حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
كيف تَبْلُغَ المدينة الفاضلة؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: كيف تَبْلُغَ المدينة الفاضلة؟ (/showthread.php?tid=43053) |
كيف تَبْلُغَ المدينة الفاضلة؟ - بسام الخوري - 04-30-2011 كيف تَبْلُغَ المدينة الفاضلة؟ ياسر حارب التاريخ: 30 أبريل 2011 ياسر حارب اعتقد أفلاطون ومِن بعده الفارابي أن السعادة الحقيقية لا توجد إلا في المدينة الفاضلة، أما المدن الأخرى التي يسميها أفلاطون بالفاسقة والضالة فإنها تخلو من السعادة، وإن وجدت فإنها سعادة خادعة. هل حقا لا يسعد الناس إلا عندما يكونون فضلاء؟ ماذا عن اللصوص إذن؟ كيف يسعدون ويضحكون وهم يسلبون الناس أشياءهم الثمينة؟ ربما لا يشعرون بالذنب لأنهم يرون أن الحياة لم تكن منصفة فأرادوا إحقاق العدالة بأيديهم، أليست العدالة فضيلة؟ يسعى الإنسان كثيراً لبلوغ الفضيلة، وأحياناً يكون ذلك دافعاً للشعور بالفوقية تجاه الآخرين، وفي لحظة ما، يواجه موقفا فيتخلى عن كل فضائله بسهولة، وينحدر أكثر من الآخرين الذين كان يبزّهم بالعمل الصالح. عندها ندرك بأن الشعور بالفوقية الإيمانية الذي تعززه ممارستنا لمختلف أنواع الفضائل هو أحد أنواع العنصرية، بين حسناتنا وسيئاتنا. ليست السيئات هي المؤقتة فقط، بل إن بعض الحسنات مؤقتة أيضاً. كثيرون يمارسون العنف والقسوة والقتل باسم الإيمان، وقليلون يعفون عمّن أساء إليهم. النوع الأول نحب تسميته في زماننا بـ (المجاهد)، والنوع الثاني نسميه (الضعيف). بعضنا يسيء فهم الإيمان، فيمارس أبشع الجرائم باسمه، ثم يأمل أن يدخل الجنة ويديه ملطّخة بالدماء، وأقسى ما في ذلك أنها غالبا ما تكون دماء مَن يُحب. حينها لا يصبح الإيمان عملا صالحا، ويتحول الإنسان إلى شبح لا يشبه أحدا حتى نفسه. لا أستطيع أن أجد فضيلة في إيمان كهذا حتى لو تسربل به من يظنون بأنهم فُضلاء. في المدينة الفاضلة، عليك أن تتحلى بقدر عالِ من الشجاعة كي تستطيع أن تسامح، ولكن عليك أن تتحلى بقدر عالٍ من الغباء كي تستطيع أن تنسى. لا أجد فضيلة في الغباء إ؟ في حالات المرض، فعندما ينسى الإنسان مرضه فإنه حينها يستطيع أن يخرج منه، لأنه في تلك اللحظة فقط يصير مؤمنا بقوته الداخلية التي تستطيع أن تتغلب على المرض. الإيمان بالنفس هو إحدى أسمى الفضائل الإنسانية، وهو الطريق الذي يقودنا إلى الإيمان بالله. عندما نقحم الفضيلة في ممارساتنا، عنوة، فإننا نجرّدها من أوزانها الحقيقية لتكون ذات خفّة وشفافية لا تتناسب مع طبيعتنا الإنسانية، تماما مثل الشاي الذي يخففه أحدنا بإضافة مزيد من الماء إليه فيصبح غير مستساغ، وعندما تسأله عن السبب يقول لك: حتى أنزع منه الكافيين! وأتساءل هنا: لماذا لم يشرب الماء لوحده إذن؟ إن مهمة الشاي تكمن في منحنا النشاط، ولكي نحصل على النشاط فلابد من تجرّع بعض المرارة. أشعر أحياناً بأن الفضيلة تحمل مرارة أكثر من اللازم. الفضيلة مثل الماء، منها بدأ الأحياء، ولكن يمكنها أن تقتلهم إذا ما اتسعت وفاضت عن حاجتهم. وعلى رغم كون جسم الإنسان مليء بالماء، إ؟ أنه يحتاج إلى وقت حتى يتعلم السباحة، فامتلاكنا للأشياء ؟ يعني قدرتنا على السيطرة عليها، كذلك هي الفضيلة، تشغل مساحة كبيرة من تفكيرنا، ولكنها تغرقنا عندما نقفز في لُجّتها فجأة. إن الفضيلة الوحيدة التي لا نستطيع أن نتملّص منها هي التناقضات التي تعيش بداخلنا، لأنها فقط مَن يؤكد لنا بأننا بشراً ولسنا ملائكة، ولو نزل مَلَكٌ مِن السماء لامتلأ بالتناقضات مثلنا. أحيانا نرتكب الأفعال الحسنة لأننا نظن بأنها ستؤدي إلى حياة حسنة، ولكن الغريب أن بعض آثامنا تؤدي إلى حياة حسنة أيضاً. أليست هذه إحدى التناقضات التي ؟ ننكرها ولكننا نخشى الإقرار بها أيضاً؟ ممارسة الفضائل لن تخلق مدينة فاضلة، ولكن استمرار المحاولة هو شكلٌ من أشكال بلوغ الهدف. ليس مهماً أن تمارس الفضيلة، والأهم هو أن تؤمن بضرورة وجودها في حياتك، فالإيمان بالأشياء قد لا يحققها، ولكنه يمنحها قُدْسية. لا قيمة لإيماننا إن لم يقدنا إلى فعل الفضائل، فالإيمان وسيلة وليس غاية، كما أن الفضيلة وسيلة أيضاً، والوسائل الصادقة هي التي تقود إلى وسائل أخرى، لأنها تدفعنا لمزيد من العمل. الفضيلة لا تكمن في الزهد في الأشياء، فقد يبدو أن زهد أحدنا في المال فضيلة، إلا أن حصوله على ذلك المال ثم مساعدته لفقير محتاج قد يكون فضيلة أسمى. لا تخجل من تَمَنّي الأشياء الفاضلة، فأحياناً تكون الأمنيات أصدق من الحقائق. أن تتمنى الخير هو عمل فاضل، ولكن أن تتمنى الأشياء طوال حياتك ثم تموت دون أن تحصل عليها فهو عمل أحمق ولا شك. لم أستطع أن أجد في الحماقة أية فضيلة، وخصوصاً في الحروب، كحماقة إطلاقك لسراح الفارس الذي سيعود ليقتلك يوما ما، لا تلم ذلك الفارس لأنه يبحث عن المجد ولا يأبه بفضيلة رد الجميل. إن السعي لتحقيق البطولة عمل أرعن يحب الناس تسميته أحياناً (شجاعة)، فالبطل مثل القطار الذي يجري بسرعة على سكة الحديد لكي يصل قبل الآخرين، ولأنه لا يستطيع أن يحيد عن مساره فإنه مضطر، كما يقول، لأن يصدم كل من يقف في طريقه. أتساءل الآن: أي فضيلة في البطولة؟. المدينة الفاضلة ليست موجودة و؟ يجب أن توجد، فوجودها سيلغي الرغبة في الدعوة إلى الخير، ولن يعود للعدل حاجة، وسيصبح الإيمان فعلا مبتذلا. إنها فكرة سعى الإنسان عبر التاريخ لتحقيقها ولكنه لم يستطع أن يحققها أبداً، وما أجمل الأفكار عندما لا تتحقق، فوحدها تلك تستطيع أن تسافر عبر العصور، وأحيانا يكون لها وقعٌ أكثر تأثيرا من تحقيقها. إذا أردت أن تنام كثيراً في الليل، فعليك أن تعمل أكثر في النهار، وإذا استطعت أن تنام في الليل دون أن تفكر بأحد، ثم استيقظت في الصباح ولم تتذكر أحدا، فاعلم بأنك قد بلغت المدينة الفاضلة. الرد على: كيف تَبْلُغَ المدينة الفاضلة؟ - بسام الخوري - 05-02-2011 كيف تَبْلُغ المدينة الفاضلة؟ المصدر: * ياسر حارب التاريخ: 02 مايو 2011 ياسر حارب تنويه: نظراً لورود أخطاء غير مقصودة نتيجة خلل تقني في عدد أمس الأول (السبت) نعيد نشر المقال مجدداً. اعتقد أفلاطون ومِن بعده الفارابي أن السعادة الحقيقية لا توجد إلا في المدينة الفاضلة، أما المدن الأخرى التي يسميها أفلاطون بالفاسقة والضالة فإنها تخلو من السعادة، وإن وجدت فإنها سعادة خادعة. هل حقا لا يسعد الناس إلا عندما يكونون فضلاء؟ ماذا عن اللصوص إذن؟ كيف يسعدون ويضحكون وهم يسلبون الناس أشياءهم الثمينة؟ ربما لا يشعرون بالذنب؛ لأنهم يرون أن الحياة لم تكن منصفة فأرادوا إحقاق العدالة بأيديهم، أليست العدالة فضيلة؟ يسعى الإنسان كثيراً لبلوغ الفضيلة، وأحياناً يكون ذلك دافعاً للشعور بالفوقية تجاه الآخرين، وفي لحظة ما، يواجه موقفا فيتخلى عن كل فضائله بسهولة وينحدر أكثر من الآخرين الذين كان يبزّهم بالعمل الصالح. عندها ندرك بأن الشعور بالفوقية الإيمانية الذي تعززه ممارستنا لمختلف أنواع الفضائل هو أحد أنواع العنصرية، بين حسناتنا وسيئاتنا. ليست السيئات هي المؤقتة فقط، بل إن بعض الحسنات مؤقتة أيضاً. كثيرون يمارسون العنف والقسوة والقتل باسم الإيمان، وقليلون يعفون عمّن أساء إليهم. النوع الأول نحب تسميته في زماننا بـ«المجاهد»، والنوع الثاني نسميه «الضعيف». بعضنا يسيء فهم الإيمان، فيمارس أبشع الجرائم باسمه، ثم يأمل أن يدخل الجنة ويداه ملطّختان بالدماء،. وأقسى ما في ذلك أنها غالبا ما تكون دماء مَن يُحب. حينها لا يصبح الإيمان عملا صالحا، ويتحول الإنسان إلى شبح لا يشبه أحدا حتى نفسه. لا أستطيع أن أجد فضيلة في إيمان كهذا حتى لو تسربل به من يظنون بأنهم فُضلاء. في المدينة الفاضلة، عليك أن تتحلى بقدر عالٍ من الشجاعة كي تستطيع أن تسامح، ولكن عليك أن تتحلى بقدر عالٍ من الغباء كي تستطيع أن تنسى. لا أجد فضيلة في الغباء إلا في حالات المرض، فعندما ينسى الإنسان مرضه فإنه حينها يستطيع أن يخرج منه؛ لأنه في تلك اللحظة فقط يصير مؤمنا بقوته الداخلية التي تستطيع أن تتغلب على المرض. الإيمان بالنفس هو إحدى أسمى الفضائل الإنسانية، وهو الطريق الذي يقودنا إلى الإيمان بالله. عندما نقحم الفضيلة في ممارساتنا، عنوة، فإننا نجرّدها من أوزانها الحقيقية لتكون ذات خفّة وشفافية لا تتناسب مع طبيعتنا الإنسانية، تماما مثل الشاي الذي يخففه أحدنا بإضافة مزيد من الماء إليه فيصبح غير مستساغ، وعندما تسأله عن السبب يقول لك: حتى أنزع منه الكافيين! وأتساءل هنا:لماذا لم يشرب الماء لوحده إذن؟ إن مهمة الشاي تكمن في منحنا النشاط، ولكي نحصل على النشاط فلابد من تجرّع بعض المرارة. أشعر أحياناً بأن الفضيلة تحمل مرارة أكثر من اللازم. الفضيلة مثل الماء، منها بدأ الأحياء، ولكن يمكنها أن تقتلهم إذا ما اتسعت وفاضت عن حاجتهم. وعلى رغم كون جسم الإنسان مليئاً بالماء، إلا أنه يحتاج إلى وقت حتى يتعلم السباحة، فامتلاكنا للأشياء لا يعني قدرتنا على السيطرة عليها، كذلك هي الفضيلة، تشغل مساحة كبيرة من تفكيرنا، ولكنها تغرقنا عندما نقفز في لُجّتها فجأة. إن الفضيلة الوحيدة التي لا نستطيع أن نتملّص منها هي التناقضات التي تعيش بداخلنا؛ لأنها فقط ما يؤكد لنا بأننا بشر ولسنا ملائكة، ولو نزل مَلَكٌ مِن السماء لامتلأ بالتناقضات مثلنا. أحيانا نرتكب الأفعال الحسنة لأننا نظن بأنها ستؤدي إلى حياة حسنة، ولكن الغريب أن بعض آثامنا يؤدي إلى حياة حسنة أيضاً. أليست هذه أحد التناقضات التي لا ننكرها ولكننا نخشى الإقرار بها أيضاً؟ ممارسة الفضائل لن تخلق مدينة فاضلة، ولكن استمرار المحاولة هو شكلٌ من أشكال بلوغ الهدف. ليس مهماً أن تمارس الفضيلة، والأهم هو أن تؤمن بضرورة وجودها في حياتك، فالإيمان بالأشياء قد لا يحققها، ولكنه يمنحها قُدْسية.لا قيمة لإيماننا إن لم يقدنا إلى فعل الفضائل، فالإيمان وسيلة وليس غاية، كما أن الفضيلة وسيلة أيضاً، والوسائل الصادقة هي التي تقود إلى وسائل أخرى؛ لأنها تدفعنا لمزيد من العمل. الفضيلة لا تكمن في الزهد في الأشياء، فقد يبدو أن زهد أحدنا في المال فضيلة، إلا أن حصوله على ذلك المال ثم مساعدته لفقير محتاج قد يكون فضيلة أسمى.لا تخجل من تَمَنّي الأشياء الفاضلة، فأحياناً تكون الأمنيات أصدق من الحقائق. أن تتمنى الخير هو عمل فاضل، ولكن أن تتمنى الأشياء طوال حياتك ثم تموت دون أن تحصل عليها فهو عمل أحمق ولاشك. لم أستطع أن أجد في الحماقة أية فضيلة، وخصوصاً في الحروب، كحماقة إطلاقك لسراح الفارس الذي سيعود ليقتلك يوما ما، لا تلم ذلك الفارس لأنه يبحث عن المجد ولا يأبه بفضيلة رد الجميل. إن السعي لتحقيق البطولة عمل أرعن يحب الناس تسميته أحياناً «شجاعة».فالبطل مثل القطار الذي يجري بسرعة على سكة الحديد لكي يصل قبل الآخرين، ولأنه لا يستطيع أن يحيد عن مساره فإنه مضطر، كما يقول، لأن يصدم كل من يقف في طريقه. أتساءل الآن: أي فضيلة في البطولة؟ المدينة الفاضلة ليست موجودة ولا يجب أن توجد، فوجودها سيلغي الرغبة في الدعوة إلى الخير، ولن يعود للعدل حاجة، وسيصبح الإيمان فعلا مبتذلا.إنها فكرة سعى الإنسان عبر التاريخ لتحقيقها ولكنه لم يستطع أن يحققها أبداً، وما أجمل الأفكار عندما لا تتحقق، فوحدها تلك تستطيع أن تسافر عبر العصور، وأحيانا يكون لها وقعٌ أكثر تأثيرا من تحقيقها. إذا أردت أن تنام كثيراً في الليل، فعليك أن تعمل أكثر في النهار، وإذا استطعت أن تنام في الليل دون أن تفكر بأحد، ثم استيقظت في الصباح ولم تتذكر أحدا، فاعلم بأنك قد بلغت المدينة الفاضلة. |