حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مفهوم الأخلاق .. - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: مفهوم الأخلاق .. (/showthread.php?tid=43757) |
مفهوم الأخلاق .. - الــورّاق - 06-09-2011 مفهوم الاخلاق لنفرض اننا اتينا بشخص ما ، و ألقينا به في كوكب ، ومعه من الطعام ما يكفيه لفترة معينة . ذلك الكوكب فارغ ولا يوجد على سطحه اي أحد غير هذا الشخص و ما يكفيه من طعام .ربما يتساءل البعض في امكانية وصف هذا الشخص بأنه كان على درجة عالية من الأخلاق طوال هذه المدة أم لا ، ويفترض البعض أنه لو قلنا عنه أنه أخلاقي ، فلن يكون لكلامنا اي معنى ، لأن هذا الشخص لم يتعامل مع احد طوال هذه الفترة .أي أنه لا معنى للأخلاق خارج إطار المجتمع على حد قول هؤلاء . ولكن : ألا يكون هذا الشخص ممتنا لمن أعطاه الطعام ؟ وهذا الامتنان عنده ، اليس شعورا ؟ وهذا الشعور أليس خُلُقاً ؟ كان بإمكاننا الا نزوده بالطعام ، ونلقيه في الكوكب الفارغ . أليس لخالقه حق الشكر والعبادة وهو بمفرده ؟ اليس هذا خُلُقاً مع الخالق ؟ قد تكون لوحدك : انت والبيئة ، و تستطيع ان تلوثها وايضا تستطيع ان تتعامل معها باخلاق . ايضا المخلوقات والحيوانات تستطيع ان تكون اخلاقيا معها وتستطيع ان تكون قاسيا فظاً معها و تقتل اطفالها وتخرب أعشاشها ، كل هذه الصور من الاخلاق تجري ولا وجود للمجتمع ، اليس الرفق بالحيوان عمل اخلاقي ؟ وتوجد له جمعيات إنسانية في المجتمع البشري ؟ فكيف يتم ادعاء ان الاخلاق فقط في المجتمع وعندما يخرج الانسان عن المجتمع تتوقف ؟ وكأنها مكنسة كهربائية لا تعمل خارج المدن ! بل حتى الشخص مع نفسه يمارس الاخلاق ويمارس سوء الاخلاق ، السنا نسمع عمن يخجل من نفسه ؟ طبعا ليس في داخله مجتمع حتى يمارس اخلاقا ! إذا اتفقنا ان الاخلاق هي شعور خيّر ، وطبعا فالخير لا يحتاجه الناس فقط ، بل تحتاجه النفس والحيوانات والبيئة .. إلخ . فلماذا يكون محصورا بإطار المجتمع ؟ الانسان يعمل بمفرده اعمالا يكره نفسه بسببها ، ويفكر افكارا ينفر من نفسه بسببها ، وهو ليس معه احد !! الاخلاق عالم ، وليست هي المجتمع فقط ، الأخلاق خط متواصل لا ينقطع ، وهي قصد ونيّة للخير, بعد معرفة الخير أو لمعرفة الخير من خلال الحقيقة. ولو عدنا لهذا الجالس بمفرده في الكوكب ، أليس يفكر مثلاً ؟ إن كان يفكر افكارا خيرة ، فهو يمارس اخلاقا في الكوكب ، وإن كان يخطط وينوي للأنانية والمصلحة والشر والانتقام ويضع الخطط الشريرة قيد التنفيذ ، فهو يمارس سوء الاخلاق وهو بمفرده في الكوكب : {بل الإنسان على نفسه بصيرة} , والتخطيط جزء اساسي في العمل ، وقبل ان تقوم البناية يوضع المخطط لها . أليست الاخلاق تبدأ بنيّة ؟ اليس يستطيع صاحبنا ان ينوي وهو في الكوكب؟ إذاً هو يمارس الاخلاق او سوء الاخلاق وهو في الكوكب لوحده . وبهذا تكون سقطت بفعل المنطق فكرة إنسان الكوكب اللا أخلاقي . والاخلاق تكون مع الخالق والخلق والمخلوقات ، وليست مع المجتمع فقط . وكل شي يبدأ بفكرة و نيّة . وربما كان صاحبنا هذا يخطط و يعد العدة للانتقام ممن وضعوه في هذا الكوكب الفارغ ، بدلاً من أن يشكرهم على ما قدموه له . واختيار الاخلاق الخيرة او الشريرة امر مفسوح بحرية مطلقة. فهل نقول انه لم يكن يفعل شيئا من الشر على ظهر الكوكب؟ ثم اين شكره للنعم التي يعيش بها في كوكبه؟ وحياته في هذا الكوكب, ألا يدخله اليأس أو التفاؤل ؟ الكسل أو النشاط؟ الرضى عن الذات أو السخط؟ إضمار الخير أو إضمار الشر؟ البحث عن الحقيقة او البهيمية والبحث عن الملذات - دون الرغبة حتى في معرفة الحقيقة - ؟ الرغبة في إفساد بيئة الكوكب أو إصلاحها؟ كل هذه من الأخلاقيات مع النفس , فلنا أخلاق مع أنفسنا تبعا للحقائق عن أنفسنا . كل حقيقة تنتج موقفين : أخلاقي أوغير أخلاقي , فواجبك في وقاية نفسك من الأمراض أو إهمالها مثلاً ، يُحسب لك كموقف اخلاقي أو يحسب عليك كموقف لا أخلاقي , وعندما تتكاسل في العناية بأسنانك مثلا ، أنت الآن تمارس سوء اخلاق مع نفسك ؛ لأن هناك حقيقة انتجت واجباً أخلاقيا وأنت لم تكترث لهذا الواجب , فاين المجتمع هنا ؟ كذلك الأمر يحصل لصديقنا إنسان الكوكب الفارغ , فلا بد من أن له أسنان, والدليل على وجود الأخلاق مع النفس هو أنك تكره نفسك وانت تقصر في حق نفسك مثلما تكره نفسك وأنت تقصر في حق غيرك , ومن هنا نفهم سرّ تحريم الانتحار في الإسلام ، لأنه غير أخلاقي مع الذات ومن يرتبطون بها. ومن هنا نفهم ان كل شيء في حياتنا يضعنا بين طرفي ثنائية, وهذا يدلنا على الاختبار الكبير الذي يضعه الخالق لنا في كل لحظة ، سواء كنا مؤمنين به أو غير مؤمنين, فهذه اختباراته امام الجميع على شكل ثنائيات لا تنقطع إلا بانقطاع الحياة ، وهي دالة على وجوده , وإلا فلماذا الثنائيات لو كانت الحياة عبثية ؟ وهذا ايضاً يدل على وجود الإرادة الحرة , فوجود حجر ملقى في الطريق ينتج ثنائية : أخلاقية أو غير أخلاقية , فإما أن تزيله عن طريق الناس أو تتركه دون أن تنبّه على وجوده حتى . وشجرة ظامئة مع إمكانية سقيها تنتج ثنائية , وأي حقيقة تعرفها تنتج ثنائية تصديقها أو تكذيبها , وهكذا. وموقف موسى مع الخضر المذكور في القرآن يكشف لنا ان الأخلاق مبنية على : (المعرفة + إرادة الخير) , أي الطرف الإيجابي من الثنائيات : {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} أي الإيجابي من الثنائيتين , فلم يكن تصرف موسى أخلاقيا في الحالات الثلاثة التي مروا بها معاً , مع أنه يملك نية الخير, بينما كان تصرف الخضر اخلاقيا لأنه يملك نية الخير+المعرفة . ولهذا نقول عن موسى انه أخلاقي لكن مواقفه من المشكلات الثلاثة كانت غير أخلاقية بسبب جهله بالحقائق التي يعرفها الخضر, ولا يُلام أحد أخلاقيا إلا بعد معرفة الثنائية . وكون الأخلاق محصورة بالمجتمع فقط ، هذا يعتبر اتهام للإنسان بالنفاق الاخلاقي ، حيث أنه يمارسها مع المجتمع ويتحرر منها اذا كان بمفرده . يجب الا ننسى ان الاخلاق فكرة و نية قبل ان تكون عملاً ، وليس كل ما نفعله من أجل المجتمع نكون مقتنعين به , وإلا فبناء على ما سبق وبموجب منطق من يقولون ان الاخلاق محصورة بالمجتمع فقط ، نستنتج أننا نفعل الاخلاق ونحن غير مقتنعين بها دائما من أجل الناس !! ويالتالي فمن يعمل الاخلاق لاجل المجتمع هو غير اخلاقي . وينصرف التركيز في اذهان البعض على الفعل الاخلاقي وحده ، ناسين او متناسين انه لا فعل بدون نية ، فالمتهم يُدان إذا كان عن سبق اصرار و ترصد ، اي بنيّته ، ولا يُدان من اضرّ بالآخرين بدون قصد . إذاً هذا القصد يقصده الانسان ، سواء كان بمفرده او مع الناس . واذا كانت الاخلاق منشؤها المجتمع كما يزعم البعض ، فلماذا جميع افراد المجتمع نفسه ينتقدون هذه الاخلاقيات وهي منهم أصلاً ؟ ثم لماذا اجتمع المجتمع اساسا وكوّن القرى والمدن ؟ هل لأجل صنع الاخلاق ؟ أم لأجل صنع الرفاهية والوفرة بدافع اناني شخصي مصلحي وليس لاجل المجتمع ؟ كل افراد المجتمع متضايقين من اخلاق المجتمع ، بل ومن وجوده وزحمته وتنافسه ؛ وهذا لانه مجتمع مصلحي ، إذاً فمن الذي صنع اخلاق المجتمع حتى يصبوا لومهم كله عليه ؟ إن المجتمعات تصنع المصلحة وتجتمع عليها ، ولا تصنع ولا تجتمع على الاخلاق ، باستثناء نوعيات لا تطيعهم رؤوس المصالح و هم في صراع مستمر معهم . ومراعاة المصلحة العامة لا تعدّ أخلاقا ، بل من باب المصلحة الخاصة النامية المنتفخة . ووعي اي مجتمع بالمصلحة العامة دليل على شدة وعيه بالمصلحة الخاصة وخوفه عليها أكثر من غيره ، وليست دليل رقي اخلاقي ؛ بدليل أن المصلحة العامة لاي مجتمع تكون على حساب مجتمعات اخرى في اكثر الاحيان ولا يعبأ أفراد المجتمع الأول بذلك ، مثل الاستعمار والعولمة والتحكم بمصائر الشعوب والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد الاخرى ، هذه اعمال غير اخلاقية يقرّها المجتمع لمراعاة المصلحة العامة ، مما يدل على ان المصلحة العامة ليست إلا مصلحة خاصة متضخمة . وإلا فلو كان الوعي بالمصلحة العامة بدافع اخلاقي سامي ، لما رَضِيَت تلك الشعوب الحرة في الغرب مثلا بتسليم اراضي الناس لغيرهم والسماح بتشريد شعوب عن اوطانها والسيطرة الاقتصادية والسياسية والتدخل في مصائر الشعوب والراسمالية العالمية .. إلخ من الاعمال اللا اخلاقية التي يعرفون أنها كذلك . ولكنها تدعم المصلحة العامة والخاصة ، مما يعني انهم ما زالوا في سياق المصلحة ولم يخرجوا إلى نطاق الاخلاق . ولن يصل احد إلى الاخلاق عن طريق تضخّم المصلحة : (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) ، فقلب على الاخلاق ، وقلب على المصالح !! وماذا يفعل اذا تعارضا ؟ الأخلاق ليست عملا فقط ، الفعل هو الصورة النهائية للأخلاق ، ولكنه ليس كل شيء عن الاخلاق , تصوّروا معي جثتين : أحداهما مقتولة عمداً بأداة معينة ، والأخرى مقتولة بالخطأ و بنفس الأداة . قاتل الجثة الأولى يُلام ويجرّم ، وقاتل الثانية يُعزَّى ويوقف بجانبه , والفعل واحد ! هذا المثال يُسقط تعريف الأخلاق بأنها مجرد فعل لاجل تنمية المصلحة أو لحماية المصلحة , وإلا فأين فكرة المصلحة المصاحبة للأخلاق كما يدّعي البعض ؟ فكلاهما قد أضرّ بالمصلحة وأتلف حياة , إذا فلو كان المحكّ هو المصالح ، لعوقب من يقتل دون قصد مثل من يقتل بقصد ، ولتساوى الإثنان بناء على الإضرار بالمصلحة . وزعم البعض ان المفهوم الاخلاقي تطور ليُدخل مصلحة البيئة في إطار الأخلاق ، والصحيح هو أن الأخلاق مع البيئة موجودة من الاساس وتفرضها الاخلاق عند كل شخص يعرف الاخلاق على قدر معرفته بالبيئة . وليست مفهوما جديداً مبتكرا كما يتصورون . والأخلاق مع البيئة هي أخلاق انتبهت لها الاديان - خصوصا الإسلام - الذي يحرّم أن تقطع شجرة أو تحرق الارض حتى بدافع عسكري, والإسلام مثلا حرّم الإسراف في كل شيء حتى الماء والصيد بدون حاجة . . وزعم البعض انه لكي يكون العمل اخلاقيا فلا بد ان يكون مرتبطا بالمصلحة . سواء مصلحة الفرد او المجتمع او البيئة . و أنها تتمثل بأخذ مصالح الاخرين بعين الاعتبار. ولكن ما الدافع لاخذ مصالح الاخرين بعين الاعتبار من شخص مصلحي ؟ فاذا كان الفعل بدافع المصلحة فهو ليس بأخلاق ، وإنما مجرد تنمية مصالح . والنية لا تجمع شيئين مع بعضهما ، مثل أن تُجمَع نية الاخلاق مع نية المصالح . لا يستطيع احد ان ينوي شيئين في ذات الوقت . و كيف ينجح التاجر الراسمالي اذا اخذ مصلحة الاخرين بعين الاعتبار؟ هل المقصود انه يكون اخلاقيا عندما يتركهم احياء بعد أن نظف جيوبهم في نظر هؤلاء ، وبالتالي يكون اخذ مصلحتهم بعين الاعتبار ؟ الكسب والتكسب من وراء الناس باي شكل من الاشكال هو ضد مصالحهم ، واغراؤهم بالشراء عن طريق الدعاية وترويجها للاطفال والنساء والحاجات والاحتكار والتجارة وانتهاز الفرص والربا والراسمالية ، إلخ ، هذه كلها غير اخلاقية لانها تمس مصالح الناس ، وهي عماد المجتمع المادي ، والراسمالية غير اخلاقية لانها تجمع مصالح الناس عند شخص واحد ، طالما ان مقياس الاخلاق هو مضرة المصلحة . والراسمالي الذي يريد ان يجمع المال من مصالح الناس وجيوبهم ليكوّن بهذا ثروته ، ولا يهتم لاي مدى من الفقر يصل اليه الناس طالما لم يسرق ، فهو لا يضع حدا للمبلغ الذي يريد أن يكسبه من الناس ثم يتوقف عن جمع المال , اي يريد أن يأخذ كل ما معهم ان امكن ! هل يكون هذا العمل اخلاقي او غير اخلاقي في منظور المصلحة ؟ اذا كان اخلاقيا فيجب ان يُمدح . واذا جارينا هذا الزعم بان الاخلاق مصالح ، سيكون من المفترض ان تكون المصالح سامية ، وبالتالي اكثر شخص حريص على المصالح هو الشخص الاكثر جمالا في المجتمع واثارة لمحبة المجتمع له واخلاقه ، لأنه (يموت في دباديب القرش) ، ويزدرد المصالح ازدرادا ولا يفرّط بشيء منها ، فياله من شخص عظيم تخجل الناس حين تراه لسمو اخلاقه الموظفة للمصالح ! هذه هي صورة الاخلاقي كما رسمتها ريشة المادية. وفي المصالح وسباقها لا بد من متضرر ، وهذا التضرر ليس عملا اخلاقيا ، اذا المصلحة تنافي الاخلاق . الراسمالي والتاجر والسمسار يتمنى ويحاول ان ياخذ ما بايدي الناس بغير طريقة السطو او السرقة لانها تضره ، فاذا غَبنك التاجر في صفقة مستغلا جهلك ، فهو مثل من سطى عليك ، والقانون لا يحمي المغفلين ، هو نفّذ الصفقة وهو يعلم انه سيضرك, فهل يكون هذا العمل اخلاقيا ؟ اذا المصالح تُناقض الاخلاق بالضرورة ، والمصالح اذا لا تحمي المصالح ؛ ومصائب قوم عند قوم فوائد ، فكلما استمريت في تتبع المصالح كلما عارضت الاخلاق اكثر (قانون) . وربما لو طلبت النصيحة من التاجر لنصحك باتمام الصفقة التي يعلم انها تضرك ، ويبرز لك ميزاتها ويخفي عيوبها ، وهو بهذا الشكل يحافظ على مصلحته . اليست المصلحة تعتمد على الاخرين اصلاً ؟ فحتى تكون ناجحا فلا بد ان يفشل الكثيرون ، اذا المصالح قائمة على مضرة الاخرين ، اي ان المصلحة قائمة على اللا اخلاق ، باشكال متعددة ودرجات متفاوتة ، وبقدر فشل الآخرين يكون نجاحك متحققا ، ورجل الاعمال الناجح هو من يجعل الناس يفشلون في جمع المال بينما تتطاير الاموال الى جيبه هو خارجة ً من جيوبهم وليس من الارض بالطبع . اذا كيف يُنتج الشيء ضده ؟ ففاقد الشيء لا يعطيه : كيف تنتج المصلحة اخلاقاً ؟ بينما المصلحة لا بد لها من طرف متضرر حتى تسمى مصلحة. لا توجد صفقة يكون فيها الجميع رابح بنفس الدرجة. إذا المجتمع المصلحي تجمعوا لافتراس بعضهم البعض . فالمصنع لا يحسب تكاليفه ثم يبيع منتجه بسعر التكاليف فقط . وسباق المصالح غير محدود ، فلو استطاع المصنع ان يبيع المنتج بمئة ضعف تكلفته لما ساءه ذلك ولو كان على حساب المستهلك, واعتبر ذلك نجاحا على حساب الآخرين من مصانع ومستهلكين , وهكذا نرى ان المصالح ليست اخلاقية : (انك لا تجني من الشوك العنب) . في الوضع الاخلاقي الحقيقي ، يضحي الانسان بمصلحة مادية مقابل مكسب معنوي ، مما يتفق مع ثنائية الانسان : الروح والجسد ، التي تتمثل بالحياة المعنوية والحياة المادية للانسان ايضا ، فالجميع اذا مستفيد والمحبة موجودة ، تقف وتساعد إنسان متعطل وتخسر من وقتك ومجهودك وتلوث ملابسك ثم تذهب وانت مسرور مع أنك لم تكسب شيء بل خسرت, هذا السرور يعني أنك كسبت معنويا, وهذا السرور لا يتحقق لو أنك كسبت ماديا ما خسرته ماديا ، مما يثبت أن المعنوي أثمن من المادي ، ويثبت ايضا ان الاخلاق غير قائمة على المصالح . ولكن في حمّى المصالح يكون الاعتماد على غالب ومغلوب ، وبالتالي لا توجد محبة بينهما . وبالتالي المجتمع لا يحب بعضه البعض ، وما الذي أقام الشيوعية إلا حمى المصالح الرأسمالية . المصالح تابعة لحياة الانسان المادية، والاخلاق تابعة لحياة الانسان المعنوية، و كلاهما من عالمين مختلفين قدر اختلاف الروح عن الجسد . وذكر أحدهم أن من يعطي الفقراء ويساعدهم يكون بذلك قد افاد مصلحة المجتمع ! لكن المعطي للفقراء تتضرر مصلحته هو ، فهو من المجتمع ايضاً ! فكيف يفيد المجتمع على حساب مصلحته الخاصة التي طالما تعب على تجميعها ؟ وبدلا من هذا كان عليه أن يترك للناس أموالهم من الأساس بدلا من أن يجمعها منهم ثم يتبرع بها لهم ! (من خيره كفاية شره) ، واذا كان المعطي قلبه على مصلحة المجتمع ، كان الاولى عليه الا يكسب من وراءهم من الاصل ، الا ان كان خائفا من الحسد ! ويدّعي البعض ان القتل المتعمد عادة يعتبر فعلا إجراميا يعاقب عليه الفاعل و هو مرفوض من المجتمع في الظروف الطبيعية .لكن نفس هذا المجتمع يبارك لجنوده حين يقتلون من الأعداء في حالة الحرب ، و يرتقي القتل ليصبح عملا بطوليا. ومن هذا المثال عن تغير النظرة إلى فعل (القتل) يزعم القائلون بنسبية الاخلاق . ولكن هل كل دول العالم ومجتمعاته تقر للمجتمع الذي يبارك لجنوده القتل ؟ طبعا لا . يجب توسيع كلمة (مجتمع) هذه حتى تتضح الصورة . فاذا كانت المجتمعات الاخرى المحايدة تؤيد هذا العمل فسيكون عملا بطوليا ولا شك . الاخلاق والعقل : يبرزان بوضوح اذا غابت المصلحة ، فإذا حضرت المصلحة اختلّت موازين الاخلاق والعقل ، وكما قالوا : آفة الراي الهوى . وهذا يدل على العداء الشديد بين المصلحة من جهة والاخلاق والعقل من جهة ، ومدى الارتباط الشديد بين العقل والأخلاق . وكما قال المتنبي : ولو حيز الحفاظ بغير عقل*** لفارق عنق صيقله الحسام .. والجمع بين الثلاثة مستحيل ، فلا بد من التضحية بأحدهم. ومن يساعد المحتاجين وذوي الاحتياجات الخاصة بدافع المصلحة من شهرة او غيره ، لا يكون اخلاقيا ، بل لا يزال في اطار المصلحة ، ولو علم الفقير أن ذاك الشخص ساعده لاجل مصلحته الخاصة لاشمئز منه ، جرّب ذلك : ساعد انسانا وقل له : اني عملت هذا العمل من اجل مصلحتي المادية الخاصة والعامة وليس رحمة بك ولا حبا فيك ، فماذا سيرد لك ؟ هذا يكشف مدى الزيف الكبير في الفلسفة المادية ، فالواقع كفيل بان يكشف هذا الزيف ، مادام المنطق غير كافي . لان اضعف نقطة في الفلسفة المادية هي الانسان ، فهي تملك نظرة احادية مادية للانسان ، ومن هنا اصابها الخلل, كما ذكر الأستاذ عبدالوهاب المسيري. اريد ممن يدعي أن الأخلاق دافعها المصالح ان يفسر لي سوء الاخلاق بناء على فكرة المصالح ذاتها ، إن من يمارس سوء الاخلاق سيقال عنه أنه فعل سوء الأخلاق من اجل مصلحته ، في نفس الوقت الذي يكون فيه حسن الاخلاق بدافع المصلحة أيضاً ! فكيف يكون للضدين دافعٌ واحد ؟ ثم اذا كان عدم الاضرار بالمصالح هو مبدأ الأخلاق ، فهذا يعني أن الصبر والحلم ومساعدة الآخرين هي سوء أخلاق لأنها إضرار بالمصلحة الشخصية !! وهذا من ضمن التناقضات اللانهائية في الفكر المادي الخاطئ . وما بني على خطأ فكل نتائجه خطأ . السؤال هو : مادامت الاخلاق في سلك المصلحة كما هو مزعوم ، فلماذا امتازت عنها بالشرف والسمو ؟ فالمليونير لا يكون له قيمة وهو يجمع الاموال ويقيم المرافق ، لكن يذكره الناس عند تبرعه او عند موقف فيه تواضع فقط ، وان لم يتبرع بشيء . وتظل عائلته تفتخر بهذا الموقف الأخلاقي الذي يعارض المصلحة ولو بعد مئة سنة من موته , ونحن نعرف اناسا ماتوا من الاجداد والاباء لا يذكرهم الناس الا بمواقفهم الاخلاقية ولو كانت صغيرة . اي أن تاريخنا هو ما نعاكس به مصالحنا . وليس ما نساير به مصالحنا . ومن يغامر لينقذ اطفالا ليخرجهم من خطر مثلاً ، ففي أي حوض تصب المصلحة هنا : حوض الفرد أم في حوض المجتمع ؟ عملية الانقاذ هذه خدمت من ؟ اذا قيل انها خدمت المجتمع ، فلماذا خُلِّد المنقِذ (الفاعل) ولم يخلَّد المُنْقَذ ؟ وإذا قيل أنه يصب في مصلحة الفدائي (المضحي) فأين هي المصلحة بالنسبة له ؟ فهو قد قارب من الموت ، وتعرض لاضرار جسدية جراء عملية الانقاذ . فاين مصلحتك في ان تنقذ اطفالاً من خطر وانت لا تعرفهم ، غير ما لحقك من ضرر واصابات ؟ ربما قال البعض : لو كنت تقف على طابور لأداء غرض ما ( مصلحة حكومية ، عيادة ، مخبز ، إلخ ) و جاء شخص و اخذ دورك بالاكراه دون اي اكتراث لكونك قبله أو أي اكتراث بنظام الطابور ....ماذا سيكون موقفك ؟؟ ببساطة سيكون الموقف - بعيدا عن الإيمان و الإلحاد - ان هذا الشخص تصرف بشكل غير اخلاقي لأنه لم يكترث بمصلحتك و مصلحة الناس بخرق نظام الطابور . والرد على هذا هو أن خرق نظام الطابور هنا يشبه لان تذهب الى اجتماع عمل بملابس الرياضة ، سيقال عنك نفس الشيء ، فهل ملابس الرياضة عمل غير اخلاقي ؟ هذا عٌرف اجتماعي ومن يخرق العرف يُنتقد ، احيانا يكون العرف مبني على اساس اخلاقي مثل الطابور لأنه مبني على الحق , واحيانا لا يكون ، كملابس اي شعب ليست مبنية على اساس اخلاقي ، ولكن الويل لمن يلعب بالزي الوطني ، وسيكون اضحوكة ومحلا لاستهجانهم . منتقصين من اخلاقك وعقلك .حتى وانت لم تضر احداً ولم تتعرض لمصالحهم! ويقولون أن الأخلاق تتراوح قيمتها سلبا أو إيجابا على الضرر و المنفعة في التعامل مع هذه المصالح مهما كبرت او صغرت هذه المصالح. حسنا ، واذا كان الطرف الاخر يرى ما تفعله انت ضررا وليس بمنفعة ، هل يعتبر تصرفك معه تصرف غير اخلاقي أو أخلاقي؟ مثل الاب الذي يفرض على ابنه الدراسة في مجال معين لا يحبه الابن ، فهل الولد يرى ان اباه في هذا الموقف يتصرف معه بلا اخلاقية ؟ ام انه يعذره لنيته الطيبة ولكنه غير فاهم لرغبات الفتى ومواهبه ؟ اذا ليس الضرر والمصلحة هما اساس الاخلاق . فماذا تُراها تكون ؟ الا الرغبة في عمل الخير ، والخير هو الحق . فاذا اردت الحق وقمت به فأنت قد عملت خيراً ، حتى لو كان يراه الاخر شرا ، وما الاخلاق الا نوع من الحق ، اذا صاحب الاخلاق هو من اراد ان يستقيم على الطريق الصحيح . من اخبرنا بالحقيقة حتى ولو كانت مخالفة لهوانا يكون قد تصرف معنا اخلاقيا . وهو قصد الحقيقة فوقع في الاخلاق . ومن اخبرنا بغير الحقيقة حتى ولو وافق هوانا وعاملنا بلطف فهو غير اخلاقي . فالحق والاخلاق بينهما عموم وخصوص ، فما يسمى اخلاقا داخل في الحقائق . فالاخلاق مرتبطة بالحقائق وليس بالمصالح . وبشكل عام : نحن نستفيد من الحقائق وليس من الكذب ، فبعض الحقائق تتضح المصلحة فيها ، ولكن البعض لا تتضح فيها ، ولكنها موجودة ويجدها من أحب الحقائق اكثر من غيره ، لهذا القرآن نزل بالحق ، والله اسمى نفسه الحق ولم يسمي نفسه الخُلُق . الرحمة والعطاء والتضحية والعدالة تعمل في تماسك المجتمع تماسكا حقيقيا ، واذا جرّدنا المجتمع من الاخلاق فالوضع لا شك سيء اي خاطئ ، فبالتالي الوضع الاول هو الحق ، والآخر هو الباطل . والآخر سيكون مبنيا على المصالح والانانيات ، اذا المصالح تناقض الاخلاق ولا تصنعها . و يقول من يقول انه برزت الحاجة لتطوير النظم و القوانين باستمرار مع ازدياد الادراك للمصالح وتشابكها مع مصالح الغير ، سواء على صعيد الفرد او المجتمع او البيئة ، ويقدم امثلة على ذلك : أن البشر لم يكونوا يدركوا أن دخان المصانع و التلوث المرافق خلال فترة الثورة الصناعية له اثار ضارة جدا على صحة المجتمع و على البيئة في المدى البعيد .... وانهم كانوا فقط يرون الجانب الإيجابي المتعلق بتقدم الانتاج الصناعي. مما ادى لاحقا لإصدار قوانين تجرم إقامة مصانع دون معايير بيئية محددة. وهذا مما يؤيد كلامنا ان الاخلاق مبنية على الحقائق ، فلما اتضحت حقيقة التلوث صار من يفعله مسيء اخلاقيا ، اذا الاخلاق مرتبطة بمعرفة الحقيقة ، وهذا هو سر الاختلاف الشكلي للاخلاق الذي يعوّل عليه البعض كثيرا في تسطيحهم للاخلاق ، بين المجتمعات والافراد على حد سواء ، فالبعض عرف والتزم والبعض الآخر لم يعرف ، ولو عرف لالتزم أو لم يلتزم . اذا الاخلاق هي معرفة الحقيقة والالتزام بها أو طلب المعرفة لأجل الاخلاق ، هذا هو تعريف الاخلاق . وهذا يجري في كل ما يتعلق بالانسان ، كله يحتاج الى معرفة حقيقية ، في محور الوجود والخالق ، ومحور الآخرين ومحور البيئة والمخلوقات والنفس أيضا. وبناء عليه اي منطقة لا معرفة فيها تساوي عدم اخلاق . والملحد ينكر وجود الله اي عدم اخلاق في هذه الناحية الواسعة التي تسقط بظلالها على بقية الحياة ، لانه لا يملك معرفة بديلة ثابتة . ومن لا يعرف عن البيئة لن يكون اخلاقيا مع البيئة . ومن هنا نجد الترابط الوثيق بين الاخلاق والمعرفة . وطالب الاستقامة سوف يبحث اذا عن المعرفة ، لأن المعرفة مفترق طرق بين الاخلاق واللا اخلاق ، ومن لا يريد ان يعرف هو لا يريد ان يكون اخلاقيا . فالملحد الذي يقول لا اعرف ولا اريد ان اعرف ولا أبحث ، فهذا هل يكون اخلاقيا في هذه الناحية ؟ مثله مثل من يقول: لا اريد ان اعرف شيئا صائبا او خاطئا عن البيئة ، فهل نسمي هذا الشخص أخلاقيا مع البيئة ؟ (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، (وبالحق انزلناه وبالحق نزل ) ، ولم يقل : بالخلق ، لأن كلمة الخلق عادة تستعمل فيما يتعلق بما بين الناس من تعامل . فلا تجتمع الاخلاق مع الجهل . ومن هنا نفهم ارتباط الاخلاق بالايمان الحقيقي وحاجتها اليه ، فالحقائق احيانا تكون موجعة ، والاخلاق بنت للحقائق ، اذا من يتحمل الاخلاق هو من يتحمل الحقائق . وما البديل وما التعويض؟ هنا يأتي الدور المنطقي لوجود إله خيّر . يضحي الإنسان حتى ولو لم يقدَّر من الناس ، فهو يعلم ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ، وأن هناك ما يعوضه من رضا الله وحياة اخرى عادلة اذا هو تحمل ظلم هذه الحياة . هنا يستطيع المرء ان يمارس الاخلاق . اما ان يكون انانيا ماديا دنيويا فلن يستطيع ممارستها اذا عارضت المصالح, ويستطيع إذا لم تعارض, وهو المحك الذي تسمّى على اساسه اخلاقا ويكون الانسان مختارا للاخلاق ، أما اذا وافقت الاخلاق المصالح فإن الشخص مصلحي وليس اخلاقي هنا . ومن هنا جاء احترام العلماء واجلالهم لانه نابع من اجلال الاخلاق ، مثل اجلالنا لشخص مضحي ، وكل من ارتبط بالحقيقة سياخذ حقه من الاحترام والاجلال ، حتى احترام كبار المجتمعات من قادة او رجال اعمال او مشاهير كله اساسه على مظنة الاخلاق ، فاذا انكشف سوء اخلاقهم سقطوا ، والجميع يعرف ان اي خلق يقوم به هؤلاء سينتج محبة ملايين البشر ، وشخص تحبه الملايين ليس مثل شخص يحبه شخص واحد او شخصين . ويضرب البعض الامثلة الاخرى من مثل السطو على الملكية الفكرية وصيد الكائنات المهددة بالانقراض ... ولكن هذا لا يعني تطورا للاخلاق ، بل تطور معرفي . فهل نستطيع تجريد هذه الاشياء من المعرفة ونسميها اخلاقا فقط ؟ اي : لو اكتشف العلم مثلا ان الملابس الزرقاء تؤثر سلبا على صحة الآخرين ، سيكون بعد هذه المعرفة موقف الناس اخلاقي او غير اخلاقي ، فالخياط الاخلاقي لن يخيط لك ثوبا أزرقا وخياطا اخر في السوق السوداء لا يرى باساً ، فهل هذا يعني ان الخُلُق تطور أم ان المعرفة تطورت ؟ مبدأ عدم الاضرار بالآخرين اخلاقي ولم يتغير ، بل تطورت المعرفة بأشياء جديدة تضر بالآخرين ، اضافة الى الاشياء القديمة المعروف مسبقا ضررها بانها تضر بالاخرين ، وهذا لا يسمى تطور اخلاقي ، بل تطور معرفة تحدد الاخلاق . ومع الزمن يكتشف الناس الجديد والجديد مما يجب ان يقف الناس منه موقفا اخلاقيا . وهذا يؤكد ما أقول عن ان ما لا معرفة فيه لا مجال للاخلاق فيه . ومن لا يملك اخلاقا لا يملك معرفة . والاخلاق هي معرفة + موقف متجرد من المصلحة احتراما لهذه المعرفة . اي للعلم ولو كان على حساب المصلحة , ولهذا الاخلاقي يحتاج الى المعرفة حتى يميز الخير من الشر في هذا المجال أو ذاك . ولعمري هذا هو احترام العلم الحقيقي وليس ما يدعيه الماديون ، لانه لا حاجة حقيقية لهم بالمعرفة ، ومن يتبع الرغبة والهوى لا يحتاج من المعرفة الا ما يخدم هذه الاشياء ، وبالتالي ستكون معرفة ناقصة وغير مترابطة ، أما المؤمن الاخلاقي فهو يحتاج إلى كل المعرفة ، لهذا فهو مضطر للفلسفة والعلم , فالعلم معرفة والملحد يدعي احترام العلم بينما هو يعيش لأجل المصلحة , فكيف يفعل إذا تعارضا ؟؟ سيكون موقف الملحد أجمل لو كان يقول أنا أحترم العلم ولو كان على حساب المصلحة. اذا المصلحي لا يحترم العلم ، بل يحترم المصلحة وما يتفق معها ومع هواه ، سواء من جهل او سوء اخلاق او من علم او من اخلاق او من اي شيء يخدمها ويغذيها ، وبالتالي يكون انسانا بلا مبدأ ، لهذا يحاول الماديون ان يقنعونا بان الاخلاق ليست ثابتة ، لان المبادئ ثابتة , لكي يفسحوا لانفسهم حرية التنقل بين الاضداد تبعا لاقتضاء المصالح . والمعرفة والعلم لا يكفيان لصنع انسان اخلاقي ، كما توقع سقراط من أن الجهل هو سبب الشر ، والحقيقة أن الجهل نتيجة لعدم اختيار الخيرية ، بل المصلحة . واختيار الخيرية ينتج المعرفة الحقيقية . واختيار المصلحة ينتج الجهل . المعرفة تأتي بعد الاختيار ، ولا يأتي الإختيار بعد المعرفة . لا بد ان تختار الخير حتى تتعلم ، لان اخلاقك ستدفعك لمعرفة الحقيقة . ومتعلم كبير لاجل المصلحة لا تنفعه معرفته اخلاقيا ، وشخص غير متعلم ولكنه اخلاقي ، يستفيد اخلاقيا من معرفته حتى ولو كانت قليلة . الرد على: مفهوم الأخلاق .. - بنى آدم - 06-09-2011 عزيزى أنت افترضت أنك أخذت إنسانا من عصرنا الحالى وبأفكارنا الحالية وبناءه النفسى والعقلى والإجتماعى قم تم واكتمل ماذا لو رجعنا لما قبل التاريخ وشاهدنا الإب الذى لا يدفن إبنه ولا يعنيه أن يحميه من الحيوانات المفترسة التى تأكله بعد موته .. هل هذا غير أخلاقى .. هل قرأت عن فترة الشيوع الجنسى عند الإنسان أو فترة السيطره النسوية وتعدد الأزواج وليس الزوجات المسألة مسألة البقاء للأصلح فقط لا أكثر ولا أقل فالذى يضحى لأجل أولاده يعيش أولاده وهكذا يجرى الإنتخاب الطبيعى فمن لا يضحى يذهب نسله للفراغ ومن يضحى يبقى نسله قويا متماسكا المسألة أبسط مما تتصور عزيزى الأخلاق جميعا وعلى رأسها الإيثار لها مكانها فى نظرية التطور وهى تفسرها تفسيرات مقنعة وجيدة مسألة نسبية الأخلاق حقيقة وليست فرضيه .. فعندما نسأل مسلما ما رأيه عن الجوارى اللاتى كن تحت النبى محمد مثلا ؟ سيجيب بأنه شرع الله وأنه لاشىء في هذا وربما بالغ وحاول اقناعك بأنه كان تكريما لهم أيما تكريم وعندما تواجهه بان أمريكيا ركب إحدى المسلمات فى العراق فإن أوداجه تنتفخان لدرجة الإنفجار وربما انفجر فى وجهك ماذا تسمى هذا ؟ حتى النصوص المقدسة فى القرآن والإنجيل وغيرهما لا ينظران للآخر على أنه إنسان مساو للمسلم أو للمسيحى بل هو دائما " أبناء أفاعى " أو " مغضوب عليهم وضالين " أين الأخلاق الثابته هنا إذا كانت تتسع وتضيق بحسب الشخص وديانته لو تزوجت ابنة عمك فى بعض الولايات الأمريكية تكون مسافحا للقربى ويتم إحالتك للمحاكمة فى حين أن ذلك أمرا عاديا فى معظم أماكن العالم هنا تقزز أخلاقى هائل وهنا تقبل وارتياح هائل مع أن الفعل هو نفسه فى الحضارة الفرعونية كان زاواج الأخوه أمرا شائعا خاصة بين الأسر الملكية بينما اليوم اختلفت النظرة الأخلاقية تماما ... جميع الأمم تأرجحت عندها المعايير الأخلاقية من أقصى اليمين لأقصى اليسار بعض القبائل - وهذا مذكور فى أحد كتب داروين - كان الميت فى عقيدتها لا يرتاح إلا أن تقتل شخصا من قبيله بعيدة أخرى عن قبيلتك .. وكان الناس المسالمون جدا والطيبون للغاية والحزانى والمفجوعون يبحثون بمجرد وفاة عزيز لهم عن شخص ( ليقتلوه ) حتى يرتاح ميتهم .. يفعلون هذا بلا أى نيه شريرة ثم يقبلون بعدها على الصلاة بكل إخلاص وحروب الأديان رهيبة وطويلة وكثيرة هذا ينطلق من الكنيسة وسيوفه تقطر من دماء المسلمين وذاك ينطلق من مسجد وسيوفه تقطر من دماء المسيحيين وكل منهما يدعوا باسم الله / الرب والحشود ترد فى الجانبين " آمين " الرد على: مفهوم الأخلاق .. - الجوكر - 06-09-2011 الاخلاق موضوعها نسبي زمكاني تقتضي في نهاية الامر الى المصالح المشتركه الامر لا علاقه له بالاديان , خصوصاً انها موجوده من قبل الاسلام محمد قال جئت لا تمم لكم مكارم الاخلاق , وهي موجوده قبله عند العرب RE: الرد على: مفهوم الأخلاق .. - الــورّاق - 06-26-2011 (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: عزيزى أنت افترضت أنك أخذت إنسانا من عصرنا الحالى وبأفكارنا الحالية وبناءه النفسى والعقلى والإجتماعى قم تم واكتمل ومن يضحي لأجل غيره ؟ هل ستقول : لكي يبقى غيره هو ونسله ، ويذهب هو ونسله ؟ اذا كان هذا الكلام صحيح فقد دمر صاحبنا مصلحته الخاصة . واضر بنسله ، واذا عممنا الفكرة لا يعود اساس الاخلاق الى المصلحة ، وعندها لن تكون الاخلاق مصلحية ، بل ضد المصلحة . وان قلت ان من مصلحته ان يدمر نفسه ليبقى غيره ، فما هكذا عودتنا المصلحة ؛ لانه ليس له مصلحة في ذلك ، وهكذا تسقط فكرة ان كل الاخلاق بدافع المصلحة . اما ما تعرضه من صور لسلوكيات مجتمعية فسلوكيات المجتمع لا تعني بالضرورة الاخلاق ، وليس كل سلوك يفعله المجتمع او افراده يسمى اخلاق ، الاخلاق معتمدة على التضحية وليس على التقليد . التقاليد شيء والاخلاق شيء اخر وانت تخلط بينهما ، بمعنى : يأتي يشخص يحافظ على تقاليد المجتمع وربما يفعل اشياء او يقول اشياء تجعلك تقول عنه انه غير اخلاقي ، وياتي اخر لا يحافظ على عادات وسلوك المجتمع وربما يفعل اشياء او يقول اشياء تقول عنه انه اخلاقي . اذن يجب ان تزول الفكرة الفضفاضة عن الاخلاق ، الملاحدة اثقلوا الاخلاق بملابس وفلكلورات المجتمعات واواني طبخهم وملابس الصيف والشتاء على جسم الاخلاق والفضيلة . لا دخل للعادات والتقاليد بالاخلاق الا من باب المحاكاة في بعض صور العادات ، فليست كل العادات تنبع من اخلاق ، فبعض العادات تنبع من الحقد وبعضها من التعصب . الاخلاق كيان حر والسلوكيات المجتمعية كيان مقيد ، نحن ننادي بحرية الاخلاق وانتم تصرون على تقييدها وتكبيلها باثقال وجهل المجتمعات . الخلاف بيننا خلاف على المفهوم ، اما ما تذكره من امثلة في العصور القديمة فهي مجرد نظريات ووجهات نظر من قوم متاخرين لا راوا ولا شاهدوا ما يقولونه عن العصور السحيقة من فذلكات نظرية تخدم فكرة الالحاد ، كأن يكون هناك زمن سادت فيه المراة وزمن ساد فيه الرجل ، هي نظريات موظّفة وليست علما ، مثلها مثل الانسان الاول والتطور ومادية الانسان ، الخ من البضاعة الالحادية التي لا تصنف كعلم ، بل هي نظريات ذات غرض ، وهو اثبات التطور وليس الخلق . الالحاد يعتمد على النظريات وليس على العلم . (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: المسألة أبسط مما تتصور عزيزى انت تتكلم عن المجتمعات وعاداتها وسلوكياتها ، وتحصر الاخلاق في المجتمع ، وكل ملحد كما علمت يفعل هذا ، وهذا الحصر لا مبرر له ، تكلّم عن الاخلاق باطلاقها سواء فردية او اجتماعية ، وأنا اعلم ان الاخلاق الفردية لا يستطيع ان يستوعبها النسق الالحادي المبني على المصلحة ، فلذلك يشطح إلى الاخلاق بالمجتمع . انا لا اتكلم عن اخلاق المجتمع كي تتكلم بشؤون المجتمعات ، انا اتكلم عن اخلاق مطلقة ، والكل يعلم ان اساس الاخلاق فردي وليس مجتمعي ، لاننا نطلقها بصفة فردية وليس بصفة جماعية ،أنا اتحدى اذا كنت تشير الى موظفين في شركة او دائرة بانهم كلهم اخلاقيين ، بينما موظفي الشركة الاخرى كلهم غير اخلاقيين ، ولا تستطيع ان تشير الى ان الناس في هذا البلد اخلاقيين ، بينما الناس في البلد الاخر غير اخلاقيين كلهم ، لكنك تشير الى موظف معين بانه يبدو حسن الخلق و موظف اخر لا يبدو كذلك ، وهما من مجتمع واحد ، مع انك لم تعرف ما موقف كليهما من قضية المرأة ، ولا موقفهما من تعدد الزوجات ولا من الهولوكوست .... إلخ . حكمت بدون ان تعرف مواقفهم من كل ما تسميه مواقف اخلاقية اجتماعية . اذا ليست الاخلاق اجتماعية ؛ لانها لا تستطيع ان تشمل الكل ، ولا تستطيع تحديد الاخلاقي من عدمه داخل المجتمع الواحد ، إذاً ليس المجتمع وعاداته معياراً لقياس أخلاق الفرد ، فهي عادات وتقاليد تُتبع بدافع المصلحة أو الخوف غالبا ، وغالبا ما تُعد عباءة يندس فيها اللا اخلاقي ليظهر بشكل اخلاقي عند من لا يدقق في النظر ، ولكن تنكشف مصلحيته ولو بعد حين . انك حكمت عليه بالاخلاق من مجرد تعامل بسيط ، إنك افترضت أخلاقية الموظف السابق من تعامل بسيط ، ولم تستحضر عادات المجتمع وتطابِقها عليه ، ولم تنظر هل هو يطبق كل تعاليم وسلوكيات المجتمع في كل الظروف والمناسبات ام لا ، وهذا يعني ان العادات والتقاليد ليست مقياس الاخلاق ، وبالتالي ليست الاخلاق نابعة من المجتمع ولا بدافع المصلحة و كما ترى انا استشهد بالواقع ، بل بواقعك انت وواقعي وواقع كل الناس . هذا يثبت فردية الاخلاق التي تتهربون منها ، مع انكم تعلمونها . الاخلاق فردية وليست اجتماعية . لانها معتمدة على الفهم والنية ، اكثر افراد المجتمع قد يفعلون فعل اخلاقي وهم لا يعلمون انهم يمارسون خلقا ، معتمدين على الادلجة أو العكس : يعملون عملا غير أخلاقي وهو يرون أنه يشرفهم ويزيدهم قيمة في المجتمع ، الأخلاق الحقيقة فردية ومعتمدة على نية الحق والخير وتكون نتيجة حوار داخلي بين المصلحة والفضيلة ، وانتصار الفضيلة على المصلحة المادية ، أما ماتتكلم عنه فهذه ظواهر ومعالم المجتمع وتدخل فيها الملابس الوطنية والفلكلورات والطبخات الشعبية ، فهل تصنفها أخلاقاً أيضاً لأنها نسبية وتختلف من مجتمع لآخر؟ وبدونها لا يتضح انتماء أي شخص للمجتمع ، فهي ملابس يندس تحتها الطيب والفاجر ، ولا يتناولها الشخص من دافع أخلاقي من عدمه ، وليس هناك صراع داخلي نحوها ، فهي لا تنبع من داخل الشخص بل من خارجه – يقول الشخص : الناس في مثل هذا الموقف يفعلون كذا وكذا فأعمل مثلهم لتسلم من نقدهم – . الأخلاق في الأصل لا يمكن أن تُمثَّل ، لكن العادات والتقاليد يمكن لشخص من مجتمع آخر يطبقها وهو يسخر منها في داخله ، فهل نقول عنه أنه أخلاقي في هذه الحالة ، لأنه يعمل مايريده المجتمع ويفعله ومع ذلك هو منافق ومرائي ؟ وبناءاً على قولكم بنسبية الأخلاق ، لا يمكن أن توجد أخلاق عامة لكل البشر ، وبالتالي عليك أن تقر بعدم وجود أخلاق في محكمة العدل الدولية ، ولا في محكمة الجنايات الدولية ، ولا في منظمة حقوق الإنسان ؛ لأنك افترضت ان الأخلاق نسبية ولا تصلح لأن تكون رابطا للجميع ، فكيف صارت رابطا للجميع من خلال هذه المنظمات ؟ هذا يثبت كلامي أكثر مما يثبت كلامك بأن وجود الأخلاق ذو أساس مشترك ومطلق في كل فرد بدليل امكانية اشتقاق قيم عالمية تصلح للجميع ، وهذا بحد ذاته ينفي فكرتكم المردّدة عن نسبية الأخلاق وعدم صلاحها للعموم . وكيف تجمع الفردية التي تنادي بها كملحد ، والأخلاق التي تقول انك تتمسك بها بدون انتظار جزاء ومكافأة ؟ واجتماعية الأخلاق عودا وبدءا التي تقول بها ؟ هذا التثليث الالحادي يجعل الفهم غير واضحا كما هو في التثليث المسيحي ، فثورة الفردية تعني الاستقلال عن المجتمع ، بما فيها الأخلاق التي ربطتها أنت فيه ، وتمسكك بالأخلاق يعني تمسك الملحد بالمجتمع ليكون ترسا في آلة بلا فردية ولا حرية فردية ، لأن تبنيه للأخلاق هو تبنيه للمجتمع ، وهذا من تناقضات الإلحاد . المجتمع كلمة ضبابية غير واضحة ، وكعادة الإلحاد يرمي ويحيل الى ظلام ، الأخلاق الى مجتمع ، والوجود الى تطور في ملايين السنين الغابرة ، والتطور الجديد سوف يأتي بعد ملايين السنين القادمة ، وضباب العلم سينكشف يوما من الايام عن اجابة لكل الاسئلة ، لذلك الإلحاد هو إمام الجهل . ومأخذ آخر على الفكر الإلحادي وهو تمييع المصطلحات ، فالأخلاق مائعة المعالم والتعريف ، وكذلك العلم ليس له حدود واضحة بحيث اننا نستبعد ما ليس علمي ونبقي ماهو علمي ، فالنظريات مختلطة مع الحقائق العملية الثابتة في ذهن الملحد ، وكذلك الفلكورات والكرنفالات الاجتماعية ومراسم الدفن والعزاء والولادة وعادات الأكل والشرب وطريقة الشرب واللبس مختلطه مع الأخلاق في ذهن الملحد ، وربما اللهجة أيضا لأنها نسبية . اما بخصوص الأمثلة التي سردتها ، فكلها غير مطابقة لما أردت ؛ فالمثال الأول عن زواج الرسول والجواري فهذا من ضمن العادات والتقاليد النسبية ، وليس داخل في الأخلاق ، بسبب أنها عرف اجتماعي وسياسي ملزم في ذلك الوقت ، حيث تُستعبد المسلمات ويصرن إماءً يملكهن الاعداء ايضا ، أي أنه قانون دولي ومعاملة بالمثل في ذلك الزمان كما هو القانون الدولي الحالي والسلوك الدبلوماسي المبني على المعاملة بالمثل . ولا أراك تنتقد القانون الدولي في هذا الزمان مع أنه مليء بالأخطاء ، لكن مثال الجندي الأمريكي مثال غير أخلاقي وتنتفخ له أوداج الأمريكيين أنفسهم عندما يغتصب بقوة السلاح كما حصل أمرأه ضعيفة ثم يقتلونها ويقتلون كل من في البيت ، فهذه إرادة شر ، فأرجو أن تفرق بين الأخلاق والعادات الأجتماعية ، فمثلاً لو كان كلامك صحيحا بان الأخلاق هي قوالب وأن قالب وجود الجواري هو نهاية سوء الأخلاق ، فماذا تفعل إذا قالت جارية أن سيدي يعاملني بأخلاق ولا أريد التحرر منه بل وأحبه ، وجارية أخرى تقول أن سيدي يعاملني بسوء أخلاق ، فيفترض بموجب كلامك أن كلاهما ترفضان هذا السلوك الذي سميته سوء خلق بنفس الدرجة ، مثل ما أرفض أنا وترفض أنت سلوكا مشينا كأن يدخل أحدهم يده في جيوبنا ، سنرفض بنفس الدرجة ولن يقول أحد أنه معجب بهذا السلوك ، من هنا نعرف أن فكرة الأخلاق أدق من الثخانة التي تعرضونها بها . لا ننسى أن الإسلام ورسوله قدما الأفضل في هذا القانون الدولي السائد في زمنه بالتشجيع على العتق لمن أراد العتق ، ولم يقدم الاخرون في الدول الاخرى في ذلك الزمان مثل هذا المستوى ، ولا شك أن الرسول سيرفض من يجبر عبده على العتق هو لا يريد ، وسيكون عمله هذا غير أخلاقي لو اجبره ، هذا غير الكفارات وغير أن الجارية تُعتق بمجرد ولادتها شرعا وتصبح زوجة ، بل أن مال الزكاة العام يكون تحت يد أي عبد يريد أن يعتق نفسه إذا هو أراد ، إن تحرير العبيد في العصر الحديث كان ظالما لكثير من العبيد وللملاّك جميعا ، حيث لم يحصلوا على تعويضات ، فهم قد دفعوا أموالا طائلة ، لكن الآخرون اعتبروا طلبهم للتعويضات مثل طلب السارق ان يعوَّض اذا اُخذ ما بيده من مسروقات ، فيكون مكافأة له على سرقته ، ثم أن رمي العبيد الى الشارع لم يكن عملا أخلاقيا مما سبب لهم كوارث وألآم كثيرة وانحرافات وامراض وتخلف وتجمعات عشوائية في احياء ، أما الإسلام فكان يحررهم بالتدرج ، ومن وجد في نفسه القدرة على تحمل الحرية وإعالة نفسه فله أكثر من طريق الى ذلك ، وقد أخرج هولأء في أكثر الظروف من بيوت الأغنياء ذات الوفره الى أكواخ الصفيح باسم التحرير والذي جاء مفاجئا وبدون تدرج ، وأي تحول اجتماعي يكون مفاجئا يسبب أضرار أكثر من نفعه . اما التهويل الاعلامي المصاحب لتحرير العبيد ، من ربطهم بالسلاسل واجبارهم على العمل الشاق لا يدخل العقل ، انظر مثلا لحيوانات صاحب المزرعة تجدها يوفر لهم الطعام والشراب والمسكن الصحي ، فكيف يجلد العبيد البشر ويعذبهم وقد دفع بهم اموالا اكثر من الخنازير والاغنام ؟ هذا بخلاف امكانية الانتقام منه ، وهذا في الغرب ، اما في الاسلام فلم تشتهر اي صورة لاضطهاد العبيد وقد حث الاسلام على المساواة بهم حتى في اللباس ، والحاصل ان كل نظام اجتماعي يستطيع اي فرد ان يتعامل معه باخلاق او بلا اخلاق ، وفي الشعر الشعبي والعربي قصائد باكية يقولها عبيد او اماء في رثاء اسيادهم ، وتحسرهم على تلك الايام التي عاشوها مع بعض ، انا لست مع هذا النظام الاجتماعي او ذاك ، انا مع الاخلاق التي تستطيع ان تخترق اي نظام اجتماعي ، سواء قيل عنه انه حسن او قيل عنه انه قبيح ، فالحرية تستطيع ان تستخدمها اخلاقيا ولا اخلاقيا . العبودية واقعة على البشر مهما كانوا ، فمديرك في العمل يمارس شيء من الاستعباد ويتحكم بمصيرك ، والانظمة وسلطات المجتمع والدولة والصحافة كلها تتحكم في البلد ، بل حتى الزواج والابوة والامومة ، لا يكون الفرد حرا الا بمفرده فقط . بل كانت معاملة العبيد احيانا كالابناء ، وحتى الاباء يمارسون شيء من السلطة على ابنائهم . مشكلة العبودية انها لم تكن مقننة ، واي شيء بلا قواعد يؤدي الى حالات متطرفة . مع ان القواعد لا تستطيع ان تضبط سوء الاخلاق . اذا لا بد من اصلاح اخلاق الفرد من خلال اصلاح نيته . (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: حتى النصوص المقدسة فى القرآن والإنجيل وغيرهما لا ينظران للآخر على أنه إنسان مساو للمسلم أو للمسيحى بل هو دائما " أبناء أفاعى " أو " مغضوب عليهم وضالين " أنا أتكلم عن القران ، وافتراضك هذا غير صحيح ، فالمغضوب عليهم والضالين فئتان معروفتان بدليل الآية التي قبلها (صراط الذين انعمت عليهم ) وكل الفئات الثلاث لا تعني المسلمين الحاضرين ، فإذا أقررت بوجود المغضوب عليهم والضالين فعليك بإقرار الذين أنعم الله عليهم و كفاية انتقائية ! القران يقول كرمنا بني آدم ولم يقل كرمنا المسلمين ( وماأرسلناك الا رحمة للعالمين ) ، فلو كان الله يكرههم لماذا يرحمهم ويأمرنا برحمتهم ؟ ولماذا أقر مصرفا في الزكاة للمؤلفة قلوبهم الذي تدفع لهم من أموال المسلمين وهم غير مسلمين ؟ فقط لأنهم مسالمين ومحتاجين ، ولماذا يأمرنا الله بمخاطبة غير المسلمين بالحكمة وبالتي هي أحسن والقول اللين ؟ أليست كلها مظاهر تكريم؟ بل أين من يكرم مخالفيه كالإسلام ؟ الإلحاد ماذا قدم لمخالفيه ؟ لم يقدم للمسلمين الا الهجوم والتشنيع واحتقار أصحاب الديانات ووصفهم بالغباء والشتائم احيانا كثيرة ، فالإلحاد كائن طفيلي قائم على محاربة الأديان ولا وجود له لو زالت الأديان (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: أين الأخلاق الثابته هنا إذا كانت تتسع وتضيق بحسب الشخص وديانته ليس التقزز اخلاقي ، ليس الدافع لهذا التقزز هو الاخلاق كما تصورت ، انما هو كسر لعادات العرف ، تماما كالتقزز من شخص ياكل بكلتا يديه او يحضر الاجتماع ببيجامة النوم ، ولو كانت البيجامة هي الزي الرسمي لما صار تقززا ، ولصار التقزز ممن يلبس البدلة والكرفتة . اذا ليس الاساس اخلاقي بل الاساس اجتماعي للعادات والتقاليد ، مع انهما كلاهما لباس ساتر . (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: فى الحضارة الفرعونية كان زاواج الأخوه أمرا شائعا خاصة بين الأسر الملكية بينما اليوم اختلفت النظرة الأخلاقية تماما ... جميع الأمم تأرجحت عندها المعايير الأخلاقية من أقصى اليمين لأقصى اليسار انت تتكلم عن معايير التقاليد وليس عن معايير الاخلاق ، هل تأرجح الإضرار بالآخرين من ضمن ما تأرجح ؟ هل البذاءة صارت خلقا جميلا يوما من الايام او في مجتمع ما ؟ هل احتقار الناس والغرور والاعجاب بالنفس مقبول في مكان ما من العالم ؟ يجب ان تعمم الامثلة ولا تنتقي . هذه هي الاخلاق لا تتغير ، الامثلة التي تسوقها لا يفعلها الناس لانها اخلاقية او يتركونها لانها غير اخلاقية ، قيمتها من قيمة الفرد في المجتمع ، فيفعلها الفرد ليحصل على قيمة في المجتمع وليس لانها اخلاقية ، بدليل ان الطيب وغير الطيب يحتاج لان يفعل هذا . ارجو ان يكون هذا واضحا . فالقاضي بطريقة كلامه وتحيته ولبسه يشبه المتهم الذي خان امته ، بنفس العبارات في التحايا واللباس وطريقة تناول الطعام ، الخ . بينما هو فاسد ومختلس كبير ، بمعنى انه ترك الاخلاق والتزم بالعادات التي تسميها انت اخلاقا . (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: بعض القبائل - وهذا مذكور فى أحد كتب داروين - كان الميت فى عقيدتها لا يرتاح إلا أن تقتل شخصا من قبيله بعيدة أخرى عن قبيلتك .. وكان الناس المسالمون جدا والطيبون للغاية والحزانى والمفجوعون يبحثون بمجرد وفاة عزيز لهم عن شخص ( ليقتلوه ) حتى يرتاح ميتهم .. يفعلون هذا بلا أى نيه شريرة ثم يقبلون بعدها على الصلاة بكل إخلاص هذا مشابه لموضوع الثأر ، بأن تقتل اي فرد من القبيلة المعادية عوضا عن من قتلته تلك القبيلة ، حتى ولو كان الضحية بريئا ولا يعرف شيئا عن تلك الجناية . هذا يؤيد كلامي بأن الانظمة السلوكية الاجتماعية ليس منطلقها هو الاخلاق دائما ، بل المصالح ، فلو طبقت الاخلاق في نظام الثأر لكان صعبا الوصول الى الجاني بنفسه لانه سيكون حذرا ، وبالتالي سيبدو منظر القبيلة ضعيف ، لانه يُقتل منها ولا تقتل من اعدائها ، الم اقل ان الاخلاق هي ضد المصالح وعكسها ؟ ومثال داروين ، فالدافع ليس الاخلاق بل الادلجة والمعتقد الذي يعود بالمصلحة للميت والمجتمع ، اي النظرة لمصلحة الميت والمجتمع وليس الاخلاق ، واي عمل الدافع له المصلحة ليس اخلاقا ، وفي المثال الذي اوردته ، النية شر ، لانهم يعتدون على بريء والاخلاق لا تقر هذا . ولان من يفعلون هذا الفعل يعرفون ببداهة الاخلاق ان قتل البريء ظلم . هذا يشبه فتاة النيل التي تقدم قديما في مصر ضحية للنيل حتى يهدأ عن الفيضان ، فالدافع له المصلحة العامة وهو عمل غير اخلاقي ، فما تسميه اخلاق ، دوافعه مصلحة ، والمصلحة غير اخلاقية . اذن انت تنتقد نفسك بنفسك ! فكل العادات والتقاليد الدافع اليها هو المصلحة وليس الاخلاق ، فالامة التي تحارب ويقع اسرى ويرفض جندي ان يطلق النار على هؤلاء الاسرى مخالفا بذلك رغبة مجتمعه بالانتقام منهم ، هنا الدافع ليس المجتمع ولا المصلحة بل الاخلاق . اذن الاخلاق فردية ولا يقدم المجتمع اخلاقا بل مصالحا . لو كان المجتمع يقدم اخلاقا لصار الناس اخلاقيين لا مصلحيين ، ولصار الفرق بين المجتمع والآخر هو فرق الاخلاق وليس العادات ، بل حتى العدالة ومساواة الفرص وحفظ الحقوق ليس الدافع لها الاخلاق ، بل المصلحة التي يتغنى بها الليبراليون كاخلاق ، فكل القوانين والعادات والسلوك هي انظمة لحفظ المصالح الخاصة والعامة للمجتمع الواحد . فتحريم السرقة في كل الشرائع والانظمة ليس بسبب الاخلاق ، بل بدافع المصلحة ، لذلك لا تحاكم المحاكم الكذابين والوشاة والمغتابين والنمامين ، بل تحاكم السارقين والمختلسين وقاطعي الطرق وهذا اوضح طريق على ان ما تسميه اخلاق هي مصالح وليس اخلاق . ولو كان المجتمع يهتم بالخلاق لحاكم هؤلاء كما يحاكم اؤلئك ، الاسلام جعل هذه المحاكمة مع الله الذي يراقبك ويراقب نياتك ، وترك محاكمة الحقوق للبشر . اضافة لمحاكمته هو عليه في الاخرة . (06-09-2011, 06:08 PM)بنى آدم كتب: وحروب الأديان رهيبة وطويلة وكثيرة هذا ينطلق من الكنيسة وسيوفه تقطر من دماء المسلمين وذاك ينطلق من مسجد وسيوفه تقطر من دماء المسيحيين وكل منهما يدعوا باسم الله / الرب والحشود ترد فى الجانبين " آمين " هذا يؤيد كلامي ان المجتمع لا يصنع اخلاقا ، وان الاخلاق المسيحية والاسلامية تخترقها المصالح التي تنطلق انت منها اصلا ، وكذلك الحروب بين الشيوعيين والراسماليين استعرت وتستعر ويموت الملايين وكلهم يتغنون بحرية الانسان ، والعالم المسمى متقدما والذي يرفع شعارات الحرية للانسان هو الذي استعمر الانسان في كل بلدانه تقريبا ولا زالت بحوزته كثير من المستعمرات حتى الان ، ولا زال يتصرف بمصائر الشعوب ، ويقتل من يشاء ويعفي من يشاء ما دام مع مصالحه ، فبريطانيا لها مستعمرات والبرتغال لها مستعمرات واسبانيا لها مستعمرات ، إلخ . والشعار هو هو لم يهتز : الحرية والعدل والمساواة والتقدم والتنمية وتطور الشعوب ، فانت لم تاتي بجديد ، الم اقل لك ان كل شعار قابل للاختراق ؟ وان كل نظام اجتماعي قابل للاختراق من سوء الاخلاق ، الشيء الوحيد الذي لا يُخترق هو اصلاح النية ، واصلاحها يحتاج لمراقبة الله الذي يعلم ما تعلم ولا يعلمه الاخرون . المجتمع يرعى مصالحه ، وهذا يفسر تغير الانظمة والقوانين والعادات والتقاليد داخل المجتمع نفسه لأن المصالح تغيرت ، العادات والتقاليد لا وجودها ولا تبنّيها منطلق من الاخلاق بل من المصالح . واتفاقها احيانا مع الاخلاق ، بسبب ان الاخلاق حق ، والحق هو الذي يستطيع ان يستوعب عدد اكبر من الناس ، هل توجد طريقة اخرى سوى الطابور بحيث ترضي الجميع ؟ إذا هنا اضطرار للحقيقة والاخلاق وليس لانهم يبحثون عن الاخلاق ، لانه لو كان منطلق من الاخلاق هنا ، يجب ان ان ينطلق من الاخلاق في الامور الاخرى . المساواة في الفرض ليس حبا فيها بل لتخفيف المشاكل ، ليس تطبيق الاخلاق بذاتها وحبا فيها بل لانهم اضطروا لها ، وهذا دليل على ان الاخلاق تتسع للجميع ، لان الاخلاق تتفق على الحق والحق يرضي ، وبهذا نفهم كيف ان المجتمعات تقدم سلوكيات غير اخلاقية كما مثلت انت ، وبنفس الوقت تقدم سلوكيات اخلاقية ايضا ، فالانتظار في الطابور يستطيع هذا الخلق ان ينتقل من بلد لاخر ، لانه يعتمد على الحق ، ولكن وجوده في مجتمع ليس بدافع الاخلاق ، بل لاجل الاضطرار والمصالح للجميع . قد يلتقي المجتمع مع الحق مضطرا له ، وربما لو وجد حل آخر تركه . فهؤلاء المحترمين للطابور في الغرب هم من يستعمرون الشعوب الاخرى ويناصرون اسرائيل المغتصِبة ، ولا يرحمون شعبا مشردا لسبعين سنة بسببهم ، فالاخلاق نية وقصد لذاتها ، تقتضي تحويل الحياة كلها الى اخلاقية اذا وجدت النية ولا تناقض في الاخلاق ، لكن المصلحة هي التي عودتنا على ذلك ، فما تسميه اخلاقا هي مصالح ، وهي متناقضة كما ذكرت . وليس صحيح أن الغرب مسلمون بلا اسلام ، ولا انهم مجتمعات اخلاقية ، فهم مثلهم مثل غيرهم . (06-09-2011, 06:51 PM)الجوكر كتب: الاخلاق موضوعها نسبي زمكاني تقتضي في نهاية الامر الى المصالح المشتركه الم يكن هناك اديان للعرب قبل الاسلام ؟ واديان لمن قبلهم ؟ اما نسبية الاخلاق فأرجو أن تقرأ الرد على الزميل . وشكرا الرد على: مفهوم الأخلاق .. - الــورّاق - 01-12-2012 الفضيلة ايضا فطرة ، والفضيلة اقرب الى الاخلاق من المصلحة .. و الجنة مكافأة للمؤمنين ، و لكن رضوانٌ من الله اكبر من الجنة .. والأخلاق لا تـُكافأ بالمادة ، الأخلاق تـُكافأ بالأخلاق .. والرضوان غير مادي .. و الله يقول : (سارعوا الى مغفرة من ربكم و جنة عرضها السموات والارض) .. اذاً الله يكافئ الأخلاق بأخلاق الهية ، والله وعد من يطيعه بعطاء بغير حساب .. و هذه هي الأخلاق : عطاء بلا حساب .. كل من يفعل الخير والفضيلة وهو يرتقب الجائزة ، فهو يعمل لأجل الجائزة وليس لأجل الفضيلة .. و المؤمن يفعل الخير والفضيلة لأن الله يحب منـّا هذا الشيء ، و لأن الله فطر نفوسنا على حب الخير و لأننا نحب الله ، و لأن الخير هو الجمال ، والله فطر نفوسنا على حب الجمال .. المؤمن الحقيقي يهمه رضا الله عنه ، لا أن يحسّب ماذا سيـُعطى إذا فعل كذا او كذا .. قال المؤمنون : (إنما نطعمكم لوجه الله) ، وهذا يدل على محبة الله أكثر من محبة ما عند الله ، فالوجه يرمز للمحبة ، و المؤمن الحقيقي يحب ربه أكثر من حبه للجنة أو البركة أو الرزق .. و هذا من تمام الاخلاق مع الله .. تصوّر ان احدا يحبك لاجل ما عندك ، وليس لاجلك ! هذا ينافي تمام الاخلاق .. و هذا ليس زهدا فيما عند الله ، وإلا لكان تكبرا .. لكن المؤمن يعرف أن الله إذا رضي عنه فسوف يرضيه ، ولا اشتراط على كريم من كرم الاخلاق .. و الله يعرف كم هي حاجتنا اليه ، وهذا ايضا لا ينافي الدعاء ، وطلب العون والغوث من الله ، في الدنيا والاخرة .. لأن إبداء حاجتنا لله دليل على تواضعنا له ، لكن ان نقدم حاجتنا على حب الله ، فهنا يختل الميزان الاخلاقي ، اذ تكون حاجاتنا اهم من الله كما فعل بنو اسرائيل .. الاخلاق مع الله باب عظيم ، يستحق الاهتمام ، لأن من لم يتعامل مع الله بأخلاق ، فلن يستطيع ان يتعامل مع الناس بأخلاق من باب اولى .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة : 54] وهذا يعني ان الاخلاق ليست سلوكا فقط ، بل هي نية وفكرة قبل ان تتحول الى سلوك .. وبعض النوايا والافكار قد لا يكون لها فرصة لان تتحول الى سلوك .. اذا تعريف الاخلاق بأنها سلوك فقط ، تعريف غير دقيق ، وقد يفعل المرء عملا حميدا ولكن بنية خبيثة ، أو العكس فيعمل عمل سيئا و لكن بنية حسنة .. اذا ليست الاخلاق مجرد سلوك ، فالاعمال بالنيات .. تلك التعريفات الغربية للاخلاق ذات الاساس المادي ، تتناقض مع المفهوم الاسلامي الاصيل والراقي للاخلاق .. |