حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل من ضرورة لإعادة اكتشاف الصهيونية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: هل من ضرورة لإعادة اكتشاف الصهيونية (/showthread.php?tid=43755) |
هل من ضرورة لإعادة اكتشاف الصهيونية - Reef Diab - 06-09-2011 قبل اكثر من ربع قرن في 10 نوفمبر 1975, صوتت الأمم المتحدة على قرار يعتبر الصهيونية شكلا من اشكال العنصرية; قرار اجمع عليه المجتمع الدولي بعد ان ايقن ان الدولة القائمة على الأيديولوجية الصهيونية, دولة شرعت قوانينها على اساس التمييز العنصري بين ماهو يهودي وغير يهودي. الصهيونية ودولتها اعتبرت نفسها منذ قيامها في حالة تصادم مع الشعب الفلسطيني لما تحمله من مشاريع استيطانية للسيطرة على الأرض, واعتمدت التهويد اسلوبا ومنهجا لفرض ايديولوجيتها, واذا كان الجهد العربي والفاعلية الفلسطينية والمناخ الدولي استطاعوا معا توليد هذا القرار, فان التحولات الدولية والعالم العربي التابع، قامت بالغاء هذا القرار عام 1991, الواضح ان بين هذين القرارين عناصر ثلاثة متحولة، وخارجها عنصر ثابت لايتحول ولايتغير، والعناصر المتحولة هي المناخ الدولي، ذلك ان القرار الأول جاء بعد هزيمة الولايات المتحدة في فيتنام وصعود الحركات التحررية في العالم ابتداء من الهند الصينية وصولا الى انجولا في افريقيا وتشيلي في امريكا اللاتينية, والعنصر الأخر هو ازدياد وتيرة الكفاح المسلح الفلسطيني، وتعرف العالم من جديد على المأساة الفلسطينية, والعنصر الثالث هو الوضع العربي، فلم يكن العرب انذاك قد بلغوا قرار العجز والهوان والتمزق الذي بلغوه الأن, اما العنصر الرابع والثابت والذي لايغادر موقعه ابدا فهو عدوانية إسرائيل وعنصرية وعدوانية الصهيونية، فقبل عقد من الزمن من الغاء الأمم المتحدة لقرارها بعنصرية الصهيونية كانت إسرائيل قد حاصرت بيروت ودخلتها عام 1982 واسهمت في مجازر صبرا وشاتيلا واغارت على المفاعل النووي العراقي، واحتلت جنوب لبنان، واغتالت خليل الوزير في تونس، وكسرت اصابع الأطفال الفلسطينيين الذين دخلوا ملحمة رمي الحجارة ابتداء من العام 1987. قبل ان يصدر قرار الأمم المتحدة في العام 1975 كانت الصهيونية عنصرية ونموذجية في عنصريتها, منذ ان احتلت فلسطين واعملت فيها المذابح الجماعية وأشهرها مجزرة دير ياسين عام 1948، ومجزرة قرية الطنطورة في العام ذاته، وصولا الى مجزرة كفر قاسم عام 1956، والإعتداء على مصر في ذات العام، ولم تكن الصهيونية على غير طبيعتها حين احتلت هضبة الجولان، ولم تكن الصهيونية خارج طبيعتها بعد هذا القرار حين اعلنت القدس عاصمة لإسرائيل الى الأبد، ولم تكن كذلك بعد الغاء القرار الخاص بعنصريتها فاستمرت في قتل الشعب الفلسطيني، وقدمت للبشرية درسا قاسيا في الإجرام بارتكابها مجزرة جنين و اجتياح غزة. وبداهة فان العرب الذين يحترمون مبادىء العقل لم يروا في الصهيونية جديدا، فقد كانت هذه العقيدة ولاتزال تؤمن بثلاث كلمات، شعب الله المختار, ولايحتاج العرب الى اكتشاف واعادة اكتشاف الصهيونية، لانها تشرح لهم ذاتها باساليب مختلفة كل يوم، بدء بتهديم القرى ونسف البيوت واقتلاع الأشجار، وصولا الى سياسة الإغتيالات الفردية والجماعية، مرورا بهواية الجندي الإسرائيلي في اطلاق النار على رؤوس الاطفال. ان ما يحتاجه العرب، هو معرفة سبب العجز العربي في مواجهة الصهيونية, والسؤال المعلق في الهواء هو : اذا كانت الصهيونية شريرة الخلق والوجه والروح فلماذا بقيت منتصرة حتى اليوم ؟، واذا كانت الطبيعة العربية خيرة وفاضلة فلماذا لاتنازل طبيعة اخرى عنوانها الشر والعدوان. ان الرؤية التي تتحلى بالموضوعية وتستند الى معايير البحث العلمي، وليس الى ادوات النرجسية والذات في تناول هذا الحال, للبدء في الإجابة على السؤال المعلق/ الإشكالية، لابد أن تقودنا الى الإعتراف الصريح بان الأمة من عجز الخليج الى ردفي المحيط، في حالة الهزيمة الشاملة بكل تجلياتها امام الأخر - الأجنبي - الامبريالي - الصهيوني، وامام الذات المتخلفة المتحصنة بانانيتها وضعفها, تلك الهزيمة التي تلقي بظلالها على الحالة العربية، حكاما وشعوب، معارضة ومولاة، نخبا وجماهيرا، اقتصادا وسياسة وثقافة، حيث يكار وشم الهزيمة يرتسم على جسد الأمة باسرها; ولا اعني هنا الهزيمة الإنكسار العسكري فقط، انما المفهوم الشامل والأعم للهزيمة، والكامن قبل الظاهر، اي العجز والتخلف وفقدان الرؤية والمسافة الحضارية بيننا وبين الأخر، والإستجابة لشروط وضغوط القوى الأجنبية الطامعة في سلب إرادة الأمة ومقدراتها, وهذا الأخر - الصهيوني خاصة - يدرك ان الهزيمة العسكرية لاتكتمل الآ بهزيمة سياسية، ولايكتمل الإثنان الآ بهزيمة الثقافة والإرادة وروح المقاومة، اي ان تصبح الهزيمة فكرية كاملة ونهائية. |