الهروب من السجن ليس مأخذاً على هؤلاء ، فالأربعة الذين هربوا من سجن باغرام قتل منهم اثنين وأعتقل الثالث وبقي الرابع على قيد الحياة ، كما أن هروب وفك أسر الكثير من قيادات طالبان من سجون النظام الأفغاني ليس مأخذاً يمكن الولوج له للحديث عن عمالة هؤلاء لأمريكا ، لأن طالبان تخترق الجيش الأفغاني بقوة ، وهذا يتضح من خلال الكثير من الأفعال والحوادث وآخرها قيام طيار أفغاني بقتل 13 جندياً أمريكياً .

إذا كانت السجون الإسرائيلية والتي تعتبر من أخطر السجون في العالم وأكثرها صرامة وتعقيد من ناحية لاحراسة الأمنية والبعد الجغرافي تمكن بعض السجناء من الهروب منها ومن ضمنهم 3 من أبناء الجهاد الإسلامي في فترة التسعينات ، وقبل ذلك تمكن المناضل أبو ضمرة من الهروب هو وأكثر من 65 شخصاً من السجن في أكبر عملية هروب في تاريخ اسرائيل ، فهل هؤلاء تم تأهيلهم إسرائيلياً ؟ يا سيد علي انت تطرح احتمالات غريبة وبعيدة عن الواقع ولا يوجد لها ما يسندها الا هواك .

الأربعة حفروا نفقاً من تحت السجن ومن ثم تمكنوا من الفرار ، والأربعة هم أبو ناصر القحطاني وقد تم اعتقاله ومن ثم تسليمه للسعودية وهو الآن محتجز في السعودية ، والثاني هو أبو عبد الله الشامي وقد أستشهد في معركة مع الجيش الأمريكي " هنا " والثالث هو الفاروق العراقي وقد أستشهد هو الآخر في موطن رأسه في البصرة في اشتباك مسلح مع الجيش الأمريكي " هنا " والرابع هو أبو يحيى الليبي والذي ما زال مطارداً إلى الآن .

وهي العملية الوحيدة التي حصلت في سجن باغرام ، على ما أعتقد وإمكانية حصولها أمر وارد جداً وخصوصاً في ظل وجود السجن في منطقة جبلية وكذلك إستخدام طريقة حفر الأنفاق للهرب ، حيث أن المعتقلين لو تمكنوا من تجاوز حراسة السجن - والتي هي أصعب الحراسات - فإن تجاوزهم لباقي الحراس أمر أسهل ، وعمليات الهروب تكررت كثيراً على مدار التاريخ في كثير من المواطن والأماكن ، حتى السجون الإسرائيلية والتي تعتبر من أكثر السجون في العالم حيطة وحذرا وحراسة وتشدداً في الشكليات الحراسية حصلت فيها أكثر من 5 عمليات هروب ، أشهرها عمليتي الهروب من سجن أنصار الأولى والتي قادها اللواء أبو ضمرة برفقة أكثر من 65 شخصاً وعملية الهروب الثانية وكذلك هروب 4 سجناء في عام 2003 من سجن عوفر العسكري وهم 3 من الجهاد الإسلامي والرابع من حركة فتح .

أما باقي عمليات فك الأسر التي تقوم بها طالبان أو عمليات الهروب التي تتم من داخل السجون الأفغانية ، فأظنك تدرك تماماً بأن طالبان اخترقت الجيش والشرطة الأفغانية بشكل مفصلي وحققت انجازات كثير في هذا الصدد فمثلاً تكررت الكثير من الحوادث التي من ضمنها قيام أفراد من الشرطة الأفغانية بقتل جنود أمريكيين والتي كان آخرها قتل طيار أمريكي لأكثر من 12 جندياً أمريكياً ، ومن هذا الباب بإمكان طالبان ان تستغل هذا الأمر لإخراج مساجينها ، فقبل سنة شنت طالبان عملية تحرير رهيبة ضد أحد السجون الأفغانية وتمكنت من تحرير أكثر من 1000 سجين ، وقبل أسبوع ونصف هرب أكثر من 400 معتقل من طالبان عن طريق نفق حفروه .

أما باقي الأخبار التي تتحدث عن اعتقال الملا عمر وغيرها ، فأظنك أعقل من أن تصدق كل ما تسمع .

يا سيد علي أنت تفترض إفتراضات خيالية لا محل لها من الواقع ، فعمليات الهروب من السجون أمر وارد جداً وتكرر طوال التاريخ الإنساني ، بل وحصلت في أكثر السجون تعقيداً وحراسة - مثل السجون النازية مثلاً - كما حصل عندما هرب 250 شخص من سجن ستالاغ لوفت النازي ، وحصولها في سجن الأمريكي أمر وارد كذلك - لك أن تقرأ عن عدد المساجين والجنائيين في أمريكا الذين فرو من السجون - ، كما أن ما اتبع عملية الهرب ينفي صحة كلامك ، فقيام القوات الأمريكية بملاحقة هؤلاء وقتل اثنين منهم وأسر الثالث تنفي وجود أي مصلحة أمريكية من إطلاق سراحهم ، فلا يعقل أن تطلق سراحهم وبعد أشهر تقتلهم دون أن يفعلوا أي شيء ، كما أن صغر عدد الهاربين يساعد على انجاح عملية الهروب وعدم كشفها إلا بعد أن تتم ، فالعدد قليل جداً ولا يمكن ملاحظته .

وبخصوص العراق فكلامك أيضاً خاطئ ، فهناك عدن سجون هاجمها المجاهدين سواء من القاعدة أو من غير القاعدة وتمكنوا من تحرير الكثير من المعتقلين ، وهناك عملية كبيرة استهدفت سجن ابو غريب نفسه ولو قدر الله لتمكن المجاهدين من تحرير كافة سجناء المعتقل .

بخصوص الفرق بين حزب الله او حماس أو الجهاد والفرق بين شخوصهم وبين أعضاء القاعدة فأيضاً تشبيهك خاطئ ، فهؤلاء أيضاً معروفين في مناطقهم ومعروفين في أماكن تواجدهم ، فأبناء حماس معروفين في فلسطين وليس في خارج فلسطين ، كما أن وجود مقاتلين عرب في منطقة غير عربية له دوره كذلك ، فمثلاً محمود المبحوح لم يكن يسمع به أحد إلا بعد استشهاده ، وكذلك عماد مغنية كان له اسم وهمي ولم يعرف أحد هذا الإسم وتفاصيل عن حياته إلا بعد استشهاده .

فالقاعدة ليست تنظيماً شعبياً بل هو تنظيم عسكري أمني ، ولذلك من الطبيعي أن يكون أفرادها وأعضائها غير معروفين إلا بعدما يحصل لهم أمر ما ويتم كشفهم واماطة اللثام عنهم .