حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مآدن خرساء 1/48 رواية بقلم حمادي بلخشين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: مآدن خرساء 1/48 رواية بقلم حمادي بلخشين (/showthread.php?tid=44181) |
مآدن خرساء 1/48 رواية بقلم حمادي بلخشين - حمادي بلخشين - 07-04-2011 مائدة من السّماء بسم الله الرحمن الرحيم .... من عبد الله السلفي الى النّكرة الوضيع سامي أحمد ... عليك لعنة الله و ملائكته وجميع عباده الصالحين ... أيها الصّهيوني اللّعين قل لي بصراحة، كم قبضت من أعداء الإسلام ؟.. لقد سبقك كثير من الزنادقة.. كلهم دخل مزبلة التاريخ، ستلحق بهم قريبا إنشاء الله.. ثم هل تستطيع أن تخبرني، من تظن نفسك أيها الحقير، حتى تـتطاول على علماء عظام أمثال الإمام الألباني محدّث العـصر، و الإمام احمد بن حنبل ناصر السنة؟... أجبني أيّها الضالّ المضلّ.. من أنت حتى تشكّك في الأحاديث التي صحّت عن الرسول و أجمعت عليها الأمة خلال أربعة عشر قرنا ؟!" هذا بعض ما حمله صندوق بريدي هذا الصباح ... تذكرته الآن، و أنا اقف بين جموع المصلين الذين اصطفوا وراء الإمام الباكستاني ضياء الرحمن... في الواقع، لا يجوز لأي مسلم أن يدع التركيز أثناء أداء الصلاة، وينساق مع أفكاره.. علّمنا الإسلام أن الشيطان هو الذي يحاول إلهاء المصليّن بقدر ما يستطيع، حتى يحرمهم من بعض أجر الــصلاة، او ربما من كل الأجر.. هناك أحاديث تؤكد ان الصلاة الرديئة الأداء تكوّر كثوب متسخ ، ثم ترمى على وجه مؤديها فور فراغه منها .. رغم انني لم أضرب بشيء من ذلك القبيل منذ بدأت الصلاة قبل ثلاثين سنة. فأنني أصدّق هذا الحديث الذي يحث المسلم في مدلوله النهائي، على أداء صلاته بشكل جيد، خصوصا و ان هذا الصنف من المرويّات لا تنبعث منه رائحة التزوير التي طالت أحاديث أخرى أضرّت بالمسلمين، و أسرعت بهم الى الحضيض الذي يستقرون فيه منذ قرون عديدة ... لأن أمثال هذا الحديث لا يخدم مصلحة الحكام المفسدين.. فماذا يهمّ الديكتاتور لو أحسن المواطن صلاته أو أساءها؟ المهمّ أن يتبع ذلك المواطن المرعوب توصيّات الشافعيّ و ابن حنبل، فيحسن إغلاق فمه، لمنع أي همسة احتجاج تتسرّب منه. و ليذهب بعد ذلك الى الجحيم، فتلك قضية لا تخصّ الحاكم، ولا تعنيه في شيء. إن خطيئة عرض أقوال النبي على ضوء العقل و المنطق، للتمــييز بين الحديث الصحيح و المزوّر، هي أهم أسباب كراهية السلفيين لي، لأنهم يؤمنون بصحّة الأحاديث، لمجرّد كون نقلتها ثقاة. اما لو خالفت العقل و المنطق، فتلك مسألة غير ذات أهميّة. فالعقل لدى السلفيين في إجازة مفتوحة،... هذا لو وجد أصلا . حين سألني زميل عملي النرويجي Dag عن السلفية أجبته : ـــ " باختصار شديدة، هي مدرسة غبيّة تتمسك بقراءة حرفية للنص الديني، نظرا لتزمت أصحابها وضيق أفقهم، وسذاجتهم الفطرية التي يؤمنون بموجبها بان استعمال العقل جريمة لا تغتفر، لأجل ذلك كان السلفيون عون الحكام الفاسدين، و سلاحهم الذي لا يخطئ غرضه" . لعنت الشيطان في سرّي، يبدو انني سأقذف هذه المرّة بكل مزابل الدنيا و قاذوراتها...حاولت التركيز من جديد لكنني لم أوفق. فقراءة الإمام الباكستاني كانت رديئة جدّا، وهذا يحنقني، كما كان يسرع في السجود بشكل لم أتمكّن معه حين أضع جبهتي على الأرض، من التسبيح و لو لمرّة واحدة.. وهذا يغيظني أيضا... يبدو ان الشيطان أكثر ما يكون اليوم إصرارا على مشاكستي ..ساقتني تداعي الأفكار الى تذكّرالحديث الذي يقول بان الشيطان يحاول إشغال المصلي بذكر أي شيء يلهيه عن التركيز في صلاته... وجدتني ابتسم من حكاية الرجل الذي خبّأ مالا ثم نسي مكانه، فطلب من الإمام الدعاء له حتى يجده، أجابه الإمام:" في الحقيقة، أنا غير واثق من ان دعائي سيحلّ مشكلتك، ولكني أنصحك بان تصلي كثيرا هاته الليلة" . سأله الرجل :" لكن ما علاقة ضياع مالي بصلاتي بالليل؟ أجابه الإمام :" قلت لك صلّ الليلة كثيرا... ستكتشف ان ذلك هو الحلّ الوحيد" . بعد منتصف الليل إستيقظ الرجل و في نيّته الصلاة حتى الساعة الخامسة صباحا... فور توجهه الى القبلة و شروعه في الصلاة ، تذكّر المكان الذي خبّأ فيه المال... من شدة فرحه، قطع صلاته دون تسليم .. إتجه مباشرة الى حيث خبّأ ماله... بعد اطمئنانه على وجوده كاملا، نام من فوره! في الصباح روي للإمام ما حدث له، أجابه الأخير دون أن يخفي ابتسامته: "كنت أعلم أن الشيطان سيدلّك علي مكان المال حتى يفوّت عليك أجر الصلاة !". تذكرت أن الإمام الباكستاني ضياء الرحمن من جماعة التبليغ.. أزعجني ذلك كثيرا.. ذلك يعني انه صوفي و خرافي أي انه لا يؤمن بفصل الدين عن السياسية فحسب، بل و بفصله عن الحياة أيضا، وهذا يشككني في جدوى الصلاة وراءه، بل يجعلني أتمنى فراغه من إمامتنا ..لا شكّ ان صديقي الجزائري رشيد يكابد الآن ما أكابده من جهل الإمام بالقراءة و الصلاة . تذكري رشيد جعلني أتذكر نكتة رواها لي يوم أمس.. قبل ان أسوقها لكم .. لا بد ان أخبركم بأن في ثقافتنا الإسلامية، اذا دخل المسلم قاعة الصلاة ووجد الصف كاملا ثم لم يجد مكانا يقف فيه، فلا تجوز صلاته منفردا، بل يجب عليه أن يلمس كتف أحد المصلين فيفهم الأخير بأن القادم الجديد يبحث عمن يشاركه الصفّ الأخير، وبالتالي يجب عليه التأخر ثلاث خطوات دون أن يصرف وجهه عن إتجاه القبلة، ليقف معه في الصف الأخير... ذات مرة دخل أحد المتأخرين فوجد الصف كاملا فلمسّ كتف أحد المصلين فتأخر الأخير ثلاث خطوات كما هو مطلوب منه حينئذ احتل القادم الجديد مكانه، و تركه وحيدا مغتاظا! فور انتهاء ضياء الرحمن من الصلاة، استدار عن يمينه مستقبلا المصلين.. بعد تفرسه في وجوه الحاضرين.. أعاد تسوية قبعته الأفغانية.. مرّر يديه المعروقتين على لحيته الرمادية الطويلة، قبل أن يرفع يديه مستهلا دعاءه بصوت غليظ : ـــ اللهم تقبّل منا أنك أنت السميع العليم، و تب علينا أنك أنت التواب الرحيم. لم يكترث الإمام الباكستاني بمجموعة كبيرة وقفت فور فراغه من الصلاة لتكمل ما فاتها من ركوع و سجود لم تدركها معه، استمر يدعو بصوت جهوري اخذ يرتفع تدريجيا إلى حدّ مزعج...كان أغبى بكثير من أن يدرك ان ذلك الدعاء الذي شوّش به على المصلين مجرّد بدعة لا اصل لها في الدين، كما كان يجهل ايضا أنه سيجبر بعض المصلين على لعنه في سرّهم، و لعن من اختاره اماما، و لعن من وافق على إعطائه الفيزا لدخول مملكة النرويج.. ربما فعلوا كل ذلك إثناء محاولاتهم جاهدين إعادة قراءة مقاطع القرآن التي لا تتم الصلاة بدونها، و التي حال صوت الإمام دون قراءتها بتدبّر أو حتى دون تدبّر . استمر ضياء الرحمن يدعو دون مبالاة: ـــ اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار اللهم اغفر لنا ذنوبنا و كفّر عنا سيآتنا و توفنا مع الأبرار ... دون انذار، قذفنا بالدعاء التالي : ــ اللهم انزل علينا مائدة من السماء انك سميع الدعاء... اللهم..! قاطعه رشيد... كان يجلس في الصف الثالث الى جانب شيخ صومالي: ـــ يا ربّي، يا ربّي بل أنزل عليّ صاعقة من السّماء، لو صليّت ثانية خلف هذاالإمام الجاهل! إنقسم الحضور بين ضاحك يتلوّى على الأرض من طرافة المشهد، و بين متسائل عن سبب ثورة رشيد، و بين من شرع يذم رشيد بعد مغادرته المسجد، على سوء أدبه، وعدم مراعاته حرمة بيوت الله، بالإضافة الى تشويشه على المصلين. في حقيقة الأمر، لم يكن ضياء الرحمن هو الإمام الرسمي للمركز الثقافي بقرينلاند، و لم يكن حتى نائب الإمام، لأنني أنا الذي ينوب الإمام الرسمي حبيب الرحمن عند غيابه عن أوسلو أو حين تأخره عن موعد الصلاة .. ما جعل ضياء الرحمن يتقدم المصلّين في هاته الليلة، هو حمله للحية ضخمة لا أملك مثلها، ثم تقدّمه في السن، هذا بالإضافة الى كونه حافظ، أي انه يحفظ كل القرآن من صفحته الأولى الى آخر سطر منه . رغم انني أحفظ كل القرآن، وأتقن العربية وأفهم الإسلام بالشكل الصحيح، فقد قررت إدارة المركز الثقافي بالإجماع وضعي على الرّف منذ حضور ضياء الرحمن الذي نزل ضيفا على المركز الثقافي رفقة مجموعة كبيرة من جماعة التبليغ التي جاءت من باكستان لتبلغ مسلمي النرويج المساكين دينهم، على الرغم من أن أفراد تلك المجموعة لا يتقنون لا النرويجية و لا العربية، و لا حتى الانكليزية! فور قدومه الذي حدث منذ أسبوع، شرع ضياء الرحمن في مذبحة حقيقية للغة العربية وتحريف مروّع لحقائق الإسلام، ممّا حمل بعض المصلين على هجرة المركز الثقافي لبعض الوقت . صديقي رشيد فرّ من أول يوم حلّ فيه ضياء الرحمن، كذلك فعلت انا. غير ان المعلومات الخاطئة التي وصلتني عن خروج ضياء الرحمن الى مدينة "درامن " للدعوة و التبليغ، هي التي أعادتني الى المركز، ليس لوحدي، بل و انا أجرّ صديقي رشيد، و كأنني أقوده الى منصّة الإعدام . لدى وصولنا الى المركز الثقافي، و حين صدمنا بوجود الإمام، كان علينا ان نبقى مكرهين فقد حان وقت صلاة العشاء . بعد مغادرة رشيد قاعة الصلاة، إلتف المصلون حول الإمام الذي لم يتوصّل الى فهم سبب ثورة صديقي الجزائري ! ــ أعوذ بالله من ضعف الإيمان، لو كان ذلك الشقي مؤمنا حقا، لما تمنّى الموت بصاعقة من السماء،فلا يجوز تمنّي الموت بصاعقة أو غيرها . هكذا علق كريم حامد ... سلفي ليبي اشتـبكت معه قـــبل يومين، حين سمعته يلعن من بال واقفا ! كان كريم حامد يجلس في الصف الأول، ولما كنت جالسا خلفه اقتربت منه ثم همست في إذنه : ـــ الرجل الذي سميته شقيا هو أكثر منك إيمانا. حين التفت و رآني، نهض كمن لسعته عقرب.. اتجه نحو الباب و هو يقول : ــ أعوذ بالله... هذا ألعن من أخيه الذي خرج ! أردت ان اقول للسلفي الليبي ان رشيد تصدّى لحكامه المفسدين، في حـــين اكتفى هو بالتصفيق لدكتاتور ليبيا. اضاف و هو يرمقني بحقد ظاهر: ــ لولا علمي بانك لم تعد تصلي هنا، لما عدت لأرى وجهك. ــ بالمناسبة، تمني الموت يكون جائزا، بل مطلوبا اذا كان ينقذ المرء من رؤية تافه مثلك . ــ يا زنديق ... لو كنت في ليبيا لوقع إعدامك لخروجك على الحاكم ومخالفتك إجماع الأمة . ــ ذكرتني انك ليبي... جميل جدا ... سلفي و ليـــبي في آن واحد.... كـــان يكفي ان تكون ليبيا لأعتبرك أحمقا فكيف بليبي سلفي ! في ثقافتنا الشمال افريقية يعد الليبيون موضع تندر التونسيين و الجزائريين و المغاربة .. لما اشتهروا به من سذاجة تصل الى حد البلاهة، و قد أكد الرئيس الليبي معمر القذافي هذه القاعدة التي كانت الى حد صعوده الى السلطة موضع شك !.. حين سمع الناس بانقلاب عسكري حدث في ليبيا اعتقدوا أن عسكريا عثر في الطريق فانقلب على وجهه!.. من الطرائف التي راجت عن غفلة الليبيين، ان نتائج كل مباريات كرة السلة كانت في أحد المواسم صفرا مقابل صفر . وقد اضطر الليبيون الى جلب خبير من الخارج لدراسة تلك الظاهرة الفريدة ... لم يحتج الخبير الى جهد كبير حيث اكتشف لأول وهلة أن الكرات التي تستعملها كل الفرق الليبية كانت أكبر بكثير من السلّة ! ــ لو كان الأمر بيدي، ما سمحت لك بدخول أي مسجد في أوسلو لأنك ضالّ ومضلّ. ـــ و انا لو كان الأمر بيدي لحبستك مع الحمير لتعلمك الحكمة و الذكاء. تدخل شيخ مغربي كان يراقبنا صامتا : ــ أخ سامي... لا تقل هذا لأخيك المسلم.. لا تـنس انك إمام و قدوة . ـــ عفوا سيدي، و لكن هذا الشخص لا يؤمن لا بأخوّتي و لا بإسلامي، بل يعتقد كما سمعته منذ قليل اني أضل الضالين، ولا استحق حتى دخول المسجد . ـــ نعم انا مصر على انك لا تستحق دخول المسجد، لأني سمعتك بنفسي تهزأ بحديث الرسول و انك... ــ متى حدث ذلك؟ ــ بلغني انك تقول في دروسك المسمومة أن وجه المرأة ليس بعورة، و أن غطاء الوجه ليس من الإسلام و انه تقليد يهودي قديم كما سمعتك بنفسي تقول بان الأحاديث الواردة بتغطية الوجه لا أساس لها من الصحة. ــ و ما زلت اصرّ على أنه ليس من الإسلام تغطية وجه المرأة . ــ بذلك تبدي جهلك و تشكيكك في علماء الأمة. ــ أنصحك بمراجعة أفكارك الموروثة حتى لا تجعل إسلامك مجرّد مصادفة جغرافية. قبل ان انهي كلامي، تلقى السلفي الليبي مكالمة من هاتفه النقال أجبرته على الانسحاب من قاعة الصلاة ثم من المسجد . " لقد كفّر الدكتور صادق النيهوم عن جميع أخطاء و حماقات الليبيين الماضية ولمدة ألف سنة قادمة". هكذا قال لي رشيد ذات مرة.. وافقته فورا فالمفكر الليبي الكبير زعزع القاعدة التي أكدها الدكتاتور القذافي عن ضعف الملكات الليبية، حين أبدى براعة أدبية فائقة و قدرة خارقة على تشخيص مواضع الخلل في العقلية الإسلامية التي شكلها الفكر السلفيّ المتخلف . سألني حارث بيتروفيتش الذي وصل متأخرا: ـــ ما شأن أخينا رشيد .. لقد اصطدمت به حين كان يغادر المسجد كالإعصار. ـــ أغضبه الإمام الباكستاني الذي وضع نفسه في مكان النبي موسى، فطلب من الله ان ينزل مائدة من السماء ليس على بني إسرائيل كما هو معروف ، بل على المركز الثقافي بالنرويج ! بكل براءة سألني حارث بيتروفيتش : ــ يعني هذا.. أن هذا الدعاء غير جائز ؟َ. ــ بالطبع غير جائز، فقد مضى زمنه، هذا بالإضافة الى انه يخص النبي موسى عليه السلام ، و قد أجاب الله دعاءه .وانتهى عصر المعجزات. ــ و لكن اليس القرآن معجزة دائمة؟ ــ نعم و لكن معجزة القرآن ليست مادية تخص جيلا فقط مثل عصا موسى و مائدته و إحياء عيسى للموتى بل هي معجزة مفتوحة لكل الأجيال تقوم مقام نبي جديد يبعث في الناس. حين لاحظت اهتمامه أضفت: ــ لما كان محمد آخر الأنبياء ولما كانت الأجيال ستـتـتابع من بعده، كان لا بد لكل جيل أن يجد في القرآن معجزة متجددة ...أما معجزة القرآن في العصر الحديث فتضمنه لإشارات علمية أكدها العلم الحديث فمثلا .. حينما استبعد الكفار بعث أجسادهم بعد الموت اخبرهـم القرآن بان الله قادر على بعثهم بأدق خصائصهم الأشد فردية، أي التي لا يشاركهم فيها احد من مليارات الناس .. أعني بصمات أصابعهم! فلا أحد يشاركك بصمات أصابعك. ـــ في أي موضع من القرآن أجد ذلك؟ ـــ في سورة القيامة ((أيحسب الإنسان ان لن نجمع عظامه بلى قادرين على ان نسوّي بنانه)) و البنان هي إطراف الأصابع التي فيها البصمات و لو أراد الله غير ذلك لقال بلي قادرين على تسوية مخه أواعادة تركيب عينه أو انفه أو إذنه و هي أعضاء اشد تعقيدا من تركيبة الأصابع .. و على العموم تجد الكثير من تلك المعجزات في كتاب العالم الفرنسي موريس بوكاي .. قبل ان يغادرني حارث بيتروفيتش أضفت: ــ الإنسان لا يصبح مسلما بمجرد اعترافه بوجود الخالق، لأن وجود الخالق مسألة بديهية و لكن حين يقر بان الله هو المشرّع و الآمر ... ابليس مثلا اعترف بــان الله خلقه و لكنه رفض اتباع اوامر الله فكفر بذلك ... فالسلفية و الإخوان حين يساندون الجنرالات الذي يحكمون بقانون غير اسلامي هم في حقيقة الأمرلا يختلفون عن ابليس في تصورهم للدين.. كي تكون مسلما يجب ان تجيب على سؤالين. السؤال الأول تاخذ عليه صفرا حتى لو كانت إجابتك صحيحة. لأن جوابك سيثبت فقط انك عاقل أي انك جدير بدخول الامتحان، وهو كالآتي: من خالق الكون و مدبره ؟ أما السؤال الثاني فمن له حق التشريع؟ . قبل أيام قليلة لاحظت انكباب حارث بيتروفيتش على حفظ القرآن . ـــ يكفيك ما حفظت منه ... الأهم ان تطّلع على تفسير القرآن و تاريخ الإسلام . كان حارث بيتروفيتش يتطلع اليّ بدهشة حين أضفت : ـــ هل تعلم ان الصحابة الذين يقدّر عددهم بسبعة آلاف تقريبا لم يحفظ منهم القرآن سوى أربعة أو خمسه فقط؟! ــ عجيب ! ــ هل تعتقد أن هذا الإمام الببغاء الذي يردّد القرآن دون فهم، أحرص على مرضاة الله من الصحابة؟ ــ لا اعتقد ذلك خصوصا و قد سمعت أمس يدعو بعد الصلاة فيقول ( ربّ اني نذرت لك ما في بطني محرّرا) ضحكت مع حارث بيتروفيتش كثيرا لهذا المهزلة التي أنست سابقتها . استمر حارث بيتروفيتش: ـــ في الحقيقة، لم أكن لأتفطن الى دعوة الإمام المضحكة، لولم اكن مطلعا على تفسير الآية . فقد قرأت أن تلك الجملة القرآنية هي من كلام والدة مريم عليها السلام ، قالتها في شكل تضرع لله و هي حامل بمريم، و تتضمن نيتها في ان تهب مولودها لله كي يخدم الهيكل في بيت المقدس .. سكت حارث بتروفيتش قليلا ثم اضاف ضاحكا: ـــ السؤال المطروح ... أخي سامي هو ما عسى يحمل الإمام في بطنه ؟! وضعت يدي على كتف الشاب البوسني و أنا اقول : ـــ أمعاء و أرز و أشياء أخرى بالغة القذارة ... المهم بالنسبة لي أن يعفينا مـــن جنين سلفي مزعج، و ليحمل في بطنه ما يشاء! يتبع قصة كتبت خلال سنوات 2003 الى 2007 . |