حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
خطيئة وتضحية وكفارة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+---- المنتدى: للقراءة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=11)
+---- الموضوع: خطيئة وتضحية وكفارة (/showthread.php?tid=45095)



خطيئة وتضحية وكفارة - فخر الصادق - 09-14-2011

المقالة 89 من الكشف الخامس لكوكب الأرض.
للمزيد:
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=43052

خطيئة, وتضحية, وكفارة

اعتبر الإنسان البدائي ذاته ككائن مديون للأرواح, كواقف في حاجة لفداء. كما تطلع الهمجيون عليها, في عدل, كانت الأرواح يمكنها افتقاد حظ سيئ أكثر بكثير عليهم. بمرور الزمن, نشأ هذا المفهوم نحو مذهب الخطيئة والخلاص. كان يُتطلع على النفـْس كآتية نحو العالَم تحت غرامة ـ خطيئة أساسية. يجب افتداء النفـْس؛ يجب تزويد ضحية فدية. بالإضافة إلى ممارسته طقس عبادة الجمجمة, كان صياد الرؤوس قادراً لتزويد بديل من أجل حياته الخاصة, إنسان فدية.
كان الهمجي مُمتلكاً باكراً بالفكرة العامة بأن الأرواح تشتق رضاءً سامياً من النظر إلى التعاسة والمكابدة والمذلة الإنسانية. عند الأول, كان الإنسان مهتماً فقط بخطايا اقتراف, لكن فيما بعد صار يمارس فوق خطايا إغفال. ونمى كل نظام التضحية اللاحق حول هاتين الفكرتين. كانت هذه الشعيرة الجديدة لديها علاقة بمراعاة الاحتفالات المسترضية لتضحية. اعتقد الإنسان البدائي بأن شيئاً ما خاص يجب أن يُفعل لكسب حظوة الآلهة؛ فقط مدنيات متقدمة تعترف بالله مُحسن ومتساوي الطبع على الدوام. كان الاسترضاء ضمانة ضد حظ سيئ مباشر بدل من استثمار في هناء مستقبلي. واندمجت شعائر التحاشي, والرقية, والإجبار, والاسترضاء كلها الواحدة نحو الأخرى.

1. المُحَّرَم

كانت المراعاة لمُحَّرَم مسعى الإنسان للتملص من حظ سيئ, للحفاظ من الإساءة إلى أشباح الروح بتحاشي شيء ما. كانت المُحَّرَمات عند الأول غير دينية, لكنها حصلت باكراً على مصادقة شبح أو روح, وعندما عُززت بهذا, أصبحت صانعة قانون وبناءة مؤسسة. المُحَّرَم هو مصدر المقاييس الاحتفالية والسلف لتحكم ذاتي بدائي. لقد كان أبكر شكل من التعديل الاجتماعي والوحيد فقط لوقت طويل؛ إنه لا يزال وحدة قاعدية لبناء تعديلي اجتماعي.
الاحترام الذي تطلبته تلك الممنوعات في عقل الهمجي ساوت بالدقة خوفه من القدرات المُفترضة لتعززها. قامت المُحَّرَمات أولاً بسبب خبرة صدفة مع حظ سيئ؛ فيما بعد اُقترحت برؤساء وشامانيين ـ بأناس فتِش كان يُفـَّكر ليكونوا موجهين بشبح روح, حتى بإله. كان الخوف من عقاب الروح عظيماً جداً في عقل البدائي بحيث مات أحياناً من الرعب عندما خالف مُحَّرَم, وهذا الحادث الهام الدراماتيكي يقوي بضخامة قبضة المُحَّرَم على عقول الباقين.
بين أبكر الممنوعات كانت المقيدات على ادعاء الامتلاك لنساء ومُلكية أخرى. عندما بدأ
الدِين ليلعب دوراً أكبر في تطور المُحَّرَم, كان الغرض الواقع تحت المنع يُعتبَر كنجس, لاحقاً كغير مُقدس. سجلات العبرانيين مملوءة بذكر أشياء نظيفة وغير نظيفة, مقدسة وغير مقدسة, لكن معتقداتهم على طول تلك الخطوط كانت أقل ببُعد عرقلة وامتداداً من تلك لشعوب أخرى كثيرة.
الوصايا السبعة لدالاماشيا وعدن, وكذلك التوصيات العشرة للعبرانيين, كانت كلها مُحَّرَمات مُحددة, عُّبرت في ذات الشكل السلبي كما كانت مُعظم الممنوعات القديمة. لكن تلك الشرائع الأجّد كانت بالحقيقة مُحررة بأنها أخذت مكان ألوف من المُحَّرَمات الموجودة سابقاً. وأكثر من هذا, وعدت تلك الوصايا فيما بعد بالتحديد بشيء ما في مقابل الإذعان.
تأصلت مُحَّرَمات الطعام المبكرة في الفتِشية والطوطمية. كان الخنزير مقدساً لدى الفينيقيين, والبقرة إلى الهندوس. خُلد المُحَّرَم المصري على لحم الخنزير فيما بعد بالإيمانات العبرانية والإسلامية. كان تنوع لمُحَّرَم طعام الاعتقاد بأن امرأة حُبلى يمكنها التفكير جداً حول طعام معين بحيث الولد, عندما يولد, سيكون صدى ذلك الطعام. ستكون تلك المأكولات مُحَّرَمة على الولد.
أصبحت أساليب للأكل مُحَّرَمة قريباً, وهكذا تأصل الذوق الاجتماعي القديم والحديث على الطاولة. أنظمة الطبقات والمستويات الاجتماعية هي بقايا أثرية لممنوعات قديمة. كانت المُحَّرَمات ذات فعالية عالية في تنظيم مجتمع, لكنها كانت عبئاً ثقيلاً بفظاعة؛ لم يحافظ نظام المنع السلبي على تعديلات مفيدة وبناءة فقط بل كذلك على مُحَّرَمات مهجورة, ورَثة, وغير نافعة.
سوف لا يوجد, على كل حال, مجتمع متمدن ليجلس في انتقاد على إنسان بدائي باستثناء من أجل تلك المُحَّرَمات النائية والمتنوعة, ولم يكن المُحَّرَم ليدوم أبداً لو لم يكن للمصادقات الداعمة من دِين بدائي. الكثير من العوامل اللازمة في تطور الإنسان كانت باهظة الثمن, قد كلفت كنز شاسع في جهد وتضحية, وإنكار ذات, لكن تلك الإنجازات لتحكم ذاتي كانت الدرجات الحقيقية التي تسلق عليها الإنسان السلم الصاعد للمدنية.

2. مفهوم الخطيئة

الخوف من صدفة والرهبة من حظ سيئ قادا حرفياً الإنسان نحو الاختراع لدِين بدائي كضمانة مُفترضة ضد تلك الكوارث. من سحر وأشباح, تطور الدِين من خلال أرواح وفتِشات إلى مُحَّرَمات, كل قبيلة بدائية لديها شجرتها من الفاكهة الممنوعة, حرفياً التفاحة لكن مجازياً تتألف من ألوف الأغصان المتعلقة بثقل بكل أنواع المُحَّرَمات. ودائماً قالت الشجرة المُحَّرَمة, "أنت سوف لن".
عندما تطور العقل الهمجي إلى تلك النقطة حيث تصَّور كِلا أرواح صالحة وأرواح سيئة, وعندما استلم المُحَّرَم المصادقة الحازمة لدِين يتطور, كان المسرح موضوعاً من أجل ظهور مفهوم جديد للخطيئة. كانت الفكرة عن الخطيئة مؤسسة بشمول في العالَم قبل ما يجعل دِين الكشف دخوله أبداً. لقد كان فقط بمفهوم الخطيئة حيث أصبح الموت الطبيعي منطقياً إلى العقل البدائي. كانت الخطيئة الانتهاك لمُحَّرَم, وكان الموت القصاص لخطيئة.
كانت الخطيئة شعيرة, ليست معقولة؛ تصرف, ليست فكر, وتربى كامل هذا المفهوم بالتقاليد المتوانية لديلمون وأيام الفردوس الصغير على الأرض. كذلك أعارت التقاليد عن آدم وجنينة عدن عضداً إلى حُلم "العصر الذهبي" في أحد الأوقات عند فجر الأجناس. وكل هذا ثبَت الأفكار فيما بعد المعَّبرة في الاعتقاد بأن الإنسان كان لديه أصله في خلق خاص, بأنه بدأ مهمته في كمال, وبأن انتهاك المُحَّرَمات ـ خطيئة ـ أحضرته نزولاً إلى حالته المؤسفة فيما بعد.

أصبحت المخالفة المعتادة للمُحَّرَم رذيلة؛ القانون البدائي جعل الرذيلة جريمة؛ الدِين جعلها خطيئة. بين القبائل المبكرة كانت المخالفة لمُحَّرَم جريمة وخطيئة مزدوجتين. كانت الكارثة الجماعية تُعتبَر دائماً كقصاص لخطيئة قبائلية. إلى الذين اعتقدوا بأن البحبوحة والبْر سارا معاً, سببت البحبوحة الظاهرة للشرير قلقاً كثيراً للغاية بحيث كان ضرورياً لاختراع جحيمات من أجل قصاص مخالِفي المُحَّرَم؛ تغيرت أعداد تلك الأمكنة لقصاص مستقبلي من واحد إلى خمسة.
ظهرت فكرة الاعتراف والغفران باكراً في الدِين البدائي. قد يسأل أناس غفران عند اجتماع عام من أجل خطايا قصدوا ليقترفوها في الأسبوع التالي. كان الاعتراف محض شعيرة غفران, كذلك تنبيه العامة عن تدنيس, شعيرة الصراخ "نجس, نجس"! عند ذاك تبعت كل المشاريع الشعائرية للتطهير. كل الشعوب القديمة مارست تلك الرسميات التي كانت بدون معنى. على ما يبدو عادات صحية كثيرة للقبائل المبكرة كانت على الأغلب احتفالية.

3. إقلاع وتواضع

أتى الإقلاع كالخطوة التالية في التطور الديني؛ كان الصيام ممارسة عامة. قريباً أصبحت العادة لترك أشكال كثيرة من المسرة الجسمانية, خاصة ذات الطبيعة الجنسية. كانت شعيرة الصيام متأصلة جذورها بعمق في أديان قديمة كثيرة, وسُّلِمت عملياً إلى كل الأنظمة اللاهوتية الحديثة من التفكير.
بالضبط حوالي الوقت عندما كان الإنسان البربري يبرأ من الممارسة المبذرة لإحراق ودفن المُلكية مع الموتى, بالضبط عندما كانت البنية الاقتصادية للشعوب تبدأ لتأخذ هيئة, ظهر هذا المذهب الديني الجديد عن الإقلاع, وبدأت عشرات الألوف من النفوس الجَدّية لتراود الفقر, كانت المُلكية تـُعتبَر كعائق روحي. كانت تلك الأفكار عن الأخطار الروحية من الملكية المادية تـُستضاف بانتشار واسع في أزمنة فيلو وبولس, وأثـَّرت بوضوح على الفلسفة الأوروبية منذ ذاك.
كان الفقر جزء فقط من الشعيرة بالضبط لقمع شهوات الجسد التي, صارت مدموجة لسوء الحظ نحو كتابات وتعاليم أديان كثيرة, خاصة المسيحية. التوبة هي الشكل السلبي لهذه الشعيرة الحمقاء في غالب الأحيان عن الإقلاع. لكن كل هذا علـَّم الهمجي التحكم بالذات, وذلك كان تقدماً يستوجب الاهتمام في التطور الاجتماعي. كان إنكار الذات والتحكم بالذات اثنين من أعظم المكاسب الاجتماعية من الدِين التطوري الباكر. التحكم بالذات أعطى الإنسان فلسفة جديدة عن الحياة؛ علـَّمته فن تحسين كـُسر الحياة بتخفيض القاسم لمتطلبات شخصية بدلاً من المحاولة دائماً لزيادة البسط لمتعة أنانية.
ضمت تلك الأفكار القديمة عن تأديب ذاتي ضرب بالسياط وكل أنواع التعذيب الجسماني. كان كهنة طقس الأم نشيطين خاصة في تعليم فضيلة المكابدة الجسمانية, واضعين المثل بإخضاع ذاتهم للخصي. كان العبرانيون, والهندوس, والبوذيون متعبدين جَدّيين لهذا المذهب عن تواضع جسماني.
بحث الناس في تلك الطرق كل خلال الأزمنة القديمة من أجل تسليفات زائدة على دفاتر الحسابات الجارية من إنكار الذات لآلهتهم. لقد كان مرة عادياً, عندما تحت إجهاد عاطفي ما, لجعل نذور من إنكار الذات وتعذيب الذات. في وقت تقلدت تلك النذور شكل اتفاقيات مع الآلهة, وفي ذلك المغزى, مثـَّلت تقدماً تطورياً صحيحاً حيث إن الآلهة كانوا مفترض ليفعلوا شيئاً ما مُحدد في المقابل من أجل تعذيب ذاتي وقمع شهوات الجسد. كانت النذور كِلا سلبية وإيجابية. أفضل ما تـُلاحَظ تعهدات من هذه الطبيعة المؤذية والمتطرفة اليوم بين جماعات معينة في الهند.

لقد كان طبيعياً فقط بأن طقس الإقلاع والتواضع يجب أن يدفع انتباه إلى المتعة الجنسية. تأصل طقس العفة كشعيرة بين الجنود سابق إلى اشتباكهم في معركة؛ لقد أصبح في أيام فيما بعد ممارسة "القديسين". تساهل هذا الطقس مع الزواج كشَر أقل من الزنى. تأثر الكثير من أديان العالَم العظيمة عكسياً بهذا الطقس القديم, لكن لا أحد منها ملحوظ أكثر من المسيحية. كان الرسول بولس متعبداً من هذا الطقس, وانعكست آرائه الشخصية في التعاليم التي مكَّنها على اللاهوت المسيحي: "إنه جيد للرجل ألا يلمس امرأة." "أود بأن كل الرجال يكونوا حتى كما أنا ذاتي." "أقول, إذَاً, إلى غير المتزوجات والأرامل, إنه حسن لهن للبقاء حتى كما أنا." عرف بولس جيداً بأن تلك التعاليم لم تكن جزءً من إنجيل يسوع, وإقراره لهذا مُصَّور ببيانه, "أنا لا أتكلم هذا بإذن ولا بوصية". لكن هذا الطقس قاد بولس ليتطلع نزولاً على النساء. والحسرة من كل هذا أن آرائه الشخصية قد أثـَّرت طويلاً على تعاليم دِين عالمي عظيم. إذا نصيحة المعلم-صانع الخيام كانت لتؤخذ حرفياً وتـُطاع بشمول, عندئذٍ سيأتي الجنس الإنساني إلى نهاية فجائية وغير مجيدة. إضافياً, تدخـُل الدِين مع طقس العفة القديم يؤدي مباشرة إلى حرب ضد الزواج والبيت, قاعدة المجتمع الصحيحة والمؤسسة القاعدية للتقدم الإنساني. وليس عجباً بأن تلك المعتقدات رَعَت تشكيل كهنوت عُزاب في الأديان الكثيرة لشعوب متنوعة.

يوم ما سيتعلم الإنسان كيف ليتمتع بحرية بدون رخصة, وتغذية بدون شراهة, ومسرة بدون فجور. التحكم بالذات سياسة إنسانية لتعديل السلوك أفضل من إنكار على الذات متطرف. ويسوع لم يُعَّلم أبداً تلك الآراء الغير معقولة لأتباعه.

4. أُسس التضحية

التضحية كجز من تكريسات دينية, مثل شعائر تعبدية أخرى كثيرة, لم تكن لديها أصل واحد وبسيط. المَيل للانحناء نزولاً أمام قدرة وانبطاح ذات المرء في هيام متعبد في حضور الغامض أُنذر به في تذلل الكلب أمام سيده. ما كان سوى خطوة واحدة من دافع العبادة إلى عمل التضحية. قاسَ الإنسان البدائي قيمة تضحيته بالألم الذي كابده. عندما التصقت فكرة التضحية أولاً إلى رسميات دينية, لا تقادِم كانت يُتأمل فيها لم تكن منتجة لألم. كانت التضحيات الأولى تصرفات مثل نتف الشَعر, وقطع لحم الجسد, وبتر, وتكسير أسنان, وقطع أصابع. بتقدم المدنية, رُفعت تلك المفاهيم الخام من التضحية إلى مستوى شعائر إنكار ذات, وزهد, وصيام, وحرمان, والمذهب المسيحي فيما بعد عن تطهير من خلال حزن, وعذاب, وكبح شهوات الجسد.
باكراً في تطور الدِين هناك وُجد مفهومان عن التضحية: فكرة تضحية الهدية, التي دلـَّت على موقف إعطاء الشُكر, وتضحية الدَين, التي ضمت فكرة الفداء. فيما بعد هناك نشأت الفكرة العامة للاستبدال.
لا يزال أدرك الإنسان فيما بعد بأن تضحيته من أي طبيعة قد تعمل كحاملة رسالة إلى الآلهة؛ قد تكون كرائحة حلوة في خياشيم الإله. هذا جلب بخور وملامح ذوقية أخرى لشعائر التضحية التي
نشأت نحو وليمة تضحية, صارت متقنة ومزخرفة بتزايد في وقت.

بتطور الدِين, استبدَلت طقوس التضحية من استرضاء واستعطاف الأساليب الأقدم من تحاشي, وتلطيف خاطر, وتعويذ.
كانت أبكر فكرة عن التضحية تلك لضريبة محايدة تـُجبى بأرواح سالفة؛ فقط فيما بعد نشأت فكرة الكفارة. حينما أفلت الإنسان من فكرة الأصل التطوري للشعب, عندما رشحت تقاليد أيام الأمير الكوكبي وحلول آدم نزولاً خلال الزمن, أضحى مفهوم الخطيئة والخطيئة الأساسية واسع الانتشار, بحيث تطورت التضحية من أجل خطيئة عارضة وشخصية نحو مذهب التضحية من أجل كفارة عن خطيئة عنصرية. كانت كفارة التضحية دثار جهاز ضمانة غطى حتى استياء وغيرة إله غير معروف.
محاط بأرواح حساسة كثيرة جداً وآلهة متمسكة, كان الإنسان البدائي وجهاً لوجه مع كذا حشود من آلهة دائنة بأنه تطلب كل الكهنة والشعيرة, والتضحيات في كل أثناء كامل حياته لتخلصه من ديون روحية. مذهب الخطيئة الأساسية أو الشعور العنصري بالذنب أبدأ كل شخص في ديون جَّدية إلى قدرات الروح.

أُعطيت هدايا ورُشى إلى أناس؛ لكن عندما قُدمت إلى الآلهة, وصفت بكونها مكرسة, جُعلت مقدسة, أو دُعيت تضحيات. كان الإقلاع شكلاً سلبياً من الاستعطاف؛ أصبحت التضحية الشكل الإيجابي. شمل عمل الاستعطاف حمد, وتمجيد, وإطراء, حتى تسلية. وإنها بقايا تلك الممارسات الإيجابية من طقس الاستعطاف القديم التي ألـَّفت الأشكال الحديثة لعبادة إلهية. أشكال اليوم الحاضر من العبادة هي ببساطة شعائرية تلك الأساليب الفنية للتضحية القديمة ذات الاستعطاف الإيجابي.

عَنت تضحية الحيوانات أكثر بكثير إلى إنسان بدائي مما تعنيه إلى شعوب حديثة. اعتبر أولئك البرابرة الحيوانات كأقربائهم القريبين والفعليين. بمرور الوقت أصبح الإنسان مكاراً في تضحيته, متوقف عن تقديم حيوانات عمله. عند الأول هو ضحى الأفضل من كل شيء, بما فيها حيواناته الداجنة.
لم تكن مباهاة فارغة جعلها حاكم مصري معين عندما أعلن بأنه ضحى: 113433 عبد, و493386 رأساً من البقر, و88 قارب, و2756 صورة مذهبة, و 331702 جرة من عسل وزيت, و 228380 جرة من النبيذ, و680714 أوزة, و 428‘744‘6 رغيف خبز, و 352‘740‘5 كيس نقود. ومن أجل أن يفعل هذا يجب أن حاجاته وضعت ضريبة مؤلمة على رعاياه الكادحين.
في النتيجة قادت محض الضرورة أولئك الشبه همجيين ليأكلوا الجزء المادي من تضحياتهم, حيث إن الآلهة قد تمتعوا بالنفـْس من ذلك. ووجدت هذه العادة تبريراً تحت الزعم لوجبة الغذاء المقدسة القديمة, خدمة تقديم العشاء الرباني حسب الاستعمال الحديث.

5. تضحيات وأكل لحوم بشرية

الأفكار الحديثة عن أكل اللحوم البشرية الباكر خاطئة كلياً؛ لقد كانت جزءً من الأعراف لمجتمع باكر. بينما أكل لحوم البشر مخيف تقليدياً إلى مدنية حديثة, لقد كان جزءً من البنية الاجتماعية والدينية لمجتمع بدائي. أملت مصالح جماعية ممارسة أكل لحوم بشرية. إنها نمَت من خلال حث الضرورة واستمرت بسبب العبودية لخرافة وجهل. لقد كانت عادة اجتماعية, واقتصادية, ودينية, وعسكرية.

كان الإنسان الباكر آكل لحوم بشر؛ هو تمتع باللحم الإنساني, ولذلك قدمه كهدية طعام للأرواح وإلى آلهته البدائيين. حيث إن أرواح الشبح كانت صرفاً أناس مكيفين, وحيث إن الطعام كان أعظم حاجة للإنسان, عندئذٍ يجب بالمماثلة أن يكون الطعام أعظم حاجة للأرواح.
كان أكل لحوم البشر مرة على وشك شامل بين الشعوب المتطورة. كانوا السانغيكيون كلهم آكلي لحوم بشرية, لكن لم يكن الأندونيون أساساً, ولا كان النوديون والآدميون, ولا كان الأندَيط إلا حتى بعد ما أصبحوا ممزوجين بخشونة مع الأجناس التطورية.
تذَوّق اللحم الإنساني ينمو. كائن قد بدأ خلال مجاعة, أو صداقة, أو ثأر, أو شعيرة دينية, استمر الأكل لجسد إنساني إلى أكل لحوم بشر معتاد. قام أكل الإنسان من خلال ندرة الطعام, ولو إن هذا قلما كان السبب المشترك. مع ذلك, قلما كان الأسكيمو والأندونيون المبكرون, آكلي لحوم بشر باستثناء في أزمنة المجاعة. كان الناس الحُمر, خاصة في أميركا الوسطى, آكلي لحوم بشرية. لقد كانت مرة ممارسة عامة لأمهات بدائيات لقتل وأكل أولادهن من أجل تجديد القوة التي خـُسرت في أثناء حمل الولد. وفي كوينسلاند لا يزال الولد الأول تكراراً لهذا يُقتل ويُلتهَم. في أزمنة حديثة قد لُجئ إلى أكل لحوم البشر عن قصد بقبائل أفريقية كثيرة كإجراء حربي, نوع من الإرعاب يُخيفون به جيرانهم.
حصل بعض من آكلي لحوم البشر من الانحطاط لمرة سلالات فائقة, لكنه كان غالباً منتشر بين الأجناس التطورية. أتى أكل الإنسان عند وقت عندما قاسى الناس عواطف قاسية ومُرة بما يخص أعدائهم. أصبح أكل جسد إنساني جزءً من احتفال حازم بالثأر؛ لقد كان يُعتقد بأن شبح العدو يمكنه, في هذه الطريقة, أن يُدمَر أو ينصهر مع ذلك للآكل. لقد كان مرة اعتقاد واسع الانتشار بأن السحرة أحرزوا قدراتهم بأكل جسد إنساني.
جماعات معينة من آكلي الإنسان قد يستهلكون فقط أعضاء من قبيلتهم الخاصة, كان انتحال روحي متوالد مُفترض ليحرك التماسك القبائلي. لكنهم كذلك أكلوا أعدائهم من أجل ثأر مع فكرة تملك قوتهم. لقد كان يُعتبَر شرف إلى نفـْس صديق أو رجل قبيلة زميل إذا أُكل جسده, بينما لم يكن أكثر من قصاص عادل إلى عدو بهذا لالتهامه. لم يجعل عقل الهمجي ادعاءات لكونه ثابت.
قد يطلب الآباء المسنون بين بعض القبائل ليؤكلوا بأولادهم؛ لقد كانت العادة بين آخرين للامتناع عن أكل أقارب قريبين؛ كانت أجسادهم تـُباع أو تـُبدل بتلك لغرباء. كانت هناك تجارة معتبرة في نساء وأولاد سُّمنوا من أجل الذبح. عندما مرض أو حرب فشل للتحكم بعدد السكان, كانت الزيادة تؤكل بدون رسميات.

اختفى أكل لحوم البشر تدريجياً بسبب التأثيرات التالية:

1. لقد صار أحياناً حفلة مُشترَكة, الافتراض لمسؤولية جماعية من أجل فرض قصاص الموت
على رجل قبيلة زميل. توقف الشعور بذنب الدم ليكون جريمة عندما يُشترك فيه بالكل, بكل المجتمع. الأخيرين من أكلي لحوم البشر في أسيا كان هذا الأكل لمجرمين أُعدموا.
2. لقد أصبح باكراً جداً شعيرة دينية, لكن نمو خوف الشبح لم يعمل دائماً لتقليل أكل الإنسان.
3. في النتيجة تقدم إلى النقطة حيث كانت تؤكل فقط أجزاء أو أعضاء معينة من الجسم.
تلك الأجزاء المُفترض لتحتوي على النفـْس أو أجزاء للروح. أصبح شرب الدم عامياً,
ولقد كانت عادة لمزج أجزاء الجسم التي "تؤكل" مع أدوية.
4. لقد أصبح محدوداً إلى الرجال؛ كانت النساء ممنوعات ليأكلن جسد إنساني.
5. لقد كان تالياً محدود إلى الرؤساء, والكهنة, والشامانيين.
6. بعدئذً أصبح مُحَّرَماً بين القبائل الأعلى. تأصل المُحَّرَم على أكل الإنسان في دالاماشيا وانتشر
ببطء حول العالَم. شجع النوديون إحراق الموتى كوسيلة لمحاربة أكل لحوم البشر حيث إنه كانت مرة ممارسة عامة للحفر من أجل أجسام مدفونة وأكلها.
7. رنت التضحية الإنسانية جرس الموت لأكل لحوم البشر. أصبح الجسد الإنساني الطعام لناس
فائقين, الرؤساء, في النتيجة كان محفوظاً من أجل لا يزال أرواح فائقة أكثر؛ ولهذا وضع بفعالية التقديم لتضحيات إنسانية إيقاف لأكل لحوم البشر, ما عدا بين أسفل القبائل. عندما كانت تضحية إنسانية تؤسس كلياً, صار أكل الإنسان مُحَّرَماً؛ كان الجسد الإنساني طعاماً فقط من أجل الآلهة؛ الإنسان يمكنه أكل لقمة احتفالية صغيرة فقط, قربان مقدس.
أخيراً أتت بديلات حيوانية نحو الاستعمال العام من أجل أهداف التضحية, وحتى بين أكثر القبائل رجعية, قلل أكل الكلب بكثرة أكل الإنسان. كان الكلب أول حيوان دُجّن وكان يُعتبَر في اعتبار عالٍ كِلا كتضحية وكطعام.

6. تطور التضحية الإنسانية

كانت التضحية الإنسانية النتيجة الغير مباشرة لأكل لحوم البشر كذلك للشفاء منها. تزويد مرافقات روح إلى عالَم الروح أدى كذلك إلى تقليل أكل الإنسان كما لم تكن العادة أبداً لأكل تلك التضحيات الميتة. ولا شعب كان حراً كلياً من ممارسة التضحية الإنسانية في شكل ما عند وقت ما, حتى ولو أن الأندونيين, والنوديين, والآدميين كانوا الأقل إدماناً إلى أكل لحوم بشرية.
كانت التضحيات الإنسانية شاملة فعلياً, تشبثت في العادات الدينية للصينيين, والهندوس, والمصريين, والعبرانيين, وشعوب بلاد ما بين النهرين, والإغريق, والرومان, وشعوب أخرى كثيرة, حتى إلى أزمنة حديثة بين قبائل أفريقية وأسترالية رجعية. كان الهنود الأميركيون المتأخرين لديهم مدنية تنبثق من أكل لحوم البشر, ولذلك منغمسة في التضحية الإنسانية, خاصة في أميركا الوسطى والجنوبية. كان الكلدانيون بين الأولين ليتخلوا عن التضحيات الإنسانية من أجل مناسبات اعتيادية, مستبدلين من أجل ذلك حيوانات. منذ حوالي ألفي سنة قدَّم إمبراطور ياباني رقيق القلب صوراً خزفية لتأخذ مكان التضحيات الإنسانية, لكن كان منذ أقل من ألف سنة عندما انقرضت تلك التضحيات في شمالي أوروبا. بين قبائل رجعية معينة, لا تزال التضحية الإنسانية يقام بها بمتطوعين, نوع من انتحار ديني أو شعائري. أمر شامان مرة تضحية رجل شيخ مُحترم جداً من قبيلة معينة. ثار الشعب؛ رفضوا الإذعان. عند ذاك كان لدى الرجل الشيخ ابنه الخاص يرسله؛ في الحقيقة اعتقد القدماء في هذه العادة.

لا توجد مأساة أكثر حزناً وإثارة للعواطف على السجل, مصورة لمنازعات تمزق القلب بين عادات دينية قديمة ومُشرفة بالزمن والمتطلبات المضادة لمدنية متقدمة, من الرواية العبرانية عن يفتاح وابنته الوحيدة. كما كانت العادة العامة, جعل هذا الرجل الحسن القصد نذراً أحمق, ساوم مع "إله المعارك", موافق ليدفع ثمناً معيناً من أجل انتصاره على أعداءه. وكان هذا الثمن ليضَّحي بممن يأتي أولاً خارج منزله ليلاقيه عندما يرجع إلى بيته. فَكَر يفتاح بأن واحداً من عبيده المستأمنين سيكون بهذا الأول ليحييه, لكن أضحى أن ابنته وولده الوحيدة خرجت لترحب به إلى البيت. وهكذا, وحتى عند ذلك التاريخ المتأخر وبين شعب مُفترض متمدن, بعد شهرين لتندب هذه الفتاة الجميلة حظها, قـُّدمت بالفعل كتضحية إنسانية بوالدها, وبموافقة زملائه رجال القبيلة. وكل هذا فـُعل في وجه أحكام موسى الصارمة ضد تقديم التضحية الإنسانية. لكن رجال ونساء مدمنون لجعل نذور حمقاء وبدون حاجة لها, واعتبر الناس منذ القديم كل تلك التعهدات لتكون مقدسة جداً.

في أزمنة قديمة, عندما كان يُبدأ بناء جديد ذات أهمية, لقد كانت العادة لذبح كائن إنساني "كتضحية أساس". هذا زود روح شبح لمراقبة البناء وحمايته. عندما تهيأ الصينيون لصب جرس, أمرت العادة بالتضحية لعلى الأقل فتاة واحدة من أجل هدف تحسين نغمة الجرس؛ كانت البنت المُختارة تـُلقى حية نحو المعدن الذائب.
لقد كانت الممارسة طويلاً لجماعات كثيرة لقبر عبيد أحياء نحو حيطان هامة. في أزمنة فيما بعد استبدلت القبائل الأوروبية الشمالية تحييط في الظل لعابر سبيل من أجل هذه العادة لقبر أشخاص أحياء في حيطان البناءات الجديدة. دفن الصينيون في الحائط أولئك العمال الذين ماتوا بينما يشيدونه.
ملك زهيد في فلسطين, في بناء حيطان أريحا, "وضع في أسساها أبيرام, ابنه البكر, ووضع في البوابات ابنه الأصغر سيغوب". عند ذلك التاريخ المتأخر, ليس فقط وضع هذا الأب اثنين من أبناءه أحياء في ثقوب أسس بوابات المدينة, لكن عمله كذلك مُسجل ككونه "حسب كلمة الرب". منع موسى تلك التضحيات في الأسس, لكن الإسرائيليين ارتدوا إليها حالاً بعد موته. احتفال القرن العشرين لإيداع حُلى وتذكارات في حجر الزاوية لبناء جديد هو تذكير لتضحيات الأسس البدائية.

لقد كانت طويلاً العادة لشعوب كثيرة لتكريس أول الأثمار للأرواح. وتلك المراعاة, رمزية الآن أكثر أو أقل, كلها بقايا من الاحتفالات المبكرة الشاملة لتضحية إنسانية. كانت فكرة تقديم المولود الأول كتضحية واسعة الانتشار بين القدماء, خاصة بين الفينيقيين, الذين كانوا الأخيرين ليتركوها. لقد كان معتاد ليُقال عند التضحية, "حياة من أجل حياة." الآن أنتم تقولون عند الموت, "من التراب إلى التراب".
مشهد إبراهيم مضطر لتضحية ابنه إسحاق, بينما مريعة إلى متمدنين سريعي التأثير, لم تكن فكرة جديدة أو غريبة للناس في تلك الأيام. لقد كانت طويلاً ممارسة متفشية للآباء, عند وقت إجهاد عاطفي عظيم, لتضحية أبناءهم البكور. لدى شعوب كثيرة تقاليد مماثلة إلى هذه القصة, لأن كان مرة موجوداً اعتقاد متعمق ويعم العالَم بأن ضرورياً لتقديم تضحية إنسانية عندما يحدث أي شيء فوق الاعتيادي أو غير عادي.

7. تكييفات التضحية الإنسانية

حاول موسى لإنهاء التضحيات الإنسانية بتدشين الفدية كبديل. هو أسس جدول أعمال مُنسق تقـَّدر شعبه للتملص من أسوأ نتائج نذورهم الطائشة والحمقاء. أراضي, وملكيات, وأولاد يمكن فدائهم حسب أجور مؤسَسة, يمكن دفعها إلى الكهنة. تلك الجماعات التي توقفت عن تضحية أبكارها ملكت قريباً ميزات عظيمة فوق جيرانها الأقل تقدماً الذين استمروا في تلك التصرفات الفظيعة. الكثير من تلك القبائل الرجعية لم تكن فقط مُضعفة بكثرة بهذه الخسارة للأبناء, بل حتى خلافة القيادة كانت تنقطع غالباً.
كانت النتيجة لتضحية الولد العابرة عادة تلطيخ الدم على قوائم باب المنزل من أجل حماية المولود البكر. هذا كان غالباً يُفعل في علاقة مع أحد الأعياد المقدسة في السنة, وحصل هذا الاحتفال مرة فوق معظم العالًم من المكسيك إلى مصر.
حتى بعد ما توقفت معظم الجماعات عن شعيرة قتل الأولاد, لقد كانت العادة لوضع طفل بعيداً بذاته, في برية أو في قارب صغير على الماء. إذا عاش الولد, لقد كان يُفكر بأن الآلهة قد تدخلوا لحفظه, كما في التقاليد عن سرجون, وموسى, وقورش, وروميلوس. بعدئذٍ أتت ممارسة تكريس الأبناء البكور كمقدسين أو قابلين للتضحية, سامحين لهم لينموا وبعد ذلك نفيهم عوضاً عن الموت؛ هذا كان أصل الاستعمار. التصق الرومان إلى هذه العادة في مشروعهم الاستعماري.

الكثير من الارتباطات الخاصة للتساهل الجنسي مع عبادة بدائية كانت لديها أصلها في علاقة بالتضحية الإنسانية. في أزمنة قديمة, إذا التقت امرأة بصياد رؤوس, يمكنها فداء حياتها باستسلام جنسي. فيما بعد, قد تختار فتاة مُكرسة كتضحية للآلهة لفداء حياتها بتكريس جسمها كل الحياة إلى الخدمة الجنسية المقدسة للمعبد؛ في هذه الطريقة يمكنها كسب مال فدائها. اعتبر القدماء رافعاً جداً لتكون لديهم علاقات جنسية مع امرأة تعاطت بهذا في فداء حياتها. لقد كان احتفال ديني للألفة مع أولئك الفتيات المقدسات, وفي الإضافة, منحت كل هذه الشعيرة عذراً مقبولاً من أجل متعة جنسية اعتيادية. هذه كانت أنواع خبيثة من خداع الذات التي ابتهجت كِلا الفتيات وولفائهن لممارستها على ذاتهن. دائماً انجَّرت الأعراف إلى الوراء في التقدم التطوري لمدنية, بهذا مزودة مصادقة من أجل الممارسات الجنسية الأبكر والأكثر شبه همجية لأجناس تتطور.
في النتيجة انتشر بغاء المعبد في كل أنحاء جنوبي أوروبا وأسيا. كان المال المُكتسب بعاهرات المعبد يُعتبر مقدساً بين كل الشعوب ـ هدية عُليا لتـُقَّدَم للآلهة. أعلى أشكال النساء زحمت الأسواق الجنسية في المعبد وكرسن مكاسبهن لكل أنواع الخدمات المقدسة وأعمال لخير العموم. كثيرات من الأصناف الأفضل من النساء جمعن بائناتهن من خدمة جنسية مؤقتة في المعابد, وفـَّضل معظم الرجال لتكن لديهم كذا نساء كزوجات.

8. فداء ومواثيق

كان الفداء القرباني وبغاء المعبد في واقعية تكييفات للتضحية الإنسانية. تالياً أتت التضحية الصورية للبنات. تألف هذا الاحتفال في الفصد, مع تكريس لعذرية كل الحياة, وكان تفاعل أخلاقي لبغاء المعبد الأقدم. في أزمنة أكثر حداثة تكرست العذارى لخدمة الاعتناء بنيران المعبد المقدسة.
في النتيجة أدرك الناس الفكرة بأن تقديم جزء ما من الجسم يقدر أخذ مكان تضحية إنسانية تامة وأقدم. كان البتر الجسماني يُعتبَر أيضاً ليكون بديل مقبول. شعر, وأظافر, ودم, وحتى أصابع وأبهام كانت تـُضـَّحى. كانت الشعيرة القديمة والتي على وشك شاملة فيما بعد للختان امتداداً لطقس التضحية الجزئية؛ لقد كانت محض قربانية, لا تفكير عن الصحة كائن مُلصق إليها. كان الرجال يُختنوا؛ النساء يثقبن آذانهن.
لقد أصبحت العادة لاحقاً لربط الأصابع معاً بدلاً من بترها. كانت حلاقة الرأس وقص الشعر بالمماثلة أشكالاً من التعبد الديني. كان جعل الخصيان عند الأول تكييفاً لفكرة التضحية الإنسانية. لا يزال ثَقب الأنف والشفاف يُمارَس في أفريقيا, والوشم تطورٌ فني من مشطبات الجسم الخام المبكرة.

صارت عادة التضحية مرتبطة في النتيجة, كنتيجة لتعاليم متقدمة, مع فكرة الميثاق. أخيراً, كان الآلهة يُفكر بهم كداخلين نحو اتفاقات حقيقية مع الإنسان؛ وهذا كان خطوة كبرى في استقرار الدين. قانون, ميثاق, يأخذ مكان الحظ, والخوف, والخرافة.
لم يمكن أبداً للإنسان حتى أن يحلم ليدخل نحو عقد مع إله حتى يكون مفهومه عن الله قد تقدم إلى المستوى الذي عليه كان حكام الكون مُتصَورين كممكن الاتكال عليهم. وكانت فكرة الإنسان المبكرة عن الله مُشبهة الله إلى الإنسان لغاية أن الإنسان كان غير قادر لإدراك إله يُتكل عليه حتى هو ذاته أصبح نسبياً يُتكل عليه, وأخلاقي, ومتأدب.
لكن فكرة جعل الميثاق مع الآلهة قد وصلت أخيراً. في النتيجة حصل الإنسان التطوري على كذا كرامة أخلاقية بحيث تجرأ للمساومة مع آلهته. وهكذا نشأ تدريجياً شغل تقديم التضحيات نحو لعبة فلسفة إنسان مساوم مع الله. وكل هذا مثـَّل أداة جديدة من أجل الضمانة ضد حظ سيئ أو, بالأحرى, أسلوب فني مُقوى من أجل الشراء الأكثر تحديداً لبحبوحة. لا تخالج الفكرة الخاطئة بأن تلك التضحيات المبكرة كانت هدايا مجانية إلى الآلهة, تقديم تلقائي من امتنان أو شكر؛ إنها لم تكن تعبير عن عبادة صحيحة.

كانت الأشكال البدائية من الصلاة لا شيء أكثر أو أقل من مساومة مع الأرواح, مجادلة مع الآلهة. لقد كانت نوع من المبادلة فيها يُستبدل التماس وإقناع من أجل شيء ما أكثر حساسية وغالٍ. كانت التجارة الناشئة للأجناس قد قررت في الذهن روح التجارة وأنشأت مكارة المبادلة؛ والآن بدأت تلك الميزات لتظهر في أساليب عبادة الإنسان. وكما بعض الناس كانوا تجاراً أفضل من آخرين, هكذا اُعتبَر بعضهم كمصَّلين أفضل من آخرين. كانت صلاة الرجل العادل تُعتبَر في اعتبار عال. كان الرجل العادل واحداً دفع كل حساباته للأرواح, وسدد كلياً كل واجب شعائري إلى الآلهة.
بالكاد كانت الصلاة المبكرة عبادة؛ لقد كانت التماساً مساوماً من أجل صحة, ورفاهية, وحياة. وفي أوجه كثيرة لم يتغير المصَّلون كثيراً بمرور العصور. لا يزالوا يُقرئون من كُتب, مسرودة شكلياً, ومكتوبة من أجل الوضع على دواليب ومن أجل التعليق على أشجار, حيث هبوب الرياح ستوفر على الإنسان مشقة إنفاق نَفَسه الخاص.

9. تضحيات وقرابين مقدسة

تقدمت التضحية الإنسانية, في كل أثناء مجرى التطور لشعائر كوكبية, من الشغل الدموي لأكل إنسان إلى مستويات أعلى وأكثر رمزية. الشعائر المبكرة للتضحية ولـَّدت الاحتفالات فيما بعد لقربان مقدس. في أزمنة حديثة أكثر, سيتناول الكاهن وحده لقمة من التضحية البشرية أو نقطة دم إنسانية, وبعدها سيتناول الكل من البديل الحيواني. تطورت تلك الأفكار المبكرة عن فداء, وافتداء,
ومواثيق نحو خدمات القرابين المقدسة فيما بعد. وكل هذا التطور الاحتفالي بذل تأثيراً مشايعاً قديراً.
في علاقة مع طقس أم الله, في المكسيك وأمكنة أخرى, اُستعمل في النتيجة قربان مقدس من كعك ونبيذ عوض عن اللحم والدم في التضحيات الإنسانية الأقدم. مارس العبرانيون طويلاً هذه الشعيرة كجزء من احتفالات عيد الفصح عندهم, ولقد كان هذا الشكل من الاحتفالات الذي أخذت منه الصيغة المسيحية للقربان المقدس أصلها فيما بعد.
كانت الأخويات الاجتماعية القديمة مؤسسة على شعيرة شرب الدم؛ كانت الأخوية اليهودية المبكرة شأن دم مُضـَّحى. بدأ بولس ليبني طقس مسيحي جديد على "دم الميثاق الأزلي". وبينما أربك المسيحية بدون ضرورة مع التعاليم حول دم وتضحية, جعل مرة ولكل المرات نهاية إلى مذاهب الافتداء من خلال تضحيات إنسانية أو حيوانية. تشير حلوله الوسطية اللاهوتية بأن حتى الكشف يجب أن يخضع إلى التحكم التدريجي للتطور. حسب بولس, أصبح المسيح التضحية الإنسانية الأخيرة والكافية للكل؛ القاضي الإلهي راضياً الآن كلياً وإلى الأبد.
وهكذا, بعد عصور طويلة تطور طقس التضحية نحو طقس القربان المقدس. لهذا القرابين المقدسة لأديان حديثة هي المخلفات الشرعيات لتلك الاحتفالات المبكرة الفظيعة من تضحيات إنسانية وأيضاً الشعائر الأبكر لأكل لحوم البشر. لا يزال كثيرون يتكلون على الدم من أجل الخلاص, لكنه قد أصبح على الأقل مجازياً, ورمزياً, وباطنياً.

01. مغفرة الخطيئة

أحرز الإنسان القديم وعي حظوة مع الله من خلال تضحية فقط. يجب على الإنسان الحديث أن يُنشأ أساليب فنية جديدة لإنجاز وعي ذاتي للخلاص. يتشبث وعي الخطيئة في العقل الأخلاقي, لكن نماذج الفكر للخلاص من ذلك قد أصبحت بالية وعتيقة. واقعية الحاجة الروحية تستمر, لكن التقدم الذهني دمر الطريق القديمة لتأمين سلام وسلوى من أجل العقل والنفـْس.

يجب إعادة تحديد الخطيئة كعدم ولاء مقصود إلى إله. هناك درجات من عدم الولاء: الولاء الجزئي لعدم القرار؛ والولاء المنقسم للنزاع؛ والولاء الميت لعدم المبالاة؛ وموت الولاء المعروض في تكريس إلى مُثل غير إلهية.

الحاسة أو الشعور بالذنب هي الوعي لمخالفة الأعراف؛ ليست بالضرورة خطيئة. لا توجد خطيئة حقيقية في غياب عدم ولاء واعي إلى إله.
الإمكانية للتعرف على حاسة الذنب هي شارة مميزة متعالية لجنس الإنسان. إنها لا تدمغ الإنسان كوسيلة بل بالأحرى تضعه على حدة كمخلوق ذات عظمة مُحتمَلة ومجد دائم الارتقاء. تلك الحاسة من عدم الجدارة هي المُنبه الابتدائي الذي يجب أن يقود بسرعة وبتأكيد إلى غزوات الإيمان التي تترجم العقل البشري إلى المستويات الرائعة لنـُبلٍ أخلاقي, وبصيرة كونية, ومعيشة روحية؛ لهذا تغيرت كل المعاني لوجود إنساني من الزمني إلى الأبدي, ورُفعت كل القيَّم من الإنساني إلى الإلهي.
الإقرار بالخطيئة إنكار باسل لعدم ولاء, لكنه ولا بحكمة يخفف عواقب الزمان-الفضاء لكذا عدم ولاء. لكن الإقرار ـ اعتراف مُخلْص لطبيعة الخطيئة ـ لازم إلى نمو ديني وتقدم روحي.
غفران خطيئة بإله هو التجديد لعلاقات ولاء تابعة فترة من الوعي الإنساني لفوات تلك العلاقات كعاقبة لتمرد واعي. لا يجب على الغفران بالضرورة أن يُسأل من أجله, فقط يُستلَم كالوعي لإعادة تأسيس علاقات ولاء بين المخلوق والخالق. وكل أبناء الله الموالين سعداء, ومحبين للخدمة, وتقدميين أبداً في ارتقاء الفردوس.