حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
حرب اهلية يجب منعها - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: حرب اهلية يجب منعها (/showthread.php?tid=45974)

الصفحات: 1 2 3 4 5


حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-20-2011

حرب اهلية يجب منعها
عبد الباري عطوان
2011-11-18


تسارعت وتيرة التحذيرات من انزلاق الاوضاع في سورية الى حرب اهلية، والنتائج الدموية التي يمكن ان تترتب عليها. سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي كان اول المحذرين، ثم تبعه بالأمس السيد احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا، ومن المؤكد ان آخرين سينضمون الى هذا النادي في الايام القليلة المقبلة.
النشاط العسكري المتزايد للجيش السوري الحر الذي يتزعمه اللواء المنشق رياض الاسعد الموجود حاليا في تركيا، وقصف وحدات منه مقرا للمخابرات، والهجوم على حاجز امني سوري، ووقوع قتلى في اوساط الجنود والضباط الرسميين هو الذي ادى الى صدور مثل هذه التحذيرات، لان هذه العمليات والمواجهات العسكرية، تنتقص من صفة 'السلمية' للثورة السورية، او احد قطاعاتها الحيوية.
المتحدثون باسم المجلس الوطني السوري الذي يمثل قطاعا عريضا من المعارضة، يقولون ان الجيش السوري الحر الذراع العسكرية للثورة او الانتفاضة السورية، يقدم على هذه الاعمال العسكرية انطلاقا من واجبه في حماية المواطنين العزل الذين يتصدون لرصاص الامن والجيش بصدورهم العارية، بينما يصف النظام من يهاجمون قواته بأنهم 'عصابات مسلحة' تمكنت من قتل اكثر من الف جندي حتى الآن.
لن نجادل حول ما اذا كانت هذه الحرب الاهلية قد بدأت ام لا، ولكن ما نرى لزاما علينا التوقف عنده هو النتائج الكارثية التي يمكن ان تؤدي اليها، ليس في سورية وحدها، وانما في المنطقة العربية بأسرها، والجوار السوري على وجه الخصوص.
نحن لا نبرئ النظام السوري مطلقا من المسؤولية الكبرى عن تدهور الاوضاع الى هذه الدرجة المأساوية التي نرى فصولها تتوالى، فرفضه كل النصائح، واصراره على الحلول الامنية الدموية، وعدم الايفاء بوعوده في الاصلاح، كلها جملة اسباب، الى جانب اخرى ادت الى حمامات الدم التي نراها حاليا، وقد نرى اضعافها في المستقبل.
الحلول الامنية الدموية ادت حتى الآن الى مقتل 3500 شخص، بينهم الف جندي حسب ما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان، وتقارير الامم المتحدة، وهو رقم ضخم بكل المقاييس، ولكن كم سيكون حجم الضحايا لو انفجرت الحرب الاهلية في البلاد، وبدأت التدخلات الخارجية، المباشرة او غير المباشرة، في تهريب الاسلحة عبر الحدود السورية الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية؟
لم يكن من قبيل الصدفة ان الدول التي عارضت او امتنعت عن التصويت، او عارضت قرار مؤتمر وزراء الخارجية العرب بتعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية هي اليمن ولبنان والعراق والجزائر، والقاسم المشترك بينها جميعا هو اكتواء شعوبها وانظمتها بنيران الحروب الاهلية.
الحرب الاهلية في الجزائر بين الجيش والاسلاميين الذين حرموا من فوزهم في الانتخابات التشريعية اودت بحياة مئتي الف انسان، والحرب الاهلية اللبنانية استمرت 17 عاما وسقط فيها عشرات الآلاف، اما الحرب الاهلية اليمنية فاستمرت سنوات واستدعت تدخلات خارجية عربية، وبقية القصة معروفة.
' ' '
سورية ليست بحاجة الى حرب اهلية لا سمح الله، وانما وساطة جادة، ونظام متعقل يتخلى عن حالتي الانكار والعناد المسيطرة عليه، ومعارضة مسؤولة ذات موقف مستقل تقبل بمبدأ التعايش مع الآخر، وترفض التدخل العسكري الخارجي، وتقرأ الاوضاع بشكل علمي موضوعي دقيق بعيدا عن التشنجات والشعارات الكبرى التي يصعب تحقيقها.
من المؤسف اننا لا نرى معظم هذه العناصر متوفرة لدى جميع الاطراف المنخرطة في الأزمة السورية، ويلعب العنصر الخارجي دورا في تحريض كل طرف على التمسك بمواقفه، فالروس والصينيون، ومعهم الايرانيون طبعا، يحرضون النظام على الصمود ورفض التنازل للشعب، والجامعة العربية تحرض المعارضة على عدم التفاوض مع النظام، والمطالبة بسقوطه اولا، وهناك دول عربية بدأت تذهب الى ما هو ابعد من ذلك، اي تهريب الاسلحة.
هناك قرار عربي وغربي صدر فعلا باسقاط النظام السوري، ويجري العمل على تنفيذه حاليا بطرق عديدة بدأت بالدبلوماسية وسياسة العزل والحصار والشيطنة (وكيل الاتهامات للنظام بالقمع والفساد والدموية ينطوي على الكثير من الصحة) على غرار ما حصل للنظام العراقي السابق، والعمل العسكري في نهاية المطاف.
جميع المؤشرات توحي بان هناك خطة تتبلور في الوقت الراهن، وان خطوات التنفيذ قد تبدأ بإقامة مناطق عازلة او محميات داخل الاراضي السورية اشبه بمنطقة الحظر الجوي التي اقامها حلف الناتو في مدينة بنغازي الليبية، تحت عنوان حماية المدنيين، وتركيا التي باتت عضوا اصيلا في الجامعة العربية، تشارك في جميع اجتماعاتها، وربما تأخذ مقعد سورية بشكل مؤقت تمهيدا للعضوية الدائمة، هي المرشحة للدور الاكبر في هذا الصدد. والسيد داوود اوغلو قال في الامس في باريس ان قرار اقدام تركيا على اقامة مناطق عازلة يتطلب التنسيق والتشاور مع الدول العربية.
سورية تختلف عن ليبيا فعلا لان الجيش قوي ويدعم النظام، وفيها طوائف واديان واعراق متعددة، ومعظم هذه الطوائف (الدروز والمسيحيون والعلويون، وبعض السنة) ما زالوا متعاطفين مع النظام لأسباب متعددة.
' ' '
صحيح ان اصدقاء النظام السوري من العرب يكادون يكونون معدومين، وان وجدوا، فقلة قليلة، ولكن هناك اصدقاء غير عرب ايضا لا يجب الاستهانة بقوتهم، ونحن نتحدث هنا عن ايران وروسيا والصين، ويجب ان لا ننسى 'حزب الله' القوة المجربة في الجوار اللبناني.
مع ذلك لا بد من الاعتراف بأن كل يوم يمر يضيق هامش التحرك لدى النظام السوري، فقد حققت الضغوط العربية والاقليمية والدولية، والحملات الاعلامية المكثفة اهدافها في تهشيم صورة الرئيس بشار الاسد ونظامه، بشكل مروع، بحيث باتت فرص المناورة امامه محدودة للغاية، ولذلك علــيه ان يلعب آخر ما تبقى لديه من اوراق وفورا قبل فوات الأوان.
نصحنا الرئيس السوري كثيرا، مثلما نصحه العديد من اصدقائه، باتخاذ خطوات اصلاحية، حتى قبل انفجار الانتفاضة السورية المشروعة، ولكنه للأسف لم يستمع الى نصائح احد، وفي افضل الحالات تظاهر بالاستماع، ولم ينفذ مطلقا. ولكن هذا لا يعني ان نتوقف، لأننا نحرص على سورية واهلنا فيها، في اي خندق وقفوا، او اجبروا على الوقوف، ونلخص نصيحتنا التي قد تكون الاخيرة في النقاط التالية:
السلطات السورية تقول ان الشعب، او القطاع الاكبر منه يؤيدها، والدليل على ذلك المظاهرات المليونية، بينما تقول المعارضة ان الشعب لا يريد النظام، فلماذا لا تقوم الحكومة اذن باجراء استفتاء عام للمواطنين، وبمراقبين من الجامعة العربية ومنظمات حقوق الانسان العالمية، ويكون هذا الاستفتاء مختصرا: هل تؤيد الحكم؟
اجب بنعم او لا. وفي حال جاءت الاغلبية معارضة للنظام فإن على الرئيس ان يتنحى فورا وكل اركان نظامه، واذا جاءت الاغلبية مؤيدة له، فعلى المعارضة والجامعة تأييد رأي الاغلبية شريطة ان يبدأ الحوار وتبدأ الاصلاحات الديمقراطية، ويتم تكليف حكومة وحدة وطنية انتقالية تعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وتكوين مجلس عسكري اعلى من شرفاء ضباط الجيش ليكون ضامنا لهذه المرحلة الانتقالية على غرار ما يحدث في مصر.
هذه الصيغة، السهلة الممتنعة، لو جرى تبنيها ستشكل مفاجأة للعالم اجمع، وستخلط كل الاوراق، فهل يفعلها النظام حرصا على سورية وشعبها، وحقنا للدماء، وإغلاقا لجميع الابواب امام التدخلات الأجنبية، عسكرية كانت ام سياسية؟.
نشك ان يستمع النظام السوري الى هذه النصيحة، او اي نصائح اخرى، ويبدو ان الكلمة النهائية في سورية لن تكون لصوت العقل، ولا الاحتكام الى صناديق الاقتراع ورأي الشعب، وانما الى الصواريخ والمدافع، مما يعني ان الحرب الاهلية التي قد تكون بدأت فعلا هي النهاية المحتومة.

103103


الرد على: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-20-2011

http://www.alarabiya.net/programs/2011/11/20/178104.html


الرد على: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-20-2011

رأي الدستور لا .. للحرب الأهلية


لأشد ما يقلق الأمة من الماء الى الماء.. هي رياح الحرب الاهلية التي بدت نذرها ترتسم في اكثر من قطر في ضوء ممارسات الانظمة التي لجأت وتلجأ الى الاحتكام للقوة العسكرية والحلول الامنية، ضاربة عرض الحائط بفكرة الحوار والتعايش بين كافة الطوائف، والعمل على تعظيم الوفاق الوطني، كقارب نجاة في مثل هذه الاجواء والانواء العاصفة التي تعم المنطقة، لا بل العالم كله.

لقد رحبت الشعوب العربية بالربيع العربي، واستطاعت بالمظاهرات السلمية التي تنظمها، وتتمسك بنهجها القائم على رفض العنف، والحفاظ على الممتلكات العامة، والحرص عليها ان تحرج الانظمة، وتنتصر عليها، وتجتث نظامي مبارك وبن علي في مصر وتونس، وان تكسب علاوة على ذلك احترام العالم كله، في ظل اصرار الجماهير على سلمية الثورات، وعدم الانجرار الى كمائن الانظمة وجرها الى الحرب الاهلية كما حدث ويحدث في اليمن وسوريا الشقيقتين.

هذا النهج السلمي الذي يحكم ثورات الربيع العربي هو الذي يزرع الامل بأن رياح هذا الربيع ستخفق في مشارق الوطن ومغاربه، وبالفعل حدث هذا في معظم ارجاء الوطن العربي ووصلت تداعياته الى دول عديدة، لدرجة ان كثيرا من التظاهرات العالمية التي حدثت وتحدث هذه الايام متأثرة بالربيع العربي، وبطقوسه، وهو ما تجلى في المظاهرات التي حاصرت “وول ستريت” في نيويورك وبناء خيام الاعتصام في الميادين المحيطة بها.. كما جرى في ميدان التحرير بالقاهرة وغيره.

وفي هذا الصدد، يصبح لزاماً على الجماهير العربية، وفي ظل اشتداد الهجمة الشرسة التي تتعرض لها من قبل النظامين في سوريا واليمن وغيرهما، ووقوع آلاف الشهداء والجرحى على يد قوات هذين النظامين، ان تبقى مصرة على سلمية الثورة، وترفض التسلح من اي مصدر كان.. لخطورة هذا المنحى، ونتائجه الكارثية على الثورة، وعلى الوطن والشعب معاً.. فهو يعطي الانظمة المبرر لممارسة البطش بأفظع صوره، كما يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الاجنبي كما حدث في ليبيا الشقيقة، ما يمهد لحرب اهلية، ويصيب وحدة الوطن والشعب في مقتل.

وما دام الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الاشادة بالتجربة الاردنية، وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، بضرورة احترام حق المواطنين في تنظيم المظاهرات السلمية، وحقهم في التعبير عن آرائهم وقناعاتهم ما داموا حريصين على الممتلكات العامة، وهذا ما تحقق عبر اكثر من 30 أسبوعا لم تشهد شوارع العاصمة او المحافظات، خروجاً عن هذا النهج الحضاري الراقي.

مجمل القول: أثبتت دروس التاريخ، بأن لا شيء أخطر من الحروب الاهلية، فعلاوة على انها تهدد وحدة الاوطان والشعوب، الا ان نارها لا تخمد.. وتبقى دفينة تحت الرماد، لتشتعل من جديد، وتحرق الاخضر واليابس، ما يفرض على الانظمة الشقيقة والامة كلها، ان ترمي بثقلها، وتقطع دابر المؤامرة التي بدت نذرها ترتسم في سماء سوريا واليمن الشقيقتين.. والاصرار على التمسك بسلمية الثورتين، مهما كلفت من تضحيات.. فهو السبيل الوحيد لاغلاق الباب أمام التدخل الخارجي، وتعرية الانظمة السلطوية الباغية وسحب الذرائع من بين يديها، لتلاقي مصيرها المحتوم.













********************************************************

«اتجاهات الحالة السورية» * د. أمين مشاقبة


يرتبط الأردن وسوريا بعلاقات جوار طيبة وأخوية، وعلاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية على الرغم من اختلاف نوعي النظام السياسي في كلا البلدين، وتشكيل سوريا عمقاً سياسياً وترابطاً اجتماعياً لكثير من المكونات الاجتماعية العشائرية والقبلية والعائلية والعكس صحيح وان استقرار سوريا كدولة جوار ومصالح متبادلة أمر مهم جداً للأردن ولا عاقل يرغب بعدم الاستقرار في دولة جوار ذات تأثير في عوامل عدة ولا تهون لنا إراقة نقطة دم سورية واحدة، ولكن الخريف العربي وتداعياته التي شملت الحالة السورية كما هو الوضع في العديد من بلدان الوطن العربي تتطلب الاعتراف بأهمية الإصلاح وضرورته، وأن أشكال النظم الاستبدادية والبوليسية أصبحت مرفوضة في العقل العربي أياً كان، ولا بد من حوار وطني يستوعب المطالب الجديدة ويلغي الإقصاء والتهميش لمكونات اجتماعية وسياسية ووقف سياسات استخدامات القوة المفرطة والقتل والدور الموسع للمؤسسات الأمنية فالمؤسسات الأمنية لن يكون دورها العلاج بقدر ما هو تعميق الحالة وإلى الأسوأ، فالنظام القائم في سوريا عليه الاعتراف أولاً بأهمية التعددية السياسية وتوسيع قاعدة المشاركة أكثر من التقوقع وراء سياسات وأحكام الحزب الحاكم الواحد، فالعالم قد تغير والتأييد الدولي في تزايد للقوى المطالبة بالديمقراطية ومعهم ما يسمى "الشرعية الدولية"، فسياسة العقوبات التي من الممكن أن تتفاقم كقوة ضغط على الدولة السورية أمور في طريقها للتطبيق وعزلة النظام قاب قوسين أو أدنى، وعليه، فلا يمكن إنكار العامل الخارجي ومدى تأثيراته، فالقوى الدولية مؤيدة للحراك ولا رجعة عن هذا الأمر، وبالتالي فإن النظام مطالب بمرونة أكبر ووقف كل الممارسات في استخدامات العنف ضد الشعب الأعزل.

إن ما يجري في الدولة الجارة والشقيقة يأخذ عدة اتجاهات، إذا بقي النظام يفكر بالقوة وممارسة استخدامها، فإن الحالة لن تعود إلى الوراء بالمطلق وما دام الدم قد سال من أجل الحرية والتحرر والكرامة، فلا عودة إلى ما كان الأمر عليه، وهذه هي حقيقة ثابتة، والاتجاه الآخر من الممكن أن تتحول الأمور إلى حرب أهلية تأخذ مدى بعيدا وتستمد قوتها من تزايد الخسائر البشرية داخليا، وتلقى الدعم من القوى الدولية وبعض دول الجوار غير العربية، إذ تقود إلى عزل النظام وانكشافه على الملأ وتأكل الاخضر واليابس، أما الاتجاه الآخر فيكمن بالتدويل وتدخل قوى أجنبية بموافقة ضمنية عربية كما حصل في الحالة الليبية وهذا أمر يشكل خطورة على مقدرات الدولة من أكثر من اتجاه مادياً وبشرياً، ويؤدي في النهاية إلى تدمير كافة البنى التحتية والانجازات التنموية ويضع الدولة في دوامة التأخر لمدة تزيد عن العقدين من الزمن، والأمثلة واضحة للعيان في الحالتين العراقية والليبية، ناهيك عن خضوع الدولة برمتها للقرار الخارجي وفقدانها مبدأ السيادة، والاتجاه الآخر المحتمل الحدوث هو انحياز المؤسسة العسكرية لمطالب الشعب والحراك الجماهيري وتقود المؤسسة العسكرية العملية الانتقالية للتحول إلى الديمقراطية كما يحصل في مصر، وتونس وهذا الأسلم في حالة استعصاء النظام القائم على القبول بالمبادرات والمرونة مع حركة التغيير، والاتجاه المحتمل القائم أيضاً هو انتصار الطائفة العلوية شعبياً لصالح الحراك القائم والانقلاب على أقطاب الطائفة الحاكمة وهذا احتمال يكاد يكون ضعيفا، لأن الزمن قد فاته، هذه احتمالات واتجاهات قائمة في الحالة السورية التي ربما تتطور أكثر وأسرع مما هي عليه الآن، وباعتقادنا أن لا مصلحة لنا في الأردن في تدهور الأوضاع إلى الأسوأ في سوريا الشقيقة.

وما يهمنا هو حالة الاستقرار والهدوء على الساحة السورية لأن الأردن والأردنيين سيكونون الأكثر تأثيراً في حالة تفاقم الأوضاع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وعبر التاريخ السياسي للدولة الأردنية فإن استقرار الأردن يرتكز دوماً إلى دول الجوار العربي سوريا، العراق، والمملكة العربية السعودية وأي اختلال بالمعادلة له تأثيراته السلبية على الحالة الأردنية.






RE: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-21-2011

الأبواب الموصدة
الإثنين, 21 نوفمبر 2011
لوغو الحياة
غسان شربل
Related Nodes:
لوغو الحياة

لم تعتد السلطات السورية على استقبال مراقبين في مدنها وشوراعها حتى ولو كانوا عرباً. تدرك معنى الخطوة. يرسَل المراقبون اصلاً الى الدول المريضة. الدول الغارقة في نزاعات لا تستطيع حسمها والتي تَعتمد اساليب غير مقبولة في معالجتها. فكرة ارسال المراقبين تقوم عادة على التشكيك بالرواية الرسمية. او امتحانها على الاقل. وهي ترمي الى نوع من التقييد لحركة مَن يمتلك القوة ويحاول استخدامها بصورة مفرطة.

ثم ان سورية التي دعيت الى استقبال المراقبين، هي سورية التي رأت مقعدها شاغراً في اللقاء الوزاري العربي الأخير. هذه ليست مسألة بسيطة. كانت سورية سابقاً لاعباً بارزاً حول طاولة الجامعة العربية. كانت تناقش الملفات الاخرى الممددة على الطاولة. لم تتوقع ان تصبح ملفاً على الطاولة وأن يُطلب منها عدم الدخول الى القاعة. أغلب الظن ان صورة المقعد الشاغر تركت جرحاً في نفس دمشق.

للمرة الاولى تُخاطب الدول العربية السلطة السورية بهذه اللهجة وبهذه المفردات. لم تفعل ذلك يوم وقفت سورية ضد العراق في حربه مع إيران. ولا حين اصطدمت القوات السورية بالمقاومة الفلسطينية في لبنان. ولا حين كان لبنان يحاول الشكوى من اصرار سورية على إدارة شؤونه الداخلية. الصورة مختلفة الآن. ربما لأن المرحلة مختلفة، ومثلها المشكلة. لم تسمع السلطات السورية من قبل كلاماً عربياً يدين سلوكها تجاه شعبها، ويطالبها بوقف آلة القتل، ويُعلن سحب السفراء، وينقض روايتها الرسمية، ويتوجه مباشرة مخاطباً جيشها، ويرسم لها مهلاً للاستجابة، ويطالبها باستقبال مراقبين.

حدث في الاجتماعات العربية ما هو اخطر من ذلك من وجهة نظر دمشق. تحلق العرب حول مبادرة واقترعوا لها. بدت سورية شبه معزولة لولا موقف لبنان «المهيض الجناح» وموقف اليمن الذي ينتظر «التوقيع والمغادرة» على حد قول احد المشاركين. اما العراق، فقد امتنع عن التصويت، مستشهداً بتجربة لبنان في اسلوب «ينأى بنفسه». أخطر ما في ذلك المشهد هو ظهور سورية بلا حلفاء اساسيين في العالم العربي، وتسليط الاضواء على ان إيران هي حليفتها الوحيدة في الاقليم. ضاعف المشكلة ان الانقلاب في المزاج العربي تواكب مع انقلاب في المزاج التركي.

لم تعتد السلطات السورية على رؤية متظاهرين يجوبون الشوارع خلافاً لإرادتها. التظاهرات في سورية تتم تلبية لدعوة رسمية. تتحرك أحياناً بالايحاءات. يتم صرف النظر عن بعضها اذا كان الغرض ايفاد رسالة الى دولة اجنبية. لم تعتد ايضاً على رؤية شعارات تدين تقصير الدولة. او تشكك في الحزب. او تتذمر من وطأة الامن.

امضت سورية عقوداً في ظل استقرار صارم. استقرار كامل يكاد يتصف بالقداسة. كل تعكير له يُعتبر مصدراً لشر كبير ومستطير. تكون الهيبة مطلقة او لا تكون. ثقب صغير في جدار الهيبة يمكن ان يستدرج العاصفة. لهذا لا تساهُلَ ولا تهاون. هزُّ الاستقرار مرادف للخيانة. وعقوبة الخيانة معروفة.

لم تعتد السلطات السورية على رؤية خصم او منافس او شريك في الشارع. الشارع يتسع للاعب وحيد. لاعب اسمه الحزب ضَمِنَ الأمن حضوراً قوياً في مفاصله. كل محاولة لاقتطاع جزء من الشارع تُعتبر مؤامرة. تُعتبر إضعافاً للجبهة الداخلية المتراصة. تُعتبر ثغرةً تتيح لمن تعتبرهم متآمري الخارج إمساكَ اوراقٍ داخل الملعب السوري. وعلى مدى عقود، نجحت السلطات السورية في منع القوى الخارجية من امتلاك أوراق داخل اراضيها ووظفت الاستقرار الصارم لامتلاك أوراق على أراضي الآخرين.

ادركت السلطات السورية ان مجرد التوقيع على مشروع بروتوكول استقبال المراقبين بالصيغة المطروحة، وبعد خسارتها مقعدَها وقبله معركةَ الشاشات، يعني انها خسرت الجولة الاولى او على الاقل لم تربحها. لم تعتد السلطات السورية قبول خسارات في الداخل. اعتبرت ان الجامعة طالبتها بما لا تستطيع قبوله. ردت بطلب تعديلات لا تستطيع الجامعة قبولها، تماماً كما هو الحال بين السلطات السورية والمعارضة. كل طرف يطلب من الآخر ما لا يستطيع قبوله. اننا امام مشاهد غير مسبوقة في ازمة مفتوحة. صار من الصعب على السلطات ان تتراجع بعد الأضرار التي لحقت بعلاقاتها وصورتها. صار من الصعب على المعارضة ان تتراجع بعد مشهد المقعد الشاغر والاحاديث عن «فوات الاوان». السلطة لا تقبل بأقل من انتصار على رغم تكاليفه. والمعارضة لا تقبل بأقل من اسقاط النظام على رغم تكاليفه. الابواب موصدة فعلاً، وهي كذلك منذ البدايات على رغم وجود من يعتقد ان الاسابيع الاولى كانت تسمح بخسارة محدودة تجنِّب سورية استقبال الزلزال او إطلاقه.



الرد على: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-21-2011

الحرب الطائفية في حمص اخذت شكلا بشعا شبيحة من الطرفين وسائقون لا يحملون الا ابناء طائفتهم
مدينة الشائعات والشوارع الفارغة ونظريات تتحدث عن 200 الف دولار تدفعها 'الجزيرة' لمن يعطيها صورة
2011-11-20


لندن ـ 'القدس العربي': تحولت مدينة حمص منذ اشهر الى واحدة من اكثر المدن السورية معاناة من قمع النظام السوري، وتكهن الكثيرون من المدينة بطبيعتها السكانية وتعدديتها الاثنية والطائلفية مرشحة لان تكون مسرحا للحرب الطائفية حالة استمرار الانتفاضة، ومنذ بداية الشهر الماضي فقد سقط فيها اكثر من مئة قتيل، وما يخيف الآن هو السيناريو المرعب الذي بات يخيم على المدينة من انتشار عمليات ثأرية حيث تنتشر فيها عصابات مؤيدة للحكومة ومعارضيها متهمة بعمليات اختطاف وتعذيب، فيما يهرب السكان من بيوتهم وقراهم ويخشى سائقو العربات من التحرك في شوارعها خوفا من التعرض لاطلاق النار.
وينظر للوضع في المدينة التي دخلت مرحلة الحرب الاهلية على انها نموذج لما يمكن ان تصير اليه البلاد حالة انتشارها. وكان احد اعضاء المعارضة في الداخل قد حذر من عسكرة الانتفاضة وانتقالها من المرحلة السلمية الى مرحلة مواجهة النظام.
وفي عمليات استهداف مراكز للنظام الاسبوع الماضي فان جيش سورية الحر يريد الآن ان ينقل المعركة الى النظام مما يعني حربا اهلية. وتذكر عمليات القتل المتبادلة في حمص ما حدث في البوسنة في التسعينات من القرن الماضي. ولم تعد عبارة الحرب الاهلية والتحذير منها حكرا على المحللين بل دخلت قاموس المسؤولين الكبار في عواصم صنع القرار في موسكو وواشنطن حيث قال مسؤول في ادارة اوباما ان الهجمات الطائفية في الاسابيع الماضية في تزايد مستمر، واضاف في تصريحات نقلتها عنه 'نيويورك تايمز' انه كلما استمر الرئيس السوري بشار الاسد في الحكم فان ما يحدث في حمص سيحدث في بقية مناطق سورية.
وينظر الى حمص انها كانت البداية التي اخذت فيها الانتفاضة طابعا عسكريا حيث قام الجنود المنشقون عن الجيش بحمل السلاح دفاعا عن انفسهم، فيما حاول الجيش السيطرة عليها اكثر من مرة وفي هذا الشهر حاول بسط سيطرته عليها بالكامل وتقول تقارير تنقل عن المعارضة السورية والتي لا يمكن التحقق منها بسبب منع الصحافيين من دخول سورية ان الاحياء السنية تشهد جثث القتلى الذين قتلتهم ميليشيات النظام العلوية، فيما تنتشر جثث قتلى علويين في احيائهم من الذين اختطفهم مقاتلو المعارضة وفي العادة ما تظهر على اجسادهم اثار التعذيب. كل هذا على الرغم من ان كلا الطرفين ليسا داعمين بالكامل للنظام، فهناك علويون انضموا للانتفاضة فيما ظلت اعداد كبيرة من السنة على ولائها للنظام.

شبيحة يلبسون الصليب

وعلى الرغم من الصور التي تنشرها المعارضة على الانترنت من عمليات استهداف دبابات النظام وحرقها الا ان طبيعة النزاع بين الطرفين ليست مواجهات عسكرية بين مسلحين وقوات النظام بل هي عمليات ثأرية وانتقامية حيث يقتل المسلحون العلويون شخصا من السنة ثم تعرف عائلته القاتل فتقوم بالانتقام من عائلة القاتل وهكذا في دوامة عنف انتقامية لا نهاية لها في الافق، وادى الوضع الى رسم الخطوط بشكل واضح بين سكان المدينة ـ سنية وعلوية، فيما تخشى بقية الطوائف خاصة المسيحية التي يعتبر حجمها لا بأس به. ويشير في تقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز' كتبه مراسلها من بيروت انتوني شديد ان السكان خاصة المسيحيين منهم بدأوا بالتعبير عن مخاوفهم لان بعض اعضاء 'الشبيحة' بدأوا يتخفون بزي النصارى ويلبسون الصليب لجر الطائفة الى الحرب. ولكن الطائفة المسيحية التزمت الحياد، ويقول افرادها انهم يفضلون الهجرة على حمل السلاح.

اصوات العقل

وتعاني المدينة من نقص من الخدمات الاساسية والغذاء فيما تعطلت فيها الخدمات العامة من مثل جمع القمامة التي تتراكم في احيائها. وكانت الجامعة العربية قد طالبت الحكومة السورية بسحب جنودها من المدن السورية، واشارت تقارير ان الحكومة قامت بسحب عدد من قواتها من المدينة، ومع ذلك تقول المعارضة ان الجيش السوري قام بطلاء الدبابات من اجل اخفائها واعاد نشرها في المدينة. ولا تزال المخاوف قائمة من تحول الطرفين الى وضع انتقامي حيث نقلت نفس الصحيفة عن ناشط سني ان الطرفين صار لديهما 'شبيحة'، حيث اشار ناشطون من الجانب العلوي ان مسلحين سنة اوقفوا الاسبوع الماضي سيارة تحمل عمال مصنع واخذوا العامل العلوي من بين العمال السنة والمسيحيين مما دعا بعائلته للخروج للشارع واختطاف من وجدوه من السنة بشكل عشوائي.
واثارت العمليات مخاوف حتى المعارضين للنظام من الطائفة العلوية والداعمين للانتفاضة الذين ينتقدون الثوار ويحذرون من ممارساتهم. ويقولون انه ان كانت هذه تصرفات المعارضة مع النظام فان الوضع سيكون خطيرا. وينفي مقاتلون سنة استهداف العلويين ويقولون انهم يختطفونهم انتقاما لمقتل سنة. وتنقل الصحيفة عن معارض علوي للنظام انه واخرين من السنة والعلويين انضموا معا وشكلوا لجنة التضامن الشعبي لرأب الصدع بين الطرفين. ولكن اصوات العقل داخل الطرفين لم يعد لها وجود خاصة ان النظام يواصل هجماته ويزيد من مفاقمة الحرب الطائفية.

جنود قلقون وعربات عسكرية

وفي تحقيق مطول كتبه مراسل صحيفة 'اوبزيرفر' تحت عنوان 'جنود، شوارع صامتة وشائعات داخل مدينة في قلب الثورة السورية' ويتحدث جيمس هاركن عن رحلته الى مدينة حمص، حيث اداه حظه الوصول الى المدينة لان الجندي على محطة الباص لم يبد اهتماما بفحص هويته، ويقول انه لا صحة للقول ان الصحافيين الاجانب ممنوعون من سورية ولكن من يدخل منهم يتعرض للمراقبة. ويقول ان طالب هندسة كان عائدا الى المدينة وساعده على ايجاد فندق له في وسط المدينة وباب الساعة الذي كان مركز التظاهرات، حيث ادى القمع الى نقل مركز الثقل الى بابا عمرو وباب السباع. ويقول انه لم يشاهد دبابات في المدينة ولكن على طول الطريق شاهد شاحنات وعربات عسكرية محملة بالذخائر ـ وبالجنود الجالسين فيها وهم يدخنون وبدا عليهم القلق. وفي داخل المدينة يلاحظ الصحافي نوعا من الحياة العادية ولكن الشك والخوف يخيمان عليها ويظهر هذا في اسئلة اصحاب المحلات له عن السبب الذي جاء به لمدينتهم ويقولون له انهم يقاتلون 'الارهابيين؟' لا الناس. ويتحدثون عن حياتهم التي صارت مملة حيث يغلقون محلاتهم ويذهبون لبيوتهم حتى الصباح ويقول احدهم انها 'ليست حياة، ساهاجر ربما الى استراليا حتى تهدأ الامور'. وقال ان احد اصدقائه اعتقلوا في جامعة 'القلمون' بين حمص ودمشق مشيرا الى ان الجيش كان يستخدم الاسلاك الكهربائية ضد المتظاهرين. ونقل عن صاحب المحل ان الدبابات اعيد طلاؤها كي تظهر انها عادية، ويشير الصحافي ان انتشارها متفرق، وعلى الرغم من مظاهر الخوف والقمع الا ان تظاهرات متفرقة في المدينة، وفي مكان اخر من المدينة يحدثه صاحب مطعم معجنات ان اكثر من خمسة الاف قتلوا في حمص منذ بداية الانتفاضة وان العدد ربما يكون اكبر. ويضيف انه لم تعد هنا كهرباء ولا ماء او غاز.

رجل طيب ولكنه سيرحل

ويقول ايضا ان ما يأتيهم من اليونسكو من مساعدات قليلة ولا يمكنهم مواصلة العيش كهذا مضيفا 'انهم يقتلون الاطفال. وعن رحيل الاسد او بقائه يقول 'كيف سيبقى في السلطة بعد كل هذا القتل.. اريد حريتي'. ويشير الى شائعات تقول ان قناة 'الجزيرة' تدفع 200 الف دولار لمن يرسل لها صورا على هاتفه النقال، مشيرا ان عدد من يرتدون الزي العسكري في تزايد مستمر. وينقل الكاتب عن صاحب محل المعجنات شائعات تتحدث ان كلا الطرفين يدفع مالا للمتظاهرين كي يشاركوا في تظاهراتهم وان الشرطة تقول ان المتظاهرين هم من المجرمين وتجار المخدرات، مضيفا ان تركيا وقطر والسعودية لديها مصلحة في اضعاف النظام. اما عن العرب فيقول انهم لم يفعلوا شيئا لنا 'فهم مهتمون بنا ولكن عندما يتعلق بالتأشيرات يرفضون منحها لنا'. ومع ذلك يقول انه عربي في النهاية وفخور بانه سوري وعندما يتعلق الامر بالناتو، يشخر ساخرا ويقول ان لا احد يريد عراقا جديدا ولا حتى ليبيا.


RE: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-22-2011

«لبننة» الأزمة السورية
الثلاثاء, 22 نوفمبر 2011
الياس حرفوش

مع اتساع مشاركة السلاح من الجانبين في الانتفاضة السورية، وتكرار حديث المسؤولين السوريين عن المخاطر التي يشكلها التدخل الخارجي في هذه الأزمة على المنطقة بأسرها، إضافة إلى حديث «الحرب الأهلية» الذي يشغل الداخل السوري والخارج على حد سواء، أخذت الأزمة في سورية تسير على طريق «اللبننة»، وتحمل الكثير من المظاهر التي ميزت أزمة لبنان: انتشار للسلاح، واتهامات بتدخل الخارج في الأزمة، فضلاً عن الحرب الأهلية التي صارت عنوان حرب لبنان التي امتدت لأكثر من عقد ونصف من الزمن.

ومن غريب المفارقات أن المسؤولين في سورية، الذين خبروا أهوال «اللبننة»، وراقبوها عن قرب وعن بعد، وشاركوا في كل فصولها، في الحلحلة حيناً وفي التخطيط معظم الأحيان، هؤلاء المسؤولون هم الذين يتجاهلون اليوم البعد الداخلي الخطير للأزمة في بلدهم، ويلقون مسؤولية الانفجار الحاصل فيه على «حروب الآخرين» على أرضهم، على رغم درايتهم أن اختراع هذا التعبير اللبناني كان الهدف منه إلقاء مسؤولية الحرب على التدخلات الخارجية في الأزمة اللبنانية، والتي كان التدخل السوري على رأسها، لكن هذا الشعار كان يُبعد أيضاً وبطفولية ساذجة، مسؤولية ما يحصل عن كاهل اللبنانيين، على رغم أنهم كانوا هم المقاتلين والمقتولين الحقيقيين، في المجازر المتنقلة التي تميزت بها حرب لبنان.

إذ لم يكن لـ «حروب الآخرين» تلك أن تنتعش لولا الخلل الداخلي الأصيل في التركيبة اللبنانية الذي كان كالجرح المفتوح المؤهل للإصابة بكل أنواع الالتهابات. أضف إليه ظاهرة أخرى ميزت المقاربة اللبنانية لتلك الأزمة، وهي تميز اليوم المقاربة السورية أيضاً، وهي الزعم أن التعايش بين مختلف الطوائف هو على أحسن حال، وأن هذا التعايش من شأنه أن يحصّن البلد من مخاطر تلك الحرب الأهلية، على ما أكد الوزير وليد المعلم أكثر من مرة في مؤتمره الصحافي الأخير، معتمداً على «وعي السوريين» من أجل درء الفتنة عن بلدهم.

إنها عملية غش منظم لإخفاء عيوب المرض الداخلي. مع أن هذا الأسلوب، في السياسة كما في الطب، هو أقصر الطرق لتفاقم المرض وتكرار الإصابة. ففي معالجات أزمة خطيرة كالتي تشهدها سورية اليوم، يجب أن تحتل الأمنيات والعواطف مكاناً ثانياً وأن يكون الأساس هو التحليل المنطقي والسليم لحال المجتمع السوري. إذ لا يوجد عاقل أو محلل أو عارف لحقائق الوضع في سورية، سواء على مستوى قيادتها السياسية أو قيادتها العسكرية، إلا ويدرك حجم الخلل في التمثيل الطائفي وانعكاس ذلك على طبيعة العلاقات الداخلية بين المكونات الطائفية والمذهبية في هذا البلد. وإن لم يكن الأمر كذلك، فلماذا الحديث المتكرر عن «مخاوف الأقليات» في سورية وفي محيطها، إذا حصل تغيير سياسي في دمشق؟

لقد أكد الرئيس السوري في حديثه الأخير إلى «الصانداي تايمز» البريطانية قراءته المبدئية للأزمة السورية: إنها أزمة مفتعلة يشجعها التدخل الخارجي، العربي منه والغربي. ومهما كانت صحة تحليل الأسد لأهداف هذا التدخل التي يرى أنها تريد القضاء على قوة سورية وصلابة مواقفها، فان إخفاء حقيقة المشكلة الداخلية بين طوائف ومكونات المجتمع السوري، ليس من شأنها سوى مفاقمة هذه الأزمة وتدهورها إلى الحد الذي لا يعود ينفع معه سوى ... التدخل الخارجي الذي يشكو منه النظام اليوم.

وفي السابقة اللبنانية مثال لمن أراد أن يهتدي.




الرد على: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-22-2011

































اجرأ مقال في الاعلام السوري ” الخاص – الرسمي ”
بواسطة
editor2
– 2011/11/22نشر فى: مقالات وتحليلات
صحيفة بلدنا : فؤاد حميرة
21/11/2011

رغم يقيني أنَّ النظام لم يقدِّم إلى الآن الإصلاحات المطلوبة والمرجوَّة، ورغم يقيني أنه لن يفعل ذلك مستقبلاً، فقد قدَّم عبر جملة ما سمَّاه «إصلاحات» كلَّ ما يستطيع تقديمه الآن وغداً، إلا أني في الوقت ذاته أعترف، وأنا بكامل قواي العقلية، بأنَّ تهديدات وزيرة الخارجية الأمريكية بحرب أهلية في سورية، تجعلني أقتنع بما قدَّمه النظام، ولو مؤقتاً، فإذا خُيِّرت بين …حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، وجملة إصلاحات غير كافية وغير مقنعة، فلا شكَّ في أنَّ خياري سينحاز إلى الإصلاحات، خاصة أنَّ الشعب كسر حاجز الخوف وبات يعرف قيمة نزوله إلى الشارع وقدرته على تحصيل مزيد من الإصلاحات ومزيد من الحريات والمطالب.
تُخيفني الحرب الأهلية، وتصيبني بالذعر أكثر من أيِّ مفهوم آخر، ولعل هذا الخوف يفقدني عقلانيتي، وربما يجعل من مقالتي هذه مجرد كلمات فاقدة للمنطق والموقف الصحيحين، ولكني لا أملك إلا أن أخاف، لا تستطيع كلماتي أن تنفض عنها غبار الذعر على بيتي وأسرتي وأبناء وطني، وفي مواجهة الذعر أنت لا تملك الوقت للتفكير والمنطق، ذلك أنَّ ردَّات الفعل هي التي ستفرض نفسها.
وما يدفع إلى الخوف أكثر، أنَّ بعضاً من أبناء شعبنا لا يشعر بالخوف ذاته من الحرب الأهلية، مبرِّراً ذلك بأنه إذا كان لا بدَّ منها فأهلاً بها، ومِن بعد أن تنتهي نقوم ببناء سورية جديدة.. واسمحوا لي، هذا منطق يبدو لي (ربما بدافع غريزة الخوف) منطقاً مرعباً، وكأنه خارج من فيلم رعب للمخرج المتخصِّص في مثل هذه الأفلام، الراحل ألفرد هيتشكوك، فالوطن ليس أبنية وحجراً نعيد بناءه وننتهي من المصيبة، إنه الإنسان، فكيف تعيد بناء طفل فقد أهله، وتعيد بناء ناس ماتوا وقد يكونون أبرياء من فكرتي في إسقاط النظام ومن فكرتك في بقائه؟..
بالنسبة إلي، لا الحرية تبرِّر الحرب الأهلية، ولا حتى القضية الفلسطينية، ولا حتى الجولان، ولا أيّ شيء في الدينا سيجعلني مقتنعاً بأنَّ الحرب الأهلية مسوّغة في مقابل تحقيق مطلب إسقاط النظام، رغم قناعتي بأنَّ النظام بمفهومه التقليدي سقط منذ بداية الأزمة في سورية.
في رواية «عودة الروح» للكاتب توفيق الحكيم، مشهد مؤثِّر تعرَّض إلى نقد حاد من بعض كتّاب ومثقّفي مرحلة الحدة الفكرية، تدعو فيه الأم لابنها الذي انخرط في الثورة ضد الإنكليز، وترجو الله أن يحميه ويعيده إليها فتقول: «يا رب، لا تقهر أمَّاً على ابنها، حتى وإن كانت من الإنكليز». فلأنها أمٌّ تعرف أنَّ الأم الأخرى، وإن كانت عدوة واضحة ومعلنة، إلا أنها تحمل مشاعرها ذاتها نحو ابنها.
أعتذر إن كانت مقالتي عاطفية، أعتذر ممن لن يجدوا في كلماتي ما يرضي خواطرهم الفكرية، فلقد كتبت مقالتي هذه واقفاً في حضرة الذعر، منحنياً لجلالة الخوف، مرتعشاً من صورة كابوس أراه جاثماً كعمود دخان أسود، ولا أجد يداً من كلا الطرفين (سلطة ومعارضة)، تفعل ما ينبغي لإزاحته عن صدورنا.
أرجو من النظام أن يرضينا أكثر، فنحن شعبه ومصدر سلطاته كما يؤكِّد دوماً، وأرجو من المعارضة القبول بما يتحقَّق، لعلنا نتفادى شبح كارثة تلوح في الأفق، بل إنها باتت قاب قوسين أو أدنى














هل يتعايش السوريون مع بعضهم؟
عبد الرحمن الراشد
الثلاثـاء 26 ذو الحجـة 1432 هـ 22 نوفمبر 2011 العدد 12047
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

منذ بداية الثورة السورية يتكرر السؤال: في حال انفرط عقد النظام الحالي، هل يمكن للعلويين والمسيحيين والدروز والكرد والتركمان والشركس والأرمن والسنة الإمساك بكيان البلاد والتعايش مع بعضهم؟

وراجت منذ البداية أحاديث عن قيام دولة علوية في اللاذقية وطرطوس، ودرزية في شمال الجولان، وكردية في الحسكة، وشاعت التفاصيل الإثنية للمدن والأقاليم المختلطة، واحتمالات انفجار الوضع بين ساكنيها.

باختصار، نحن أمام أعظم امتحان يواجه هذا الجزء المهم من العالم العربي، فهل يمكن أن تنهار سوريا وتتفكك البلاد؟

كل ما نقلته أعلاه محتمل، ولا يستطيع أحد أن يتجاهله عندما يرد الحديث عن مرحلة ما بعد نظام الأسد، لكن أيضا علينا أن نتعاطى مع القضية من جانبين: الأول هو قدر سوريا، والثاني قدرات السوريين.

طبيعة نظام الأسد في أصله غير قابل للبقاء؛ جمهورية تحولت إلى فردية عائلية، وحتى طائفية على الأقل في نظر الأطراف الأخرى، على الرغم من أنني أعرف أن العلويين أنفسهم مظلومون كبقية الشعب السوري، ويحملون آثام النظام أيضا! وبالتالي، هذا النظام ليس مؤهلا للبقاء حتى لو تقع الثورة اليوم. وهذا كان ينطبق على نظام صدام حسين المماثل، قمعي وفردي وطائفي. قدر هذه الأنظمة المشوهة هو الفشل والانهيار.

من جانب آخر، بمقدور الإنسان السوري أن يحافظ على سوريا التي كانت، واستمرت، ومؤهلة أن تستمر بخريطتها اليوم. فنظام الأسد لم يصنع سوريا الحديثة، ولم يرسم خريطتها، ولم يخلق التعايش بين فئاتها. والتباين الإثني والعرقي لا يحول دون استمرار سوريا، فهذه خصائص معظم دول العالم اليوم أن مكوناتها أعراق أو طوائف شتى، تتعايش وفق نظام يساوي بينها. سوريا ليست أكثر تعقيدا من العراق، ولا أشد تباينا من المغرب أو الجزائر أو العراق. يكاد لا توجد بلدان كبيرة في العالم بلا فروقات، القاسم المشترك بينها رابط الدولة الحديثة، حيث لكل فرد وجماعة موقعها. وقد أثبتت تجارب الدول الحديثة أن أعظمها نجاحا أكثرها اختلاطا، وانسجاما أيضا.

وبالتالي، نعم تحت الرماد السوري توجد مشكلة طائفية يحاول النظام اللعب عليها حتى يحصل على المدد من الرجال الذين يدافعون بصدق عن النظام معتقدين أنه دفاع عن وجودهم، وحتى يستطيع أن يلجأ إليها الرئيس عند سقوطه الحتمي. مع هذا القلق المشروع، أستبعد كثيرا أن تقع حرب أهلية، أو أن تتفكك الجمهورية إلى دويلات إلا إذا كان الجميع راغب في ذلك، وهو أمر لم نلمسه قط في أدبيات الناقدين والحانقين. إن وحدة الشعب مسألة ثقافية، لا جغرافية أو تاريخية، فالأمم التي نراها اليوم تكاد لا تحمل كثيرا من أمم الماضي القديم إلا قلة منها بقيت كياناتها متجانسة، أما الغالبية فهي أمم مختلطة ناجحة متعايشة تحت سقف نظام يحترم التعددية والجماعة والأفراد.

alrashed@asharqalawsat.com




RE: الرد على: حرب اهلية يجب منعها - Rfik_kamel - 11-22-2011

(11-22-2011, 05:55 AM)بسام الخوري كتب:  اجرأ مقال في الاعلام السوري ” الخاص – الرسمي ”
بواسطة
editor2
– 2011/11/22نشر فى: مقالات وتحليلات
صحيفة بلدنا : فؤاد حميرة
21/11/2011

رغم يقيني أنَّ النظام لم يقدِّم إلى الآن الإصلاحات المطلوبة والمرجوَّة، ورغم يقيني أنه لن يفعل ذلك مستقبلاً، فقد قدَّم عبر جملة ما سمَّاه «إصلاحات» كلَّ ما يستطيع تقديمه الآن وغداً، إلا أني في الوقت ذاته أعترف، وأنا بكامل قواي العقلية، بأنَّ تهديدات وزيرة الخارجية الأمريكية بحرب أهلية في سورية، تجعلني أقتنع بما قدَّمه النظام، ولو مؤقتاً، فإذا خُيِّرت بين …حرب أهلية تحرق الأخضر واليابس، وجملة إصلاحات غير كافية وغير مقنعة، فلا شكَّ في أنَّ خياري سينحاز إلى الإصلاحات، خاصة أنَّ الشعب كسر حاجز الخوف وبات يعرف قيمة نزوله إلى الشارع وقدرته على تحصيل مزيد من الإصلاحات ومزيد من الحريات والمطالب.
تُخيفني الحرب الأهلية، وتصيبني بالذعر أكثر من أيِّ مفهوم آخر، ولعل هذا الخوف يفقدني عقلانيتي، وربما يجعل من مقالتي هذه مجرد كلمات فاقدة للمنطق والموقف الصحيحين، ولكني لا أملك إلا أن أخاف، لا تستطيع كلماتي أن تنفض عنها غبار الذعر على بيتي وأسرتي وأبناء وطني، وفي مواجهة الذعر أنت لا تملك الوقت للتفكير والمنطق، ذلك أنَّ ردَّات الفعل هي التي ستفرض نفسها.
وما يدفع إلى الخوف أكثر، أنَّ بعضاً من أبناء شعبنا لا يشعر بالخوف ذاته من الحرب الأهلية، مبرِّراً ذلك بأنه إذا كان لا بدَّ منها فأهلاً بها، ومِن بعد أن تنتهي نقوم ببناء سورية جديدة.. واسمحوا لي، هذا منطق يبدو لي (ربما بدافع غريزة الخوف) منطقاً مرعباً، وكأنه خارج من فيلم رعب للمخرج المتخصِّص في مثل هذه الأفلام، الراحل ألفرد هيتشكوك، فالوطن ليس أبنية وحجراً نعيد بناءه وننتهي من المصيبة، إنه الإنسان، فكيف تعيد بناء طفل فقد أهله، وتعيد بناء ناس ماتوا وقد يكونون أبرياء من فكرتي في إسقاط النظام ومن فكرتك في بقائه؟..
بالنسبة إلي، لا الحرية تبرِّر الحرب الأهلية، ولا حتى القضية الفلسطينية، ولا حتى الجولان، ولا أيّ شيء في الدينا سيجعلني مقتنعاً بأنَّ الحرب الأهلية مسوّغة في مقابل تحقيق مطلب إسقاط النظام، رغم قناعتي بأنَّ النظام بمفهومه التقليدي سقط منذ بداية الأزمة في سورية.
في رواية «عودة الروح» للكاتب توفيق الحكيم، مشهد مؤثِّر تعرَّض إلى نقد حاد من بعض كتّاب ومثقّفي مرحلة الحدة الفكرية، تدعو فيه الأم لابنها الذي انخرط في الثورة ضد الإنكليز، وترجو الله أن يحميه ويعيده إليها فتقول: «يا رب، لا تقهر أمَّاً على ابنها، حتى وإن كانت من الإنكليز». فلأنها أمٌّ تعرف أنَّ الأم الأخرى، وإن كانت عدوة واضحة ومعلنة، إلا أنها تحمل مشاعرها ذاتها نحو ابنها.
أعتذر إن كانت مقالتي عاطفية، أعتذر ممن لن يجدوا في كلماتي ما يرضي خواطرهم الفكرية، فلقد كتبت مقالتي هذه واقفاً في حضرة الذعر، منحنياً لجلالة الخوف، مرتعشاً من صورة كابوس أراه جاثماً كعمود دخان أسود، ولا أجد يداً من كلا الطرفين (سلطة ومعارضة)، تفعل ما ينبغي لإزاحته عن صدورنا.
أرجو من النظام أن يرضينا أكثر، فنحن شعبه ومصدر سلطاته كما يؤكِّد دوماً، وأرجو من المعارضة القبول بما يتحقَّق، لعلنا نتفادى شبح كارثة تلوح في الأفق، بل إنها باتت قاب قوسين أو أدنى

عاطفية وواقعية

لا نريد أخوتنا وأبناءنا وأهلنا أن يكونوا وقودا لحروب أمريكا وذراعها قطر

لماذا لا يحارب القطريون بأنفسهم ? لك أهلا بهم وسهلا في أي وقت




الرد على: حرب اهلية يجب منعها - بسام الخوري - 11-22-2011

الرجاء عدم دخولك مواضيعي فلا أريد لت وعجن وعلاك فيها
من يتآمر على سورية؟
الياس خوري
2011-11-21


بعد تفكك خطاب الامارات السلفية والعصابات المسلحة، وظهور تهافته، لجأ النظام السوري الى خطاب المؤامرة الاستعمارية، وخصوصا بعد قرار الجامعة العربية. وهو خطاب يلاقي الكثير من الهوى عند بعض القوى السياسية لأنه يغطي خطابها الفئوي بمسألة مبدئية تتعلق بالتصدي للقوى الكولونيالية الطامعة في ثروات المنطقة العربية، ويجد بعض الرواج في اوساط مثقفين ينتمون الى التيار القومي او اليساري، لأنه يشكّل مهربا من ضرورة مواجهة كسلهم الفكري، امام متغيرات كبرى ليست مألوفة في قواميسهم العتيقة.
شرط تشكّل خطاب المؤامرة هو فقدان الذاكرة. وهذا يقتضي محو الوقائع التي صنعت بدايات الثورة الشعبية السورية:
الحقيقة الأولى هي محاولات اولية قامت بها مجموعات صغيرة تنتمي الى اليسار العلماني للتحرك في دمشق. وقد ووجهت التحركات الصغيرة التي قام بها هؤلاء بعنف شديد، منعها من التحول الى ظاهرة تتعدى اوساط المثقفين.
الحقيقة الثانية، هي مأساة اطفال درعا، الذين كتبوا على الحيطان شعار 'الشعب يريد اسقاط النظام'، نتيجة تأثرهم بالمناخ العام الذي صنعته الثورتان التونسية والمصرية. تحوّل هذا الحدث الصغير الذي صنعه الأطفال، الى تعبير صارخ عن واقع مزدوج الدلالات. فقد عبّر من جهة عن جرأة الأطفال على التعبير حين يصمت الكبار خوفا او تحسباً، كما كشف من جهة ثانية طبيعة النظام المخابراتي الوحشي الذي يحكم سورية منذ اربعة عقود. بدلا من ان يعتذر النظام عن تعذيب الأطفال ويعاقب مرتكبي هذا الفعل الشنيع، استمر في اعتقالهم، واهان اهلهم الذين ذهبوا للتوسط اليه عبر مسهم في شرفهم واعراضهم، ما اشعل شرارة الثورة في حوران، التي امتدت الى سورية كلها. الى ان وصلت الأمور الى تحول الطفل الشهيد حمزة الخطيب بجسده الممزق الى رمز وايقونة.
الحقيقة الثالثة هي الاستخفاف بمطالب الشعب، وقيام رأس النظام باستبدال تعبير 'الجرذان' الذي استخدمه القذافي، بتعبير 'الجراثيم'، من اجل وصف المتظاهرين، مظهراً التعنت والصلف والكبرياء، وهي سمات جعلت من القمع الذي لا يرحم الوسيلة الوحيدة لمواجهة الحركة الشعبية، بحيث صارت المظاهرات حقولا للقتل والجريمة.
هذه الحقائق الأولية يجب ان تكون اساس اي كلام عن الوضع السوري الراهن. قبل ان يتحدث النظام عن مؤامرة امريكية- قطرية- سعودية لاسقاطه، وقبل ان يتحدث معارضوه عن ظاهرة التمسك الاسرائيلي ببقائه، على التحليل ان ينطلق من هذه الحقائق الثلاث كي يتلمس وسيلة لفهم الثورة السورية، باعتبارها ثورة عفوية قام بها الشعب يأساً من النظام، ودفاعاً عن كرامته الانسانية التي ديست بالبوطات العسكرية، ومن دون ان ينتظر معارضة هشّمها القمع وهمّشها.
من الصعب ان نقتنع بفرضية المؤامرة العفوية! فهذا النوع من الكلام البائس ينتمي الى الماضي، ولم يعد قادرا على مخاطبة احد، فكيف يُقنع السوريين الذين شاهدوا آلة القمع التي تطحنهم وهي تمتزج بآلة الكذب التي تعمل على تحطيم صورة بطولة نضالهم ونبله.
الانتفاضة الشعبية العفوية لم تفاجىء النظام الاستبدادي وحده بل فاجأت المعارضة الديمقراطية ايضاً، كما فاجأت العالم بأسره. والارتباك الدولي الذي شهدنا فصوله مع الايام الاولى للثورتين التونسية والمصرية، تكرر في سورية على مدى ثمانية اشهر كاملة. هذا لا يعني بالطبع ان لا وجود لاحتمالات تآمرية على المنطقة. المؤامرة وجدت حين بدأ النظام المصري في التهاوي، فجرى تركيب ديكتاتورية مقنعة من اجل اجهاض الثورة. كما ان المؤامرة في الحالة الليبية لم تكن ممكنة لولا عناد الديكتاتور الأحمق، الذي استجلب التدخل الخارجي، وقاده الهوس بنفسه الى قرار تدمير الوطن كثمن لسقوطه عن عرشه الوهمي.
المفاجأة بالثورة لا تعفي الثوريين وقوى المعارضة من المسؤولية. وحدها الثورة من يستطيع حماية سورية من التفكك الذي يهدد الوطن، بسبب السياسة الرعناء للنظام، التي تستند الى الدعم الخارجي، ولا تتورع عن تحطيم كل شيء.
الثورة السورية في شهرها التاسع تواجه اربعة اخطار:
الخطر الأول هو الانجرار الى الممارسات الطائفية. هذا هو الفخ الاكبر الكفيل بتحطيم كل القيم التي سقط الألوف دفاعا عنها. لا للانتقام الطائفي مهما كانت الاسباب، ومسؤولية المجلس الوطني وجميع قوى المعارضة ادانة هذا السلوك، والا تكون الثورة قد سقطت في العنصرية، وبدأت تحفر قبرها بيدها.
الخطر الثاني هو استخدام السلاح. هناك انشقاقات في الجيش، وتشكيلات عسكرية متعددة تقول انها تنتمي الى الجيش الحر. يجب ان يخضع هذا الجيش لاستراتيجية تضعها القيادة السياسية، كي لا يتحول اداة يستخدمها الخارج. ويجب على العسكريين ان يفهموا ان الثورة السورية هي ثورة شعبية سلمية وليست انقلابا.
الخطر الثالث، هو الترويج للتدخل العسكري الخارجي. هذا التدخل هو مقتل الثورة لأنه يشجع على سيادة الوهم بأن الدول الغربية الاستعمارية ستأتي لأنقاذ الشعب من سطوة نظام احترف الانحناء وتقديم الخدمات للخارج، في مقابل تأبيد سلطته. التدخل العسكري الخارجي لن يأتي، هذا اذا اتى اصلا، الا لحظة ترنح النظام عشية سقوطه، وهو بهذا المعنى سيكون بلا معنى، وسيعرض سورية للوقوع في فخ المؤامرة.
الخطر الرابع، هو عدم ايلاء العمل السياسي كامل الاهتمام. النظام يناور ويخادع، لكن هذا لا يعني ان لا يستمر الضغط السياسي عليه. لكن الضغط العربي والدولي على اهميته، لن يحلّ المشكلة. المشكلة يحلها الشعب السوري الذي حين يخوض معركته من اجل الديموقراطية، فهو لا يخوضها من ضمن عقلية المحاور العربية، وليس من اجل تغطية الاستبداد النفطي، بل من اجل حرية سورية والعرب.
مسؤولية انقاذ سورية من المؤامرة التي يقودها اليها جنون النظام ومشروعه الانتحاري، تقع على عاتق المعارضة ومناضلي التنسيقيات. الطريق قد يكون صعبا وطويلا، لكنه طريق الحرية الذي رسمته كرامة الناس وهي تتصدى للاذلال والقمع.
' ' '


الرد على: حرب اهلية يجب منعها - أبو نواس - 11-22-2011


التدخل الخارجي لن يأتي بخير على البلد. والحرب الأهلية قد تتسبب بتقسيمه.

التقسيم يحقق أهداف إسرائيل والمتشددين الإسلاميين الذين لا يؤمنون بوحدة الوطن بل بالأمة الإسلامية في دار حرب أو دار سلم.