نادي الفكر العربي
القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي (/showthread.php?tid=44294)



القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - الفكر الحر - 07-12-2011

واجهت نظرية التطور رفضا واسعا من المؤسسات الدينية المسيحية والاسلامية على مدى سنوات طويلة من عمر النظرية، وفي النهاية اضطرت الكنيسة للاعتراف بخسارتها الرهان وان النظرية صحيحة لتبقى المؤسسة الاسلامية وحدها على الساحة من يكابر ويعاند . بعض الجهلة يصرون على ان النظرية سقطت والبعض الاخر يتذاكى بالادعاء ان النظرية لازالت نظرية ولم تصبح حقيقة مطلقة، وكلا التصريحين ينجحان فقط في البرهنة على جهلهم المنهج العلمي والنظرية على السواء...
فالشيخ القرضاوي صرح في احدى المقابلات التلفزيونية قائلا:" (حتى لو ثبتت قضية نظرية داروين، عندنا من الآيات ما يمكن أن يدخل فيها).
هذا التصريح اثار اهتمامي إذ ليس من الغريب ان يحتوي القرآن على الشئ ونقيضه، فهو امر اشار اليه علي بن ابي طالب في وقت مبكر عندما اشار :" القرآن حمال اوجه".
لهذا السبب بحثت في القرآن عن " الايات التي تدخل في نظرية التطور" كما قال القرضاوي قدس الله سرته .
وبالبحث وقراءة الايات المعنية يظهر ان القرآن فعلا يقول بالتطور وليس بالخلق حسب المعنى الكلاسيكي للكلمة، وهذا الامر سأشرحه الان.

القرآن لايذكر على الاطلاق عن مثال عن الخلق من اللاشئ، او بمجرد كلمة " كن فيكون" وانما على الدوام يكون الخلق على مراحل ومن شئ سابق له.

يبدأ الامر من اخبار الله للملائكة عن نياته فيقول لهم: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين (29)

فنرى كيف يعلن الله ان عملية الخلق على مراحل، وليس مرحلة واحدة على مبدا " كن فيكون". وتعدد المراحل هو بالذات التي تقول به نظرية التطور. والاية تشير الى ان البشر من " صلصال" ولكن هل يوجد صلصال في عالم الله، ونحن نعلم ان عالم الله عالم قد يكون روحي في حين ان الصلصال مادة؟
ان القول بوجود مادة في عالم الله يعني ان عالم الله مكان، وبالتالي فالله في مكان وزمان، اي ان الله في مخلوقاته وليس خارجها، وهو امر يتعارض مع الالوهية على النمط الاسلامي ( يتطابق مع الالوهية على النمط الهندوسي الذي يقول بالفيض).
والاية تشير الى ان بشرية هذا المخلوق لاتتم الا بعد مرحلة " التسوية"، وبالتالي هناك مرحلة الصلصال ثم مرحلة التسوية وبعد ذلك تأتي مرحلة النفخ وعندها فقط تتم عملية الانسنة.

فالقول بالمراحل يعني القول ان لكل مرحلة زمنها الخاص، ونحن نعلم ان الزمن عند الله ليس كالزمن على الارض، وبالتالي المرحلة الصلصالية التي هي قبل المرحلة الانسانية بكثير، وعلى الاغلب يمكن فهمها انها تمتد الى بداية نشوء الخلية الاولى في الحساء الصلصالي المبكر، ولذلك من الطبيعي انها احتاجت الى ملايين الاعوام بالزمن الارضي وهي مرحلة التسوية التي ذكرها القرآن للوصول الى الشكل البشري النهائي المطلوب.. وهذه المراحل جرت مباشرة على الارض وليس في مملكة الله. وعندما اصبحت التسوية كاملة نفخ الله من روحه، تماما كما نفخ من روحه في فرج مريم، فنصل الى المرحلة الانسانية...

ولانستغرب ان يتكلم القرآن عن المنتوج النهائي وحده، على إعتبار انه وحده الهدف من العملية بأسرها وإنطلاقا من ان الزمن الطويل لعملية الاطوار ليست محسوسة في مملكة الله حيث (ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون )، وحيث القرآن ليس كتاب تاريخي او علمي ولايهدف الى اعلامنا بالتفاصيل وانما مختصر الامر بما يكفي للاعلان عن الالوهية والمطالبة بدفع الثمن.

( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ(12)ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ(13)ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين )

ان الاية اعلاه تشير بوضوح الى ان عملية التحولات ضمن الرحم هي جزء لايتجزء من عملية الخلق، وبالتالي فالخلق المعني ليس " كن فيكون" كما يفهم الامر الشيوخ وانما مراحل تطور وتسوية للشكل الانساني بما فيه تشكل الجنين في الرحم.

ومسألة الخلق المرحلي يصر عليه الله في ايات اخرى مثل: {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ }
فهنا نرى مرحلة جديدة بعد مرحلة التسوية وهي مرحلة التعديل. وهذه المرحلة تتطابق تماما مع مرحلة ماقبل الانسان حيث ظهر نسخة ايركتوس ثم نسخة النيندرتال والانسان القزم والانسان اكس ولربما اخرين، حتى تمت مرحلة التعديل فظهر الانسان البشر في احسن تصوير. وحالة التعديل لازالت مستمرة حتى اليوم.

يقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا للملائكة اسْجُدُواْ لآدَمَ ...). لاحظوا معي ان الطلب من الملائكة بالسجود لهذا البشر ليس مباشرة عند الخلق " اي عند ظهور الارادة والتقدير، حسب المعنى اللغوي للكلمة" وانما عند انتهاء التشكيل والتصوير اي في المرحلة الاخيرة تماما.

ماذا تعني كلمة " خلق" في اللغة العربية؟
في لسان العرب : أصل الخلق التقدير ، ومعنى خلق الموت والحياة اي قدر الموت والحياة ،ويقع الخلق أو التقدير على الصفات والأحوال، نقول : خلق الله الخير والشر ، خلق الغنى والفقر، (انتهى الاقتباس من لسان العرب ) وبالتالي فالخلق يمكن ان يعني المادي والروحي على السواء، مع بعض او كل منهم على حدى.

وانطلاقا من ذلك يمكن رؤية جزئيي الصورة الروحية والمادية لعملية خلق واحدة، حسب مايعرضها القرآن
، يكون اساسها " التقدير" لما اراد وليس اخراج الارنب من قبعة الساحر كما في السيرك. على ذلك يكون من الخطأ الاعتقاد ان خلق الانسان هو بالمعنى الكلاسيكي الدارج وانما بالمعنى الذي تقول به نظرية التطور..

يحتار البعض في كيفية فهم بعض الايات التي تعطي انطباعا بتناقضها مع الايات السابقة التي تتكلم عن المراحل. مثلا الاية التي تقول: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى }
والاية التي تقول:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }
بل ان البعض يحرص على الممانعة بالاية التالية ايضا:
: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ }
ومايثير استغرابي عدم الانتباه الى انه لايجري معارضة الايات اعلاه بما سبقها وانما يجري تبرير الاخذ بالمعنى الكلاسيكي من بعض الايات وتناسي انها تتعارض مع معنى اغلب الاية السابقة لها. لماذا يجري قبول معنى وتناسي معنى اخر بدون معارضتهم ببعضهم؟
ومع ذلك لاارى اي تعارض بينهم اذا قمنا بفهم الامور انطلاقا من التطور.
ان قوله " اهبطا منها" هو تعامل الله مع ارواحهم وليس اجسادهم، إذ لايمكن ولايجوز ان تكون الاجساد في عالم الله من حيث سيعني ذلك ان عالم الله مادي وله مكان، وان الله في ماخلقه، كما اشرت سابقا. في حين من الاكثر منطقية ان يكون المقصود هو روحهم فقط، والتي نزلتا الى الارض لتلاقي الجسد الذي انتهى من عملية النشوء والتسوية والتشكيل واصبح جاهزا لاستقبال الروح المنفوخة من السماء.. وهو امر يتطابق مع القوانين الكونية وإلا هل من المعقول ان نرى ادم وحواء يسبحان عاريان في الفضاء الكوني في رحلتهم الى الارض؟

والاية الثانية تقول ان المثال بالنسبة لمعناه " عند الله" وليس بالنسبة لنا. اي بالنسبة لله الامر كذلك. وهذا لايمكن ان يعني انه هو كذلك بالتفصيل الحرفي حسب مافهمناه نحن، عندها لن يكون بحاجة للقول " عند الله" إذا كان المقصود ان يكون كذلك " عندنا".

وتعليم ادم للاسماء كلها، لاشك انه تعليم الروح، اذ ان الاسماء كلها لم تكن قد خلقت ماديا اساسا وبالتالي لايمكن تعليمها ماديا وانما مجازيا. ذلك يترتب عليه بالضرورة ان ادم ايضا مجازي
امل ان يساعد ذلك في مخاض الفكر الاسلامي الحديث
وان يسجلها الله في ميزان حسناتي
والله اعلم[صورة: tyeyjt.gif]





الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - طريف سردست - 07-12-2011


كنت اسرع مني في النقل .. كتبها الله لك في سلة حسناتك


الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - yasser_x - 07-12-2011

<< ألو ^^ , ذلك التطور لا ريب فيه هدي للمتعقلين , الذين يستخدمون العلم ومما رزقهم يستنيرون >>

صدق العقل الجميل , وتحياتي لك :)


RE: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - عوني عوني - 07-13-2011

كذلك الزعيم الاسلامي المعروف الدكتور حسن الترابي ..

اذ لم يرى تعارضاً بين الاسلام وبين نظرية داروين التي تقول بأن أصل المسلمين هو القرود !!!!!!




الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - الفكر الحر - 07-13-2011

شكرا لكم ...,
الإسلام تنبأ بنظرية التطوّر :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=153872
الصابئة ونظرية التطور :
[صورة: 28692713.jpg]
مندائية : يؤمن الصابئة بعدد من الأنبياء وهم : آدم وابنه شيث ، سام بن نوح، ادريس، يحيى بن زكريا
ولكن اسمهم ارتبط بإبراهيم الذي عاش في مدينة اور السومرية ـ مدينة الهة القمر ـ ، وكان إبراهيم أول من نبذ الاصنام ودعا لرب واحد عظيم القدرة اطلق عليه السومريون اسم : [ رب السماوات والأرض]. آمن الصابئة المندائيون بتعاليم إبراهيم واحتفظوا بصحفه ومارسوا طقوس التعميد التي سنها لهم واستمروا عليها إلى يومنا هذا.، وقد عرفـوا فيما بعد بحراس العهد الذين أسسوا بيوت النور والحكمة أو (بيت المعرفة) فيما بعد ـ على ضفاف الأنهار في وادي الرافدين لعبادة (رب العظمة)
بثاهيل ونظرية التطور :
ملاك مندائي مثير للجدل هو بثاهيل .و يشتهر بثاهيل في أساطير عديدة بشأنه في محاولته غير الموفقة لخلق الإنسان إذ ترى إحدى هذه الأساطير أنه حاول خلق ادم من طين فكانت النتيجة أنه خلق كائنآ شبيها بالقرد يتقافز على أربع ويطلق كالماعز أصواتا مبهمة ( ـ لكنة ـ لوغنا ـ أو لجلجة ـ من الفعل المندائي لجا أي لغا ) ، تلعثم وليس لغة معينة أو كلمة ذات معنى.وهنا يتدخل هيبل زيوا الذي هو بمقام الأب الروحي الملهم له فيبلغ الحياة العظمى بما فعل بثاهيل وعن عجزه في خلق الإنسان فترسل الحياة العظمى ـ النشمثا ـ أو الروح النورانية ملفوفة برداء من ضياء ويقوم هيبل زيوا بقذفها على ادم فينهض ادم منتصبآ على قدمين إثنين لينطق أول كلمة مفهومة على الأرض ، به بدأت الأبجدية وفتحت باب معرفة الحياة , وهي لذلك أقدم وأول نداء ، وأول بذرة للعقل , يقوم به ادم منتصبآ , وكما بدأت الحياة بصوت نوراني أنثوي السمة يشق قلب الصمت الكوني واللكنة المظلمة كان ذلك الصوت أيضآ حاملآ معه رداء الضياء ـ زيوا ـ الذي لفت النشمثا به حين سلمت إلى الملاك هيبل زيوا وهو ، رداء الضياء ، مثابة الصورة ، الوعاء أو الماعون البنيوي والذكوري الطابع الذي نشأت منه ـ اللغة ـ الإنسانية بدلآ من ـ اللكنة ـ الحيوانية السابقة لهذا الإنقلاب الكبير والنوعي في سلم الخلق والتطور.ومن الإنصاف القول أن الملاك بثاهيل نفسه كان شاكا وغير متحمس لخلق الإنسان حين كلفه بالمهمة الأب الفلكي له (أباثر) المقيم في النجم القطبي مع ميزانه المعروف بميزان ـ الشتل الطيب ـ ، والذي لم يكن هو الاخر متحمسآ للمهمة فكلاهما بثاهيل وأباثر ماهما إلا ملاكان من درجة رابعة يقفان على مشارف عالم النور ويطلان على عالم المادة محدقين في قلب الظلام والصمت لكنهما كانا يمتلكان خيارهما في وجود حر لانهائي في تطوره المنتظم والدائم. ومن هذا الباب كانت إستجابة الحياة العظمى لبلاغ ملاك الضوء هيبل زيوا بإرسالها ـ نشمثا ـ أي قبس من روحها المطلقة لخلق ادم ناطق وخالق لنفسه وتاريخه الواقعي
فالمندائية التي تشير إلى معنى مشابه تبدأ منها الولادة الكونية حين تشتعل أو تورى بشعاع الضوء الأول , وبعملية توالد ضوئي حراري ذاتي هائل يولد الكون المرئي مع الماء لنشوء الحياة.في أسطورة مندائية يقوم بثاهيل بخلق العالم المادي لكن المندائية كمذهب توحيدي تنسب لبثاهيل المقدرات المادية فقط فهو دائما يقف عاجزآ إزاء كل ما يتعلق بالروح.
http://liberalls.com/vb/showthread.php?p=49730



الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - أبو خليل - 07-13-2011

و الامام موسى الصدر كذلك كان من المؤمنين بنظرية التطور و لم يكن يراها تتعارض مع القرآن....



الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - الفكر الحر - 07-28-2011

( مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا ... والله انبتكم من الارض نباتا )
نظرية التطور , كلاهما من جذر (طور) ؟؟؟
شكرا لكم ...,



الرد على: القرآن يقول بنظرية التطور / حمدي الراشدي - الفكر الحر - 07-30-2011

تخبرنا ايات القران ان سنن الله لا تتبدل ولا تتغير , وقد سمعنا عن انقراض الانسان القديم ؟
فهذه الايات تتكلم ان الانسان الحالي انه تحت المشيئة فقد ينقرض كالكائنات المنقرضة الاخرى ؟
{إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد, وما ذلك على الله بعزيز} [فاطر:16-17]
{على أن نبدل أمثالكم وننشئكم في ما لا تعلمون} [الواقعة:61]
{إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين} [الأنعام:133]
{إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا} [النساء:133]