حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... (/showthread.php?tid=45305) |
مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - أبو إبراهيم - 10-03-2011 تلبية لمطالب الجماهير (الزميلة هالة )، ونظراً للتشجيع والتصفيق المستمر، قررت أن أقفز من الهاوية وأجرب حظي وأفتتح مشرحة لكتاباتي في النادي. أنا شخصياً مهندس وفيزيائي، أي أنني لم أدرس الأدب من قريب أو بعيد. لا أعتبر نفسي قصاصاً أو شاعراً رغم ما كتبته حتى الآن، فالكتابة الأدبية عندي هواية وليست مهنة. آخر ما قرأته في حياتي من أدب عربي كان قبل العشرين من عمري. حتى الثلاثين من عمري أكثرت من قراءة الأدب الفرنسي، وانتقلت بعدها لقراءة الأدب الإنجليزي. وفي الحالتين لم أقرأ إلا الأدب الحديث. توقفت منذ أول العام عن القراءة نظراً لاهتمامي بمتابعة أخبار الثورات العربية وانشغالي المباشر بها. أبتدئ بمدونتي كل شيئ سينطق التي بدأت تسطيرها عام 2000. نشرتها في مدونتي السابقة قبل أن يغلق ياهو مدوناته جيوسيتيز، ونشرتها لاحقاً في نادي الفكر ومجلة جسور ثم مؤخراً على فيسبوك. مدونة كل شيئ سينطق في الأصل كانت حواريات بين أشياء، تخيلت كيف كانت ستنطق إن هي تكلمت. كانت بديلاً عن عدم قدرة الإنسان على الكلام. في مقدمتها ذكرت بأننا نستطيع محاسبة شخص ما إن نطق، ولكننا لا نستطيع محاسبة مرآة أو حصالة هاتف عندما تتكلم. هي نوع من مساحة من الحرية أوجدتها لنفسي، فتكلمت من قلبي وحركت أفواه الأشياء حولي. تعديت الحدود أحياناً لأسطر نصاً ليس بحواري، أو حواراً بين شخصين، ولكنني بشكل لا شعوري بقيت أصب في نفس الجدول ونفس الروح : المعاناة، المرارة، والواقع. أبدأ بالقصة الأولى من "كل شيئ سينطق": عصر الدموع - العين : إلى أين تذهبين؟ لا تتركيني وحدي... وابقَي معي سنتسلى سويّةً. -الدمعة : لا تخافي، فسيأتي بعدي دمعٌ كثير. إذ حان عصرُ الدموع. الرد على: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - تموز المديني - 10-04-2011 متابع ومستمتع.. وأطلب إنتسابي إلى الجماهير الغفورة ووردة RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - هاله - 10-05-2011 عزيزنا ابو ابراهيم الجماهير المطالبة بوضع كتاباتك في القسم الأدبي ليست هاله وحدها بل هناك آخرون. و ثانيا لا حاجة لأن تشرح عملك الأدبي و لماذا صغته بهذا الشكل و ماذا تريد أن تقول من ورائه و ما الخلفية الثقافية التي أثرت في كتاباتك لأن هذا شغل الجراح الناقد و القارئ و انت اذ تشرح فأنت "تحرق الفيلم". يعني قبل ما نتعشى فيك تغديت فينا من أولها العمل الأدبي من المفترض أن يحرض و يشغل القارئ و الناقد كما في قول المتنبي "يسهر الخلق جراها و يختصم". فحتى الآن قيامة النقاد قايمة على أعمال لم يشرحها أصحابها رغم مرور قرون على كتابتها. و لو قالوا لنا مقاصدهم لقعدنا و تستتنا بلا شغلة و لا عملة و لحرموا العمل من احتماله عدة تفسيرات و رؤى. يعني مهما كانت قيمته فقد تعرض للحرق و انتهى أمره. ثالثا أنا مثلك لست متخصصة في الأدب و انما هواية. المتخصص الذي لا يشق له غبار هنا هو الأستاذ كوكو. وكم استفدت من خبراته في شتى حقول الأدب. و مو باقي الا اني أمتلك موهبة الكتابة بس ... بسيطة أليس كذلك؟ أهلا بك و نورت الواحة الأدبية و شكرا دائمة الخضرة لتلبية دعوتنا RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - coco - 10-05-2011 أهلا بالزملاء الأعزاء ( أبو إبراهيم ) صاحب المشرحة العزيزة هالة التي ( جرجرتنا ) إلي المشرحة الصديق تموز من الجمهور وأرجو ألا يكون كذلك وأن يشارك معنا بالاحتفال بالزميل ( أبو إبراهيم ) بداية أقول أن كان اختياري للقصص كان في سرعة فلم يتسن لي الوقت الكافي لكي أقرأ كل ما كتب الزميل ( أبو إبراهيم ) ولكن الاختيار كان مبنيا علي أسباب سوف نتعرف عليها خلال دراسة الأعمال , وقد اخترت كبداية أربع قصص يجدها القارئ الكريم علي الروابط التي تأتي بعد وكلها تنتمي لمجموعة واحدة آثر الزميل ( أبو إبراهيم ) أن يعنونها بعنوان واحد ( من مذكرات الجيل والحمير ) وسوف أرتبها حسبما وجدت فيها من جودة وسوف أبدأ بنقل القصة الأولي حتي تكون تحت بصر القارئ علي أن نتبادل النقل أنا والزميل ( أبو إبراهيم ) والعزيزة هالة علي أن تكون كل قصة في مداخلة مستقلة كما أفعل في شرائطي والقصص هي : بائع النجوم قصة حب يوميات مستر سميث مؤتمر المغتربين كوكو RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - هاله - 10-05-2011 و قصة "أبو الريش" يا أستاذنا؟؟؟ كله و لا البؤساء في الأرض! RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - coco - 10-06-2011 اقتباس:و قصة "أبو الريش" يا أستاذنا؟؟؟وقصة ( أبو الريش ) أيضا علي أن تكون العزيزة هالة مسئولة عنها ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ القصة الأولي بائع النجوم هذه هي الثورات : مصر وتونس وليبيا واليمن فسوريا. عملت منذ صغري في التجارة وأي تجارة ! كانت والدتي تصنع لي طبق الحلوى وترسلني لأبيعه في السوق. كنت أقضي أياماً متجولاً في الشوارع، واقفاً على مفارق الطرق، لأبيع بضع قطع فقط... ومن سيشتري تلك الحلوى المليئة بغبار التجوال والمحاطة بالذباب ودخان السيارات. كنت لا أجرؤ بذاتي على تناول قطعة منها إلا عند أحساسي بالجوع الشديد. لم تكن والدتي عنيفة. كانت تؤنبني قليلاً عندما أعود بأكثر من ثلاثة أرباع الطبق. وبدأت فعلاً بتخفيف الكمية التي تحملني إياها كل يوم. ومع ذلك، فإن إحساسي بالقهر، ومسؤوليتي تجاه أختي الصغيرتين، وحقدي على والدي الذي تركنا، جعلني أنفجر باكياً عندما أوقعت طبق الحلوى في أحد الشوارع، لتنتشر القطع على الرصيف بين أرجل المارة. أحسست يومها أن السماء أطبقت على الأرض، وأنني فقدت كل شيئ يعطيني أملاً في المستقبل وهذه الحياة. إلى أن بعث الله رجلاً تبدو عليه الطيبة، فخفف عني ألمي، وأعطاني ما يتجاوز قيمة الطبق ثلاث مرات. فعدت إلى البيت وقد بعت الطبق كاملاً للمرة الأولى. لم تمر بضعة أيام حتى فهمت اللعبة... فصرت أغير الشارع في كل يوم بضع مرات، وأرمي بطبق الحلوى ارضاً، وأجهش بالبكاء أمامه، نادباً حظي العاثر ووالدي الذي يضربني عند عودتي كل مساء. وكنت بهذا أحصل على أضعاف قيمة الحلوى ممن يشفق قلبه على ذلك الطفل الضعيف البائس. كبرت وكبر طبق الحلوى الذي أبيعه.... صرت أتاجر بهوائيات التلفزيونات مدعياً أنها تلتقط الأقمار الصناعية، وأقبض ثمنها عشرات الأضعاف. وصار لدي دكاني، وتاجرت بالأدوات الكهربائية. كنت أبيع هذه الأدوات بأقل من الكلفة التي أدفعها للوكالة. ولكن طبق الحلوى الأول كان دائم الإلهام لي.... كنت أفتح علب هذه الأدوات قبل بيعها، وأزيل منها كل ما أمكن إزالته لأبيعه لاحقاً منفصلاً.... وهكذا بعت الطابعات من غير حبر، والهواتف بدون شواحن أو بطاريات. وكنت أبيع بقربها الحبر والشواحن والبطاريات. كان الزبون يعود دوماً في الغد لشراء حبر الطابعة أو شاحن الهاتف. وهكذا صنعت ثروة لا بأس بها. كل من رأى طبق الحلوى أعجبه. ولكنه لم يكن يعرف أنه يدفع أضعاف ثمنه، وهو مسرور من نفسه، يضحك للسعر المنخفض الذي دفعه.... وصار عندي منزلي وسيارتي. وتكلمت كل المدينة عن حفل زفافي الفاخر. وصرت تحت حماية والد زوجتي العزيز، ضابط الأمن.... وأتت الثورات، وبدأ عملي يقل ويضعف رويداً رويداً.... ولم يعد أحد يأتي إلى دكاكيني، ولم يعد أحد يكترث لطبق الحلوى المرمي أرضاً بين صور الضحايا المرميين هنا وهناك.... وصارت المظاهرات تدوس عليه وكأنه جزء من النظام الذي سيسقط. وصار رجال الأمن يدوسون عليه وكأنه متظاهر مغلوب على أمره تخلف عن رفاقه ممن فروا من وجه البطش وآلة القمع. جلست أتأمل في موظفي الدكاكين كلما زرت أحدها. وكانوا بدورهم ينظرون إلى بطرف عينهم ينتظرون أن أتفوه بقرار طردهم للتخلص من عبئهم. وكم كانت دهشتهم كبيرة ومتعتي أكبر عندما جمعتهم جميعاً عندي وأخبرتهم أني سأحافظ عليهم حتى آخر يوم من الاضطرابات وإلى ما بعدها مهما كلفني الأمر.... لم يكن الأمر إحساساً بالمسؤولية أو حادث عودة للضمير أصابني.... بل كل ما في الأمر أن لكل زمان تجارته، ولكل شارع طبق الحلوى المناسب. بدأت أبيع أجهزة الاتصال اللاسلكي الثريا للثوار، بأقل من ثمنها كيلا ينافسني أحد في السوق. وشاركت في العمل الثوري مباشرة. لم أكن مؤمناً بثورة أو مقاوماً لظلم... ولكنني كنت أبيع الجهاز اليوم، ويسترجعه والد زوجتي بعد عدة ايام، ويقبض على مالكه أو يتركه يهرب حسب المصلحة... بعنا نفس الجهاز عشرات المرات.. وللمرة الأولى لم يطلب مني الأمن أن يشاركني في تجارتي. إذ كان القبض على الشباب المتحمس كافياً ووافياً بالنسبة لهم..... اليوم أجلس على ثروة لم أكن احلم بجنيها يوماً.... وكل ذلك بفضل حلوى والدتي وزمن الثورات.... أذكر عندما كنت صغيراً، أنني رأيت على التلفاز رسوماً متحركة تتحدث عن رجل يحصي النجوم ويبيعها للناس.... أعتقد أنني جعلت هذه القصة تتحقق، فبعت الناس الثريا، وجعلتهم يشترون النجوم.... كوكو الرد على: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - * وردة * - 10-06-2011 سأسحب الكرسي بهدوء لأنضم إلى الجمهور إذا وافقتم RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - هاله - 10-06-2011 أرفض و أستنكر و أشجب و أدين 1. يعني أهون عليك تتركيني وحدي أمام ثلاثة رجال و ربما أكثر؟ 2. و شوفي كيف الأستاذ كوكو دبسني من أولها اقتباس:وقصة ( أبو الريش ) أيضا 3. و تخليهم يقولوا ان النادي ذكوري حتى في الأدبية! لا لا لا يا عزيزتي .. انا رايي كما قال باولو بن كويليو: خليك هنا خليك ... و بلاش تسحب كراسي. RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - أبو إبراهيم - 10-06-2011 (10-05-2011, 06:02 PM)هاله كتب: عزيزنا ابو ابراهيم شكراً لك عزيزتي. أخبرتك مسبقاً بأنني لا أفهم شيئاً في النقد الأدبي. وقد فعلت كما يفعل الطفل عندما يروي نكتة من آخرها فيفسدها. نحن في العادة (في الفيزياء والعلوم) نعرف عن أنفسنا وتاريخنا العلمي لدى لقائنا بأشخاص يريدون معرفة أعمالنا. ومع ذلك، ففي القصص تحريض كاف لإحياء بعض الأجواء النقدية لفترة ما. (10-05-2011, 07:26 PM)coco كتب: أهلا بالزملاء الأعزاء تفضل يا عزيزي، منكم نتعلم... هالة ستعطيني المخدر، وتناول المبضع والمقص وبعض الأدوات. تحياتي، RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - coco - 10-06-2011 اقتباس:تفضل يا عزيزي، منكم نتعلم... أبدا يا عزيزي كلنا نتعلم من بعضنا , أنا أستفيد بقدر ما تستفيد مني ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بداية يجب أن نتعرف علي بعض المصطلحات النقدية الخاصة بالشخصية القصصية , فقد صنف النقاد الشخصيات في القصة إلي تصنيفات عديدة منها وهو ما يهمني هنا في صدد دراسة قصص الزميل ( أبو إبراهيم ) ما تعارفوا عليه بالبطل الإيجابي والبطل السلبي وما بينهما وهو البطل الإشكالي , من البحوث الجيدة لمن أراد الاستزادة والتعمق في هذا الموضوع البحث المقدم من الباحثة أحلام بشارات بعنوان البطل في الرواية الفلسطينية من عام 1993 – 2002 وسوف تجدونه علي هذا الرابـــــــــــط, وما يهمنا هو تعريفها للبطل السلبي , تقول الباحثة : ( البطل السلبي هو بطل العصر الذي لا يمتلك قيما ولا ثقافة يصعد من رحم الطبقات الفقيرة ويرغب في الوصول السريع , حتي لو كان ذلك الصعود السريع علي جثث الأبرياء , لينتهي مصيره للسقوط في مستنقع القذارة وشعاره دوما : لاتفكر في الإصلاح , ويتميز باتخاذه موقفا حياديا من الأحداث فلا يشارك في صياغتها ولا يعمل علي تغييرها ) راجع البحث ص 46 , ومن هذا التعريف يبدو لنا البطل السلبي حاملا لخصائص متعددة فهو في درجة من درجاته صاحب الموقف الحيادي من الأحداث التي تمر به وبمجتمعه ولا يحاول التدخل للتأثير فيها بحركة إيجابية أو تغيير ما حتي نصل إلي ذلك النوع في درجة أعلي إلي صاحب الموقف النفعي الانتهازي الذي يشارك في صنع الفساد بما يحمل من قيم . هذا البطل حين يتبناه الكاتب عندما يكتب كما فعل الزميل ( أبو إبراهيم ) لتدور حوله القصة إنما يفعل ذلك لحيلة فنية وهي تعرية الواقع الفاسد باثبات النقيض وحمل القارئ علي رؤية مواقفه وقيمه في ضوء هذا النموذج غير السوي طبقا للقيم والتقاليد الإيجابية التي تسود مجتمعه . يقدم لنا الزميل ( أبو إبراهيم ) هذا النموذج عبر بطل اجتهد في أن يصيغ ملامحه بكل دقة من مرحلة طفولته التجارية الانتهازية المستغلة مرورا بمرحلة نضوجه وتمرسه في هذا المضمار إلي المرحلة الثالثة والأخيرة التي تعني السقوط الكامل والتي تدق ناقوس الخطر حين يضفرها بما يدور حولنا من ثورات ما كان من أسباب قيامها من البحث عن العدالة الاجتماعية التي حولت ذلك الطفل إلي هذا البطل السلبي . يقدم لنا الزميل الكاتب في القصة طفلا من طبقة فقيرة لم يرحمها مجتمعها علي المستوي الإنساني أو القانوني وتركها بلا حيلة إزاء نهش الفقر والجوع وإعالة أم وأختين ولا تجد تلك الشخصية حلا لمشكلتها الاقتصادية إلا بخداع الناس حولها واستغلال عواطفهم ( استدرار عواطف الناس حينما تتناثر قطع الحلوي منه بين أرجل المارة وتكرار الفعل مرات ومرات ) أو خداعهم بالقيمة المتدنية لما يبيعه لهم عن طريق الغش ( الهوائيات ونزع قطع من الأجهزة الكبيرة ) , حتي نصل إلي بداية الثورة التي تعرف جيدا مواطن الفساد وتعرف كيف تسحقه , لنجد أن ذلك البطل العجيب يعرف كيف يلتف علي تلك الثورة وكيف يستفيد منها بنفس الأسلوب القديم ولكن بعد تطعيمه بما يتناسب معه من زواج بين السلطة والمال ( حين يبيع للثوار أجهزة لكي يستردها مرة أخري عن طريق صهره ليعود لبيعها لثوار آخرين ) . والقصة كما يجب أن تكون لمحة من حياة الشخصية تلقي الضوء علي حياتها كلها فقد استطاع الزميل أن يلخص بسرعة ودون إضاعة الوقت تلك المحطات الثلاث في حياة الشخصية التي تمثل تطورها عبر أزمان ثلاثة مر بها المجتمع الذي تعيش فيه وعبرت عن نضوج تلك القوي الانتهازية المستغلة واستطاعتها النفاذ عبر المعايير الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع , فهي تستطيع التلون بكل لون حتي تحقق مصالحها الخاصة . ولما كانت القصة لا تصور إلا ذلك البطل السلبي بكل فساده ولا تقدم أي بطل إيجابي آخر بإزاءه فإنها بذلك تجعل القارئ هو ذلك البطل الإيجابي الذي عليه أن يقاومها ويواجهها , وتنذر وتدق ناقوس الخطر كما قدمت بأن ثوراتنا في خطر من هذا النوع من الشخصية التي تهددها . ولا بد قبل أن أمضي لحال سبيلي وأترك للزملاء الكرام بقية التشريح أن أوجه الزميل إلي ملحوظة هامة وهي عدم تدخله أثناء السرد ولو علي لسان الشخصية بأي تفسير أو تحليل يكفي فقط أن يحكي وأن يصور عبر السرد و يفترض أن في القارئ من الفطنة ما يؤهله لأن يفهم دون تدخل مباشر منه , وعلي سبيل المثال فهذه الجملة ( لم أكن مؤمناً بثورة أو مقاوماً لظلم ) تقدم تفسيرا مباشرا وحذفها أفضل , كذلك من أحسن الجمل التي مرت بي أثناء القراءة أختار هذه الجملة المعبرة (ولم يعد أحد يكترث لطبق الحلوى المرمي أرضاً بين صور الضحايا المرميين هنا وهناك ) والتي توحي بالكثير . شكرا للعزيزة هالة وأدعو الانسة وردة والصديق تموز للمشاركة وترك مقاعد المتفرجين . ونلتقي مع القصة التالية بعد الفاصل . كوكو |