نادي الفكر العربي
نظرات في الحسد وعلاجه - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: نظرات في الحسد وعلاجه (/showthread.php?tid=43642)



نظرات في الحسد وعلاجه - فارس اللواء - 06-03-2011

بقلم/ فارس اللواء


نظرات في الحسد وعلاجه

بعيدا عن الصورة النمطية لتعريف الحسد أو لنقده، سنبحر سويا في مخاض نفسي تجلي منه الحسد وبرز للنفس والعيان، وأنتج مجموعة من صور الفساد والضرر علي شكل أقوال وأفعال،فالإنسان يعيش في هذا الكون لينفع نفسه وغيره وهذا أصل من أصول العبادة، أن اعبد الله بنفعك لنفسك وللناس مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم"الدين المعاملة"، إذا فأخلاق الإنسان مبنية علي المصلحة له ولغيره ولا علاقة لها بطقوس أو مظاهر قد تضره أو صديقه أو زميله أو جاره أو أهله بسببه.

الحسد هو عبارة عن تركيبة نفسية معقدة، تلك التركيبة هي خليط من الأحقاد والشعور بالذنب والتقصير والضعف، ونادرا ما يشعر الحسود بما يعاني منه، ولن تجد مريضا يقر بما هو عليه من الذنب، ومكابرته دليل الإدانة، تبدأ الحالة من الاستكانة أو حب الشهوات بأنواعها أو قلة العلم والاطلاع، فينتج عنها ضعفا فكريا وبالتالي ضعفا روحيا ومعنويا، ولم لا والعقل هو المغذي الأول للشعور، فحتي مع فصاحة الإنسان ودخول الكلمة إليه دون حاجز فلابد من عقل يدرس ويتوصل إلي ماهية الكلمة وتفاعلها مع مشاعره وأحاسيسه، ومن هنا يبرز دور العلم والوعي ، فكلاهما حائط صد لتثقيف الإنسان وزيادة وعية وكمية إدراكة بما يُقال له ويسمعه.

إن للحسد أبوابا ينفذ منها إلي الإنسان، جميعها دلالة ضعف أو عدم قدرة سواءا فكرية أو بدنية أو مالية، ولكن يجمعها الاتصال الروحي بخالق الكون ومدي قوة هذا الاتصال هي التي ستتحكم بمقدار المرض وطريقة العلاج، لذلك فالاتصال بالله جل وعلا سواءا بالصلاة أو الذكر أو بإخضاع النفس بالصيام والزكاة والصدقة أو بإنكار الذات وعلو الهمة وكثرة الاطلاع ونشر العدل كانت هي الفاعل الحقيقي في استقامة بني البشر، فيترفع الإنسان عن دنو أخلاقه وتعلو ثقته بنفسه ويشعر بالأمان، قد لا يحتاج الإنسان إلي فهم ما يفعل، فلربما كان فعله تلقائيا يتميز به منذ ولادته، ولكن سقوط تلك الأشياء من نفسه أو تقصيره فيها قد يعرضه للخطر.

من ابرز دوافع الحسد هو الشعور بالخوف -ربما يكون من المجهول - ولن يأتي ذلك إلا بالاحتكاك والتجربة، وقد تكون لبعض المواقف صلة بهذا الشعور، فالعلم وسعة الاطلاع مع الذكر وإنكار الذات هي السلاح الفعال لمقاومة هذا الخوف ومن ثم بناء الذات علي أسس متينة روحانية، لذلك نقول بأن أقل الفئات تعرضا للحسد هم العلماء وشيوخ المتصوفة، فالفكر الصوفي يمتاز بإنكار الذات والعمل للآخر وهذا أولي درجات المقاومة.

ضروري جدا التنبه دوما لماهية الأخلاق-المقاومة للحسد- وعدميتها في حال الوحدة، كيف ستكون خلوقا مع نفسك وليس في الكون غيرك، هذا هو الشاهد، إذا فالأخلاق وُجدت لكونك لست وحيدا في هذا العالم ، وشركائك مفروض عليهم نفس ما فُرض عليك من القوانين والدساتير، وسقوطك بين براثن الضعف والجهل-بأنواعهما-مسؤليتك وحدك وليس لأحد عليك سبيل إلا النصيحة في حال ظهور أعراض المرض، لذلك وجب علي الإنسان السعي لاكتساب جميع الأدوات الممكنة لمقاومة الحسد

ما دور المجتمع تجاه الحاسد؟؟

أولا: علي المجتمع دراسة كيفية تمييز وتشخيص المرض، فربما أنتج خلافا فكريا أو عقديا اتهاما كاذبا بالحسد، فالحاسد لا يثق بنفسه ويشعر دوما بالخوف والضعف، بينما ستكون مكابرته والحرص علي عدم إبراز سلبياته سيقفوا حجر عثرة دون تخلية عن الشعور بالدونية، وفي كل الأحوال يجب الحرص والتأني في التمييز، فالإنسان علي خلاف إلي يوم الساعة، ولو تم توظيف هذا الخلاف في إطلاق مثل هذه الأحكام سوف يعم الفساد وتنتشر الحروب.

ثانيا: علينا بالمدح لمن نثق فيهم وبأخلاقهم والتعفف عن عيوبهم وإبراز محاسنهم، فكل إنسان به الخير والشر حتي الحاسد، لذلك كان ضروريا معاملة الحاسد معاملة حسنة وعدم إبراز ما يعاني وكتمان سره.

ثالثا:وجبت تهيئة كافة الظروف المواتية لبناء إنسان سليم عبر الحوار الموضوعي والهادف، حينها فقط ستذهب الأحقاد .

رابعا: علي المجتمع العمل علي نشر العلم بكافة فروعة وعدم الاكتفاء بالعلم الشرعي، فما من مجتمع تختفي فيه الزعامات السياسية إلا وتحل محلها الزعامات الدينية، والصنفين وجودهما ضروري وبالتوازي بحيث ألا يؤثر أحدهما علي الآخر، وقتها سيحدث التوازن وتحل المرونة.


خامسا: علي المجتمع نشر العدل بين ربوع البلاد، فالأنظمة السياسية كائن مسبب لظهور الحسد وأعراضه بين فئات المجتمع، فوجود الحسد يعني وجود الظلم والتقصير، والعمل علي بناء مجتمع قوي فكريا واقتصاديا واجتماعيا سوف يساعد في تنمية مهارات البشر وزيادة رقعة أحلامهم وتطلعاتهم.


-هذه الاستراتيجية المقاومة للحسد أتبعناها بتكتيك مقاوم نشدد فيه علي إنكار الذات وحب الاطلاع والعلم والانتظام في سائر العبادات والتحلي بالأخلاق الرفيعة القائمة علي مصلحة الإنسان، وعدم إطلاق الأحكام المعلبة، جميعها أساليب قد تُذهب الحسد، ولكن أكثر ما يهمنا في هذا المجال هو التشديد علي أن الإنسان إلي فناء، ولا باقي إلا الله، فالحاسد لن ينفع نفسه بحسده وحتما سيموت هو ومن نظر إليه وحسده فالجميع إلي زوال، وخير ابن آدم هو من عمل عملا لما بعد الموت .


RE: نظرات في الحسد وعلاجه - الحكيم الرائى - 06-03-2011




الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - طنطاوي - 06-04-2011

هاهو ما اتي به الاسلام
الحسد والمسد
ثم يتساءلون ببراءه بعد ذلك عن سبب التخلف



الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - الجوكر - 06-04-2011

أتساءل لماذا لا يتم حسد الممثلين العالميين المشهورين , أو اللاعبين المشهورين . لماذا لايتم حسد ميسي ؟؟

لماذا لا يستخدم العرب حسدهم في قهر أعدائهم ؟؟

الحسد لا وجود له الا عند المسلمين بسبب بعض الاحاديث وسورة الحسد


RE: الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - فارس اللواء - 06-04-2011

(06-04-2011, 07:25 AM)الجوكر كتب:  أتساءل لماذا لا يتم حسد الممثلين العالميين المشهورين , أو اللاعبين المشهورين . لماذا لايتم حسد ميسي ؟؟

لماذا لا يستخدم العرب حسدهم في قهر أعدائهم ؟؟

الحسد لا وجود له الا عند المسلمين بسبب بعض الاحاديث وسورة الحسد

الحسد ليس إرادة أخي الكريم ، بل هو فعل ناتج عن تقصير،يعني مش كل ما تكون عايز تحسد تقوم تحسد، وإلا استخدمناه في الحروب كما تقول

أيضا لو بتسأل حضرتك عن وجود الحسد فكيف تسأل عن مدي أذي المحسود؟؟!

هو انت بتنكر الحسد ولا بتنكر أذي فلان أو علان؟؟!


(06-03-2011, 10:22 PM)الحكيم الرائى كتب:  

ياسيدي ياسيدي10

الله علي عبدالمطلب وجماله




RE: الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - الحوت الأبيض - 06-04-2011

(06-04-2011, 07:25 AM)الجوكر كتب:  أتساءل لماذا لا يتم حسد الممثلين العالميين المشهورين , أو اللاعبين المشهورين . لماذا لايتم حسد ميسي ؟؟

لماذا لا يستخدم العرب حسدهم في قهر أعدائهم ؟؟

الحسد لا وجود له الا عند المسلمين بسبب بعض الاحاديث وسورة الحسد

الحسد ليس مقصورا على المسلمين بل هو اعتقاد سائد عند مختلف الشعوب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا... بعض ما نستخدمه اتقاء من الحسد هو بقايا اعتقادات وثنية (كالقرع على الخشب والخرزة الزرقاء والعين الكف إلخ...) الحسد أيضا موجود في كتابات أديان "معاصرة" أخرى ففي المشناة والتلمود ذكرت "عين الحسود" وفي مختلف الديانات التاريخية هنالك ذكر للحسد.

يا جوكر الحسد سلاح رادع أفضل من النووي... لو كانت أرجعنا دولة الخلافة لرأيت كيف كنا سنستخدمها ضد الكفار كلهم فنهزمهم بالحرب والسلم دون أن يرف لنا جفن Cool


RE: الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - vodka - 06-04-2011

(06-04-2011, 12:15 PM)فارس اللواء كتب:  
(06-03-2011, 10:22 PM)الحكيم الرائى كتب:  

ياسيدي ياسيدي10

الله علي عبدالمطلب وجماله

كلمات محمد عبد المطلب كافية للقضاء على الحسد وفقع عينه

اذا ما رددها المحسود ثلاث مرات في اليوم بعد الاكل



الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - فارس اللواء - 12-14-2011

تم نشر المقال بحمد الله في موقع قدوة

http://www.qudwa1.com/?page=articles/14/14-368

تم نشر المقال بحمد الله في موقع دنيا الوطن

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/12/14/245468.html


RE: الرد على: نظرات في الحسد وعلاجه - نوار الربيع - 12-15-2011

(12-14-2011, 11:02 PM)فارس اللواء كتب:  تم نشر المقال بحمد الله في موقع قدوة

http://www.qudwa1.com/?page=articles/14/14-368

تم نشر المقال بحمد الله في موقع دنيا الوطن

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2011/12/14/245468.html
نيااااالك