![]() |
الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ (/showthread.php?tid=43594) |
الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - فضل - 06-01-2011 أوقفت لجنة الأخلاق، في الاتحاد الدولي لكرة القدم، القطري بن همّام، للتحقيق في فساد محتمل. كما انسحب المذكور من التنافس على منصب رئاسة الاتحاد، وربما يفتح التحقيق ملابسات فوز بلاده باستضافة مباريات كأس العالم، التي دار بشأنها لغط كثير. ولكن ما لنا نحن وهذا الكلام؟ ما يحرّض على الكلام في هذا الموضوع أن مشروع الوجاهة القطري يثير الاستفزاز والضحك. قبل قليل نافست مصر على منصب الأمين العام للجامعة العربية، وانضمت إلى التحالف الدولي ضد القذافي، وقبل القليل بكثير انخرطت في وساطات مختلفة في السودان واليمن والصومال وفلسطين ولبنان. وهذا غيض من فيض. لماذا كل هذا؟ التركي عزيز نيسين خفيف الظل، وكاتب من القطع الكبير، ترك أعمالاً لم تجد صعوبة في احتلال مساحة من الذاكرة، والإقامة فيها وقتاً يطول، بقدر ما تطول قائمة ما شهدناه، وشهدنا عليه من أحداث. فالكوميديا السوداء تُدرّب الذائقة الشخصية على اكتشاف الظلال الخفيفة في فن المفارقة، وفي الوقت نفسه لا تتجلى، بقدر ما تستحق من إعجاب، إلا على صفحة ذائقة شخصية تحررت من أوهام كثيرة. ومن بين أعماله البديعة، تفرد الذاكرة مكاناً فريداً لرواية بعنوان "زوبك"، صدرت ترجمتها العربية في ثمانينيات القرن الماضي، وفي ثنايا المكان الفريد يتوهّج اسم إبراهيم بيك زوبك، الشخصية الرئيسة، التي تواظب على الحضور، بكفاءة موظف استعلامات أمين، يرد على، ويفسّر، أسئلة كثيرة في الحال. زوبك وجيه ريفي، في منطقة تركية نائية، مصاب بداء الأهمية، ورياضته المُفضلة، إقناع الناس بأهميته الشخصية، وافتعال أحداث توحي بمكانة رفيعة لدى أصحاب الشأن في المراكز الحضرية البعيدة، على أمل الفوز بمنصب رئيس البلدية. الرواية التي تُرجمت إلى أكثر من لغة عالمية، تحوّلت إلى فيلم في تركيا، وإلى مسلسل درامي قام ببطولته الممثل السوري دريد لحّام، قبل سنوات طويلة. تحضر في سيرة زوبك، وأوهامه الكثيرة والمثيرة، ناهيك عن أكاذيبه وألاعيبه، وأهميته المفتعلة، كافة العناصر الضرورية لبناء شخصية الفهلوي. لذلك، عُرفت الرواية باسم الفهلوي، أيضاً. ولا نمتلك في أحيان كثيرة عدم التعاطف معه، والشفقة عليه، باعتباره شخصية روائية، على الرغم أننا لا نرجو العيش قرب شخص كهذا في الحياة اليومية. حتى الآن لا ضرر، ولا ضرار. ومع ذلك، نصادف أمثال زوبك في الحياة اليومية، ونحاول الابتعاد عنهم. نصادف مثقفين، وساسة، وموظفين، ومناضلين، وأصحاب بزنس، من هذا الطراز. ولا نعجز، في جميع الأحوال، عن اكتشاف عناصر كوميديا سوداء، تثير الضحك مرّة، وسخرية يشوبها الأسى مرّات. ولكن ماذا يحدث: إذا كان الوجيه الريفي دولة أصغر من تؤخذ على محمل الجد، وإذا كانت الدولة مصابة بداء الأهمية، وكان لديها ما يكفي من المال للإنفاق على أوهام تصبح حقيقية، وجدية تماماً، بقدر ما تنجح في إقناع الآخرين بأن تبني القضية ونقيضها، واستجداء الوساطة في كل مكان وأمر تلوح فيه بارقة وساطة، والتصرّف على طريقة الكبار أصحاب الهموم الإستراتيجية، أشياء تكفي للنجاح في مسعى الوجاهة في العالم القريب والبعيد. إذا حدث ذلك، ينـزل الأدب من ملكوت الخيال إلى أرض الواقع. وهذا محتمل إلى حد ما، بقدر ما نعثر فيه على عناصر للكوميديا السوداء. ولكن، عندما يؤسس مسعى الوجاهة لقيم يصبح وجودها شرطاً لنجاحه، وعندما تصبح محاولة التسلق على جذع قضايا كبرى مدخلا للوجاهة، عندئذ تنفتح الكوميديا السوداء على احتمال الكارثة. إلى أين يأخذنا هذا كله؟ إلى قطر. في ليبيا وسوريا واليمن يشتمون قطر. وفي مصر وتونس، شتمها الحكام وأبواقهم قبل سقوطهم المدوي، وحتى في فلسطين، ترى فيها نسبة لا بأس بها من الفلسطينيين مصدر إزعاج يبرر الشتيمة. ولا أحب أن أرى نفسي في خندق واحد مع أنظمة الاستبداد في ليبيا، واليمن، وسورية، ولا مع الدكتاتورين المخلوعين في مصر وتونس، أو حتى مع الفلسطينيين الذين هاجوا، لأن الفضائية القطرية نشرت وثائق معيّنة تخص المفاوضات لإحراج السلطة الفلسطينية. بيد أن هذه الحقيقة لا تنفي حرصي على ضرورة التعامل مع الظاهرة القطرية، باعتبارها جديرة بالبحث والملاحظة، إذا أردنا أن نفهم ما أصاب العالم العربي في العقود القلية الماضية. أزعم بأننا لن نتمكن من تفسير الظاهرة القطرية، إلا على خلفية الانحطاط، الذي أصاب المراكز الحضرية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وبيروت، والقاهرة. ليس بمعنى أن هبوط تلك المراكز خلق فراغاً في السياسة، فسارع آخرون للاستفادة منه، وصعدوا بناء عليه، بل بمعنى أن صعود الآخرين جزء عضوي من بنية الانحطاط. في زمن الانحطاط يمكن أن تكون الشيء ونقيضه، فإذا نجحت أصبح الجمع بين الشيء ونقيضه قيمة تحظى بالاعتراف. وهذا ما تتمرد عليه الشعوب العربية هذه الأيام: سورية، مثلاً، دولة ديمقراطية، على الرغم من أنها محكومة بالجيش والمخابرات، وقطر تموت في الديمقراطية، لكنها بلا برلمان، ولا أحزاب، ولا صحافة حرّة، أما حسابات الحكّام المصرفية، فلا تخضع لرقابة من أحد، ومصر المباركية دولة الاستقرار والتنمية، لكن مبارك في السجن هو وأولاده، وأغلب أعضاء حكومته، بتهمة اختلاس المال العام. وعلى هذا انظر من الماء إلى الماء، وقس. في هذه المفارقات نعثر على معنى أن تكون الظاهرة القطرية جزءاً عضوياً من حالة الانحطاط العام، التي أصابت العالم العربي. في التاريخ والجغرافيا حقائق لا تقبل التغيير. الدول لا تستمد قيمتها من حساباتها المصرفية، بل من عدد ما لديها من ألوية مدرعة، وموارد بشرية، ومصانع، وموانع طبيعية، وتاريخ. هذه الأشياء لن تتغيّر. فلنعد إلى بن همّام، والوجيه الريفي الطامح إلى رئاسة البلدية ـ سواء أكانت الاتحاد العالمي لكرة القدم، أم جامعة الدول العربية ـ وإلى مشروع الوجاهة القطري. في علم النفس والاجتماع ما يفسّر الكثير. ومع هذا، لماذا كل هذا؟ حسن خضر http://www.al-ayyam.com/znews/site/template/article.aspx?did=167089&Date=5%2F31%2F2011 الرد على: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - thunder75 - 06-02-2011 قطر يا دكتور تملك ثلث غاز العالم قطر وتستحوذ على ثلث إمدادات أسواق العالم من الغاز الطبيعي وعدد سكانها 150 ألف نسمة ومعدل دخل الفرد فيها هو الثاني أو الثالث على مستوى العالم. ماذا تتوقع لدولة بهذا التركيبة ، اقتصاد ريعي غير انتاجي يعيش على ريع الأرض ، عدد سكان قليل جدا وبطبيعة الحال عدم وجود شرائح اقتصادية بينها صراع بالمجتمع تؤؤدي لظهور الديموقراطية فمعظم الدولة هي قطاع عام وشخص واحد ينفرد بالسلطة والثروة ويصرفها على نزواته وكي تكمل محاسنها يتحالف هذا الحاكم مع الإخوان المسلمين ويجعل من بلده قاعدة عسكرية أمريكية في نفس الوقت ويكون قراره السياسي مرتهن بالكامل لأمريكا النتيجة هي دولة تبدد هذه الثروة الهائلة على نزوات حكامها وبحثا عن امجاد زائفة أو كما قال الزميل بهجت بالضبط وأقتبس (12-09-2010, 12:44 AM)بهجت كتب: لا أريد لمصر استضافة كأس العالم بالثمن الذي دفعته قطر ،ولا أريد ذلك لأي شعب أحترمه ، لا أريد لأحد أن يدفع مبلغ 54 مليار دولار من أجل استضافة كأس العالم و لن يسترد منه سوى 10 مليار على أفضل تقدير . ثم يستورد بعد ذلك كل شيء . RE: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - thunder75 - 06-02-2011 ![]() الرد على: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - فضل - 06-02-2011 ما كتبه بهجت رائع بل ويفسر كل شىء فان لم تكن استضافة مونديال كرة القدم فعلا تعبير عن نهوض المجتمع فما الداعى لها هناك ثوبت لم تتغير عبر التاريخ ان الدول تملك قيمتها وتاثيرها من تاريخها حجمها سكانها جغرافيتها الخ حتى لو كانت فى ازمة اقتصادية فهذا لا يغير شيئا لانه لا وجود لازمة مزمنة الصين كانت فى السبعينات حتى غير ممثلة فى مجلس الامن وكان ينوب عنها تايوان لكن عوامل السكان والجغرافيا والتاريخ عندما اندمجت فى مشروع تنموى ناجح تغير كل الموقف وهذاما سيحدث لمصر قطعا ولسوريا وغيرها من مراكز العرب التاريخية RE: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - Sniper + - 06-02-2011 اقتباس:أزعم بأننا لن نتمكن من تفسير الظاهرة القطرية، إلا على خلفية الانحطاط، الذي أصاب المراكز الحضرية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وبيروت، والقاهرة. فاليملؤا الفراغ إذاً .. RE: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - السلام الروحي - 06-02-2011 (06-02-2011, 03:43 PM)Sniper + كتب:اقتباس:أزعم بأننا لن نتمكن من تفسير الظاهرة القطرية، إلا على خلفية الانحطاط، الذي أصاب المراكز الحضرية في القاهرة، ودمشق، وبغداد، وبيروت، والقاهرة. أقلوا عليهم لا أبا لأبيكم ![]() ![]() الرد على: الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟ - SH4EVER - 06-02-2011 شيوخ الخليج كلهم نفخة كذابة ..... شيوخ بالمال .... و احترامهم بين الناس بالمال .... و إلا فعقلياتهم لا تتجاوز أعلى من بطونهم . أغلبهم لا يحملون شهادات علمية مرموقة .... بل يفتخرون بسنة دراسية في كلية ساند هيرست العريقة التي أعتبرها أكبر نصب على العقول الهبلة . و يأتون لبلادهم و تزدان النياشين صدرهم كله و هم لم يخوضوا حربا واحدة ....... عبط . نقاش دار بيني و بين أحدى قريباتي و قد كانت تمدح شيوخ الإمارات لإغداقهم الأموال على شعوبهم .... فقلت هذا شئ لا أرضاه ايضا لنفسي ..... لتقول لي أنهم أحسن من غيرهم فرددت عليها (( الأعور على العميان باشا )) ..... و أنا لا أريد أن يحكمني أنسان يغدق علي من أموال الدولة مكرمات ... بل أريد قانون يكفل لي حقوقي و احترامي بين الناس و الدول .... لأن ذاك الحاكم يمشي على مزاجه فربما يوم يتغير و بدل المكرمات نرى المذلة و الإهانات . |