حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مقاطع حياتية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: مقاطع حياتية (/showthread.php?tid=44032) |
مقاطع حياتية - Dr.xXxXx - 06-25-2011 وقف امام الحاجز شادّاً قبضته مقابل الجندي الذي وقف كالصنم آبياً الحراك. كان يشعر بارتباك شديد، فقد سمع قبلاً عن مدى جبن عدوه، لكنه وجد واقعاً مغايراً، فالجندي لا يزال يأبى ان يتزحزح. بدأ يشك في نفسه، حتى وصلت افكاره ذروتها حين تيقن او شابه اليقين بانه ليس سوى شبح. نظر الى الأرض وتدارك نفسه، فظله ايقظه من هلوسته، ثم أشاح بصره بعيداً الى السماء يسأل. ولا زال الجندي يأبى الحراك. ترى هل تاب عن جبنه؟ ام انه يثق بسلاحه المعلق على خصره؟ ثوانٍ مرّت كلمح البصر، فقد كانت نشوة الشجاعة طاغية على الشك. لكن، لكل شيء اذا ما تم نقصان... انتهت تلك الثاني حين تحرك الجندي...دفع بقدمه ذاك العجوز المتسول الجالس بجانب الحاجز ينتظر غلة اليوم.. بضع قروش يستبدلها برغيف.. بضع قروش، ولو من زانية فلم يعد المصدر ذا قيمة، فحتى حكامه اضحوا عاهرات. ثوانٍ اخرى تلت، لكنها هذه المرة كانت دهراً، فالشاب الذي وقف شادّاً قبضته مقابل الجندي الذي كان يأبى أن يتزحزح قد عرف السبب، وعندها بطل العجب... قفل راجعاً الى سيارته يردد "زمان هوّن الاحرار منّا........" RE: مقاطع حياتية - Dr.xXxXx - 06-25-2011 ضغط زر الارسال، وألقى بهاتفه جانباً، وتمدد على سريره، لم ينتظر كعادته تأكيداً على ان الرسالة قد ارسلت بنجاح، فلم تكن هذه الرسالة مثل نظيراتها. عادت به الذكريات الى سنين خلت، حين رآها لأول مرة، لم تكن جميلة في لقاءهما الأول، او ربما، لم يلحظ جمالها، فقد كان من النوع الساكن، حيث لا اثارة ولا افتتان، مجرد جاذبية خفيفة تشد الى الغوص في مكنوناتها. كان ذلك منذ سنين ثلاث، عايش برفقتها اثنتين، والثالثة كانت مجرد اجترار للذكريات. وجد صعوبة في استرجاع ذكرى السنين الاولى، ولكنه لم يقاوم، بل انتقل الى الثالثة..... حيث كان الفراق. لم يعرف كيف استطاع احتمال نيران شوقه اليها، لكنه آمن ان قلبه سيقسى على حبها في بعدها، فقد كان حبها احتلالاً، جاء غصباً وسينتهي غصباً. و...... قطع استرسال ذكرياته رنين هاتفه، ينبئه بوصول رسالة جديدة... لا يهم فبالامكان الانتظار حتى الصباح. وتابع... مرّت ايامه الاولى كالظمآن في البحر، محاطاً بماءٍ لا يروي... لكنه لن يموت، قد ينهار، لكن لن يموت. وصدقت نبوءاته، فالسنة انتهت وها هو بالكاد يذكرها، او هذا ما اقنع نفسه به. تحركت يده بحركة غريزية الى هاتفه وفتح الرسالة ليقرأها... و......... قد فشل، عرف انه قد فشل، فقد خفق قلبه شوقاً وردد قائلاً: الست وعدتني يا قلب اني*** اذا ما تبت عن *ليلى* تتوب فها انا ذا تائب عن حبها*** فما لك كلما ذُكرت ليلى تذوب RE: مقاطع حياتية - Dr.xXxXx - 06-25-2011 كانت رسالته لها تحوي كلمات ثلاث، بعدد سنين حبه "اتمني لك النجاح" امنية صادقة خرجت من قلبه، فقد التقيا في المرحلة الثانوية وافترقا حين تخرّجا... حب كلاسيكي شائع بالنسبة لغيره، لكن بالنسبة له، كان شيئاً خاصاً، وكان يعرف بأن الايام كفيلة بكشف ذلك، وقد صدقت نبوءاته سابقاً، وستصدق ثانية - لقد ايقن بذلك. وها هي اليوم تتحضر لدخول الجامعة، عام كامل كان الفجوة بين يوم الفراق ودخول الجامعة، عام حمل له لوعة لم يكن يتخيل وجودها. لم يرغب في مسح الدمعة التي انطلقت تجري من مقلته اليمنى، فقد كان عقله مشغولاً في حدث أكبر، لم خفق قلبه.... عام كامل من الفطام القسري قد انهار ببضع كلمات، ويا ليتها كانت كلمات جَسَّدَها صوتها... لم ينكر ان كلماتها تلك كانت ملائكية خالصة، قادرة على تمريغ انف اعتى رجل في التراب حين يخر مستكيناً لرقتها، لكنه ليس كأي رجل، هو رجل انتهى منها... القى هاتفه ثانية وعاد يسترسل في ذكرياته... كان يرى في حبه حباً احادياً غير اشتراكي، فلم تكن تظهر له اشتياقاً عند غيابه او قلقاً عند حزنه، كانت مجاراةً فقط لحبه لها، والذي يصدف انه لم يعترف لها به اطلاقاً.. لم ينطق احرفاً يبوح لها فيها عما يجتاحه تجاهها، فقد كانت لبيبةً، واللبيب بالاشارة يفهم. لكن اليوم، رسالتها حوت كل ما يحتاجه محب ليتيقن ان حبيبه لا زال على عهده، حافظاً ما كان بينهما، و... تدراك نفسه متسائلاً، أكنت محباً لها قبل رسالتها؟؟ رائحة فشل اخر سرت في المكان... تناول هاتفه ثانية وأعاد قراءة الرسالة... كانت مختومة بسؤال، سؤال قَلَبَ لديه مفاهيم عالم ظن انه عاشه بشكله الواضح، ليتبين انه كان احلى مما عرف... "الا زلت تحبني"، رسّخ سؤالها فكرته عنها، فقد بان الحق اخيراً، وتيقن انها كانت حقاً لبيبة... احتار كيف يرد عليها، فاغمض عينيه محاولاً رسم فكرة عن شيء ربطهما، عن شيء خاص بهما، يعيد اليها ذكريات جنونه، حين اصر على تعليمها الشعر، وحسناً فعل... كتب اليها بيتين اثنين بعدد سنين رفقتهما، كتب اليها: لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا *** أن طالما غيّر النأي المحبينا فوالله ما طلبت اهواؤنا بدلاً *** منكم، ولا انصرفت عنكم أمانينا RE: مقاطع حياتية - Dr.xXxXx - 07-10-2011 صمت مزعج يهز أركان المكان، صحيح أن للهدوء ضجة تحطم الأعصاب... لن استطيع اعتياد هذا الجو، ومن كان يتوقع ذلك؟؟ سخرية القدر... كنت في السابق اشكو من ضجة الجيران والأعراس، والتي لم تخلُ من اصوات الرصاص، لكن اليوم... بت احن اليها. جو المدن رهيب... خانق ولا يلائم البشر، حتى الصراصير انخرست، فما سر هذه الليلة اللعينة... لا أكتب رغبة في الكتابة، انما لخلق جو مع تأثيرات صوتية فقط، فلا أرغب بسماع موسيقى، ولا سماع احاديث فارغة، انما مجرد رمز للحياة... غيري طبعاً. المدينة التي تضج بالحياة ماتت، في ليلة سبت صيفية!!! ما أتعسها من ليلة. حتى النوم لا يراودني، وكيف سيراودني وكومة الكتب ملقاة على السرير، فحتى القاء مجرد نظرة كفيل باصابتي باغماء... ضجيج الغربة مع ضجيج الصمت اللعين، وفوق كل هذا، وظائف غير منجزة بعد، بت اشك في رغبتي في التعلم حتى.. كم أرغب في الحديث مع والدتي... لا شك أنها مستيقظة تحيي الثلث الاخير من الليل، لكني لا اجرؤ على الاتصال، فهذا سيوقظ كل العائلة، عدا عن الشعور الكثيب الذي سيرافقني اسبوعاً اذا ما اخطأت تنبؤاتي ولم تكن مستيقظة.. لا ينقصني الا هذا، سكّيران لعينان تحت الشباك، اااخ لو... لكن لا يهم، فعلى الأقل هناك صوت... اشعر برغبة في الذهاب للبحر، ولا أعرف ما الذي يمنعني، لكني اعرف اني لن اذهب، وسأفوت ليلة هادئة على الشاطئ، ليلة دافئة على الشاطئ، مقابل يافا الشامخة، مع رائحة البحر المميزة، والتي لا اعرف سرها، لكن هناك سر لها حتماً، فهي ليست كرائحة البحر من مكان اخر، مجرد احتكار لشاطئ يافا. ويا للأسف... فالكتابة لا تساعد على تغيير الجو، لذا لن أكمل حالياً. RE: مقاطع حياتية - Dr.xXxXx - 07-23-2011 تفجير تل أبيب قبل بضع أيام خلت، خرجت من وكري لأتفسح في الدنيا وأجلي بعض الصدأ الذي اجتاح دماغي جراء هجوم الفيزياء اللعينة التي سيطرت عليه لفترة ليست وجيزة. كنت قد وفرت بعض المهام لأقوم بها دفعة واحدة وأنتهي، وكانت احداها هي الذهاب الى مركز التسجيل لمن يريد مسكناً للجامعة للسنة المقبلة. وصلت الى غرفة السكرتارية بعد عناء طويل لا داعي لذكره وباشرت بملئ الأوراق بعد طرح السلام وكلمتين للسكرتارية ذات الشعر الخروبي علها تكون واسطة بيني وبين الحصول على الغرفة. انتهيت من ملئ الأوراق على مهل وأخرجت ما يلزم من الحقيبة وسلمتها معاً للسكرتارية وبدأت أنبش عن أي موضوع أفتحه معها يكون كمقدمة لدفعها لدس الأوراق في درج المبشرين بالجنة.. أقصد من سيحصلون بالتأكيد على مسكن دون مرور مرحلة التصنيفات. وكان الموضوع الأمثل هو عن احتمال حصولي على المسكن. سألتها بلطف عن ذلك فبدأت بالشرح، وكان جلياً أن ما تتفوه به هو استخراجات من اللاوعي كونها رددت ذلك دون مراعاة لا فواصل ولا نهاية جمل، انما أخرجتها دفعة واحدة كما لو كانت الة مسجلة، ودفعني ذلك للاستنتاج أنها قد ملت من تكراره... اسفت لضياع فرصتي الأولى، فلم يكن ما ابتدعته جديداً، فحاولت عبثاً التفكير بشيء اخر. شكرتها بأدب واستدرت مغادراً، وما ان وصلت حتى تذكرت، ويا للعنة... لم اكن مركزاً في حديثها، لأنها أولاً كانت جميلة الى حد يفقدك التركيز. وثانياً، لأنها كانت تتكلم بطريقة لا توحي لك بأهمية ما تقوله، لكن عقلي اللاواعي استعاد كلامها أيضاً وردده في اذني حتى يفققه الواعي. ما قالته باختصار أن البارحة كان اخر موعد للتسجيل، وأن عدد المساكن هو 4 الاف في حين أن عدد طلاب الجامعة زهاء 25 الفاً، لذا فاحسب الاحتمال بنفسك ان كان هناك احتمال اصلاً. لم افكر ثانية، وقفلت راجعاً الى مكتبها، فلا بد من بعض المديح والغزل، فالفرص لا تمر الا مرة واحدة. استئذنتها بالدخول ثانية، ويبدو أنها فهمت مرادي، فابتسمت ودعتني. حدثتها عن مدى صعوبة ايجاد مسكن، وعن الأسعار المرتفعة، وعن صعوبة العمل خلال التعليم، ومواضيع قد تدفعها لفتح الدرج السماوي ودفع اوراقي اليه، لكنها لم تفعل. انما بدأت تحدثني عن كيف كانت حياتها بالجامعة ممتعة، وأنها تتمنى عودة تلك الأيام، ونصائح اضافية لتفادي الفشل بالجامعة، وأخذنا الحديث زهاء الربع ساعة، ولم يقطعه سوى طرق على الباب، أتبعه دخول شرطي طلب منا اخلاء المكان. سألته اثناء خروجنا من الغرفة عن السبب فأجاب بأن هناك قنبلة في الطابق السفلي، ويا الهي بدأت الأفكار الوردية تطفوا وصرت أترنح كمنتشٍ بعد طول انتظار، تخيلت كيف أن الله قد بعث ابن حلال ليفجر بناية طويلة عريضة في وسط تل أبيب ليعطيني فرصة للحصول على مسكن، فبالتأكيد سيعيدون التسجيل لأن المستندات ستحترق وتنفجر وتضيع ولا يبقى الا الرماد. تخيل، الله يفجر لي بناية!!! استمرت الفانتازيا لبضع ثوانٍ اضافية حتى وصلت الى مدخل الغرفة يرافقني الشرطي والسكرتارية والأفكار الوردية. وبدافع الفضول فقط، القيت نظرة الى القنبلة التي احاطتها اشرطة الشرطة بمنع الاقتراب، وهنا كانت الكارثة.... انها حقيبتي التي وضعتها أثناء ملئ الأوراق.. اقتربت منها بحماس فأمسكني الشرطي محذراً، أخبرته أنها حقيبتي فنظر الي ببلاهة وتوقف. سألني ان كنت متأكداً، وكيف وصلت الحقيبة الى هناك وماذا تحوي، كرر اسئلته مرتين، ثم أخبرني انني ان لم أكن متأكداً فلا مجال للمخاطرة.. كنت قد ضقت ذرعاً به، فتقدمت نحو الحقيبة ناوياً فتحها، و..... لا زال ذاك المشهد عالقاً بذهني، فقد بدأ الشرطي بالركض حينما اخبرته السيكرتارية أني عربي. ظن أني أنوي تفجيرها أو ما شابه، كان مشهداً مضحكاً بحق. تناولت الحقيبة وخرجت لأشاهده وقد ابتعد حوالي 30 متراً ينتظر انفجاراً مدوياً، وفاجأه خروجي. اقترب مني وبدأت اسئلته السخيفة التي أجبت عنها من عقلي اللاواعي أيضاً، كوني كنت قد اعتدت عليها. أثناء مغادرتي للساحة التقت عيني بعيني السيكرتارية التي استغلت الفرصة لتدخن سيجارة.. كنت أنوي أن اذهب لأكمل حديثي معها، لكني استدركت نفسي حين لامست في عينيها نظرة تفيد بأنه لا أمل. لا أعرف لمَ لم أشعر بخيبة ، تبسمت فقط واستدرت. |