حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
خمسة انكسارات شخصية جدا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: خمسة انكسارات شخصية جدا (/showthread.php?tid=46230)



خمسة انكسارات شخصية جدا - هاله - 12-10-2011

من كتابات الصديق العزيز "واحد افتراضي"


عودة
الجندي المنتصر, ذاك الذي عاد محملا بالذكرى والتعب, وصل الى مدخل البيت الحجري,بكت صفصافة تعرفه طفلا يافعا , حين مر من تحتها وهو يعبق برائحة الموت, في حين كانت وجوه الميتين ترتسم في خطاه. فر عصفور مخلوع القلب رعبا محلقا نحو السماء التي ما زالت صرخات الموتى تتردد في جنباتها.
الجندي "الخاكي" كثيرا, نظر نحو النجوم في فضاء من سخام ابتسم, دق الباب فلم يجبه سوى الصدى
خلع الباب ببسطاره العسكري, كانت تنوس هنالك ,على الطاولة الخشبية العتيقة, شمعة تصارع الوحدة والريح التي تنسرب كالموت من زاوية الشباك المكسور وقربها رسالة بينما صوت الفجيعة يجول في الأرجاء
أمسك بالورقة, قراها,
وضع فوهة الرشاش في فمه, و تناثر في السماء


خيانة
لم يكن وحده ,الماكياج الصارخ, يكذب على وجهها, كانت تقضم التفاحة كفأرة مؤدبة, وتخاف على أحمر شفاهها الرخيص, تضم ساقيها كبنات المدارس وتتحدث بصوت خفيض كما لو كانت قد فقدت صوتها في ذلك الصباح.
هكذا رأيتها حين استرقتُ النظر من شباكها الذي كنت أرمي لها, فيما مضى, رسائلي تحته
حبيبتي التي كذبت فصارت مخطوبة أصبحت تتقن الكذب الملون, لهذا فإنها سرعان ما صارت زوجة
بعد سنوات, حين صارت محجبة مترهلة المؤخرة تفوح منها رائحة البصل ..تطارد أولادها القرود بالمكنسة وتشكو للجارات زوجا سكيرا يضربها, أصبحت وحدي مجنون القرية, أستمرئ الصراخ في الدغل الذي أطلقت فيه حمامة ثديها الأبيض ذات عشق, أطارد الأولاد الذين يرجمونني بالحجارة والشتيمة,..أضاجع النساء حين يغيب أزواجهن في زحمة المدينة,
وفي الليل: أكتب الشعر.

نزق
كومة اللحم والحنين تلك, التي فقدت زوجها دائم التذمر قبل سنة, والذي كثيرا ما كنت اراه يشبعها ضربا, كانت امي.
في السنة الأولى بكت كثيرا, و فيما بعد صارت تقلل من ا لبكاء والذهاب للكنيسة في الآحاد, وتكثر الضحك.
ذات يوم فاجأتها تمارس التدخين مع جارة أخرى, ارتَبكَت كولد عاصٍ , وحين أدرت ظهري وعيناي تتفجران دهشة لأتظاهر بالانشغال ,ابتعدتُ فانفجرت خلفي ضحكتان مكتومتان , أكاد أقسم أنهما لا تصدران الا عن بنات المدارس

تنتظره
تنتظره, المرأة المضيئة كالفلورسنت الأبيض, أمام الشاشة, تتظاهر بتصفح موقع الجزيرة, أو تنزيل أغنية ام بي ثري لفيروز. وحين يتأخر كثيرا, تنفجر بالبكاء المكتوم فتنتشر في الهواء رائحة الياسمين
"هو" انشغل "قليلا" في تلك الليلة !


محاولة للكذب
"أنا لا أحبك", هكذا ارتعش القلم, على الورقة التي كانت عذراء قبل قليل
"لا أحبك" , هكذا كتب, فأطال كثيرا في الشرح على بطن الورقة الممزوعة التي تلطخت كثيرا بالكلمات التي شطبها فيما بعد عن آخرها.
مزق الورقة- الضحية, دفنها في سلة المهملات التي تحتوي على "مجزرة" من الورق , وأجهش بالعويل : "أعشقهاااا" !




RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - coco - 12-10-2011



رووووووعة

( تسلم الأيدي والكي بورد عزيزتي هالة , له روقة وأطلع لكم تفانينه وأوريكم لعب اللعبة صح بامتياز مية في المية إزاي )

كوكو


RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - هاله - 12-11-2011

أسعدني مرورك بهذه النصوص يا أستاذ كوكو و أنتظر تعليقك عليها بشوق و لهفة
فهذه النصوص القصيرة كما الومضة أو البرقة تذكرني بقول نجاة: انت تقول و تمشي و أنا اسهر ما أنمشي. أو فيروز: كلمة حكيها و راح من دربي ... و رجعت وحدي و ما رجع قلبي. نقرأها بسرعة و تمضي لكننا لا نسلم من زوابع الاعجاب و الانشغال بجمالها بعدها.

[صورة: images?q=tbn:ANd9GcQZQSjBkuA3U3NUqrCe3wN...V2wSwdkMRH]


الرد على: خمسة انكسارات شخصية جدا - أسامة مطر - 12-11-2011

جميلة جدا ...


RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - coco - 12-12-2011


اقتباس:أسعدني مرورك بهذه النصوص يا أستاذ كوكو و أنتظر تعليقك عليها بشوق و لهفة


تعليق سريع

ربما كان العنوان الذي لا أدري إن كان من العزيزة هالة حين قرأت الأقصوصات أو من الكاتب , هو الذي يلفت الانتباه إلي ذلك الجو النفسي الذي يتحتم علينا أن نقرأ به تلك الأقصوصات , عندما نوضع في مواجهة انكسارت , تنشغل الذات القارئة فورا بهزائمها البعيدة والقريبة وتتهيأ لمقاربة انكسارت أخري , قد تقرأ فيها عالمها الخاص وقد ترتاد مع الكاتب عالمه لتري طبيعة تلك الأزمات الخاصة به ثم تعود لعالمها الخاص مرة أخري لكي تري في نور ما قرأت انكساراتها الخاصة , تحتشد الذات بفعل العنوان صوب الألم الذي يحل بها من انكساراتها وانكسارات الآخرين وصوب رؤية وجه المأساة في العالم الذي تعيشه ويعيشه الآخرون .

ولكن الكاتب يخدعنا كثيرا أو تخدعنا العزيزة هالة أكثر حين يـ / تجعلنا نقرأ أنها انكسارات شخصية جدا , أبدا فما كانت تلك الاتكسارات إلا الهم الإنساني العام الذي نلقاه في كل زاوية وركن من هذا العالم البائس , وما يجعل هذا الهم الإنساني العام هما خاصا لكاتب خاص هو زاوية الرؤية التي ينظر منها ويتأمل ثم يعبر ويصوغ ولكن ذلك التعبير وتلك الصياغة آثر كاتبنا أن يكون لهما قالب خاص هو قالب الأقصوصة الذي لن نتعرض له كمصطلح فني وأنما نكتفي بالقول أنها قالب يتميز بتلخيص التجربة بريشة دقيقة سريعة الضربات تعرف كيف تهتدي لتطويع هذا الهم الإنساني العام لتجربة خاصة .

ففي الأقصوصة الأولي ( عودة ) حين يتناول قضية الحرب تلك القضية العامة التي تشغل ضمير العالم كله يلزمنا بزاوية محددة من النظر أن المنتصر والمهزوم في الحرب صنوان , المنتصر هو المهزوم والمهزوم هو المنتصر , يتبادلان المواقع دائما , فلا انتصار ولا هزيمة في الحقيقة وإنما هو وجه المأساة الذي يبرز محتلا الساحة .

في الأقصوصة الثانية ( خيانة ) نري الهزيمة في الحب ولكنه لا يحدد لنا من المنهزم ومن المنتصر .الكل مهزوم لأن الهزيمة جاءت من العطب الذي يصيب التفاحة من الداخل فتبدأ أنسجتها في التحلل , وجه المأساة ناشئ من المنظور الذي يري به الكاتب أن الهزيمة في الحب جاءت من ظروف خارجية عنه قاومت نموه وازدهاره أثرت علي مفهوم الحب وعلي طبيعة العلاقة , من طبيعة علاقة حب بذاتها كانت المرأة فيه طرفا غير فاعل , طرفا سلبيا نتيجة وضع اجتماعي وثقافي وحضاري .

في الأقصوصة الثالثة ( نزق ) نري هزيمة أخري أمام الذكري والحنين إلي الماضي والبكاء علي طلله الذي يضمحل شيئا فشيئا تحت سطوة الزمن وينتج لنا كائنا آخر بختلف جذريا عما كان في أول الكارثة التي أدوت بحياته السعيدة وألحقت به الوحدة , وتتطلع الذات لهزيمة الذكري والنسيان عبر عدم الإخلاص لتاريخ حميم كان لها يوما , ورغم أنها قضية في الهم الإنساني العام إلا أنها تتشخص في منظور كاتينا في أهم علاقة تربط بين إنسان وإنسان وهي علاقة الزوجية , ذلك الرباط المقدس الذي صار به الزوجان كائنا واحدا يلبس بعضه بعضا ويفضي أحدهما للآخر بأدق ما يملكه لحظة المتعة بالانصهار عبر المشاركة الوجدانية عندما بمنح الجسد والقلب والروح .

في الأقصوصة الرابعة ( تنتظره ) نري نوعا آخر من الهزيمة , هزيمة الانتظار إزاء ما نود أن يكون ماثلا أمامنا ممتلئا بالوجود فيمنح لوجودنا تحققه نتيجة حضوره, لما نرغبه بعنف حتي نحس بوجودنا الإنساني بالمعني العميق لهذا الوجود , فمن قضية غياب الحبيب البسيطة انطلق كاتبنا ليمنح هذا الغياب طعما آخر غير ما نراه في الغياب الاعتيادي الذي يمر بأيام عمرنا دون أن نحس بمدي سلطة هذا الغياب وتهديده لوجود الذات نفسها .

في الأقصوصة الخامسة نري قسوة هزيمة من نوع آخر تلك مثيلة بما صرخ بها هاملت في منولوجه الشهير , وهو يعدد مجموعة من الرازيا التي تخول للمرء أن يتخلص من حياته بطعنة من خنجر في يده , ألم الحب المرفوض , الحب الذي يتأجج في الذات نحو المحبوب العاصي علي العلاقة , هنا كانت زاوية الرؤية ترصد نوعا خاصا من الحب , ذلك الحبيب الذي يموت ويحيا في كل ثانية من الثواني التي تمر عليه ولا يستطيع أن يجبر هذا الحبيب العاصي الرافض أن يستسلم لجمال الحب الذي يستعر في جوانحه ويروح يقاوم من داخله تلك الرغبة العارمة في قتل رغبته المحمومة بإحياءه كل مرة يشرع فيها بممارسة طقوس قتله في داخله .

مجموعة من الانكسارات الخاصة جدا رغم أنها تنطلق من انكسارات عامة ولكنها هنا أخذت طعما من نكهة كاتبنا الخاصة وتلونت بألوان لوحة ألوانه الخاصة ,فجاءت انكسارات خاصة جدااا ..

فعندما عالج في أقصوصته الأولي ( عودة ) تلك القضية العامة ( قضية الحرب ) يأبي كاتبنا أن يشرح ويحلل أو يفوه بأي نوع أو شكل كانت له تلك الحرب , هل هي حرب عادلة للدفاع عن وجود ما يستحق الحياة ؟ هل هي حرب ظالمة لمجرد اغتصاب حق الآخرين في العيش والوجود ؟ بديلا عن ذلك عممها بقضية الحرب فقط حين يبيد الإنسان أخاه الإنسان , هكذا دون تعليل , وكأنه يعلن أن الحرب في ذاتها شر مطلق وأن للوجود الإنساني الذي منحه الله للبشر من القدسية ما لا يمكن لإنسان أن يسلبه من أخيه دون جريرة , تصور لنا الأقصوصة بريشة دقيقة عودة ذلك الجندي إلي موطنه ولا يصفه إلا بصفة وحيدة وهي ( المنتصر ) والنصر هنا كان بفعل ما جنت يداه في الحرب من قتل وإبادة , عندما يصل موطنه ذلك الذي عرفه صغيرا ورأت كل الكائنات التي نشأ في ظلها ( شجرة الصفصاف , العصفور , السماء , النجوم ) رائحة الموت تنبعث من ملابسه وخطاه ووجوه الميتين الذبن كانوا ضحيته , يتبدل حال الكائنات الطبيعية الرائية له إلي كائنات إنسانية تشعر وتحس بالألم من الحال الذي صار إليه وتري أنه ليس جديرا بهذا العالم الطيب البرئ وإنما عليه أن ينفي عنه , فبعد أن كانت تري براءته في صغره , وتتماهي مع تلك البراءة رأت فيه وحشا مستعدا لاغتيالها هي الآخري بما اكتسب من قسوة في الذات جعله يبيد كائنات أعلي منها في الوجود , وعندما يدلف إلي بيته بعنفه الذي أكسبته إياه الحرب ويطالع الأشياء القليلة الملخصة بعناية ( شمعة وحيدة . شباك مكسور , ريح تئن , رسالة ما ) يدرك فجأة مدي الفجيعة التي ألمت بالعالم من جراء ما اقترفه , لقد تلبست الكائنات روح النفور من جريمته وبدلا من أن يعود إلي موطنه مكللا بأطواق الغار يجد العالم الذي كان يتمني أن يري فيه المنتصر العائد ينسحب إلي الرفض , لكي يتركه وحيدا في مواجهة هزيمته من فرار كل شئ منه , فلا يملك عندها إلا أن يقرر التلاشي والانسحاب هو الآخر من هذا العالم الذي أنار له ذاته وأوقفه أمام نفسه عاريا , يصوغ كاتبنا النهاية بطريقة رائعة , بضربة ريشة واحدة ( تناثر في السماء ) وكأنه لا يمكن لهذا الكائن أن يصعد سليما إلي عالم السماء وإنما عليه أن يصعد متناثرا كالشظايا بعدد الموتي الذين أبادهم .

في الأقصوصة الثانية ( خيانة ) وعندما يصور لنا الهزيمة في الحب يصور لنا الطرف المحبوب برشاقة ناسبا له كل خطيئة حين يمارس الخداع لأنه لا يفهم قيمة عليا تسمي الحب ( تضع المكياخ الصارخ , تصطنع الرقة في الحديث والأدب في السلوك , تكذب أكاذيب فيما بعد ) فما كانت بغيتها إلا الفوز بزوج وكأن الزوج هو الهم الوحيد تحت وطأة ظروف اجتماعية واقتصادية وأخلاقية لا تعرف للحب إلا هذا الدور فقط , وما كانت كل تلك الحيل إلا من أجل هذا الغرض فقط , لم تفهم أن الحياة في نور الحب لها طعم آخر يختلف جذريا عن حياتها التي أوقعت نفسها في شركها حين مارست كل تلك الحيل والأكاذيب لكي تحوزها وتفوز بها , وكان العقاب أن ( صارت محجبة , مترهلة المؤخرة , تفوح منها رائحة البصل , تعاشر زوجا سكيرا , تطارد أولادها الأشقياء ) , سقطت في النهاية في هزيمتها الخاصة , في حياتها البائسة الخالية من أي متعة حقيقية وعلي الجانب العكسي يتطور العاشق الذي مازال لا يستطيع الاستيقاظ من حلمه عندما كان يؤمن بتلك القيمة العليا – الحب – حين رأي فيها براءة مفتعلة نسجها إيمانه بأن الحب الذي رأي صورته ملخصة في ثديها تلك الحمامة البيضاء حين تعرت له في لحظة حب , يتحول إلي مجنون القرية الذي لا تقدر ذاته أن تحتمل تلك المفارقة الغريبة بين الواقع والمثال فيصير مثلها ( يطارد الأولاد الذين يرجمونه , يضاجع النساء اللواتي يغيب عنهن أزواجهن ويأمن لجنونه في عدم البوح بخطيئتهن ) , يسقط في الهوة اللعينة التي سقط فيها المثال ( تلك الحمامة البيضاء ), ولكن كاتبنا أيضا وبضربة ريشة سريعة كما في الأقصوصة السابقة يمارس فعلا نبيلا ( في الليل : أكتب الشعر ) وكأنها لا ملجأ له من تلك المفارقة الفظيعة لما صار إليه وصارت إليه وصار إليه الحب في العالم إلا أن يستغيث بالصوت الداخلي الذي لا يملك غيره لكي يظل علي قيد الحد الفاصل بين الجنون التام و بعض العقل.

في الأقصوصة الثالثة ( نزق ) عندما تولي كاتبنا فيها رسم صورة تلك المرأة الخاصة بطلة تجربته يعود إلي عادته التي ألفيناها في الأقصوصة الأولي لكي يلخصها بضربة سريعة ( كومة من اللحم والحنين ) ولا يتبادر لذهننا أن اللحم هنا رسم لصورة خارجبة لسمنة المرأة وبدانتها وإنما اللحم الحي الذي يصرخ بالحنين لذكري هذا الرجل الذي كانت له يوما , ورغم أن الزوج في الحياة اليومية كان دائم الشكوي وكان يضربها إلا أن انشغال الكاتب فيما بعد في تصوير مدي ما كان يعمرها من حيوية وإخلاص ببكاءها الكثير عليه في السنة الأولي لرحيله يعزز لدينا حيوية تلك الحياة التي كانا يحيانها , ولكن مع مرورالأيام تبهت تلك الذكري ويضيع ذلك الإخلاص لذكراه ويتحول الرجل إلي شبح بعيد , صورة كانت يوما ما ليس لها من الحياة إلا بقدر شحوبها في الذاكرة شيئا فشيئا (فيقل ذهابها للكنيسة في أيام الآحاد ) وتبدأ في مفارقة الحزن علي رحيله ( تكثر الضحك ) حتي تأتي النهاية المفجعة والهزيمة الكبري للذكري بأن ( تدخن مع جارتها ) التي ربما يكون قد حل بها نفس الحال ويتشاركان سويا في فعل النسيان وعندما يعلن كاتبنا عن دهشته من قوة تأثير الزمن علي المرأة - أمه - التي مازال لا يراها إلا أما فيما هو صورة الأب الذي كان لا بد أن تظل ماثلة أمامها تعلن لها في كل لحظة أن تلك الذكري لا يمكن أن تنمحي , يفاجئ بالتحول التام الذي أصابها حين تضحك تلك التي الضحكة المكتومة مع جارتها ويلخصها بضربة فرشاة سريعة ( ضحكة بنات المدارس ).

في الأقصوصة الرابعة ( تنتظره ) يستمر كاتبنا علي نفس المنوال السابق في بداية كل أقصوصة مما مر بنا حين يضرب بالفرشاة بسرعة لكي يعطي الوصف الذي يريد به تصوير الحالة التي يتغيا أن تصل القارئ بأقل مجهود ممكن حين يصف المرأة بـ ( المضيئة كالفلورسنت الأبيض ) ليس هذا وصفا لجمال خارجي تتمتع به تلك المرأة الوحيدة قدر ما هو جمال داخلي تسبح فيه عبر عالمها الأبيض الخاص, عالمها الداخلي , عالم مشغول كل الشغل في التفكير فيمن هو غائب عن الوجود عن لحظتها وزمنها الداخلي الخاص , تفتعل أشياء ( تتظاهر بتصفح موقع الجزيرة أو تنزيل أغنية لفيروز ) ولكن كل محاولات الانشغال لا تفلح في كبح ما يعتمل في ذاتها من رغبة جامحة في الوجود معه , فلا تملك إلا أن تنفجر في البكاء شوقا لاكتمالها الحقيقي الذي لا يكون إلا بالوجود معه ويلخص كاتبنا النهاية بسرعة في ريشة دقيقة ( فتنتشر في الهواء رائحة الياسمين ) لكي يعلن لنا أن ما يمور في داخلها غني ونفيس وليس مجرد انتظار فارغ تبحث فيه عن – الوجود مع - بلغة سارتر - وإنما وجود يريد أن يمتلك حريته الكاملة في أن يمنح للحبيب ذلك العطر الداخلي الرائع الذي يعبق بداخله في عنف , هزيمة من نوع خاص جدااا نتعرف عليها من ضربة الفرشاة الأخيرة ( هو انشغل قليلا في تلك الليلة ) , حينئذ لا بد من الدوران طيلة الليل بين انسحاب كل شئ بافتعالها التشاغل ثم الانفجار بالبكاء من قوة هذا الغني الداخلي الذي يظل منتظرا لما قد يأتي أو لا يأتي .

في الأقصوصة الخامسة ( محاولة للكذب ) نري نفس ثيمة الأقصوصة السابقة مع تبدل المواقع والتحايل علي الفكرة ونري كاتبنا يمارس هوايته الدائمة في التلخيص السريع ( هكذا ارتعش القلم علي الورقة ) ويزيدنا لهاثا وراء الفكرة ( التي كانت عذراء قبل قليل ) ربما كانت تلك الورقة هي الروح التي يسطر فيها قصته وربما كانت تلك العذرية هي القلب الخالي الذي وجد نفسه فجأة في ورطة الحب , ربما كان الحب المرفوض الذي لا يحس يه الطرف الاخر أو لا يعني له شيئا وربما كانت علاقة شائكة يترواح فيها القبول والرفض , وربما كانت علاقة توشك علي الانتحار , وفي كل لحظة تتحول فيها الورقة إلي المضي في إنهاء العلاقة لكي يعود للقلب خلوه من مرضه المزمن باللاجدوي والعبثية من تلك العلاقة ينهار في كل مرة ولا يقوي إلا أن يمزق الورقة ويملآ سلة مهملاته بضحاياه , وفي ثنايا تلك المكابدة الدائمة أبدا يجهش بالعويل معلنا هزيمته في ضربة الفرشاة السريعة ( أعشقهاااا ) لا لشئ إلا أنه وكما عنون الأقصوصة يحاول الكذب علي نفسه بافتعال النسيان .

من خلال تناول الأقاصيص رأينا خصائص لكاتب استطاع بها أن يفرض سطوته علي قارئه للدخول إلي هذا العالم من الانكسارات الخاصة التي قد تتماهي مع انكساراته أو يري في ضوئها انكساراته الخاصة , وجاءت حيله الفنية كما سبق وأن ألمحت في اختياره الموفق للمنظور الذي يتناول منه تلك الانكسارات والهزائم مازجا بين العام والخاص معليا من شأن خصوصيته ككاتب , في أسلوبه التعبيري حين استطاع بجملة البداية وجملة النهاية أن يفرض علي القارئ تلك القراءة ولا يجعله يحيد عنها وان أعطاه فسحة لكي يتأمل انكساراته وهزائمه الخاصة , وأحب أن أضيف خصيصة أخري لمحتها تبدو علي استحياء وهي مزج الشعري بالنثري بطريقة خافتة سلسلة من خلال التكثيف والتقطير اللذين يعلي من قيمتهما التعبيرية في التناول ومن طريقة التصوير البارعة حين يؤدي المعاني التي يرمي إليها .ولكن لهذا حديث آخر لا يتسع المكان له .

كاتب جيد وأعمال جيدة نرفع لها القبعة .

( وتعرفي يا عزيزتي هالة لو كنتي انتي الكاتب راح تكون وقعتك واقعة ما يعلم بيها إلا ربنا ) 15641

كوكو



RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - هاله - 12-13-2011

أسعدني توقفك و تعليقك يا دك أسامة مطر ... شكرا و Rose_rouge


RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - هاله - 12-14-2011

قراءتك لتلك النصوص رائعة جدا يا استاذ كوكو 2141521 و ليست بعيدة عن قراءتي الخاصة و لا عن قراءة الكاتب نفسه. و هنا أورد تعليقا له على قصة الجندي


للقصة القصيرة جدا ميزتان (....)
الأول: التكثيف, والثاني : الكركترة
أقصد بالأخير, أن هذا النوع من القص يستلزم اقتناص لحظة ما, لحظة عادية جدا, و رسمها بالفحم الأسود على ورق, هكذا تتخذ الأشياء صورة استقطاب حاد بين الأنتاجونست والبروتاجونست, و الأهم : أنها تحمل رغبة عارمة في تحديد الأسئلة الوجودية العميقة, أو تلك اليومية العابرة و ابرازها أمام المتلقي
هذا اذا فهمي لنصوص القص القصير جدا, وفيما "علا" بعض محاولاتي للاقتراب من هذا المفهوم النصي المرتبك بالأسئلة والتجريب وصولا الى الارتقاء نحو سماء الأسئلة (مجددا)والتجريد

في "عودة" حاولت باختصار شديد ادانة الحرب, الحرب التي تقتل الانسان , فتحيل الجندي (منتصرا ومهزوما) الى ضحية.
وتحيل "الانتصار" الى قمامة, هكذا حاولت
هو جندي (برغي في آلة الحرب) لا ثائر (....), هو حارب وأحرق الروح في الخنادق التي تشتعل فيها أرواح ضحاياه مع دخان البارود الذي يمتد من فوهة سبطانات المدافع
هو قاتل وهو ضحية, لعله ضحية الحقيقة الفلسفية القائلة بأن الانسان لا يستحم في النهر ذاته مرتين, هو حاول "العودة" الى شجرة الصفصاف, الى العصافير التي تعرف وجهه طفلا فلا تهرب منه, لكنه لم, ولن يعود.
الرسالة التي تنتظره , لا يهمنا ما فيها, لعلها زوجة قررت خيانته مع ضابطه المسؤول, أو لعلها زوجة ماتت من الجوع ووجد الانتظار, أو لعلها ضميره هو الذي يذكره بما فقده الى الأبد
هو أمسك بالبندقية ففقد طفولته والذكريات, فقد ألفة العصافير التي كانت تلون سماءه منذ أن ارتدى الخاكي واعتمر الخوذة فصار برغيا في آلة "الانتصار" الشوفينية, وفقد ,بالنتيجة,ذاته.


العنوان هو العنوان الأصلي الذي وضعه الكاتب. أنا لم أقم بأي تغيير في النص.

شكراااااااا مكعبة و
[صورة: images?q=tbn:ANd9GcQnY6QsEmMXcAkX5hsRgNo...BIneJ2yiNQ]




RE: خمسة انكسارات شخصية جدا - هاله - 01-12-2012

عندما حوصرت العراق
كان العرب يشاهدون ستار أكاديمي
ولكن عندما بدأت الحرب, و اجتاح الأميركان العراق, ففكوا الحصار عنها ..
بدأ الجزء الثاني من البرنامج


عندما حوصرت ستالينغراد
كان ستالين يصدر أوامره العسكرية للثلج: أن أهطل غزيرا على قبعات الألمان
فكان أن عرف الناس انه نبي
وهكذا, جيّر النصر قلادة لجوزيف, وأما القتلى فلم يعد يتذكرهم أحد


عندما حوصرت جنين
كان العرب ينتظرون شارة "خبر عاجل" بفارغ الصبر


عندما حوصر تل الزعتر على يد قوات حافظ الجحش
كان فقهاء المسلمين يتساءلون عن مشروعية أكل الجرذان


عندما حاصر النازيون غيتو وارسو
كان العازف شلايمي (شلومو) يعزف على الترومبيت, ويغني:
لن ينجحوا في حصار الأغاني



واحد افتراضي