حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ (/showthread.php?tid=46149) الصفحات:
1
2
|
هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - فارس اللواء - 12-04-2011 بقلم/ فارس اللواء هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ هل المجتمع المصري أصولي؟..سؤال كثيرا ما كان يراودني وأنا أبحث عن الوسطية بين أعين الناس وقلوب وتصرفات المصريين..في الحقيقة لا أستطيع أن أُجزم بالإجابة نعم أو لا، فالإجابة تتطلب معرفة تامة بطبائع وآراء وأفعال قاطني كافة مُدن وقري الجمهورية، وعليه فليزمنا في هذا المقام أن نتعرض لظواهر والحُكم عليها ، فالظاهرة هي أيا كان شكلها هي تنفيس طبيعي لما يعاني منه أو يتميز به المجتمع...ولكن قبيل البحث في الظواهر علينا أولا تعريف "الأصولية" كي يكون التحليل أكثر صرامة علمية ومنهجية... الأًصولية كما هي في موقع المعرفة الأول ويكبيديا هي.."اصطلاحٌ سياسي فكري يشير إلى نظرة متكاملة للحياة بكافة جوانبهاالسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية نابعة عن قناعة متأصلة نابعة عن إيمانٍ بفكرةٍ أو منظومة قناعات، تكون في الغالب تصوراً دينياً أو عقيدةٍ دينية."......الأصولية بهذا التعريف تتجاوز المُتعارف عليه بذم الأصولية إذ سيُقال وما المانع أن تكون النظرة للحياة نابعة عن قناعة دينية أو أن يكون هذا التصور هو قناعة مبنية علي عقائد دينية؟؟..وهذا السؤال يتطلب أولا قبل الإجابة عليه معرفة هل تلك الأًصولية نتيجة لاجتهاد فكري أو صدام أدي للتنوير أم هو رد فعل لحالة حضارية اتسمت بالشمولية والإستبداد والرفض؟ أستطيع أن أحكم بأنه لو جاز لنا وصف المجتمع المصري بالأصولية أن نقول عنه أنه نتاج إحدي الحالتين ، وبالتالي سيكون توصيف المجتمع لأحدهما دونا عن الأخري.. الحالة الأولي هي اجتهاد فكر ي أو صدام أدي للتنوير، فمن البديهي أنه وحين الإجتهاد الفكري أن يصاحبه صدام أفكار كنتيجة حتمية لهذا الإجتهاد، وبعد الصدام تأتي فرقة محافظة وفرقة إصلاحية ويدور بينهما صراع ثقافي وأحيانا ما يكون سياسيا يؤدي بالتبعية إلي نظرة جديدة وعصرية لمصطلحات ومفاهيم تلك الحُقبة، وبالتالي يتم تفسير تلك المصطلحات والمفاهيم تبعا للمحيط الثقافي والجغرافي والسياسي والديني مما يخلق مرونة تؤدي إلي نظرة جديدة ومتعارف عليها للأصول والفروع الدينية ستعمل علي محاكاة واقع المجتمعات بطريقة سليمة... أما في الحالة الثانية التي تتسم بالشمول والقمع والرفض فمن المفترض أن تكون الأصولية في هذه الحالة هي رد فعل علي ظلم ورفض لمظاهر التدين، ومن أهم سمات هذه الحالة هي نشوء دعاة ووعاظ دينيون يهبطون فجأة علي تلك المجتمعات دون أي خلفيات دينية أو فكرية تمكنهم من إنتاج دراسات معتبرة ومُعتد بها ومتعارف عليها، بل ستجدهم بالكاد يثيرون الخلافات ويتسببون في أزمات ثقافية ودينية وسياسية مما يفتن المجتمع بهم لتوقه المسبق لمظهر التدين المفقود...فالإستبداد والقمع من شأنه إحداث حالة بلادة فكرية لدي الشعوب ستؤثر تلك الحالة علي المنتوج الثقافي لهم وبالتالي وحسب نظرية الفراغ فأي متحدث بإسم الدين يكفيه فقط امتلاك روح الخطابة أو فصاحة اللسان ليأسر قلوب العامة.فالقلوب نفسها فارغة وتفتقد للزعامتين السياسية والدينية.. وعليه ستكون الأصولية ضاربة في نفوس هذا المجتمع.. الحالة الأولي التي أدت للأصولية هي جيدة لأنها مرت بمراحل المعرفة وتسببت تلك الحالة في تحريك العقل من ركوده وبلادته إلي الإنطلاق والنهضة. أما الحالة الثانية فهي ليست جيدة إذ لكونها كانت رد فعل فهي بالكاد لا تمتلك وسائل المعرفة المطلوبة للتشخيص وستتسبب في إنتاج شخصية إنسانية متسلطة لا تراعي حق الآخر في الحرية والإبداع ، وستستخدم الدين حتما في قتل المجتمعات عبر الإهتمام بالصغائر وترك الكبائر.. بعد عرض هاتين الحالتين نستطيع أن نوجزهما في تبعية أهلية العقل للإنتاج والعمل النهضوي لشرطين أساسيين ..أولهما الحرية بتعريفاتها المتعارف عليها...ثانيهما مرور العقل بمراحل المعرفة مما يكسبه ميزة التجربة وبالتالي سيكون التشخيص سليما... أما عن صحة توصيف المجتمع المصري بالأصولية فهذا نكله لتعريف الحالتين ورغم أنه تعريف سيخضع حتما للنسبية إلا أنني أراه أقرب التوصيفات لمعرفة الأصولية وتمييزها في شخوص الأعيان والمجتمعات، هذا رغم أنني أري أن المجتمع المصري هو إحدي أقوي المجتمعات العربية التي تجمع بين الأصولية في الحالتين ولكن وفي ظل التنافس بينهما يتأرجح الفوز لأحدهما علي الآخر حسب الظرف السياسي والإقتصادي، فالنهضة الفكرية المصرية مرت بمراحل وتجارب عديدة أعترف أن التيار الإسلامي كان منتوجه فيها ضعيفا، بل كان هو نفسه عقبة أحيانا لتصدير الأصولية الصحيحة بوقوفه ضد أفكار المبدعين وتسليط كشاف الحُكم بسرعة دون حوار أو استبيان لمعرفة المتنازع عليه حق معرفته، هذا وإن كان ذلك نتيجة لتأثير القمع علي الإسلاميين إلا أنه خصم كثيرا من رصيد الإسلاميين عند الإعتداد بتاريخ النهضة..وعليه كان ومن الضروري العمل علي إنتاج تصور صحيح للواقع وربطة بالأصول والفروع، فكم من المبدعين والمفكرين الذين عانوا من نظرية الإقصاء والرفض نتيجة للتعبير عن قناعاتهم وآرائهم.. أيضا أري من أبرز عيوب الأًصولية الناتجة عن القمع والرفض هو عدم تفهم الحداثة كما ينبغي، بيد أن شكلت لديهم الحداثة أفهاما أصبح متعارفا عليها باعتبار المصطلحات التي أتت بها الحداثة وكأنها أديان و معتقدات وهذا خطأ شنيع يجب مراجعته، فالحكم علي الشئ فرع تصوره، وقبل التجاوز لابد من الإستيعاب، لا يكفي أبدا أن نختصر الإنسان وعقله الذي ميزه الله بالفكر أن نختصره في نص قد يكون صحيحا وقد يكون ضعيفا ،وقد يقبل التأويل وقد لا يقبل، وقد يكون مطلقا وقد يكون مقيدا، وقد يكون ذي اختصاص بالمسألة وقد لا يكون...هنا تأتي مهام العلماء والمفكرين ليس فقط في الشرع بل أري أنه ومن الضروري للأصولية السليمة أن نعتق رقاب كافة المجتهدين من البتر، وأن نعمل علي صياغة جديدة للعقل المسلم يتقبل بها الآخر دون أن يعتقد بوصايته عليه، وأن ندعم العلم بكافة طاقاتنا ، وأن نحترم العلماء والمفكرين، وأن نُجل الدعاه وفي ذات الوقت لا نتركهم يثيرون الخلاف دون تقويم، وأن نعمل سويا علي إنتاج نهضة فكرية تعترف بالآخر وتُقدس حقه في الإختيار. المصدر / مدونتي ميدان الحرية والعدالة الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - fares - 12-05-2011 نعم معظم المجتمع المصري أصولي الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - طريف سردست - 12-05-2011 اعتقد ان موضوعك مفصل خصيصا على قدر التعريف الذي عثرت عليه في " موقع المعرفة الاول" ولربما انت الذي كتبه ايضا في " موقع المعرفة الاول".. اليك ماكتبه روجيه غارودي " المسلم" عن الاصولية، والاصولية الاسلامية:: المفكر الفرنسي المسلم رجا غار ودي عرف الاصولية في كتابه " الأصوليات المعاصرة أسبابها و مظاهرها" يقول: الأصوليات – كل الأصوليات – أكانت تكنوقراطية ،أم ستالينية ،مسيحية،يهودية،أم إسلامية.تشكل اليوم الخطر الأكبر على المستقبل. " تقوم الأصولية على معتقد ديني أو سياسي مع الشكل الثقافي أو المؤسسي الذي تمكنت من ارتدائه في عصر سابق من تاريخها. وهكذا تعتقد أنها تمتلك حقيقة مطلقة و أنها تملك حق فرضها . و المكونات الأساسية للأصولية هي: 1 – الجمودية،و رفض التكيف،جمودا معارضا لكل نمو أو تطور. 2 – العودة الى الماضي ( و الانتساب الى التراث،والمحافظة ) 3 – عدم التسامح ،الانغلاق،التحجر المذهبي،التصلب، العناد والكفاح. أي يمكن للأصولية أن تضع نفسها كجمودية في مواجهة التطور،كتراث في مواجهة الحداثة،كتحجر مذهبي في مواجهة الحياد الموضوعي ." و يضيف غار ودي " لا يمكن لنقد الأصولية أن يكون فعالا إلا إذا استند أولا الى معرفة الآخرين السخية أو معتقداتهم التي تشكل الأصولية تشويها لها.على هذا النحو فقط سنتمكن من مساعدة الآخر على فهم أن ما يسميه دفاعا عن إيمانه و ثقافته هو "أصولية" لأنه وحدّ إيمانه مع الشكل الثقافي أو المؤسسي الذي ارتداه في مراحل سابقة من تاريخه، و لأنه لا يدرك هذا التاريخ في شموليته.فيالها من كفاية غريبة، كفاية الاعتقاد المحض بالتفوق الثقافي الذاتي، فقط لأن المرء يجهل كل الثقافات الأخرى،التي يمكننا انطلاقا منها أن نمتلك نظرة ناقدة الى ثقافتنا و مشتقاتها" يضيف غار ودي فيما يخص الأصولية الإسلامية قائلا: "لا ينطلق الأصوليون المسلمون من الماضي لأحياء أسلام يجيب عن أسئلة عصرنا الحيوية،بل الأمور تجري كلها و كأن المسلم في نظرهم،يعني العيش كرعية الخلفاء العباسيين منذ أكثر من عشرة قرون تقريبا.و الحال فأن الألف سنة التي توقظ الأمل لدى الجماهير الشعبية بعصر ذهبي،توجه شطر تعابير رمزية عن هذا الرجوع:محرمات كسائية أو عبادية تحول شرطا جميلا من شروط الطهارة الى طهرانية شكلية، و من هنا عجز الأصوليين عن تكوين مشروع مجتمعي- تكوين فقه القرن العشرين-.ان برنامج القادة الإسلاميين(؟؟...!!!) يتحول الى تكرار،ذي طموح تهذيبي و أخلاقي، لصنع تجريدية من القرآن و السنة منذ ألف سنة،منفصلة عن سياقها في القرآن و في التاريخ.و هم بذلك لا يدعون الى إعمال الفكر و مبدأ المشاركة،بل يدعون الى الانقياد السلبي للزعماء الدينيين، محترفي الدين ومرتزقته، الذين يجعلون أنفسهم بمثابة موظفين لدى المطلق خلافا للأحكام القرآنية. ان حركات كهذه تكون طريدة سهلة لقوى أجنبية جاهزة دائما لتمويلها بسخاء،لأنها تعزز كل السلطات الأمر الذي يسمح لهذه القوى،بتوطيد وصايتها الأيديولوجية من خلال تبعية اقتصادية". لذلك المجتمع المصري اصولي في ابشع مظاهره، مع اني اتفهم اسباب اهتمامك في التغطية على ذلك وحرف الانظار عن مخاطره وجوهره ان الفرق بين وصف جارودي للاصولية وبين وصفك لها ان الاول انطلق من وقائع على الارض فوصفها في حالتها الواقعية في حين انك انطلقت من سيناريو فكري غائي قادر على السيطرة عليه وتجميله حسب الطلب الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - فارس اللواء - 12-08-2011 أي كلمة ياطريف لها معنيين واحد في اللغة والثاني في الإصطلاح المتعارف عليه..وقد يشترك معني الكلمة بين الإثنين، وتلك المصطلحات كالأصولية لا ينبغي إستخدامها إلا في إطار اللغة والإصطلاحات.. أراك تحكم علي الأصولية من منطلق نقدي وهذا الحُكم سيؤثر حتما علي مقابلة أفكارك مع الآخر.. فهمي للأصولية من الكلمة "أصل" وحسب فهمي للقصة بكاملها أري أن كل دين به من المزايا ما يعينه علي البقاء، الحق الخير الجمال ..أي قيم إنسانية لها أصول في الأديان، وبالتالي أصبح استخدام الأصولية مسموحا به في إطار تعريفات معينة وهو ما حاولت فهمه... أنا أري الأصولية مبادئ عامة تدعو لها الأديان وتتقاطع فيها الأفكار ويبدو أنك تري الأصولية بأنها رجعية وتزمت وعودة بالأفكار عن العصرنة ومخالفتها للواقع.. ماذا لو رأيت -مثلا- ما ينقض فكرة جارودي عن مكونات الأصولية..بحيث تكون كالتالي 1 – المرونة والتكيف، مرونة موافقة لكل نمو أو تطور. 2 – العودة الى مبادئ وأصول الماضي ( و الانتساب الى التراث،والعمل علي فهمه وعصرنته ) 3 – التسامح ،الانفتاح،قبول الآخر،الكفاح. ألا يجوز لنا أن نطلق عليها تلك التوصيفات أم ماذا؟ الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - طريف سردست - 12-08-2011 كما ذكرت لك سابقا فأنت ترى الاصولية بطريقة ذهنية غائية تهندس لها محتوى ولاترى محتواها الحقيقي على ارض الواقع.. والخطيئة تبدأ من التعريف الذي يغطي عمليا على حقيقة الاصولية بطريقة لغوية إذا كان العمود الفقري للاصولية هو قائم على معتقد (ديني او ايديولوجي) بشكله الثقافي من عصر سابق، الامر الذي يشير اليه تعبير " الاصل" فسيكون من غير الممكن الايحاء على قدرتها على ان تملك " مرونة وتكيف" في القضايا الاصلية وانما فقط في الشكلية لتمرير الاصل الثابت والموروث الذي يعطيها صفة الاصولية، وهو امر لايتجاوز الرغبة في خداع المواطن البسيط. ومع كل محاولاتك لتجميل الامر تضطر للاعتراف انها ( العودة الى مبادئ وأصول الماضي). والحقيقة ان اضافتك اللاحقة التي وضعتها بين القوسين كانت لتخفيف حدة الفقرة الاولى الفاضح. وكما ترى فالقسم الاول يعترف ان الهدف الرئيسي هو " العودة الى الماضي" بدون اية رتوش . ان تضيف ( و الانتساب الى التراث،والعمل علي فهمه وعصرنته ) لايغير من الامر شيئا، فالانتساب الى التراث مسألة ذاتية غير موضوعية الاصولي نفسه قادر على تضمينها مايشاء ويفسرها حسب اهدافه المكبوتة ليصب ويخدم الهدف الاول، اي العودة الى الماضي، بدون اي رحمة. اذا هي لاتقدم شيئا هاما للمغزى الاصلي والفج. وقولك " العمل على فهم التراث وعصرنته" ايضا لاتعني شيئا محددا وسيبقى الامر من خلال وجهة نظر " الاصولي" على الغير اصولي وحسب رؤيته الغائية والشكلية والاصولية للعصرنه. وهذا الطرح يبقى بعيدا عن تناول مسألة ان الاغتصاب الفكري والفرض والوصاية والالغاء وإمتلاك الحاكمية هي جزء هام ليس فقط من " مبادئ واصول الماضي" وانما ايضا من "تراثنا"، الذي تسوق له، بحيث انك عمليا تعطي انطباعات لغوية قابلة للتأويل الغائي من قارئ ساذج، في ذات الوقت الذي لم تتخلى قيد انملة عن كل ماهو سئ في تاريخنا القديم والحديث على حد سواء والذي تتضمنه " الاصولية" وتبنته الاصولية السياسية اليوم بأـبشع اشكالها وتسعى لتحقيقه. ان التسامح والانفتاح وقبول الاخر لايعرف انهم مفاهيم يقيم لهم الاصوليين اي وزن او جزء من تراثهم الثقافي والسياسي. عدا عن ذلك " اصول الماضي والتراث " في مصادرهم الفقهية لايملكان توجهات فكرية ومتفق عليها وواضحة تؤسس وتقر وتحمي مبادئ التسامح والانفتاح وقبول الاخر بمعانيها الحديثة والشمولية، ولازال الاصوليين يحبون على بطونهم في هذا المجال ضمن حدود الفترات الاكثر سوادا في تاريخنا الثقافي. بمعنى اخر لايملك الاصوليين اليوم رؤية معلنة وواضحة تتفق ليس فقط مع حقوق الانسان بل وحتى لاتتفق مع الفترات الاكثر اضاءة في ماضينا. فأي " اصل من الاصول" تتكلم عنه، ولماذا الاصوليين الاسلاميين على الدوام يتمسكون بالفترات الاكثر قتامة متناسين ان الناس الذين بنوا الماضي لم يكونوا يتطلعون الى الماضي .. وان من يبني اليوم سيكون ماضي لرجال المستقبل ، فلماذا لانهتم اكثر ببناء ماضي مشرق لمن يأتي بعدنا، عوضا عن ان نصر على ان نكون امعات؟ ان محاولة لغوية لتبييض تاريخ ومضمون الاصولية بدون نقد حقيقي للاصولية التاريخية لايمكن فهمها الا محاولة لتزوير التاريخ وتسويق الذئب تحت اسم النعجة. كما ذكرت لك سابقا فأنت ترى الاصولية بطريقة ذهنية غائية تهندس لها محتوى ولاترى محتواها الحقيقي على ارض الواقع.. والخطيئة تبدأ من التعريف الذي يغطي عمليا على حقيقة الاصولية بطريقة لغوية إذا كان العمود الفقري للاصولية هو قائم على معتقد (ديني او ايديولوجي) بشكله الثقافي من عصر سابق، الامر الذي يشير اليه تعبير " الاصل" فسيكون من غير الممكن الايحاء على قدرتها على ان تملك " مرونة وتكيف" في القضايا الاصلية وانما فقط في الشكلية لتمرير الاصل الثابت والموروث الذي يعطيها صفة الاصولية، وهو امر لايتجاوز الرغبة في خداع المواطن البسيط. ومع كل محاولاتك لتجميل الامر تضطر للاعتراف انها ( العودة الى مبادئ وأصول الماضي). والحقيقة ان اضافتك اللاحقة التي وضعتها بين القوسين كانت لتخفيف حدة الفقرة الاولى الفاضح. وكما ترى فالقسم الاول يعترف ان الهدف الرئيسي هو " العودة الى الماضي" بدون اية رتوش . ان تضيف ( و الانتساب الى التراث،والعمل علي فهمه وعصرنته ) لايغير من الامر شيئا، فالانتساب الى التراث مسألة ذاتية غير موضوعية الاصولي نفسه قادر على تضمينها مايشاء ويفسرها حسب اهدافه المكبوتة ليصب ويخدم الهدف الاول، اي العودة الى الماضي، بدون اي رحمة. اذا هي لاتقدم شيئا هاما للمغزى الاصلي والفج. وقولك " العمل على فهم التراث وعصرنته" ايضا لاتعني شيئا محددا وسيبقى الامر من خلال وجهة نظر " الاصولي" على الغير اصولي وحسب رؤيته الغائية والشكلية والاصولية للعصرنه. وهذا الطرح يبقى بعيدا عن تناول مسألة ان الاغتصاب الفكري والفرض والوصاية والالغاء وإمتلاك الحاكمية هي جزء هام ليس فقط من " مبادئ واصول الماضي" وانما ايضا من "تراثنا"، الذي تسوق له، بحيث انك عمليا تعطي انطباعات لغوية قابلة للتأويل الغائي من قارئ ساذج، في ذات الوقت الذي لم تتخلى قيد انملة عن كل ماهو سئ في تاريخنا القديم والحديث على حد سواء والذي تتضمنه " الاصولية" وتبنته الاصولية السياسية اليوم بأـبشع اشكالها وتسعى لتحقيقه. ان التسامح والانفتاح وقبول الاخر لايعرف انهم مفاهيم يقيم لهم الاصوليين اي وزن او جزء من تراثهم الثقافي والسياسي، على العكس من مفاهيم الاغتصاب والفرض والحاكمية والاقصاء والتمييز المبرمج والابتزاز والانتهاك المشرعن الذي يعتبرا جزءا من المشروع الثقافي والفكري للاصولية. كما ان مجموعتي المفاهيم متناقضان من حيث الجوهر مع بعضهم بحيث انهم ينفيان القدرة المنطقية للاصولية على امتلاكهما بدون ان تفقد محتواها الاصولي. نحن لانملك اي تراث ثقافي للاصوليين يدفعون فيه عن عن محتوى عصري لمفاهيمهم حتى نتمكن من فهم مفاهيمهم ومقارنتها بالمستوى العصري او معرفة رأيهم مدى التحولات في ارائهم حول مفاهيم الاغتصاب المشهورة عنه. كما ان الفترات المضيئة فكريا الموجود في " اصول الماضي والتراث " لاتملك تأصيلا في مصادرهم الفقهية ولايملكان حولها اية توجهات فكرية ومتفق عليها وواضحة تؤسس وتقر وتحمي مبادئ التسامح والانفتاح وقبول الاخر بمعانيها الحديثة والشمولية، ولازال الاصوليين يحبون على بطونهم في هذا المجال ضمن حدود الفترات الاكثر سوادا في تاريخنا الثقافي. بمعنى اخر لايملك الاصوليين اليوم رؤية معلنة وواضحة تتفق ليس فقط مع حقوق الانسان بل وحتى لاتتفق مع الفترات الاكثر اضاءة في ماضينا. فأي " اصل من الاصول" تتكلم عنه، ولماذا الاصوليين الاسلاميين على الدوام يتمسكون بالفترات الاكثر قتامة متناسين ان الناس الذين بنوا الماضي لم يكونوا يتطلعون الى الماضي .. وان من يبني اليوم سيكون ماضي لرجال المستقبل ، فلماذا لانهتم اكثر ببناء ماضي مشرق لمن يأتي بعدنا، عوضا عن ان نصر على ان نكون امعات؟ ان محاولة لغوية لتبييض تاريخ ومضمون الاصولية بدون نقد حقيقي للاصولية التاريخية لايمكن فهمها الا محاولة لتزوير التاريخ وتسويق الذئب تحت اسم النعجة. الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - فارس اللواء - 12-08-2011 أؤمن تماما أن محاورة كاره للأديان لن تفضي إلا إلي الشك والطيش ونقص العلم.. دائما تقيس علي الشاذ والمُنكر وتتدخل في النوايا وكأنه ليس ملاكا علي الدنيا إلا أنت!..حضارة المسلمين مثلما كان بها السئ كان بها الحسن، ومثلما كان هناك الأصوليون المقلدون الجامدون كان هناك أيضا الأصوليون العقلانيون المجددون..شكلوا الإثنين طرفي صراع دائم في الأديان وليس فقط في الإسلام.. تيار الغلو الأصولي غالبا ما يأخذ من عُرفه وطِباع مجتمعه ويقيده إلي النص المستهدف بحيث أن يقوموا علي تطويع الواقع للنص، وهؤلاء مُنكر عليهم أفكارهم وفي العقود الأخيرة برزت حالة تجديد فكري ارتقائي واجهت تلك التطويعات المخلة بالإنكار والعلم..ولكن في المحصلة هناك أصل وعدة أفهام.. أيضا هناك أنواع أخري من الغلو الأصولي الذي تصدي له المجددون كالخرافة والشعوذة من جهة والإدعاء بإخضاع فكرة الغيب للتجربة، فمقام العقل ثابت في الإسلام واستخدامه للسببية لإثبات العلاقة بين الأسباب والمسببات موجود.. الشاهد أن الوقوف عند حرفية النص وظواهره هي التي تُمكن لناقدي فكرة الدين من النقد اعتماد أيضا علي نفس النص، ولو عدت للقسم الديني ستجد عشرات الموضوعات التي تطعن في الأديان وفي الإسلام بالأخص ستجد هذه الظاهرة بوضوح..بينما ينادي الإسلام بالوسطية في الفهم، لا للوقوف علي حرفية النص ولا لتأويله لإفراغه من معناه اللغوي والإصطلاحي..وهذه مشكلة فكرية تواجه ذوي الأصولية المنقودة من طرفي في المقال وبين دعاة المادية في نقدهم لذات الأفكار المنقودة.. الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - طريف سردست - 12-11-2011 سيدي فارس اللواء بالتاكيد لااستغرب التجاءك الى التشخيص، إذ ليست صفة غريبة عن سلوك الاصوليين.. غير ان الذي يثير استغرابي هو " رفعك القرآن" في موضوع يتناول سلوك الاصوليين وليس دينهم، بالذات على خلفية ان من عادة الاصوليين امثالك المسارعة الى الادعاء ان الاسلام لاذنب له إذا كان الخطأ في التطبيق. وهنا تعرضت في تعليقي للتطبيق فقط ولم اتناول مسؤولية الاسلام فلماذا تحويل الامر الى كاره الدين، خصوصا وان المطروح " اعمالكم" وليس نظرياتكم؟ لايوجد على الاطلاق كراهية للاديان تنطلق من النظرية بدون ان تستند الى التطبيق، اي الى اعمالكم. لهذا السبب نجد انه حتى المرحوم الغزالي قد لاحظ اعمالكم عندما اشار اليها قائلا: إن انتشار الكفر في العالم يحمل نصف أوزاره متدينون، بغضوا الله الى خلقه بسوء صنيعهم وسوء كلامهم .. فهل بعد ذلك تعتقد ان المتدينون في الجنة والكافرون في النار؟ اشك بذلك اذا كان الله عاقل وحكيم.. وكما نرى اليوم فالشائع هو ممارسة الانتهاكات من قبل الاصوليين الاسلاميين، وبالتالي فالقياس ليس على شاذ او نوايا، والانكار الذي تدعيه بالكاد له قوة فعل تعادل قوة فعل الانتهاكات. عدا عن ذلك فالاكتفاء بالانكار قولا لجرائم الانتهاكات يعادل عمليا مشاركة الجاني في جنايته، ولايزيد الانكار عن محاولة لاثارة الغبار وتغطية الجريمة الفعلية التي بقيت وتبقى بدون عقاب رادع. ونعود الى موضوعك الذي تحاول اخراجنا عنه..واسمح لي بتوجيه السؤال التالي: هل ينطبق تعريف الاصولي الذي سوقته لنا من (موقع المعرفة الاول) على السلفيين المصريين والسعوديين واتباع القاعدة اليوم ام لا؟ إذا كان ينطبق، سيظهر الوجه البشع الذي يختفي وراء رونق الكلمات التي تجشمت جهد صياغتها خالية من كل معنى. وإذا كان لاينطبق سيكفي برهانا على ان التعريف ناقص في احسن الاحوال.. ان الوسطية يدعيها جميع الاصوليين، بدون اية قدرة على معرفة حدود الوسطية او شكلها او مقوماتها او معناها او قيمتها بالمقارنة مع المطلوب. وهو برهان اضافي على ان الكلمات لامعنى محدد لها في الفكر الاسلامي، لتصبح مطية يمطيها كل من هب ودب بدون اية معوقات مُلزمة او رادعة وهي احدى النواقص الكارثية في النص الديني تسمح بإستغلال النص لخداع كل ساذج. لهذا السبب فتسويق الوسطية حجة خالي من كل معنى، والشريعة لاتحمي الاغبياء .. شكرا لك الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - فارس اللواء - 12-12-2011 أنت تمارس الشخصنة ياطريف وتعود لتتهم بها محاورك.....تتدخل في النوايا وتجعل نفسك حكما علي رؤيتي... هذا المنهج التفكيكي لا يعترف بأي اتفاق بل يبحث دائما عن الخلاف، فلا غرابة إذا من قياسه المتكرر والدائم علي الشاذ والمُنكر، ولو كان ذي مرجعية تعتد بماهوية العقل وليس عدميته لوقف علي أطر نقاش محترمة تجتر التاريخ والحضارة بجرة قلم! تدعي –ولا أقول تكذب- أنك تتحدث عن التطبيق بعدما وجدت نفسك في مواجهة مباشرة مع الأديان وبالتالي قيمها ومبادئها، فلو كان ذلك صحيحا لما استنكرت مصطلح العودة إلي قيم ومبادئ وأصول الماضي..فأي دين علي وجه الأرض لابد له من ماضي يرتكز عليه ويُبني عليه عقيدة وثقافة وتاريخ معتنقيه، دعمت ذلك بطلبك التخلص من التراث كي يكون الدين كفكرة موافقا لفهم واقعك...يعني باختصار أنت تدعو للتخلص من أصول الأديان وأفكارها ومبادئها بدعوي المبادئ، وقد دعمت ذلك بقياسك علي الشاذ والمُنكر كي يكون تصورك مقبولا وذي مرجعية.. لا أتنكر أبدا لتاريخ المسلمين والذي كان في أغلبه تاريخا استبداديا، ولكن الحُكم بناءا عليه يفرض علينا الحُكم علي ذلات وهنات حضارات الغرب، والقياس علي القمع الفكري الذي يواجهه الآخر في بعض البلدان التي تتسم بالحضارة..ناهيك عن التغاضي عن المحيط الثقافي للحضارات وتناسي دور الحداثة في رفعتها ، لا نقيس أبدا واقعا إعلاميا واقتصاديا واجتماعيا لزمنين كان الواقع فيهما أكثر صلابة وتجذرا وتدقيقا وتطورا في زمن دون الآخر...ومعه لا يصح التنكر لمسلمين ركبوا قطار الحداثة حتي لو كانوا علي أول الطريق...فهمك هذا أًصولي بحت"حسب توصيفك" يقابله فهم الأصولي السلفي..لا فارق بينكما.. الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - فارس اللواء - 12-13-2011 بالنسبة لمسألة التطبيق التي أشار إليها طريف سردست وقولي عليه مؤخرا أن فكر طريف هو انعكاس للأصولية في فهم التطبيق والقياس علي الشاذ...أطرح هنا مقالا للدكتور محمدعمارة وهو ورغم اتفاقي معه في كثير رأيه إلا أنني لم أتعاطف مع مقاله التالي: التراث الدموي.. في التطبيق! ::: بقلم : د. محمد عمارة يتصور بعض السذج أو المنافقين، أن الفكر العنصري الدموي؛ الذي طفحت به أسفار العهد القديم، ومجلدات التلمود، والذي يدعو اليهود إلى تدمير كل الشعوب، وأكل ثرواتهم، واستعباد من يقول لهم "قولا"!، يتصورون أن ذلك الفكر هو مجرد "تراث"، قد طُوِيت صفحته، فلم يعُد فاعلا في الثقافة المعاصرة للكيان الصهيوني، على أرض فلسطين، وفي التعامل الصهيوني مع الأغيار. لكن الحقيقة تفضح هذا الزعم الساذج والمنافق، فلقد ذهب هذا "التراث العنصري الدموي" إلى تأبيد هذه العنصرية الدموية، باعتبارها حكمًا إلهيًّا، ومن ثمَّ، تأبيد تأثيراتها العنصرية، على امتداد الدهور. فبعد أن جعلوا إلههم هذا - "يهوه"- "الرب الذي لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء" - سفر العدد، إصحاح 14: 18، امتدوا بهذه العنصرية، وهذه الكراهية للأغيار، وهذه الإبادة لتفعل فعلها، في واقع الممارسات التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين، في واقعنا المعاصر والمعيش، وذلك بدعم من الصليبية الغربية، شريكتهم في ثقافة العهد القديم". فالحاخام "العقيد أ. فيدان "زيمبل" يفتي - في سبعينيات القرن العشرين- فتوى، تنشرها القيادة العسكرية للمنطقة الوسطى في الجيش الصهيوني؛ التي تقع الضفة الغربية تحت سلطتها، يجدد فيها ويطبق هذه النصوص العنصرية الدموية؛ التي كُتِبت في العهد القديم، والداعية إلى إبادة جميع الأغيار، حتى المدنيين الطيبين من هؤلاء الأغيار!. فيقول: في حالة احتكاك قواتها بمدنيين خلال الحرب، أو مطاردة حامية أو غارة، إذ لم يتوافر دليل بعدم إلحاقهم الأذى بقواتهم، هناك إمكانية بقتلهم، أو حتى ضرورة للقيام بذلك، حسب الهالاكاه "الشريعة"، بل تحض الهالاكاه على قتل حتى المدنيين الطيبين. فالقتل واجب وضروري للمدنيين الطيبين، بمقتضى الشريعة الحاكمة والمكونة لهذه الثقافة العنصرية. أما الحاخام "شمعون وايزر" فإنه يفسر لأحد الجنود الصهاينة؛ الذين يخدمون في فلسطين المحتلة 1967م، نص العهد القديم: "ولتمح ذكرى العماليق من تحت السماء" سفر التثنية إصحاح 25 : 19، فيجعل الفلسطينيين وكل الأغيار المعاصرين مثل "العماليق، المطلوب دائمًا وأبدًا، كلما أمكن، محو ذكراهم من تحت السماء، فيقول هذا الحاخام: "إنه لا يُسمح في زمن الحرب بقتل كل عربي أو امرأة فحسب، بل يجب القيام بذلك أيضًا. أما الحاخام "ديفيد دود كفيتن" فإنه يجعل نهب مزارع الفلسطينيين أمرًا شرعيًّا، بمقتضى التوراة وأوامر الرب "فيزود المستوطنين اليهود بالتعليمات المفصلة؛ التي تبيح لهم، بل تحضهم على سرقة المحاصيل الزراعية للفلسطينيين"، مبررًا السرقة والاستيطان بقوله: "إنني لا أرى أن هذا الأمر غير شرعي من ناحية التوراة، هذه أوامر الرب؟!!!. فثقافة العنصرية الدموية، هذه، ليست مجرد تراث في كتاب قديم، وإنما هي المكون الأساسي لثقافة الكراهية السوداء، والإبادة التي تُمارَس على أرض فلسطين، في القرن الواحد والعشرين". ـــــــــــــ * مفكر إسلامي مصري. RE: الرد على: هل المجتمع المصري مجتمع أًصولي؟ - طريف سردست - 12-13-2011 (12-12-2011, 11:10 PM)فارس اللواء كتب: لا أتنكر أبدا لتاريخ المسلمين والذي كان في أغلبه تاريخا استبداديا، ولكن الحُكم بناءا عليه يفرض علينا الحُكم علي ذلات وهنات حضارات الغرب، والقياس علي القمع الفكري الذي يواجهه الآخر في بعض البلدان التي تتسم بالحضارة..ناهيك عن التغاضي عن المحيط الثقافي للحضارات وتناسي دور الحداثة في رفعتها ، لا نقيس أبدا واقعا إعلاميا واقتصاديا واجتماعيا لزمنين كان الواقع فيهما أكثر صلابة وتجذرا وتدقيقا وتطورا في زمن دون الآخر...ومعه لا يصح التنكر لمسلمين ركبوا قطار الحداثة حتي لو كانوا علي أول الطريق...فهمك هذا أًصولي بحت"حسب توصيفك" يقابله فهم الأصولي السلفي..لا فارق بينكما.. لاادري ماهي اسباب ضرورة الاختباء خلف الغرب. الفكر الغربي لايرفض كشف نواقصه والاعتراف بها وطرح حلول لها. في الحقيقة ان اول الطريق لحل المشكلة هو الاعتراف بها وليس تغطيتها والمطالبة بالسكوت عنها . ان معرفة ان اغلب تاريخنا هو تاريخ استبدادي يتطلب ايضا التصدي بجرأة للاسباب. بالتأكيد توجد اسباب عامة كانت تسود العصور القديمة بأسرها، ولكن ايضا توجد اسباب خاصة. والازمة ان هذه الاسباب لازالت شائعة حتى اليوم في جميع النماذج الفاعلة، كانت على مستوى الدول او الجماعات، مثل ايران والسعودية والسودان وغزة والصومال وباكستان وافغانستان وبين غالبية الجماعات الاصولية. ولكون موضوعك تناول الاصولية تحديدا كان من الغريب انه تجاوز كل هذه النماذج الشائعة والغالبة ليطرح لنا صورة رومانسية خيالية لايوجد لها على الارض اي نموذج واقعي يمكن الاشارة الي اليه. ان تعتبر انت ان السبب انني وجدت نفسي في ( مواجهة مباشرة مع الاديان) يعيد من جديد امرا سبق ان شرحت لك مضمونه، تحديدا ان الكلام يجري عن اعمالكم وليس عن الاديان. واصرارك على جعل اعمالكم والدين شئ واحد يعني عمليا انك تقر ان الانتهاكات التي يجري الاعتراض عليهاهي الدين نفسه، وهو امر اكبر مما توقعته من هذا الحوار، ام تعتقد ان بإمكانك التخفي خلف الدين من اجل ابتزازي؟ كل ذلك يثير عجبي إذ انك تطرح نفسك ممثلا للوسطية والتنوير. وإذا كانت الوسطية بهذا السلوك فماذا يجب ان ننتظر من بقية متطرفي الاصولية ( على الرغم من ان جميع الاصوليين يدعون الوسطية). وكل ذلك بسبب الاصرار على تعريف للاصولية لايفرق حتى بين الاصولية السلفية والقاعدة مثلا وبين اصولية الاخوان المسلمين او الصوفيين، وانما يمعط الفروقات ويجمل الوجه القبيح للاصولية. ومع اصرارك يختفي الفرق تماما بين جميع الاصوليين، ليصبح من الممكن الشك في ان التمايزات المُدعاة تنازلات تكتيكية ستختفي بعد الوصول الى السلطة وتغيير البنية الفكرية والاجتماعية للمجتمع من منظومة السلطة، وهو الموقف الكلاسيكي للاخوان المسلمون. وشكرا على المسامرة اللطيفة على اية حال |