من جارك , بل احذر من أخيك , أنتم أكثر من أغبياء , فبمجرد أن تغمض عيون الحراس سيلتهمك أخوك و يذبحك , فاشكر الله على نعمة الحراس , و على الأمن الذي يقدمه لك ستالين , لا تسأل ما هو طعام ستالين و لا أين ينام ستالين ؟ أنت حشرة لا تستحق شيئا , حتى الهواء الذي تتنفسه , و الخبز الذي تأكله , أنت لا تستحقه , إنه منة , منحة من الزعيم الأوحد , أنتم لن تستطيعوا الحياة ليوم , لساعة , من دون الزعيم و من دون الحراس و هراواتهم و سجونهم , ستأكلون بعضكم البعض , و لهذا اشكر الله على وجود ستالين , و اشكر ستالين , لا تفكر , فقط اتبع التعليمات المعطاة إليك , عقلك لا يمكنه أن يفكر , ستخرب الدنيا ما أن تفكر , لولا حكمة ستالين لضعت أنت و لضعتم جميعا , فاشكر ستالين , يتحدث ستالين فيصفق الحراس , كآلات تستطيع فقط أن تضرب دون أن تفكر , و يقول المذيع – هؤلاء هم الخونة , فيهتف الجنود – الموت ! الموت ! يهتف الجنود كالفونوغرافات , مثل آلات التسجيل , و يبدأ الضرب و الركل – كلنا فداؤك يا ستالين ! كانت الهراوات تطير في الهواء ثم تنقض على رؤوس الخونة , فجأة بدأ الرصاص يلعلع , يسقط الخونة , يبقى هناك المزيد من الرؤوس , تظهر الدبابات , لا بد من سحق الخونة , فالحرية مؤامرة إمبريالية , عندما يكون الزعيم هو ستالين الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-29-2011 صحافة: ماهر الأسد يصفع بثينة شعبان واتهام لسلفيي الكويت بدعم الاحتجاجات لونا الشبل تتهم "الجزيرة " بخيانة "الأمانة" والقاسم ينفي الاستقالة عدنان أبو زيد GMT 12:00:00 2011 الجمعة 29 أبريل 13Share اتهمت جهات حكومية سورية التيار السلفي الكويتي بدعم الأحداث في سوريا. ونشرت صحيفة كويتية معلومات خاصة تفيد أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد أطلق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع بعد جدل حاد بشأن المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن، كما صفع المستشارة الرئاسية بثينة شعبان. واتهمت الإعلامية السورية لونا الشبل قناة الجزيرة بخيانة الأمانة الصحافية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سوريا. في صحافة هذا اليوم نقرأ اتهام جهات حكومية سورية التيار السلفي الكويتي بدعم الأحداث في سوريا بهدف إسقاط نظام بشار الأسد. ووجه الاتهام تحديدا الى جمعية إحياء التراث الإسلامي والنواب محمد هايف والدكتور وليد الطبطبائي وخالد السلطان والدكتور ضيف الله بو رمية. ونشرت صحيفة السياسة الكويتية معلومات خاصة تفيد أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد أطلق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع بعد جدل حاد بشأن المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن، كما صفع المستشارة الرئاسية بثينة شعبان متهماً إياها برفع سقف التنازلات من قبل النظام. وقال الإعلامي غسان بن جدو المستقيل من قناة الجزيرة أن استهداف سوريا يعني استهدافاً للمقاومة. وتمنى بن جدو أن تهدأ الأمور، وتطبق الإصلاحات ويبدأ حوار داخلي جدي. وظهرت الإعلامية السورية، لونا الشبل على شاشة التلفزيون السوري، لتفجر قنابل إعلامية بعد أن فتحت نيرانها على قناة الجزيرة التي اتهمتها بخيانة الأمانة الصحافية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سوريا. جمعية إحياء التراث صرفت ملايين الدولارات لاجتذاب الشباب المتدين وتنظيمهم على شكل ميليشيات اتهام سوري لسلفيي الكويت بدعم المتطرفين وجهت جهات حكومية سورية اتهامات الى التيار السلفي الكويتي بدعم الأحداث في سوريا بهدف إسقاط نظام بشار الأسد. ووجه الاتهام تحديدا الى جمعية إحياء التراث الاسلامي والنواب محمد هايف والدكتور وليد الطبطبائي وخالد السلطان والدكتور ضيف الله بو رمية، لكن النفي جاء سريعا. وبحيب الطبطبائي فأن الأتهامات «محاولة لتصوير الثورة الشعبية على انها مذهبية. نحن للأسف لم نقدم سوى الدعم المعنوي لهذه الثورة». أما النائب هايف فأكد نافيا الاتهام «لو كانت هناك تدخلات لما تُرك حزب البعث وزمرة النظام تعيث فسادا منذ 40 عاما». وأبرز موقع «عكس السير» الإخباري السوري تقريرا تحدث عن «تورط جهات سلفية كويتية» بالتنسيق مع قوى إقليمية ودولية في أحداث سوريا بهدف «إسقاط نظام بشار الأسد». وعمد الموقع السوري إلى إعادة نشر التقرير المشار إليه نقلا عن «شبكة نهرين نت الإخبارية» العراقية دون نفي أو تأكيد صحة ما جاء فيه من مصادر سورية أو كويتية. ونقل التقرير الإخباري عن مصدر كويتي مطلع لم يسمه قوله «إن ما يحدث في سوريا الآن، هو نتاج عمل دؤوب ومضنٍ بذلته أطراف دولية وإقليمية وكويتية»، واصفا «الدور الذي مارسته جهات سلفية نيابية وسياسية ودينية في أحداث سوريا» بأنه «بالغ الخطورة، وساهم في التصعيد الأمني ضد النظام السوري، في غفلة من أجهزة الأمن الكويتية والسورية». وأضاف المصدر ان «عناصر من التيار السلفي في الكويت ساهمت في جمع الأموال وإرسالها إلى داخل سورياوخاصة من خلال مدينة درعا الحدودية مع الأردن، حيث نجحت هذه العناصر في إيجاد بؤر للتنظيم السلفي داخل مدينة درعا والمناطق الريفية القريبة منها منذ أربع سنوات، ومن هناك توسع التنظيم إلى حمص وحماة واللاذقية ومناطق ريفية أخرى، مقابل رواتب مغرية لكل عنصر ينتمي إلى هذا التنظيم يصل ما بين 500 إلى ألف دولار شهريا». وكشف المصدر عن «تورط جمعية إحياء التراث الإسلامي» في «تمويل جزء من نفقات هذا التغلغل العقائدي والأمني إلى سوريا». وتابع المصدر ان «جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت تقوم بصرف ملايين الدولارات إلى داخل سوريا لصرف رواتب شهرية لاستقطاب الشباب المتدين، للانضمام للتيار السلفي، وتنظيمهم على شكل ميليشيات يمكن الاستفادة منهم في أي مواجهات قد تندلع مع الأجهزة الأمنية، كما غطت عمليات التبرع وإرسال الأموال لبناء المساجد لتكون مقرات لهذا التيار». واضاف: غير صحيح اتهامنا وتصوير الدعم الكويتي للثورة في سوريا ضد نظام البعث الطاغي بانه موقف او تدخل سلفي كويتي . موجة استقالات بعثية: ماهر الأسد أطلق النار على الشرع وصفع بثينة شعبان وعلى الصعيد السوري نشرت صحيفة "السياسة" الكويتية معلومات خاصة تفيد أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد أطلق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع بعد جدل حاد بشأن المجازر التي ارتكبتها قوات الأمن، كما صفع المستشارة الرئاسية بثينة شعبان متهماً إياها برفع سقف التنازلات من قبل النظام من خلال حديثها عن الإصلاحات، ما يؤشر على عمق الخلافات داخل القيادة التي تواجه أيضاً موجة استقالات جماعية من "حزب البعث"، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في درعا. ووفقاً للرواية التي كشفتها ل"السياسة" مصادر خاصة، فإن نائب الرئيس فاروق الشرع ندد بشدة بممارسات الأجهزة الأمنية في الصنمين القريبة من درعا أواخر الشهر الماضي، وذلك خلال اجتماع مع رئيس الاستخبارات آصف شوكت وشقيق الرئيس ماهر الأسد وهو ضابط كبير في الجيش برتبة عميد يقود الحرس الجمهوري وفرقاً خاصة. ورداً على دعوة الشرع إلى محاسبة المسؤولين عن قتل أطفال في الصنمين، قال شوكت إنهم كانوا يحاولون الاستيلاء على الأسلحة من أحد المراكز الأمنية، فرد الأول متسائلاً: "من يصدق هذه الرواية"? ..عندها ارتفعت حدة التوتر، وأقدم شوكت على صفع الشرع قائلاً له: "اخرس يا درعاوي"، قبل أن يسحب ماهر الأسد مسدسه ويطلق النار على الشرع متوجهاً إلى شوكت بالقول: "هكذا يتم التعامل معه". بثينة out وأفادت المعلومات التي نشرتها صحيفة " السياسة " الكويتية أن المستشارة الرئاسية بثينة شعبان باتت فعلياً "خارج الخدمة" حيث تم إقصاؤها من منصبها، اثر خلاف حاد مع ماهر الأسد الذي صفعها على وجهها بعدما أبدى غضبه الشديد من مؤتمرها الصحافي في بداية الأزمة الذي أعلنت خلاله عن عزم الرئيس بشار الأسد على إجراء إصلاحات، معتبراً أنها رفعت سقف التنازلات من قبل النظام ما أدى إلى تصاعد التحركات الاحتجاجية، وفقاً لرأي ماهر الأسد. بن جدو يتعهد بحفظ أسرار "الجزيرة".. وفيصل القاسم ينفي استقالته ونشرت صحيفة القدس العربي في لندن تفاصيل استقالة الاعلامي بن جدو من قناة الجزيرة. وبعبارة 'في أمان الله' التي كان يختتم بها برنامجه السياسي 'حوار مفتوح' على قناة 'الجزيرة' ودّع غسان بن جدو مكتب 'الجزيرة' في بيروت، بعد استكمال الإجراءات الإدارية المتعلقة بالاستقالة، التي تقدّم بها مؤخراً الى إدارة القناة ولم يكن الوداع سهلاً بل مؤثراً مع الزملاء لم يخل من الدموع ومن باقات الورد والدعاء بالتوفيق. وقد حمل بن جدو حقيبته السوداء التي اختزنت أياماً بيضاء قضاها في رحاب القناة القطرية، رغم مشقة المهنة، ومرارة الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ سنوات. غادر بن جدو المكتب وابتسامته ترافقه، وبدا أنه لم يغادر القناة فحسب، بل غادر المهنة حالياً الى مجال استثماري بعيداً عن الإعلام، إذ أعلن أنه سيتوجه الى افتتاح سلسلة من المقاهي في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله والتي وصفها 'بضاحية العز والصمود والشرف'. وقال 'لا أستثمر أي قرش الا في الضاحية الجنوبية. سأبدأ مشروعي من هناك، وربما امتدّ خارجها. فأنا رب عائلة. أحتاج لأن أؤمن لقمة عيش لأولادي بشكل منظم وثابت'. واللافت أن غسان بن جدو لم يسافر الى الدوحة لمناقشة موضوع استقالته مع ادارة القناة القطرية بل حضر وفد من الدوحة الى بيروت بعدما تبيّن أن قرار الاستقالة نهائي فتمّ قبولها باحترام، واتفق الجانبان على إنهاء العلاقة المهنية التي دامت لسنوات، في إطار اللياقة والتقدير المتبادل، كما اتفقا على إنهاء الترتيبات القانونية والمالية والإدارية. وتعاهد بن جدو مع الادارة على حفظ اسرار المهنة والقناة، وقال 'لن أغادر الجزيرة إلا كما دخلت اليها في كنف الاحترام، ولا أرى نفسي في أي وسيلة اعلامية في المدى المنظور'. ورداً على سؤال حول موقفه من الأحداث في سوريا يعلق بقوله: 'أنا مع حق الشعب السوري في التظاهر، ولكنني أيضاً مع الموقف القومي لسوريا. فاستهداف سوريا يعني استهدافاً للمقاومة. وأتمنى أن تهدأ الأمور، وتطبق الإصلاحات ويبدأ حوار داخلي جدي، بما يعود خيراً على الشعب والمعارضة والسلطة معاً'. من ناحية اخرى نفى فيصل القاسم مقدم برنامج 'الاتجاه المعاكس' في قناة 'الجزيرة' انباء جرى نشرها على بعض المواقع الالكترونية في سوريا تفيد بتقديمه استقالته من القناة. واكد الدكتور القاسم في اتصال مع 'القدس العربي' انه باق في الجزيرة وانه سيستأنف تقديم برنامجه مجدداً في الاسابيع المقبلة، والمح الى تعرضه لضغوط ومغريات كثيرة لتقديم استقالته، ولكنه لم يحدد مصدر هذه الضغوط، ولا طبيعة العروض المغرية التي تلقاها. لونا الشبل: الجزيرة خانت الأمانة الصحافية وظهرت الإعلامية السورية، لونا الشبل على شاشة التلفزيون السوري، لتفجر قنابل إعلامية بعد أن فتحت نيرانها على قناة «الجزيرة» التي اتهمتها بخيانة الأمانة الصحافية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سوريا. وبحسب "النهار الكويتية" فأنها أشارت إلى أن الإطاحة بنظام الأسد هو مخطط موجود منذ أيام جورج بوش،. كما انتقدت لونا من وصفته باستهزاء (المفكر العربي) دون ان تذكر اسمه واكتفت بالابتسامة الساخرة. وأطلت لونا الشبل، على التلفزيون السوري في برنامج «لقاء خاص» لتكشف من خلاله عن ما وصفها البعض بالغرفة السوداء في قناة «الجزيرة» حول ما تبثه من تقارير مصورة، وتنقله من أخبار عن الأحداث في سوريا، يقال ان بعضها مفبرك، بحيث لا تحترم هذه القناة المصداقية والحرفية الإعلامية في نقل الأخبار خدمة لبعض المخططات السياسية التي يخطط لها منذ أيام جورج بوش وتوني بلير، والهدف منها إسقاط النظام السوري وليس تحسينه، حيث أكدت الشبل أن الهجمة الإعلامية على سوريا بدأت منذ سنوات داخل القناة، التي تسلحت بقاعدة بث خمسة أخبار صحيحة مقابل خبر واحد خاطئ، لتصبح على مدار السنوات على قدر كبير من المصداقية لدى المشاهدين. وأكدت لونا الشبل أن هذا المخطط كُتب عنه في العديد من الصحف والقنوات العربية والغربية وبعض الكتب، وأبرزها «كتاب المحافظون الجدد» حيث يقام على دعم المعارضين المحليين في أي دولة لإسقاط النظام الذي يُعتقد أنه قد يضر بمصالح أميركا وإسرائيل، كما أن الموضوع لا يقتصر على «الجزيرة» و«العربية» و«الشرق الأوسط» و«الحياة»، لأن المخطط أكبر بكثير، وهو مكشوف حتى في كتب غربية صدرت منذ سنوات، وبعضها صدر بعد عهد بوش ورايس. وأشارت الشبل إلى أن العديد من الصحف ووكالات الأنباء تتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وبعض موظفي تلك الصحف والوكالات على انهم جواسيس يتخذون الصحافة غطاء، كما يتخذون صفة المحللين السياسيين نقابا يخفون من خلاله وجههم الحقيقي. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-29-2011 اطلاق مبادرة وطنية للتغيير للتحول الآمن نحو الديمقراطية في سورية 2011-04-29 سوريون يتظاهرون في مدينة مدينة نوى بالقرب من درعا دمشق- (د ب ا): أعلنت مجموعة عمل مشتركة تضم 150 من السوريين في الداخل والخارج إطلاق "المبادرة الوطنية للتغيير من أجل تحول آمن نحو الديمقراطية في سورية" وذلك في خطوة ترمى إلى حقن الدماء السورية وتسمح بتحول ديمقراطي في البلاد. وقال بيان للمجموعة السورية التي اشتركت في "المبادرة الوطنية للتغيير الديمقراطي "ان سورية في الوضع الراهن، اليوم أمام "خيارين اثنين لا ثالث لهما، إما أن يقود النظام الحاكم، بنفسه مرحلة التحول الآمن باتجاه التحول الديمقراطي ويحدونا أملٌ كبير في أن يمتلك النظام الشجاعة الأخلاقية التي تدفعه إلى انتهاج هذا الخيار، أو أن تقود مرحلة الاحتجاجات الشعبية إلى ثورة شعبية تسقط النظام وندخل بعدها في مرحلة التحول بعد موجةٍ من العنف والاضطرابات". وطالبت المبادرة الوطنية السلطات السورية "بالقيام بإصلاح سياسي جذري يبدأ من تغيير الدستور وكتابة دستور ديمقراطي جديد يضمن الحقوق الأساسية للمواطنين، ويؤكد على الفصل التام بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، وهو يشمل أيضاً إصلاحاً جذرياً للمؤسسة أو الجهاز القضائي الذي انتشر فيه الفساد وفقد المواطنون الثقة الضرورية فيه، وبالطبع إلغاء كافة المحاكم الاستثنائية والميدانية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين". وطالبت المبادرة "بإصدار قانون عصري للأحزاب السياسية بما يكفل المشاركة لكل السوريين وبدون استثناء، وتحرير قانون الإعلام بما يضمن حرية الإعلام وإصدار قانون جديد للانتخابات، وتشكيل هيئة وطنية للحقيقة والمصالحة من أجل الكشف عن المفقودين السوريين والتعويض عن المعتقلين السياسيين،". ودعت المبادرة إلى منح الجنسية لمن حرم منها من الكرد وإلغاء التمييز الثقافي واللغوي بحق اللغة الكردية والنشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية والاعتراف بحق التعلمم باللغة الأم، وإلغاء التمييز المنهجي الواقع عليهم وإعطاء المنطقة الشرقية الأولوية فيما يتعلق بمشاريع التنمية والبنى التحتية. وبحسب المبادرة الوطنية، فان المؤسسة الوحيدة التي بإمكانها قيادة هذا التحول هو الجيش، وتحديداً وزير الدفاع الحالي العماد علي حبيب ورئيس الأركان العماد داوود راجحة "من خلال الدخول في مفاوضات مع قادة المعارضة أو أية شخصيات أخرى تحظى باحترام السوريين لتشكيل حكومة انتقالية، تفضي بدورها إلى إنجاز جدول زمني لإنجاز عملية التحول الديمقراطي، تبدأ أولاً بكتابة دستور مؤقت جديد للبلاد يجري التصديق عليه عبر استفتاء وطني. وبعد ذلك تقوم الحكومة الاننتقالية بوضع قانون جديد للانتخاب والأحزاب السياسية والذي من المفترض أن يحكم عملية انتخاب رئيس الدولة وانتخاب البرلمان، وتشرف على الانتخابات لجنة وطنية مستقلة عبر إشراف قضائي ومراقبين محليين ودوليين، ويفتح الباب أمام تشكيل الأحزاب السياسية التي ستشارك بفعالية في الانتخابات القادمة" ودعت المبادرة الوطنية في بيانها الى إصلاح الأجهزة الامنية عبر ما يسمى التطهير وإعادة البناء، إذ لا يجب تفكيكها وحلّها على الفور لئلا تصبح مصدراً دائماً للفوضى. وأضاف البيان "إن الأمر يتعلق أولاً بالرئيس السوري الحالي بشارالأسد؛ فعليه أن يختار بين أن يذكره السوري ون كبطل للتحول الديمقراطي قاد بلاده نحو الانفتاح والديمقراطية، أو أن يسجله التاريخ كديكتاتور سابق لفظه الشعب عبر ثورة شعبية كما كان مصير الرؤساء التونسي والمصري والليبي واليمني". وتشهد سوريا احتجاجات مطالبة باصلاحات سياسية واطلاق الحريات بدأت شرارتها في مدينة درعا جنوبي البلاد في منتصف الشهر الماضي. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-30-2011 المعارضون السوريّون يتحدّثون: الحوار قبل فوات الأوان لكل منطقة ثوّارها: دوما ناصريّة، درعا عشائرية، الساحل شيوعي، حمص وبانياس إسلاميتان... والأكثر شباب (أ ف ب) ماذا يحدث في سوريا؟ من ينظّم التظاهرات وما هو الأفق الذي تنشده؟ المعارضة السوريّة ليست تنظيماً واحداً، بل تتشكّل من حركات ناصريّة وشيوعيّة وإسلاميّة، إضافة إلى مستقلّين يملكون شتّى الأسباب للاحتجاج على نمط الحياة المتوفّر لهم. في هذه السطور، محاولة لنقل وجهات نظر أطياف المعارضة المتعدّدة، علماً أنّ المتظاهرين في سوريا لا ينزلون إلى الشارع بإشارة من أيّ تنظيم غسان سعود دمشق | لا شيء يرمز إلى حوران، الحاضنة لدرعا، أكثر من سنابل القمح. القمح وحوران وجهان لعملة واحدة. لكن علاقة تلك المنطقة بالقمح ـــــ وهي الأساس طبعاً في لقمة عيش سوريا ـــــ تدهورت بعد التحول الاقتصادي الذي شهدته الجمهورية الاشتراكية السابقة في السنوات القليلة الماضية، فارتفعت أسعار المبيدات والأسمدة والمازوت، وبالتالي كلفة إنتاج القمح. هكذا تحوّلت سوريا من بلد مصدّر للقمح إلى مستورد له. من جهة أخرى، دفع تشجيع الدولة المزارعين على التصدير إلى إفقار السوق المحلية وارتفاع أسعار مواد غذائية كانت أرخص من التراب. وبالتالي صحيح أن ما بقي من اشتراكية الدولة يحول دون موت أبنائها جوعاً، لكن صحيح أيضاً أنّ بعض السياسات الاقتصادية حملت كثيرين على النوم جياعاً. ومن الغذاء إلى الرفاهية: احتكر الانفتاح الاقتصادي شاطئ اللاذقية فأكلت المنتجعات الخاصة المسابح الشعبية، ولم يعد بإمكان الفقراء أو متوسطي الحال من أبناء اللاذقية أن يسبحوا على شاطئهم. في موازاة ذلك، يلاحظ أن النمو في الأعوام الماضية سُجل غالباً في القطاع المالي ولا سيما شركات الصيرفة المنفصلة كلياً عن الاقتصاد التنموي، بينما ركّزت الدولة على إنعاش الاقتصاد السياحي، فامتلأت السوق السورية بالفنادق والمطاعم والشاليهات والأسواق الفخمة التي لا يمكن إلا واحداً من كل عشرة آلاف سوري أن يمضي وقتاً فيها. أما الاستثمارات العقارية التي درجت في الأعوام القليلة الماضية، ففتحت البلد أمام المستثمرين الخليجيين، ممّا أدى إلى ارتفاع الأسعار، وبات على المواطن السوري أن يحلم ثم يحلم باقتناء شقة، في يوم من الأيام. هكذا، شهد المجتمع السوري بالسرعة القياسية نفسها، إثراء لمجموعة صغيرة وإفقاراً لمجموعة كبيرة. لكن ليس التفاوت الطبقي الذي يتحدث عنه المناضل الشيوعي عبد العزيز الخيّر هو الذي يجعل من ابن سهل حوران، بو عزيزي آخر. هناك أسباب أخرى، أهمّها القمع والتهميش. يتحدث الناشط المعارض لؤي حسين عن شباب يريدون اختيار رئيس لمجلس بلديتهم يشبههم، وأن تكون لهم كلمة على الاقل في تعيين المسؤول عن تنظيف شوارع مدينتهم. شباب لا يفهمون كيف يحقّ للشرطي أن يشتمهم ويحقّرهم، مع أهلهم غالباً، ساعة يشاء ودون محاسبة. شباب لا يريدون التعرّض للاعتقال لمجرد تشكيكهم في الرواية الرسمية كما حصل أخيراً مع أحد الذين نفوا علمهم بحقيقة ما يحصل في سوريا. يتحدّث المخرج السينمائي المعارض أسامة محمد عن تزييف النظام لصورة الآخر، فيخترع مجلساً نيابياً ثم يكذب على نفسه والآخرين بالادعاء أن هذا المجلس يمثّل الشعب. وبالتالي فإن الأسوأ من قطع لسان المواطن هو إجباره على القبول بأن يكون لسان شخص آخر هو لسانه. وهكذا فاللسان الآخر يتذوّق عنك ويستطعم عنك ويتحدث. وبحسب حسين، فإن الموجود اليوم في سوريا هو «دولة/ أمن» بدلاً من أن يكون «دولة/ سلطة»، إذ «تحولت مؤسسات الدولة من تلك المعنية بتصديق المعاملات مروراً بالإعلام وصولاً إلى النقابات، إلى مؤسسات تسلط»، وبات أكثر الموظفين تواضعاً يعتقد أن المواطن «ممسحة» يمكنه أن يداعب شواربها بأصابع قدميه. وللمناسبة، فإن أجهزة الأمن السياسي هي فوق القانون الذي يمنع محاسبة الأمني أثناء أدائه لوظيفته و«من يمت يمت من كيسه». أمّا في محاكم أمن الدولة فلا حقّ للمواطن بدفاع جديّ عن النفس ولا بالنقض أو الاستئناف. يصل حسين إلى السبب الثالث في تحوّل المواطن السوري إلى بو عزيزي، وهو الفساد في السلطة، فيكمل عنه عبد العزيز الخيّر شارحاً أن الغالبية العظمى من الموظفين في المؤسسات الرسمية وُظّفوا في العقود الأربعة الماضية على أساس الولاء لبعض الأمنيين النافذين، لا على أساس الكفاءة. وكلمة السر المعممة في كل المؤسسات هي «دبّر راسك». وبالتالي، افرض الخوّة التي تريدها على المواطن، حقّره كما تشاء، عذّبه، اسرقه. لك الضوء الأخضر. ويمكن المواطنين أمثال الفنان السوري يوسف عبدلكي أن يكتبوا الروايات عن معاناتهم اليومية، فبعد إهداره الأيام والأعصاب متنقلاً بين الإدارات الرسمية ليحصل على جواز سفر جديد من دون أن يرشو أحداً، قرر عبدلكي في النهاية أن ينسى جواز السفر ويتقدم بدعوى قضائية على معذّبيه. يضيف الأمين العام للحزب الاشتراكي العربي الديموقراطي (في الكادر شرح مسهب عن هذا الحزب) حسن عبد العظيم سبباً رابعاً للحراك الذي تشهده سوريا هو «النهضة العربية الجديدة ذات الثقافة الإسلامية» التي تشهدها المنطقة. ووفق عبد العظيم، فإن للشعب السوري خصوصيته، لكنه ليس منعزلاً عن الثورة التي شهدتها إيران وأنتجت نظاماً ديموقراطياً، ولا عن تركيا حيث يحترم حزب العدالة والتنمية قيم الديموقراطية، ولا عن مصر وليبيا وتونس والبحرين. وبحسب عبد العظيم، فإن البيئة الحاضنة لما يقوله الرئيس بشار الأسد عن الإصلاح تتعارض كلّياً مع توجّهاته. ما سبق يجعل من كل مواطن سوري، إلى أية طائفة انتمى، مشروع «بو عزيزي»، بحسب حسن عبد العظيم وعبد العزيز الخيّر ولؤي حسين وأسامة محمد ويوسف عبدلكي المعارضين للنظام السوري. أما المتخصّص في الشؤون الإسلامية المحامي محمد صياح المعراوي، فيضيف سبباً خامساً لحراك أبناء الطائفة السنية أكثر من غيرهم، وهو «الملامح الطائفية الاستفزازية». فوفق المعراوي، ليس هناك صدام طائفي في الشارع، والعلويون بما هم طائفة أبرياء. لكن هناك في النظام من يسهم في تبنّي المؤسسات الرسمية لمفاهيم مختلف عليها بين الطائفتين السنية والشيعية، وهناك من يستفزّ السنة و«يجاكرهم» عبر تسليط الضوء على كربلاء، ويشجع على قيام أبناء الطائفة الشيعية بزيارة مقام السيدة زينب بمواكب استفزازية بدلاً من ممارستهم لتقاليدهم دون استفزاز، وهؤلاء يفترض العمل على إبعادهم عن السلطة. من يتحرك؟ حسن عبد العظيم ـــــ الناصري الذي تجاوز الثمانية والسبعين ـــــ يعدّ أحد المؤثرين في التحرك الذي تشهده بعض المدن السورية، ولا سيما في مدينتي المعضمية ودوما، والأخيرة كانت ولا تزال توصف بالقلعة الناصرية. لكن، رغم تأكيد بعض المصادر الأمنية السورية أن لعبد العظيم دوراً أساسياً في ما تشهده بعض المدن السورية، يشير الأخير إلى أنّ من يمثلهم، سواء بنحو مباشر أو غير مباشر، لا يتجاوزون نسبة العشرة في المئة ممن ينتفضون اليوم للأسباب السابق ذكرها. ويؤكد الناصري العتيق أن الأساس في رسم الحراك الحالي هم شباب غير منضوين في حزب أو حركة، ينشدون المشاركة الجدية في صناعة مستقبلهم على مختلف المستويات والإصلاح الاقتصادي. ويلقى هؤلاء الدعم من كل من: التيار «القومي ـــــ العروبي ـــ الإسلامي» الذي يسعى إلى نهوض الأمّة عبر مشروع جديد أساسه الديموقراطية، التيار اليساري الذي يتحمس غالباً للتغيير، والتيار الليبرالي الذي يتألف من صناعيين وحرفيين ومزارعين أُسقطوا من تحالف السلطة ورأس المال. جار عبد العظيم، الإسلامي محمد صياح المعراوي يرى أن طغيان الإسلاميين في التحرك سببه أن «90 % من الشعب السوري هم مسلمون سنة، أما الأقليات فلا تؤلّف أكثر من 10%. والغالبية وسط السنة، ليسوا علمانيين». ويدافع المعراوي بحماسة عن مشاركة السلفيين في أي حراك في المنطقة، من منطلق الفهم الديني لهم بعيداً عن اتهامهم بالإرهاب، مستغرباً تركيز السلطة على مشاركة السلفيين في التحركات وكأنها عار. ولأن التيار الإسلامي المنظّم مفكك في سوريا، يعتقد المعراوي أنّ سعي السلطة إلى اكتشاف البنية التنظيمية لمن يواجهها مستحيل، وكل سنيّ سيبقى متهماً في نظر السلطة حتى تثبت... إدانته، مع العلم أن الحضور السلفي في بعض المناطق قد يكون تجاوز دعاية السلطة نفسها، ومع العلم أيضاً أن السلطة أدّت دوراً كبيراً في الأعوام القليلة الماضية على صعيد تفريخ الجمعيات الإسلامية ودعمها. أما اللاعب الأقوى في الحراك الحالي، بحسب المعراوي، فهم العلماء الذين لديهم مآخذ كثيرة على النظام، وغالباً ما يحثّون المواطنين على اتباع الوسائل الهادئة والسلمية في التغيير. حين توقف الباص ونزل منه عناصر الاستخبارات لخطف لؤي حسين بعد يومين على انطلاق التحركات في درعا، ظنّ الأخير أن زلزالاً قد حصل، رغم كونه قد أمضى سبع سنوات في السجن. اليوم، بعدما أطلقت السلطة سراحه لتؤكد حسن نيتها، يتابع الأخير عبر ناشطين في مختلف المناطق السورية ما يحصل، تفصيلاً بتفصيل. بعد نقاش، يوافق أن بعض التحركات يأخذ طابع نصرة السنيّ للسنيّ والعلويّ للعلويّ. ويوافق أن لا معالم واضحة للمعارضة الشبابية، نتيجة إعدام السلطة، على مراحل، المجتمع المدني السوري. من جهة أخرى، يسهم لؤي في إكمال الصورة عن المتحركين بالإشارة إلى تركز الاحتجاج على مناطق غنية بالتعاضد الاجتماعي، حيث يعرف الناس بعضهم بعضاً. مع عبد العزيز الخيّر تتضح أكثر نظرة من يمكن وصفهم بالمعارضة السورية، للمتحركين: لكل منطقة ثوارها؛ الناصريون في دوما، صحيح. العشائر في درعا، صحيح. الشيوعيون في الساحل وبعض الأحياء المتاخمة لدمشق، صحيح أيضاً. إسلاميون يسعون إلى ركوب مختلف الموجات، صحيح. إسلاميون أكثر من الآخرين وأفعل وأقوى في بانياس وبعض حمص، صحيح. أما الأصح بالنسبة إلى الخيّر فهو: حراك شبابي لا يمكن أبداً اختزاله بحزب أو حركة ولا صبغه براية سوداء ولا حمراء. يتناغم الخيّر نسبياً مع أسامة محمد. يقول الأخير إن لكل منطقة سورية أسلوب مواجهة مختلفاً وأدوات تغيير مختلفة وثواراً مختلفين (وسط أصدقاء أسامة من يعتقدون أن اعتكاف الدمشقيين والحلبيين في منازلهم هذه الأيام هو تعبير عن موقف). ويشدّد على أن النظام السوري كان يمتلك منذ البداية القوة والقدرة على حماية التحرك السلمي، لكنه دفع الأمور باتجاه يمكّنه من حماية «اللاتحرك». ويستعيد أسامة الصور التي شاهدها في الاعتصام السلمي الأكبر في مدينة حمص، ليؤكد أن الاعتصام لم يكن «دينياً ولا ضد ديني». أما لاحقاً فتحرك كثيرون بدافع إنساني ظناً منهم أن التضامن (سواء كان اجتماعياً أو إنسانياً أو طائفياً) سيمنع القتل. بعد اكتمال الصورة، نسبياً، يشير الخيّر إلى تنبّه لاعبين أساسيين في الحراك الحالي إلى الخصوصية الطائفية في سوريا التي لم تكن موجودة في مصر ولا في تونس، فضلاً عن الصراع الوهابي ـــــ الشيعي الذي برز على أكثر من صعيد، بحسب الخيّر، في سوريا. لكن الشيوعي الذي سجن 14 عاماً يرى أن هتاف «واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد» يعلو على الهتافات الطائفية «الموجودة طبعاً». وفي السياق نفسه، يوافق الخيّر على وجود كلام طائفي وآخر يتناغم مع بعض الكلام الأميركي، لكن الاثنين لن يطغيا لتناقضهما مع الوجدان السوري. ويرى الخيّر أن من امتلك القدرة على المبادرة الشعبية (قبل اندساس المندسّين) يملك القدرة على تقديم ممثل عنه لمحاورة السلطة في الوقت المناسب. واللافت أنّ المعارضين، على عكس السلطة، لا يرون أنّ كل ما يقوله خصمهم هو كذب وافتراء، فيوافق الخيّر على احتمال اندساس عشرة في تحرك يضم ألف مواطن، لكن وجود العشرة لا يفترض أن يسمح للسلطة بأن تبطش بـ990 مواطناً، في ظل إجماع المعارضين على السخرية من رواية السلطة القائلة إن مندساً تسلق ظهر مبنى رسمي وتمركز مطمئناً ليبدأ تصيّد المتظاهرين ورجال الأمن. بدوره، ينصح أسامة بتسهيل السلطة للتحركات السلمية فيتضح لها وللرأي العام، المندس من غير المندسّ. بعيداً عن المندسين، في أحد الأحياء المتاخمة لدمشق القديمة، يمكن الوصول إلى مجموعة من الشباب العشرينيين، الذين يتابعون ما يحصل بشغف. خلفيتهم السياسية واحدة، أما الطائفية فمتعددة. يوزعون المهمات بإشراف أحد الرفاق المتقاعدين: البعض يتعرف حديثاً إلى ربه فيقصد الجامع لينادي بالاستعداد للذهاب إلى الجنة. البعض مشغول بالثورة الافتراضية والإعلامية وهي تؤتى ثماراً. والبعض يتحين الوقت المناسب ليؤدّي الدور المرسوم له. هؤلاء، وأعدادهم قليلة نسبياً في التحركات التي تشهدها سوريا، منظّمون جداً ويعتقدون أنهم يعرفون أكثر من غيرهم ماذا يريدون. ماذا تريد المعارضة؟ المعارضة ــ الأكثرية لم يتح لها بعد فرصة التعبير عن مطالبها الحقيقية. ورغم أن التجارب العربية ولا سيما في تونس ومصر، أظهرت أن الحد الأدنى في مطالب المعارضة الشارعية هو إسقاط النظام، لا تبدو المطالبة بإسقاط النظام السوري واضحة وصريحة دائماً. ويصعب جداً تبيان المسافة التي تفصل بين المطالبة بإسقاط النظام لأسباب مذهبية (كما يحصل في بعض المناطق وأبرزها مدينة بانياس) والمطالبة بإسقاط النظام لأسباب أخرى. مع الأخذ في الاعتبار أن أغلبية المطالبين بالحرية، من سوريا، ما زالوا يحرصون على تحييد رأس النظام، الرئيس بشار الأسد، عن الانتقادات التي يوجّهونها الى النظام الذي دافع الأسد عنه بحماسة في خطابه أمام مجلس الشعب. الناصري حسن عبد العظيم يقول حرفياً: «نحن لم ولن نرفع شعار إسقاط النظام. الناس يريدون نظاماً ديموقراطياً بدل النظام الشمولي. لكن العنف والبطش دفعا البعض إلى المطالبة بإسقاط النظام كتصعيد مضاد. نحن ننادي بإصلاح النظام، لا إسقاطه. منذ عام 1979، مطلبنا الحوار الوطني. نريد أن يكون الشعب مصدر السلطة لا البعث». وبذلك يتلاقى عبد العظيم مع الخيّر في نصف الطريق تقريباً: يطالب الأخير بتغيير تدريجي وسلمي وآمن، معلناً خشيته من استمرار الوضع الحالي الذي سيؤدي إلى تفكك حزب البعث وتفكك الجيش وبالتالي تفكك أسس الدولة. الأمر نفسه، يردده لؤي حسين: «لا نطالب أبداً بسقوط النظام لأن لا بديل منه، وسقوطه سيشكل خطراً كبيراً. نطالب فقط بتفكيك بنية الاستبداد = إعطاء المجتمع والدولة بعض السلطات السياسية». وبالتالي فإن المعارضين التقليديين، الناشطين إلى جانب معارضين جدد اليوم، لا يريدون أكثر من نظام يعترف بوجودهم كمقدمة لمحاورتهم. أما الاعتراف بالوجود، فيكون بتبنّي النظام لخمس خطوات تسبق الحوار، هي: 1– إلغاء قانون الطوارئ. 2– إقرار قانون الأحزاب. 3– إقرار قانون تنظيم الإعلام وتحريره. 4– وضع قانون انتخابات نيابية وإدارية يضمن حرية الانتخابات ونزاهتها. 5– تعديل المادة الثامنة من الدستور التي تتحدث عن «الحزب القائد» فيصبح الشعب هو المرجعية لا حزب البعث. أخيراً، الابتسامة نفسها ترتسم على وجه الشيوعي والإسلامي والناصري واللاحزبي في نهاية كل حوار: «لم نعد وحدنا في العالم... السوري. مهما كابر النظام فسيجد نفسه مضطراً في النهاية إلى الجلوس معنا، إلى طاولة واحدة». «وطِِّّ راسك» يا أخي صوت المطر ينزل على... إترنيت الحميديّة. يمعن الحمام هديلاً. يضاف إلى وقع قدميَّ وقع أربع أقدام. ودون أن يوقفني، يطلب مني أحد الجارين الرفيقين، إبراز هويتي. لبنانيّ، عكاريّ، مواليد الشارقة، ملتحٍ ويتجوّل بالقرب من الجامع الأمويّ في موعد صلاة الظهر. هذا يجعل مني مشتبهاً في ضلوعه في زعزعة الاستقرار السوري... أو مشروع شاهد «إيجابي» على التلفزيون السوري. تسرع خطواتهم فتسرع أنت أيضاً من دون إدراك. يتساءل الجار الآخر إن كان الخط الهاتفي في جوالي، «ثريّا». تزداد المعدة إيلاماً والتهمة وضوحاً. نصل إلى الضابط، فيعرّم صدر الجارين. أما الريّس فلا يكلّف نفسه عناء الاستماع ولا النظر: «خذاه من وجهي». يأتي ثلاثة جدد. أحدهم زجرني صائحاً: ولاه حقير! الثاني «شنغلني» والثالث أفهمني أنّ علي التبسم حتى لا أثير انتباه الفضوليين. أتبسم ولا أثير الانتباه بينما الأول يرفسني، يدفشني، ويردّد بصوت عالٍ «ولاه» مع كلّ زفرة. نصيحة أولى: حين يقول «المعلّم»: «وطِّ راسك»، ابلع بطنك وادحش رأسك بنفسك بين فخذيك، أو يضطر المعلم إلى فعل ذلك بالقوة. نصيحة ثانية: حين يقول «المعلّم»: «غمّض عينيك». أغمضهما فلا تضطره إلى إلباسك كيساً أسود. نصيحة ثالثة: حين يودّعك «المعلّم» بعبارة: «انقِبِر انطور هون ولاه». ابتسم فلا تضطره إلى شتم «أمّك وأختك وسليلتك». لاحقاً، كان العميد أبو جاسم في فرع التحقيق أكثر من لطيف: مصغياً، متفهماً ومحاوراً. سُرَّ كثيراً بمناقشة الأوضاع السياسية في لبنان، فأوصى، مداعباً، بتكثيف اصطياد الاستخبارات السورية للبنانيين، لا لشيء إلا لأنهم... لبنانيون. يجوز عدّها معاملة بالمثل. بالمناسبة: ليس على المؤسسات المعنيّة بحرّية الصحافة الاستنفار. دخلنا وخرجنا من دون إعلام أحد بهويتنا الصحافية. عتب على حزب اللّه وسط المعارضين للنظام السوريّ من يمكن التشكيك في وطنية خلفياتهم وحقيقة أهدافهم السياسيّة. لكن، هناك أيضاً كثر وسط الشيوعيين والناصريين والإسلاميين المعارضين ممن لا يمكن أبداً المزايدة على موقفهم في دعم حركات المقاومة والصراع مع إسرائيل والموقف من الولايات المتحدة. لا يرى هؤلاء مبرراً لتوضيح مواقفهم اليوم بعد مراكمتهم لعقود القول والعمل. ويعتب بعضهم بشدة على حزب الله الذي أيّد الثورات التحررية في مصر وتونس والبحرين، ثم تبنّى رواية النظام السوريّ كاملة من دون أن يسعى إلى تصويب بعضها أو إلى نصح القيادة علانية بمحاورة شعبها بدل قمعه. وبحسب بعض المعارضين، فإنّ استخدام النظام صور الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله كلما اضطر إلى استقطاب الشارع، يفترض أن يدل حزب الله على طبيعة الشعب السوري المؤمن بالمقاومة. ويفيد التذكير هنا بأن الشعب السوري لا النظام، هو الذي استقبل النازحين اللبنانيين خلال حزب تموز. والشعب السوري، لا النظام، هو الذي يجد في المقاومة متنفساً يؤيده، مع العلم أن هدوء جبهة الجولان وموافقة النظام السوري على البحث في تسوية مع إسرائيل يمثّلان مادتين أساسيتين في انتقاد المعارضة السورية للنظام. المهمّ، يقول أحد المعارضين، ألّا يكون حزب الله مقتنعاً بأن قانون الطوارئ والأحادية في كل شيء هما أساس الممانعة. الاشتراكي العربي الديموقراطي يعدّ حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي، بزعامة حسن عبد العظيم، جزءاً من الاتحاد العربي الاشتراكي الذي أسّس عام 1964 حين انصهر عدد من التشكيلات السياسية السورية ذات التوجه الناصري في حزب واحد (حركة القوميين العرب، حركة الوحدويين الاشتراكيين، الجبهة العربية المتحدة، الاتحاد الاشتراكي السوري). خلال السنتين 1965 و1966 انسحبت حركتا الوحدويين الاشتراكيين والقوميين العرب من الاتحاد العربي الاشتراكي، وفي العام التالي حدث انقسام داخل الحزب نجم عنه ظهور جناحين، الأول بزعامة جمال الأتاسي والثاني بزعامة اللواء محمد الجراح. وفي عام 1968، تكرّس الاتحاد الاشتراكي كحزب بقيادة الأتاسي وأخذ صفته الراهنة، ثم انضم إلى جانب الاشتراكيين العرب وحركة القوميين العرب والبعث العراقي إلى جبهة معارضة لحكم صلاح جديد. عام 1972، أعلن الحزب تأييده لحركة حافظ الأسد التصحيحية وأسهم في تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية وشارك في الحكومة، لكن في العام التالي انسحب الحزب من الجبهة بسبب الخلاف على المادة الثامنة من الدستور السوري الذي جرى الاستفتاء عليه في العام ذاته لأنها تنص على أن حزب البعث يقود الدولة والمجتمع والجبهة الوطنية التقدمية. وتعرّض الحزب إثر قراره هذا لانقسام ظل بموجبه فوزي الكيالي في الجبهة تحت الاسم، وتحوّل جناح الأتاسي إلى حزب معارض يقوده حالياً حسن عبد العظيم. الرد على: المقالات الغاضبة about syria from 01.04.2011 - بسام الخوري - 04-30-2011 مـــا تستحقّـــه سوريـــا أنسي الحاج مهما كانت الحقيقة، يَغْلبها الدم. والدم المكشوف أكثر من الدم القديم. ما يجري في سوريا لا يُحْتَمَل. قَمْعُ المتمرّدين بالدبّابات جنون. إذا قيل إن النظام استُدرج إلى الدم نقول: كان عليه أن لا يُسْتَدْرَج. المطلوب تختصره كلمة: الحريّات. كان على النظام (ولا يزال... هل هناك وقت؟) أن يترك لشعبه الحريّات دفعة واحدة بدون تقسيط ولا حَذَر وبأقصى سرعة. من أجل سوريا لا من أجل النظام. إذا كانت مؤامرة، ونحن نعتقد مع المعتقدين أنّها إنْ لم تكن كذلك يجب التنبّه الدائم إلى عدم الإفساح لمَن يقتنصها ويوظّفها في لعبةٍ ما من ألعاب الأمم، حتّى لا نقول ألعاب الأمّة الواحدة ذات الرسالة الأميركيّة الخالدة ـــــ فإنّ سَحْب الذرائع من مستعمليها يُعرّي الواقع ويحمي الجميع. عندما نلفظ كلمة أميركا أو الغرب يقول معترض: وما بهما؟ أليس التأثّر بهما أفضل من البقاء عند أطلالنا وفي أغلال طغاتنا؟ عمَّ ندافع وعلامَ نخاف ومجتمعاتنا العربيّة في منتهى التخلّف؟ أليس اقترابنا من النماذج الغربيّة إسعافاً وتَرقّياً؟ وهل بدأت مصر وبلاد الشام تتقدّم في القرن التاسع عشر إلّا بناءً على الانفعال بالثقافة الغربيّة وقيم الثورة الفرنسيّة؟ اعتراضٌ في محلّه. الحيطة ليست من التفاعل مع الثقافة الغربيّة ـــــ وهذا من مطالبنا وقد غالينا فيه شخصيّاً حدّ التغرُّب وقريباً من انقلاع الجذور ـــــ بل الحيطة من غربٍ، أميركي بالتحديد، يريدنا عصريين على السطح وأكثر تخلّفاً واندثاراً واستسلاماً للموت في الواقع. يريدنا مُصدّرين للنفط ومستهلكين للسلع وأَجراماً طيّعة في الفَلَك الإسرائيلي. وهل تكون روما الجديدة غير روما القديمة؟ وهل تختلف روما عن أخرى في نظرتها إلى المستعمرات وفي كيفيّة «تطوير» تبعيّتها؟ لقد استفادت الولايات المتحدة من التجارب الاستعمارية لبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وهولندا والاتحاد السوفياتي وغيرها قديماً لتبتدع نموذجاً جديداً من الهيمنة أكثر واقعيّة، سلاحها الثقافي الأول هو السينما، وأدواتها الأخرى مدنيّات من نوع الطعام والشراب والجينز والتخاطب بلغةٍ تقتصر على بضع كلمات، مدنيّات عَولميّة تُسهّل المعيشة على خلفيّة توحيدها في نهجٍ واحد وشكل واحد وفولكلور واحد لم يعد ينافسها في أحاديّته غير النموذج الصيني، لا من حيث النفوذ، بل بسبب المليار ونصف المليار الذين يكادون، في نظر الأجناس الأخرى على الأقل، يشكّلون شخصاً واحداً. إذا قارنّا أحوالنا البدويّة والصحراويّة والديكتاتوريّة والمتعصّبة بالديموقراطيّات الغربيّة فقد لا نخرج من المقارنة بغير اليأس وتَمنّي العدوى. ولكنْ هل العدوى ممكنة بسلامة أم هي طُعْم لإحكام السيطرة وتسهيل استمرارها دون أخطار ومفاجآت؟ ما نخافه ليس انهيار أنظمتنا، وانهيارها عَذْب كأجمل الألحان، بل تجزئة بلداننا وتفتيتها كما حصل في أوروبا الشرقيّة وكما يبدو حاصلاً في ليبيا واليمن والسودان وما يقاربه في العراق. كلُّ ما يُعْمَل على خلفيّة التجزئة وإحياء النعرات العرقيّة والمذهبيّة والطائفيّة هو إمعانٌ في قتل شعوبنا وتجهيلها وتكليس أبواب قبورها. ■ ■ ■ لا فائدةَ من العنف. نسوق هذا إلى السلطة في سوريا التي قد تكون نُصحت، تحت ستار الحرص عليها، بأن لا تضعف أمام المتمرّدين بل أن تبطش. قد يستقرّ الأمر للنظام عن طريق العنف ولكن المقام سيكون على الجماجم لا بين المواطنين، وبين أمواج الاستسلام والضغينة لا على الرحب والسعة. كان الناس يخافون من السلطة وباتت السلطة تخاف من الناس، وها هي تريد العودة إلى بسط هيبة رعبها على الناس كأنه لم يكن هناك «ربيع دمشق» ولا وعود لبشّار الأسد. لا يستطيع نظام بشّار أن يظلّ وحده واقفاً في العالم على هذا النمط وقد تساقطت جميع الأنظمة الفرديّة والعائليّة في الشرق والغرب. كوريا الشماليّة ليست قدوة بل هي الأنتي ـــــ قدوة. كوبا كذلك. كان المطلوب من بشّار (ولا يزال... هل هناك وقت؟) أن ينقلب على النظام لينفضه ويُعَصْرنه لا أن يستسلم لروحٍ لا تشبهه ولا تشبه جيله ولا طبعاً أجيال اللحظة. فرصةٌ أخرى أتيحت لبشّار لم يغتنمها. كان عليه (ولا يزال... هل هناك وقت؟) أن ينقل بلاده إلى مرحلة التحديث الديموقراطي معيداً، لا نقول أمجاد سوريا، بل تاريخها الديموقراطي السابق للانقلابات العسكريّة وحكم البعث، حين كانت تغلي بالحياة السياسيّة والفكريّة الحرّة أكثر من لبنان ومن أيّ بلدٍ عربي. عند مبايعة الأسد الابن، ما انطبع في الأذهان هو صورة الشاب المنفتح العلماني الحديث. كان عليه (ولا يزال... هل هناك وقت؟) أن يثق بالشعب ويعطيه ما يطلب وأكثر ممّا يطلب، ففي يده ذلك ولو لم يُصدّق، ومن حقّ الشعب ذلك ولو تأخّر في المطالبة به. كان عليه (وما زال... هل هناك وقت؟) أن يكون قويّاً لا أن يستعمل القوّة. ليتوقّف خطاب الحجج هنا وهناك، وليسارع كلّ طرفٍ إلى إنقاذ نفسه من نفسه أوّلاً. لا أحد ينتظر شيئاً من الجامعة العربيّة ولا من الأمم المتحدة، هيئتَي العجز والتواطؤ والشماتة والنعي. مطلوبٌ صحوةُ وعيٍ من السوريين ترقى بهم إلى ما تستحقّه سوريا من نكرانِ ذات. وللسوريين على اختلافهم نقول: حذار الثأر! المجتمعات التعدّدية، إذا استسلمت لتبادل الخوف ولنوازع الحقد والانتقام، تفجّرتْ عن بكرة أبيها وارتمت عمياء في لجج الهلاك. نعم سوريا، والعرب جميعاً، فريسة مؤامرة. كلّ لبنانيّ اليوم قلبه على سوريا. كلّ عربي، حتى أولئك المهمومون بحروبهم الداخليّة. وسوريا في غنى عن النصائح، فهي، أكثر من أيّ بلدٍ عربي آخر وأكثر من أيّ وقتٍ آخر، تعرف أين هو الحل لمشاكلها. إنه مكتوب بأحرف صارخة زادها الدم صراخاً: حريّة! فليُقْدِم النظام. لقد أتيحت له فرص عديدة ولم يُقْدِم. فليُقْدِم. إذا فعل فسيُحبط المؤامرة على سوريا وعلى سائر الأمّة. سوريا كبيرة والوقت صغير. ■ ■ ■ من لوقيان «إنّ مهنتي هي أن أمقت الادّعاء والدجل، والكذب والكبرياء: إنّي أمقت ما لهذه من أتباع كريهين، وأنت تعلم ما أكثرهم. غير أنّي لا أتغاضى عن الفرع الآخر المتمّم لذلك، وهو الفرع الذي يُحلّ المحبّة فيه محل البغضاء، وهو الذي يشمل حبّ الحقّ والجمال والبساطة، وكلّ ما ينتمي إلى عالم الحبّ». لوقيان (القرن الثاني ق. م.) ■ ■ ■ ما نكتشفه نحتاج إلى العزلة لا لنكتشف أنفسنا، بل كي نرتّب لاكتشافها مكاناً في أنفسنا. ما نكتشفه يحصل بصدمات الاختلاط. نقطة الندى لا تعرف إلّا عن البنفسجة التي تحتها. نقطة الماء في البحيرة تعرف أكثر، لكن معرفتها محدودة بشبيهاتها الساكنات مثلها في البحيرة، كأنها جميعاً واحد، وحين تمرّ الريح لا يعطينها أكثر من رعشةٍ جافّة. نقطة الماء في البحر تعرف ما فوقها وما تحتها وما حولها وستعرف ما تجهل، ولن تهدأ. تعرف، لأنّها تختلط بشبيهاتها وبغريباتها، وتكاد كلُّ لحظةٍ تكون بالنسبة إليها المجهول الأكبر. هدوء العزلة مساحةُ اجترار. ■ ■ ■ «صرنا غرْب» «صرنا غرْب نحنَ اللّي كنّا صحابْ وحبابْ ما في متلنا أحبابْ» تغنّي فيروز عن جفاء العشّاق. لكنّه أيضاً كلّ جفاء: عندما ييبس غصن فتتجاهله الغصون الخضراء، أو تيبس الغابة كلّها فتغدو هياكل عظميّة تعافها أشدّ الطيور جوعاً. من أصعب المَشاهد صورةُ عجوزٍ يُخَتْير وينوص في منزله، وفَوْقَه مصابيح الكهرباء تمعن في التوهُّج. التي تخون نفسها عندما يبلغ قَدَرُكَ مطارح التمكُّن، وأنت لا تدري لأنّك فيها، اتّكِلْ على صدرك: تَعْرف من مسابقته الريح أنّك في تلك المطارح. نشوةُ هواءِ التمكُّن فريدةُ النّشوات، هنالك يطير نسرُ الفجرِ بألوان قوس قزح. وإذا أخطأكَ صدرك ولم تعرف، فاعتمد تبصير عيون النساء، إنّهنّ العالمات منذ الولادة بخطّ بيان المصائر وأصحاب الزمان. الرجل الوحيد لا يُحِبّ. ذراعاه تظلّان مكتوفتين. لياليه تتحرّق بلا جمر ونهاراته وداعٌ بلا رماد. الرجل الوحيد هو ذاته الحبّ. نشوةُ الهواء تلك لم تعد كما كانت، لكنّ احتضانها صار أمتع لأنّ عينيه الآن تُبْصرانها. لم يَمُتْ فيَّ شيء أيّتها الحياة التي تخون نفسها. |