حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مآذن خرساء 13/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79) +---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25) +---- الموضوع: مآذن خرساء 13/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين (/showthread.php?tid=44353) |
مآذن خرساء 13/48 رواية مسلسلة حمادي بلخشين - حمادي بلخشين - 07-16-2011 الفصل الثالث عشر شريف، قصّة فتى ملوّث. ـــ ذات ظهيرة قائظة من شهر أكتوبر، أرسلتنى والدتي لجلب الغسيل من السّطح .. كنت في السادسة، و كان قد بقي أقلّ من أسبوع حتى إستهلّ حياتي الدراسية.. في تلك الظهيرة، رأيت شريف لأول مرّة... لم يكن حضور شريف مفاجئا، فقد سمعت جارتنا العجوز أمي زهوة تخبر والدتي بأن حفيدا لها سيحلّ قريبا بينهم ليبدأ الدراسة في مدينتنا.. حين سألتها والدتي " أليست هناك مدارس في قريتكم؟" ردت عليها أمي زهوة بلهجتها القروية :" المدرسة الوحيدة تفصلها ميلان عن قريتنا.. كل تلك المسافة تغطيها منطقة غابيّة تعجّ بالذئاب.. كان على التلاميذ البؤساء قطع تلك المسافة راجلين ذهابا و إيابا، البعض منهم افترسته الذئاب.. كان أمام أوليائهم خياران إما الأميّة أو الموت، فأختار أولياؤهم الأميّة. و لكنّ ولدي الأكبر جلّول اختار العلم و السّلامة معا، فقرر إرسال شريف الى المدينة ليتلقّى العلم، و يأمن الذّئاب". أمي زهوة كما كنا نسميها، عجوز في السبعين قدمت من أعماق الريف الجزائري صحبة ولدها الأعزب جمال عليّ . كان جمال عليّ موظفا بسيطا. يسكن هو ووالدته في غرفة صغيرة على سطح العمارة التي كنا نحتل شقة متواضعة في طابقها الثاني.. في تلك الظهيرة، حين صعدت الى سطح العمارة رأيت صبيا في السادسة يجلس في زاوية مقابلة لحجرة أمي زهوة ..ارتعت لرؤيته.. الجنّ أيضا يخرجون في القيلولة، و يتنكّرون في أشكال بشريّة لترويع الأطفال المتسكّعين.. القيلولة أيضا فرصة لجولان " الغربي" الرجل الساحر الذي قدم خصيصا من المغرب للتفتيش عن صبيّ تتطابق أوصافه مع صبيّ معيّن يكفي ذبحه على مكان محدّد، لتنشقّ الأرض عن كنز حقيقيّ يستفيد منه الساحر، و يدفع الطفل الشقيّ حياته ثمنا له.. سوف لن يجد ذلك الصبيّ من يتعاطف معه في محنته، لأنه عصى والديه وخرج في وقت غير مناسب لمن كان في مثل سنّه..هكذا قيل لي.. حين تأمّلت الصبيّ ، قرّرت انه اصغر من أن يكون ساحرا مغربيّا، كما أن قدميه البشريتيّن ألغتا أيضا من ذهني إمكانية كونه من الجنّ.. فالجن لهم أظلاف ماعز أو بقر.. هكذا حدثني كل من سألته عنهم، ولم اسمع رأيا يخالف الإجماع على تلك الحقيقة، الا زعم البعض ان قوائم الجن قد تنتهي بحوافر ..الفارق بسيط المهم أن تكون حيوانية الشكل و كفي..كان الصبيّ يرتجف رغم حرارة الجوّ، و كان الرّعب مرتسما على وجهه. قبل أن أتمكن من مبادلته أي كلام، دوّى من خلفي زعيق أمي زهوة : " شريف..أيّها اللّعين، ماذا تصنع هناك؟" انتفض الصبي كمن مسّه صعق كهربائي أعادت أمي زهوة السّؤال:" أخبرني ماذا تصنع هناك ؟أين الخبز الذي أمرتك بشرائه ؟ لا تـقل لي انك تشتر الخبز بعد" اخبرها الصبي بلهجة بدوية انه قد أضاع المال وخاف أن يخبرها بذلك فجلس حيث وجدته . تقدمت أمي زهوة نحو الصبيّ المرعوب، ثم جذبته من ذراعيه بعد ذلك أعادت إسقاطه ثم جثمت عليه و شرعت مباشرة في ضرب رأسه على الأرض.. كانت الضربة الثانية كفيلة بان تجعل الدم ينبثق من رأسه بغزارة .. ـــ ص 90 ــــ في أثناء ذلك، كانت تصيح فيه :" أيّها اللّعين . ماذا يصنع عمّك إذا لم يجد الخبز؟!" لم يوقف أمي زهوة منظر الدّم الذي غطي الأرض، بل استمرت في ضربه على رأسه حينا و على بقية جسمه حينا آخر، وكأنها أصيبت بجنون.. كنت اعتقد انني في حلم.. صحيح ان والدتي مؤذية و قاسية الى أبعد الحدود، لكني لا اذكر انها أسالت دمي أو دماء إخوتي.. على الأقل بتلك الغزارة . كان الصبيّ يعوي بين يدي أمي زهوة ككلب جريح، و كانت أمي زهوة تواصل ضربه دون هوادة، و بنفس حماس من يضرب جرذا يريد الفراغ من القضاء عليه بأسرع طريقة.. حين أفقت من دهشتي، نزلت مسرعا الى والدتي و أعلمتها بالأمرالفظيع، و لمّا كانت مشغولة بطهي الطعام أرسلت أختي الكبرى فاتن بدلا عنها لتخليص الصبيّ التعيس من براثن جدّته المسعورة.. توقف رشيد عن سرد مأساته، تنهد، أسند رأسه على يده ثم استمرّ: ــــ و أنا أسعى الى إنقاذ شريف، لم أكن أدري ساعتها انني كنت أحيي قاتلي. كما لم تكن أختي فاتن تدري ايضا، أنها كنت تخلص حماة المستقبل من حبل المشنقة.. ستكون أمي زهوة وعلى مدى خمس و أربعين سنة الحماة الرهيبة لأختي فاتن.. لم تسلم أمي زهوة الرّوح عن عمر جاوز المائة بقليل، الا بعد أن أسلمت شقيقتي فاتن الى إكتئاب مدمّر.. كانت أمي زهوة بخيلة و تسلّطية و قاسية الى حد لا يطاق، و كان ابنها جمال عليّ يطيعها الى حدّ لا يعقل.. كان تدخلي لإنقاذ شريف أسوأ خدمة قدمتها في حياتي.. لو تركت أمي زهوة تجهز عليه، لنجوت من عقاب الله لأني كنت طفلا صغيرا .. كان شريف سيقتل دون ريب لو لم أسارع بأخبار والدتي.. كانت ضربات أخرى كافية للإجهاز عليه، أو لإصابته بإعاقة دائمة.. لست أدري مالذي شغلني عن اللّحاق بأختي فاتن، و لكن فور خروجي من شقتنا، رأيت جارنا إدريس يصعد السلم.. حين بلغ السطح، هرع مباشرة نحو شريف.. كانت شقيقتي فاتن تمسك بالصبيّ بعد أن نجحت في انتزاعه من بين مخالب أمي زهوة، كان شريف يحمل جرحا مفتوحا على جبينه. حين سأل جارنا ادريس أمي زهوة عما حدث للصبي، أخبرته ان دراجة قد صدمته و ان قليلا من خيوط العنكبوت أو مسحوق البنّ كفيل بلمّ الجرح . صاح جارنا ادريس مستنكرا" هذا الجرح العميق يحتاج الى خياطة جراحية.. سأحمله فورا الى المستشفي".حين لم تقتنع أمي زهوة بكلام جارنا ادريس هددها :" سأستدعي الشرطة فورا، لو لم تدعيني أحمل الصبي الى القسم الإستعجالي" في النهاية تكفل جارنا ادريس بحمل الصبيّ الى المستشفى.. احتاج جرح شريف الى عشر غرز . توقف رشيد قليلا، تـنهد ثم قال: ـــ شريف هو الشخص الذي وجّه حياتي وجهة دراميّة.. يمكنني القول بأنه الشخص الذي غيّر مجرى حياتي والي الأبد نحو الأسوأ. تماما كما غيّر معاوية، مجرى تاريخنا نحو الهاوية. سكت رشيد طويلا ثم اضاف بلهجة منكسرة: ــ اذا كان هناك حبّ من أول نظرة، فأنا أؤكّد لك بان هناك ايضا كراهية من أول نظرة .. لأول مرّة رأيت شريف لم أرتح لرؤيته، كان فيه شيء لم يرق لي، كان نحيف الجسم، أسمر اللون كما كان شعره القصير منحسرا بشكل يعد بصلعة حقيقية... كان واسع الفم، و كانت عيناه تدوران في محجريهما كعيني فأر مذعور قد حصر في زجاجة.. لم يكن منظره يوحي بأي ثقة.. بعد أقلّ من أسبوع من الحادثة الدموية، كنت و شريف نتقدم والدتي و أمي زهوة و نحن في طريقنا الى المدرسة، كان شريف لا يزال معصوب الرأس، كما كانت آثار العدوان بادية على وجهه المصفرّ... والدتي هي التي شجّعت أمي زهوة على تسجيل شريف في نفس مدرستي الجديدة " على الأقل يرافقان بعضهما البعض، فالمدرسة بعيدة، و أولاد الحرام كثيرون" لم تكن والدتي تدري أن ألعن ـــــــ ص 91 ــــ ابن حرام كان أعجز بكثيرمن أي يلحق بي أذى، بقدر ما ألحقه بي شريف .. كانت نصيحة والدتي كارثية بكل المقاييس، فلو كان شريف يتردد على مدرسة أخرى، لما اكتملت فصول مأساتي.. لم أجد في صحبة شريف أي متعة، كان مضجرا وسريع الشكوى من كل صغيرة و كبيرة،كما كان يبلّغ عن أي زلة كنت ارتكبها، كأن اكسر صحنا أو أهشم كأسا، كما كانت الوشاية الكاذبة أسوأ ما فيه. لأجل ذلك كنت أتجنبه قدر ما أستطيع، بالإضافة الى كلّ ذلك، فقد كان تافها وبليدا و كثير الهذر، كما كان مجرّدا من أي موهبة أو قدرة على الإبتكار. و لما كنت ميالا الى العزلة و الصمت، و لما كانت متعتي الكبيرة تقليب الكتب الدراسية التي يملكها إخوتي، فقد عملت على إجتـنابه. و لئن نجحت أحيانا في الفرار من صحبة، شريف فلقد فرض عليّ نفسه حين كان يقتحم بيتنا بصحبة أمي زهوة التي أصبحت كثيرة التردد علينا بعد أن بدأت نيتها تتجه نحو تزويج ولدها بشقيقتي فاتن... كانت أمي زهوة لا تعتمد على شريف، فحين تكلّفه بشراء شيء كان كثيرا ما يضيع المال، وان لم يضعه، استوقفه بعض الصبية وافتكه منه، فقد كان صبيا رخوا، و في متناول الجميع. حتى انه لم يمض شهر على قدومه، حتى استحق بجدارة لقب " النعجة " من قبل أطفال الحي. كما كانت أمي زهوة لا تعتمد عليه في حسن انتقاء المشتريات من الخضر و الفواكه، لأجل ذلك، كانت ترسلني معه تحت ضغط والدتي، حتى أضمن سلامته الشخصية وسلامة ما بحوزته من مال، ثم لكي اضمن جودة المشتريات، وبتلك الطريقة، كثر إحتكاكي القهريّ به. حين طرق الباب ثانية، أشرت الى رشيد كي يظل جالسا، كنت أعلم ان محمودالصومالي هو الطارق. تسلمت المكنسة الكهربائية ثم رجعت الى مكاني . ـــ كانت العمارة التي نسكنها مكونة من طابقين وسطح. و كنا ، كما أخبرتك منذ قليل، نحتلّ أحد شقق الطابق الثاني, حين كنت افرغ من صعود السلالم الى الطابق التي توجد به شقتنا، كنت أجد على يساري شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة تحتلها أرملة نحيلة و صفراء الوجه لها ولد اسمه مراد، في العاشرة من العمر. وكان يعاني الوحدة. فقد كانت أمه كثيرة الغياب عن المنزل. فمهنتها كخادمة في البيوت تفرض عليها ذلك، ورث مراد عن أمه صفرة الوجه و نحافة الجسم، كان مراد يدعوني الي شقته، لكنني كنت دوما أتحاشاه، لم أرتح إليه قطّ، خصوصا حين أحسست أنه يكثر التطلع الى وجهي. كانت نظراته أبعد ما تكون عن براءة الطفولة. مختار زميل دراستي تجاوز النظرات الي ابعد من ذلك... هذا مخجل في الواقع ، كان مختار في حوالي الخامسة عشر و كنت في الثامنة رغم ذلك كان رفيقي في الفصل! ذات مرة طرحني أرضا ثم شرع في تقبيلي أصبت بهلع شديد ، شرعت اصرخ حتى تركني، منذ ذلك اليوم صرت أتجنب أي مكان فيه كبار ما عدا قاعة الدراسة، فقد كانت تغصّ بهم .. كانت الجزائر حديثة عهد بالإستقلال، لأجل ذلك كانت المدارس بالإضافة الى اكتظاظها الشديد، تضمّ في الفصل الواحد تلامذة متفاوتي الأعمار، كنت أجد من بين زملائي في الفصل من يبلغ عمره ضعف عمري!. لم أشأ ان اقطع حديث رشيد حتى أؤيد قوله، فوضعية المدارس في تونس كانت مشابهة...حين كنت في الثامنة، كان في فصلي من نبت شاربه. ذات يوم فوجئنا بأحد كبار التلامذة و قد حلق شاربه ّ...أصابتنا دهشة شديدة من تغير شكله بعد الحلاقة، علق أحد كبار التلامذة" يا للعار! فمك بدون شعر لا يذكرني بغير شيء واحد".. حين سئل بصوت واحد:"ما هو ذلك الشيء ؟" أجابهم: ــــ ص 92 ـــ " فرج محلوق!" لاقى ذلك التشبيه استحسانا شديدا من قبل السامعين، إحمر وجه التلميذ الحليق لكن رده جاء سريعا " لعله يذكرك بفرج أمك!"... كان ذكر الأمّ بمثابة إعلان عن انتهاء لغة الكلام لتبدأ لغة العضلات.. أصبح التلميذ السّاخر هو المتضرر، فقد أسيء لأمّه علانية.. ذكرالأم بسوء خطّ أحمر.. حتى زين الدين زيدان الرّقيق و الجنتلمان لم يحتمل ذكر أمه بسوء من قبل منافسه الإيطالي..." زيدان عظيم، زيدان إله" هكذا صرّح كهل فرنسي ذات مرّة في برنامج تلفزيوني... ذكر الأم بسوء أذهل زين الدين زيدان عن مكانته الكبيرة في قلوب الملايين من مختلف الجنسيات.. فلتذهب والشهرة اللياقة و ليذهب كأس العالم نفسه الى الجحيم.. كان لا بدّ من نطحة جزائرية تردّ الإعتبار لشرف سليب.. قبل قرنين، صفع حاكم الجزائر سفيرا فرنسيا... وقيل لطمه بمروحة، كانا يتفاوضان على ديون الجزائر المتراكمة حين حدث ذلك.. نسي السفير الفرنسي انه كان يخاطب جزائريا.. ربما تلفظ بكلمة بذيئة مست شرف الحاكم الجزائري... أسفرت الصفعة المأساويةعن احتلال فرنسي دام 170 عاما !..لا شك أن السفير الفرنسي قد اتخذ من تلك الصفعة تعلّة لإحتلال الجزائر..حكاية قديمة تذكرنا بالذئب الذي كان يشرب من أعلى النبع حين قال للحمل الذي كان يشرب أسفله: لقد عكّرت عليّ الماء .أجاب الحمل: لكن الماء يجري من أعلى الي أسفل فكيف أعكّر عليك الماء؟ ردّ الذئب:أنت سيء الأدب، ثم ألا يكفيك أنك شتمتني العام الماضي؟ أجاب الحمل: لكنني ولدت هاته السنة. أجابه الذئب وهو يتهيأ لإفتراسه" إن لم تكن أنت الذي شتمني فواحد من جنسك.. منطق أمريكا لا يختلف عن منطق الذئب.. كنت اعلم ان الفرج يكسوه شعر كثيف.. كنت في السادسة ذات مرة حين صدمت بامرأة سمينة وقد انحسرت فوطتها عن فخذين يتوسطهما شعر كثيف. كان ذلك في الحمام التركي، صدمني المشهد، كررت المرور امام المرأة حتى تأكدت مما رأيته، مروري المتكرر جلب انتباه المرأة فسترت فرجها وهو تقول لمن حولها:" أولاد هذا الزمن أصبحوا تماما مثل الشياطين".. أطفال زماننا أشد شيطنة. ذات مرّة قالت الأم لطفلها الصغير مبررة كيفية مجيئه الى الدنيا" الأمر بسيط، رفعنا السجّادة فوجدناك تحتها!" صعقت الأم حين ردّ عليها صغيرها: " و الله عجيب! ألم يكن يوجد جماع في زمنكم! "...ذات مرة قالت مدرّسة حضانة لصبيّ صغير، لو عددت الى خمسة سأعطيك قبلة! ردّ عليها الطفل: واذا عددت الى عشرة، هل تنامين معي!.. كان التلميذ ذو الشارب الحليق حسن الخط .. في نفس اليوم الذي حلق فيه شاربه نجح في امتحان الخط .. اخذ خمسة على خمسة.عند مغادرة الفصل كان بعض الصبية يهنئونه، علق أحدهم بان تلك الحلاقة كانت مباركة عليه! أحد كبار التلامذة و اسمه قاسم استغل ذات مرة خروج المعلم من الفصل فحاول تقبيل زميلته. ضربه المعلم حتى أدماه، ثم طلب منه إستدعاء والده، في اليوم التالي جاء قاسم موثق اليدين بحبل طويل كان ابوه يسحبه به.. هكذا دخل به على المدير! .. كنت أسمع بعض كبار التلامذة يتحدثون عن الإستمناء وكم يستـمنون في اليوم الواحد. كان ذلك لا يعني لي أي شيء إطلاقا. كما كان بعض كبار التلامذة يسألونني عن أختي وهل هي جميلة مثلي، كما كانوا أحيانا يضعون راحاتهم على فخذي و كنت أصاب برعب شديد و انفر منهم بطبعي. تابعت رشيد كان يبدو حزينا و شديد التأثر : ـــ كنت أعلم ان شكلي الرقيق يجلب الأنظار، لأجل ذلك، تجنبت زميلي مختار، كما نصحت شريف بان يتجنبه أيضا . فالحفاظ على الشرف يقتضي تجنب الشبهات وعدم الاختلاط .. كنت اجهل ان شريف كان صبيا عاديا في السابعة، و أن الشرف والحفاظ عليه كان آخر ما يخطر له على بال . ..حين وجد شريف برودا من ناحيتي، فتح له مراد أحضانه، لا ليلاعبه كما يلاعب طفل أي طفل ــــــــ ص 93 ـــــــــ آخر بل ليمارس معه شذوذه .. ذلك ما أخبرني به مراد ذات يوم، أثناء عودتنا من المدرسة .. في عامنا الدراسي الثاني.. أصبح مراد زميلا لنا في نفس الفصل. إثناء عودتنا من المدرسة، تأكدت من صحة ما أخبرني به، حين توقف ذات مرة في مكان مشجر ثم سحب معه شريف، أبصرتهما من بعيد ..كان يفعل معه ذلك الشيء البغيض .. أصبحت اكره شريف و مراد بنفس القدر. يتبع |