حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
التطور الباكر للدِين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +---- المنتدى: للقراءة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=11) +---- الموضوع: التطور الباكر للدِين (/showthread.php?tid=44217) |
التطور الباكر للدِين - فخر الصادق - 07-06-2011 المقالة 86 من الكشف الخامس لكوكب الأرض. للمزيد: http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=43052 التطور الباكر للدِين تطوُر الدِين من حث العبادة السابق والبدائي لا يتوقف على الكشف. العمل الاعتيادي للعقل الإنساني تحت التأثير الموَّجْه لمعاوني العقل السادس والسابع من إغداق الروح الشامل كافٍ كلياً لضمان ذلك النشوء. أصبح أبكر خوف للإنسان سابق للدِيانة من قوات الطبيعة دينياً تدريجياً عندما صارت الطبيعة مُشـَّخَصة, ومروحنة, وفي النتيجة مؤلـَهة في وعي إنساني. لذلك كان الدِين من شكل بدائي نتيجة بيولوجية طبيعية لقوة الاستمرار النفسانية لعقول حيوانات تتطور بعد ما تلك العقول تستضيف مرة مفاهيم للفائق عن الطبيعي. 1. صدفة: حظ جيد وحظ سيئ على حدة من حث العبادة الطبيعي, كانت لدى الدِين التطوري الباكر جذور أصلها في الخبرات الإنسانية للصدفة ـ المدعوة حظ, حوادث اعتيادية. كان الإنسان البدائي صياد طعام. ويجب على نتائج الصيد أن تتغير. وهذا أعطى أصلاً أكيداً لتلك الخبرات التي فسَّرها الإنسان كحظ جيد وحظ سيئ. كان سوء البخت عاملاً عظيماً في معيشة النساء والرجال الذين عاشوا دائماً على الحد المُسنن لوجود مزعزع ومُزعج. ركز الأفق الذهني المحدود للهمجي الانتباه جداً على الصدفة بحيث اصبح الحظ عاملاً دائماً في حياته. كافح اليورانشيون البدائيون من أجل الوجود, ليس من أجل مستويات المعيشة؛ عاشوا معايش مخاطرة لعبت فيها الصدفة دوراً هاماً. الخوف الدائم من كارثة غير معروفة وغير منظورة تعلق فوق أولئك الهمجيين كغيم يأس خسف بفعالية كل مسرة؛ عاشوا في خوف دائم من فعل شيء ما قد يُجلب لهم حظ سيئ. الهمجيون المعتقدون بالخرافات خافوا دائماً توالي الحظ الجيد؛ رأوا كذا بخت جيد كبشير أكيد لكارثة. كان هذا الخوف الدائم الحضور من حظ سيئ مُشِل. لماذا العمل بكد وحصاد حظ سيئ ـ لا شيء من أجل شيء ما ـ عندما قد ينجرف امرؤٍ للأمام ويواجه حظ جيد ـ شيء ما من أجل لا شيء؟ ينسى أناس غير مفكرين الحظ الجيد ـ يعتبرونه محتم الحدوث ـ لكنهم يتذكرون بألمٍ حظاً سيئاً. عاش الإنسان الباكر في عدم يقين وفي خوف دائم من الصدفة ـ حظ سيئ. كانت الحياة لعبة مثيرة من صدفة؛ كان الوجود مقامرة. لا عجب بأن شعوب متمدنة جزئياً لا تزال تعتقد في البخت وتـُظهر بوضوح نزوعاً متوانياً للمقامرة. تناوب الإنسان البدائي بين مصلحتين قديرتين: الهوى لتحصيل شيء ما من أجل لا شيء والخوف من تحصيل لا شيء من أجل شيء ما. وهذه المقامرة للوجود كانت المصلحة الرئيسية والافتتان السامي لعقل الهمجي الباكر. تمسك الرعاة فيما بعد بذات الآراء عن الصدفة والحظ, بينما لا يزال فيما بعد كان المزارعون واعين بتزايد بأن المحصول متأثراً مباشرة بأشياء كثيرة كان فوقها الإنسان لديه تحكم قليل أو لا تحكم. وجد الفلاح ذاته ضحية لجفاف, وطوفانات, وبَرَد, وعواصف, وأوبئة, وأمراض نبات, بالإضافة للسخونة والبرودة. وعندما أثـَّرت كل تلك التأثيرات الطبيعية على بحبوحة الفرد, كانت تُعتبَر كحظ جيد أو حظ سيئ. هذه الفكرة عن الصدفة والحظ سادت بقوة فلسفة كل الشعوب القديمة. حتى في أزمنة حديثة لقد قيل في حكمة سليمان: "رجعت ونظرت بأن السباق ليس للسريع, ولا المعركة للقوي, ولا الخبز للحكيم, ولا الغنى لرجال الفهم, ولا الفضيلة للرجال الماهرين؛ إنما نصيب وصدفة يحدثان إلى كِلاهما. لأن الرجل لا يعرف نصيبه؛ كما تؤخذ الأسماك في شبكة شريرة, وكما تـُمسك العصافير في الفخ, هكذا يقع أبناء الناس في شرك زمن شرير عندما يسقط فجأة عليهم." 2. تشخيص الصدفة كان القلق حالة طبيعية لعقل الهمجي. عندما يقع رجال ونساء ضحايا لقلق زائد, هم ببساطة يرتـَّدون إلى المنزلة الطبيعية لأسلافهم البعيدين؛ وعندما يصبح القلق مؤلماً فعلياً, إنه يكبح النشاط ويوجِد بدون فشل تغييرات تطورية وتوافيق بيولوجية. الألم والعذاب ضروريان لتطور تقدمي. الكفاح من أجل الحياة مؤلم للغاية بحيث قبائل رجعية معينة حتى ولولوا وانتحبوا عند كل شروق شمس جديد. سأل الإنسان البدائي دائماً, "من يعذبني؟" ليس واجداً مصدراً مادياً لتعاساته, استقر على تفسير روحي. وهكذا ولِد الدِين من خوف الغامض, والرهبة من غير المنظور, والرعب من غير المعروف. بهذا أصبح خوف الطبيعة عاملاً في الكفاح من أجل الوجود أولاً بسبب الصدفة وبعدئذٍ بسبب الغموض. كان العقل البدائي منطقياً لكن احتوى فِكَرات قليلة من أجل صِلة ذكية؛ كان عقل الهمجي غير متعلم, ساذج كلياً. إذا حادثة واحدة تبعت أخرى, اعتبرهما الهمجي ليكونا سبب وتأثير. ما إنسان متمدن يعتبره كخرافة كان بالضبط جهل سطحي في الهمجي. كان جنس الإنسان بطيئاً ليتعلم بأن ليس هنالك بالضرورة أي علاقة بين أهداف ونتائج. بالكاد تبدأ الكائنات الإنسانية لتدرك بأن تفاعلات الوجود تبدوا بين تصرفات وعواقبها. يكد الهمجي ليشـَّخص كل شيء تجريدي ولا تدركه الحواس, وهكذا كِلتا الطبيعة والصدفة تصيران مُشخصتين مثل أشباح ـ أرواح ـ وفيما بعد كآلهَة. يميل الإنسان طبيعياً ليعتقد ما يرتئيه الأفضل من أجله, ما في مصلحته الحاضرة أو البعيدة؛ مصلحة الذات تستر المنطق بكثرة. الفرق بين عقول الهمجيين والناس المتمدنين هو واحد من قناعة أكثر مما من طبيعة, لدرجة أكثر مما من نوعية. لكن الاستمرار لأعزاء أشياء صعبة للاستيعاب إلى أسباب فائقة عن الطبيعي هو لا شيء أقل من طريقة كسولة وملائمة لتحاشي كل أشكال العمل الذهني القاسي. الحظ مجرد عبارة صُيغت لتغطي الغير مُفـَّسَر في أي عصر لوجود إنساني؛ إنها تدل على تلك الظاهرات التي الناس غير قادرين أو غير راغبين لولوجها. الصدفة كلمة تعني بأن الإنسان جاهل جداً أو كسول جداً لتقرير أسباب. يعتبر الناس حدثاً طبيعياً كحادث مفاجئ أو كحظ سيئ فقط عندما يُعدَمون من الفضول والمخيلة, عندما الأجناس تنقصها المغامرة والاستهلال. اكتشاف ظاهرات الحياة حالاً أو فيما بعد يدمر معتقد الإنسان في الصدفة, والحظ, والمدعو حوادث مفاجئة, مستبدل من أجل ذلك كوناً ذات قانون ونظام تسبق فيه كل التأثيرات أسباب محددة. بهذا يُستبدَل الخوف من الوجود بفرح العيش. يتطلع الهمجي على كل الطبيعة كعائشة, كممتلكة بشيء ما. لا يزال الإنسان المتمدن يرفض ويلعن تلك الأغراض الجامدة التي تحصل في طريقه وتصدمه. لم يعتبر الإنسان البدائي أبداً أي شيء كحادثي؛ دائماً كان كل شيء مقصود. لإنسان بدائي كان مجال النصيب, عمل الحظ, عالَم الروح, بالتمام غير مُنظم وتصادفي كما كان المجتمع البدائي. كان يُتطلع على الحظ كالتفاعل الغريب الأطوار والمزاجي لعالَم الروح؛ فيما بعد, كفكاهة الآلهَة. لكن كل الأديان لم تنشأ من الاعتقاد بالحياتية (كل الأشياء لها روح). كانت مفاهيم أخرى للفائق عن الطبيعي معاصرة مع الحياتية, وأدَّت تلك المعتقدات كذلك إلى عبادة. لم تكن الطبيعية ديانة ـ إنها خلف الديانة. 3. الموت الغير ممكن تفسيره كان الموت الصدمة العظمى لإنسان يتطور, التركيب الأكثر حيرة لصدفة وغموض. لم تكن قداسة الحياة بل صدمة الموت التي ألهمت خوفاً وبهذا رَعَت الدِين بفاعلية. بين شعوب همجية كان الموت اعتيادياً نتيجة لعُنف, حيث إن موتاً بدون عُنف أصبح غامضاً بتزايد. لم يكن الموت كنهاية طبيعية ومتوقعة لحياة واضحاً إلى وعي الشعب البدائي, وتطلب عصر فوق عصر للإنسان ليُدرك حتميته. قبـِل الإنسان الباكر الحياة كواقع, بينما اعتبر الموت كدينونة من نوع ما. كل الأجناس لديها أساطيرها عن أناس لم يموتوا, تقاليد أثرية من الموقف الباكر تجاه الموت. سابقاً في العقل الإنساني هناك انوجد المفهوم الضبابي لعالَم روحي مُبهم وغير مُنظم, مجال من حيث أتى كل ما غير ممكن تفسيره في حياة إنسانية, وأُضيف الموت إلى هذه اللائحة الطويلة من الظاهرات الغير مُفـَّسَرة. كانت كل الأمراض الإنسانية والموت الطبيعي عند الأول يُعتقَد لتكون نتيجة لتأثير روح. حتى عند الوقت الحاضر تعتبر بعض الشعوب المتمدنة المرض كما قد حصل من "العدو" ويتكلون على قداديس دينية لتأثير الشفاء. أنظمة معقدة أكثر وفيما بعد لعِلم اللاهوت لا تزال تعزي الموت إلى عمل عالَم الروح, كل الذي أدّى إلى كذا مذاهب كالخطيئة الأساسية وسقوط الإنسان. لقد كان إدراك الوهن أمام قوى الطبيعة القديرة, سوية مع التعرف على ضُعف إنساني أمام معاينات مرض وموت, ما أجبر الهمجي ليبحث من أجل مساعدة من العالَم الفائق عن المادي, الذي تصوره بغموض كمصدر لتلك التقلبات الغامضة في الحياة. 4. مفهوم البقاء بعد الموت وُلِدَ المفهوم لطور فائق عن المادي لشخصية بشري من ارتباط غير واعي ومحض عارضي لحوادث حياة يومية زائد حُلم الشبح. الاحتلام في آن واحد عن رئيس راحل بأعضاء متعددين من قبيلته بدأ ليؤلف إثباتاً مُقنِعاً بأن الرئيس الشيخ قد عاد في الحقيقة في شكل ما. لقد كان كلياً واقعي جداً إلى الهمجي الذي قد يستيقظ من تلك الأحلام يفوح بالعرَق, ومُرتجف, وصارخ. الأصل الحُلمي للمُعتقَد في وجود مستقبلي دائماً يفـَّسر الميول لتصور أشياء غير منظورة في عبارات أشياء منظورة. وفي الحاضر هذا المفهوم الجديد لحُلم ـ شبح ـ حياة مستقبلية بدأ بفعالية ليكون ترياقاً إلى خوف الموت الملازم مع الغريزة البيولوجية لحفظ الذات. كذلك كان الإنسان الباكر مهتماً كثيراً حول تنفسه, خاصة في مناخات باردة, حيث ظهر كغيم عندما زفر. كان نفَس الحياة يُعتبر كإحدى الظاهرات التي فاضلت بين الحي والميت. هو عَرَف النفـْس تقدر ترك الجسم, وأحلامه لفعل كل أنواع الأشياء الغريبة بينما نائماً أقنعته بأنه يوجد شيء ما غير مادي حول الكائن الإنساني. الفكرة الأكثر بدائية للنفـْس الإنسانية, الشبح, كانت مُشتقة من نظام ـ فكرة النفـَس الحلم. في النتيجة فهم الهمجي من ذاته بأنه مزدوج ـ جسم ونفـَس. النفـَس ناقص الجسم ساوى روح, شبح. بينما لديها أصل إنساني مُحدد جداً, كانت الأشباح, أو الأرواح, تُعتبَر كفائقة عن الإنساني. وهذا الاعتقاد في وجود أرواح بدون أجسام بدا ليفسر الأحداث الغير عادية, وغير الاعتيادية, وغير المتكررة, والغير مُمكن تفسيرها. لم يكن المذهب البدائي عن البقاء بعد الموت بالضرورة اعتقاد في الخلود. الكائنات التي لم تقدر العد فوق العشرين بالكاد يمكنها فهم اللانهائية والأبدية؛ بالأحرى فـَّكروا في تجسدات متكررة. كان الجنس البرتقالي بالأخص مسَّلم إلى الاعتقاد في التناسخ والتقمص. تأصلت هذه الفكرة عن التقمص في الملاحظة لتشابهات وراثية وميزات نسل إلى أسلاف. العادة لتسمية الأولاد على أسماء جدودهم وأسلاف آخرين كان نتيجة إلى الاعتقاد في التقمص. اعتقدت بعض الشعوب فيما بعد بأن الإنسان مات من ثلاث إلى سبع مرات. هذا المُعتقَد (متخلف من تعاليم آدم عن العوالم المنزلية), وبقايا أخرى كثيرة من دِين كشف, يمكن إيجادها بين المذاهب التي تبدوا سوى ذلك سخيفة لبرابرة القرن العشرين. لم يُضمر الإنسان الباكر فكرات عن جحيم أو قصاص مستقبلي. تطلع الهمجي على الحياة المستقبلية بالضبط مثل هذه, ناقص كل حظ سيئ. فيما بعد, مصير مُنفصل من أجل أشباح صالحة وأشباح سيئة ـ سماء وجحيم ـ فـُهما. لكن حيث إن أجناس بدائية كثيرة اعتقدت بأن الإنسان دخل الحياة التالية بالضبط كما هو ترك هذه الحياة, لم يستسيغوا الفكرة ليصبحوا عُجز وهرِمين. فضَّل المُسنون كثيراً ليُقتلوا قبل أن يصبحوا عاجزين جداً. كانت كل فئة تقريباً لديها فكرة مختلفة بما يخص مصير النفـْس الشبح. اعتقد الإغريق بأن الناس الضعفاء يجب أن تكون لديهم نفوس ضعيفة؛ فاخترعوا هَيدس كمكان لائق لاستلام تلك النفوس المفقرة؛ كانت كذلك تلك النماذج الغير قوية مُفترض لتكون لديها ظلال أقصر. فكَّر الأندَيط المبكرون بأن أشباحهم تعود إلى موطن الجدود. اعتقد الصينيون والمصريون مرة بأن النفـْس والجسم يبقيان معاً. هذا أدّى بين المصريين لتشييد القبر باهتمام وجهود في حفظ الجسم. حتى شعوب حديثة تبحث لتوقف انحلال الميت. فهم العبرانيون بأن خيال صورة طبق الأصل للفرد تنزل إلى شيول؛ لا يمكنها الرجوع إلى أرض الأحياء. جعلوا ذلك التقدم المهم في مذهب تطور النفـْس. 5 . مفهوم النفـْس ـ الشبح الجزء الغير مادي للإنسان قد سُمي بتنوع شبح, وروح, وظل, وخيال, وطيف, ومؤخراً نفـْس. كانت النفـْس شبَه لحلم الإنسان الباكر؛ لقد كانت في كل طريقة بالدقة مثل البشري ذاته باستثناء أنها لم تكن متجاوبة إلى اللمس. الاعتقاد في شبيهات حلم أدّى مباشرة إلى الفكرة بأن كل الأشياء الحية وغير الحية لديها نفوس مثل الناس. مال هذا المفهوم طويلاً ليديم معتقدات الروح-الطبيعة؛ لا يزال الأسكيمو يفهمون بأن كل شيء في الطبيعة لديه روح. يمكن سماع النفـْس الشبح ورؤيتها, إنما ليس لمسها. نشأت تدريجياً حياة الحلم للشعب ومددت للغاية النشاطات لعالَم الروح المتطور هذا بحيث أخيراً اُعتبر الموت "كتسليم الشبح". كل القبائل البدائية ما عدا تلك قليلاً فوق الحيوانات, أنشأت مفهوماً ما عن النفـْس. بتقدم المدنية, هلك هذا المفهوم الخرافي عن النفـْس, والإنسان متكل كلياً على الكشف وخبرة دينية شخصية من أجل فكرته الجديدة عن النفـْس كالخلق المُشترَك لعقل بشري عارف الله وروحه الإلهي الساكن, ضابط الفكر. فشِل البشر المبكرون عادة لمفاضلة المفاهيم بين روح ساكن ونفـْس ذات طبيعة تطورية. كان الهمجي مرتبكاً كثيراً بالنسبة عما إذا النفـْس الشبح كانت أهلية إلى الجسم أو كانت وكالة خارجية في امتلاك للجسم. غياب التفكير المتعقل في حضور الحيرة يفسر التقلبات الفادحة لنظرة الهمجي عن النفوس, والأشباح, والأرواح. كانت النفـْس يُفكر بها ككائنة منتسبة إلى الجسم كما الأريج إلى الزهرة. اعتقد القدماء بأن النفـْس يمكنها ترك الجسم في طرق متنوعة, كما في: 1. إغماء عادي وعابر. 2. نوم, حلم طبيعي. 3. غيبوبة وعدم وعي مرتبط مع مرض وحوادث. 4. موت, رحيل دائم. تطلع الهمجي على العطاس كمحاولة مُجهضة للنفـْس لتهرب من الجسم. كائن مستيقظ وعلى الحراسة, كان الجسم قادراً ليعترض محاولة النفـْس للهرب. فيما بعد, كان العطاس دائماً مُرافق بتعبير ديني ما, مثل "يباركك الله"! باكراً في التطور, كان النوم يُعتبَر كمبرهن بأن النفـْس الشبح يمكن أن تكون غائبة من الجسم, ولقد كان يُعتقَد بأنه ممكن استدعائها رجوعاً بتكلم أو صراخ اسم النائم. في أشكال أخرى لغير الوعي كانت النفـْس يُفكر لتكون أبعد أكثر, ربما تجرب لتهرب بشكل دائم ـ على وشك الموت. كانت الأحلام يُتطلع عليها كخبرات النفـْس في أثناء النوم بينما في غياب مؤقت من الجسم. اعتقد الهمجي بأحلامه لتكون واقعية بالضبط مثل أي جزء من خبرة يقظته. جعل القدماء الممارسة لإيقاظ النائمين تدريجياً بحيث قد يكون لدى النفـْس وقتاً لترجع نحو الجسم. كل نزول خلال العصور وقف الناس في رهبة من الأشباح في فصل الليل, ولم يُستثنى العبرانيين. اعتقدوا بصدق بأن الله تكلم إليهم في أحلام, بالرغم من إيعاز موسى ضد هذه الفكرة. وكان موسى على حق, لأن الأحلام العادية ليست الأساليب المُوظَفة بالشخصيات من عالَم الروح عندما ينشدون التخابر مع كائنات مادية. اعتقد القدماء بأن النفوس يمكنها دخول حيوانات أو حتى أغراض غير حية. هذا بلغ ذروته في فكرات المتحولين لذئب ذات هوية حيوان. يمكن للشخص أن يكون مواطن محافظ على القانون في النهار, لكن عندما ينام, يمكن لنفـْسه دخول ذئب أو حيوان آخر ما لتجول حول غزوات ليلية. فكَّر أناس بدائيون بأن النفـْس كانت مرتبطة مع النفـَس, وبأن يمكن إعطاء صفاتها أو تحويلها بالنفَس. قد يتنفس الرئيس الشجاع على ولد مولود من جديد, بهذا مُعطياً إياه شجاعة. بين مسيحيين باكرين كان القداس لإغداق الروح القُدس مُرافق بتنفـُس على المُرشَحين. قال كاتب المزمور: "بكلمة الرب صُنعت السماوات وكل جندها بنفـَس فمه". لقد كانت طويلاً العادة للابن الأكبر ليجرب إمساك النفـَس الأخير من أبيه على فراش الموت. أتى الظل, فيما بعد, ليـُخاف ويُوَّقر بالتساوي مع النفـَس. انعكاس ذات المرء في الماء كان كذلك أحياناً يُتطلع عليه كبرهان لازدواج الذات, كانت المرايا تـُعتبَر بخوف خرافي. حتى الآن يدير أشخاص متمدنون كثيرون المرآة إلى الحائط في حالة موت. لا تزال بعض القبائل الرجعية تعتقد بأن صناعة الصوَر, أو الرسوم, أو الموديلات, أو التصويرات تزيل كل أو جزء من النفـْس من الجسم؛ من ثم تلك ممنوعة. كانت النفـْس يُفـَّكر على العموم بكونها متعرف عليها مع النفـَس, لكنها كانت كذلك موضوعة بشعوب مختلفة في الرأس, والشَعر, والقلب, والكبد, والدم, والدُهن. "الصراخ لدم هابيل من الأرض" كان تعبيراً من اعتقاد في أحد الأوقات في حضور الشبح في الدم. علـَّم الساميون بأن النفـْس تقيم في دُهن الجسم, وبين كثيرين كان أكل دُهن الحيوان محرماً. كان صيد الرؤوس أسلوباً للقبض على نفـْس العدو, كما كان سلخة جلدة الرأس. في أزمنة حديثة كانت العيون تُعتبَر كشبابيك النفـْس. اعتقد الذين حازوا مذهب الثلاثة أو أربعة أنفس بأن الخسارة لنفـْس واحدة عنى تعب, وخسارة اثنين مرض, وثلاثة موت. عاشت نفـْس واحدة في النفـَس, وواحدة في الرأس, وواحدة في الشَعر, وواحدة في القلب. كان المريض يُنصح للتمشي ذهاباً وإياباً في الهواء الطلق بأمل إعادة القبض على أنفسه الشاردة. كان الأعظم من الأطباء السحرة مُفترضين ليستبدلوا النفـْس المريضة لشخص مريض بواحدة جديدة, "الوليد الجديد". أنشأ أولاد البادونانيون مُعتقداً في نفسين, النفـْس والظل. اعتبر أجناس النوديون المبكرون الإنسان كمؤلف من شخصين, نفـْس وجسم. كانت هذه الفلسفة عن الوجود الإنساني مُنعكسة فيما بعد في وجهة نظر الإغريق. اعتقد الإغريق ذاتهم في ثلاث أنفس؛ النباتية قائمة في المعدة, والحيوانية في القلب, والذهنية في الرأس. اعتقد الأسكيمو بأن الإنسان لديه ثلاثة أجزاء: جسم, ونفـْس, واسم. 6 . بيئة الروح ـ الشبح ورث الإنسان بيئة طبيعية, وحصل على بيئة اجتماعية, وتصَّور بيئة خيالية. الدولة هي تفاعل الإنسان لبيئته الطبيعية, والبيت لبيئته الاجتماعية, والمؤسسة الدينية لبيئته الخيالية الوهمية. باكراً جداً في تاريخ جنس الإنسان, أصبحت الواقعيات لعالَم خيالي من أشباح وأرواح مُعتقداً بوجه العموم, وصار عالَم الروح هذا المتصَّور من جديد قدرة في مجتمع بدائي. كانت الحياة العقلية والأخلاقية لكل جنس الإنسان مُكيَفة لكل زمن بظهور هذا العامل الجديد في التفكير والتصرف الإنساني. نحو هذه المقدمة الرئيسية من وهم وجهل, دمج خوف البشري كل الأديان والخرافات اللاحقة لشعوب بدائية. هذا كان دِين الإنسان الوحيد صعوداً إلى أزمنة الكشف, واليوم كثيرون من أجناس العالَم لديهم فقط هذا الدِين التطوري الخام. بتقدم التطور, أصبح الحظ الجيد مرتبطاً بأرواح صالحة والحظ السيئ بأرواح سيئة. كانت المضايقة لتوافيق مُلزمة إلى بيئة متغيرة تُعتبَر كحظ سيئ, استياء أشباح الروح. طورَ الإنسان البدائي ببطئ دِين من دافع العبادة الغريزي عنده ومن سوء مفهومه عن الصدفة. يزود الإنسان المتمدن مشاريع ضمان للتغلب على تلك الأحداث الصدفية؛ وضَع العِلم الحديث إحصائيات مع حسابات رياضية في مكان الأرواح الخرافية والآلهَة النزوائية. كل جيل يمر يبتسم على الخزعبلات الحمقاء لأسلافه بينما يستمر باستضافة وفادة تلك التضليلات من فكر وعبادة ستعطي سبب من أجل ابتسامات إضافية من جهة نسله المنور. لكن أخيراً كان عقل الإنسان البدائي مشغولاً بأفكار تعالت على كل مستحثاته البيولوجية الغريزية؛ أخيراً كان الإنسان على وشك ليطور فن للعيش مؤسس على شيء ما أكثر من تجاوب إلى منبهات مادية. كانت تنبثق البدايات لسياسة حياة فلسفية بدائية. كان مستوى معيشة فائق عن الطبيعي على وشك ليظهر, لأن, إذا الشبح الروح في غضب يفتقد سوء حظ وفي السرور يفتقد حظ جيد, عندئذٍ يجب على تصرف الإنسان أن يكون مُعَّدلاً حسب ذلك. أخيراً تطور مفهوم الحق والباطل ؛ وكل هذا طويلاً قبل أزمنة أي كشف على الأرض. مع بروز هذه المفاهيم, هناك اُستهل الكفاح الطويل والمُسرف لتهدئة الأرواح المستاءة على الدوام, الرق الاستعبادي إلى خوف ديني تطوري, ذلك التبذير الطويل لجهود إنسانية على قبور, ومعابد, وتضحيات, وكهنوت. لقد كان ثمناً مخيفاً ومرعباً للدفع, لكنه كان مستحقاً كل تكاليفه, لأن الإنسان أنجز في ذلك وعياً طبيعياً لحق وباطل نسبيان؛ وُلدت الآداب الإنسانية. 7 . عمل الدِين البدائي شعر الهمجي بالحاجة للضمان, ولذلك دفع برغبة أقساطه الثقيلة من خوف, وخرافة, ورهبة, وعطايا للكاهن تجاه سياسته لضمانة سحرية ضد حظ سيئ. كان الدِين البدائي ببساطة مدفوعات الأقساط على الضمان ضد مخاطر الغابات؛ يدفع الإنسان المتمدن أقساط ضمانات مادية ضد حوادث الصناعة ومقتضيات أساليب المعيشة الحديثة. يزيل المجتمع الحديث شغل الضمانة من حيز الكهنة والدِين, واضع إياها في حيز الاقتصاديات. يخص الدِين ذاته بتزايد بضمانة حياة ما بعد القبر. الناس الحديثون, على الأقل المفكرون, لا يدفعون بعد الآن أقساط مُسرفة للتحكم بالحظ. يرتقي الدِين ببطء إلى مستويات فلسفية أعلى في تباين مع عمله السابق كمشروع للتأمين ضد حظ سيئ. لكن تلك الأفكار القديمة للدِين منعت الناس من أن يصيروا قَدَريين ومتشائمين بدون أمل؛ اعتقدوا بأنهم يمكنهم على الأقل فعل شيء ما للتأثير على البخت. أثـَّر دِين خوف الشبح على الناس بحيث يجب أن يُعَّدلوا تصرفهم, بأنه كان هناك عالَم فائق عن المادي يتحكم في مصير إنساني. تبرز أجناس متمدنة حديثة بالضبط من خوف الشبح كتفسير للحظ وعدم مساواة عمومية في الوجود. ينجز جنس الإنسان تحرراً من عبودية تفسير الروح-الشبح لسوء الحظ. لكن بينما الناس يتخلون عن المذاهب الخاطئة عن السبب الروحي لتقلبات الحياة, هم يعرضون رغبة مدهشة لقبول تعليم تضليلي بالتساوي تقريباً يدعوهم لأعزاء كل عدم مساواة إنسانية إلى سوء توافيق سياسية, وظلم اجتماعي, ومنافسة صناعية. لكن تشريعات جديدة, غيرية بتزايد, وإعادة تنظيم صناعي أكثر, مهما كانت جيدة في ومن ذاتها, سوف لن تتلافى حقائق الولادة وحوادث العيش. فقط استيعاب للوقائع ومعالجة حكيمة ضمن قوانين الطبيعة ستقـَّدر الإنسان ليحصل على ما يريد وليتحاشى ما لا يريد. المعرفة العِلمية المؤدية إلى عمل عِلمي, هي الترياق الوحيد من أجل المدعوة أمراض عَرَضية. تقوم الصناعة, والحرب, والعبودية, والحكومة المدنية في تجاوب إلى التطور الاجتماعي للإنسان في بيئته الطبيعية؛ قام الدِين بالتشابه كتجاوبه إلى البيئة الوهمية لعالَم الشبح التصوري. كان الدِين نشوءً تطورياً لصيانة الذات, ولقد عمل, بالرغم من أنه كان في الأساس مخطئ في المفهوم وغير منطقي كلياً. هيأ الدِين البدائي التربة للعقل الإنساني بالقوة القديرة والمُرعبة لخوف مزور, من أجل الإغداق لقوة روحية لا غبن فيها من أصل فائق عن الطبيعي, ضابط الفكر. وهذا الضابط الإلهي دائماً قد عمل منذ ذاك لتحويل خوف الله نحو محبة الله. قد يكون التطور بطيئاً, إنما بدون خطأ فعّال. [/size] الرد على: التطور الباكر للدِين - نظام الملك - 07-06-2011 شكرا للزميل فخر الصادق على كتاب يورانشيا جارى التحميل |