حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+---- المنتدى: ملف خاص حول أزمة الرهن العقاري و تداعياتها على اﻹقتصاد العالمي (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=10)
+---- الموضوع: واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد (/showthread.php?tid=44477)



واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد - بسام الخوري - 07-26-2011

واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد
الثلاثاء, 26 يوليو 2011
باراك اوباما.
واشنطن - جويس كرم لندن - «الحياة»

تتسابق قيادات في الكونغرس الاميركي، وفي الاسبوع الحاسم الذي يسبق موعد الثاني من آب (اغسطس)، على انهاء آلية العمل على خطتين منفصلتين لرفع سقف الدين تمهيداً لطرحهما على التصويت خلال ايام وطمأنة الاسواق المالية التي شهدت تراجعاً ملموساً لأسعار الأسهم أمس، بسبب القلق من انقضاء موعد الثلثاء المقبل من دون التوصل الى اتفاق لرفع سقف الدين الأميركي فوق 14.3 تريليون دولار.

وانعكست حالة الاستعجال في الكونغرس والبيت الأبيض، للوصول الى اتفاق، يمكن الحكومة الأميركية من الاستمرار في سداد ديونها المحلية والاجنبية. وألغى الرئيس باراك أوباما مناسبتين لجمع التبرعات الانتخابية، وتفرغ لمتابعة المفاوضات على خطتين يجري العمل عليهما بالتوازي لايجاد مخرج بعد فشل البيت الأبيض والجمهوريين في مجلس النواب من ابرام «الصفقة الكبرى».

وتستند الخطة الأولى، التي يُعدها زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد، الى رفع سقف الدين بنسبة 2.4 تريليون دولار مقابل خفض الانفاق بنسبة 2.7 تريليون دولار وتفادي تكرار الجدل حتى نهاية 2012 أي بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

في المقابل، يطرح الجمهوريون وزعيمهم في مجلس النواب النائب جون باينر خطة بديلة تقضي برفع موقت ومرحلي لسقف الدين، ومن ثم العودة للبحث في صفقة أكبر تشمل خفض الانفاق والاصلاح الضريبي قبل الانتخابات الرئاسية. غير أن أوباما الذي يتمتع بحق النقض لأي مشروع يُرسله الكونغرس، أكد رفضه الحلول الموقتة والمرحلية تفادياً لاثارة خضة جديدة في الاسواق او خلال الموسم الانتخابي.

ومن المتوقع أن تتم منازلة بين الخطتين في الكونغرس، مع سعي الديموقراطيين الى شق صفوف الجمهوريين في مجلس النواب بعدما دعاهم باينر الى التزام الخط الحزبي.

وزادت تداعيات الأزمة الضغوط على السوق المالية وثقة المستثمرين بالاقتصاد الأميركي، وعلى النواب للتحرك سريعاً لتفادي الاضرار بسمعة الولايات المتحدة والمستثمرين بالسندات السيادية الاميركية.

ويعمل المشرعون الديموقراطيون ومستشارو أوباما على مدار الساعة لحصد الدعم الأكبر حول خطة ريد، على رغم أنها لا تفي بالطموحات التي يتطلع اليها أوباما والصفقة الكبيرة التي تضمنت اصلاحات ضريبية والحد من الانفاق بنحو 4 تريليونات دولار بعضها من برامج الرعاية الصحية وضمان شيخوخة.

وتعود نسبة التوفير في البرامج الجديدة الجديدة الى خفض الانفاق بنحو 2.7 تريليون دولار، نتيجة التوفير في الموازنة الدفاعية خصوصا بعد مباشرة الانسحاب من العراق والاستعداد لانهاء حرب أفغانستان.

يُشار الى ان الاستثمار الدولي في سندات الخزانة الاميركية بلغ حدود 4.5 تريليون دولار من بينها 1.16 تريليون دولار للصين و912 بليوناً لليابان في حين لا تتعرض الاستثمارات العربية الى مخاطر مقلقة، من جراء مخاوف تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها في الثاني من آب (اغسطس) المقبل، لأنها «متواضعة» كما تشير احصاءات اميركية.

وينبثق الخطر الحقيقي على المستثمرين العرب من التراجع الملموس في سعر صرف الدولار الذي ترتبط به عملات غالبية الدول العربية وحركتها التجارية واحتياطاتها كما ان النفط مقوم بالدولار.

وكان التداول بالعملة الخضراء بدأ امس عند أدنى مستوى تاريخي أمام الفرنك السويسري وأدنى مستوى في أربعة شهور أمام الين الياباني بعد اتجاء المستثمرين الى تصفية مراكزهم الدولارية ما عزز الطلب على الأصول السائلة الآمنة.

ومع تراجع الدولار سجل سعر اونصة الذهب رقماً قياسياً تاريخياً جديداً بتجاوزه للمرة الاولى عتبة 1620 دولاراً. واضافة الى الانعكاسات في سوق العملات والسندات تراجعت مؤشرات اسواق الاسهم العالمية التي فتحت منخفضة تحسباً من تكرار ما جرى في 2008 عندما خسرت الاسواق بين 17 و33 في المئة من قيمتها السوقية.

ومع ان الاستثمارات العربية في سوق الدولار تراجعت نسبياً منذ بداية «الربيع العربي» الا ان اي هزة اساسية في سوق الدولار سترفع خسائر الاسواق في الشرق الاوسط من نحو 38 بليون دولار، التي سُجلت في الشهور الستة الاولى من السنة، الى تجاوز الخمسين بليوناً بتحفظ.

وحذر صندوق النقد الدولي (ا ف ب)، في تقريره السنوي حول الاقتصاد الاميركي، من ان الولايات المتحدة ستواجه «صدمة خطيرة» اذا لم تقرر رفع سقف ديونها في الوقت المحدد. وقال «ان سقف ديون الدولة الفيديرالية ينبغي رفعه سريعاً لتفادي صدمة خطيرة تصيب الاقتصاد الاميركي والاسواق المالية الدولية».

اوباما يحمل الجمهوريين مسؤولية الفشل في تخطي أزمة الدين
آخر تحديث: الثلاثاء، 26 يوليو/ تموز، 2011، 02:14 GMT

Facebook
Twitter
ارسل لصديق
اطبع نسخة سهلة القراءة

اوباما

حذر اوباما من الفشل في سداد الدين

اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعضاء الجمهوريين في الكونغرس بأنهم المجموعة الواحيدة التي تقف في طريق التوصل إلى "تسوية متوازنة" لأزمة الدين في الولايات المتحدة.

وأضاف في كلمة تلفزيونية أن الجمهوريين يصرون على تقليل الانفاق الحكومي كثمن لزيادة سقف الدين.
موضوعات ذات صلة

اقتصاد وتنمية

من جانبه اتهم الجمهوري جون بينر رئيس مجلس النواب اوباما بتعطيل التوصل إلى اتفاق.

وقال بينر، في كلمة القاها عقب حديث اوباما مباشرة، إن الرئيس الأمريكي يرغب في "صك على بياض" لفرض ضرائب جديدة.

وياتي تبادل الاتهامات بين الجمهوريين والديمقراطيين بعد أسابيع من المفاوضات الفاشلة بين الجانبين بشأن رفع سقف الدين الأمريكي، الذي بلغ 14.3 ترليون دولار.

ويتعين على قادة الحزبين التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن قبل 2 اغسطس/ آب المقبل، وإلا واجهت الولايات المتحدة خطر التخلف عن سداد الدين.
خطط متناقضة

وحذر اوباما في كلمته من أن الفشل في السداد سيتسبب في "ضرر لا يمكن حسابه"، واصفا الوقوع فيه بأنه نتيجة "متهورة وغير مسؤولة" للحوار.

وأضاف أن النواب الجمهوريين يصرون على أن الطريق الوحيد لتجنب التخلف عن سداد الدين "هو أن يوافق الباقون على نهجهم الذي يعتمد على تقليل الانفاق فحسب".

وقال إن موقف الجمهوريين بشان الدين أدى الى مأزق خطير، لكنه اعرب عن اعتقده كذلك بان التسوية ما زالت ممكنة.

ودعا اوباما الأمريكيين الى الضغط على الكونغرس للتوصل إلى هذه التسوية.

يذكر أن التصويت على رفع سقف الدين ظل أمرا روتينيا في تاريخ الولايات المتحدة، لكن الجمهوريين رفضوا هذه المرة الموافقة على زيادته من دون تخفيضات كبيرة في عجز الميزانية.

وكان قادة الحزبين الديمقراطي والجمهوري كشفوا الاثنين عن خطط متناقضة لتخفيض عجز الميزانية وزيادة سقف الدين.

واشتملت خطة الديمقراطيين على تخفيض الإنفاق الحكومي بمقدار 2.7 ترليون دولار خلال عشر سنوات، بينما يقترح الجمهوريون تخفيضا قدره 1.2 ترليون دولار بالإضافة إلى استقطاعات من برامج الإعانة التي يستفيد منها الفقراء وكبار السن.



الرد على: واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد - بسام الخوري - 07-26-2011

أ.د. محمد إبراهيم السقا

سبحان مقلب الأحوال، فبعد أن كان الحديث عن أزمة الديون هو من الناحية التقليدية حديث يخص دول العالم الثالث، والفقير منها على وجه الخصوص، فإن الاهتمام العالمي للأسواق ينصب اليوم على احتمالات توقف الولايات المتحدة، أغنى وأقوى اقتصاد في العالم عن خدمة ديونها، وقد تناولنا في الأسبوع الماضي تطورات وملامح الدين العام الأمريكي حتى اليوم كما تناولنا مفهوم سقف الدين، والعلاقة بين رفع سقف الدين وتوقف الولايات المتحدة عن خدمة دينها العام والمتوقع أن يحدث في الثاني من آب (أغسطس) القادم، ما لم يقم الكونجرس بالموافقة على المقترح المقدم من الإدارة الأمريكية برفع سقف الدين العام إلى نحو 16.7 تريليون دولارا، وذلك لكي تتمكن الخزانة الأمريكية من إصدار سندات جديدة تستخدمها في خدمة ديونها القائمة وكذلك في تمويل إنفاقها العام، وكما ذكرنا أن السبب الأساسي لتصاعد الدين العام الأمريكي هو العجز المتفاقم في الميزانية الأمريكية.
جانب كبير من العجز الذي تعانيه الولايات المتحدة يعود إلى نفقات الولايات المتحدة لأغراض الأمن والدفاع الناجمة عن مغامراتها العسكرية في الخارج، والتي صاحبها انخفاض في إيرادات الخزانة من الضرائب التي لا تحصلها الخزانة الأمريكية نتيجة الإعفاءات الضريبية التي تم إقرارها في أعقاب أحداث 11 من أيلول (سبتمبر) والتي تم مد العمل بها أخيرا، وبالطبع تراجع مستويات الدخل والناتج الناجم عن الأزمة. الوضع المالي للولايات المتحدة اليوم، كما ذكرنا، أصبح في غاية الخطورة، فالحكومة الأمريكية تقترض اليوم نحو 40 سنتا من كل دولار تقوم بإنفاقه، وحاليا قد تبدو تكلفة هذا الاقتراض محدودة في ظل المعدلات المنخفضة للفائدة السائدة حاليا، ولكن أي تصاعد في معدلات الفائدة في المستقبل سيحمل كارثة للولايات المتحدة.
لقد أصبح من الواضح اليوم أن الضمانة الوحيدة لاستمرار الولايات المتحدة في خدمة دينها العام اليوم هي استمرار رفعها بشكل مستمر لسقف دينها العام، وذلك لكي تتمكن الخزانة الأمريكية من إصدار المزيد من السندات لخدمة هذه الديون، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة أصبحت تقترض لكي تخدم ديونها وهو تطور في غاية الخطورة، إذ بهذا الشكل يصبح الدين العام الأمريكي اليوم أشبه بمخطط بونزي، أو كالذي يأخذ من بول لكي يدفع إلى بيتر.
كنا قد تساءلنا في الأسبوع الماضي عن احتمالات أن تلجأ الحكومة الأمريكية إلى التوقف عن خدمة ديونها، والآثار التي يمكن أن تترتب على ذلك. الحقيقة هي أنه وحتى هذه اللحظة ما لم يقم الكونجرس الأمريكي برفع سقف الدين قبل حلول الثاني من آب (أغسطس) المقبل فإن احتمال توقف الولايات المتحدة عن خدمة ديونها بصورة مؤقتة هو احتمال مؤكد، وذلك وفقا لما أوضحه وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايثنر، ويقصد بالتوقف المؤقت أن تتوقف الحكومة عن مدفوعات الفائدة على الديون للمقرضين لمدة محدودة من الزمن، أو ما يطلق عليه التعثر الفني Technical Default. بحلول آب (أغسطس) المقبل ستستحق سندات على الحكومة الأمريكية بمبلغ 27 مليار دولار، وكذلك ستستحق 25 مليار دولار كوبونات مدفوعات فوائد، وبما أن الخزانة الأمريكية ستستنفد جميع الوسائل غير الاعتيادية لخدمة الدين بحلول هذا التاريخ فإنها ستضطر إلى أن تعلن عن توقفها عن السداد.
ولكن هل يعقل ألا يوافق الكونجرس الأمريكي على رفع سقف الدين مجبرا الإدارة الأمريكية الحالية على التوقف عن خدمة ديونها، ومن ثم معرضا السمعة الائتمانية للولايات المتحدة برمتها للخطر؟ الإجابة هي أنه إذا رفض الجمهوريون الذين يسيطرون على الكونجرس اليوم رفع سقف الدين، فإن احتمال توقف الولايات المتحدة عن خدمة دينها العام سيصبح احتمالا حقيقيا. الجمهوريون يطالبون بأن يصاحب رفع سقف الدين ضرورة تبني خطة واضحة للسيطرة على الإنفاق العام ومن ثم على الدين الأمريكي، ووجهة النظر المعلنة للجمهوريين هي أن حملة سندات الدين الأمريكي سيقبلون بفكرة التوقف عن خدمة الدين لفترة مؤقتة حتى تتحسن الأوضاع المالية للولايات المتحدة من خلال تخفيض الإنفاق وهو ما يرفع من قدرتها على خدمة ديونها على المدى الطويل، وبالتالي من وجهة نظرهم فإن رفض رفع سقف الدين سيكون في مصلحة الجميع، ولكن الأسواق لا تفهم هذه اللغة، فالحديث عن احتمالات عجز الولايات المتحدة عن سداد التزاماتها يخيف المستثمرين في أنحاء العالم كافة وهو ما يضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية، ومن المتوقع أن يحدث اضطراب عظيم على المستوى العالمي إذا ما تم ذلك.
يمكن القول بأنه وعلى الرغم من المنطقية الظاهرية لحجج الجمهوريين، إلا أنها تحمل خلطا كبيرا للسياسة بالاقتصاد، بل يمكن القول إن مشكلة سقف الدين هي مشكلة سياسية بالأساس، وقد قفزت إلى السطح مع سيطرة الجمهوريين على الكونجرس والذين فيما يبدو يرفضون رفع سقف الدين الأمريكي بهدف منع أوباما من تحقيق المزيد من النجاح على الأرض واستعادة الاقتصاد الأمريكي لوضعه الطبيعي، فالجمهوريون لا يريدون أن تأتي الانتخابات القادمة والاقتصاد الأمريكي في وضع جيد، حتى تنعدم فرص أوباما في التجديد. فمن المعلوم أن الولايات المتحدة تواجه دائما ظاهرة يطلق عليها رواج ما قبل الانتخابات Pre-election boom، حيث يحرص الحزب الحاكم عندما تقترب الانتخابات على أن يكون الاقتصاد في أفضل وضع ممكن، حيث يتوافر لدى الرئيس المرشح قائمة ناصعة من المؤشرات الاقتصادية التي يستخدمها للحديث عن إنجازات الحزب عند خوض الانتخابات، وبما أن الانتخابات القادمة هي بالتأكيد انتخابات الاقتصاد وليس السياسة، لذلك يريد الجمهوريون حرمان الديمقراطيين من فرصة رفع سقف الدين لزيادة الإنفاق على تحسين وضع الاقتصاد الأمريكي ومن ثم رفع فرص الفوز في الانتخابات، ومما يزيد الأمر صعوبة بالنسبة للإدارة الأمريكية الحالية هي أن الجمهوريين لا يريدون فقط خفض الإنفاق ولكنهم أيضا يقاومون أي محاولة لرفع معدلات الضريبة. على الجانب الآخر تقوم خطة الإدارة الأمريكية الحالية على جمع المزيد من الضرائب باعتبار أن معدل الضريبة الفعال حاليا على الأغنياء هو الأقل منذ الخمسينيات، والعودة إلى معدلات الضرائب التي كانت تفرض في فترة بيل كلينتون.
ربما يجرنا ذلك إلى التساؤل عن مدى حق الجمهوريين في رفض رفع سقف الدين؟ الإجابة هي أنه في 2006 تعرض الجمهوريون للموقف الحالي نفسه عندما رفض أن يصوت أي عضو من مجلس الشيوخ من الديمقراطيين لصالح رفع سقف الدين. ما يحدث اليوم إذن هو تصفية حساب لما حدث في آذار (مارس) 2006، فوفقا لبلومبرج، في هذا التاريخ صوت مجلس الشيوخ بأغلبية 52 ـــ 48 لرقع سقف الدين إلى نحو تسعة تريليونات دولار، ومثلما يفعل جايثنر اليوم من تنبيه للكونجرس بأن التغاضي عن رفع سقف الدين سوف يكون له آثار وخيمة على الأمريكيين أنفسهم قبل أن ينعكس على الخارج، فإن وزير الخزانة في ذلك الوقت جون سنو فعل الشيء نفسه، وكانت الخزانة الأمريكية قد أجلت عملية إصدار السندات الجديدة انتظارا لإقرار رفع السقف، وبعد نصف ساعة من هذا التأجيل تم إقرار رفع سقف الدين، وهو ما دعا جون سنو إلى التصريح بأن الكونجرس قد حمى بهذا القرار الثقة الكاملة في الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة، وأكد على أن الحكومة الأمريكية قادرة على الوفاء بوعودها الداخلية، بصفة خاصة فيما يتعلق بمدفوعات الرفاه والرعاية الصحية.
من جانبه يتفق بن برنانكي رئيس الاحتياطي الفيدرالي على أن عجز الميزانية الأمريكية لا بد وأن تتم السيطرة عليه، غير أن ما ينادي به الجمهوريون بوقف رفع سقف الدين يعد استخداما للأداة الخطأ، حيث حذر برنانكي من أن الفشل في الاتفاق على رفع سقف الدين سيؤثر في قيمة الدولار وعلى ثقة الدول الأخرى في السندات الأمريكية. بينما يرى بول كروجمان أن خفض الإنفاق لن يخفف من احتمال توقف الولايات المتحدة عن خدمة دينها العام طالما أن هذا الدين لا يتوقف عن النمو.
غير أنه تنبغي الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي يجب ألا ينظر إليه على أنه مؤشر لاحتمال فشل الدولة في خدمة ديونها، ويمكن القول إنه ليس هناك معدل محدد يمكن القول عنده أن الدولة مهددة بالتوقف عن خدمة ديونها، على سبيل المثال على الرغم من أن دين المملكة المتحدة كان يمثل 240 في المائة من الناتج المحلي لها بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أنها لم تقع في هذه المشكلة، كذلك فإن دين اليابان يمثل حاليا نحو 200 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي، ومع ذلك فاليابان تستطيع أن تقترض ما تشاء وبمعدل فائدة صفري تقريبا، على العكس من ذلك فإن هناك دولا أخرى وقعت في هذه الأزمة عند نسب منخفضة جدا للدين إلى الناتج المحلي، على سبيل المثال ما حدث لروسيا في 1998 بنسبة دين إلى الناتج المحلي تساوي 12.5 في المائة، وألبانيا في 1990 بنسبة دين 16.9 في المائة.
في كتاب لهما بعنوان This Time is Different توصل Reinhart وRoogff إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي ليست مؤشرا جيدا على احتمالات التوقف عن السداد، وإنما تاريخ عملية التوقف عن السداد في الدولة، على سبيل المثال البرتغال لديها تاريخ طويل في التوقف عن السداد، بينما الولايات المتحدة ليست كذلك، وبالتالي فإن الأسواق تكون أكثر حذرا في التعامل مع الحالة البرتغالية عن الحالة الأمريكية. ماذا يعني ذلك؟ إن ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستتوقف عن خدمة دينها عندما يكون ذلك هو الخيار الأمثل أمامها، ولكن جميع المؤشرات تشير إلى أن ذلك الخيار ليس هو الخيار الأمثل اليوم، والآن ما الذي يحدث إذا توقفت الولايات المتحدة عن خدمة دينها العام؟ الحقيقة أن الآثار التي يمكن أن تترتب على ذلك، وفي هذا التوقيت بالذات هي آثار مرعبة، ويمكن تلخيص هذه الآثار في الآتي:
أولا: ستضطر الحكومة الأمريكية إلى تخفيض الإنفاق العام بصورة حادة، ذلك أن توقف الولايات المتحدة عن خدمة ديونها سيؤثر في قدرتها على إصدار سندات جديدة، وهو ما يجبرها على اللجوء إلى خفض الإنفاق بصورة كبيرة، الأمر الذي يعقد من أوضاع استعادة النشاط الاقتصادي، ومما لا شك فيه أن اضطرار الولايات المتحدة إلى اتباع سياسات تقشفية سيغرق الولايات المتحدة مرة أخرى في الكساد ويصبح التراجع المزدوج أمرا مؤكدا مع تراجع معدلات النمو وارتفاع معدلات البطالة، وهناك حاليا خلاف واضح بين الجمهوريين والديمقراطيين حول سياسات التقشف، فالجمهوريون يرغبون في تخفيض الإنفاق العام، بينما يقترح أوباما تجميد الإنفاق الأساسي للولايات المتحدة (مثل الرعاية الصحية والدفاع)، بينما يزيد الإنفاق الحكومي على الاستثمار في التعليم والابتكار وعلى البنية التحتية لكي يحافظ على تنافسية الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، فإنه من الصحيح أن الولايات المتحدة تملك القدرة على زيادة إيراداتها والحد من نفقاتها وذلك لتثبيت نسبة دينها العام إلى الناتج المحلي الإجمالي على الأقل، ولكن المشكلة هي أن الوقت الحالي غير مناسب إطلاقا للقيام بذلك، وطالما استمرت الضغوط الحالية التي تواجهها الولايات المتحدة ستستمر الضغوط المالية التي تعانيها أيضا.
ثانيا: مما لا شك فيه أن توقف الولايات المتحدة عن خدمة ديونها سيتسبب في شيوع حالة ذعر عظيمة في الأسواق العالمية، وهو ما يمكن أن يحدث صدمة هائلة في أسواق الأصول ليس فقط في أمريكا، ولكن في أسواق العالم أجمع، بصفة خاصة في أسواق الأسهم حيث من المتوقع أن تتأثر أسعار الأسهم بصورة كبيرة، وهو ما يمكن أن يحدث فوضى عارمة في الأسواق العالمية، ولا يمكن توقع الآثار التي يمكن أن تترتب على ذلك، ولا شك أن أسوأها هو أنه من الممكن أن يتسبب ذلك في نشوب أزمة مالية عالمية أخرى، مثلما يتوقع المراقبون وهو ما قد ذلك بالاقتصاد العالمي نحو الانهيار على نحو سريع، آخذا في الاعتبار الظروف الحالية التي يمر بها.
ثالثا: من المؤكد أن مؤسسات التصنيف الائتماني ستقوم بتخفيض تصنيف الدين الأمريكي وهو ما يمكن أن يحول السندات الأمريكية إلى سندات غير مرغوب فيها عالميا Junk Bonds في تصنيفها العام إذا توقفت الولايات المتحدة عن خدمة الدين في آب (أغسطس) المقبل، الأمر الذي سيدفع المستثمرين في الدين الأمريكي إلى طلب معدلات عائد أعلى، وعليه ستضطر الولايات المتحدة إلى دفع تكلفة أكبر لديونها، إلى أن تستعيد تصنيفها الائتماني الحالي مرة أخرى، ومع كل زيادة في العائد المطلوب على السندات الأمريكية سترتفع نسبة خدمة الدين إلى إجمالي الإنفاق العام الأمريكي، ومن ثم يثقل العبء على كاهل دافع الضرائب، وبالنظر إلى الحجم الهائل للدين الحالي فإن مدفوعات الفائدة الناجمة عن ارتفاع تكلفة خدمة الديون ستربك المالية الأمريكية وتجعل من الصعب على الولايات المتحدة استعادة تصنيفها الائتماني في وقت قصير. أكثر من ذلك فإن ارتفاع مدفوعات الفائدة على الدين يؤثر سلبا في معدلات النمو الاقتصادي.
رابعا: سيؤدي توقف الولايات المتحدة عن خدمة ديونها إلى إلقاء ضغوط إضافية على الدولار المنخفض أصلا، وفي ظل السياسات الحالية حيث لا يوجد أمل في تحسن وضع الدين العام الأمريكي في المستقبل المنظور، فإن الأخير سيظل مصدرا كامنا للضغط على الوضع العالمي للدولار، وستتراجع قيمة الدولار بصورة كبيرة أمام العملات المختلفة الأمر الذي يمكن أن يزيد من الضغوط الحالية التي يواجهها الدولار، حيث قد يدفع العالم إلى العمل على التخلص من الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية.
خامسا: سيلحق بالمستثمرين خسارة كبيرة نتيجة لتراجع قيمة الدولار، خصوصا بالنسبة للمستثمرين الذين تقترب سنداتهم من الاستحقاق، فقد قاموا بإقراض الولايات المتحدة بدولار قوي نسبيا، بينما يستردون هذا الدين بدولار ضعيف نسبيا، ولا شك أن ذلك سوف يؤثر في المستثمرين الرئيسيين في الدين الأمريكي مثل الصين باعتبارها أكبر مقرض خارجي للولايات المتحدة، ويهمها بالتالي آثار مثل هذا القرار على قيمة الدولار وعلى قيمة استثماراتها في الدين الأمريكي. مما لا شك فيه أن الصين ستحاول أن تمنع الولايات المتحدة من اتخاذ مثل هذه الخطوة، وقد حذرت الصين الولايات المتحدة بأنها تلعب بالنار إذا أقدمت على اللجوء إلى التوقف عن خدمة ديونها، ولكن هل تأخذ الولايات المتحدة مثل هذه التحذيرات على محمل الجد؟ ربما الإجابة هي لا، صحيح أن دائني الولايات المتحدة الرئيسيين وهم الصين واليابان والمملكة المتحدة سوف يحاولون إحداث نوع من التنويع بعيدا عن الدين الأمريكي إلا أنه قد لا يتاح أمام هذه الدول خيار آخر حاليا لاستثمار احتياطياتها الدولارية الضخمة، سوى الاستثمار في الدين الأمريكي، باعتبار أنه على الرغم من كل ما يحدث ما زال الملاذ الآمن لهذه الاستثمارات الضخمة.
سادسا: مع ميل معدلات العائد على الدين الأمريكي نحو التزايد فإن تكلفة خدمة الدين سترتفع على الميزانية الأمريكية وهو ما يؤدي بالولايات المتحدة إلى الدخول في الحلقة الخبيثة Vicious Circle للدين العام، ويقصد بالحلقة الخبيثة للدين العام أن ارتفاع حجم الدين العام الأمريكي في ظل الأسعار المرتفعة للفائدة يؤدي إلى زيادة تكلفة خدمة الدين العام وزيادة مستويات الإنفاق العام، هو ما يرفع من قيمة العجز في الميزانية العامة، وبالتالي زيادة الحاجة نحو الاقتراض، فارتفاع تكلفة خدمة الدين العام وزيادة مستويات الإنفاق العام والعجز والدين وهكذا سيدخل الاقتصاد الأمريكي في دوامة الديون، ما لم تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة على نمو الدين العام ولجم الحاجة نحو الاقتراض من الجمهور (بمن فيهم الأجانب).
من المؤكد أن الولايات المتحدة والعالم يمكنهما تجنب كل هذه المخاطر من خلال استمرار الولايات المتحدة في الالتزام بخدمة الديون، وليس لدي أدنى شك في أنه سيتم التوصل إلى صيغة توافقية بين الإدارة الأمريكية والكونجرس حول سقف الدين، على الرغم من أن ذلك لن يحل المشكلة الهيكلية التي تواجهها الولايات المتحدة، وربما يكون الجمهوريون على حق في التأكيد على أهمية التعامل مع المشكلة الحقيقية للدين الأمريكي. فرفع سقف الدين لن يحل المشكلة، وإنما يزيدها تعقيدا، حيث ستشعر الحكومة الأمريكية بسهولة إمكانية اقتراضها من الخارج في ظل حقيقتين مهمتين؛ الأولى هي أن هناك طابورا طويلا من المستثمرين الدوليين المستعدين لشراء السندات الأمريكية، والحقيقة الثانية أن هؤلاء المستثمرين يقبلون إقراض الولايات المتحدة بمعدلات فائدة منخفضة جدا حاليا، ويؤدي انخفاض معدلات الفائدة إلى التقليل من تكلفة الدين على الولايات المتحدة وهو ما يشجع الولايات المتحدة على إصدار المزيد من تلك الديون. قضية رفع سقف الدين ليست إذن هي لب الموضوع، وإنما تكمن المشكلة الأساسية في لجوء الولايات المتحدة لرفع السقف بين حين وآخر ولمستويات أصبحت مرتفعة جدا حاليا، وبالتالي أصبح من المهم الآن بالنسبة للولايات المتحدة ضرورة البحث عن سبل تخفيض معدل نمو الدين العام ونسبته إلى الناتج المحلي الأمريكي، حتى لا يهدد ذلك قدرة الولايات المتحدة على خدمة ديونها على المدى الطويل


الرد على: واشنطن: البحث في «حل موقت» لرفع سقف الدين وتفادي عدم السداد - بسام الخوري - 07-28-2011

اضطراب في بورصة نيويورك بسبب تعثر مفاوضات أزمة الديون الأمريكية
آخر تحديث: الخميس، 28 يوليو/ تموز، 2011، 00:29 GMT

* Facebook
* Twitter
* ارسل لصديق
* اطبع نسخة سهلة القراءة

قلق متزايد بسبب فشل المفاوضات في حل أزمة الديون الأمريكية حتى الآن

اضطربت أسعار الأسهم في بورصة نيويورك لأسباب منها القلق المتزايد بشأن ما اذا كان السياسيون الأمريكيون يمكنهم التوصل إلى حل لأزمة الديون الأمريكية الحالية.

فقد هبط مؤشر داو جونز للشركات الصناعية بنسبة1.6 في المائة وذلك للجلسة الرابعة على التوالي.

كان الديمقراطيون والجهموريون قد طرحوا خططا متعارضة لرفع حد الاقتراض الوطني الأمريكي. ومالم يتم الاتفاق مع انتهاء المهلة النهائية في الثاني من أغسطس/ آب المقبل، فإن الولايات المتحدة ستواجه مشكلة تعثر الوفاء بالتزاماتها بشأن المديونية.

وتشير التوقعات إلى إنه لو حدث ذلك فإن آثاره على الاقتصاد العالمي ستكون كارثية.

من ناحيته، أكد البيت الابيض الاربعاء ان ايجاد تسوية في الكونغرس لا تزال "ضرورية وممكنة" لرفع سقف الدين العام ومكافحة العجز في الميزانية.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني الأربعاء "لا نزال نعتقد بقوة ان ايجاد تسوية امر ممكن وضروري" على رغم الغياب الظاهر للتقدم في المفاوضات بين اعضاء الكونغرس المنقسم بين حلفاء ديموقراطيين وخصوم جمهوريين للرئيس باراك اوباما.

واضاف كارني:"على الكونغرس التصرف. لقد خضنا بزخم مفاوضات ومحادثات وناقشنا اقتراحات واقتراحات مضادة مع الكونغرس على مستويات عدة".

وأعلن 53 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي إنهم لن يصوتوا لصالح خطة رئيس مجلس النواب جون بونير لحل أزمة الميزانية.

وفي رسالة وقعوها الأربعاء أكد الأعضاء، وبينهم51 ديمقراطيا وعضوان مستقلان عادة ما يصوتان معهم، رفضهم للخطة التي من المتوقع أن يجرى التصويت عليها في مجلس النواب الأمريكي الخميس.

وتقضي الخطة بخفض الإنفاق بمقدار 917مليار دولار في خلال 10 سنوات مع زيادة سقف الدين بما يصل إلى 900 مليار دولار.