حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
آلية عمل الاسطبلات الانكشارية في ظل الإله الحاكم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: آلية عمل الاسطبلات الانكشارية في ظل الإله الحاكم (/showthread.php?tid=45278) |
آلية عمل الاسطبلات الانكشارية في ظل الإله الحاكم - أبو نواس - 09-30-2011 عندما ذهبت إلى المدرسة حين كنت طفلاً طالعتني أوّل ما دخلت المدرسة و قد كانت أمّي تمسك بيدي صورة كبيرة لرجلّ كبير في السنّ شعره أبيض و قليل فسألت والدتي من يكون هذا فقالت لي و هي تتمتم بصوت خفيض أنّ هذا هو الرّئيس. أحسست أن صوت أمّي ارتعش و هي تلفظ باسم هذا الرّجل. حين دخلت إلى الصفّ و جدت صورة كبيرة أيضاً لنفس الشّخص و حين حان وقت الفرصة وجدت صور هذا الشّخص على كلّ جدران المدرسة أيضاً. في اليوم الثّاني حين أتيت المدرسة صباحاً قالوا لي أّني من طلائع البعث. لم أفهم معنى هذا وقتها و لكنّ "فولاري" كانت عليه صورة ذات الشّخص أيضاً. اصطففنا قبل الدّخول للصفوف و طلبت منّا المديرة أن نردّد ورائها شعاراً كان فيه نفس اسم الشّخص الذي قالت لي أمّي البارحة أنّه الرّئيس. رافقني هذا الشّخص طيلة العام الدّراسيّ و بدأت أكبر و أفهم شيئاً فشيئاً أنّ الجميع يخشى هذا الشّخص و أنّه لا يجوز الكلام عنّه أو في شأنه أبداً بل يجب قبوله كما نقبل الحياة هكذا مثله مثل أيّ شيء نولد معه. حين تخرّجت من الابتدائيّة و دخلت الاعداديّة قالوا لي أنّي أصبحت من شبيبة الثّورة. لم يشرحوا لي الكثير عن تلك الثّورة و لكنّها كانت دائماً مرتبطة بالرّئيس و قالوا لي إنّنا شبيبة الأسد. بدأت أرى صور أولاد الرّئيس أيضاً تعلّق على الجدران إلى جانب صورته و لم أفهم لم أفراد أسرة الرّئيس صورهم في الأماكن العامّة في كلّ مكان أيضاً. في المرحلة الثّانويّة اضطررت للانتساب إلى حزب البعث و إلى أن أتقدّم لدورة "عضويّة عاملة" لأنّهم وعدوني بمساعدتي ببعض العلامات إن نقصتني حين صدور المفاضلة إن أنا انتسبت. لم يكن في دورة العضويّة العاملة شيء مفيد لكنّي أذكر أنّنا تحدّثنا عن حكمة الرّئيس و حنكة الرّئيس و قداسة الرّئيس و صواب رؤيته و بعد نظره و رجاحة عقله و طول أناته و رمزيّته و أبويّته و أهميّته. ... توفّي الرّئيس و ورثه ابنه الأكبر فهو كان الأحقّ بالملك من بعد أبيه و طبعاً أكيد أنّه ورث عنه كلّ صفاته و دمه الملكيّ الأزرق و دخلت الجّامعة أنا. لم يكن حالي أكثر حظّاً في الجامعة حين صرت طالباً في كليّة الأدب الانكليزيّ في جامعة دمشق فقد وجدت أنّ الشّعب الحزبيّة و مكاتب الحزب تملأ الجامعة و تساءلت في نفسي إن كانت جامعات العالم فيها مكاتب حزبيّة لكنّي طبعاً تساءلت في نفسيّ لأنّ مجتمعيّ علّمني أنّ الخوض في هذه الأمور من أكبر الكبائر التي لا يأتيها إلا أحمق. إلا أنّ الحظّ حالفني و استطعت بطريقة ما أن أتخلّص من دورة تقديس أخرى لشخص ابن الرّئيس الخالد يسمّونها معسكر التّدريب الجامعيّ. تخرّجت من هذه المدارس و الجامعات كلّها و أنا أحسّ أنّي لم أتعلّم إلا شيئاً قليلاً لكنّ الشّي الوحيد الذي تعلّمته، لأنّ الدّولة اهتمّت بتعليميّ إيّاه، أنّ الرّئيس هو أقنوم مقدّس. كيف لا ونظام التّعليم كلّه يتمحور حوله؟ أتمنّى ألا يكون حظّ ابني مثل حظّي و ألا يغسل دماغه كما غسل دماغي و ألا يقمع فكره كما قمع فكري و ألا يصبح "كمالة عدد" مثلما أصبحت أنا و لذا أنا اليوم ثائر. (عن الفيسبوك) |