نادي الفكر العربي
مَن كتب كِتاب يورانشيا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6)
+--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84)
+--- الموضوع: مَن كتب كِتاب يورانشيا (/showthread.php?tid=45851)



مَن كتب كِتاب يورانشيا - فخر الصادق - 11-13-2011


مَن كتب كِتاب يورانشيا؟
لقد احترت أين يجب أن أضع هذا الموضوع, فالكِتاب لا يندرج تحت أي فئة من فئات الحوار الموجودة في النادي العزيز. فلا هو دِيني ولا لا-دِيني, ولا مجرد عِلم ولا فلسفة فقط. ثم قررت أن المواضيع الفلسفية التي يتناولها تؤهله نوعاً ما ليكون الموضوع في هذه الفئة.
كنت سابقاً قد قدمت الكِتاب تحت عنوان "قرأت لك" إلى نادي الفكر العربي, حيث أن هذا النادي يحتوي على صفوة المفكرين العرب على ما أعلم. وذكرت في تقديمي بأن ليس هناك مؤلف إنساني للكِتاب, مما حدا للبعض لاعتبار التقديم مجرد سفسطة.
فالطبيعة الإنسانية تتطلع وتفترض أن يكون هناك مؤلف للكِتاب وترفض أي تفسير مغاير في هذا المجال.
عندما أقرأ كتاباً, سواء قصصي أو غير ذلك, عادة أدون حكمة ما أو عبارة ما يكون قد كتبها المؤلف بغض النظر من هو أو هي, فأسجلها من أجل منفعتي ومنفعة من يقرأ ما قد أكتبه فيما بعد. وجدت كِتاب يورانشيا "في اللغة الإنكليزية" في سبعينيات القرن الماضي وقرأته عدة مرات مدوناً الكثير من الحِكم والعبارات ومفتشاً عن تناقضات فيه قد تعطيني فرصة لانتقاده أو رفضه حيث لم أكن ناجحاً في هذا المجال. وأول ما لفت نظري فيه هو مَن كتبه؟ فقضيت عدة سنوات وأكثر من رحلة إلى مدينة شيكاغو وزيارة إلى "مؤسسة يورانشيا" وذا تكلفة مالية معتبرة أفتش عن جواب لهذا السؤال, وهذا ما توصلت إليه:

في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين, عاش في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية طبيب أمراض عقلية يُدعى "الدكتور سادلر" كانت له عدة مؤلفات في كُتب الطب النفساني والعقلي (حوالي 37 منها), ولُقب هذا الطبيب "بأب الطب العقلي الأميركي". وكان اختصاصه المفضل في فضح الحيل السحرية التي يمارسها البعض تحت عنوان السحر وعِلم الغيب الخ…. وكانت زوجته طبيبة عامة, وكانت عيادته على 533 Diversey St. (لا يزال البناء ذات الطبقات الثلاث موجوداً حين كتابة هذه القصة ما بين بنايات شاهقة في تلك البقعة من المدينة).
وخطر لهذا الطبيب وزوجته أن يفتتحا ندوة أسبوعية تضم أطباء ورجال عِلم وأعمال أصدقاء, لاجتماع يجري فيه مناقشة مواضيع عِلمية يختارونها, وهذا ما حصل. فبعد وقت تجمع حوالي سبعون من هؤلاء البشر يجتمعون في ندوة أسبوعية. وخلال هذه الاجتماعات بدأت حوادث الكشف اليورانشية في ظهورها الغامض أولاً من خلال شخص معَّين, وبالتالي بطرق أخرى غامضة. ثم درجت العادة لسؤال هذه المخلوقات الغريبة أسئلة لا يقدر بشري أن يجيب عنها, فكانت نتيجة الإجابة عن هذه الأسئلة ما عُرف فيما بعد بالمقالات اليورانشية. هذا كان حوالي عام 1911 واستمرت هذه الظاهرة حتى عام 1934 حينما توقفت.
كان الدكتور سدلر من أكثر المشككين بهذه الظاهرة ظناً منه بأنها حيلة يقوم بها امرؤ, وحاول جهده حتى بالاستعانة بخبراء ذلك الزمن في كشف الحيلة دون أي نجاح, وبعد ورود المقالة رقم 139 التي تشرح شخصيات الرسل الاثني عشر ليسوع, رفع يديه في الهواء قائلاً: "لو أحضرنا 12 اختصاصياً ليكتبوا هذا المقال, لن يكونوا ناجحين كما أرى. نحن أطباء نفسانيون وهذه مهمتنا في تحليل الشخصيات, لكني أقف عاجزاً أمام هذا المقال". منذ ذلك الوقت أصبح الدكتور سدلر من المؤمنين في هذا الكشف, وأمضى بقية حياته داعماً للقضية ووهب كل ممتلكاته وعيادته بعد وفاته لمؤسسة يورانشيا التي أخذت على عاتقها لطبع المقالات في "كِتاب يورانشيا". وكما ذكر لي صديق مُشترك بأنه قال له وهو على فراش الموت: "يا صديقي, حتى الآن لا أعرف بالحقيقة كيف أتت المقالات اليورانشية".
وهكذا بدأت الندوة بأعضائها السبعون والتي سُميت فيما بعد "بلجنة الاتصال" بجمع المال اللازم لطباعة هذا الكتاب الضخم الذي وصل إلينا في الشكل وتشكلت "مؤسسة يورانشيا" بهدف واحد, وهو حفظ الكِتاب بدون تغيير لأطول مدة ممكنة, لأن كل كشف جديد سيتلوث حالاً أو فيما بعد بمعتقدات مسبقة, إذ كل إنسان يحاول أن يفسر الأمر من وجهة نظره الخاص نظراً لمعتقداته الدينية المسبقة.
اندلعت الحرب العالمية الثانية وتوقف نشر الكِتاب حتى عام 1955 حينما طُبع للمرة الأولى في اللغة الإنكليزية ثم جاءت الترجمة الفرنسية عام 1963 وتبعتها ترجمات إلى لغات أخرى. وبعد عدة محاولات نُشرت الترجمة العربية على الإنترنت منذ أعوام, إذ يلزم مبلغاً مالياً مكلفاً لطباعة أي ترجمة.
ومعظم الشخصيات التي كانت في "لجنة الاتصال" وكانت شاهدة على حدوث المقالات لا نعلم شيئاً عنهم. كلهم أخفوا آثارهم إذ أقسموا يميناً بالبقاء مختفين, وحتى الدكتور سدلر لم يكن ليُعرف لو لم يقدم عيادته لمؤسسة يورانشيا ويذكر الظاهرة التي لم يجد تفسيراً لها في إحدى كتبه. والسبب في ذلك هو أن المتصلين أرادوا ألا يكون هناك النبي فلان أو فلان في نشر الكشف الخامس للعالَم, إذ بعد مرور وقت يقوم البشر بتبجيل الشخص بدلاً من تعاليمه.
وهكذا فمرجعية الكِتاب موجودة فقط على صفحاته, واحكم بنفسك عندما تقرأه.



الرد على: مَن كتب كِتاب يورانشيا - yasser_x - 11-13-2011

كنت وضعت نسخه منه في الساحه الدينيه ,
فهو الساحه الاكثر اقبالا علي النقاش لكل ما يخص الاديان والمذاهب والاعتقادات
تحياتي ..